سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات حول واقع لبنان في مرحلة ما بعد الحرب

 

الحوارنيوز – صحف

 

ركزت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها على مرحلة ما بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية وواقع لبنان في هذه المرحلة .

 

  • النهار عنونت: لبنان يرصد بدقة وقف النار الإقليمي: جديّ للغاية… وتساؤلات حول “صفقة

 

وكتبت صحيفة “النهار”: أسوة بكل دول المنطقة وسواها في العالم، فوجئ لبنان بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير المتوقع أبداً فجر أمس في توقيته على الأقل، عن وقف النار بين إسرائيل وإيران. ومع أن هذا التطور شكّل حدثاً سعيداً للمنطقة، فإن لبنان الرسمي والسياسي، بكل اتجاهاته السياسية، سعى إلى تحريك كل قنوات المشاورات والاستقصاء، سعياً إلى تلمّس معلومات دقيقة عن حقائق لا تزال غامضة وقفت وراء ما يعتقد بأنه طلائع صفقة إقليمية اميركية ضخمة سيمر وقت قبل جلاء كل ما تستبطنه. ولكن ما شكّل عاملاً جامعاً في المعطيات التي تبلّغها رسميون وسياسيون تمثّل في التشديد على جدية اتفاق وقف النار، ولو شاب اليوم الأول منه اهتزازات أثارت الشكوك في متانة الاتفاق وجديته. ويُعتقد أن المصادفة التي تزامنت عبرها زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للدوحة أمس والمحادثات التي أجراها مع أمير قطر ورئيس وزرائها، قد تكون اتاحت له الاطّلاع على معطيات مهمة تتصل باتفاق وقف النار الذي ذكر أن قطر اضطلعت بدور في المفاوضات التي سبقته وأدت إلى إعلانه.

 

وتقول مصادر معنية بالاتصالات الديبلوماسية الجارية لتبيّن الوقائع التي تحوط بالاتفاق، إن لبنان يبدو من البلدان الأساسية المعنية بترقب تداعيات وتأثيرات وقف النار بين إسرائيل وإيران، لسبب أساسي هو معرفة ما إذا كان الاتفاق حصل على خلفية صفقة شملت الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى جانب الملف النووي، وتالياً نفوذ إيران في المنطقة بما يمس مباشرة واقع “حزب الله” في لبنان. وأشارت إلى أن العامل الموازي في أهميته لتأثير أي صفقة محتملة مع إيران على أذرعها في المنطقة يتعلق بالتمويل، في ظل ترقّب ما يتوقع أن تقدم عليه الإدارة الأميركية بعد وقف النار من تخفيف للعقوبات والحصار المالي على إيران، وهو أمر جوهري سيجري رصده في المرحلة المقبلة لمعرفة تداعيات وقف الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على “حزب الله” وسواه من التنظيمات المرتبطة بإيران. وفي ظل ذلك، تضيف المصادر، ستشهد مرحلة ما بعد ترسيخ وقف النار ترقباً في لبنان للاتجاهات التي ستسلكها الدولة في ملف نزع سلاح “حزب الله” وما إذا كانت ستتخذ وتيرة مغايرة لما كانت عليه في الأشهر الماضية، علماً أن إعلان وقف النار ووقف الحرب الإيرانية- الإسرائيلية سيسرّع مبدئياً إعادة طرح ملف السلاح في لبنان على كل المستويات.

 

ولعل اللافت أن زيارة الرئيس سلام مع وفد وزاري لبناني للدوحة، شكّلت أول تحرّك ديبلوماسي أمس في المنطقة، بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس ترامب وقف النار بين إسرائيل وإيران. واستقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس سلام والوفد الوزاري ثم عقد لقاء ثنائي بين الأمير ورئيس الحكومة. وأفيد رسمياً أن الجانبين عبرا خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع تأكيد أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجاباً على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج، خصوصاً بعد الاعتداء الإيراني الذي تعرضت له دولة قطر، والذي دانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً. وفي مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال سلام: “تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز. كما إننا نأمل بأن تستقر الأمور في المنطقة وأن يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم إلى لبنان، ونحن نأمل بأن يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الأمير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الأشهر الماضية في لبنان، إن كان في مجال الإصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لإعادة تشكيل الإدارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء، ما يساهم في جذب الاستثمارات”. وأشار إلى “أن هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقياً يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي”. وقال إنه “في ما يتعلق بـ”حزب الله” فنحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعاً في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان إلى حرب جديده بأي شكل في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً، واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع إلى صفحة جديدة من العمل الديبلوماسي”.

 

في المشهد الداخلي، برزت الزيارة الأولى التي قام بها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للقصر الجمهوري في بعبدا منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزف عون. وتحدث جعجع بعد لقائه والرئيس عون، معلناً أن “التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد انتخابه”، وقال: “بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييماً خصوصا للقرارات المطلوبة داخلياً بعد ما حدث وكان التوافق مئة في المئة”. وأكد “أن الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص”. وأضاف: “لم نوجّه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع”. ولفت إلى أنه “حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل أن تكون مطلباً خارجيا”. واعتبر أنه “كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة، بدءاً من اليمن ووصولاً إلى لبنان، ولم يكن ممكناً أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي- إيراني جدي تبعاً لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان العليا”. وشدّد على أن “لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة، والدولة هي من تتخذ القرار”. ورداً على سؤال، قال: “لم ألمس أي نفس فساد في العهد منذ 5 أشهر”.

 

على الصعيد الميداني الجنوبي وبالتزامن مع إعلان وقف النار بين إسرائيل وإيران استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن أحد المستهدفين بغارة كفردجال بالنبطية هو هيثم بكري المرتبط بـ”حزب الله”. وبعد الظهر سقطت مسيّرة إسرائيلية في بلدة مركبا.

 

وأقيم أمس في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسليم والتسلم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني أرولدو لازارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا، الذي أكد أن “علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. وإن إدراك أهمية الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيّف من أجل المستقبل، وهي عملية تحوّل، تُعزز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف التأكيد على مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني. ويبقى قرار مجلس الأمن 1701 الأساس والوجهة النهائية. وهو يجسّد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي لتعزيز السلام العادل والدائم والشامل”.

 

  •  الديار عنونت: المنطقة ترتاح… ولبنان إلى انفراج

 

البطريرك يازجي للشرع: لا يكفينا عزاؤكم و«ما حدا يتباكى علينا»
سلام في قطر: الغاز مجدداً وأملٌ بعودة الإعمار

وكتبت صحيفة “الديار”: نامت شعوب المنطقة و«ايدها عا قلبها»، جرّاء استهداف قاعدة العديد، رغم التقارير التي تحدثت عن ضربة مدروسة ومنسقة، أُخطر بها المعنيون، ليصحوا على «الطاولة مقلوبة»، انتجها المشهد الذي كان يدور في الكواليس، في لحظة ظن فيها الكثيرون ان الانفجار الاقليمي قد بات حتميا، مع نجاح وساطة قادها امير قطر شخصيا، بطلب من الرئيس الاميركي، في سحب صاعق التفجير، من خلال اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار، أنهى 12 يوما من التصعيد العسكري وأعاد الهدوء المؤقت إلى المنطقة، فارضًا قواعد اشتباك جديدة.

واذا كانت الضربة الثلاثية التي وجها سلاح الجو الاميركي الى المواقع النووية الايرانية الثلاثة، قد فعلت فعلها، فان الوضع السياسي الداخلي الأميركي أدّى دورا اساسيا، في ظل الضغوط الكبيرة التي واجهها الرئيس دونالد ترامب من قبل قيادات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الرافضة لانخراط واشنطن في حروب ونزاعات خارجية، لا تخدم المصالح الاميركية

انتصارات نسبية؟

في كل الاحوال، من الواضح ان لكل طرف روايته الخاصة، فواشنطن تقول انها أضعفت برنامج إيران النووي، فيما تؤكد تل ابيب أنها أنهكت إيران، في حين تستطيع طهران بدورها أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير، ووجهت ضربات موجعة لتل أبيب.

مشهد لا يلغي أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة، فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، فيما كلفة إصلاح المباني المتضررة لا سيما في تل أبيب وحيفا وبئر السبيع تقدر بأكثر من 400 مليون دولار، فيما سجل مقتل 20 إسرائيليا خلال المواجهات.

أما في إيران، فنظرًا الى الأضرار المادية الكبرى التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا.

يبقى ان الرئيس ترامب اثبت للعالم تفوق بلاده عسكريا، باستعراض القوة الذي نفذته قواه الجوية باستهداف ثلاث منشآت نووية ايرانية، وديبلوماسيا بتمكنه من لجم تدهور كاد العالم ينزلق معه الى حرب عالمية عبر فرض اتفاق وقف النار على اسرائيل التي تلقت اقوى الضربات الصاروخية من ايران ما ادى الى دمار في عدد من المناطق وسقوط قتلى وجرحى وتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد، وهو ما لم يعتده الكيان. وعلى إيران التي تلقت ضربات كبيرة لبرنامجها النووي وقواعدها العسكرية.

«اللعبة لم تنتهِ»

وعقب اعلان وقف النار، طفت العديد من الأسئلة إلى السطح ، لا سيما بعد تأكيد ترامب أن طهران لن تعيد بناء منشآتها النووية أبدًا، فيما لا يزال الغموض يلف مصير البرنامج الصاروخي الإيراني، لا سيما أن طهران كانت أكدت أكثر من مرة خلال الحرب أنه لا يمكن التفاوض على حقها «الدفاعي».

هل يصمد وقف النار؟

وفي هذا السياق، تتركز عيون المراقبين والعالم أجمع في الوقت الحالي على الساعات والايام المقبلة، من أجل معرفة مدى استمرار هذه الهدنة الهشة، واكتشاف البنود أو المبادئ العامة التي وافقت عليها كل من الاطراف المعنية.

اوساط ديبلوماسية عربية رأت ان فرص صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مرتفعة، مشيرة إلى أن الحاجة المتبادلة الى ترميم الخسائر، والرغبة الإقليمية والدولية في تجنب التصعيد، تشكل مجتمعة عوامل حاسمة لديمومة التهدئة، فضلا عن مصلحة واشنطن المباشرة في استمراره، بخاصة أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق إنجاز سياسي داخلي، ويأمل عبر التفاوض مع طهران في الوصول إلى معلومات عن نحو نصف طن من اليورانيوم بنسبة 60% تمتلكه إيران، حيث تعد المفاوضات السبيل الوحيد للوصول إلى مصير هذه الكمية من اليورانيوم، مؤكدة أن طهران ستطالب مقابلها بثمن سياسي يتعلق بالعقوبات، سواء من خلال نقل هذه الكمية خارج أراضيها أو التخلي عنها، هذا فضلا عن مخاوف القوى الاقليمية، خصوصا في الخليج، من توسع رقعة المواجهة، وسط تحذيرات من انفجار شامل، كما تدعم قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين تثبيت الاتفاق، حماية لمصالحها الإستراتيجية والاقتصادية، ومنها استقرار أسواق الطاقة وتفادي زيادة النفوذ الأميركي في حال استمرار الحرب.

وتابعت الاوساط، بانه على الرغم من احتمال اندلاع مواجهات محدودة مستقبلا، فإنها لن تصل إلى مستوى التصعيد الأخير خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، فطهران ترغب في وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة، دون أن يعد ذلك ضعفا منها، بل محاولة للخروج بأقل الخسائر، وتجنب مواجهة مباشرة قد تهدد بقاء النظام واستقرار الدولة.

الانعكاس على لبنان

على الصعيد اللبناني، قالت مصادر سياسية مطلعة ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات، ونجح في ان يكون على الحياد وخارج اصطفافات المحاور، في ظل الموقف الموحد الذي خرجت به «الترويكا الرئاسية»، متوقعة ان ينعكس ذلك على الوضع العام، فتدخل البلاد مرحلة جديدة بعدما اثبت لبنان انتماءه الى محيطه العربي، من خلال تضامنه مع قطر وجيرانها، ما قد ينعكس على الملفات الاقتصادية واعادة الاعمار، آملة في انطلاق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب

وفيما ابدت المصادر اسفها للعرقلة في انجاز الاصلاحات الاقتصادية، بسبب العراقيل السياسية والصراع القائم على التعيينات المالية، وتاثيرات ذلك في القطاع المصرفي، اعتبرت ان الفرصة لا تزال قائمة امام لبنان «ليلحق الموسم السياحي»، في حال صمود وقف النار وثبت الاستقرار، واوقفت اسرائيل اعتداءاتها.

سلام في قطر

وعقب اعلان وقف اطلاق النار، غادر رئيس الحكومة نواف سلام البحرين مكملا رحلته الى قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع بين وفدي البلدين، تبعه لقاء ثنائي بين الأمير والرئي، قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، قال خلاله الرئيس سلام «اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز، آملا ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان، طالبا «مجددًا دعم قطر، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي».

شمال الليطاني؟

في الميدانيات الجنوبية، استهدفت مسيّرة معادية بصاروخين سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا، فيما سجل سقوط مسيرة اسرائيلية في بلدة مركبا.

وكانت الساعات الماضية قد شهدت عودة كثيفة لحركة المسيرات والمقاتلات الاسرائيلية الى الاجواء اللبنانية، فوق الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب، حيث نفذت اكثر من ثلاثين غارة على مناطق جبلية وحرجية من مرتفعات وهضاب وأودية طالت مناطق جنوبي وشمال الليطاني وصولًا إلى مناطق في إقليم التفاح، وهو ما رات فيه مصادر متابعة صفارة انطلاق لمعركة شمال الليطاني، خصوصا ان هذه الحركة جاءت بعيد زيارة المبعوث الاميركي الخاص الى سورية توماس براك الى بيروت وما حمله من رسائل، كان ابرزها تاكيده على ان لا انسحاب اسرائيلي قبل انجاز مسألة السلاح، في ظل توقف اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار، رغم تغيير رئيسها، الذي علم انه غادر مقر عمله في عوكر منذ فترة.

اليونيفيل من جديد

ليس بعيدا، أقيم امس في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي، في وقت يشهد التجديد لهذه القوات عملية شد حبال.

وفي هذا الاطار اشارت مصادر ديبلوماسية ان زيارة وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام الى لبنان، جان بيار لاكروا، قبل ايام، حملت في طياتها ابعادا سياسية وامنية، في ظل المعركة القائمة حول التمديد لقوات الطوارى الدولية، حيث كشفت المصادر ان الاخير رفع تقريرا مفصلا الى الامين العام، لعرضه على اعضاء مجلس الامن، حول مشاهداته في المناطق القريبة من الخط الازرق، فضلا عن رحلته البحرية على متن احدى بوارج القوة الدولية على طول «خط العوامات»، والتي خلصت الى تقييم ميداني للمخاطر الداهمة، وتاكيده على ان الهدوء النسبي الهش قابل للانهيار في اي لحظة ما لم تستكمل المسارات السياسية والامنية الداعمة له، برعاية الامم المتحدة وقواتها، في اطار بيئة دولية داعمة ودينامية حكومية لبنانية تواكب عمل اليونيفيل، في ظل ظروف ميدانية ومناخات اقليمية لا تحتمل التراخي او الغموض.

واكدت المصادر، ان الديبلوماسية اللبنانية ستواجه معركة كبيرة في اروقة مجلس الامن، يختلط فيها السياسي بالشخصي، خصوصا مع تعيين الرئيس دونالد ترامب للنائبة السابقة للمبعوث الاميركي الخاص الى لبنان، مورغان اورتاغوس، في بعثة بلاده في نيويورك، على ان تتولى رئاستها خلفا للسفيرة السابقة دوروثي شاي، مشيرة الى ان الملف الاول الذي باشرت العمل عليه هو اليونيفيل وانهاء خدماتها، رغم ان ثمة مسعى وسطيًا يتحدث عن تعديل مهامها وقواعد اشتباكها، وهو ما يتناقض مع ما اورده لاكروا في تقريره، عن ضرورة تكريس «استمرارية اليونيفيل بصيغتها الحالية من دون اضعاف او تعديل يهدد توازن الردع القائم بصعوبة، فالمعادلة دقيقة والوقت ضيق والخط الازرق لا يحتمل المساومة».

البطريرك اليازجي

وعلى خلفية تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، تستمر ردود الفعل، على وقع تهديدات تلقتها كنائس اخرى، اذ توجه بطريرك الروم الأورثوذكس في أنطاكية يوحنا العاشر يازجي، بكلام عالي اللهجة الى الرئيس السوري احمد الشرع، قائلا في عظته خلال تشييع الضحايا، في حضور حشد من المؤمنين:» السيد الرئيس اريد ان اعلمكم اننا في هذه البلد في سورية ان الحادثة، ليس الحادثة الجريمة التي تمت البارحه في كنيسة مار الياس هي الاولى في سورية، من بعد «طوشة الشام» في سنة 1860، من ستة 1860 وحتى الان هي المجزرة الاولى التي تحصل، ونحن لا نقبل ان تحصل في ايام الثورة وفي عهدكم الكريم ، هذا امر ندينه، ونؤكد اننا نحيا ونعيش كعائله واحدة في هذا البلد الكريم». وتابع « لقد تواصل معي، البارحة واول البارحة، العديد من البطاركة ورؤساء الكنائس في كل انحاء العالم، من كل انحاء العالم تواصلوا معي، وسياسيون ورؤساء حكومات ووزراء، ومسلمون من هذه البلد، اننا طيف اساسي مكون في هذا البلد ونحن باقون ونحن موجودون، تذكروا معي تم خطف راهبات معلولة وها نحن ما زلنا موجودين، تم خطف مطراني حلب وقيل كل ما قيل، وها نحن باقون وموجودون وما حدا يتباكى علينا»، وختم « سيادة الرئيس تكلمتم البارحه هاتفيا مع سيادة الوكيل البطريركي لتنقلوا لنا عزاءكم، لا يكفينا هذا، مشكورون على المكالمه الهاتفية، ولكن الجريمة التي تمت هي اكبر من هيك شوي».

هذا وكانت الداخلية السورية قد اعلنت ان منفذي تفجير كنيسة مار الياس في دمشق قدما من مخيم الهول، مشيرة الى ان الدولة السورية حريصة على محاسبة المتورطين في عملية تفجير الكنيسة، اذ الاولوية هي لتوفير الامن للسوريين وحمايتهم من التنظيمات الارهابية.

جعجع في بعبدا

والى الداخل اللبناني، حيث عقد لقاء بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في القصر الرئاسي في بعبدا، في توقيت لافت بعد الحملة التي تناولت العلاقة بين الطرفين، وتحدث جعجع بعد اللقاء معلنا انه تم «البحث في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد الذي حدث وكان التوافق مئة في المئة»، مؤكدا «ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان» وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص»، «خاتما بانه «لم يلمس أي فساد في العهد منذ 5 أشهر».

 

 

  •  الأنباء عنونت: وقف النار الإقليمي أمام الاختبار… ولبنان يتنفّس من بوابة الموسم السيا

وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: هل انتهى الصراع الثلاثي أم أنها جولة من حرب أطول؟ الإجابة على هذا السؤال رهن ما ستكشفه الأيام القادمة من تطورات. ما أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء ما أسماه بـ “حرب 12 يوم” حتى تنفست دول المنطقة والعالم الصعداء ومن بينها لبنان.

استبشر لبنان واللبنانيون خيراً بإعلان وقف إطلاق النار، لا سيما أننا كنا نتوقع ونصبو الى صيف حافل وحركة سياحية وانتعاشاً اقتصادياً، عكرّت الحرب الثلاثية صفوه لأيام.

هذا وأعلن رئيس الحكومة نواف سلام خلال زيارة رسمية يقوم بها الى قطر عن “تضامنه مع دولة قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية والذي يعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. وخلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، شدد على “رفض لبنان القاطع لأي اعتداء يُهدّد أمن وسلامة دولة قطر ويُقوّض أمن واستقرار المنطقة”.

وخلال الزيارة، عقد الرئيس سلام لقاء ثنائيّاً مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تبادلا خلاله الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا المشتركة، وانضم اليه لاحقاً الوفد المرافق، المؤلف من وزير الثقافة غسان سلامة، وزير الطاقة جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، وزير التنمية الإدارية فادي مكي.

وكشف مصدر مطلع أن الزيارة “ناجحة بكل المقاييس، من حيث الشكل والمضمون”، مشيراً الى أن هناك اهتماماً قطرياً كبيراً بلبنان، من خلال الاستعداد الى تقديم المساعدة في قطاع الكهرباء، وتزويد لبنان بالفيول لتوفير الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف على المدى القصير، أما على المدى المتوسط، فيوجد مشاريع بما يتعلق بالغاز بمعامل إنتاج الكهرباء.

كما أبدت قطر، وفق المصدر، استعدادها للمساعدة في ملف اللاجئين السوريين، وتقديم مساعدات لهم داخل سوريا والعمل مع الحكومة اللبنانية على خطة لإعادتهم الى أراضيهم قريباً. كذلك، ملف إعادة الإعمار كان من أبرز محاور البحث بين الجانبين القطري واللبناني.

ومن ناحية أخرى، أشارت مصادر مراقبة لـ “الأنباء” الالكترونية أن هذه الزيارة مهمة جداً وتحديداً في الوقت الراهن، والتي تزامنت مع إعلان وقف إطلاق النار للصراع الذي كان دائراً في المنطقة، وتأكيد لبنان حياده عمّا كان يجري.

وإذ اعتبرت المصادر أنه من ناحية أخرى وفي الوقت عينه تحتاج الحكومة الى دفع ودعم دولي ضاغط على العدو الإسرائيلي للانسحاب من المواقع التي تتواجد فيها قواته العسكرية، وهذا ما أكده الرئيس سلام في تصريحاته خلال الزيارة للدوحة بقوله أنّ “إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان”.

وتجدد المصادر التأكيد أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا تراجع عنه وحُسم، مشيرة الى أن سياسية النأي بالنفس لن يسمح بخرقها، وهذا ما ذكره الرئيس سلام خلال زيارته قطر حين قال تمكّنا خلال الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان لحرب جديدة”.

ومع إعلان إنتهاء “حرب 12 يوماً”، عادت الملاحة الجوية الى حركتها المعتادة، بعد تقطّع، بحسب التطورات والمستجدات.

لبنان نال حصته أيضاً وأثر ذلك على الحركة السياحية. وأوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أنه نتيجة ما جرى من أحداث أخيرة، ألغيت 90% من الحجوزات للأسبوعين المقبلين، ولن يظهر أي مؤشر قبل 7 الى 10 أيام، وذلك للتأكيد على ثبات وقف إطلاق النار.

ولفت الى أن ما تبقى من فصل الصيف للنشاط السياحي ما يقارب الشهرين على أبعد تقدير. وختم الأشقر متسائلاً: ماذا عن لبنان والاعتداءات الإسرائيلية؟

الوقود النووي والصراع التجاري!

الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطامح الى أن يكون رئيسا صانعاً للسلام، أعلن بنفسه وقف إطلاق النار. هذا وأعرب أمس عن عدم رضاه عن البلدين، لافتاً أنهما انتهكتا وقف إطلاق النار، ليؤكد لاحقاً أنه “ساري المفعول”. وقال في منشور على منصته “تروث سوشال” إن “إسرائيل لن تهاجم إيران، ستعود كل الطائرات أدراجها وهي تلوح بود لإيران ولن يتعرض أحد إلى الأذى”.

الإعلان المفاجئ لترامب، الذي ضج به العالم، دخلت فيه قطر على خط الوساطة. وفي هذا الصدد، أشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة نواف سلام، الى أن قطر “بذلت جهوداً مضنية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بالرغم من الضربات الصاروخية التي وجهها الحرس الثوري الإيراني إلى قاعدة العديد الجوية في قطر. كما دعا الولايات المتحدة وإيران للعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي شامل، متمنياً أن يستمر وقف إطلاق النار وفقاً لما تم الاتفاق عليه.

لا شك أن استمرار الحرب الثلاثية وتوّسع النزاع العسكري بأبعاده “النووية” كان ليخلق تداعيات على الأمن الإستراتيجي للمنطقة، فضلاً عن مؤثراته على الاقتصاد العالمي وأسواق النفط العالمية، خصوصاً أن هذا التفاؤل الحذر، محكوم بالالتزام بوقف إطلاق النار من الطرفين.

على إثر هذه التطورات ماذا سيكون مستقبل المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول الملف النووي الإيراني؟

من جهته، في حديث الى جريدة “الأنباء” الإلكترونية، رأى مدير مركز الدراسات الانثروستراتجي، العميد الركن المتقاعد نضال زهوي أن “وقف الحرب بالطريقة التي حدثت لا يعني الدخول في مرحلة التفاوض أو أن الحرب انتهت”.

واعتبر زهوي أننا لسنا ذاهبون الى مفاوضات لكن الحرب مستمرة حتى لو انتهت هذه المعركة، إذ أن الأطراف الثلاثة أي واشنطن وطهران وتل أبيب لم تدخل في نقاش حقيقي ومفاوضات حقيقية لإنهاء الصراع، لا بل توقفت المعركة بكل أريحية ودون أي مقابل، على حد تعبيره.

وأشار الى أن “طريقة إنهاء الحرب غير المشروطة في لحظة معينة، تعني أنه يجب إعادة تقييم الموقف بشكل دقيق والعودة الى المعركة بطرق دبلوماسية و إعادة الكرة مرة أخرى، لمعرفة أين توجد المواد المخصبّة التي ممكن أن تستخدمها إيران للردع النووي، لافتاً الى أن إيران ذاهبة باتجاه تأمين الردع النووي من خلال إنشاء رؤوس نووية، فهي تملك كافة التقنيات لصناعة الرؤوس النووية ولديها القدرة على إنتاج صواريخ يصل مداها أكبر بكثير من المدى المطلوب.

وفي سياق متصل، سأل زهوي: لماذا استهدفت هذه المنشآت بعينها وليس منشأة أخرى، فمثلاً منشأة بوشهر تعد منشأة مدنية لإنتاج الطاقة الكهربائية، مشيراً الى أن المنشآت التي استهدفت هي لصناعة الوقود النووي، لافتاً الى أنه إذا وصل التخصيب الى 90% من نظائر اليورانيوم لا يمكن ضبط إذا ما كان للتصنيع المدني أو العسكري.

وأشار زهوي الى أن “إيران تمتلك مخزون كبير من اليورانيوم على أراضيها، وإذا أضحت مخصبّة، أصبحت في منافسة تجارية للوقود النووي في العالم، الذي يكلّف هذه الدول مبالغ كبيرة من المال، ولكن إيران من الممكن أن تُقدم على بيعها بأقل من نصف السعر، كونها تمتلك اليورانيوم كمخزون إستراتيجي على أراضيها ولديها تقنية التخصيب. مضيفاً: “المشكلة ليست في السلاح النووي، ولو كان السلاح النووي الموجود في باكستان أو الهند كان له أثر وممكن أن يفكك دون حصول إشكاليات”.

واستخلص زهوي أن “الصراع تجاري على الوقود النووي”، معيداً ذلك الى أن “الطاقة الأحفورية مادة غير تجارية في المستقبل”، إذ أن “المنافسة الحقيقية هي على اليورانيوم لإنتاج الطاقة كطاقة بديلة للطاقة الأحفورية”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى