قالت الصحف: مواجهات الضفة تتوسع ولبنان يخرج من العتمة جزئياً ومؤقتاً
الحوارنيوز – خاص
لا جديد في مشهد المواجهات بين العدو ورجال المقاومة في لبنان. أما في غزة فالجرائم تتواصل وتتوسع رويدا في الضفة.
لبنانيا لا يتوقع اللبنانيون أي جديد في خطابي الرئيس نبيه بري لمناسبة ذكرى تغييب السيد موسى الصدر وخطاب رئيس الحزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمناسبة يوم شهيد “القوات”.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: المقاومة تفرض عقيدة «الأرض المحروقة»: لا أمن ولا زراعة! |
صناعيو العدو: حزب الله أعادنا إلى العصر الحجري
وأوردت تحت هذا العنوان تقريرا جاء فيه: نحو 11 شهراً مضت منذ قرّر حزب الله خوض حرب استنزاف ضد إسرائيل، معلناً افتتاح «جبهة إسناد» غزة. من هدّد في حينه بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري»، يجد اليوم ذاته مختنقاً بالغبار الذي يغطي أسطح مكاتب المختبرات التكنولوجية، والشركات الناشئة، والمعامل؛ خصوصاً تلك التي تُعنى بقطاعَي الزراعة والغذاء المستقبلييْن. ليس حزب الله من يدّعي ذلك، بل مؤسّسو تلك الشركات، الذين قال أحدهم بالحرف: «كل شيء تدمّر هُنا، وعدنا إلى العصر الحجري على مستوى القُدرات». تركّز الاهتمام الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، على تنمية وتطوير «دُرّة البلاد»: الجليل الأخضر، الذي طُرد أهله الفلسطينيون من قُراه قبل 76 عاماً، واستوطن فيه الغرباء القادمون من كل أصقاع البلاد. واستثمرت حكومة العدو مليارات الدولارات في غرس أحراجه وغاباته بأشجارٍ ليست ابنة الأرض، وزرعت حقوله، ورتّبت بيوت مستوطناتها كما لو أنها لعبة «ليغو»، وطوّرت من أجل القادمين مصانع وحظائر وشركات ومساحات زراعية لكي توفر بيئة جاذبة لهم. غير أن الحُلم، استحال كابوساً أسودَ؛ إذ أحرقت صواريخ «حزب الله» وطائراته الانقضاضية 198 ألف دونم، وفقاً لـ«سلطة الطبيعة والحدائق» في الكيان، وما مساحته 146 كلم2 من النباتات، أي أكبر بخمس أضعاف مما احترق في السنوات الخمس الماضية كلّها، وفقاً لتقرير أصدرته أمس وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن هذه الحرائق شكّلت 44% من الانبعاثات الوطنية السنويّة لغاز أول أوكسيد الكربون المُلوّث للهواء.
فضلاً عما تكبّده القطاع الزراعي بشكل خاص جراء «انقلاب» عقيدة «الأرض المحروقة» على صاحبها، أتت أثار «جبهة الإسناد» لتطاول الشركات الناشئة المتصلة بهذا الفرع؛ إذ إن 82 من هذه الشركات، عملت في الجليل حتّى اندلاع الحرب، وفقاً لـ«القناة 12» الإسرائيلية، باستثمارات تفوق الـ80 مليون دولار في خمس مناطق صناعية، وثمانية مراكز تطوير، إضافة إلى 35 مجموعة بحثية. غير أن كل ما تقدّم وفق المقابلات التي أجرتها القناة «ذهب أدراج الرياح».
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أوفير بنيامين، من كليّة العلوم الغذائية بجامعة «تال حاي» وهو يتجوّل برفقة موفد القناة داخل مختبر تكنولوجي زراعي إن «كل الطاولات هنا مليئة بالغبار، الأمر الذي يثبت أن أحداً لم يعد يعمل هُنا منذ زمن طويل»، مشيراً بيده إلى فأر تجارب ميّت ومُلقى على الأرض إلى أن «شيئاً لم يتبقَّ هنا سوى الجرذان»، وأضاف متهكّماً :«قد يأتي يوم ويصبح فيه هذا دكتور فأر». ولفت إلى أن «أشخاصاً ذوي كفاءة جداً أنهوا دراساتهم الأكاديمية، وأتوا للعيش في الجليل. أقاموا أعمالاً ومصادر دخل، وبنوا أسرهم في المستوطنات، اقتنوا منازل… وفجأة «بوووم» كل شيء تفجّر واختفى». وبحسبه فإن «الوضع كارثي، حيث غادرت جميع الشركات وانتقلت إلى أماكن أخرى في البلاد، ولم يعد هناك أي عملٍ في المجال الذي سعينا بجد لتطويره خلال عقد، فقد انهار وشُلّ دفعة واحدة، وعدنا إلى العصر الحجري من حيث القدرات».
- صحيفة الديار عنونت: بري وجعجع يخرقان الجمود السياسي القاتل
التغذية الكهربائية تعود لـ 4 ساعات يوميا
قلق دولي من عمليات اسرائيلية «غير محدودة زمنيا» في الضفة
وكتبت تقول: في الوقت الذي لا تزال فيه كل ملفات الداخل اللبناني عالقة على حبال التطورات الاقليمية وخاصة تلك المرتبطة بالحرب على غزة والتي توسعت في الايام الماضية لتشمل الضفة الغربية، من المرتقب ان يُحرك خطابا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم السبت في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر كما خطاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الركود السياسي القاتل والمتواصل منذ أشهر بعدما تقدمت الحرب الدائرة في الجنوب على ما عداها من ملفات.
وفيما أفادت معلومات «الديار» ان بري سيخصص الجزء الاكبر من كلمته للمشهد العام في المنطقة ولملف حرب الجنوب وتداعياته، لافتة الى ان «تناول الملف الرئاسي سيكون تحت عنوان ان هناك طريقا واحدا للحل هو الحوار ومن يرفضه يتحمل مسؤولية اقترابنا من دخول عام ثان من الفراغ»، أشارت مصادر مطلعة ل «الديار» الى ان «جعجع سيطرح في كلمته الاحد خريطة طريق ما فوق رئاسية باتت ملحة وضرورية لمعالجة الأزمة اللبنانية»، موضحة ان «الخطاب سيلحظ ايضا التمسك بالثوابت، توصيف لواقع الحال، كما انه سيتناول ملف الحرب في جوانبه كافة مع اتخاذ الموقف المطلوب»، واضافت المصادر: «كذلك سيكون هناك اصرار على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية تبعا لما ينص عليه الدستور».
ميدانيا، بقيت العمليات العسكرية جنوب لبنان محدودة مقارنة بما كانت عليه قبل اسابيع. فأعلن حزب الله عن استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة اضافة لتموضع لجنود العدو في موقع المطلة بمحلقة انقضاضية وانتشار لجنوده في جبل نذر. بالمقابل، افادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بقصف أطراف بلدات عيتا الشعب، الناقورة وعلما الشعب والعديسة.
4 ساعات تغدية يوميا
وفي ما قد يعتبره البعض نوعا من الانفراج في خضم الازمات الكبيرة التي يتخبط فيها البلد، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن بدء تفريغ شحنة مادة الغاز أويل الراسية قبالة مصب معمل الزهراني بعد التأكد من تطابق نتائج الفحوصات المخبرية للعينات مع النتائج للمواصفات التعاقدية المطلوبة. واشارت المؤسسة الى انه «على أثر ذلك، ستقوم المؤسسة تدريجيًا من مساء اليوم (الجمعة) تباعا في إعادة تشغيل المجموعة البخارية في معمل الزهراني على أن تتبعها المجموعتين الغازية والبخارية في معمل دير عمار، ما يؤمن حوالي 4 ساعات تغذية بالتيار الكهربائي للعموم، و24/24 ساعة تغذية للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان.
عمليات مفتوحة في الضفة
وبالعودة للتطورات الاقليمية وبالتحديد على صعيد الحرب في غزة والضفة الغربية، أعلنت القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، الجمعة أنّ «العملية العسكرية في جنين غير محددة بزمن وستنتهي بعد تحقيق أهدافها». واشار وزير حرب العدو الاسرائيلي يوآف غالانت الى إن «الجيش سيستخدم مقاتلات سلاح الجو في ضرب أهداف في الضفة الغربية». وجاءت تصريحات غالانت خلال زيارة قام بها لجنود يتمركزون قرب جنين شمال الضفة الغربية، وقال: «نحن لا نتردد في استخدام القوة ضد الأعداء القريبين الذين يحاولون الفرار، وضد الأعداء البعيدين الذين يحاولون الاقتراب. وسنستخدم الدعم الجوي إذا لزم الأمر. لقد قررت ذلك قبل عام وهو منقذ للارواح».
- صحيفة الأنباء عنونت: اهتمام رئاسي مستجد… ترقّب للخماسية ورسالة سياسية لبري
وكتبت تقول: تتواصل المجازر بحقّ الفلسطينيين، بعد توسّع دائرة الاعتداءات الإسرائيليّة التي طالت الضفة الغربية مدمّرة المنازل وموقعةً عدداً من الشهداء الأبرياء. في هذا الوقت، أُعلن عن هدنة إنسانية في غزة إفساحاً في المجال أمام حملة التلقيح ضدّ شلل الأطفال في القطاع المنكوب، بعد أن تعهدت الإدارة الأميركية بالضغط على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعدم التعرّض للطواقم الطبية، بحيث أفيد عن إدخال 400 ألف جرعة كدفعة أولية على أن يتم إدخال ثلاثة ملايين جرعة في غضون أسابيع قليلة للشروع بحملة تلقيح واسعة.
تزامناً، يبقى الوضع الميداني على حاله في جنوب لبنان والضفة الغربية، ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في القرى والمخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، والتي أسفرت عن سقوط 20 شهيداً وعدد كبير من الجرحى.
ولفتت مصادر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى توقف اليونيسيف عن تقديم الخدمات في مخيمات عدة من الضفة الغربية بسبب العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن عدد الشهداء من الأطفال في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة وصل إلى 150 شهيداً. أما في جنوب لبنان، فتتواصل الاعتداءات على القرى الحدودية، إذ أغار الجيش الإسرائيلي على بلدات زبقين ويارون وكفركلا ومارون الراس وأطراف بلدة الخيام، ليرد حزب الله بقصف موقع زبدين في شبعا وحرش برنامج وموقع المطلة.
في هذه الأثناء، الساحة السياسية على موعد مع كلمة للرئيس نبيه بري ظهر اليوم، في ذكرى الإمام موسى الصدر، حيث من المتوقع أن يصدر سلسلة مواقف لن تنفصل عن دعواته المتكررة في السابق للحوار من أجل تذليل العقبات أمام الاستحقاق الرئاسي.
في هذا السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى وجود تشاور في الملف بين سفراء الخماسية ما يعطي الإنطباع بإعادة تحريكه، وإلا سيبقى الكلام مجرد لعبة وقت، متوقعاً حراكاً داخلياً يوازي الحراك الخارجي وأن يكون البحث في الملف الرئاسي جدي فالمؤسسات تنهار والأزمات تتلاحق، فلا يجوز أن يبقى البلد بدون رئيس للجمهورية وحكومة جديدة وإعادة تفعيل دور مجلس النواب، حسب تعبيره.
وحول تطورات الجنوب، لفت موسى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن الوضع الأمني في الجنوب ما زال على حاله من التوتر رغم الحديث عن تراجع المواجهات، إذ إنَّ ما من أحد يعي إلى أين سيأخذنا المخطط الاسرائيلي، خصوصاً وأن هذا العدو مراوغ وقد رأينا ما فعله في الضفة الغربية في اليومين الماضيين وقدرته على فتح كل الجبهات.
موسى اعتبرَ أن الحرب في الضفة الغربية محدودة، إنما هناك خشية من اتساعها كما حصل في غزة، آملاً أن تفضي عودة المفاوضات في الملف النووي الإيراني بين أميركا وإيران إلى تبريد الجبهات بما يساعد على التوصل لوقف إطلاق نار شامل ودائم.
فبانتظار إعادة إحياء مبادرة الخماسية وحراكها نحو القوى السياسية، علّها تنجح في إحداث خرق ما على صعيد مواقف البعض، تبقى حرب الاستنزاف تُلقي بثقلها على البلد ومؤسساته، في ظلّ غياب أيّ أفق قريب لوقفها وردع العدو الغاشم.