سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: مفاوضات الميدان ورهان أميركي على حسم سريع للحرب على غزة!

 

الحوارنيوز – خاص

بعدما اقتنع الجانب الأميركي بإستحالة فصل جبهة المساندة عن مواجهات غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش العدو، نقلت بعض صحف اليوم عن مصادر أميركية أن قادة الكيان الإسرائيلي وعدوا بحسم سريع  لمعركة رفح!

هي المفاوضات بالميدان والجميع يستعد لها ولنتائجها!

 

  • صحيفة النهار عنونت: هوكشتاين “لم يفشل”… وساعة الحقيقة بعد رفح!

وكتبت تقول: طغى المشهد الميداني عند الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل أمس على المشهد الديبلوماسي الذي ردّد أصداء مهمة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة وموفده إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين غداة مهمته المكوكية الأخيرة بين تل ابيب وبيروت. ذلك أن السخونة التصعيدية العالية التي استعادتها الجبهة لم تقتصر على المواجهات الميدانية بل انسحبت على الحرب الكلامية التي دارت رحاها مباشرة بين الجيش والمسؤولين في إسرائيل من جهة والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي بدا واضحاً أنه شاء توظيف الأثر القوي الذي تركته “صدمة” الشريط المصور “هدهد” فوق حيفا بالمضي في تهديد إسرائيل من مغبة شنها حربا شاملة على لبنان ملوحا باقتحام الجليل وبقتال “بلا سقوف او ضوابط”. كما أن إسرائيل في المقابل بدت كأنها أدرجت مقتل أربعة من مقاتلي “حزب الله” أمس في يوم واحد في إطار انتقامها من “الوحدة الجوية” للحزب.

مع ذلك، فان ضجيج التهديدات المتبادلة على وقع عودة السخونة إلى الواقع الميداني لم يحجب معطيات اكتسبت دلالات دقيقة حول الضغط الأميركي الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية مدعومة من كثير من الدول ذات الأدوار الإقليمية النافذة لمنع تفلت الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية بما يترجم التحذير الذي نقله هوكشتاين الى بيروت أول من أمس. وبحسب أوساط ديبلوماسية واكبت الأجواء اللبنانية المتصلة بتحرك هوكشتاين، فإن المراجع الرسمية وتحديداً رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة كانا أمس في حال ترقب لاتصالات من هوكشتاين ليضع الجانب اللبناني في أجواء محادثاته “الاستلحاقية” التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مساء الثلاثاء بعدما عاد الى تل ابيب عقب زيارته لبيروت. وتشير هذه الأوساط إلى أن سخونة الوقائع الميدانية لا تعني أبداً أن مهمة هوكشتاين توقفت أو فرملت بل إن المعطيات تؤكد أنه ماضٍ فيها بلا تراجع بما يعكس ضمناً أنه وإن لم يحقق اختراقاً لجهة وقف النار والمواجهات على الجبهة اللبنانية، إلا أنه “لم يفشل” في مسعى إعادة ضبط الوضع الميداني على وقع “قواعد اشتباك” تمنع الحرب الكبيرة المفتوحة من الانفجار.

علماً أن الموفد الأميركي يمارس سياسة توزيع التحذيرات المتوازنة على إسرائيل في خطورة استدراجها لإيران في أي حرب محدودة او واسعة، وعلى لبنان في خطورة ترك “حزب الله” ينزلق به إلى حرب مدمرة. وقالت إن التقديرات الأكثر جدية بعد مهمة هوكشتاين الأخيرة تشير إلى أن “ساعة الحقيقة” بالنسبة إلى مصير الجبهة اللبنانية يرتبط بنهاية العملية الإسرائيلية الجارية في رفح التي أبلغت إسرائيل إلى هوكشتاين أنها اقتربت من نهايتها، إذ عندها ستتكشف حقيقة النيات والخطط لا سيما منها الإسرائيلية حيال وضع “الجبهة الشمالية” أي مع لبنان.

وكانت معلومات وزعت أمس، أشارت إلى أن هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر. ولفتت المعطيات إلى أن هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل.

 

 

·       صحيفة الأخبار عنونت: نصرالله يرسم السقف: لدينا كامل عدّة الحرب الشاملة

وكتبت تقول: وسط إجماع بأن خطابه أمس كان الأكثر قوة ووضوحاً منذ إطلاق جبهة المساندة في لبنان، صارح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كيان الاحتلال، مستوطنين وجيشاً وسياسيين، بأن التهويل على لبنان بشن حرب لا يعكس حقيقة الوقائع القائمة على الأرض، متوجهاً إلى العدو بأن «عليكم أنتم أن تخافوا من الحرب معنا». وعلى طريقته في شرح الوضع وعرض الوقائع، أسهب نصرالله في شرح أهمية الأسباب التي دفعت المقاومة في لبنان واليمن والعراق إلى الانخراط في مهمة الإسناد للمقاومة في غزة، مشيراً إلى أن العدو يواجه مأزقاً كبيراً، واعتبر أن محاولة توسيع دائرة المواجهات الشاملة مع قوى المقاومة قد تشكل فرصة لضرب أسس الكيان المحتل. كما صارح جمهور المقاومة من جهة، وجمهور العدو من جهة أخرى، بأن المعركة مع العدو إن توسعت نحو مواجهة شاملة، ستكون بشكل لم يعهده أحد، مكرراً أنها ستكون بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا قواعد، في إشارة مباشرة إلى أن الضوابط التي عملت وفقها المقاومة في كل حروبها السابقة مع العدو ستختفي هذه المرة. وهو كلام يفترض بالعدو أن يفهم مقاصده، لجهة أنه في حالة الحرب الشاملة، فإن لا حرمة تتقدم على حرمة الدم العربي، وإنه ممنوع على العدو تكرار مجازر غزة في لبنان أو أي مكان آخر.

وإذ أكّد السيد نصرالله أن المقاومة أتمت استعداداتها لأي احتمال، كشف، في تطور غير مسبوق، عن تلقي المقاومة أسلحة جديدة في هذه الفترة، إضافة إلى تطوير بعض الأسلحة التي استُخدمت في المعارك الدائرة منذ 8 أشهر، في رد واضح على كل عمليات القصف التي تقوم بها قوات الاحتلال وتستهدف فيها ما تعتبره «مراكز تصنيع خاصة بالمقاومة» أو اغتيال «بعض كوادر المقاومة العاملين في مجال التصنيع العسكري».

وفي كلام هو الأول من نوعه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وجّه نصرالله تهديداً صريحاً إلى دولة أجنبية يمكن للعدو أن يستفيد من أراضيها في أي حرب مع لبنان. وتوجّه مباشرة إلى جمهورية قبرص، محذراً حكومتها من مغبة منح العدو الإذن باستخدام أراضي ومطارات الجزيرة للاعتداء على لبنان. وهو موقف سيفتح الباب أمام مستويات جديدة من القلق الأوروبي الذي كان محصوراً حتى الأمس بالكيان الإسرائيلي، بعدما فتح نصرالله الباب على تهديد يطاول دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، وتُعتبر أحد معابر القارة على ساحل المتوسط.

وللمرة الأولى، علّق نصرالله على المفاوضات التي تجريها المقاومة الفلسطينية حول غزة، بعدما تقصّد تجنب الإشارة إليها طوال الفترة السابقة، لكن من زاوية أراد من خلالها إقفال الأبواب على محاولات تقوم بها جهات إقليمية ودولية لممارسة الضغط على حركة حماس. وقال نصرالله إن التفاوض يجري مع حماس مباشرة، والمقاومة في لبنان ليست بريداً لأحد، مقدّماً جرعة دعم كبيرة لفصائل المقاومة الفلسطينية التي تتعرّض لضغوط كبيرة من الجانب العربي والغربي لإجبارها على السير في صفقة تخدم إسرائيل. وجاء موقفه رداً على رسائل أميركية، بينها ما نقله الموفد عاموس هوكشتين الذي استفسر عما إذا كان بمقدور حزب الله المساعدة في إقناع حماس بالموافقة على مقترح بايدن. وهو ما دفع نصرالله الذي يلتزم سياسة عدم إعطاء موقف من أوراق المفاوضات الجارية إلى القول صراحة بأن ما هو معروض على المقاومة في فلسطين لا يخدم قضيتها بقدر ما يخدم العدو ولا يضمن وقف الحرب، مقفلاً الأبواب أمام أي محاولة ربما تقوم بها الولايات المتحدة أو أطراف أخرى لممارسة الضغوط على فصائل المقاومة في غزة.

يبقى أن حديث السيد عن تفاصيل ما يجري على الجبهة الجنوبية، وعن قدرات المقاومة، شكّل مفاجأة إضافية لناحية القول إن المقاومة في لبنان لا تحتاج إلى أي دعم في أي مواجهة شاملة مع العدو، وإن ما تحتاج إليه المعركة من عديد وعتاد متوفّر لديها. لكنه أعطى إشارة عن احتمال توسع المواجهة أكثر، عندما تحدّث عن استعدادات قوى في محور المقاومة لإرسال عشرات آلاف المقاتلين إلى لبنان، علماً أنه لم يسمّ كل الدول والقوى التي بعثت برسائل إلى قيادة حزب الله في الأسابيع الأخيرة.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: مفاعيل زيارة هوكشتاين مقلقة… فرص التهدئة أقل من احتمالات الحرب الشاملة

وكتبت تقول: عادت المواجهات الميدانية على طرفي الحدود لتحتدم أكثر وأكثر بين حزب الله الذي ردّ بقوة على الاعتداءات الاسرائيلية التي وصلت إلى معظم القرى الواقعة شرق مدينة صور، وقد استهدفت هجمات الحزب مستعمرة كريات شمونة وعدداً من المواقع العسكرية شمال الأراضي المحتلة، ما يعني أن لا نتائج ملموسة للإتصالات التي أجراها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في كل من تل أبيب وبيروت.

وعلى وقع المستجدّات الميدانية، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن احتمال الانزلاق إلى حرب كبرى وارد في أي لحظة، إلا أنه لفت إلى أنه لا يسعى للدخول في حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي، كما حذر قبرص باعتبار أن لديه معلومات عن مناورات يجريها هناك الجيش الإسرائيلي سنوياً، متوجهاً للحكومة القبرصية بالقول إنها “يجب أن تعي أنّ فتح مطاراتها أمام إسرائيل لمهاجمة لبنان سيودي بها لأن تكون طرفاً في هذه الحرب”.

وفي السياق، لفتت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى رأيين بما يتعلّق بتداعيات زيارة هوكشتاين إلى المنطقة، إذ إنَّ الأول يتمثل بأن الأجواء الأمنية على طرفي الحدود ما تزال تحت السيطرة، وأن الموفد الأميركي أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه أقنع الإسرائيليين بالتخلي عن فكرة توسيع الحرب في الشمال، كما وأن قطر تتواصل مع كل من إيران، إسرائيل والولايات المتحدة، لإبقاء المواجهات العسكرية ضمن دائرة الاشتباك.

أمّا الرأي الثاني، فيرى أنَّ زيارة هوكشتاين كانت فاشلة بالشكل والمضمون، وأن الموفد الأميركي لم يمارس على نتنياهو الضغط الكافي للعدول عن توسيع الحرب في جنوب لبنان، فيما الاستعدادات لعمل عسكري موسّع على الحدود تجري على قدم وساق وقد أصبحت بطورها الأخير، بالإضافة إلى أن توقيت الهجوم قد يكون في الأسابيع المقبلة.

وفي المواقف، وتعليقاً على زيارة هوكشتاين الخاطفة إلى المنطقة، أشار النائب السابق محمد الحجار إلى أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ضمن المعطيات الحاضرة ترفض الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل، وهي منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وتوسيع الحرب يؤثر سلباً على الرئيس الأميركي جو بايدن، لذلك تضغط الإدارة الأميركية لعدم حصول ذلك.

الحجار وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية رأى بأن النصائح الأميركية تقتضي تهدئة الأوضاع وعدم توسيع الحرب، لأن المنطقة بحسب هوكشتاين ذاهبة إلى تسوية تحكمها أميركا وإيران، خاصةً وأن إسرائيل لا تستطيع الذهاب إلى حرب شاملة في جنوب لبنان وهي لا تزال تحارب في غزة، لذلك لا يمكنها فتح جبهة جديدة ما لم تحظ بالدعم السياسي والعسكري والمادي من الولايات المتحدة.  

وعليه، بالرغم من الحديث عن تسوية مرتقبة، إلّا أنَّ المؤشرات توحي عكس ذلك، إذ إنَّ المنطقة تغلي، فيما يبقى تحصين الوضع اللبناني الداخلي السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى