سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: محاولات توغل استطلاعي ..وأثر الرد الإيراني على مسار المواجهات والحلول الدبلوماسية

 

الحوارنيوز – خاص

تناولت افتتاحيات صحف اليوم الرد الصاروخي الإيراني المنتظر، وما رافقه من رسائل سياسية، وما إذا كانت هذه العملية ستفتح أفق لمفاوضات وقف النار أم أن العدو سيبقى على جرائمه لتحقيق أهدافه المعلنة…

بموازاة ذلك استمر العدو في تنفيذ جرائمه في لبنان مع محاولات توغل استطلاعية فاشلة.

ماذا في التفاصيل؟

 

الأخبار عنونت:الرد الإيراني يرسم معادلة جديدة: النار بالنار

 

وكتبت الأخبار:كسرت موجة الصواريخ الإيرانية التي سقطت على عدد من المدن الإسرائيلية، متجهة نحو أهداف عسكرية للعدوّ، سلسلة «المكاسب» التي حقّقها هذا العدوّ في الشهر المنصرم، وأعادت الأمور إلى نصابها، حتى بدت إسرائيل أقرب إلى حجمها الأصغر بكثير ممّا تحاول أن تبدو عليه. وعلى رغم استنفار حلفاء العدو، بقيادة الولايات المتحدة وشركائها الغربيين والعرب، والذين هم من تولّى التقاط وبث الإشارات على أن طهران ستهاجم خلال ساعات، فإن الناس في كل أنحاء العالم شاهدوا على الهواء مباشرة الصواريخ وهي تتساقط على أهدافها في كيان العدو، وهي ثلاث قواعد جوية في محيط تل أبيب، بما حرم العدو من فرصة إنكار سقوط الصواريخ، على رغم أنه فرض تعتيماً كاملاً على الخسائر البشرية والمادية، حين طلب جيش العدو من السكان عدم تناقل أي مشاهد لآثار الهجمات.وحمل الرد الإيراني على العدوّ الذي أُطلق عليه اسم عملية «الوعد الصادق 2»، وقال الحرس الثوري أن 90% من الصواريخ التي بلغ عددها نحو 200 أصابت أهدافها. وقال إن رسالة الردّ الأولى هي وفاء طهران بالانتقام لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشهيد اسماعيل هنية، الذي قتله العدوّ في طهران نهاية تموز الماضي، وهو ما أكده بيان الحرس الثوري الإيراني بقوله إن وابل الصواريخ الذي جرى إطلاقه يأتي رداً على «استشهاد هنية والسيّد حسن نصر الله وعباس نيلفورشيان». أما الرسالة الثانية، فهي أن إيران موحّدة على هذا الرد، إذ بينما واكب المرشد علي الخامنئي انطلاق الصواريخ بأن كتب في منشور على «إكس» «نصر من الله وفتح قريب»، حذّر الرئيس، مسعود بزشكيان، إسرائيل، قائلاً في منشور مماثل إن «هذا فقط جزء من قدراتنا، فلا تدخلوا في مواجهة مع إيران»، مضيفاً أن «بلاده لا تسعى إلى الحرب، ولكنها ستردّ على أيّ تهديد»، وذلك في ما يناقض الصورة التي حاول الأعداء عكسها من خلال التقليل من احتمالات الردّ أولاً، ومن ثم نسب الامتناع عن الرد إلى خلافات داخلية إيرانية.

مظلّة أميركية وعربية لحماية كيان الاحتلال وطهران تحذّر العدوّ من أيّ عدوان على أراضيها

وفي إزالة لالتباس آخر، كان قد رافق الهجوم الإيراني على العدوّ في نيسان الماضي، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن طهران لم تبلغ الولايات المتحدة قبل الهجوم على إسرائيل. أما إسرائيل التي بدت كمن أُسقط في يده، في مواجهة لحظة الحقيقة، حين هرع ملايين المستوطنين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى الملاجئ، فحاولت أيضاً بمساعدة أميركية التقليل من الأضرار السياسية البالغة للهجوم الإيراني، في حين طمست الخسائر البشرية والمادية تماماً، ومن ثم التهديد بالانتقام خلال ساعات عبر ضربات جوية ضد أعدائها في أنحاء الشرق الأوسط، لكن جيشها عاد وأعلن في وقت لاحق «إننا سنختار وقتاً مناسباً كي نثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمباغتة». ولم يكن الرد الأميركي أقل ارتباكاً من ذلك الإسرائيلي، ففي حين اهتم البنتاغون بإنقاذ سمعة صواريخ الاعتراض الأميركية التي أُطلقت من مدمّرتين تابعتين له، وفشلت كما يبدو في اعتراض الصواريخ على رغم المسافة الطويلة، والتوقّع المسبق، حاول البيت الأبيض الذي كان سيّده، جو بايدن، قد أمر جيشه بمساعدة إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، التقليل من نتائج الهجوم الإٍيراني، فقد وصف الرئيس الأميركي الهجوم بأنه «غير فعال»، في ما بدا تمهيداً لمحاولة دفع العدو إلى عدم الرد، لكن الإدارة الأميركية قالت إنه «ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم»، رافضة الخوض في طبيعتها، ومؤكدة أن «ثمة أموراً سيجري تنسيقها مع نظرائنا الإسرائيليين». وفي المقابل، باركت فصائل مقاومة فلسطينية وحركات في محور المقاومة الهجوم. ووصفته حركة «حماس» بـ«المُشرّف»، مشددة في بيان على أنه «رسالة قوية للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية، على طريق ردعهم وكبح جماح إرهابهم». وأكد الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة أن «الردّ الإيراني الذي طاول كامل جغرافيا فلسطين المحتلة وجّه ضربة قوية للاحتلال المجرم». لكن رد الفعل الفلسطيني الأهم جاء من الفلسطينيين المتعطشين للانتصار في قطاع غزة والضفة الغربية، إذ لم يسبق أن عاش سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب فرحاً مثل الذي عاشوه في ليلة الصواريخ، حيث صعد الآلاف من المواطنين إلى سطوح المنازل ومراكز الإيواء لمشاهدة الصواريخ وهي تسقط على أهدافها. وشهدت الشوارع حالة من الهيجان على وقع هتاف «لبيك يا نصر الله» و«إيران» و«مشان الله… إيران يلّا»، قبل أن تشرع المساجد والمآذن ببث تكبيرات العيد، في وسط مخيم جباليا. وفي الضفة الغربية، نشر المئات من النشطاء والأهالي عشرات المقاطع المصورة، لحمم من الصواريخ وهي تنفجر في عمق المستوطنات والمطارات، وسط هتافات وفرح. وفي صنعاء، اعتبر رئيس «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم، مهدي المشاط، أن «هذه العملية مشروعة للدفاع عن النفس وتأديب الكيان المجرم»، وحذّر «الأميركي من اللعب بالنار، فجرائم العدوّ الإسرائيلي لا يجب أن تمرّ من دون رد وعقاب»، مجدداً تأكيد وقوف صنعاء «مع الجمهورية الإسلامية في ردّها على العدو الإسرائيلي».

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: توغّلٌ “استطلاعي” جنوباً يمهّد للمعركة الكبرى

وكتبت تقول: اختلف مشهد ما سمي “توغّلاً إسرائيليا” عبر الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل عن كل التجارب والاجتياحات والتوغلات التي حصلت في حقبات سابقة بدليل أن أي اقتحام أو تقدم للمشاة أو بالآليات والدبابات لم يحصل أو لم يكن ظاهراً أقله حتى ليل أمس. الانطباع الذي تكوّن لدى المراقبين والخبراء العسكريين كما لدى الأوساط الرسمية والدبلوماسية التي رصدت بدقة متناهية تطورات الساعات الـ 24 الفائتة، هو أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة توغّل “جراحية” وشديدة الحذر بحيث لا يزال يطغى على مرحلتها الأولى الطابع الاستطلاعي لسبر غور الوحدات المقاتلة لدى “حزب الله” لا سيما منها وحدة الرضوان، كما الوحدات الصاروخية المضادة للآليات. كما أن اثارة الجيش الإسرائيلي أمس لموضوع الأنفاق، وحديثه عن اكتشاف خرائط تمتد حتى عمق الجليل الأعلى، يسلّط الضوء أيضاً على النمط الطارئ الذي تتبعه القيادة الميدانية الإسرائيلية في جس نبض “حزب الله” تحسباً لكمائن قاتلة قد يكون الحزب أعدّها إلى خطط أخرى لن يكشفها الا في حال توغّل جدي.

ويعتقد المراقبون انفسهم أن المعركة لم تنطلق بعد، وأن احتمال اندلاعها يبدو مؤكداً لدى زج إسرائيل بقوى آلية وبشرية كبيرة إذ عندها سيكون الاختبار الحاسم لمدى جهوزية “حزب الله” وما اذا كانت قدراته لا تزال في المستوى العملاني والميداني نفسه قبل تعرّضه لضربات قاسية لم يسبق له أن تعرض لها في كل المعارك مع إسرائيل. وأما ما يدأب الجانب الأميركي على ترداده من أن حجم التوغّل أو العملية البرية الإسرائيلية في الجنوب سيكون محدوداً جداً ولن يستمر أكثر من أيام، فإن ثمة شكوكا عميقة حياله أولاً لترجيح أن تكون الخطط الإسرائيلية أبعد بكثير من مجرد توغّل موقت بل تتصل بأهداف يعلنها المسؤولون السياسيون والعسكريون وتتصل بضرب البنية العسكرية والتسليحية لـ”حزب الله”، الأمر الذي يعني أن مدة الاحتلال المتجدد للجنوب وحجمه يصعب أن يكونا على الشكل المثار. ثم أن حجم الفرق الإسرائيلية المحتشدة على الحدود مع لبنان تشي بالاستعداد لغزو طويل المدى ولو صح أن الضوء الاخضر الأميركي أعطي لعملية محدودة مبدئياً.

“الفرقة 98 ”

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح أمس أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة.

في المقابل، أعلن “حزب الله” اطلاق “نداء لبيك يا نصر الله” عبر صليات صاروخية من نوع “فادي 4″ على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الإستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب، كما استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا وتجمعاً للقوات الاسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2، وتجمع جنود بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا وتجمعاً في موقع المطلة ومستعمرة كفار جلعادي.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: ملامح حرب كبرى في المنطقة… مواجهة جوية مفتوحة وبحث عن مبررات للغزو البرّي

وكتبت تقول: دخلنا في الحرب الكبرى، فيما مدى تمدّدها وتوسّعها وعمقها يعتمد على الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران للعدو الإسرائيلي. إنتهى الرد الإيراني وإختلطت الأوراق من جديد، في الوقت الذي لا يمكن فيه إغفال قدرة ما حدث من تطورات على فتح باب التسوية أو وقف أي مسار للتوصّل إلى حل سياسي بما يتعلق بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

إشتعلت سماء المنطقة رداً على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، بحسب ما أعلن الحرس الثوري الإيراني. وذلك أيضأ بدعم من الجيش الإيراني ووزارة الدفاع وبموافقة من قِبل المجلس الأعلى للأمن القومي.

هذا الرد الذي سبقه تصريح لمسؤول كبير في البيت الأبيض، يوم أمس، وكشف أن الولايات المتحدة لديها مؤشرات إلى أن إيران تستعد لشنّ هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل قريباً، مشدداً على أن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلّف عواقب وخيمة على طهران. 

كذلك، الولايات المتحدة الأميركية علّقت على الضربة الإيرانية، وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة دعمت دفاع إسرائيل، و”مستعدون لمساعدة إسرائيل في مواجهة إيران”. وكذلك سيتشاور البيت الأبيض مع الإسرائيليين بشأن الخطوات التالية التي يجب اتخاذها في ما يتعلّق بالرد.

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قال من الملجأ: “سنردّ بشكل قويّ جداً”، متوعداً طهران بدفع الثمن في أول ظهور له عقب الهجوم. هذا وإعتبر جيش العدو أن إيران تدفع الشرق الأوسط إلى التصعيد وأن إستهدافها سيكون له عواقب، وسيفعلون كل ما هو ضروري لحماية أمن مواطنيهم، معلناً أن سلاح الجو سيضرب أهدافاً في الشرق الأوسط.

وبالمقابل قالت هيئة الأركان الإيرانية انه “في حال تدخلت الدول الداعمة لإسرائيل ستُستهدَف مصالحها ومقارها في المنطقة وبقوة، وعلى الكيان الصهيوني ترقب تدمير بناه التحتية بشكل واسع وشامل إذا رد على الهجوم”.

هذا ودعا مجلس الأمن الدولي الى عقد جلسة مفتوحة وطارئة، اليوم الأربعاء، بشأن التطورات في الشرق الأوسط.

القراءة الإستراتيجية للضربة الإيرانية يمكن تفنيدها بنقاط عدة، يحددها أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي، إذ يلفت الى أن “إيران كانت مجبرة على هذه الضربة وأعلنت مسبقاً أنها سترد وكأنها تكرّر تجربة نيسان الماضي”. 

ويشير العزي في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية إلى أن توقيت الرد يؤشر الى “تعثر فعلي في التفاوض بين طهران وواشنطن”، مذكراً بما قاله الإيرانيون “بأن حزب الله لا يستطيع الدخول وحده في المعركة، وكأنهم يقولون أن حزب الله يمكنه أن ينتظرنا للدخول معه في الحرب، ولكن حماية أمن إسرائيل يتحقق إذا ما عقدتم تسوية معنا”.

ويتوقع العزي أن يكون الرد الإسرائيلي في وقت قريب، بحيث “سيحظى بحماية أميركية، خصوصأ أن الولايات المتحدة منتشرة في مناطق الوجود الإيراني، ومَن يملك الجو والتكنولوجيا يسيطر على الأرض”.

ومن جانب آخر، يشير العزي الى أن رئاسة الأركان هي التي تدير المرحلة، علماً أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تسي هاليفي متخصص في التخطيط الإستراتيجي ومهمته الرئيسية منذ تعيينه توجيه الضربات لأذرع إيران في دول المنطقة.

من الواضح أن المشهد الإقليمي معقّد – سياسياً وعسكرياً – لا سيما أن الدعوات من الأطراف المؤثّرة لتجنب الحرب الشاملة قد تحتاج الى ضغوط لخفض التصعيد والحد من توسّع قُطر المواجهة. من ناحية أخرى، أتى إعلان الكابينت الإسرائيلي بالموافقة على “عملية برية محدودة” في جنوب لبنان، كخطوة تصعيدية واضحة. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى