قالت الصحف: مبادرة الحريري لإنقاذ المبادرة.. ما تقول فول ليصير بالمكيول!
الحوارنيوز – خاص
على الرغم من الأجواء الإيجابية التي رافقت لقائي الرئيس سعد الحريري مع كل من الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري، فإن المثل الشعبي الشائع "ما تقول فول ليصير بالمكيول" يبقى هو القاعدة التي يسير بهديها الشعب اللبناني بعد أن خاب ظنه مرارا وتكرارا.
وأمس برزت مواقف تتهجم على الحريري من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تحت عنوان: أين الحصة الدرزية، ويتوقع أن يلاقيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تحت عناوين إصلاحية، لكنها بالتأكيد لن تتجاوز المصلحة الذاتية.
كيف عكست الصحف مجموعة القضايا التي برزت أمس في يوم سياسي متنوع؟
• صحيفة "النهار" عنونت:" غموض واسع يلف تحرك الحريري وجنبلاط يهاجمه" وكتبت تقول:" في واقع غير مسبوق يشهده لبنان المأزوم الذي يعاني من اكتساح بالغ الخطورة والاتساع لبلداته وقراه بوباء كورونا بما ينذر باوخم الاخطار التي انعكست على العودة الناقصة والفوضوية للمدارس امس، وفيما يرزح تحت وطأة أسوأ انهياراته المالية والاقتصادية والاجتماعية، يتوزع المشهد المصيري في الساعات ال48 المقبلة على عين ترصد دينامية جديدة في المسعى الحريري المتقدم في ملف تشكيل الحكومة، والعين الثانية ترصد اول اجتماع افتتاحي للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة غدا لترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية.
واذا كان للمواقف العلنية التي تجمعت في اليوم الأول من إدارة الرئيس سعد الحريري محركات اتصالاته بزخم لافت حيال مبادرته المتصلة بتشكيل حكومة تنفيذ المبادرة الفرنسية وبرنامج قصر الصنوبر الإصلاحي، فان الحصيلة المبدئية التي انتهت اليها زيارته لكل من قصر بعبدا وعين التينة تبدو واعدة. ولكن ذلك لن يسقط حتما قاعدة الشيطان الذي يكمن في التفاصيل بما يوجب استمرار الحذر وتجنب اسقاط عوامل العرقلة للمسعى الحريري لدى فتح ملف التأليف التفصيلي وسط كتمان شديد احيطت به الزيارتان لجهة التعتيم على تناول الجانب الإجرائي المتعلق بآلية التأليف او الجانب الشخصي الذي يصعب عزله عن تلقي كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري زيارتي الرئيس الحريري بعد فترة جفاء او قطيعة، خرج الأخير من لقاءي بعبدا وعين التينة بتأكيدات جازمة حيال التزام المبادرة الفرنسية وبرنامج إصلاحاتها وهما الموضوعان اللذان أدرجهما الحريري في رأس قائمة أولوياته في اطلاق جولة الاتصالات واللقاءات التي باشرها شخصيا وسيكملها وفد من كتلة المستقبل اليوم مع سائر القوى التي شاركت في لقاءي قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وبدا واضحا ان الحريري تعمد في اليوم الأول من تحركه ان يركز الأولويات في لقائيه مع الرئيسين عون وبري على نقطة الارتكاز التي جعلته يقوم بسابقة سياسية تمثلت بإطلاقه مشاورات ما قبل الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها الرئيس عون الخميس المقبل ما لم يطرأ ما يملي إرجاءها الى موعد آخر .
وهذه النقطة تتصل بربط مجمل مبادرته وتحركه ارتباطا لا فكاك منه أولا وقبل الدخول في تفاصيل عملية تشكيل الحكومة باستعداد القوى التي شاركت في لقائي قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي على المضي في تنفيذ المبادرة الفرنسية كأساس لإمكان تكليف الحريري تشكيل الحكومة. ولذا ستستكمل في الساعات المقبلة هذه المبادرة بجولة واسعة يقوم بها وفد من كتلة المستقبل يضم النواب بهية الحريري وهادي حبيش وسمير الجسر على رؤساء الكتل الأساسية التي شاركت في لقاء قصر الصنوبر، وسيبدأ الوفد جولته اليوم بزيارة بنشعي للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويزور لاحقا حزب الطاشناق ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ان تستكمل الجولة على القيادات الأخرى غدا. وفي ما يتصل بمسألة تأليف الحكومة، فترصد الأوساط المعنية معطيات حول مسألة أساسية هي تسمية الوزراء الاختصاصيين وهل ستوافق القوى المعنية ولا سيما الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرعلى طرح الحريري بحكومة اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب كليا ام سيقبل الحريري على تسمية القوى وزراء اختصاصيين غير حزبيين كما يقترح الثنائي الشيعي . ويبدو ان هذه ستكون المعضلة الكبيرة التي سيتوقف عليها مصير تحرك الحريري الذي ابلغ الى الرئيس عون انه سيزوره ثانية قبل موعد الاستشارات الخميس بما يوحي انه يتوقع بلورة نتائج تحركه قبل الموعد.
وكان عون ابلغ الحريري خلال لقائهما في بعبدا وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لان الأوضاع لم تعد تحتمل مزيدا من التردي وشدد على ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية. اما الحريري فاطلق مزيدا من المواقف البارزة والمتشددة حيال التزام المبادرة الفرنسية فوصفها بانها "الفرصة الوحيدة والأخيرة الباقية لوقف انهيار البلد وإعادة اعمار بيروت". وحذر من "ان لا وقت لدينا لإضاعته في المهاترات السياسية واذا أراد احد تغيير مفهوم المبادرة فليتحمل المسؤولية". وكرر ان عدم وجود أحزاب في الحكومة "هو لأشهر معدودة فقط وأننا كأحزاب لن نموت". وشدد على ان الإصلاحات وجدولها الزمني محددة ومفصلة في ورقة قصر الصنوبر التي هي بمثابة بيان وزاري للحكومة الجديدة".
وبعد زيارته عين التينة مساء وصف الحريري اللقاء مع بري بانه "كان إيجابيا وكان الرئيس بري واضحا بانه موافق على وإيجابي جدا بالنسبة الإصلاحات التي تتضمنها الورقة الاقتصادية وهذا امر مطمئن ".
جنبلاط
ولكن تطورا سلبيا برز ليلا مع حملة حادة شنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الحريري معلنا انه رفض استقبال وفد كتلة المستقبل وانه لن يسمي أحدا لرئاسة الحكومة "وليس هكذا يعامل وليد جنبلاط ". وإذ اعتبر في حديث الى محطة "الجديد" انه يتعرض للالغاء طلب من السلطة المكونة من حزب الله وحركة امل وتيار المستقبل "ان يعتبروا ان هناك مكونا أساسيا في البلاد اسمه المكون العربي الدرزي" قال ان "المواصفات تتغير والحريري يقول انه يريد حكومة اختصاصيين دون سياسيين لكن نسأل اليس هو سياسي؟ الحريري سمى نفسه وليس هناك حاجة ان نذهب الى بعبدا ومن الممكن ان يكون هناك صفقة مع جبران باسيل والثنائي الشيعي ". واعترف انه قال للرئيس ماكرون بانه "من الأفضل ان يكون شخص ثان بدلا من الحريري ووقتها كان الاسم المطروح نواف سلام لان اسم الحريري قد يثير غضب الشارع لكن الحريري أخذها شخصية " واتهم جنبلاط الحريري بانه سلم الدولة في السنوات الثلاث الأخيرة للثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر .
المفاوضات
اما الاستحقاق الاخر البارز فيتمثل بإلاستعدادات لانطلاق الجولة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية في مقر قادة اليونيفيل غدا في الناقورة، اذ أعلنت رئاسة الجمهورية امس تشكيل الوفد المفاوض والذي اقتصر على وفد عسكري تقني برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين وعضوية العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي . ولعل من غرائب الواقع السلطوي الحالي ان اعلان تأليف الوفد لم يمر بسلام داخل السلطة نفسها بل فجر معركة تنازع على الصلاحيات عندما بادر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب عبر الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى توجيه كتاب رسمي الى رئاسة الجمهورية يعترض فيه على ما اعتبره مخالفة دستورية للمادة 52 من الدستور التي تنص على تولي رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة محذرا من أن أي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة وصريحة لنص دستوري مع ما يترتب على ذلك من نتائج .
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الأميركية توجه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الى لبنان حيث سيشارك في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات حول الحدود البحرية بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية التي يستضيفها منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان يان كوبيتش . وأعلنت الوزارة ان السفير جون ديروشر سينضم الى شينكر وهو سيكون الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات.
• صحيفة "الاخبار" خصصت افتتاحيتها لموضوع التفاوض مع العدو الإسرائيلي على ترسيم الحدود وابرزت الخلاف بين الرئاستين الأولى والثالثة بشأن تأليف الوفد اللبناني وقالت في هذا السياق:" عملياً، لا احد يعرف المعايير الفعلية لتاليف الوفد اللبناني. لكن، الضربة الدستورية جاءت مباشرة من رئاسة الحكومة، حيث اعلن الرئيس حسان دياب ان تأليف الوفد لم يتم وفقا للاصول الدستورية. ما يعني عمليا نزع الشرعية الدستورية عنه. وهي خطوة تفتح الباب امام التشكيك بشرعية الوفد وطبيعة تمثيله ونوعية التفويض المعطى له لادارة عملية سيادية كبرى. وجاء اعتراض الرئيس دياب مستندا الى تفاسير المادة 52 من الدستور التي توجب على رئيس الجمهورية التوافق مع رئيس الحكومة حيال تأليف الوفد للتفاوض الخارجي، وهذا موقف لا يمكن تجاوزه حتى ولو صمت الحريصون على صلاحيات رئاسة الحكومة، ومن الذين يرفعون الصوت على كل كبيرة وصغيرة. لكن لا يتوقع ان يصدر منهم اي تعليق طالما الامر يتعلق بمطلب اميركي مستعجل في جعل المفاوضات قائمة بين لبنان و"اسرائيل".
دياب قال انه راسل رئيس الجمهورية عبر ثلاث طرق في الايام الماضية. ولم يسمع منه جوابا يعكس احترامه المادة 52، بينما تتصرف دوائر القصر الجمهوري على اساس ان الحكومة مستقيلة ولا يمكن لرئيسها التقدم بطلب كهذا. وان الدستور منح رئيس الجمهورية حق ادارة التفاوض الخارجي. لكن مستشاري الرئيس يعرفون ان هذا الكلام لا اساس دستورياً له. والمشكلة لا تقف عند هذا البند. اذ ان قوى كثيرة في البلاد لم تعرف سبب المقاربة التي لجأ اليها القصر الجمهوري في تشكيلة الوفد، علما ان الوقائع تشير الى الاتي:
- حث الرئيس بري ومعه حزب الله على ترك ملف التفاوض لقيادة الجيش، وجرت مشاورات ضمنية بين قيادة الجيش والقوى السياسية من اجل تركيب وفد موثوق يمكنه قيادة هذه العملية. وكان قائد الجيش يميل الى حصر الملف بعسكريين فقط.
- يحسم هدف التفاوض بأنه لتحديد الحدود، وبالتالي ليست هناك حاجة مطلقة لاي حضور خارج فريق الخبراء المختصين بالخرائط والحدود، ما يعني انه لا يوجد اي مبرر لوجود الموظف وسام شباط، حتى اذا دعت الحاجة الى حديث فرعي يتعلق بالموادر النفطية والغازية، فساعتها يمكن الاستعانة به، مباشرة او من خلال الاستماع الى رأيه. الا اذا كان هناك ضغط فرض مشاركة شباط من زاوية موازاة مشاركة المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية. مع التأكيد على ان هذه المفاوضات ليست حول منصات الغاز وعمل الشركات أو استخراج النفط
- ان ادخال الخبير نجيب مسيحي بصفته متخصصا في هذا العالم، يزيد في الطين بلة. لان الرجل سبق له ان قدم نظرية تناقض تماما الاطار الذي يعمل على اساسه الضابط المتخصص العقيد بصبوص، وهناك اختلاف جدي بين تحديد نقطة البحث على الخط الحدودي المفترض، بين النقطة 1 التي اختارها مسيحي وهي التي تجعل لبنان يخسر الكثير، باعتباره تعامل مع النتوء الصخري المعروف باسم بخيت على انه جزيرة كاملة، وهو ما يتعارض مع رأي بصبوص الذي يعود الى النقطة 23 التي تميل نحو الحدود مع فلسطين. حتى ان الاميركيين يوم كلف السفير هوف بوضع حل وسط، لم يقف عند رأي مسيحي، بل اقترح ما يعطي لبنان حصة اكبر من تلك التي يمكن للبنان الحصول عليها لو تم الاقرار بورقة مسيحي. علما ان اسئلة كثيرة ترددت حول الرجل نفسه، فهو أميركي من أصل لبناني، التقاه وفد نيابي لبناني في أحد مؤتمرات الطاقة التي انعقدت خارج البلاد، قبل أن يؤتى به الى عون وينزل بـ "الباراشوت" كعضو في الوفد. فمن يضمن أن يكون ولاء مسيحي خلال التفاوض لمصلحة لبنان؟ فضلاً عن أنه خبير مدني لا عسكري، نكون بذلك قد زدنا الى الوسيط الأميركي "معاوناً" في عملية التفاوض!
الى جانب هذه الملاحظات، هناك امور لم تفهم عن سبب حماسة بعض مساعدي رئيس الجمهورية لتكليف مدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير ادارة الوفد او ترؤس الجلسة الاولى. حتى الذين فكروا بأن وجود شقير يمنح عنصر قوة لرمزية ادارة رئيس الجمهورية للملف، فكروا بالامر من زاوية الصراعات الداخلية ولم ياخذوا في الاعتبار ان مثل هذا التمثيل يعطي بعدا سياسيا يتعارض مع هدف التفاوض.
لكن، هل هناك ضغوط مورست لاجل ان يتشكل الوفد اللبناني على هذا النحو؟
اليوم يفترض ان تعقد اجتماعات جديدة، وسط مواصلة رئيس الوفد اللبناني العميد ياسين الاطلاع على اوراق الملف بينما يهتم الاميركيون بكيفية تظهير صورة التفاوض على انه عملية سياسية بغلاف تقني. وقد اصر الاميركيون على الطابع الاحتفالي للجلسة الاولى، لكن الفريق المضيف، اي القوات الدولية، عاد واكد ان حضور الاعلام يكون في حالة موافقة جميع الاطراف، وان اي اعتراض يمنع وجود الاعلام، وسط مؤشرات بان لبنان يتجه لرفض وجود الاعلام في جلسة التفاوض لا قبل انعقادها ولا بعدها.
تقنياً، حسمَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسماء أعضاء الوفد الذي سيمثل لبنان في المفاوضات غير المباشرة على ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي. أما سياسياً، فتحولّت المفاوضات الى ملف خلافي حول الصلاحيات الدستورية. أعلن مكتب الإعلام في قصر بعبدا أن "الوفد يتألف من العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي". فجاء الردّ بعد ساعات من الحكومة التي أبدت اعتراضها على تشكيل الوفد من دون مراجعتها، معتبرة أن هذه مخالفة واضحة لأحد النصوص الدستورية. وقد وجه الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية كتاباً الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن "التفاوض والتكليف بالتفاوض بشأن ترسيم الحدود يكون باتفاق مشترك بين رئيسّ الجمهورية والحكومة، وفي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة وصريحة لنص الدستور".
• صحيفة "اللواء" علمت "ان الوفد الذي كلّفه الحريري الاتصال بالقوى السياسية يضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، وسيبدأ مهمته بلقاء اليوم في بنشعي مع رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، ثم كتلة حزب الطاشناق ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء، وقد يلتقي اذا سمح برنامج المواعيد الرئيس نجيب ميقاتي وكتلته النيابية، وربما كتلة اخرى لم تحدد بعد.
وقال النائب الجسر لـ"اللواء": ان الوفد سيطرح الاسئلة التي اثارها الرئيس الحريري حول مدى الالتزام بالمبادرة الفرنسية والاصلاحات التي تضمنتها وموقفها من تشكيل الحكومة، وسنبلغ الرئيس الحريري بالنتائج اولا بأول. ونحن نعوّل على احتكام الجميع الى الحس الوطني لإنقاذ البلد.
وحول الاختلاف في تفسير اوقراءة المبادرة الفرنسية بانها تتضمن او لا تتضمن شرط عدم توزير ممثلين للقوى السياسية ومن يسمي الوزراء؟ قال الجسر: الحريري لم يقدم تفسيرا للمبادرة بل قالها كما هي، واذا اصر البعض على العودة الى تجربة حكومة حسان دياب فمعنى ذلك الفشل ووضع البلد لا يحتمل مزيدا من الفشل.انها مرحلة انتقالية قصيرة مطلوب من الجميع التضحية فيها.
وعن الضمانات التي سيقدمها الحريري للقوى السياسية في حال تولى هو تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب؟ قال النائب الجسر: من يملك الاكثرية النيابية؟ بإمكانهم إسقاط الحكومة فورا في المجلس النيابي اذا شعروا ان هناك امورا كبيرة يجري تمريرها.
على هذا، من المفترض انتظار انتهاء الحريري من مشاوراته مع الكتل ومواقف الكتل مما طرحه امس، ليُبنى على الشيء مقتضاه، فإما يمضي في قبول تكليفه وإما يقترح اسما آخر واما يكتفي بتسمية الشخصية التي يراها مناسبة في الإستشارات الملزمة.
واعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن دعمه لمبادرة الرئيس الحريري، وفي ضوء نتائج الاتصالات التي يقوم بها، سيقرر الرئيس الحريري الخطوة التالية، وما إذا كان سيعلن ترشيحه أم لا، مؤكداً ان دعوته لحكومة تكنوسياسية ما تزال قائمة وصالحة.
مفاجأة جنبلاط
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ان "من الملاحظات ان الأعراف الدستورية تغيرت، وأصبح الآن هناك تكليف ذاتي"، واضاف: قلت لسعد الحريري انه من صالحه ان يسمي رئيساً للحكومة.
وقال لـ"الجديد": "ان المواصفات تتغير، والحريري يقول يريد حكومة اخصائيين دون سياسيين"، سائلاً: "أليس هو سياسي"؟