قالت الصحف: ما بين خطف سعودي في بيروت والاستحقاق الرئاسي
الحوارنيوز – خاص
موضوعان ابرزتهما صحف اليوم: خطف مواطن سعودي في بيروت الى جانب التطورات المتصلة في الاستحقاق الرئاسي. وبدا سؤال واضح وبديهي: من المستفيد وهل ثمة علاقة بين الخطف والتطورات الإيجابية في الملف الرئاسي؟
* صحيفة النهار عنونت: خطف السعودي صدمة مشبوهة تنذر بتداعيات: محطتان مفصليتان رئاسياً و”الثنائي” يصعّد الصخب
وكتبت تقول: اخترق الكشف عن خطف مواطن سعودي في لبنان مجمل المشهد السياسي الذي احتدم بقوة في الأيام الأخيرة وباتت الأنظار تترقب تطورات هذا الحدث وتداعياته الخطيرة اذ أعاد الى الواجهة الاستهدافات المثيرة للمخاوف بفعل ضعف الدولة والسلطة امام مجاهل “الدويلة” والفلتان المتحكمين بمفاصل الاستقرار بما يخشى معه من تداعيات لهذا التطور المشبوه تحت ستار خطف للفدية على إعادة تطبيع العلاقات بين لبنان والدول الخليجية كلا، كما على اقبال الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان في موسم الاصطياف “الواعد”.
واما المشهد الرئاسي، فيبدو انه على موعد مع محطة مفصلية اليوم في بت تفاهم قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” حول ترشيح الوزير السابق ومدير دائرة الشرق الأوسط وشرق أسيا في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية من خلال تبني “تكتل لبنان القوي” في اجتماعه اليوم علنا هذا الترشيح. ولا يقف الطابع المفصلي عند هذه المحطة وحدها، بل ان اللقاء اللافت الذي سيعقد عصر اليوم أيضا في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه وفد من المطارنة سيتسم بأهمية كبيرة لجهة ما يرتقب ان يشهده من نقاشات لعل بعضها سيعكس تناقضات عميقة حيال ما سمي المبادرة الفرنسية التي تبنت ولا تزال ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بما وضع فرنسا في زاوية انحياز سياسي داخلي اثار اعتراضات كبيرة عليها خصوصا في الساحة المسيحية.
وتبعا لأهمية المحطتين المتزامنتين سيكون للموقف الذي سيبلغه البطريرك الراعي الى الرئيس الفرنسي وقع قوي متوقع لكونه سياتي مستندا الى مباركة بكركي للتفاهم المبدئي بين المعارضة والتيار العوني الذي تبلغته قبل سفر الراعي أمس الى الفاتيكان وفرنسا بما يعني ان ما كان قبل هذا التفاهم يفترض ان يتبدل او يتعدل بعده لجهة التوازن المطلوب في الدور الفرنسي وتصويب البوصلة لبنانيا. وما يدفع أكثر في اتجاه استعجال بت اعلان التفاهم بين المعارضة والتيار العوني ان “ماكينة” ضخ الشكوك في امكان اخفاق التوصل نهائيا الى إنجازه اشتغلت في الساعات الأخيرة بقوة قصوى على وقع تسعير حمى التصعيد الكلامي للثنائي الشيعي ضد هذا التفاهم على نحو بدا اشبه بانفجار عصبي انفعالي مثيرا موجة واسعة من الاستغراب حيال هذا “العارض” المحموم.
ولم تعد دائرة الاستغراب حيال هذه العاصفة الانفعالية التي تلهبها تصريحات نواب ومسؤولي حركة “امل” و”حزب الله” تقف عند حدود القوى المعارضة والمستقلة بل ان ثمة معطيات تؤكد ان رصدا ديبلوماسيا دقيقا يجري للحملة التي يشنها الثنائي الشيعي من منطلق اعتبارها انكشافا كبيرا للأهداف الحقيقية التي توجه وتحكم مواقف هذا الثنائي والتي بدا واضحا انها تستهدف خلق معطيات متوترة جديدة لمنع انتخاب رئيس الجمهورية والتمديد للفراغ تحت ذريعة اعتبار أي مرشح اخر غير المرشح الذي يدعمه الثنائي استهدافا “للتوافق” بما يناقض ويسقط كل المواقف والاتجاهات والادعاءات السابقة لهذا الفريق حيال دعوة الاخرين لترشيح من يتفقون عليه والاحتكام الى صندوقة الانتخاب.
· صحيفة الاخبار وتحت عنوان داعمو فرنجية يعتبرون أزعور «مرشح مواجهة وخصماً سياسياً»: مناورة هدفها تعويم قائد الجيش؟
كتب ابراهيم الأمين يقول: المعركة الرئاسية في لبنان بدأت منذ ما قبل انتهاء ولاية العماد ميشال عون. يوم صدرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بات واضحاً لجميع اللاعبين أن لبنان أمام معركة وليس أمام حل توافقي من النوع الذي كان يحصل في خضم الصراعات الكبرى. وإذا كان كثيرون اعتقدوا، في حينه، بأن التحالفات السياسية التي رافقت الانتخابات يمكن أن تنسحب على الملف الرئاسي، فإن ما حصل منذ عدة شهور يشير إلى العكس.
الفصل الحالي من المعركة بدأ مع إبلاغ فرنسا حزب الله موافقتها على تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة. اتخذ الثنائي قراره ومضى في الأمر، لتبدأ الاتصالات انطلاقاً من السعودية على وجه التحديد. كل ما حصل عليه الفرنسيون هو التزام الرياض وقف الحملة على فرنجية، ثم رفع الفيتو عنه، ثم إبلاغ الأطراف اللبنانية بأنها غير معنية بالانتخابات، لا ترشيحاً ولا تصويتاً ولا تأييداً ولا رفضاً. لكن الفرنسيين، كانوا – ولا يزالون – يعتقدون بأن على الرياض الانتقال من مربع عدم ممانعة انتخاب فرنجية إلى مربع الترحيب به، على أن تكون هذه آخر المساهمات السعودية، طالما أن الرياض لا تريد – وربما لا تستطيع – فرض فرنجية على كتل كبيرة في لبنان.
الفريق المعارض لفرنجية كان أساساً منقسماً بين قوتين، إحداهما يمثلها التيار الوطني الحر الذي لا يرى في فرنجية أهلاً للمنصب، لكنه تمايز بعدم تأييد مرشح يرفضه الثنائي، وتحديداً حزب الله. أما القوة الثانية فضمّت الفريق المعارض لحزب الله لا لفرنجية بحد ذاته، وهو فريق تقوده القوات اللبنانية ويضم كتلاً نيابية ومستقلين ممن يوازون حجماً كتلة القوات نفسها، وكان هؤلاء يطرحون ميشال معوض علناً، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ضمناً. فيما وقف وليد جنبلاط على التل حيث يرغب دائماً أن يكون.
بعد فشل كل أنواع التواصل بين الأفرقاء الثلاثة، تقدم الفرنسيون خطوات إلى الأمام، وانعكس الأمر على الجانب السعودي الذي تولى إبلاغ حلفائه وأصدقائه بأن المقترح الفرنسي متقدم لأسباب كثيرة، أبرزها أن خصوم فرنجية ليسوا على قلب رجل واحد، وغير قادرين على الاتفاق على منافس جدي. وهو كلام قيل لجنبلاط أيضاً، علماً أن الأخير كان ينتظر موقفاً واضحاً من السعودية. وهو، في هذه الحالة، ليس في موقع القوى المسيحية. فأسبابه وأهدافه ليست نفسها أسباب وأهداف التيار أو القوات وحلفائها. كل ما يريده جنبلاط هو أن تحدّد السعودية وجهة السير، لأنه يريد تجاوز المطبات وتفادي الوقوع في أي كمين. إلا أنه لم يتوقع أن يجبره موقف السعودية على النزول من على التل، ليكتشف أنه ترك وحيداً على رصيف الانتظار!.
مع الوقت، تطور موقف خصوم فرنجية المسيحيين إلى مستوى اعتبار وصوله بمثابة خطر حقيقي على الدور المسيحي في لبنان، وهو جوهر الاحتجاج المشترك لدى كل هؤلاء. ما دفعهم، عملياً، إلى التفاهم على بند واحد: إسقاط سليمان فرنجية. عند هذه النتيجة انطلقت المشاورات، بمشاركة داخلية وخارجية، وانتهت بسلسلة من التنازلات المتبادلة بينهم. فتراجعت القوات وحزب الكتائب وكتلة «تجدد» و«مستقلون» و«تغييريون» عن شعار مواجهة حزب الله، بالموافقة على شخصية غير مستفزة للطرف الآخر. إلا أن هذا الفريق لم يكن ليترك أمر الترشيح إلى النائب جبران باسيل وحده، فكان أن شطب من لائحة باسيل كل الأسماء مبقياً على اسم جهاد أزعور، وهو ما أجبر باسيل على التخلي عن مرشحه المفضل زياد بارود، ثم التخلي لاحقاً عن شرط الموافقة المسبقة أو الضرورية للطرف الآخر على هذا الترشيح… وكانت الحصيلة، ما وصلت إليه هذه الأطراف بإعلان توصلها إلى تفاهم أولي على ترشيح أزعور.
الاتفاق على أزعور كان شبه منجز أواسط الأسبوع الماضي. لكن رئيس حزب القوات سمير جعجع سأل عن المرشح المنشود: أين هو جهاد أزعور؟
حط الرجل في بيروت الخميس الماضي، وبقي حتى ظهر السبت، وزار جعجع في معراب لنقاش عام يتعلق بكل الأوضاع، قبل أن يكمل جولته على آخرين من القيادات المعنية، بما في ذلك الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي. إلا أن أزعور لم يلتق الرئيس السابق فؤاد السنيورة، ولم يبلغ من التقاهم قراره النهائي قبول الترشيح من عدمه، بل كان أقرب إلى الفكرة التي تقول بأنه يفضّل ألا يواجه ما واجهه فرنجية، أي أن لا يتم إعلان ترشيحه من قبل الأطراف المتوافقة عليه، وترك الأمر له ليجد المخرج المناسب. وهذه بحد ذاتها نقطة أقلقت بعض مؤيديه.
وتبين لاحقاً أن أزعور كان يسعى إلى وضع كل المعنيين بالاستحقاق الرئاسي في أجواء تعبر عن جوهر موقفه:
أولاً، أنه ليس مرشح مواجهة، وهذا لا يعني عدم حصول تنافس مع فرنجية أو غيره، لكنه ليس في مواجهة مع أحد لأنه يعتقد بأن المواجهة ستقوده إلى الفشل ولو وصل إلى قصر بعبدا.
ثانياً، أنه ليس مرشح جهة، بل يحظى بدعم جهات لها تمثيلها في مجلس النواب، وبالتالي، لا يمكن تحميله مسؤولية أي موقف سياسي لهذه القوى. كما فهم آخرون أن أزعور لا يريد ربطه دائماً بسياسات سابقة، وأن صداقته مع الرئيس السنيورة لا تعني أنه يمثل السنيورة أو أن السنيورة يتحدث باسمه.
ثالثاً، أن الغطاء الوحيد الذي يناسب أزعور هو غطاء بكركي كونها تمثل مرجعية عامة في لبنان، وليست طرفاً سياسياً بحد ذاته.
يتصرف أزعور على قاعدة أنه لم يبادر بطرح نفسه كمرشح منذ اليوم الأول، وأن هناك من بادروا بإعلان اسمه، من وليد جنبلاط إلى البطريرك الراعي وباسيل وشخصيات مستقلة. وبالتالي، فإن موقفه النهائي ليس معلوماً بعد.
لكن هذه الخلاصة ليست هي المعيار بالنسبة لبقية المعنيين بالملف. إذ إن الفريق الداعم لفرنجية سبق أن أبلغ أزعور، أكثر من مرة، أنه متسمك بموقفه، وأن لا خطة بديلة لدى الثنائي. كما أبلغه الفرنسيون أن باريس تدعم التسوية التي تحمل فرنجية إلى القصر الجمهوري، وعرضوا أن يكون حاكماً لمصرف لبنان خلفاً لرياض سلامة، وهي مهمة لا يحبذها الآن. وبالتالي، يعتقد أصحاب هذا الموقف أن أزعور يعرف تماماً أن قبوله الترشح في وجه فرنجية يجعله خصماً، وأن المعركة الرئاسية ستجعله مرشح مواجهة ليس العكس.
لكن الأكثر أهمية بالنسبة إلى داعمي فرنجية أن أزعور يجب أن يكون مدركاً أن من يعلنون دعمهم لترشيحه، لا يفعلون ذلك قناعة به أو إيماناً بخطته أو قدرته، وإنما بهدف واحد هو الإطاحة بفرنجية. وبالتالي، يرى داعمو فرنجية أن عليه إدراك هذه الحقيقة ليعرف في أي موقع يقف اليوم، وأن الخارج الذي يشجعه على قبول المهمة، يهدف إلى وصول المجلس النيابي في لبنان إلى صدام عنيف يؤدي إلى إطاحته وفرنجية معاً، والعودة إلى عرض ترشيح قائد الجيش كمرشح تسوية.
عملياً، ينظر الفريق الداعم لفرنجية إلى أزعور على أنه في حال وافق على السير في الخطة الموضوعة من قبل خصوم رئيس المردة، يكون قد وقع في فخ سيطيحه من معركة الرئاسة، ويقوض أي دور مستقبلي له، كون الشيء الوحيد الذي سيكسبه من هذه المعركة هو الخصومة مع نصف اللبنانيين. ويتحدث هؤلاء عن أن البوانتاج الذي قام به خصوم فرنجية لا يعبّر عن حقيقة الوضع، لأن كتلتين أساسيتين ليستا في موقع الداعم الأكيد، هما كتلة النواب السنة وكتلة جنبلاط، كما أن التماسك في بعض الكتل الكبيرة قد يتعرض لانتكاسة كبيرة في حال الدخول في المعركة.
- صحيفة الأنباء عنونت: الراعي يحمل الهمّ الرئاسي الى باريس.. والأنظار على حراك ماكرون على خط طهران
وكتبت تقول: يبقى التخبط سيد الموقف على خط الملف الرئاسي رغم الحديث عن توافق مبدئي بين الكتل المسيحية وبعض المستقلين على ترشيح اسم الوزير جهاد أزعور، من دون الاعلان عن هذا الاتفاق بشكل رسمي بعد، لأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يحسم خياره بشكل نهائي لاعتبارات تتعلق بعدم رغبته بقطع العلاقة بشكل نهائي مع حزب الله من جهة، وامتصاص النقمة عليه من داخل التيار.
في هذا الوقت، حط أمس الاثنين ملف الاستحقاق الرئاسي في الفاتيكان في لقاء جمع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولن، حيث جرى التداول بالأسماء المطروحة وكان من بينهم اسم الوزير أزعور على أن يحمل الراعي هذا الملف اليوم الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
المصادر المواكبة للزيارة أكدت لجريدة الأنباء الالكترونية ان الراعي سيناقش مع ماكرون الأسباب التي حالت دون انجاز هذا الاستحقاق، محمّلاً التعاطي الفرنسي في هذا الملف مسؤولية التأخير في انتخاب الرئيس، خاصة بعد تبني باريس ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومحاولة فرضه على القوى الأخرى. وأن الراعي سوف يؤكد لماكرون على عدم موافقة الأحزاب المسيحية الكبرى على ترشيح فرنجية.
المصادر توقعت أن تحدث زيارة الراعي خرقاً ما قد يؤدي الى تغيير المعادلة القائمة، ورجحت كفة انجاز هذا الاستحقاق في وقت قريباً وامكانية أن تضغط باريس باتجاه طهران لتضغط هي الأخرى على حزب الله من أجل تمرير هذا الاستحقاق بأقل الخسائر الممكنة.