سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ماذا بعد توقيف اتفاق غزة ..وأين لبنان مستقبلا؟

 

الحوارنيوز – خاص

تناولت افتتاحيات صحف اليوم توقيع اتفاق غزة لوقف الحرب وقرأت في انعكاساتها على لبنان والمنطقة.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: لبنان تلقّى استدراكاً من ترامب: ندعم الرئيس… عون يعلن موقفاً متقدماً: نفاوض ولا نعاكس

وكتبت تقول: مع أن كل دول الشرق الأوسط والعالم العربي تحديداً وحتى الكثير من أنحاء العالم كانت مشدودة أمس إلى “اليوم التاريخي” بحق، الذي توج نهاية حرب غزة وتوزعت مشاهده التاريخية بين تل ابيب وغزة وشرم الشيخ، فإن انشداد لبنان إلى الحدث، بدا مميزاً نظراً إلى الانطباعات والمعطيات الواسعة النطاق التي تتوقع أن يكون لبنان الحلقة الأقرب إلى تلقي تداعيات وتأثيرات هذا الحدث، على رغم التدهور الميداني الذي سجل أخيراً في الجنوب والبقاع الشمالي منذراً بمزيد من ضربات واستهدافات إسرائيلية. وفيما سرت تساؤلات كانت أقرب إلى الشكوك حيال “تغييب” لبنان عن قمة شرم الشيخ، أسوة بدول أخرى كسوريا، ساهمت الإشارة الاستدراكية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه من الكنيست الإسرائيلي عن لبنان في إحداث ارتياح، لجهة ما عكسته من تذكير بأن لبنان لا يزال أولوية لدى الإدارة الأميركية، بما يؤكد معطيات ديبلوماسية وإعلامية برزت في الأيام الأخيرة حيال ترقّب اندفاعة أميركية جديدة وربما تحمل تغييرات عن المرحلة السابقة، وستتواكب هذه الاندفاعة مع وصول السفير الأميركي الجديد في لبنان، اللبناني الاصل ميشال عيسى والذي سيكون المعني بملف لبنان مكان الموفدين السابقين توم برّاك ومورغان أورتاغوس. كما أن ما بدّد أيضاً الانطباعات عن غياب لبنان عن الحدث المباشر البارحة، تمثّل في موقف يمكن وصفه بأنه متقدم للغاية ويحمل دلالات بارزة أطلقه رئيس الجمهورية جوزف عون، معلناً بمنتهى الوضوح جاهزية لبنان للتفاوض وعدم معاكسة مسار المنطقة، داعياً إلى التزام إسرائيل وقف العمليات العسكرية في لبنان كشرط لانطلاق التفاوض. هذا الموقف بدا بمثابة تأكيد لبناني لملاقاة مسار السلم والسلام الذي ضجت به تطورات اليوم التاريخي أمس، ناهيك عما تثيره التطورات التصعيدية الإسرائيلية والمعاندة العبثية لـ”حزب الله” برفض تسليم سلاحه، فيما “نموذج غزة” استقطب مظلة دولية غير مسبوقة شكلت الرسالة الأكثر تعبيراً عن معالم المرحلة التي انطلقت مع نهاية حرب غزة.
وقد خصّص الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لبنان في خطابه في الكنيست، مؤكداً دعم إدارة “الرئيس اللّبنانيّ في نزع سلاح حزب الله”، ومعتبرًا أنّ لبنان يقوم بعملٍ رائع على هذا الصعيد”. وإذ اعتبر أنّ “حزب الله هو خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه”، قال: “في لبنان تمّ تدمير حزب الله، وندعم نزع سلاح الحزب وحصره بيد الدولة، وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها”.
كما أن ترامب تطرّق إلى لبنان في حديثٍ آخر فقال: “نحن نبني مستقبلًا جديدًا. الروابط التجاريّة الّتي سننشئها هنا ستكون بين تل أبيب ودبي، وبين حيفا وبيروت، بين القدس ودمشق، بين إسرائيل مع مصر والسعوديّة وقطر”.
أما الرئيس جوزف عون، فذكّر في حديثه إلى جمعية الإعلاميين الاقتصاديين أمس “أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وأن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟”. وأضاف: “إسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة “حماس” لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض، فيحدد في حينه”. وسئل عمَّا إذا كان لبنان في خطر، فأجاب: “لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لا سيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية. المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولاً سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثّر لا يمكن إنهاؤها بسرعة، فاليونان مثلاً خرجت من أزمتها الاقتصادية بعد 8 سنوات على رغم الدعم الذي قدَّمه لها الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول. لكن التقدم ملحوظ في لبنان وقد وردت إحصاءات أجرتها مؤسسة “غالوب” أظهرته وأوردت ادلة حسيَّة عليه”.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي، لكنها لم تتجاوب. الآن نأمل بأن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه”.
وفي هذا السياق، أوضح السفير المصري علاء موسى أمس، أن “لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل”. وأضاف: “على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان”.
في غضون ذلك، جدّد رئيس الحكومة نواف سلام تعهد الحكومة بإعادة الإعمار، وكتب أن “ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى  بلداتهم وقراهم”.
أما في المواقف السياسية، فردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “ما أدلى به أكثر من وزير بتصريحات حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 1701، وقال إن “هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات تشرين الثاني 2024، عليها هي أن تقوم بتحمّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني”. وأضاف: “عبثاً نحاول أن نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا أن نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024. أما أن نستمر بدفن رؤوسنا في الرمال، وأن نعوِّض عمّا يجب عمله بلعن الظلمة والعدو ولوم الدول الراعية بأنها لم تفعل شيئاً للبنان، فهذه وصفةٌ لفتح المجال واسعاً أمام إسرائيل كي تكمل ما تقوم به”.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: قلق من تصعيد إسرائيلي ضدّ لبنان… وأميركا تُريد المفاوضات | أوروبا تبحث: كيف نُبقِي قواتنا في الجنوب بعد عام؟

وكتبت تقول: جاء استبعاد لبنان عن قمّة شرم الشيخ أمس ليؤكّد أنْ لا مقعد له، حتى بين المتفرّجين، وأنه ليس مشمولاً بخطة “السلام الكبير”، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعزّز تغييب لبنان الانطباع بأنه لم يعد على رادار الأولويات، وليس جزءاً من الحل في المنطقة. لكنّ ترامب قرّر أن “يُبرِّد” قلوب “مُحبِّيه وداعميه” بأن تطرَّق، ومن داخل الكنيست الإسرائيلي، إلى ملف لبنان. فقال إن “حزب الله هو خنجر ضربَ إسرائيل ونهيناه”، مشدّداً على دعمه “نزع السلاح وحصره بيد الدولة وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها”، إلى جانب دعمه رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي اعتبر أنه “يقوم بعمل رائع”.
في المقابل، أكّد عون أن على إسرائيل “وقف عدوانها على لبنان، ليبدأ مسار التفاوض”، مشيراً إلى أن عدوان المصيلح السبت الماضي “هو خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضدّ لبنان، في وقت تقيّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي”. وقال عون إنه “سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، فما الذي يمنع أن يتكرّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، ولا سيما أن الحرب لم تؤدّ إلى نتيجة”.
من هذه النقطة انطلقت النقاشات على نطاق أوسع حول سيناريوهات بدأ التداول فيها منذ الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق في غزة حول ما يُحضّر للبنان في حال رفض حزب الله تسليم سلاحه. وبدأ الفريق الأميركي في لبنان الترويج لفكرة أن نموذج غزة قد يتكرّر في لبنان إذا فشلت الدولة في تنفيذ المطلوب منها. وقد عزّز اعتداء المصيلح الأخير هذه الخشية، خصوصاً أن بوادر التصعيد لم تتأخر لتطلّ برأسها بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وهو ما فُسِّر كرسالة بأن إسرائيل مستعدّة لاستئناف الحرب على لبنان.
من الواضح أن لبنان يتهيّب المرحلة المقبلة، مع احتمال أن يكون العدو يفكر في خوض جولة جديدة، بهدف تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة. ويُنقَل عن أركان السلطة قلقهم من أن تكون الأيام المقبلة صعبة جداً، إن لم يكن على الصعيد العسكري، فعلى الصعيد السياسي، إذ سيزداد حجم الضغوط لدفع لبنان إلى القبول بما طلبته واشنطن وتل أبيب، وهو التفاوض المباشر وتقديم التنازلات كما حصل مع حركة “حماس” في غزة، فضلاً عن إمكانية فرض عقوبات على شخصيات سياسية بهدف الضغط عليها.
وقالت مصادر مطّلعة إنه نُقل أخيراً عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “واشنطن بدأت تفكر في اليوم التالي لجنوب لبنان كما حصل في غزة، وهناك تصوّرات قيد البحث من بينها إمكانية تسليم الجنوب لقوة دولية، ولا سيما بعد مغادرة اليونيفل، وقد تكون هذه القوات أميركية إلى حين الانتهاء من حلّ الملفات العالقة، ولا سيما موضوع الترسيم البري”.
ويُشار، في هذا السياق، إلى أن جهات أوروبية نافذة، تحدّثت عن اتصالات جارية بين دول في الاتحاد الأوروبي عن الصيغة الأنسب، لضمان بقاء قواتها العاملة ضمن “اليونيفل” في لبنان، بعد انتهاء مهامها نهاية العام المقبل.
وهو مشروع، يحتاج إلى بحث كبير، لأن نشر قوات أوروبية، لا يحصل بقرار من الأمم المتحدة، بل باتفاق بين لبنان والاتحاد الأوروبي مجتمعاً أو مع كل دولة على حدة، مع العلم أنه يجب فهم الأسباب الموجبة لبقاء هذه القوات في لبنان، وفي الجنوب على وجه الخصوص، ولا سيما أن إسرائيل لم تعد تثق بأي قوة من خارج النادي الأميركي المباشر. وهو نادٍ يضم دولاً لا ترسل جنودها إلى لبنان في حالته الراهنة.
يبقى كل ذلك عالقاً، بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. ووفقاً للمصادر المطّلعة، فإن “السفير الجديد يحظى بدور كبير على عكس أسلافه الذين هُمّشوا بسبب الموفدين الدوليين، والمعلومات تتحدّث عن أن عيسى سيكون له نشاط استثنائي في المرحلة المقبلة بشأن الوضع بين لبنان وإسرائيل”.
في هذه الأثناء، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً، قالت فيه إن “علينا أن نوجّه أنظارنا نحو الشمال؛ فبعد وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي قوبل بانتقادات، أصرّت الحكومة والجيش على تنفيذ وثيقة التفاهم الجانبي، التي تمنح الجيش حرّيّة تصرف تامة ضد أيّ نشاط من حزب الله يعيد تهديد سكان الجليل”.
وأضافت أنه “لم تعد السياسة قصّ العشب ولا الاحتواء ولا محاولة منع التصعيد، فالواقع الجديد الذي نراه بوضوح وراء السياج هو فرض واقع أمني حازم ويومي لا مساومة فيه.
وتواجَه محاولات حزب الله لرفع رأسه، وإعادة بناء نقطة مراقبة، وتهريب أسلحة، أو حتى الاقتراب من البنية التحتية الإرهابية التي أعدّها ودُمّرت، بردٍّ هجومي، إذ إن الجيش الإسرائيلي يقف على الخطوط الأمامية وما وراءها، وفي مواجهة السكان، ويبادر ويهاجم ويقتلع كل جذور الإرهاب. وهذا النموذج يثبت فاعليته، ويجب أن يكون الواقع الوحيد الذي نسعى إليه، ونتبنّاه الآن أيضاً في الجنوب إزاء غزة”.

 

  • صحيفة الديار عنونت: ترامب يروّج لـ«سلام القوة»… ولبنان يدخل مرحلة القلق

عون يطرح خيار التفاوض مع «إسرائيل» مستندًا إلى تجربة الترسيم البحري

وكتبت تقول: فيما كان الشعب الفلسطيني يحتفل “بطوفان الاسرى”، أمضى الرئيس الاميركي دونالد ترامب نحو خمس ساعات في “التملق” لنفسه، “ولإسرائيل”، محاولا انقاذ سمعتها الملطخة بدماء الفلسطينيين، ودماء اللبنانيين، وابناء المنطقة. تحدث عن “سلام ” دون ان يتلفظ ولو شكليا باحتمال قيام دولة فلسطينية تعيد بعضا من حقوق الشعب الفلسطيني على اجزاء من ارضه. في خطابه “الفلكلوري” امام “الكنيست”، “تباكى” على المستوطنين الاسرى، ولم يلتفت طبعا لمعاناة الاسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، أكد ان السلام ليس املاً بل حقيقة، دون ان يشرح كيف سيحصل ذلك في ظل تبني دولة الاحتلال استراتيجيته فرض “السلام” بالمزيد من القوة! ولم يشرح ايضا كيفية ترجمة اقواله الى افعال وتحويل وقف النار وتبادل الاسرى الى اتفاق سياسي؟ وكان اول اختبار لوهم “السلام” فشل ترامب في “تنظيف” سجل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بالأمس الذي لم يتمكن من مرافقته الى قمة شرم الشيخ بعدما رفض عدد من القادة المشاركين حضوره، وهددوا بالمغادرة؟!
الغموض سيد الموقف…
حاول الرئيس الاميركي توزيع الرسائل في اتجاهات عدة، لكن يبقى الغموض سيد الموقف حيال ما ينتظر المنطقة في المرحلة المقبلة، خصوصا ان الامر برمته يرتبط بنزق رجل واحد لا يمكن التكهن بخطواته او قراراته، ويؤمن ان “السلام” يعني اذعان الطرف الآخر، ويواصل بيع “الاوهام”! وهو اليوم يقوم بمهمة محددة، انقاذ “اسرائيل” من عزلتها الدولية بعدما عرتها حرب غزة وباتت لدى معظم الراي العام الغربي”دولة” ابادة جماعية. والمفارقة انه يقدم نفسه “كرجل سلام”، بينما يقر “بتبجح” امام الكنيست ان اسلحة الابادة الاسرائيلية هي اميركية المنشأ، وقد ابدى اعجابه علنا بقدراتها التدميرية، وبحرفية جيش الاحتلال في كيفية استخدامها!ولم ينس الرئيس الاميركي التباهي بضرب المنشأت النووية الايرانية، لكنه جدد الدعوة لايران للالتحاق بمشروعه في المنطقة!..
الانتظار..وعرض التفاوض
وفيما الانتظار سيد الموقف في لبنان الذي لم تتم دعوته الى قمة شرم الشيخ، حيث تم توقيع الدول الضامنة على اتفاق انهاء الحرب على غزة، حضر الملف اللبناني في كلمة ترامب امام “الكنيست”، حيث وصف حزب الله بانه “خنجر” ضرب “إسرائيل”، وقال ” أنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان”.. في المقابل طرح رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التفاوض مع “اسرائيل” دون تحديد شكل هذا “التفاوض”، ولفت الى ” انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة “حماس” لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه”.
كلام علني قيل في “الكواليس”
ووفق مصادر سياسية بارزة، فان كلام الرئيس قد يكون الاول من نوعه بهذا الوضوح علنا، لكنه ليس جديدا وتم طرحه على مسامع الموفدين الأميركيين توم براك، ومورغان اورتاغوس، لكنهما عادا من “اسرائيل” باجوبة سلبية للغاية، لان حكومة الاحتلال لا تجد نفسها مضطرة الى التفاوض مع الجانب اللبناني الذي يجب ان يخضع لشروطها، لا التفاوض عليها، ولم يبد الجانب الاميركي حتى اليوم اي مؤشر على احتمال قيامه بالضغط على “اسرائيل” لتنفيذ اتفاق وقف النار، اولا، ثم الانتقال الى ترتيبات يمكن التفاهم عليها بين الجانبين. اي لا شيء للتفاوض عليه، والمطلوب لبنانيا الاذعان، وتنفيذ الاجندة الاسرائيلية. ولهذا فان ما قاله الرئيس ليس متفقا عليه مع الاميركيين، وانما يحاول الرئيس الاستفادة من الزخم المعلن اميركيا لتحقيق “السلام” في المنطقة، ويريد ان يحجز مكانا للساحة اللبنانية على “الطاولة”، كي لا تهمل وتبقى رهينة بيد قوات الاحتلال التي توسع نطاق اعتداءاتها على نحو خطير، وتلمح الى المزيد.
مؤشرات مقلقة!
وفي هذا السياق، لم تكن اشارة الرئيس الاميركي امام “الكنيست” بالامس، مطمئنة بل هي تثير الكثير من القلق حيال كيفية تعامل واشنطن مع الملف اللبناني، خصوصا انها تضع على عاتق الرئيس عون مهمة لا يمكن ان تتحول الى واقع في ظل استمرار “العربدة” الاسرائيلية، وغياب الضغط الاميركي على دولة الاحتلال لاحترام تنفيذ القرار 1701، وقد بلغ التجاوب الرسمي اللبناني مع الضغوط الاميركية حده الاقصى، ولم يعد بالامكان تقديم اي تنازلات جديدة قد تهدد السلم الاهلي. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات السيناتور الجمهوري الداعم لدولة الاحتلال ليندسي غراهام الذي اكد على ” ضرورة أن ينجح لبنان في نزع سلاح حزب الله قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة” وقال” يجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم”…
لا جواب قبل تسلم عيسى
وامام هذه المعطيات، تلفت مصادر دبلوماسية الى ان صدى”الجواب” الاميركي على الدعوة اللبنانية للتفاوض، لن تصل قبل تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى لمهامه في “عوكر”، لكن يخشى ان يصل قبله الرد الاسرائيلي، ميدانيا، خصوصا ان الاميركيين يتحججون راهنا بالاغلاق الحكومي لتبرير غياب حراكهم الدبلوماسي تجاه لبنان، وهذا ما يعزز المخاوف من فترة الفراغ التي لا يدرك احد كيف يمكن ان يملأها رئيس حكومة الاحتلال الذي سيتحرك من الان وصاعدا على وقع ازماته الداخلية التي يفترض ان تتفاقم مع الدخول في عام الانتخابات التشريعية، فيما لا مؤشرات على تغيير في الاستراتيجية الاميركية حتى الان.
لا تجاوب اميركي- فرنسي
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى