سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ماذا بعد الرد اللبناني على الورقة الأميركية؟

 

الحوارنيوز – خاص

قرأت الصحف في افتتاحياتها اليوم في التفاعل الإيجابي للمبعوث الأميركي توم براك مع الرد اللبناني على الورقة الأميركية، مشيرة الى أن رئيس حز.ب القوات اللبنانية سمير جعجع كان وحيدا خارج الاجماع الوطني اللبناني..

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: مسار تفاوضي جديد بعد تسليم “الردّ الرئاسي”… برّاك للبنانيين: لا نملي عليكم والتغيير بيدكم

ثمة مسار تفاوضي جديد قد يفضي إلى اتفاق واسع جديد مثلّث الأضلع في الجوانب المتصلة بالوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، ومن ضمنه نزع سلاح “حز.ب الله

وكتبت تقول: ما الذي بدّل المشهد والتوقعات التي بدت موغلة في التخوف، فبدّد كلام الموفد الأميركي توم برّاك، بخلفية تحدّره من الجذور اللبنانية ومناداته بـ”لبنان أولاً”، الأجواء المشدودة؟
الحال أن التدقيق في كلام برّاك الذي تعمّد بوضوح الإطلالة المسهبة على الرأي العام اللبناني، يعكس “إيجابية جراحية” أي مشروطة أرادها رسالة بكل الوضوح اللازم لإعلان أن الإدارة الأميركية تدعم الاستجابة التي أبداها رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة في التعامل “المسؤول” مع ورقة برّاك، ولكن مسؤولية ترجمة حصر السلاح واحتكاره تتحملها الدولة اللبنانية بالكامل. بل إن المعطيات التي تكشفت عن الإيجابية الكلامية التي قرنها برّاك بتحميل اللبنانيين تبعة التخلف عن سوريا وسواها في مسار التقدم والاستقرار، تشير إلى مسار تفاوضي جديد شق طريقه توم برّاك وكانت من علائمه تأكيداته العلنية لإخفاق آلية مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، بعدما كان سابقاً وصف الاتفاق نفسه بأنه أخفق وفشل. وهذا المسار انطلق عملياً مع تسلّم برّاك أمس الردّ “الرئاسي الثلاثي”، وهي التسمية الأقرب إلى الوصف الواقعي، لأن اعتراض رئيس حز.ب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على تغييب مجلس الوزراء عن هذه العملية تردّدت اصداؤه، بدليل أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام سارع إلى التأكيد أن أي قرار نهائي لا يتخذ إلا في مجلس الوزراء. وإذ سيكون هناك آلية أخذ ورد وتداول أفكار وأجوبة، فمعنى ذلك وفق المعلومات، أن ثمة مساراً تفاوضياً جديداً انطلق بين لبنان والموفد الأميركي قد يفضي إلى اتفاق واسع جديد مثلّث الأضلع في الجوانب المتصلة بالوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، ومن ضمنه نزع سلاح “حز.ب الله”، كما بين لبنان وسوريا والجانب الإصلاحي الداخلي وملف إعادة الإعمار. وهذا يعني أن نزع السلاح وانسحاب إسرائيل يجريان ضمن خطوات تبادلية متوازية. ونقل في هذا السياق عن برّاك قوله للرؤساء أمس، أنه لا يمكن أن يجزم بأن إسرائيل لن تتولى نزع سلاح “حز.ب الله” بوسائلها إن لم تنزعه السلطة اللبنانية.
وأشارت المعلومات إلى أن الردّ كان قد أُرسل إلى برّاك الذي طلب بعض التعديلات عليه، ما دفع اللجنة الرئاسية إلى العمل على تعديل بعض البنود. وأفيد أن التعديلات التي أدخلتها اللجنة تناولت موضوع السلاح، وجاءت خلال اجتماع ليلي حتى ساعة متأخرة وبعد لقاء جمع النائب علي حسن خليل موفداً من بري مع النائب محمد رعد وحسين خليل.
وإذ أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس جوزف عون “سلّم برّاك، أفكاراً لبنانية لحلٍّ شامل” خلال الاجتماع في قصر بعبدا، خرج الموفد الأميركي ليعلن أنه “راض للغاية” عن الرد، قائلاً “أننا لا نملي على لبنان ما ينبغي أن يفعله، إنما ندعمه في قراراته، والآلية التي كانت موجودة بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح. المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي ونريد من لبنان أن يتعامل مع “حز.ب الله” وليس نحن”. وقال: “عقدت اجتماعًا مثمرًا ومرضيًا مع رئيس الجمهورية وفريقه، ونحن ممتنّون للهجة المتزنة التي وردت في الرد على مطلبنا، هناك فرصة متاحة، ولا أحد أفضل من اللبنانيين في اختيار السُبل المناسبة لاستغلالها، لقد حان الوقت للمنطقة كي تتحرك نحو الأمام، والرئيس ترامب ملتزم احترام لبنان ويرغب في المساعدة على تحقيق الازدهار، وأنا راضٍ جدًا عن الرد اللبناني، لقد حصلت عليه منذ 45 دقيقة فقط، وكان مدروساً ومتزناً. ونحتاج إلى فترة للتفكير”. وقال: “ليس على لبنان أن يلتزم بأي جدول زمني، ولبنان يحاول الوصول إلى صيغة لما يريده”. وأضاف: “أنا متأكد من أن إسرائيل تريد السلام مع لبنان لكن كيفية تحقيق ذلك، يشكل تحدياً. ولبنان ما زال مفتاح المنطقة، ويمكن أن يكون لؤلؤة المتوسط… يمكنكم أن تكونوا القادة خصوصا أنكم كنتم سويسرا الشرق. لن يأتي أحد إلى لبنان إن كنتم في حرب. وحان الوقت اليوم ولديكم رئيس أميركي يقف إلى جانبكم لديه شجاعة كبيرة، ولكن ليس الصبر الطويل”. وقال: “التعديلات هي في الصفحات السبع التي قرأتها الآن، وبعد أن طالعناها، تباحثنا في شأنها، وسيصلكم الجواب من خلال السفيرة الأميركية”.
وعن التعامل مع رفض “حز.ب الله” تسليم سلاحه قال: “إن الخبر السار بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو أننا لا ننوي التعامل معهم، بل ننوي أن تتعاملوا أنتم معهم. ما نقوله ببساطة هو، إذا أردتم التغيير، فأنتم من يجب أن يحدثه، ونحن سنكون إلى جانبكم وندعمكم. أما إذا لم ترغبوا في التغيير، فلا مشكلة، فالمنطقة بأسرها تسير بسرعة فائقة، وأنتم ستكونون متخلفين للأسف، وهذه هي فعلاً رسالة الوزير روبيو، والرئيس ترامب، ورسالة العالم أجمع. إنها دعوة للتحرك، انتم لؤلؤة المتوسط. فقبل أي أحد، كان العالم ينظر إلى لبنان ويقول: هذا هو الجسر بين الشرق والغرب، هذا هو الشعب الأكثر روعة وإصراراً في العالم. فكيف لا يستطيع أن يتوحد؟ لذلك، فليس الولايات المتحدة من يتعامل مع “حز.ب الله”، وليس هي من تملي عليكم ما عليكم فعله. وما نقوله هو إننا مستعدون للمساعدة في حال رغبتم”.
وبعد زيارته لعين التينة، وصف الرئيس نبيه بري الاجتماع مع برّاك بأنه كان “جيداً وبناءً وأخذ بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حز.ب الله”.
رئيس الحكومة نواف سلام أكد بعد لقائه وبرّاك أن “حصر السلاح وبسط سلطة الدولة أمر توافق عليه اللبنانيون منذ اتفاق الطائف”، واشار إلى أن “حز.ب الله جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية ونوابه صوّتوا على البيان الوزاري”.
 
وقال سلام: “إن براك تسلّم من رئيس الجمهورية جوزف عون ورقة فيها مجموعة ملاحظات مني ومن الرئيس نبيه بري”. وشدّد على أن “الخطوات يجب أن تكون متلازمة بين انسحاب إسرائيل وحصر السلاح، وبحثنا مع برّاك ينطلق من المسلمات اللبنانية المؤكدة في البيان الوزاري وأن الدولة وحدها من تملك خيار الحرب والسلم وهذا ما ناقشناه”. كما أكد أن “لا وجود لما يسمى ترويكا بل تداول وتواصل بين الرؤساء، وهناك مجموعة أفكار لبنانية جديدة تبحث”.
وأضاف: “عندما تنضج الأمور يتم البت فيها في مجلس الوزراء، والقرار لن يُتّخذ إلا في مجلس الوزراء، ولا أحد يمكن أن يلزم لبنان بشيء”، مشيراً إلى أنه “سيتم درس الملاحظات التي تقدمنا بها وسيعودون إلينا بالرد”.
كما زار الموفد الأميركي  وزير الخارجية يوسف رجّي.
أما في التردّدات الداخلية، فبدا لافتاً مضي رئيس حز.ب القوات اللبنانية سمير جعجع في انتقاد تفرّد الرؤساء الثلاثة بالردّ على ورقة برّاك، واعتبر في بيان جديد أمس أن “الردّ الذي سيعطيه اليوم (أمس) الرؤساء الثلاثة للموفد الأميركي توم برّاك هو ردّ غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي. فالمطلوب من رئيس الحكومة أن يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع من دون إبطاء، بعد أن يكون قد أطلع الوزراء على ورقة برّاك، وأن تتم مناقشة الورقة في اجتماع، أو اجتماعات متتالية لمجلس الوزراء مكتملًا لاتّخاذ الموقف الدستوري الرسمي منها”. ولوحظ أن موقف جعجع تزامن مع تلويح عضو كتلته النيابية جورج عقيص باحتمال استقالة وزراء “القوات” من الحكومة وإسقاط الثقة عنها.

 

 

  • صحيفة الاخبار عنونت: قلق يرافق «هدوء» توم برّاك: هل تتكرّر خدعة هوكشتين؟

وكتبت الأخبار:قبلَ وصوله إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه برّي، تجمّعت أسئلة كثيرة خلال الساعات الماضية حول التصريحات التي صدرت عن الموفد الأميركي توم برّاك بعدَ اجتماعه برئيس الجمهورية جوزيف عون أمس، بحضور سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون.

الأسئلة تستغرب الأسلوب كما المضمون، وتوقّفت عند الإيجابية المُفرطة والتطمينات التي بشّر بها برّاك، وحتى كلامه غير المسيء إلى حز.ب الله. مردّ الأسئلة إلى أن أجواء الأيام القليلة الماضية، جعلت الأمر يبدو وكأنّ لبنان على موعد مع «عاصفة» هلّلت لها قوى سياسية ووسائل إعلام لبنانية وعربية تجنّدت في خدمة الدعاية الإسرائيلية للتهديد والتهويل بأن لبنان أمام أسبوعين خطيرين سيشهدان تصعيداً كبيراً في حال لم يمتثِل حز.ب الله لمطالب الورقة الأميركية التي حملها برّاك إلى بيروت في أول زيارة له قبلَ ثلاثة أسابيع، واعتبرت بمثابة «الفرصة الأخيرة» للبنان، بما أن صبر الرئيس دونالد ترامب بدأ ينفد.

بعد خروجه من لقاء رئيس الجمهورية، توسّع برّاك في حديثه مع الإعلاميين، وكانت النتيجة الأولى أنه تسبّب بما يُشبه الصدمة لكل من قاد حملة التهويل، بعدما أطلق كلاماً مرناً ودبلوماسياً ودمثاً، لا يُشبه بتاتاً صلافة وغرور وعنجهية المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس، فما الذي حصل؟

عملياً، لا يزال العدو الإسرائيلي عند قراره بعدم الانسحاب قبلَ نزع السلاح بالكامل، وأميركا لا تجِد نفسها مضطرة إلى القيام بأي ضغط عليه، بينما أكّد حز.ب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم موقفه لجهة عدم الاستسلام، والاستعداد للمواجهة، أما الدولة اللبنانية التي تولّت لجنة رئاسية صياغة ردّها الذي أُجريت تعديلات عليه خلال ساعاتٍ متأخرة من اجتماع ليلي جمع النائب علي حسن خليل، موفداً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والنائب محمد رعد والحاج حسين خليل من شورى القرار في حز.ب الله، وعلمت «الأخبار» أن جهة رسمية حاولت استمزاج رأي الحز.ب في مسألة الضمانات التي يريدها، فكان ردّ الحز.ب «أنه لا يريد ضمانات من أحد، وأن السلاح هو الضمانة».

بعد الاجتماع مع عون، أكّد برّاك بعد تسلّمه الردّ اللبناني أنه «ممتنّ وراضٍ»، ووصفه بأنه غني بالأفكار، وتضمّن 15 نقطة، لافتاً إلى امتنانه لـ«السرعة واللهجة المتّزنة ردّاً على اقتراحاتنا». وفي ما يتعلق بحز.ب الله، قال برّاك: «لا نملي على لبنان ما يجب عمله بخصوص حز.ب الله الذي يُعتبر حز.باً سياسياً وله جناح عسكري، وعلى لبنان أن يتعامل مع الحز.ب وليس الولايات المتحدة».

ولفت إلى أنه «ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني بشأن السلاح، وعلى بيروت الوصول إلى صيغة لما يريده ونحن كأميركيين نساعد». وتابع: «ندعم لبنان في قراراته والآلية التي كانت موجودة بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح. المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي، ونريد من لبنان أن يتعامل مع حز.ب الله وليس نحن».

وقال برّاك: «أنا متأكد من أن إسرائيل تريد السلام مع لبنان لكن كيفية تحقيق ذلك، يشكّل تحدياً، وإسرائيل لا تريد احتلال لبنان ولا تسعى إلى الحرب والقرار بيد اللبنانيين». وأشار إلى أن «لا علاقة لمباحثاتنا في لبنان بالمفاوضات بين أميركا وإيران»، مشيراً إلى أن الحوار بين سوريا وإسرائيل «بدأ ويجب أن ينتقل ذلك إلى لبنان». وأكّد الموفد الأميركي «التزام ترامب بالمساهمة في بناء السلم والازدهار في لبنان».

الإيجابية نفسها انسحبت على لقاء بري – برّاك، إذ علّق الأول أن «الاجتماع كان جيّداً وبنّاء، آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حز.ب الله»، ولفت الموفد الأميركي إلى أن «اللقاء مع بري كانَ ممتعاً ولا سيّما أنّنا نتفاوض مع متمرّس في العمل السّياسيّ، وأخذنا في الاعتبار كل هواجس اللبنانيين».

لقاء ليلي طويل بين بري وقيادة حز.ب الله قبل صياغة الردّ النهائي، والمقاومة قالت إن «السلاح هو ضمانتنا فقط»

وبعد زيارة برّي، توجّه برّاك إلى السّراي الحكوميّ حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكّد بعد انتهاء اللقاء أنّ «الخطوات يجب أنّ تكون متلازمة بين انسحاب إسرائيل وحصر السّلاح، وبحثنا مع المبعوث الأميركيّ ينطلق من المسلّمات اللبنانية المؤكّدة في البيان الوزاري». وشدّد سلام على «ضرورة الانسحاب الإسرائيليّ الكامل من الأراضي اللّبنانيّة، ووقف كامل للأعمال العدائيّة، وبدء عملية إعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى».

فكيف يُمكن تفسير سلوك الرجل الذي خالف كل التوقّعات؟
في المعلومات، قالت مصادر بارزة إن «اللغة الإيجابية التي تحدّث بها برّاك، لا تعني بالضرورة فترة استقرار وعدم وجود مخاطر، فالهدف الأميركي لم يتغيّر وكذلك المطالب الأميركية، إنما ما فعله برّاك أنه قدّمه بشكل هادئ لا يُشبه الجو التصعيدي الداخلي». وأضافت: «كان هناك أيضاً من يراهن على موقف متمايز للرئيس بري عن حز.ب الله، لكنّ موقف الثنائي أتى موحّداً، والملاحظات والأسئلة والتفسيرات التي سلّمها بري كانت باسم الثنائي، فضلاً عن أن الموقف اللبناني كان يستند إلى الحق والحجة القوية، ما يجعل الأميركي يتراجع خطوة إلى الوراء».

وقالت المصادر إن «لبنان الرسمي ليسَ مشدوهاً بكلام المبعوث الأميركي ومطمئنّاً بالكامل، خصوصاً أن التجربة مع هؤلاء ليست مشجّعة، وغالباً ما كانت الوساطة الأميركية متلازمة مع تصعيد إسرائيلي وهذا ما حصل، إذ استبقت تل أبيب وصول المبعوث الأميركي إلى بيروت بحملة تصعيد عسكري واسع شمل البقاع والجنوب»، لكننا «بانتظار ما سيعود به بعدَ أن يحمل الرد اللبناني إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع اللقاء الذي سيجمع ترامب وبنيامين نتنياهو ثم يأتي بردّ على الرد اللبناني المؤلّف من 15 نقطة في 7 صفحات».

وكشفت مصادر بعبدا أن «برّاك لم يقل شيئاً استثنائياً في اللقاءات، حتى إنه لم يدقّق في الرد الذي تسلّمه من لبنان وتحدّث في إطار عام مع بعض المجاملات»، وقالت المصادر إن «الورقة التي أتى بها سابقاً هي نفسها التي صاغتها أورتاغوس».

وحتى ذلك الحين يمكن التوقف عند نقاط محددة في الزيارة أبرزها أن: خطاب برّاك في الظاهر كانَ مقبولاً خلافاً لما روّج الإعلام اللبناني، وأحبط من كان ينتظر لهجة تهديد لدفع الدولة اللبنانية إلى الرضوخ، علماً أن برّاك سعى بخطابه المغلّف بالدبلوماسية، إلى تصوير المشكلة كأنها داخلية فقط، وحمل دعوتين مبطّنتين، الأولى نحو التطبيع وربطه بالازدهار، والثانية وضع ملف السلاح على عاتق الدولة فإمّا أن تقوم بما يلزم أو تُترك لمصيرها.

برّاك لجعجع: لا علاقة لنا بمشاكلكم

إلى جانب اللقاءات مع الرؤساء الثلاثة، عقد المبعوث الأميركي توم برّاك اجتماعات مع قيادات سياسية بعيداً عن الإعلام. وكان البارز اجتماعه مع قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي طلب منه بإلحاح أن تتدخّل واشنطن لمنع السلطات في لبنان «من تسويف» الملف، فيما أكّد له الموفد الأميركي أن «هذه المسألة تخصّكم أنتم اللبنانيين».

يشار إلى أن جعجع سارع بعد زيارة برّاك إلى قصر بعبدا إلى انتقاد الردّ اللبناني. وقال إنه غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي. فالمطلوب من رئيس الحكومة أن يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع من دون إبطاء، بعد أن يكون قد أطلع الوزراء على ورقة برّاك، وأن تتم مناقشة الورقة في اجتماع، أو اجتماعات متتالية لمجلس الوزراء مكتملاً لاتّخاذ الموقف الدستوري الرسمي منها.

ومن المُفترض أن يعقد برّاك اجتماعات إضافية قبل ظهر اليوم، على أن يُجري مقابلة مع قناة «LBC» قبل أن يغادر بعد الظهر.

  • صحيفة الديار عنونت: لبنان ينجح «بشراء الوقت»… ليونة أميركيّة ولا ضمانات

 

حز.ب الله مُنفتح على نقاش لاحق لقرار «السلم والحرب»
جعجع يُصّر على اجتماع الحكومة… و«القوات» تلوّح بالإستقالة

وكتبت تقول: خيب المبعوث الاميركي توم برّاك آمال “اعداء” حز.ب الله في الداخل، بعدما ابدى ليونة مفاجأة خالفت توقعاتهم ، حيال الرد اللبناني على “الورقة” الاميركية، ليتبين ان التهويل بالويل والثبور وعظائم الامور، المتزامن مع تصعيد ميداني “اسرائيلي”، جزء منه حرب نفسية خاضها سياسيون ووسائل اعلام مدفوعة برغبات اقليمية، لمحاولة اضعاف الموقف الرسمي اللبناني المنسق مع المقاومة في هذه المرحلة الدقيقة، ما دفع رئيس الحكومة نواف سلام الى الخروج عن صمته، للرد على الحملة السياسية التي يقودها رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي ترك استياء كبيرا في بعبدا “والسراي”، فيما “صوفته حمراء” في “عين التينة”.
هذه الليونة الاميركية تسمح “بشراء الوقت” دون ضمانات حيال النوايا “الاسرائيلية”. فهذا التفهم الاميركي لوحدة الموقف الرسمي اللبناني، اراح الاجواء الداخلية المضغوطة بعد ساعات من “حبس الانفاس”، الا انه يطرح اكثر من علامة استفهام، والكثير من الاسئلة، فهل تغيير اللهجة يعني تغيير النوايا؟ وهل  الموافقة المبدئية الاميركية على ترتيب لبنان للاولويات، سينعكس نقاشا جديا يتزامن مع وقف الاعتداءات والانسحاب “الاسرائيلي”، ام العكس؟ ماذا عن سقوط المهل الزمنية الضاغطة؟ فهل هي مفتوحة ام الجدولة ستكون محدودة زمنيا؟ ماذا عن “نعي” برّاك للجنة مراقبة وقف النار؟ هل ثمة رغبة بالبحث عن اطار متابعة جديد؟ او تهرّب من المسؤولية عن اي تمادي “اسرائيلي” بالاعتداءات؟ وماذا يعني اميركيا “رمي الكرة” في الملعب اللبناني؟
واذا كان الموقف الموحد قد نجح في شراء المزيد من الوقت، لكن في المقابل وافقت واشنطن دون اي ضمانة بضبط اي رد فعل “اسرائيلي”؟ وكان لافتا ان برّاك لم يعترض على “خارطة الطريق” الواردة في الورقة اللبنانية، والتي لم يرد فيه اي التزام بمهل زمنية، بل طلب توضيحات حول بعض النقاط وسيعود باجوبة لاحقا، قد تكون بعد اسبوعين او 4 اسابيع.
ووفق المعلومات فان “الورقة” اللبنانية بصيغتها النهائية، كانت قد أُرسلت الى براك قبل ساعات من وصوله الى بيروت، وقد طلب بعض التعديلات عليها، ما دفع اللجنة الرئاسية الى العمل على تعديل بعض البنود. وافيد ان التعديلات التي ادخلتها اللجنة حسمت خلال اجتماع عقد مساء الاحد، سبقه لقاء جمع النائب علي حسن خليل موفداً من بري مع النائب محمد رعد والحاج حسين خليل.
استياء الرئيس
ووفق اوساط مطلعة على اجواء بعبدا، الرئيس عون مرتاح للنتائج الاولية للزيارة، ويراقب بحذر مسار هذا الحوار المفترض ان يستكمل خلال اسابيع، لكنه مستاء من بعض الداخل خصوصا تصريحات رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع. واشارت الاوساط الى ان برّاك كان هادئا وتصرف كديبلوماسي محترف، وكان مستعدا للنقاش حول كل النقاط، خصوصا ان الرد اللبناني لم يكن جامدا بل طرح للاخذ والرد، وتضمن ترتيب للاوليات الواردة في “الورقة” الاميركية، دون المس بجوهرها.
وتشير الاوساط الى ان الايجابية فاقت كل التوقعات، خصوصا ان مسألة الجدول الزمني تم تخطيها بليونة لافتة. وفي هذا السياق، دعت تلك الاوساط السياسيين الى وقف حملات التشويش والتحريض، ودعم جهود الدولة في فترة شديدة الحساسية، تحتاج الى مواقف وطنية بعيدا عن الحسابات الضيقة والصغيرة.
ماذا دار عند بري؟
اما اللقاء مع  بري فكان ايجابيا، ووفق مصادر مطلعة لم تحصل مناقشة “للورقة” اللبنانية خلال الاجتماع، لان النقاش في بعبدا كان كافيا ووافيا، لكن رئيس المجلس شدد على مسألة الضمانات الاميركية، حيال الزام “اسرائيل” بتنفيذ مندرجات وقف الاعمال العدائية وفق القرار 1701، ولم يقدم براك، الذي وصف النقاش مع بري انه “حوار سهل مع رجل محترف”، اي التزامات حيال الامر، لكنه المح الى سعي “لشدشدة” آلية العمل، “الميكانيزم” المتبعة من قبل اللجنة، دون ان يقدم المزيد من التوضيحات.
وهو الامر الذي كرره خلال لقائه مع رئيس الحكومة نواف سلام، الذي اكتشف بان اجواء التهويل التي سبقت زيارة براك كان مبالغا فيها، وجزء منها “عدة شغل” محلية.
تفاؤل “الحز.ب” حذر!
وبعد كلام برّاك اللافت، ووصفه حز.ب الله بالحز.ب السياسي اللبناني، وعدم نعته “بالارهابي” كما جرت العادة اميركيا، وصفت مصادر مقربة من حز.ب الله كلامه بانه ديبلوماسي وهادىء، والاهم انه غير استفزازي، ويتسق في عناوينه العريضة لجهة مناقشة ملف السلاح داخليا مع موقف حز.ب الله، ولفتت المصادر الى ان وحدة الموقف الداخلي كان لها اثر مباشر على  خفض سقف التصعيد الاميركي، اقله خلال الفترة الراهنة. لكن لا بد من الحذر في هذه المرحلة من اي تصعيد “اسرائيلي” في الاستهدافات والاعتداءات، خصوصا ان براك “غسل يدي” واشنطن من اي ضمانات حيال وقف الاعتداءات “الاسرائيلية”، وهو كان صريحا بالقول بعد خروجه من “عين التينة”، ان ضمانة عدم حصول حرب “كمن يمشي على الماء”.
واقعية حز.ب الله؟
وبحسب مصادر مطلعة، فتحت المقاربة الواقعية والمنطقية لحز.ب الله “كوة في الجدار”، فاهمية كلام الامين العام لحز.ب الله الشيخ نعيم قاسم في العاشر من محرم كان ما ورد بين السطور، وليس من خلال الموقف العلني الذي ثبت من خلاله سقف الموقف لدى المقاومة، ضمن سياق يراعي من خلاله المصلحة الوطنية العليا، عبر اشتراطه البدء بتنفيذ ما اتفق عليه قبل الحديث عن اتفاق جديد. لكن الامر اللافت انه فتح ابواب كثيرة امام افكار تتسم بليونة وواقعية، ستكون محور حوار جدي مع رئيس الجمهورية جوزاف عون.
فحز.ب الله يدرك جيدا ان وظيفة سلاحه على المستوى الاقليمي لم تعد موجودة، بعد التغييرات الهائلة التي حصلت خلال الاشهر الاخيرة، ربطا بنتائج العدوان “الاسرائيلي” على غزة ولبنان، وسقوط النظام السوري السابق. وقد تبلور هذا التحول الاستراتيجي اكثر واكثر بعد المواجهة العسكرية المباشرة بين “اسرائيل” والولايات المتحدة وايران.
وقد حاول الشيخ قاسم شرح هذه الاستراتيجية في خطابه الاخير، فحصر مهمة السلاح بالدفاع عن لبنان، ولم يتحدث عن فعل ابتدائي.  وبالتجرية بقي السلاح خارج المواجهة الاخيرة لاسباب عديدة، اهمها عدم جدوى ذلك في ظل انتقال الصراع الى مرحلة جديدة تجعل من الجبهة اللبنانية جبهة ثانوية، اضافة الى تأقلم الحز.ب مع الوقائع والمتغييرات التي تجعله لا يفرط بسلاحه، لكنه مستعد لتوظيفه ضمن استراتيجية للدفاع الوطني، يمكن ان تتبلور في اطار حوار داخلي لم ينضج بعد، بسبب عدم التزام واشنطن و”اسرائيل” ببنود اتفاق انهاء الاعمال العدائية.
قرار “الحرب والسلم”
 اما التصور النهائي لكيفية استثمار قوة المقاومة في اطار الاستراتيجية الدفاعية، فليس بالامر المعقد وله اشكال عديدة في العالم يمكن استنساخها، لكن الايجابية التي تعتبر انها غاية في الاهمية، تبقى الاشارات العملية والرسائل المباشرة، التي تفيد بان حز.ب الله منفتح على مناقشة كافة العناوين المرتبطة بالسلاح داخليا بعد تنفيذ “اسرائيل” لالتزاماتها، بما في ذلك قرار “السلم والحرب” الذي سيكون نتيجة طبيعية للتفاهم الداخلي حول  كافة الملفات.
اسباب “الليونية” الاميركية؟
ولفهم الدوافع الايجابية الاميركية، بمنح لبنان المزيد من الوقت، لفت تقريرنشرته صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، الى ان  إدارة ترامب تحاول تحويل لحظة التصعيد مع إيران إلى نقطة انطلاق نحو صفقات ديبلوماسية كبرى، تشمل وقف إطلاق النار مع حماس، واتفاقات تطبيع مع دول عربية، وربما سوريا.
ولهذا يبدو ترامب في مزاج لصناعة “السلام”. فبعد أن أمر بقصف إيران لفترة وجيزة الشهر الماضي، سارع إلى الترحيب بوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” والجمهورية الإسلامية. كما نسب الفضل لنفسه في التوصل إلى هدنة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما يأمل ترامب هذا الأسبوع في الإعلان عن وقف جديد لإطلاق النار في غزة.
القلق من “اسرائيل”
وفي هذا السياق، تشير مصادر ديبلوماسية الى ان ترامب يرغب في تعميم اجواء وقف التصعيد، رغبة منه في الحصول على جائزة “نوبل للسلام”، ولهذا لا مانع لديه من تأجيل التسويات النهائية ، وايجاد نوع من تخفيض التوتر في المنطقة والعالم، وقد يستفيد لبنان في هذه الاستراتيجية المؤقتة، الا اذا كان لـ “اسرائيل” رأي آخر في ظل الازمات المتلاحقة، التي تهدد جديا بسقوط حكومة اليمين المتطرف ؟!
ايجابية برّاك
وكان رد اللبناني قد اعجب برّاك الى درجة الرضى الكبير والامتنان. فبعد لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، أعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون سلمه أفكاراً لبنانية لحلٍّ شامل خلال الاجتماع.
اما براك فقال من قصر بعبدا  “لا نملي على لبنان ما ينبغي أن يفعله، إنما ندعمه في قراراته، والآلية التي كانت موجودة بين لبنان و”اسرائيل” لم تسر في المسار الصحيح. المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي، ونريد من لبنان أن يتعامل مع حز.ب الله وليس نحن”. 
لا جدول زمني
وقال انا “راضٍ جدا عن الرد اللبناني، لقد حصلت عليه منذ 45 دقيقة فقط، وكان مدروساً ومتزناً، ونحتاج إلى فترة للتفكير”. وردا على سؤال، قال: “الرابط الذي نقوم به هو انتم. المشكلة انكم لم تتوافقوا بين انفسكم. وليس على لبنان ان يلتزم بأي جدول زمني، ولبنان يحاول الوصول الى صيغة لما يريده”. واضاف: “أنا متأكد من أن “إسرائيل” تريد السلام مع لبنان، لكن كيفية تحقيق ذلك، يشكل تحديا”.. لديكم رئيس اميركي يقف الى جانبكم لديه شجاعة كبيرة، ولكن ليس الصبر الطويل”.
حز.ب الله مسؤولية لبنانية
وعن التعامل مع رفض حز.ب الله تسليم سلاحه قال: “ان الخبر السار بالنسبة الى الولايات المتحدة هو اننا لا ننوي التعامل معهم، بل ننوي ان تتعاملوا انتم معهم. فهذه ليست حالة تأتي فيها الولايات المتحدة لتقول: نريد تغيير النظام، او نحن غير راضين عن أحد أكبر الاحزاب السياسية في البلاد، او نحن غير مرتاحين للطائفية الدينية في هذا البلد. فليس هذا هو موقفنا. ما نقوله ببساطة هو، إذا اردتم التغيير فأنتم من يجب أن يحدثه، ونحن سنكون الى جانبكم وندعمكم. أما إذا لم ترغبوا في التغيير فلا مشكلة، فالمنطقة بأسرها تسير بسرعة فائقة، وانتم ستكونون متخلفين للاسف”…
بعدها، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري براك والوفد المرافق. واعتبر بري الإجتماع “جيداً وبناءً آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة، وكذلك مطالب حز.ب الله”. بعدها توجه براك الى السراي، فوزارة الخارجية.
سلام يرد على جعجع
من جهته، رد رئيس الحكومة نواف سلام على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع اثر كلامه على إحياء “الترويكا”، على خلفية اجتماع الرؤساء الثلاثة للرد على مقترحات براك، وقال “لا يوجد ترويكا ولا إحياء للترويكا”، مؤكدا  “وجود تداول بينه وبين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب حول موضوع وطني بهذه الخطورة”. وأضاف ردا على الانتقادات بعدم الدعوة لعقد جلسة لمجلس وزراء للرد على مقترحات باراك ،” سلمت أفكاري لرئيس الجمهورية، وكذلك هناك تواصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية، الذي رد على مقترحات باراك بمجموعة أفكار لبنانية جديدة، وعندما تنضج الأمور سيتم البت فيها في مجلس الوزراء، والقرار يتخذ في مجلس الوزراء”.
وكان جعجع، اعتبر أن الرد الذي سيقدمه الرؤساء الثلاثاء للموفد الأميركي، هو رد غير دستوري وغير قانوني لأنه لم يصدر عن مجلس الوزراء.
انسحاب “القوات” من الحكومة؟
وفي سياق متصل، لم يتوقف التصعيد “القواتي” عند كلام جعجع، فقد هدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص بالاستقالة من الحكومة، وقال”نحن مشاركون في الحكومة انطلاقا من بيانها الوزاري، وعندما لا يعود عملها يعكس أهداف هذا البيان، قد يكون لنا موقف آخر تجاهها، ولن نلعب دور شاهد الزور، وفي هذا الوقت سننتظر لنرى كيف ستتصرف الدولة تجاه موضوع السلاح ثمّ نبني على الشيء مقتضاه، وقد نذهب الى الانسحاب من الحكومة ونزع الثقة عنها، في حال فشلت بترجمة بيانها الوزاري الى واقع”.
الاعتداءات “الاسرائيلية”

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى