قالت الصحف: لبنان ينتظر الوعود الدولية بلجم الخروقات.. وحراك رئاسي متصاعد
الحوارنيوز – خاص
موضوعان ما زالا هما الأبرز في صحف اليوم:
- مواصلة العدو خروقاته البرية والجوية فيما لبنان كثف اتصالاته للجم هذه الخروقات وإلزام العدو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
- جلسة انتخاب رئيس للجمهورية والمقررة في التاسع من الشهر المقبل وما تشهده الساحة السياسية من حركة مشاورات، تنقسم بين من يرغي برئيس يوحّد يجمع حوله اللبنانيين كافة، وبين رئيس ينتمي لأحد المحوريين!
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: الجيش ولجنة الرقابة يحتويان التصعيد
المعارضة: 9 كانون الثاني… “للانتخاب”
وكتبت تقول: لم يمر بعد، وربما حتى أمد لن يكون أقصر من مهلة الـ60 يوماً، قطوع وخطر انهيار الهدنة الشديدة الهشاشة التي قامت بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل خصوصاً وأن الانتهاكات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” تواصلت أمس ولم تفرملها تماماً الكلفة البشرية الباهظة التي أفضت أول من أمس إلى سقوط 12 ضحية تحت وطأة عاصفة تبادل الغارات والقصف الصاروخي.
وإذ صعّدت إسرائيل أمس تهديداتها “النوعية” مهوّلة بمساواة الدولة اللبنانية وبناها التحتية بـ”حزب الله” في حال انهيار وقف النار، رفع لبنان الرسمي وتيرة التعبئة الدبلوماسية لوقف النار ولجم الاندفاعات التصعيدية فيما سارع الجيش اللبناني إلى استعجال واختصار المهلة الزمنية، فشرع في نشر وحدات عسكرية في مناطق من الجنوب إيذاناً باستكمال الخطوة عبر الانتشار على امتداد الشريط الحدودي مقترناً بإطلاق الجيش الشارة الأولى إلى عملية تطويع في صفوفه لتعزيز انتشاره المطلوب جنوباً وفي كل لبنان. هذه الخطوات شكلت اجراءات متقدمة على طريق احتواء خطورة تصاعد الانتهاكات المتبادلة لوقف النار بدفع أميركي – فرنسي قوي سيترجم من الاجتماع الأول للجنة المراقبة على وقف النار في الساعات المقبلة. كما أن معلومات توافرت لـ”النهار” عن اتجاه لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للقيام بجولة في الأيام المقبلة على بعض المناطق في الجنوب لا سيما منها التي بدأ الجيش اللبناني اعادة انتشاره فيها.
وأكد ميقاتي في هذا السياق “أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية”. وقال: “لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب”. ولفت إلى “أن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب”.
ونقلت “رويترز” أمس عن مصدرين مطلعين إن الجنرال غيوم بونشان ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت اليوم الأربعاء، وأن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها غداً الخميس. وذكر أحد المصدرين، “أن هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان”، مشيراً إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.
وعُلم أن الوفد العسكري الأميركي في لجنة المراقبة تفقد أمس مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب.
وقال مصدران سياسيان لبنانيان لـ”رويترز” إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية. وقال المصدران إن الرئيس ميقاتي، والرئيس نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الإثنين وعبّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرئاسة أو وزارة الخارجية في فرنسا.
في غضون ذلك بدأت عملية انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها ايذاناً بالبدء بإعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
وعبر جولة ميدانية لـ”النهار” في قرى منطقتي صور وبنت جبيل، لوحظت عودة عناصر الجيش اللبناني إلى حواجزهم أمام المراكز والمواقع الموجودة في بعض قرى وبلدات الجنوب خارج المنطقة الحدودية المحاذية للخط الازرق، وقام عناصر الجيش بتوزيع ملصقات تنبه العائدين إلى قرى منطقة بنت جبيل والمارة، إبلاغ المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالالغام، عند العثور على ذخيرة غير متفجرة، وعدم لمسها والابتعاد عنها بهدوء. كما لوحظت عودة قوات اليونيفيل، وتسيير دوريات مؤللة في قرى المنطقة.
الجيش اللبناني يعزز انتشاره في مناطق الجنوب.
في المقابل مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد تهديداته فقال: “نحن في حالة وقف إطلاق نار مع “حزب الله” وليس نهاية الحرب”. وأضاف: “نُنفّذ وقف إطلاق النار بقبضة من حديد، ونتحرّك ضدّ أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً”. كذلك هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإنه “إذا انهار وقف إطلاق النار مع “حزب الله”، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة”. وحثّ كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية، الحكومة اللبنانية على “تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل”.
وأضاف: “إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان و”حزب الله”، فلن يظل الوضع هكذا”.
المعارضة والاستحقاقان
وسط هذه الاجواء برز أول تحرك لكتل قوى المعارضة يتصل باستحقاقي مرحلة ما بعد الحرب والجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية. واجتمع نواب كتل المعارضة في معراب بمشاركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مؤشر على اطلاقها عملية تشاور وتنسيق واسعة تمهّد للخيارات الحاسمة حيال مرشحها للرئاسة تنافساً أو توافقاً مع الآخرين.
وصدر بيان أكدت فيه كتل ونواب قوى المعارضة “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال: استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة خصوصاً لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات، ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كل الحدود والأراضي اللبنانية، وذلك سعياً للوصول الى دولة فعلية يبسط الجيش اللبناني سيادة الدولة على أراضيها وحماية حدودها وضبط كل معابرها تمهيداً للانطلاق بمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تكون نقيض المرحلة السابقة التي لم تأت على اللبنانيين إلاّ بالمآسي والانهيارات والنكبات والحروب”.
وفي ما يتعلّق بالملف الرئاسي، اعتبر البيان “أن تاريخ 9 كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، سنكثف الجهود والاتصالات مع كل الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها”. وختم: “في سائر الأحوال، نصرّ على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الجنوب: معركة تثبيت المعادلات مستمرّة
وكتبت تحت هذا العنوان تقول:
لليوم السابِع على اتفاق وقف الأعمال العدائية، واصلَ العدو الإسرائيلي خروقاته في جنوب لبنان، متجاهلاً التحذيرات الأميركية والفرنسية والبريطانية من تداعيات انتهاك الاتفاق، خصوصاً بعدَ الردّ الأولي والتحذيري للمقاومة أولَ أمس في مزارع شبعا. وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الطلب من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي دون ديرمر «الخروج ببيان علني مفاده أن إسرائيل تحترم وقف إطلاق النار ولن تنسحب منه»، وفق القناة 13 العبرية، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين «أكّدوا للحكومة الأميركية التزام وقف إطلاق النار، وقال رئيس الوزراء نتنياهو هذا بصوته في جلسة مجلس الوزراء اليوم (أمس)». وفيما أكّد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن «استمرار وقف إطلاق النار يحتاج إلى ضبط النفس من كل الأطراف»، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بـ«ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق».
واشنطن وباريس تطلبان من إسرائيل التزام التهدئة،
ولا موعد بعد لبدء انتشار الجيش
من جهة أخرى، أكّد نتنياهو «أننا في حالة وقف إطلاق نار وليس نهاية الحرب»، لافتاً إلى «أننا ننفذ وقف إطلاق النار في لبنان بقبضة من حديد ونتحرك ضد أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً»، في ما يبدو إصراراً من كيان العدو على إكمال العمليات الحربية من جانب واحد، لتكريس مبدأ «حرية الحركة» باستهداف المقاومة في أي مكان تحسّباً من عدم قدرة لجنة الإشراف الدولية على القرار والجيش اللبناني على تنفيذ المهمة المُوكلة إليهما، خصوصاً في ما يتعلّق بتفكيك أي وجود عسكري لحزب الله أو معاودة تسليحه وترميم بنيته العسكرية. وتعكس الخروقات الإسرائيلية شعوراً لدى نتنياهو بأنه لم يحقّق أياً من الأهداف الاستراتيجية، إذ لم يؤدّ اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله وقادة الحزب وضرب جزء من القدرات العسكرية إلى انهيار الجسم العسكري. لذلك، تحوّل تعاطيه مع الوضع في الجنوب إلى استعراض أمام الداخل الإسرائيلي للقول بأن يده هي العليا، فوق القنوات الدبلوماسية والقرارات الدولية. وقد دفع استمرار الخروقات المقاومة إلى توجيه رسالة حازمة أكّدت فيها أن الخرق بالخرق وأنها لن تقبل بفرض معادلة إسرائيلية في الجنوب وهي جاهزة لكسر مثل هذه المعادلة، ما يضرب سردية الانتصار التي بنى نتنياهو خطابه بعد الحرب عليها.
داخلياً، أكّد الرئيس نجيب ميقاتي أمس أن حكومته «كثّفت الاتصالات الدبلوماسية»، ونقل بيان لرئاسة مجلس الوزراء عن ميقاتي قوله: ««شدّدنا خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب». وكشفت مصادر مطّلعة أن «الاتصالات تركّزت مع باريس لاستعجال إيفاد مندوبها في لجنة الإشراف للمباشرة بعملها، ما قد يحرج العدو الإسرائيلي، ومن المتوقّع أن يصل اليوم إلى لبنان برفقة وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو». وقالت مصادر لـ«رويترز» إن «هناك حاجة ملحّة إلى بدء عمل لجنة الإشراف المشتركة قبل فوات الأوان»، مشيرة إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة. وأضافت المصادر أن اللجنة «ستعقد أول اجتماع لها غداً» بعد وصول ممثل فرنسا في اللجنة الجنرال جيوم بونشين إلى بيروت اليوم. وأشارت معلومات إلى أن مكان عقد اللقاء لم يُحسم بعد بسبب تحفظ الجانب اللبناني عن دخول ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة إلى مقر قيادة اليونيفل في الناقورة داخل الأراضي اللبنانية. وفي وقت استكمل الجيش اللبناني حشد آلياته في جنوب الليطاني تمهيداً لتنفيذ خطة الانتشار، أكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن قيادة الجيش لم تحدد حتى الآن موعداً لذلك.
وفيما حثّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل»، كانت مُسيّرة إسرائيلية تستهدف جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين في منطقة حوش السيد علي في الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح. فيما تقدّمت دبابة «ميركافا» إلى طريق عام برج الملوك في الجنوب على بعد حوالي مئة متر من حاجز ظرفي استحدثه الجيش.
ميدانياً، تراجعت حدة الاعتداءات الإسرائيلية الجوية. لكن توسّعة التوغل البري كانت لافتة نحو مناطق أعمق لم يصل إليها العدو من قبل. فقد توغّلت قوة مؤلّلة من أطراف بليدا ومحيبيب إلى خراج عيترون وإلى الطريق المؤدي إلى وادي السلوقي صباح أمس. وفي وقت لاحق من المساء، نفّذ الطيران المعادي غارة جوية على محيبيب قبل أن ينفّذ سلسلة تفجيرات ضد منازل في أطرافها. وصباحاً، سُجّل دخول قوة معادية مؤلّلة معزّزة بدبابة ميركافا، من عين عرب ووطى الخيام والوزاني في الأطراف الجنوبية والشرقية للخيام إلى داخل الخيام وتوزّع أفرادها بين عدد من الأحياء. وأصيب مواطن بجروح طفيفة جراء غارة من مُسيّرة استهدفت أطراف بيت ليف، كما استهدفت مُسيّرة أحراج دير سريان لناحية مجرى نهر الليطاني. وفي شبعا، استشهد الراعي جمال صعب الذي استهدفته مُسيّرة في محلة المرجة في خراج البلدة أثناء رعيه للماشية. وأطلق جنود العدو رشقات نارية باتجاه حي السيار وساحة مجدل زون وبنت جبيل.
· صحيفة الديار عنونت: هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟
مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجلسة انتخاب الرئيس
الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب
وكتبت تقول: بخجل ملحوظ تحركت عجلة الاتصالات على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، وسط غموض دولي يلف مصير جلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل التفسيرات المتناقضة للموقف الاميركي الذي اعلن عنه مسعد بولس، والحركة الفرنسية الضاغطة في الاتجاه المعاكس والتي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، فيما «مكتوب الداخل بينقرا من عنوانه» لجهة تمترس الاطراف خلف مواقفها بدليل ما صدر من تصريحات وما تبعها من ردود فعل، لا تشي بان الفرج قريب، بقدر ما تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال، العالق عند «الهدنة الهشة والمترنحة» جنوبا.
الرئاسة على الطاولة
فامس حطت الرئاسة على طاولتي معراب ودار الفتوى، في اول تحرك فعلي على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، بعد تحديد موعد لجلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما رافقها من مواقف خلقت الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام، مع تحرك محور الممانعة نحو تعزيز جبهة مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، عبر اتصالات لحشد تاييد نيابي اضافي، ما دفع بكل من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الى التحرك، الاول في اتجاه اعادة «شدشدة» جبهة المعارضة، وعدم السماح بحصول «اي تسرب» نيابي، املا في توسيع تحالفها، وبرئيس التيار الوطني الحر الذي اطلق جولة استشارات، لن تستثني احدا من دار الفتوى، حيث يرجح ان تكون الكتلة السنية مرجحة لكفة الانتخاب.
مصادر مواكبة رات في الحراك الحاصل حتى الساعة، اعادة تأكيد على الاصطفافات السابقة، والذي في حال عدم تطويره في اتجاهات اوسع، مؤشر الى ان الدخان الابيض لن يصدر من ساحة النجمة، في الجلسة المتوقعة، رغم الاجواء الايجابية التي يحاول رئيس المجلس بثها، على قاعدة «غسل اليدين من هذا الصديق»، في ظل الضغوط الفرنسية المتزايدة الممارسة، والتي عارضتها مواقف اميركية جديدة.
اوساط مقربة من عين التينة رات ان كلام كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، مسعد بولس، ترجم في غير محله، فهو جاء ليقدم التبريرات للمنتقدين لتأخير رئيس المجلس نبيه بري موعد الجلسة وتعيينها بعد شهر، معتبرة ان بولس قدم الحجج نفسها التي على اساسها اتخذ بري قراره، وهي افساح المجال امام الحوار والنقاش والاتفاق.
نظرية ينقضها بعض من تواصل مع واشنطن خلال الساعات الماضية، حيث اعاد المعنيون التأكيد على ان كلام بولس «واضح ولم يكن ابن ساعته» بل جاء نتيجة مشاورات داخل فريق ترامب المكلف بالملف اللبناني، وبعد تواصل مع أطراف لبنانية، داعية الى اعادة قراءة متانية للكلام بحرفيته، وللمهل التي تحدث عنها وتداعياتها الزمنية.
عزز هذه الانطباعات «المتشاءلة» رمي «ابو مصطفى» كرة الدعوة في ملعب الاطراف السياسية المختلفة، رغم حديثه امام زواره عن جدية الدعوة التي لن يطير «نصابها»، ولكن هل يكفي عدم تطيير النصاب للخروج بنتيجة ايجابية؟
ماكرون في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة، حيث حضر لبنان كبند اساسي على جدول الاعمال، وفقا لمصادر مواكبة للزيارة، والتي اكدت ان الرئيس الفرنسي حاول اقناع الجانب السعودي بثلاثة امور مرتبطة بالملف اللبناني، الاول، اعادة احياء مساعدة الثلاثة مليارات التي كان سبق للملك عبدالله ان اقرها للجيش اللبناني، او على الاقل جزءا منها، لتمويل عملية تجهيز وتسليح الجيش وفقا للخطة الحالية والتي تضطلع باريس بجزء اساسي فيها، ثانيا، اقناع الرياض بالمشاركة بعملية اعادة الاعمار، من خلال الصندوق الذي انشاته فرنسا للدول الداعمة، والثالث، الضغط على السعودية لما لها من تاثير على «الكتلة النيابية السنية» لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم ينجح في تحقيق اي خرق في اي من الملفات الثلاثة، في ظل اصرار ولي العهد الامير محمد بن سلمان على استراتيجيته اللبنانية، والمبنية على الطبقة التي ستتولى الادارة المستقبلية للبلاد، رغم غمز فرنسي من قنوات رغبته في مسايرة الادارة الاميركية ومراعاة مصالحها القومية في الملف اللبناني، وخصوصا بعد مواقفها المستجدة.
الجبهة الجنوبية
في غضون ذلك استمرت الاتصالات مع الدول المعنية لتدارك اي انهيار «لوقف النار» بين اسرائيل ولبنان، وسط انطباع بان الاوضاع ستبقى في دائرة «الترنح» دون ان تقع، بعد التدخل الاميركي-البريطاني-الفرنسي، وسط تهديدات نقلتها مصادر دبلوماسية عن قادة اسرائيل أبرزها:
– قرارها بالاتفاق مع واشنطن وبضمانات منها لإبقاء يدها مطلقة في التحرك، ما يجعل المخاوف من تكرار السيناريوهات الراهنة احتمالا قائما دائما، اذ لن تتأخر اسرائيل عن ايجاد الذرائع لتكثيف القتال على الجبهة اللبنانية.
– محاولتها تحقيق اهدافها «بالمفرق» عبر عمليات «القضم» التي تمارسها.
– تهديدها الواضح للدولة اللبنانية في حال عدم التزامها بتعهداتها، ما سيعرض بنيتها التحتية للقصف.
– تجاهلها الواضح لمسالة وجود لجنة الاشراف على تطبيق القرار الاخير في الجنوب.
علما ان ثمة تضاربا كبيرا في المعلومات والمواقف بين من يرى عودة وشيكة للحرب، توحي به صراحة الاجواء الاسرائيلية، وبين من يصف الاحداث الجارية بالطبيعية مقياسا لتجربة 2006، واضعا التطورات في إطار «الهزات» لا أكثر ولا اقل، والتي لن تؤدي الى سقوط «الاتفاق الامني» الذي صيغ ليكون طويل الامد، وبين الاثنين من يرى حربا حتمية، حجتها «غموض النصوص» واسبابها اقليمية، من تهديدات الرئيس المنتخب المفاجئة، وصولا الى خلط الاوراق على الساحة السورية.
الوضع السوري
والى سوريا، وعلى وقع الحراك الايراني الذي لم يهدأ منذ اندلاع الاحداث الاخيرة، وجولات الاتصالات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون على كافة المستويات لتنسيق المواقف من روسيا الى تركيا، في ظل الوضع الحساس الذي تمر فيه المنطقة، ومع استمرار المعارك العنيفة على جبهة الشمال، فتحت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة جبهة الشرق محاولة التقدم باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، تزامنا مع دعوة اوساط مطلعة الى ابقاء العين مفتوحة على جبهة الجنوب الممتدة من درعا باتجاه السويداء، وما قد تشهده جبهة الجولان من احداث.
وفي هذا الاطار تتحدث الاوساط عن ان ما يحصل من فوضى مرده الاساس عدم اتضاح الرؤية لدى الفاعلين على الارض من الخطوات التي ستتخذها الادارة الجمهورية حيال الانسحاب من مناطق شرق وشمال الفرات مع ما لذلك من تداعيات لجهة ملء الفراغ الذي ستخلفه هكذا خطوة، وهو ما جعل الفرصة مؤاتية لبعض القوى بدعم خارجي للتحرك وتنفيذ اجندات معينة، تحسن من شروط التفاوض لاحقا.
وتكشف الاوساط ان احد الاهداف الحالية، هو محاولة الجماعات الارهابية التقدم باتجاه حماه ومنها نحو حمص، ومن ثم باتجاه القصير، وليس طرابلس خلافا للمرات السابقة، لاحكام السيطرة على منطقة سيطرة حزب الله عند الحدود اللبنانية – السورية لجهة الهرمل، وبالتالي وضع الحزب بين فكي كماشة، وهو ما دفع بدمشق وحلفائها الى القتال المستميت على جبهة ريف حماه لمنع اي اختراق لخطوط الدفاع القائمة، وهو ما نجحت فيه القوات السورية النظامية.