سياسةمحليات لبنانية

أرسلان يحصد ثمن إخفاقه في مأسسة الحزب الديموقراطي(حكمت عبيد)

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز – خاص
لا يتحمل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان وحده، مسؤولية فشل حزبه في الانتخابات النيابية، وإن كان هو من يتحملها بنسبة عالية.
فهو فشل في مأسسة الحزب وتحويله الى حزب ديمقراطي بدلا من الإبقاء عليه حزبا عائلياً يتصرف به كما لو أنه عقار أو حساب مصرفي.

مجموعة أسباب ادت الى خسارة الحزب موقعين نيابيين كانا محسومين لصالحه نظرياً، وهما مقعد عاليه الذي كان يشغله ارسلان شخصيا، ومقعد دائرة مرجعيون – حاصبيا الدرزي.
في المقعد الأول تمكن الحزب التقدمي الاشتراكي من إسقاط ارسلان من خلال توريد نحو 2000 الى 2500 صوت للمرشح مارك ضو القريب من الاشتراكي، والذي يملك وأسرته حصصا كبيرة في شركة ضو للبترول. ويقول عارفوه إن ضو يقدم نفسه، في الشكل، بأنه تغييري لكنه في المضمون لا يختلف عن خطاب الاشتراكي كثيرا وقد قرر جنبلاط في اللحظة الأخيرة دعمه ليصطاد عصفورين بحجر واحد:
1- اسقاط ارسلان الذي “حملناه على مدى الدورات السابقة” وحان الوقت ” لتوجيه رسالة الى حزب الله بأن قرار الجبل يملكه جنبلاط حصرا، دون سواه، وكل كلام عن إضعاف المختارة مردود لأصحابه”، حتى ولو “اضطرنا ذلك للتحالف مع الشيطان” ومع من ذبح عشرات المشايخ وقتل وارتكب مجازر جماعية موصوفة في الجبل في العام 1982، في كفرمتى وبتخنيه وغيرها، “فهذه صفحة طويناها”.
2- تنفيس وتطويق حالة الرفض الت تي يمثلها ضو.
أما في المقعد الدرزي – حاصبيا، فإن مسؤولية الفشل تعود الى:
1- إصرار ارسلان على ترشيح شقيق زوجته مروان خير الدين على حساب المرشح التقليدي للحزب وهو وسام شروف. رغم علمه المسبق بأن خيرالدين غير معروف وغير محبوب في قرى حاصبيا الدرزية ولديه رصيد سلبي لدى الألوف من ابناء المنطقة نتيجة حجز أموالهم في فرع بنك الموارد في حاصبيا.
2- إن القاعدة الحزبية كانت تتمنى أن تخوض معركتها بوسام شروف وهو ابن بلدة حاصبيا ومقيم فيها وله علاقات على غير صعيد، ويقول قيادي في الحزب الديمقراطي بأن خيرالدين نال أصواتا في بلدة حاصبيا أقل مما ناله شروف في الدورة الماضية، وهذا دليل على أن الجسم الحزبي والعائلات اليزبكية لم تكن متحمسة لخيرالدين ولم تعطه أصواتها.
3- سبق لإرسلان أن أجرى سابقاً تسوية مع جنبلاط وقضت بتسمية غسان خير الدين (عم المرشح مروان) رئيسا لبلدية حاصبيا، وهذه التجربة فشلت، ويقال أن الأخير لم يكمل ولايته حيث تنامت حالة الاستياء من العائلات اليزبكة قبل الفئات الأخرى.
4- خطاب المرشح خيرالدين الذي كرره في أكثر من محطة بأنه قادم ليستعيد معقد سلب منهم لثلاثين عاما! وفي قوله هذا كان، دون أن كمن يطلق النار على رأسه، فهذا المقعد الذي كان يشغله النائب أنور الخليل (خال خيرالدين) كان من حصة كتلة التنمية والتحرير التي كان يخوض خيرالدين معركته ضمنها!
5- استياء المرجعيات الروحية في حاصبيا من ترداد خير الدين بأنه “يريد بركتهم وليس أصواتهم فهو “طالع طالع بأصوات العمق الجنوبي”!
6- انصياع القاعدة الاشتراكية لطلب القيادي الحزبي وهبي ابو فاعور بالتصويت للائحة “معا نحو للتغيير” رفضاً لمنطق “الاسقاط الذي تعاملت معه المختارة مع منطقة حاصبيا”، ورفضا “للتحالف مع لائحة الأمل والوفاء التي يقودها تحالف “الفساد والسلاح”، وفق تعبير ابو فاعور!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى