سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان محاصر بملفي النازحين والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة الحوارنيوز – خاص

 

الحوارنيوز – خاص

 

بعد تسهيل دخولهم وضغط قوى سياسية لمنع عودتهم لإستغلالهم سياسياً بوجه النظام، ها هو ملف النازحين السوريين يتحول الى قنبلة داخلية تفجرها القوى السياسية التي منعت تنظيمهم ومن ثم عودتهم الى بلادهم!

على صعيد الاعتداءات، يواصل العدو جرائمه في غزة وفي الجنوب، وشهد يوم أمس تصعيدا غير مسبوق وردت عليه المقاومة بما يتناسب كما ونوعا.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: التعبئة حول النزوح… هل تخرق الموقف الدولي؟

وكتبت تقول: الى أين ستؤدي التداعيات والتحركات الاخذة في التصاعد حيال ملف النازحين السوريين في لبنان، واي افق ستبلغه، وهل ستتمكن وسط انقسامات سياسية عميقة من ان تفرض اجندة لبنانية وطنية موحدة وجامعة على المجتمع الدولي ولا سيما منه الأوروبي المتهم بالتآمر لتوطين وإبقاء النازحين السوريين في لبنان تجنبا لإغراقهم بلدانا أوروبية بموجات النزوح؟

الواقع ان هذه التساؤلات طرحت نفسها في ظل السخونة العالية التي بدأت تطبع حمى اتساع التحركات والأنشطة والمواقف المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان والتي أخذت ذروة تصاعدها في الساعات الأخيرة، وسط انخراط بكركي على مستوى غير مسبوق في تنظيم خلوة وزارية ونيابية وروحية مع خبراء انكبوا على وضع تصور وتوصيات عملية في هذا الملف فيما صعدت القوى المسيحية الكبرى من تحركاتها حيال هذا الملف. وفيما سجل تطور بارز تمثل في شروع المديرية العامة للأمن العام أمس في تنفيذ سلسلة الإجراءات والتدابير المتشددة حيال الوجود غير الشرعي للنازحين السوريين في مختلف المناطق بات يمكن استقراء المشهد المقبل لتطورات هذا الملف من زاوية انه بات من الصعب على السلطة ومكوناتها وكل المعنيين داخليا وخارجيا تجاهل “صعود” النبض المسيحي خصوصا حيال هذا الملف ولو انه ملف وطني بامتياز عابر لكل المناطق والطوائف والشرائح الاجتماعية في لبنان. وتبعاً لهذه الحساسية الاخذة في التبلور فان التعبئة الواسعة التي أثارتها حركة القوى المسيحية الأساسية ولا سيما منها “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ومن ثم بكركي نفسها، ترددت أصداؤها في أروقة واشنطن ونيويورك حيث يجول وفد نيابي معارض حاملا ملفي الجنوب والنازحين السوريين. ولذا بدت التعبئة الداخلية في ملف النازحين السوريين كأنها كادت تطغى على التطورات الميدانية البالغة الخطورة في الجنوب والتي شهدت أمس أيضا تصعيدا كبيرا وعنيفا. وتبعا لذلك ستنشد الأنظار أكثر فأكثر نحو جلسة المناقشة العامة لملف الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين التي دعي اليها مجلس النواب في الخامس عشر من أيار الحالي. وستتخذ هذه الجلسة طابعا حدثيا غير اعتيادي هذه المرة نظرا الى الحساسية العالية التي ستتحكم بالمناقشات وسط تشابك التوترات السياسية والإقبال الكثيف المتوقع على المشاركة في الجلسة بعدد قياسي من النواب سيقال عنه فورا: لماذا لا يكون هذا الحضور نموذجا تلقائيا وفوريا لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم الخروج من المجلس قبل انتخابه في معركة مفتوحة؟

خلوة بكركي وتحركات

في السياق، عقدت امس في الصرح البطريركي في بكركي الطاولة المقفلة لمناقشة ملف النازحين السوريين في لبنان، بدعوة من المركز الماروني للابحاث والتوثيق، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة وزراء الداخلية بسام مولوي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والخارجية عبدالله بو حبيب، والشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، والتربية عباس الحلبي، والمهجرين عصام شرف الدين، والعدل هنري الخوري، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والنائب نعمة افرام، وممثلين عن قادة الاجهزة الامنية وعدد من المحافظين، ورئيس المركز الماروني المطران سمير مظلوم، واعضاء اللجان الاستشارية والقانونية والدستورية في الصرح، وعدد من المختصين في ملف النزوح السوري. وأوضح مولوي أن “الهبة الأوروبية لم تبت بعد كلياً”، وقال: “ستسمعون قريباً بقافلة عودة طوعية للسوريين إلى بلدهم نعمل عليها وسندافع عن لبنان ونطبق الإجراءات اللازمة والتعاميم نُفّذت بنسب متفاوتة بين البلديات ولن نقبل ببقاء السوريين غير الشرعيين”. وقال وزير المهجرين عصام شرف الدين: “الثلثاء عند السادسة صباحاً تنطلق أول قافلة سوريين إلى بلدهم وتقلّ ألفي سوري”.

وأفاد البيان الصادر عن الاجتماع المغلق انه “خصص للقاء البطريرك وأعضاء لجان المركز للاستماع والتباحث مع عدد من السادة الوزراء المختصين والمحافظين وقائد الجيش والمدراء العامين المدنيين والامنيين في الدولة اللبنانية؛ ويتوقع ان يلي هذا الاجتماع لقاء ثان مع منظمات الأمم المتحدة المختصة وعدد من سفراء منظمات ودول مؤثرة، تمهيدا لإصدار “وثيقة موقف” من بكركي في موضوع النازحين السوريين في لبنان وسبل عودتهم الكريمة الى وطنهم. وتطرقت المناقشات وفق البرنامج المحدد الى ثلاثة محاور رئيسية: أولا، عرض الوقائع والأرقام في الديموغرافيا، والمخاطر والأعباء الاقتصادية والاجتماعية؛ ثانيا، خطط عودة النازحين الى سوريا والعوائق وسبل تجاوزها؛ وثالثا، التدابير المرحلية لإدارة النزوح السوري في مختلف المجالات”.

الجنوب

على صعيد الوضع الميداني في الجنوب اقترب الوضع المتدهور من حافة انفجار خطير مع اقدام إسرائيل على اغتيال ثلاثة من كوادر “الرضوان” والرد العنيف ل”حزب الله” على مقر قيادي أساسي في الجليل . فصباح أمس وفي عملية امنية، استهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر سيارة من نوع “رابيد”، على طريق بافليه ارزون. وأطلقت مسيرة أكثر من صاروخ في اتجاه السيارة قبل أن تتمكّن من إصابتها. وتوجّهت فرق الإسعاف إلى المكان، حيث عملت على نقل من كانوا داخل السيارة. لاحقا، أفاد الدفاع المدني ان الاستهداف “أسفر عن سقوط أربعة شهداء، حيث قام العناصر بسحب جثامينهم وتولّت جهات أخرى نقلهم الى المستشفى”. ولفتت المعلومات الى ان ثلاثة عناصر من قوة “الرضوان” التابعة ل”حزب الله” كانوا داخل السيارة التي استهدفتها مسيرة إسرائيلية على طريق بلدة بافليه قضاء صور. ونعى حزب الله” لاحقا كلا من علي أحمد حمزة وأحمد حسن معتوق وأحمد حمدان.

ونفذت لاحقا غارات إسرائيلية على عيتا الشعب ووطى الخيام وطاول قصف مدفعي أطراف الناقورة. كما استهدف قصف مدفعي أطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار.

في المقابل، أعلن “حزب الله” انه “في إطار الرد على اغتيال المجاهدين في بلدة بافليه شن هجوما جويا بمسيرات انقضاضية استهدفت القيادة العسكرية لإدارة قوات العدو في مستوطنة كفرجلعادي ومحيطها واصابت غرفة عملياتها بشكل مباشر وأوقعت ضباطها وجنودها بين قتيل وجريح”. كما أعلن “استهداف إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخرًا في موقع ‏راميا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها”.‏ واستهدف “مركزا ‏قياديا مستحدثا للعدو في مستعمرة نطوعة”. وإذ سجل سقوط صاروخ في مستوطنة شلومي الحدودية شمال إسرائيل تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة في شلومي جراء صاروخ بركان.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت لتقرير أعده إبراهيم الأمين: كيف تكيّفت المقاومة مع واقع الجبهة؟ من الدفاع السلبي إلى «الصياد القاتل»

وجاء فيه: السخونة الواضحة على الجبهة اللبنانية مع قوات الاحتلال لها بعدها المهني والميداني الخاص. هذا لا يعني أنها تقع خارج السياق السياسي للمرحلة الصعبة من البحث حول مستقبل الحرب على غزة. لكنها تعكس في جانب أساسي منها نتيجة لجولة جديدة من المواجهة العسكرية المستندة إلى جهد استخباراتي يحتاج بدوره إلى ظروف وعناصر ليس من السهل توفّرها تحت النار. خلال ثلاثة أشهر من المواجهة، أطلقت المقاومة في لبنان أكبر عملية تكيّف مع الوقائع الجديدة. خططها السابقة لـ«طوفان الأقصى» لم تشتمل على مواجهة كالتي تدور الآن، وكانت الجهوزية النوعية لوحدات المقاومة العسكرية تنطلق من خطتين، واحدة دفاعية لها معطياتها في ظل احتمال إقدام العدو على شن حرب على لبنان، وثانية هجومية تقوم على احتمال أن تبدأ المقاومة الحرب ضد العدو، سواء أكان رداً على اعتداء ما أم حتى من دونه. وفي الحالتين، كانت برامج التدريب تقوم على أسس مختلفة.
من لم يفهموا بعد أن المقاومة في لبنان فوجئت بعملية «طوفان الأقصى»، ربما تساعدهم الوقائع الميدانية على فهم الأمر. ومرة جديدة، لم يصب سوء المقاومة لأن حماس أطلقت عملية نوعية من دون تشاور أو تفاهم مسبق، لا بل سرعان ما لمست فوائد ما قامت به المقاومة الفلسطينية. فعلى مدى الفترة السابقة، أُتيح لحزب الله اكتساب تجربة غير مسبوقة، لم يكن في الإمكان التخطيط لها في سياق الاستعداد لمواجهة أوسع أو أكثر شمولية مع العدو.
في الخطب العلنية كما في الجلسات المغلقة، يؤكد حزب الله أنه لا يخطط لحرب شاملة أو مواجهة من دون ضوابط مع العدو. ويشدّد، من خلال مواقفه السياسية، والأهم من خلال برنامج عملياته العسكرية، أنه يقود جبهة إسناد للمقاومة في غزة، ويوفر كل ما تتطلبه جبهة الإسناد. وهي مهمة تجري وسط قواعد أكثر خصوصية، تستهدف أساساً تحييد المدنيين اللبنانيين إلى أبعد الحدود، وتضييق رقعة الاشتباك العسكري بما يقلّص حجم الضرر عليهم. وقد نجح الحزب، خلال ستة أشهر ونصف شهر، في قيادة عمل عسكري نوعي يزعج العدو ويربكه، فيما تمضي بقية البلاد في حياتها اليومية.
التكيّف الذي أنجزه الحزب تمثّل في المرحلة الأولى بإعادة نشر مجموعات المقاومة في الجبهة الأمامية بطريقة تحاكي بصورة عملانية المناخ الحربي الواسع القائم في هذه الرقعة، أي ما يؤمّن وصول المجموعات إلى نقاط الاستطلاع وتحديد الأهداف وفحصها، ثم تمكين المقاتلين من تنفيذ المهام التي تحتاج إلى قواعد عمل لا تشبه العمليات الفدائية التقليدية التي يعرفها الناس على قاعدة «اضرب واهرب». ذلك أن المتطلبات اللوجستية للعمليات، وطريقة التنفيذ، تحتاج إلى أسلحة من نوع مختلف عن تلك التي اعتاد الناس مشاهدتها. كما أن هذا النوع من المواجهة يحرم المقاومة من الكمائن التقليدية التي تحتاج اإى نصب شرك متفجّر على طريق تسلكه آلية أو مجموعة مشاة. على العكس من ذلك، فإن المقاومة في المواجهة الحالية تقوم على مبدأ الهجوم المتواصل. وحصل خلال مرة أو اثنتين أن حاول العدو إرسال قوات في مهام استطلاع، فجرى التصدي لها من خلال شرك تفجيري دفاعي. لكنّ الغالبية الساحقة من عمليات المقاومة ذات طابع هجومي، حتى ولو كانت تستهدف نقاطاً ثابتة لقوات الاحتلال في مواقع أو مراكز أو بنى مدنية يستخدمها جنود الاحتلال.
والدفاع السلبي الذي يعتمده المقاومون في مواجهة العدو، احتاج إلى آليات عمل جديدة، في مواجهة التطور التقني الهائل في سلاح الاستطلاع والتعقّب من قبل جيش الاحتلال. وقد أدى تعطيل غالبية أجهزة التجسس الثابتة إلى ضرر كبير في حركة العدو، لكن سلاح الجو المُسيّر المتطور جداً لدى قوات الاحتلال، والمبني على «داتا» معلومات هائلة تمّ جمعها خلال 17 عاماً، سمح لقوات الاحتلال بفرض قواعد عمل جديدة على عناصر المقاومة، سواء لناحية مواقع الانطلاق أو التثبيت أو طريقة الوصول إلى نقطة العمل وآلية التنفيذ والابتعاد عن ردة الفعل السريعة لأسلحة العدو.
هذه العملية التي تشمل الدفاع السلبي ومن ثم العمل الهجومي، مرّت بفترات طويلة قبل أن تتحول إلى قاعدة فعّالة في عمل المقاومة، خصوصاً بعدما فرضت عملياتها وقائع ميدانية مختلفة على جيش الاحتلال، فاضطرته لإخلاء غالبية مواقعه، ولانتشار مع برنامج دفاع سلبي جعل الجنود لا يخرجون من نقاط معينة لأيام، وحدّ من حركة التنقل بين المواقع، وجعل اجتماعات ميدانية كثيرة لقوات الاحتلال تحصل في مناطق مفتوحة، ما مكّن المقاومة من استخدام وسائل رصد خاصة، بعضها معلوم وبعضها سيبقى غير معلوم إلى أمد، واستعادة زمام المبادرة على صعيد جمع المعلومات حول حركة قوات الاحتلال، قبل أن يُترك للقيادة الميدانية اختيار الهدف الأفضل، وتحديد نوعية السلاح الأنسب، واختيار المقاومين القادرين على تحقيق النتيجة المرجوّة. ولم يحصل سابقاً أن قامت المقاومة بمغامرات على حساب حياة مقاتليها، لكنها تحمّلت وزر العمليات الخطيرة التي كان لا بد من تنفيذها ولو كانت المخاطر مرتفعة، وهو ما يبرز في حجم التضحيات الكبيرة التي قدّمتها منذ 8 تشرين الأول الماضي.

«ثوان قليلة» هو عنوان معركة أمنية – عسكرية تخوضها المقاومة لتحقيق تقدّم في حرب المُسيّرات والدفاع الجوي

في الآونة الأخيرة، بدا أن المقاومة وجدت علاجاً بقي بعيداً عن الإعلام لأحد التحديات المهمة في هذه المواجهة، والمتمثّل بالمُسيّرات الأكثر خطورة في منظومات طيران العدو. وقد نجح «العلاج» الجديد في إسقاط ثلاث مُسيّرات نوعية، وفي إجبار سلاح جو العدو على الابتعاد عن الأجواء اللبنانية لوقت طويل. كما طوّر الحزب في أسلحته المضادة للدروع، ما مكّنه من تخصيص كل هدف بما يناسبه من الأسلحة المضادة للأفراد أو الآليات، وصولاً إلى تلك المخصّصة للتحصينات. وباتت المقاومة قادرة بصاروخ واحد على إخراج آلية من الخدمة نهائياً، أو تدمير منشأة عسكرية أو مدنية يستخدمها الجيش، وتعريض أي مجموعة جنود للعدو للموت أو الإصابة.
وهذه العمليات ما كانت لتتم لولا استعادة المقاومة السيطرة الكاملة على المشهد الميداني المباشر، أي القدرة على الإحاطة الاستخباراتية بحركة العدو على طول الحافة، وفي العمق حيث تتمركز قيادات القرار الميداني والأمني. وهي إحاطة جعلت المقاومة تدير بعناية استخدام سلاح المُسيّرات الانتحارية (الانقضاضية) التي تحوّلت في الفترة الأخيرة إلى الصياد القاتل، حيث تصعب نجاة من تصيب مكان وجوده، سواء في خيمة أو مبنى أو شقة أو آلية. وهي عملية تتطلب عملاً أمنياً – تقنياً يسمح للمُسيّرة بالانطلاق من نقطة مناسبة والوصول اإى الهدف بطريقة تمنع تفعيل منظومات الدفاع الجوي بسرعة لتعطيل العملية برمّتها. والحديث هنا يدور عن ثوان في بعض الحالات، كما يستفيد المقاومون من خبرة على إدارة حركة المُسيّرات ضمن وقائع الجغرافيا الحدودية بين لبنان وفلسطين، بما يعيق مهمة أنظمة الرادارات الإسرائيلية، علماً أن المقاومة باتت قادرة على توفير عناصر الإلهاء للقبة الحديدية، وهو ما يضطر جيش الاحتلال للدفع بالطيران الحربي لملاحقة المُسيّرات. وفي هذه الحالة، تبرز أهمية الوقت القصير جداً، بين انطلاق المُسيّرة والوصول إلى هدفها.

  • صحيفة الأنباء عنونت: مزايداتٌ مستمرة في ملف النزوح وورقة “التقدمي” طرحٌ وحيد للمعالجة.. والعدوان على رفح يضغط على المفاوضات

وكتبت تقول: المواقف من الملفات المطروحة محليًا على حالها بدون أي تغيير، لا في الشكل ولا في المضمون، بانتظار الكثير من التطورات الخارجي منها قبل المحلي، فيما المواقف من جلسة مجلس النواب التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الأربعاء للبحث في الهبة الأوروبية المقدرة بمليار و200 ألف يورو لمساعدة لبنان في ملف النازحين السوريين تعكس من جديد الانقسام في الرأي والمزايدات بين من يعتبرها “رشوة” لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، وبين من يرى أنها تعويض للبنان عن جزء من الخسائر التي لحقت جراء الوجود السوري الكثيف على أرضه، بما يقارب نصف عدد اللبنانيين.

ورغم توقف الكلام حول الملف الرئاسي بشكل شبه كامل بسبب تعطيل الحوار والمبادرات وجمود تحرك الخماسية الدولية، زار أمس السفير السعودي وليد البخاري كليمنصو حيث التى الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط بحضور النائب وائل أبو فاعور، وجرى عرض مختلف الأوضاع العامة، كما شكلت الزيارة تأكيداً على العلاقة المستمرة والتشاور بين الجانبين، وهي تأتي عقب أيام قليلة من لقاء جنبلاط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في غضون ذلك، يبقى الوضع الميداني في الجنوب على حاله من التوتر مع استمرار الاحتلال إسرائيل بعدوانه وبعمليات الاغتيال حيث استهدف أمس أربعة كوادر من حزب الله. في هذا الإطار رأت مصادر مواكبة للتطورات الأمنية عبر “الأنباء” الالكترونية ان “استهداف القياديين الأربعة في بافليه أتى بعد العملية النوعية التي نفذها حزب الله ضد أحد المواقع العسكرية الرئيسية التابعة للعدو الاسرائيلي”. وتوقعت المصادر “اشتداد المواجهات”.

في السياق اعتبر المحلل والباحث السياسي حمزة بشواتي في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “ما يحدث في رفح في قطاع غزة حتى الساعة هو عملية عسكرية محدودة من أجل سيطرة إسرائيل على معبر فيلادلفيا”، لافتاً إلى أن “مساحة محافظة رفح لا تتعدى 64 كيلومترا مربعا وخط الحدود هو بعرض 14 كيلومترا، وحكومة الحرب في اسرائيل تريد السيطرة على هذا المحور تمهيدا لوضع اجراءات أمنية على المعبر بذريعة وجود أنفاق، فيما هي تريد السيطرة على المعبر وعلى الخط الفاصل بين القطاع ومصر”.

ورأى بشواتي أن “العدو لن ينسحب من المعبر الا بوجود ترتيبات أمنية خاصة، وبالمقابل فإن الموقف الفلسطيني يرفض وجود شراكة أمنية اميركية واسرائيلية على هذا المحور، لأن ما جرى في رفح كان بضوء أخضر أميركي يشمل كل محافظة رفح لتقسيمها إلى أربعة اجزاء واستهداف مناطق محددة، وعليه فإن ما يجري في رفح هو مفاوضات بالنار للضغط على المفاوضات في القاهرة”، لافتا الى أن “صفقة تبادل الأسرى تضمنت أربع نقاط: وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة ورفح وانهاء الحصار المفروض على غزة وعودة النازحين”.

اما المفاوضات، بحسب تقديره، فهي “تجري الآن حول آليات التنفيذ وحول الأعداد والأسماء. فالمقاومة تريد هي أن تحدد الأسماء والاحتلال يصر على أنه هو من يقدم الأسماء. فالمسألة الأساسية عند المقاومة هي وقف الحرب”.

وعن الوضع في الجنوب لفت بشواتي الى أن “جبهة الجنوب كانت بسبب اندلاع المواجهات لإسناد غزة ولن تتوقف العمليات بالجنوب طالما لم تتوقف الحرب في غزة كما أعلن حزب الله عن ذلك مراراً”، مقدرا بأن التهدئة سوف تشمل كل الجبهات ومن بينها جبهة الجنوب.

بكل الأحوال، طالما أن الوضع في الجنوب بات مرتبطا بالحسابات الميدانية وبما يجري على الأرض الفلسطينية فلا بد من القيام داخليا بما يمكن القيام به لإراحة الوضع ومعالجة تداعيات النزوح بطريقة مدروسة، ولعل الورقة التي أعدها الحزب التقدمي الإشتراكي حول هذه المسألة تشكل مادة لنقاش وطني تحت قبة البرلمان ليصار إلى رسم خطة عملية قابلة للتنفيذ تحل هذه المشكلة أو تحد من أضرارها على لبنان واللبنانيين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى