سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان في دائرة العدوان وارتباك أميركي – إسرائيلي بعد صمود ايران

 

الحوارنيوز – خاص

فيما يواصل العدو الإسرائيلي عملياته في لبنان واستهدافه للمواطنيين والمباني السكنية ويرفض تنفيذ وقف النار، عكست مواقف قادة الولايات المتحدة ودولة الاحتلال ارتباكا في التعامل مع ايران بعد صمودها ومواجهتها للعدوان…

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: لبنان وإسرائيل مجدداً في سباق الرهانات

 تمويل “الحزب” يواكب طلب التمديد لليونيفيل

وكتبت تقول: علمت “النهار” أن الموفد الأميركي سفير الولايات المتحدة لدى تركيا توم برّاك سيعود إلى بيروت في 7 تموز المقبل لاستكمال البحث في ما طرح بينه وبين المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأولى ومن ضمنه ملف نزع سلاح “حز.ب الله” وتمويله

مع أن الضبابية التي لا تزال تغلّف بعض جوانب المشهد الإقليمي غداة سريان وقف النار بين إسرائيل وإيران، تلفح بتاثيراتها الوضع اللبناني، فإن ذلك لم يحل دون “العودة” إلى الملفات اللبنانية وأولوياتها، انطلاقاً من الوضع الميداني القائم في الجنوب واقتراب استحقاق التمديد للقوة الدولية العاملة فيه اليونيفيل في آب المقبل، وهو الاستحقاق الذي يكتسب هذه المرة أهمية حاسمة في ظل كل ما شهدته المنطقة الحدودية وما زالت تشهده من تطورات ميدانية تتّسم بخطورة عالية.

وانعكست المعطيات المتصلة بتداعيات الحرب ومن ثم وقف النار بين إسرائيل وإيران الذي أعلن وسرى بضغط أميركي كبير، ترقباً قوياً لاحتمال اتجاه الوضع الإقليمي مجدداً نحو الخيار الديبلوماسي في ظل ما يحكى عن عودة المفاوضات الأميركية- الإيرانية قريباً. ولذا انتعش رهان لبنان الرسمي، بل تصاعد في الساعات الأخيرة، على “عودة” الانخراط الأميركي، كما القنوات الديبلوماسية الأخرى وتحديداً القطرية بعد زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للدوحة أول من امس، إلى تحريك الضغوط على إسرائيل لحملها على الجلاء عن التلال الخمس التي تحتلها في الجنوب، كمنطلق دافع للمضي قدماً في ترجمة اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل وتنفيذ القرار 1701. وفي اعتقاد جهات رسمية لبنانية أن المسار الذي تسلكه تطورات المنطقة بعد وقف النار بين إسرائيل وإيران، يبدو مشجعاً للمبادرات الجديدة في لبنان على قاعدة انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وإقدام لبنان على توسيع عمليات نزع السلاح وفق برمجة زمنية واضحة.  وعلمت “النهار” في هذا السياق أن الموفد الأميركي سفير الولايات المتحدة لدى تركيا توم برّاك سيعود إلى بيروت في 7 تموز المقبل لاستكمال البحث في ما طرح بينه وبين المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأولى ومن ضمنه ملف نزع سلاح “حزب الله” وتمويله.

هذا الاستحقاق حضر خلال جولة وفد عسكري بريطاني رفيع برئاسة مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط على المسؤولين أمس. وأفادت رئاسة الجمهورية أن الرئيس جوزف عون أكد أمام الوفد أهمية التمديد لقوات اليونيفيل، معتبراً أنها تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار والأمان على الحدود الجنوبية، ومشدداً على ضرورة دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن لضمان إنجاز هذا التمديد في موعده المحدد. ولفت إلى “أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها يشكل عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، مؤكداً أن الجيش، حيثما انتشر في منطقة جنوب الليطاني، طبّق قرار الدولة المتعلق بحصرية السلاح وأزال جميع المظاهر المسلحة، بما يكرّس سيادة الدولة واستقرارها”.

وفي هذا السياق، وجه لبنان عبر وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة طلب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” إلى مجلس الأمن الدولي، متضمنة رؤية الحكومة اللبنانية للتجديد. وأشارت المعلومات إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية التي ارتكزت في مضمونها إلى النص المعتمد العام الماضي نفسه للتجديد لهذه القوات، من دون أي تعديل. وفيما تسعى إسرائيل إلى إنهاء مهمة اليونيفيل، أفادت المعلومات أن واشنطن لم تتخذ قرارها بعد وأن باريس تملك إشارات في اتجاه التجديد ولو مع بعض التعديلات.

تزامن ذلك مع عودة إسرائيل إلى اثارة ملف تمويل “حزب الله” على خلفية اغتيالها قبل يومين هيثم عبد الله بكري الذي وصف بأنه مصرفي على صلة وثيقة بـ”حزب الله”. وأعلن أمس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “طائرات سلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري دقيق في منطقة جنوب لبنان وقضت على هيثم عبد الله بكري، رئيس شبكة “الصادق” للصرافة. وكان المدعو بكري يعمل بوعي كامل مع حزب الله الإرهابي لتحويل الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية للتنظيم”. وقال إن “شبكة الصادق للصرافة تُستخدم كبنية تحتية لتخزين وتحويل الأموال بهدف تمويل أنشطة حزب الله الإرهابية، بتمويل وتوجيه من فيلق القدس الإيراني. تُستخدم هذه الأموال لأغراض عسكرية تشمل شراء وسائل قتالية، معدات إنتاج، ودفع رواتب العناصر، إلى جانب تمويل العمليات الإرهابية واستمرار أنشطة حزب الله الإرهابية”. كما أشار إلى أنه “خلال نهاية الأسبوع الماضي، قضى جيش الدفاع في إيران على المدعو بهنام شهرياري، قائد الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس الإيراني، والذي كان يدير بشكل حصري أجهزة نقل مئات ملايين الدولارات سنويًا إلى فيلق القدس وأذرعه، والتي تضمنت محاور لتحويل الأموال من فيلق القدس إلى حزب الله، عبر تسويات بين مكاتب صرافة في تركيا، العراق، والإمارات مع شبكات صرافة لبنانية”. واعتبر أن “القضاء على المدعو هيثم بكري وعلى المدعو بهنام شهرياري تعتبران ضربة قاسية لمسارات تمويل إيران لمنظمة حزب الله الإرهابية”.

واللافت في هذا السياق، ما نقلته قناة “الحدث” عن مصدر مقرّب من “حزب الله” أمس، من أن “أنظار إسرائيل ستعود إلى لبنان بعد وقف الحرب مع إيران”، مؤكداً أن “عودة نشاط إسرائيل للبنان ستكون بالضغط السياسي والعسكري”. ونسبت إلى المصدر أن “ملف السلاح شمال الليطاني سيكون عنوان البحث الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “جزءاً من مخازن سلاح الحزب معروف لدى إسرائيل ويمكن ضربها بأي لحظة، أما مخازن سلاح الحزب “النوعي” غير معروفة لإسرائيل وتتواجد شمال الليطاني”. وأضاف أن “إسرائيل تمارس اليوم جهداً استخباراتياً كبيراً لمعرفة أماكن المخازن “النوعية” وتدميرها، فيما جهود إسرائيل الحالية منصبة على كشف المنصات والمسيرات التي ما زال يملكها الحزب”.

ولم تحل هذه الوقائع دون إصدار “حزب الله ” بياناً “هنأ” فيه المرشد الإيراني علي خامنئي والمسؤولين الإيرانيين بما وصفه “النصر الإلهي ضد الكيان”، قائلاً “إن زمن الاستعلاء والتجبر على ‏شعوب المنطقة قد ولى إلى غير رجعة، وأن الجمهورية الإسلامية بقيادتها الحكيمة ‏وشعبها المقدام وجيشها وحرسها الأبطال، لم يخيفهم قصف ولا تهديد ولا وعيد، ولم ‏يثنهم شيء عن المضي قدمًا في الدفاع عن سيادتهم وحقوقهم بكل بسالة وحزم، ‏وإن كل رهان على ضعف أو وهن أو تراجع سيصيب هذه الأمة المؤمنة قد خاب وسقط”!.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: المقاومة كما خصومها: كيف تنعكس حرب إيران علينا؟

باراك «يقدّر» إدارة عون للحوار بشأن السلاح

وكتبت تقول: في لبنان يتتبّعون نتيجة جولة الحرب بين إيران وكلّ من إسرائيل والولايات المتحدة، وتُطرح أسئلة كثيرة حول ما انتهت إليه من نتائج على الأرض، خصوصاً أن وقف إطلاق النار الذي فاجأ به الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع، لم يكن مستنداً إلى أي اتفاق، في وقت يواجه لبنان مشكلة «الاتفاق المنقوص» الذي انتهت إليه الحرب مع العدو.

وبينما كان الجميع مأخوذاً بالطريقة التي أعلن فيها ترامب وقف الحرب بأسلوبه «الارتجالي»، ظلّ السؤال عمّا إذا كانت هذه الهدنة ستصمد أم لا، مع استمرار المخاوف من أن تكون الساحة اللبنانية «الحلبة» التي سيفجّر فيها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي غضبه، خصوصاً أنه تعرّض في الحرب مع إيران لضربات كبيرة غير متوقّعة، وبدا عليه أنه في حالة استنزاف، كما أنه لم يكن راضياً عن الطريقة التي انتهت بها الحرب، رغم أن العدو حقّق جزءاً لا يستهان به من الأهداف الأمنية والعسكرية بمساعدة أميركية.

وفي السياق، تستعيد أوساط سياسية، وقائع تزامنت مع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أبرزها التعبير عن رغبة العدو باستئناف الحرب على لبنان من خلال تسريبات تتحدّث عن نشاط لافت لحزب الله وهو ما كانَ يعلّق عليه مسؤولون إسرائيليون بأنهم لن يسمحوا للحزب بترميم نفسه، وأن كل الخيارات موضوعة على الطاولة.

ولفتت الأوساط إلى بعض من كلام المبعوث الأميركي توم باراك الذي أكّد أمام المعنيين في لبنان أن «عليهم التصرف بما لا يثير غضب ترامب»، ورغمَ عدم تحديد أي جدول زمني لموضوع السلاح، لكنّه «أكّد أن المهلة ليست مفتوحة»، وبحث في إمكانية «أن تُصدِر الحكومة قراراً تنفيذياً بحصرية السلاح، ما يدفع الجانب الإسرائيلي إلى القيام بخطوات متزامنة».

القلق لم يُخفِ
ارتياح حلفاء إيران
في لبنان إلى ما حقّقته من نتائج

القلق لم يخف ارتياح حلفاء إيران في لبنان إلى ما حقّقته من نتائج، سيما أن الحد الأدنى من التقديرات يقول إن إيران لم تخرج مهزومة من هذه الحرب، ما يُعدّ إنجازاً كبيراً. ويراهن حلفاء إيران على أنها خرجت من المواجهة قوة إقليمية يُحسب لها حساب.

وتجري مراقبة انعكاس ذلك على الساحة العربية، واضطرار حلفاء أميركا إلى إعادة مقاربتهم للأمور، ما قد يفتح باباً لشراكة عربية – إيرانية تساعد في تعزيز الاستقرار والتفاعل، سيما أن أبرز الدول العربية أدركت مدى التغوّل الإسرائيلي والرغبة في السيطرة على المنطقة بتشجيع أميركي.
وإذا كان خصوم المقاومة في لبنان يراهنون على ممارسة الولايات المتحدة مزيداً من الضغوط على لبنان لـ«محاصرة حزب الله ونزع سلاحه»، فإن المقاومة ومن معها يراهنون على قدرة إيران على تثبيت التوازن، خصوصاً إذا عزّزت علاقتها بمصر وتعاونها مع تركيا اللتين تستشعران الخطر عليهما.

وفي لبنان، خسر خصوم المقاومة عنواناً رئيسياً في حملاتهم ضدها، إذ إن موقف حزب الله الداعم لإيران لم يكن جزءاً من الحرب، وظهر حزب الله كطرف مستقلّ، وإن سلاح المقاومة ليس سلاحاً إيرانياً، وحافظت المقاومة على التزامها بوقف إطلاق النار. كما أن ما حصل من شأنه تحقيق قدر أعلى من التوازن، بما يسمح بمناقشة هادئة بينَ القوى الفاعلة والمؤثّرة للمحافظة على الاستقرار في لبنان، والذي لا يمكن تأمينه إلا من خلال التوازن وعدم السماح لأي فريق بالغلبة بحجة أن الفرصة الدولية والإقليمية تسمح بذلك.

وعلمت «الأخبار» أنه بخلاف كل ما يشاع، فإن الموفد الأميركي توم باراك الذي زار لبنان قبل أسبوع، وينوي العودة إليه بعد أسبوعين، كان قد أعرب لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون عن «تقديره» لطريقته في إدارة الحوار حول سلاح حزب الله، ولو أنه «شدّد على أن مطلب نزع السلاح يبقى قائماً، وأنه مدخل لتحقيق استقرار أكبر، وهو يدرك أهمية تطبيق إسرائيل للاتفاق، وسيقوم باتصالاته لتأمين الانسحاب الكامل من جهة، وإنجاز الترتيبات التي تنهي حالة العداء».

كما أشار باراك إلى أن «واشنطن التي تعمل بقوة على تطوير الوضع في سوريا سياسياً واقتصادياً»، ترغب في «أن ترى قريباً مستوى أعلى من التواصل بين دمشق وتل أبيب نحو مرحلة إنهاء حالة الحرب والعداء بينهما»، معرباً عن «أمله بأن يدرس لبنان هذه التجربة، لتحييد نفسه عن أي صراع من جهة، وإفساح المجال أمام حصوله على مساعدات تعينه في عملية النهوض الاقتصادي».

وما بينَ الخوف والارتياح، بقيَ لبنان في دائرة الترقّب بانتظار اتضاح المشهد في الأسابيع المقبلة، فالمنطقة أمام وقف إطلاق نار هشّ قد يسقط في أي لحظة، ولا أحد يضمن ما إذا كان نتنياهو الباحث دوماً عن طوق نجاة للبقاء في السلطة قد يلجأ في أي لحظة إلى مغامرة عدوانية يكون مركزها لبنان.

 

  • صحيفة الديار عنونت: ترامب سنجتمع مع ايران الاسبوع القادم وقد نصل معها الى اتفاق
    الرئيس عون يشدد على اهمية اليونيفيل.. واستفزاز «اسرائيلي» ضد قادة القوات الدولية
    بعد تفجير كنيسة مار الياس بدمشق تهديدات داعشية لكنائس حمص وحماة وحلب

 

وكتبت تقول: فاجأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العالم بإعلانه أن الولايات المتحدة ستجتمع مع إيران الأسبوع المقبل وقد تصل الى اتفاق معها. وأتى تصريح ترامب بعد اثني عشر يومًا من العدوان الاسرائيلي على ايران والتي شاركت اميركا فيها بضرب المنشآت النووية الايرانية، وانتهت الحرب التي حبست أنفاس العالم، ودفعت المنطقة إلى حافة الانفجار الشامل. والحال انها لم تكن مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل لحظة مفصلية كشفت هشاشة الاستقرار الإقليمي، وأعادت خلط أوراق التوازنات السياسية في الشرق الأوسط. ومع إعلان وقف إطلاق النار، تنفّس الملايين الصعداء، وسط إدراك متزايد وبخاصة في الرأي العام الغربي بأن لا أمن ولا استقرار عالمي ممكن دون ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط.

 

لبنان يتنفس الصعداء

الى ذلك، وبعد الهدنة التي حصلت بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الكيان العبري، تنفس لبنان الصعداء وعليه سارع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى التشديد على اهمية التمديد لليونيفيل على الحدود الجنوبية اللبنانية حرصا على الحفاظ على الاستقرار النسبي جنوبا مشيرا الى انها تشكل ركيزة اساسية في الحفاظ على الامان على الحدود اللبنانية الجنوبية. كما ادان الرئيس عون استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها مؤكدا ان هذا الاحتلال يعرقل انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود.

وفي هذا النطاق، لفتت اوساط سياسية للديار الى ان «اسرائيل» تعاملت بوقاحة واستفزاز لا مثيل له حيث حلقت احدى مسيراتها على مسافة قريبة من حفل تسلم وتسليم بين القائد الاسباني لليونيفيل أرولدو لازارو ساينث والقائد الايطالي الجديد ديوداتو أباغنارا. ورأت هذه الاوساط ان الكيان العبري اراد ان يقوم باستعراض استخباراتي في لحظة رمزية اي تسلّم القيادة في اليونيفيل، ليبعث برسالة واضحة بأن تغيّر القادة في اليونيفيل لا يعني تغيّر قواعد اللعبة معها.

 

هل سيمدد لليونيفيل على الحدود الجنوبية اللبنانية؟

على هذا الصعيد، تقول مصادر ديبلوماسية انه على الارجح ان الامم المتحدة ستجدد لليونيفيل في لبنان وتبقي قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب اللبناني. وتابعت هذه المصادر ان وجود اليونيفيل في الجنوب اساسي في حفظ الأمن والمحافظة على السيادة اللبنانية. الى جانب ذلك، قوات اليونيفيل تسهل آلية تواصل وتنسيق بين الجيش اللبناني والجيش «الإسرائيلي» عبر الأمم المتحدة، مما يحدّ من خطر الانزلاق إلى مواجهات مباشرة أو سوء تقدير عسكري.

والاهم، ان القوات الدولية ترصد أي خروقات لقرار مجلس الأمن 1701، و هذه التقارير تُعد مرجعية قانونية في المحافل الدولية وتُستخدم في إدانة الانتهاكات الجوية والبرية «الإسرائيلية» أو أي نشاطات عسكرية جنوب الليطاني.

 

ورشة اصلاحات

 

وفي الداخل اللبناني، بات على الدولة ان تباشر في ورشة اصلاحية اساسية وضرورية لنهوض هذا البلد من ازمته الاقتصادية والمالية الغير مسبوقة في تاريخه. وعملية الاصلاح تبدأ اولا في القطاع المصرفي واعادة هيكلة المصارف ليكون لبنان جاهزا عندما يحين موعد مؤتمر المانحين الذي تستضيفه فرنسا في اوائل فصل الخريف المقبل. فهل سيتم تطبيق الاصلاحات المرجوة بما انه لا يوجد اي عذر او ذريعة تمنع او تؤخر الولوج اليها في القطاع المصرفي؟ وهل هذه المرة سيتلقف لبنان الاشارات الايجابية ويغتنم الفرصة الذهبية ليوقف التدهور المالي والاقتصادي للبدء بمسيرة التعافي بعد سنوات قاسية ومريرة؟

وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة للديار عن الحملة التي يتعرض لها حاكم مصرف لبنان كريم سعيد بشكل مباشر وغير ومباشر نتيجة قراره برفع سقف السحوبات المالية للمودعين، مستغربة في الوقت ذاته تأخر مجلس النواب في اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف رغم اهمية هذا القانون في وضع لبنان على السكة الصحيحة لبدء مسار التعافي.

 

هل ستزود قطر لبنان بالفيول؟

وفي خضمّ التحديات المتفاقمة التي يواجهها لبنان على الصعيدين الاقتصادي والخدماتي، قام رئيس الحكومة نواف سلام بزيارة رسمية إلى دولة قطر، حيث عقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين القطريين، طالبًا دعماً مباشراً في قطاع الطاقة الذي يشكّل أحد أبرز أوجه الانهيار في البلاد.

وبحسب معلومات خاصة، ناقش سلام خلال الزيارة إمكانَيتين أساسيتين للمساعدة: الأولى تتمثّل في إنشاء محطات توليد كهرباء بتمويل قطري، ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز البنية التحتية المتهاوية، والثانية تتمثل في تزويد لبنان بالغاز أو الفيول لتأمين تغذية كهربائية مستقرة على المدى القصير.

وفي هذا السياق، كشفت أوساط مطّلعة لـ«الديار» أن قطر أبدت تجاوباً مبدئياً، وستباشر بتزويد لبنان بكميات من الفيول خلال فصل الصيف، في إطار دعم مباشر لتأمين التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، ما يخفف من وطأة التقنين القاسي الذي يرزح تحته المواطن اللبناني منذ سنوات.

وتأتي هذه المبادرة القطرية في وقت تعيش فيه الدولة اللبنانية عجزاً شبه كامل في توليد الطاقة بسبب نفاد الوقود وعدم وجود تمويل مستدام لشراء المحروقات، وسط شلل سياسي حال دون تنفيذ إصلاحات قطاع الكهرباء التي تُعد مطلباً أساسياً من المجتمع الدولي.

وزيارة نواف سلام إلى الدوحة، وإن لم تُتوّج باتفاقات علنية بعد، تُعد خطوة أولى في مسار انفتاح لبنان مجدداً على دول الخليج، لعلّها تُعيد بعضاً من التوازن الاقتصادي المفقود وتمنع مزيداً من الغرق في العتمة والفوضى.

 

اين لبنان من المفاوضات بين واشنطن وطهران؟

بعدما اكدت مصادر خليجية للديار ان الوساطة الان والمتعددة الرؤوس تنشط لبلورة نقطة انطلاق وكذلك جدول اعمال المفاوضات بعدما كان ترامب قد اكد وبصورة قاطعة «محو» البرنامج النووي الايراني، واصفا بالمزيفة التقارير التي بثتها قنوات اميركية كبرى ونقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية، والتي تحدثت عن ان الاضرار التي لحقت بهذا البرنامج كانت محدودة وهذا الامر يتيح للايرانيين استئناف عمليات التخصيب في غضون اشهر.

بموازاة ذلك، سعت المراجع العليا في الدولة اللبنانية خلال الأيام الماضية إلى استكشاف الموقف الأميركي من الملف اللبناني، في ضوء التحولات التي فرضتها الحرب الأخيرة بين إيران و»إسرائيل»، وللتحقق مما إذا كان لبنان مدرجاً على جدول أي مفاوضات إقليمية أو دولية مقبلة. غير أن المعلومات المتقاطعة تشير بوضوح إلى أن الملف اللبناني ليس مطروحًا في أي مرحلة تفاوضية حالية، بل إن المفاوضات المرتقبة ستبدأ من «النقطة الأولى»، لا من الجولة الثالثة كما يروّج البعض، باعتبار أن الحرب أنهت مرحلة وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة: ما بعد البرنامج النووي الإيراني.

في هذا السياق، لا تزال الأوساط الرسمية اللبنانية تتابع باهتمام ما نقله المبعوث الأميركي توم باراك في زيارته الأخيرة إلى بيروت، وسط قناعة آخذة بالتبلور لدى معظم المسؤولين بأن الضربة الأميركية لإيران غيّرت قواعد اللعبة وفرضت واقعاً جديداً على مستوى المنطقة، قوامه الاستقرار الشامل كعنوان للمرحلة المقبلة.

في المقابل، يُسجَّل أن الاهتمام الأميركي بات منصبًا بالكامل على قطاع غزة، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب عزمه على «إقفال» هذا الملف في وقت قريب، من دون أن يتّضح بعد ما إذا كان يقصد حلاً سياسيًا نهائيًا أم خيارًا عسكريًا موسّعًا. ويأتي ذلك في ظل تصعيد دموي لافت في غزة، إذ تلقّى الجيش الإسرائيلي ضربات غير مسبوقة خلال اليومين الماضيين، فيما تواصلت المجازر بحق المدنيين وسط صمت مطبق، يثير تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة واتجاهاتها.

 

عودة الارهاب الديني

الى ذلك، وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر مراحل النزاع السوري ظلمة، كان هزّ تفجير إرهابي كنيسة مار إلياس في قلب دمشق، مخلّفًا صدمة عميقة في أوساط المسيحيين داخل سوريا وخارجها. وتحدثت مصادر مطلعة الى «الديار» عن مخاوف حقيقية من انزلاق سوريا إلى مرحلة من الإرهاب الممنهج ضد المسيحيين، على غرار ما حدث في العراق بعد سقوط النظام، حيث تحوّلت الكنائس إلى أهداف، والمصلّون إلى ضحايا. وأضافت هذه المصادر أن قلقًا مماثلًا بدأ يتسرّب إلى أوساط اللبنانيين المسيحيين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى