قالت الصحف: لبنان على حافة الطوفان
الحورنيوز – خاص
ما يزال لبنان في حالة ترقب ورصد ما إذا كان طوفان الأقصى سيتمدد إلى جبهات أخرى، ومنها الجبهة الجنوبية ،بعدأن تعمّد العدو خلال اليومين الماضيين استهداف نقاط مراقبة للمقاومة اللبنانية ما تسبب بإستشهاد ثلاثة من المقاومين.
صحف اليوم تابعت التطورات وجاء في افتتاحيات بعضها:
- صحيفة النهار عنونت: المواجهة إلى انفلات و”حماس” تتبنى صواريخ الجنوب
وكتبت تقول:
بدا لبنان في اليوم الرابع للحرب المتفجرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ولا سيما منها حركة “حماس”، كأنه في عز السباق الحارق بين الجهود الديبلوماسية لمنع انزلاقه نحو التورط في هذه الحرب، والاختراقات المتكررة المنذرة بهذا التورط من خلال اطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الإسرائيلي عليه. ومع ان وتيرة الموجات المتعاقبة لتبادل القصف الصاروخي والمدفعي ظلت في اطار محدود نسبيا ولم تتسع بعد الى الحجم المنذر بانفجار واسع، فان ذلك لم يحجب العامل الخطير الذي برز امس مع تبني حركة “حماس” توسيع عملياتها انطلاقا من الجنوب عبر تبنيها علنا اطلاق الصواريخ على الجليل وسط تصاعد المخاوف من التفلت للوضع المعبأ والجاهز في أي لحظة لاشعال مواجهات يمكن ان تخرج عن دائرة الضبط. كما ان المواجهات بدأت تتخذ طابعا تدريجيا “نوعيا” لجهة الاستهدافات كما حصل اول من امس في قصف القوات الإسرائيلية موقعا لـ”#حزب الله”، ورد الحزب عليه بقصف مراكز قيادية للاسرائيليين ليل الاثنين ومن ثم استهدافه امس دبابة إسرائيلية بصاروخ متطور من طراز كورنيت في مستوطنة افيفيم واحراقها كما اكد مصدران امنيان لـ”رويترز”.
اذن هو السباق المفصلي الخطير بين خطر الانزلاق الى الحرب والسعي المحموم الى لجم هذا الانزلاق الامر الذي املى “أخيرا” استنفارا حكوميا ترجم بقرار عقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة في الرابعة بعد ظهر غد الخميس في السرايا “لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري” بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. واللافت في الدعوة إنها اشارت الى ان “رئيس مجلس الوزراء وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد”.
وعقب توجيه الدعوة اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع الرئيس ميقاتي وعرضا تطورات الاوضاع والمستجدات الامنية والسياسية . وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي قطعت إجازة لها على عجل وعادت الى لبنان، حيث جرى بحث للاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة ومن ثم اجتمعت مع الرئيس ميقاتي بعد الظهر . وعلم ان السفيرة الأميركية نقلت تشديدا على ضرورة عدم انزلاق لبنان الى الحرب وتجنب أي ذرائع ممكن ان تجره الى الوضع المتفجر.
وفي اطار المواقف الدولية والمحلية الداعية الى ابعاد لبنان عن المواجهة التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير بريطانيا هاميش كويل وتم البحث في التطورات الاقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على اهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيدا عنه. كما عرض بوحبيب مع سفير قطر ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تم البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة الى نيويورك .
مواقف داخلية
اما في المواقف الداخلية البارزة فاعتبر الرئيس ميشال عون انه “لن يقوم سلام ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة طالما أن الشعب الفلسطيني يُقهر ويُظلم وتُسلب أرضه وتُستباح حقوقه”. وأضاف: “والمقاربة الإسرائيلية، القائمة دوماً على مبدأ القوة وسلب الحقوق والتهجير وضرب القرارات والمواثيق الدولية، لن توصل إلاّ إلى مزيد من الحروب. والتاريخ، البعيد منه والقريب، يشهد أن الإنسان الذي يقاتل باللحم الحي دفاعاً عن وجوده، يمكنه أن ينتصر على آلة التدمير مهما بلغ جبروتها”.
- صحيفة الأخبار عنونت: أميركا تقود الحرب الإسرائيلية ضدّ غزة… ومحور المقاومة في استنفار
وكتبت تقول:
لم يكن ينقص الجنون الإسرائيلي سوى الدعم المفتوح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس، ودعوته حكومة بنيامين نتنياهو الى القيام بردّ حاسم ضد حركة حماس، متبنّياً السردية الإسرائيلية حيال ما يجري. وكرّر بايدن دعم بلاده المفتوح للعدو وتلبية حاجاته من الذخائر، وقال إن ما تقوم به أميركا هو دفاع عن أمنها أيضاً، مكرّراً تحذير «دول ومنظمات» من الدخول في الحرب ضد إسرائيل.
مواقف بايدن جاءت عقب تطورات سياسية وميدانية كبيرة أمس، فيما بدا أن قادة العدو يسعون إلى جمع مزيد من الحشد السياسي لتغطية الجريمة المفتوحة ضد المدنيين في قطاع غزة، مع هاجس إسرائيلي بإيجاد المناخ المناسب لشنّ حملة عسكرية مفتوحة وغير مقيّدة بأي نوع من الشروط ضد قوى المقاومة في غزة، مع مزيد من التهديدات ضد لبنان على خلفية الخشية من تدخّل حزب الله في المعركة.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الإدارة الأميركية تلعب دوراً مباشراً في إدارة المعركة سياسياً وأمنياً وميدانياً. وقد تولّت وزارة الخارجية الأميركية القيام بحملة اتصالات واسعة مع غالبية دول العالم لمنع أي مواقف تدين الوحشية الإسرائيلية، فيما يتولّى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، التنسيق المباشر مع هيئة أركان جيش الاحتلال. وعلمت «الأخبار» أن ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأميركية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
كذلك عُلم أن حاملة الطائرات «جيرالد فورد »التي وصلت ليل أمس إلى قبالة السواحل في شرق المتوسط مع 5 سفن حربية، باتت على صلة بغرفة عمليات جيش الاحتلال. ويشارك طاقم منها في التخطيط الجاري للهجوم البري على القطاع ولمواجهة احتمالات توسّع المواجهة لتشمل حزب الله أو بقية قوى محور المقاومة.
وكان لافتاً أن واشنطن استجابت لطلب العدو برفع مستوى التهديد ضد إيران وحزب الله لردعهما عن دعم المقاومة في غزة. وتولّى مسؤول كبير في «البنتاغون» توجيه التهديد المباشر إلى حزب الله، محذّراً إياه من «مغبة اتّخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل» قائلاً: «نحن في حالة قلق بالغ إزاء احتمال اتّخاذ الحزب القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
وعلمت «الأخبار» من مصادر المقاومة في قطاع غزة أن الحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع تشير إلى نية العدو القيام بعمليات هجومية برية واسعة. لكنها أشارت إلى أن المعطيات الميدانية، تدلّ على خشية العدو من التقدم بقواته المدرّعة إلى محاذاة المنطقة الحدودية مع القطاع، والحرص على البقاء بعيداً أكثر من 15 كلم كحدّ أدنى. وأشارت إلى أن العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة في المنطقة الحدودية، وينفّذ عملية إبادة لمناطق كاملة مثل شرق الشجاعية وبيت حانون وشرق خانيونس. وشدّدت المصادر على أن حشود العدو تعطي انطباعاً بأن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، مشيرة إلى تلقي قيادة المقاومة في القطاع معلومات مصدرها القاهرة تفيد بأن العدو أبلغ مصر أن عملياته ستستمر لوقت طويل. كما سمع الجانب المصري كلاماً إسرائيلياً بأن الحصار على القطاع سيتوسّع ليشمل كل شيء، وأن تل ابيب لن تسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية التي أعدّها المصريون، مع التهديد بضربها عسكرياً.
وتحدثت مصادر المقاومة عن خطة إسرائيلية لتوسيع دائرة التدمير لإجبار نحو نصف مليون من سكان القطاع على الخروج، وقد طلب الإسرائيليون من مصر فتح معبر رفح لتسهيل خروجهم إلى مصر، لكن القاهرة رفضت، وأعلنت إقفال المعبر حتى إشعار آخر. وأجريت اتصالات مع الأمم المتحدة لتوسيع المساحات التي تستقبل أبناء القطاع الذين دُمرت منازلهم في الغارات العشوائية. مع ذلك، علمت «الأخبار» أن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً كبيراً على الحكومة المصرية لإنشاء منطقة حدودية عازلة مع القطاع ينتقل إليها النازحون من غزة. وقال الأميركيون للمصريين إن رفضهم فتح الطرقات أمام النازحين يجعلهم شركاء في تحمل مسؤولية مصير هؤلاء.
ورغم أن العدو لا يزال يعمل على محاولة السيطرة على كل المنطقة المحيطة بالقطاع، وبعد ساعات قليلة على إعلانه «تطهير غلاف غزة»، عادت الأنباء لتتحدث عن مواجهات مع مجموعات فلسطينية. وعُلم أن قيادة كتائب القسام أرسلت مجموعات براً وبحراً باتجاه مناطق الغلاف. وانتقلت مجموعات من «القوة الاستشهادية» إلى العمق، وهي تعمل وفق خطة خاصة، تقوم على مبدأ الاشتباك وفق تقديراتها. بينما بادرت قوى المقاومة للقيام بعمليات قصف نوعية ومكثفة باتجاه المستوطنات، وخصوصاً مدينة عسقلان التي تبعد نحو 20 كلم عن القطاع، وألزمت غالبية كبيرة من سكانها بالمغادرة.
ولفتت مصادر المقاومة إلى أن أعمال الرصد كشفت عن حالة هستيرية تعيشها قوات الاحتلال في منطقة الحدود مع القطاع، وقد انعكست بمظاهر الفوضى، وتسبّبت بأكثر من 5 اشتباكات بين عناصر إسرائيلية، آخرها في أسدود، حيث وقعت إصابات في اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال ومستوطنين بسبب تشخيص خاطئ والاشتباه بوجود مقاتلين فلسطينيين.
في غضون ذلك، علمت «الأخبار» أن التنسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة استمر بوتيرة عالية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأنه تم التشاور مع الجانب الفلسطيني الذي أكد أنه جاهز لتحمل المواجهة القائمة، لكنّ قيادات المحور عادت وشدّدت على الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى تفجير الأمور في كل المنطقة في حال تجاوزه العدو. وقالت المصادر إن حزب الله بدأ استنفاراً خاصاً لكل قواته العسكرية، وأمرها بالاستعداد لأي لحظة تتطلب الانخراط في دعم مباشر للمقاومة في فلسطين.
وتابعت المصادر أنه في حال قرر العدو توسيع معركة تهجير أهالي قطاع غزة، أو القيام بعمل مجنون ضد قوى المقاومة في القطاع، فإن الأمور ستشهد تغييراً كبيراً. وأكدت أن المقاومة في لبنان غير معنية بتوفير ضمانات أو تطمينات، وأنه تم إبلاغ جهات عدة، بأن المقاومة ليست حارس حدود للعدو، وأن محاولة العدو تحميل لبنان مسؤولية أي نشاط عسكري لجهات غير لبنانية، لن يتم القبول به، وأن أي هجوم من جانب العدو ضد أي جهة لبنانية سيُقابل برد تماثلي وبصورة متواصلة.
وعلمت «الأخبار» أن ما جرى خلال الساعات الـ 24 الماضية جنوباً، فرض وتيرة مختلفة في التصرف الإسرائيلي، إذ إنه بعد قصف العدو نقطة مراقبة للمقاومة عصر الاثنين، ما تسبّب باستشهاد ثلاثة مقاومين، حاول العدو تهدئة الموقف وأبلغ ممثلي القوات الدولية أن القصف لم يكن بقصد القتل، وأن قواته افترضت أن المقاومة أخلت هذه النقاط كما جرت العادة. لكنّ العدو كان يدرك أن المقاومة في صدد الرد على العملية، وأمس، كمن المقاومون وأطلقوا صاروخَي كورنيت باتجاه ملالة في مستوطنة صلحة (أفيفيم)، وأصابوها مباشرة، ووُزع ليلاً شريط فيديو يوثّق العملية. وردّ العدو بقصف خراج بعض البلدات.
وعلمت «الأخبار» أنه في قرابة السابعة والنصف من مساء أمس، وصل رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إلى المنطقة، وعقد اجتماعاً مع قيادة المنطقة بحضور رجال الاستخبارات، وأُجري تقدير موقف، تقرر في ضوئه الطلب إلى سكان مستعمرة المطلة إخلاء المنازل فوراً، وتولّت آليات تابعة لقوات الاحتلال المساعدة في نقلهم إلى مكان في وسط إسرائيل، بينما نفّذ 75% من سكان جميع المستعمرات الحدودية مع لبنان، عملية إخلاء شاملة نحو وسط فلسطين المحتلة.
شيا تهدّد: احذروا دعم حماس
في بيروت، تولّت جهات دبلوماسية عدة نقل التهديدات الأميركية والتحذير من تدخل حزب الله في الحرب. وكانت لافتةً عودة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على عجل إلى بيروت بطلب من إدارتها، وهي التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وأبلغته بأن على لبنان «تخفيف التوتر»، ونُقل عن زوار عين التينة، أن شيا قالت لبري: «لا نريد تورط لبنان في الحرب، وطلبنا من القوات الدولية القيام بمهامها، كما طلبنا من الجيش اللبناني تولي حفظ الأمن ومنع انتشار عناصر فلسطينية في المناطق الحدودية. وواشنطن ستحمّل لبنان مسؤولية أي اعتداءات تُشن على إسرائيل من الأراضي اللبنانية»، وقالت إن «واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجيْن في حال تورّط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل». وعُلم أن بري ردّ على السفيرة الأميركية بالقول: «إننا غير معنيين بالتصعيد، اذهبوا وتحدّثوا مع الإسرائيليين».
وعلمت «الأخبار» أن شيا طلبت من قيادة الجيش منع أي تحركات في الجنوب وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة دعماً لغزة، خصوصاً يوم الجمعة المقبل الذي دعت حركة حماس لأن يكون يوماً للتوجّه صوب الحدود مع فلسطين في كل دول الطوق.
- صحيفة الأنباء عنونت: غزة تواجه الإجرام الإسرائيلي… وتصعيدٌ مضبوط مرحلياً في جنوب لبنان
وكتبت تقول:
دخلت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” يومها الخامس، ومن الواضح أن الحرب ستطول وفق المؤشرات، وفي ظل تهديدات إسرائيلية باقتحام غزّة برّياً مع وصول تعزيزات أمنية إلى البحر الأبيض المتوسط، ومساعدات عسكرية للعدو الإسرائيلي الذي يصب جام إجرامه على غزة، في مقابل مواجهة بطولية لأهالي القطاع الذين يرتكب القصف الإسرائيلي بهم أبشع المجازر، إضافة إلى حصار لا إنسانياً على القطاع، وحرمان الفلسطينيين من الطعام والماء والكهرباء وحتى الاستشفاء.
وبالتوازي مع الاشتباك الحاصل في فلسطين المحتلّة، فإن التوتر يتكرّر جنوباً بشكل محدود مرحلياً مع إطلاق دفعة صواريخ في عملية تبنّتها حركة “الجهاد الإسلامي”، وإطلاق دفعة أخرى تبنّاها “حزب الله” أعلن خلالها تدمير ناقلة جند إسرائيلية بشكل كامل، رداً على استشهاد عناصره.
بالتوازي، حذّر الرئيس وليد جنبلاط من أننا في مرحلة دقيقة جداً، مضيفاً “نصحت رسمياً وغير رسمياً حزب الله بأن لا يُستدرَج”، مضيفاً “أجدد رسالتي بأن لا يُستدرَجوا، لأن سهل جدا أن نبتدئ الحرب وصعب أن يعلم كيف تنتهي”.
وأكد جنبلاط “أننا نقف الى جانب الشعب الجنوبي والى جانب كل من يتعرض للاعتداء من قبل اسرائيل”.
وأضاف: “علينا ان نعي في لبنان ان ما من أحد منا يستطيع أن يقدّم او يؤخر، نستطيع فقط أن ندعم ونرمم الحكومة كون قضية الانتخابات الرئاسية في الوقت الحاضر أُجلت أو جُمدت، ولذا علينا ان ندعم الحكومة كي تستطيع المواجهة عند الأسوأ، وقد تحصل، وأن تقوم بواجباتها صحياً واجتماعياً والهيئة العليا للاغاثة وسواها”.
وتابع “من حقي ان أخاف على المواطن اللبناني واذا كان القدر هو حرب جديدة فلنوحّد انفسنا ونترك السجالات الداخلية جانباً”.
العميد المتقاعد والباحث في الشؤون الاستراتيجية هشام جابر يُشير إلى أن “الوضع يتجه إلى مزيد من التأزم والتوتر المتصاعد في فلسطين المحتلّة، لأن “حماس” لن تسكت عن القصف الوحشي الذي يطال غزّة، وإسرائيل سوف تستمر بهجماتها”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت جابر إلى أن “إسرائيل قد تُصعّد في أكثر من اتجاه، منها زيادة وتيرة القصف، تكثيف عمليات الاغتيال، وتشديد الحصار على غزّة من خلال استهداف المعابر، أما بالنسبة لخيار الاجتياح البرّي، فإن إسرائيل لن تقوم بهذه العملية قبل السيطرة كاملاً على غلاف غزّة”.
لكن في هذا السياق، يُذكّر جابر أن “حماس” أعلنت استعدادها لحرب طويلة، ولديها رصيد كبير من المقاتلين والسلاح ما يُمكّنها من الصمود بوجه الغزو البرّي وتكبيد العدو الخسائر، ومن المُمكن أن تلجأ إسرائيل إلى تقسيم قطاع غزّة إلى أقسام وقطع التواصل بين الأقسام ومن ثم السيطرة عليه تدريجياً وفق منطلق عسكري”.
وعن لبنان والحدود الجنوبية، يستبعد جابر أن يفتح “حزب الله” جبهةً على نطاق واسع، لأن لا مصلحة له في ذلك، وهو لن يكون البادئ في حال تدهور الوضع، وكذلك الأمر إسرائيل، لكن ثمّة حالتان قد تدفعان بالوضع إلى الانفجار، وهما إمّا ضربة إسرائيلية واسعة النطاق لحزب الله، أو ضربة إسرائيلية في العمق الإيراني، وعندها فإن الجبهات قد تُفتح على مصراعيها”.
وفي هذا الإطار، فإن حاملة طائرات أميركية ضخمة وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط، ويُعلّق جابر ويقول إن وصول الحاملة “فورد” رسالة إلى “حزب الله” لعدم التدخل، وقد جرى إبلاغ الحكومة اللبنانية بوجوب عدم فتح جبهة الجنوب، علماً ان دور حاملة الطائرات معنوي ولوجستي لدعم إسرائيل.
وفي سياق متصل، يرى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن “العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لم يتوقف بكل عنجهيته، وإسرائيل تنتهك كافة القرارات الدولية، فيما المطلوب من المجتمع الدولي، الذي يتعامل بازدواجية معايير، الضغط على إسرائيل ووضع حد لهذا العدو وارتكاباته”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء”، يتطرّق هاشم لمستجدات الجنوب، ويُشير إلى أن “إسرائيل تخطّت قواعد الاشتباك مع “حزب الله”، وما يحصل جنوباً طبيعي في سياق الهجوم والرد، ومن الضروري أن يعرف الجميع أن من يُريد الاستقرار عليه أن يضع حداً للعدو وغطرسته”.
إذاً، فإن الأنظار باتت بالكامل على غزّة وتطوراتها من جهة، والى المجتمع الدولي وطريقة تعاطيه العنصري بتأييده المجازر التي ترتكبها إسرائيل والممارسات الإجرامية، اذ سيؤدي هذا التغاضي عنها إلى مزيد من دورات العنف، وإلى مزيد من المآسي بحق الشعب الفلسطيني الذي من حقه ان يدافع عن حياته.