سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان بين العدوان الإسرائيلي والضغط الأميركي والإنقسام الداخلي

 

 

الحوارنيوز – خاص

يعيش لبنان بين مثلث، ضلعه الأول الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والضلع الثاني الضغوط الأميركية المتصاعدة والضلع الثالث الانقسام الداخلي على الملفات الداخلية وفي المقدمة منها قانون الانتخابات والتعديلات المقترحة عليه..

ثلاثة مواضيع ابرزتها صحف اليوم فماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: عاصفة تهديدات إسرائيلية بعد عاصفة برّاك… أسبوع حاسم لإنهاء مأزق اقتراع المغتربين

وكتبت تقول: لم يكن لبنان في حاجة إلى تشديد إسرائيل لزنار التهديدات والإنذارات بالعودة إلى قصف بيروت والضاحية الجنوبية غداة “عاصفة” توم برّاك الأخيرة، ولكن هذا الزنار رسم صورة “فائض الضغوط” المتصاعدة والمتدحرجة على لبنان لحضّ سلطاته على انتزاع الفرصة الأخيرة بنفسه لنزع سلاح “حزب الله” قبل فوات الأوان. ومع أن تصعيد التهديدات الإسرائيلية بتكثيف الهجمات جاء على وقع غارة دامية على كفررمان في النبطية مساء السبت أودت بأربعة شهداء وثلاثة جرحى في ما يرفع عدد ضحايا الغارات الاسرائيلية في اسبوع واحد إلى 14، فإن الضغوط الديبلوماسية التصاعدية التي جدّدها الموفد الأميركي توم برّاك على إيقاع قياسي جديد من الفجاجة المباشرة في كلامه المستفيض عن “لبنان الدولة الفاشلة” وجيشه المفتقر إلى القدرات ومسؤوليه الذين شبّههم بـ”الديناصورات القدامى”، وإعلانه أنه “لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً”، ترددت أصداؤها بقوة في كواليس المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين قاطبة، ولو أن أي رد رسمي على براك لم يصدر ويستبعد صدوره. ولا تحصر أوساط معنية تفسير “هجمة الضغوط” هذه بالبعد الذي ربطها بكثافة التقارير التي تصدر منذ أيام عن إعادة “حزب الله” بناء قدراته، بل توسّع هذه الأوساط تفسير التصعيد إلى معلومات تفيد بأن شهري تشرين الثاني الحالي وكانون الأول المقبل سيكونان عرضة لارتفاع منسوب الضغوط على لبنان إلى الذروة، لجعله ينجز قبل نهاية السنة “تنظيف” جنوب الليطاني والانتقال فوراً بإجراءات ملموسة موازية إلى شمال الليطاني في تكثيف وتفعيل خطة نزع السلاح بزخم، وإلا فإن شبح توسيع إسرائيل لعملياتها سيحاصر لبنان في أي لحظة.

من هنا، اكتسب الكلام عن الإطار التفاوضي عبر لجنة الميكانيزم وتطعيمها بمدنيين، أهمية ولو أن إسرائيل لم تعلق إطلاقاً بعد على هذا المقترح ولا تظهر اندفاعاً نحو التفاوض قبل حسم مسالة نزع السلاح. ولكن ثمة معطيات مواكبة عن كثب لزيارة مدير المخابرات المصرية العامة حسن رشاد لبيروت تشير إلى أنه حمل بنود مبادرة لم يطلع على تفاصيلها إلا الرؤساء الثلاثة زائد المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي. وفي معلومات “النهار” أن الطرح المصري هو محل نقاش بين المسؤولين في لبنان ويفترض الرد عليه في منتصف الاسبوع الجاري ليسلم إلى رشاد سواء بقدومه إلى بيروت أو تسليمه إياه في القاهرة بواسطة شقير.

أما الساعات الأخيرة، فقد شهدت تسعيراً حاداً في التهديدات الإسرائيلية، وكان أعنفها لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي اتهم “حزب الله” بـ”اللعب بالنار”، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية “المماطلة في تنفيذ التزاماتهم” المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكد أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة “الحد الأقصى” في ردودها العسكرية، مشدداً على أنها “لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال”، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد”. وكان كاتس أطلق مساء السبت، تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ “حزب الله” أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل، وقال إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد، مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بيروت لنزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل تمنح ذلك فرصة.

وكشف مسؤول إسرائيلي أن “إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم ينزع سلاح حزب الله”. ونقلت عنه محطة “العربية الحدث” قوله: “لن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية”. وأكد أن مصر دخلت على خط الوساطة من أجل منع التصعيد على الجبهة اللبنانية.

وفي ترددات داخلية للتدهور الحاصل، شدّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع على أن “لا خلاص للبلاد من تدهور الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه سوى قرار حازم بحل كل التنظيمات العسكريّة والأمنيّة غير الشرعيّة، وأي أمور أخرى، على غرار البحث في ضم لبنانيين مدنيين إلى لجنة “الميكانيزم”، يمثل مخاطرة بأن يتحوّل إلى إضاعة زمنٍ ثمينٍ على بلد يئنّ تحت وطأة انعدام الاستقرار وتتربّص به في الأفق أخطار جديّة وكبيرة”. وأشار إلى أن “المطلوب في الوقت الراهن هو القيام بما يلي: تثبيت وقف دائم للأعمال العدائية، إخراج القوات الإسرائيلية من أرضنا فعليًا، استكمال عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية، إطلاق برنامجٍ عاجل لإعادة الإعمار، وإطلاق نهضة اقتصادية تضمن عيشًا كريمًا للمواطنين. وهذا كلّه مدخله الوحيد هو حصر السلاح بيد الدولة ولا مدخل آخر له. ففي أزمنة الخطر المحدق كالتي تمرّ بها البلاد اليوم، الحلول لا تصنعها “الترتيبات الشكلية” بل القرارات الواضحة والحاسمة والشجاعة”.

ووسط الحديث عن الوساطة المصرية، جرى أمس تبادل توقيع 15 مذكرة تفاهم واتفاق بين لبنان ومصر خلال زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للقاهرة مع وفد وزاري. وعقد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الرئيس سلام اثر انتهاء المحادثات بينهما، وأعلن سلام “أننا ناقشنا ملفات تمس جوهر حياة مواطنينا ووقعنا عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تجسد التعاون، ويقدر لبنان عالياً دور مصر في دعم الاستقرار الاقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية وفي السعي لترسيخ الحلول السلمية. مصر كانت دائما إلى جانب لبنان”.

من جهته، لفت رئيس مجلس الوزراء المصري إلى أن “اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان انعقدت بعد مرور 6 سنوات من انعقاد الدورة التاسعة في بيروت، وتم التوقيع على 15 مذكرة تفاهم بين البلدين”، وأعلن أنه “تم الاتفاق على زيارة مرتقبة لبيروت بصحبة عدد من الوزراء الشهر المقبل، موضحاً أن حجم التبادل التجاري مليار دولار بين البلدين حتى عام 2024.

وأكد أن هناك “توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كل أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة”، مشدداً على” دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان”، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة في جنوب لبنان.

وسط هذه الاجواء، يبقى ملف اقتراع المغتربين في قانون الانتخاب في صدارة الاستحقاقات الداخلية، وستعقد اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة قانون الانتخاب اجتماعاً غداً الثلاثاء لوضع صيغة أو أكثر استناداً إلى مشروعي وزارتي الداخلية والخارجية وتقديمها إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الخميس والتي يفترض أن تكون حاسمة حيال الموقف الحكومي من هذه الأزمة.

وتطرّق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس إلى هذا الملف، فقال: “العديد من القوى الوطنية تطالب اليوم بحقّ المغتربين الكامل في انتخاب جميع النواب الـ128، لا أن يقتصر تمثيلهم على ستة فقط. فالمغترب اللبناني ليس مواطنًا من الدرجة الثانية. بل هو ابن هذا الوطن، غادره مكرهًا أو ساعيًا وراء لقمة العيش، لكنه بقي مرتبطًا به عاطفيًا واقتصاديًا وإنسانيًا. لقد ساهم المغتربون، وما زالوا، في دعم لبنان في أصعب الأوقات، بالتحويلات المالية، وبالمشاريع، وبالصورة الإيجابية التي نقلوها عن بلدهم. فهل يُكافأون اليوم بتقليص حقّهم الدستوري؟ إن تعطيل إدراج تعديل هذا القانون على جدول أعمال مجلس النواب، وتأخير تطبيق حقّ الانتخاب الكامل، هو تراجع عن مبدأ المساواة والمواطنة بحسب الدستور. فالوطن لا يقوم بالتهميش، بل بالمشاركة الكاملة بين أبنائه المقيمين والمنتشرين”.

  • صحيفة الديار عنونت: إسرائيل تردّ على طرح التفاوض برفع وتيرة تهديداتها
    الحكومة تعيد كرة انتخاب المغتربين الى ملعب البرلمان
    مصر تبحث عن دور في لبنان… وتتعهّد بتقديم كافة أشكال الدعم

 

وكتبت بولا مراد تحت هذا العنوان تقول: في الوقت الذي لا تزال القوى السياسية في لبنان، تتجادل حول جدوى إطلاق مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع «إسرائيل»، يبدو أن هذه الأخيرة لا يعنيها هذا الطرح أصلا، اذ ردت في الساعات الماضية على الحراك الحاصل في هذا المجال، سواء من الأميركيين أو المصريين، برفع وتيرة تهديداتها واستهدافاتها، اذ شدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو على أننا «لن نسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد لإسرائيل، وسنفعل ما يلزم لمنع ذلك»، فيما حذَّر وزير دفاع العدو يسرائيل كاتس امس ، من أن الجيش سيكثّف هجماته ضد حزب الله، معتبرا أنه «على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزامها بنزع سلاح الحزب وإخراجه من جنوب لبنان». وقال إن «حزب الله يلعب بالنار، والرئيس اللبناني يماطل». 

وفي ظل هذا الجو التصعيدي الاسرائيلي تجاه لبنان، لفت اعلان المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أمس الأحد أن «وزارة الخارجية تلقت رسائل لاستئناف المفاوضات مع أميركا».

جواب «تل أبيب»

وقالت مصادر وزارية لـ<الديار» إن «الرئاسة والحكومة اللبنانية ينتظران من المبعوثين الأميركيين جوابا اسرائيليا، على قبول لبنان بتوسعة لجنة الإشراف على وقف النار لتتضمن مدنيين، فتكون هي الجهة المخولة خوض مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين على غرار تلك التي حصلت عند ترسيم الحدود البحرية».

وأضافت المصادر: «لبنان قام بما عليه وزيادة، سواء من خلال التزامه التزاما تاما باتفاق وقف النار، مقابل آلاف الخروقات اليومية الإسرائيلية، كما مؤخرا بموافقته على خوض مفاوضات غير مباشرة. لكن الطابة كانت ولا تزال في الملعب الأميركي- «الإسرائيلي»، باعتبار أن واشنطن مطالبة بممارسة الضغوط اللازمة على «تل أبيب»، لإجبارها على تطبيق الاتفاق الذي رعته، كما أنه على «تل أبيب» ألا تنتظر مزيدا من الايجابية اللبنانية، طالما هي لا تقوم بأي خطوة الى الأمام، بل تواصل تصعيدها».

‏واعتبرت المصادر أنه «في وقت تتجادل القوى السياسية اللبنانية، حول الجدوى من مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، فإن «إسرائيل» لا تبدو مرحبة بأي من الاثنين، وهمّها الأوحد التوسع لتطبيق مشروعها الكبير في المنطقة». 

‏وشددت المصادر على «أهمية أن يبقى الموقف الرسمي اللبناني موحدا، لأن أي تشتت في الموقف، سيُترجم ضعفا لدى العدو».

التطورات الميدانية  

ميدانيا، واصل العدو اغتيالاته، فنفذ مساء السبت- الأحد غارة على كفررمان- قضاء النبطية، أدت إلى سقوط أربعة شهداء، وإصابة ثلاثة مواطنين بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. 

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 4 عناصر من حزب الله. وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «جيش الدفاع هاجم وقضى على 4 عناصر إرهابية من قوة الرضوان في حزب الله، ومن بينهم مسؤول الدعم اللوجيستي للقوة في جنوب لبنان».

وخلال تشييع الشهداء يوم أمس، ألقى النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض كلمة قال فيها: «بعد عام على وقف إطلاق النار، لقد بات المشهد واضحاً وضوح الشمس، ولا مجال معه للغموض. لقد بات ما يستهدف لبنان، لا يقتصر على موضوع السلاح فحسب، بل يتجاوزه إسرائيلياً وأميركياً، إلى أن يُفرض على لبنان إتفاقيات أمنية، ومناطق حدودية خالية من السكان، وتطبيع مفروض، وسيادة منقوصة، والإقرار للعدو بحق التدخل كلما قدَّر ان أمنه مهدد». واعتبر فياض أنه «وبالخلاصة، يعرض علينا الإستسلام أو الموت، ونحن لن نستسلم ولن نموت، بل سنقاوم ونحيي».

وأضاف: «إن العدو يعرض علينا معادلة الإستقرار مقابل الرضوخ، ونحن لن نرضخ. وإذا كان البعض يتساءل ماذا بوسع لبنان ان يفعل في مقابل التوحُّش الإسرائيلي والتجبُّر الأميركي، فإن موقف فخامة الرئيس جوزف عون في تكليف الجيش اللبناني بالتصدي للتوغل الإسرائيلي في المناطق المحررة، هو الخطوة النوعية الضرورية، في سياق بناء موقف لبناني وطني رسمي، يرقى إلى مستوى ما تستوجبه المرحلة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية».

من جهته، تساءل رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن خلال احتفال تأبيني: «تتحدثون عن اتفاق جديد والاتفاق الماضي لم يُطبّق، أي منطق هو هذا المنطق؟ تتحدثون عن قوة لبنان، تريدون سلبنا قوة لبنان وليس قوة المقاومة، فيما العدو لم يلتزم، هل تعلمون ماذا تطلبون؟»

وشدد الحاج حسن على أن «أي إخلاء للبنان من أي قوة قبل تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024، أي منطق هذا؟ منطق سياسي؟ منطق وطني؟ منطق سيادي؟ لا! هذا منطق السير بمطالب العدو وسردية العدو تحت الضغط الأميركي وضغط القصف وضغط القتل، وترك لبنان بلا سقف ولا حول ولا قوة له».

كرة «المغتربين»

‏وبالتوازي مع التطورات الأمنية، ينتظر لبنان هذا الأسبوع أن تتضح معالم المسارات التي ستسلكها معركة انتخاب المغتربين، اذ يفترض أن تنتهي اللجنة الوزارية التي كلفتها الحكومة النظر بمشاريع القوانين الموجودة، المرتبطة بآلية انتخاب المغتربين من مهمتها خلال أيام، على أن تقدّم تقريرا مفصلا حول الخلاصات التي وصلت اليها.

وترجح مصادر مطلعة أن «تبلغ الحكومة بصعوبات تنفيذية ، تعترض عملية انتخاب المغتربين لـ6 نواب في الخارج»، لافتة لـ«الديار» الى أن «مجلس الوزراء سيعيد الكرة الى ملعب مجلس النواب، لاعتباره أن الصلاحية بنهاية المطاف بإقرار وتعديل القوانين تعود اليه حصرا، ولا يمكن تحميل الحكومة في هذا المجال أكثر مما تحتمل». 

‏وتشير المصادر إلى أنه «رغم كل ما حكي عن مخارج يتم العمل عليها، إلا أن الأمور لا تزال تصطدم بعرض الحائط، نتيجة تمسك كل فريق بمواقفه، لعلمه بأن أصوات المغتربين ستكون لصالح القوى التي تعارض حزب الله». 

الدور المصري

في هذا الوقت، اختُتمت في القاهرة يوم أمس، أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، ورئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وبحضور عددٍ من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين.

وكشف مدبولي أن هناك توجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، «لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كافة مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني»، وشدد على ان مصر «تدعو لانسحاب الجانب الإسرائيلي المتواجد بها في لبنان».

وأعلن مدبولي عن توقيع 15 مذكرة تفاهم بين البلدين، مؤكدا أن «هناك توجيهات من الرئيس بالحرص على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين».

‏وتشير المصادر إلى أنه «من الواضح أن مصر تبحث عن دور لها في لبنان، بالتوازي مع الدور الذي لعبته وتلعبه في غزة، إلا أن ما تطرحه لا يبدو أنه يلقى تجاوبا وقبولا لدى الطرف الإسرائيلي، وبخاصة ما جاء بخطتها عن السماح لحزب الله بالإبقاء على سلاحه، ضمن ما تصفه القاهرة بـ «الخمول الاستراتيجي»، أي دون استخدامه أو تطويره». وشبّهت المصادر في حديث لـ «الديار»، الدور الذي تسعى اليه مصر «بالدور الذي تحاول لعبه باريس في لبنان منذ فترة، دون جدوى فعلية». 

  • صحيفة الإخبار عنونت: ضخّ سياسي وإعلامي إسرائيلي حول عدوان مُوسَّع

وكتبت تقول: يترافق ازدياد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مع ضخّ سياسي وإعلامي إسرائيلي، يُعزَّز من سيناريوهات التصعيد العسكري، في أثناء المدّة المقبلة. ولخّص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الأمر بقوله أمس، إنّ «حزب الله، يتلقّى ضربات طوال الوقت، بما في ذلك في هذه الأيام، لكنه يحاول التسليح والتعافي أيضاً».

وأضاف: «نتوقّع من حكومة لبنان، أن تفعل ما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقّنا في الدفاع عن النفس، كما هو محدّد في شروط وقف إطلاق النار». وتابع: «لن نسمح للبنان، أن يتحوّل إلى جبهة جديدة ضدّنا، سنتصرّف حسب الحاجة».

من جانبه، قال وزير الحرب يسرائيل كاتس، إنّ «حزب الله، يلعب بالنار والرئيس اللبناني يماطل»، مضيفاً أنّ «التزام الحكومة اللبنانية، بتجريد حزب الله من سلاحه وإبعاده عن جنوب لبنان، يجب أن يُنفَّذ فعليّاً». وتوعّد كاتس، بأنّ «تطبيق الحدّ الأقصى من الإجراءات سيستمرّ، بل سيتعمّق أيضاً».

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني إسرائيلي، «القناة 12» العبرية، بأنّ «الأمور إذا لم تتحرّك في أثناء الأمد القريب في لبنان، سيرتقي الجيش درجة، وسيبدأ بالهجوم مع رفع المستوى في الأراضي اللبنانية». ولفت المصدر نفسه إلى أنّ «الإدارة الأميركية، بدأت فعلياً بممارسة ضغط على لبنان، لأنها ترى أنهم لا يفعلون ما يكفي لتجريد حزب الله من سلاحه، ولا يدخلون إلى بعض الأماكن التي يعمل فيها». كما قال مراسل الشؤون العسكرية، نيتسان شابيرا، إنّ «الأمريكيين تدريجياً يفقدون صبرهم، ويرغبون أن تقوم حكومة لبنان، بعمل أكثر جدّية، أقوى، تجاه حزب الله».

العدو يتخوّف من أن تكون المقاومة تتحضّر لردٍّ والإعلام يتحدّث عن غطاء أميركي لضربة كبيرة

وفي ذات السياق، نسبت «القناة 14» العبرية، إلى مصدر سياسي، قوله إنّ «المستوى العسكري الإسرائيلي، سيوصي المستوى السياسي الإسرائيلي بالمصادقة على تنفيذ عملية عسكرية/ كنوع من ضربة عسكرية ضدّ حزب الله، لإضعافه بعدما عاد ورممّ نفسه».

ووفقاً لمراسل الشؤون العسكرية، هيلل روزين، يرى بأنّ إسرائيل، ترى أنّ حزب الله، لا يردُّ على الهجمات الإسرائيلية، «ليس بالضرورة لأنّه مرتدع، بل لأنّه يتهيّأ ربما لأمر أكبر ولا يريد أحد أن يمنحه تلك الفرصة».

لذا، رجّح روزين، أنه «في المدّة المقبلة، إذا واصل حزب الله، محاولاته في التعاظم وترميم القدرات، لن نرى ضربات نقاطية، بل شيء أوسع». وقال المراسل العسكري، إنّ «حزب الله، خسر الكثير من قوّته في الحرب الأخيرة وفي إسرائيل، يفهمون أنّ هناك إمكانية لإحداث «ضربة قاضية» ضدّه، عبر تشابك أذرعٍ مع الأميركيين، وبالطبع مع حكومة لبنان، التي تدرك أنها لا تستطيع أن تعيش مع وجود حزب الله، داخل الدولة. قد نرى لبنان، يعود ليصبح ساحة رئيسية قريباً».

وحول الموقف الأميركي، من شنّ عدوان واسع على لبنان، قال محلّل الشؤون السياسية، يعقوب بردوغو، إنّ «الولايات المتحدة، سوف تسمح (بذلك) للجيش الإسرائيلي، الذي يُعتبر الوحيد القادر على تحطيم قوة حزب الله». وأضاف: «المسألة تتعلّق بمصالح أوسع أيضاً، هذا جزء من «اتفاق النقاط العشرين» وكيف نعيد تشكيل الشرق الأوسط، وما سيقع في لبنان، له ارتدادات على المنطقة كلّها.

حزب الله، لا يمكنه أن يقوى لسببين: أولاً، إسرائيل، لن تسمح بوجود جسم إرهابي عند الحدود. ثانياً، ذلك يضرب المصالح والخريطة الأكبر للرئيس دونالد ترامب».

  • صحيفة الجمهورية عنونت:

لبنان ينتظر الردّ الأميركي والإسرائيلي… وحراك لتسوية مصرية على أربع جبهات

وكتبت تقول: يُنتظر أن ينجلي هذا الأسبوع مصير التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، في ضوء العرض الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف، والذي ينتظر رداً أميركياً وإسرائيلياً عليه، ويأمل لبنان أن يكون قبولاً وبلا شروط مسبقة، من مثل الإصرار على نزع السلاح اولاً، حسبما يتحدث المسؤولون الإسرائيليون، مهدّدين باللجوء إلى القوة لفرض نزعه، وهو ما يرفضه «حزب الله» الذي لا يعارض المفاوضات غير المباشرة في إطار لجنة «الميكانيزم» حتى ولو تمّ تطعيمها بعناصر تقنية وليس سياسية او ديبلوماسية، وهذا التطعيم تؤيّده الدولة اللبنانية ايضاً، والمتفقة مع الحزب على وجوب التزام إسرائيل وقف إطلاق النار والانسحاب إلى خلف الحدود، على أن يُعالج موضوع السلاح وفق الخطة التي وضعتها قيادة الجيش و»استراتيجية الأمن الوطني».

وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، إنّ خيار التفاوض يتحرك على رغم من التصعيد الإسرائيلي، وإنّ الاتصالات ناشطة في شأن هذا الخيار، وإنّ المسؤولين ينتظرون رداً أميركياً ـ إسرائيليا عليه فضلاً عن ردّ من «حزب الله»، واذا جاءت الردود إيجابية سيتمّ عندها تحديد خريطة طريق للمفاوضات، ولن يمانع لبنان في هذه الحال في إضافة تقنيين فقط إلى لجنة «الميكانيزم» التي اقترح أن يكون الحوار ضمنها.

 

التذرّع بالتسلّح

 

وفي السياق، أعربت اوساط سياسية عبر «الجمهورية»، عن قلقها من تعمّد مسؤولين إسرائيليين التركيز خلال الآونة الأخيرة على اتهام «حزب الله» بإعادة التسلح، وعلى توجيه التهديدات إلى الدولة اللبنانية، لافتة إلى تصريحات عدة صدرت تباعاً في هذا الاتجاه عن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب ورئيس الأركان، إضافة إلى تسريبات تصعيدية عن مصادر إسرائيلية، ما يؤشر إلى نيات مبيتة حيال لبنان.

 

 

لكن هذه الاوساط استبعدت في المرحلة الحالية احتمال شن حرب واسعة على لبنان، مشيرة إلى انّ هناك في المقابل احتمالاً بأن تلجأ تل ابيب إلى تكثيف وتيرة اعتداءاتها وتوسيع نطاقها نحو مناطق تقع خارج دائرتي الجنوب والبقاع، بغية زيادة الضغط على السلطة السياسية حتى تقبل بالتفاوض المباشر وتتخذ إجراءات حازمة لنزع السلاح على إيقاع الأجندة الإسرائيلية.

 

المخارج الطارئة

 

وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، إنّها تتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى التصعيد في الجنوب، والهواجس من انفجار واسع، وسط تحركات ديبلوماسية كثيفة يجريها أركان الحكم، إلى تراجع مقابل للزخم في اتجاه الانتخابات النيابية. ففي الدرجة الأولى، انحرف الاتجاه تماماً عن ملف الانتخابات تحت وطأة الخوف من تنفيذ إسرائيل تهديداتها بتوسيع الحرب على لبنان مجدداً. وبات الشغل الشاغل للمسؤولين هو إيجاد المخارج الطارئة لمنع انزلاق لبنان إلى الأسوأ. وهذه أولوية على أي ملف آخر، بما في ذلك الانتخابات.

 

وفي الدرجة الثانية، يبدو أنّ القوى المحلية كلها تستعد للانتخابات المقبلة وفق قاعدة الغالب والمغلوب. وفي الواقع، خصوم «حزب الله» يريدون من الانتخابات أن تكرّس استضعافه الذي بدأ في حرب العام الفائت ويستمر خلال هذه الفترة بالضغوط غير المسبوقة لنزع سلاحه. وأما الحزب نفسه فيخوض انتخابات يعتبرها مصيرية. وهو يعتبر أنّ نجاته من الضغوط العارمة التي يتعرّض لها اليوم ستعني بالتأكيد أنّه سيبقى قوياً في الانتخابات النيابية. ولذلك، الطرفان ينتظران ما سيذهب إليه ملف الحرب مع إسرائيل للتفرّغ مجدداً لملف الانتخابات، على رغم من انقضاء المهل الرسمية لهذا الاستحقاق.

 

تصعيد وتهديد

 

وكانت إسرائيل رفعت مستوى تهديداتها التي تخطت «حزب الله» إلى السلطة اللبنانية رئاسة وحكومة، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي امام حكومته إنّ «حزب الله يحاول إعادة التسليح والتعافي»، مؤكّداً «أننا لن نسمح للبنان بأن يتحول مجددًا إلى جبهة ضدنا». واضاف: «سنمارس حقنا بالدفاع عن أنفسنا كما نص اتفاق وقف النار مع لبنان»، وقال: «نتوقع من حكومة لبنان أن تفعل ما التزمت به، أي تجريد «حزب الله» من سلاحه، وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدَّد بشروط وقف النار». وأكّد أنّ «المحور الإيراني ما زال موجودًا في أماكن رغم تلقّيه ضربات قاسية».

 

وإلى ذلك اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «حزب الله» بـ«اللعب بالنار»، ومتهماً الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بـ«المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكّد «أنّ إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحدّ الأقصى في ردودها العسكرية»، مشدّداً على أنّها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».

 

وهدّد كاتس باستهداف بيروت في حال شنّ «حزب الله» أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة 14 القريبة من نتنياهو «إنّ إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد»، مشيرًا إلى أنّ «المبعوثين الأميركيين أبلغوا إلى الحكومة اللبنانية بذلك». وأضاف أنّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بيروت لنزع سلاح «حزب الله»، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تمنح ذلك فرصة، على حدّ قوله.

 

ومن جهته، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال في تغريدة عبر منصة «إكس»، إنّ «إعادة تسليح «حزب الله» في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان»، لافتاً إلى «أنّ الإرهاب قد ترسّخ في لبنان وإزالته ضرورة لاستقرار المنطقة وأمنها»، وفق تعبيره.

 

وإلى ذلك، نقلت قناة «العربية ـ الحدث» عن مسؤول إسرائيلي حديثه عن «وجود تقديرات جدّية تفيد بأنّ «حزب الله» بدأ يستعيد قدراته، ونجح في تهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا». وقال «إنّ إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنّها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم يُنزع سلاح حزب الله». وأضاف: «لن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية». وأوضح «أنّ مصر دخلت على خط الوساطة من أجل منع التصعيد على الجبهة اللبنانية». وأعلن «أنّ القوات الإسرائيلية لن تنسحب من المناطق الخمس التي تحتلها في الجنوب اللبناني في المستقبل المنظور».

 

الحراك المصري

 

في غضون ذلك، بثت قناة «الجديد» معلومات تحدثت عن «حراك على أربع جهات تقوده مصر بين لبنان وتل ابيب وواشنطن وطهران، بهدف الوصول إلى تسوية يريدها «حزب الله» حفظاً لماء الوجه وتريدها إسرائيل مدخلاً إلى اتفاق سلام». وافادت المعلومات انّ «الوساطة المصرية وإن كانت غير مكتملة الملامح، فإنّها ترتكز على ترتيبات أمنية على غرار النموذج السوري، وتركت شكلها المباشر أو غير المباشر إلى الزمان والمكان المناسبين، لكن الأهم في نظر الوسيط المصري وهو يضع صيغته التأسيسية للتسوية، هو التعويل على الموقف الأميركي انطلاقاً من رؤية الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وما إذا كان لبنان ملحوظاً كجزء على الخريطة، وأنّ الجانب الأميركي إذا ما أراد، يستطيع بإشارة من إصبع سيّد البيت الأبيض ان يوقف إسرائيل عند حدّها».

 

وكان رئيس الحكومة نواف سلام ونظيره المصري مصطفى مدبولي بحثا في القاهرة أمس المبادرة المصرية، على ضوء زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد الأخيرة للبنان، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال سلام خلاله إنّ «لبنان يثمن عالياً دور مصر في دعم الاستقرار الاقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية وفي السعي لترسيخ الحلول السلمية، مصر كانت دائماً إلى جانب لبنان».

 

ومن جهته مدبولي أكّد «أنّ هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كل مشاريع إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني»، مشدّداً على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».

 

والتقى سلام ايضاً وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي وتناولا في البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، وخصوصاً المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار. وأكّد عبد العاطي «حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذي الاهتمام المشترك». وكرّر تأكيد «موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشدّدًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701.

 

من جهته، ثمّن الرئيس سلام «الدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار»، مؤكّدًا «أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية». مشيراً إلى «أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان».

 

ويُشار إلى انّه خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية برئاسة سلام ومدبولي، وقّع الجانبان 15 اتفاقية ثنائية تغطي مجالات الاقتصاد والمال والتجارة والإسكان والنقل والطيران المدني والطاقة والصحة والتأشيرات والجمارك والتعليم والحماية الاجتماعية وغيرها. وقد شدّد سلام على «انّ ما يجمع مصر ولبنان لا يـُقاس بعدد الاتفاقيات بل بالثقة والتاريخ».

 

موقف بريطاني

في الموقف الدولية، أكّدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر لقناة «الحدث» أمس «دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني»، معتبرةً إياهما «القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد». وقالت «إنّ المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية»، مشيرة إلى «أنّ الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي».

 

وفد أمني في الرياض

وفي تطور لافت، فُتح أمس خط أمني كبير ومباشر بين المملكة العربية السعودية ولبنان، إذ توجّه إلى الرياض وفد أمني ضمّ وزير الداخلية أحمد الحجار والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد العبدالله، وستدوم الزيارة حتى بعد غد الأربعاء على أن يلتقي الوفد خلالها الموفد السعودي إلى لبنان الامير يزيد بن فرحان ومسؤولين آخرين سياسيين وأمنيين كباراً.

 

قصف وأربعة شهداء

جنوباً، استفاقت مدينة النبطية وجوارها صباح امس على هول جريمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وأدّت إلى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 آخرين، عندما استهدفتهم طائرة مسيّرة ليل امس الاول عندما كانوا في سيارتهم من نوع «رانج روفر» على طريق دوحة كفرمان، في الطرف الشرقي للبلدة.

 

والشهداء هم: محمّد الجواد مصطفى جابر، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد (جريح بايجر). كما اصيب شخصان آخران بجروح كانا على دراجة نارية صودف مرورهما في المنطقة لحظة الغارة التي ادّت ايضاً إلى احتراق السيارة المستهدفة، وتحطّم زجاج عشرات المنازل في منطقة سكنية بامتياز.

 

واعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»، أنّ «الجيش الإسرائيلي هاجم وقضى على أربعة عناصر من قوة الرضوان في «حزب الله» ومن بينهم مسؤول الدعم اللوجستي للقوة في جنوب لبنان».

 

ومن جهة أخرى، ينعقد لقاء موسع غداً في مصيلح لوضع برنامج خطط لإعمار الجنوب. وسيشكّل هذا اللقاءُ المبادرةَ الأوسع في هذا الشأن منذ إعلان اتفاق وقف اطلاق النار، وهو يكتسب رمزيةً معبـّرة كونه يـُعقد قرب موقع الاستهداف الجوي الإسرائيلي الأخير لمنشآت مدنية وتحديدًا معارض الحفـّارات والجرافات في مصيلح.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى