قالت الصحف: لبنان بين التهديدات الأميركية – الإسرائيلية وانتخاب غير المقيمين!

الحوارنيوز – صحف
موضوعان بارزان تابعتهما صحف اليوم:
- ارتفاع وتيرة التهديدات الأميركية والإسرائيلية للبنان لدفعه الى التسليم بالشروط السياسية والأمنية.
- إصرار كتل نيابية على ادخال تعديلات على قانون الانتخاب بهدف محاصرة الثنائي ومحاولة خرقه ولو بنائب واحد..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: تعاظم التهويل الأميركي بتصعيد إسرائيلي
وكتبت تقول: على وهج التصعيد الإسرائيلي، الذي عبّر عنه التوغّل البري في نقطة حدودية زعمَ العدو أنه دمّر فيها مرابط تابعة لـ«حزب الله»، والحراك النشط للمُسيّرات التي لم تفارق سماء مناطق واسعة من لبنان محلّقة فوق القصر الجمهوري ثم السراي الحكومي، يرتفع مستوى التهويل الذي تقوده الولايات المتحدة وجهات حليفة لها من أن تأخّر لبنان عن الانخراط في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قد يدفع الأخيرة إلى تصعيد عسكري بحجة أن حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية.
ويسود ترقّب لجلسة مجلس الوزراء اليوم، وما إذا كان سيتطرّق المجلس إلى ملف التفاوض أم لا، وهو ما تناوله رئيس الحكومة نواف سلام، شارحاً الموقف اللبناني من «خطّة السلام في الشرق الأوسط» التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أكّد سلام أنّ «بيروت أبدت ترحيباً إيجابياً بالخطة التي تتضمّن مساعدات إنسانية عاجلة لغزّة، واعترافاً بضرورة التوصل إلى حلّ الدولتين». وعبّر سلام عن قلقه من نوايا إسرائيل قائلاً: «أعتقد أنّ نتنياهو يتعامل مع الحرب كما يتعامل المرء مع ركوب الدراجة، إذا توقف يسقط».
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتّسم بـ«حرب استنزاف» على الحدود اللبنانيّة – الإسرائيليّة ترهق الطرفين، موضحاً في ما يتعلّق بالحوار المحتمل بين لبنان وإسرائيل أنّ «ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار المُعلن في تشرين الثاني حيث لم ينسحب الإسرائيليّون بالكامل بعد».
وفي ملف نزع سلاح حزب الله، أوضح سلام أنّ «الهدف واضح، وهو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال ثلاثة أشهر»، مبيّناً أنّ ذلك سيتم «عبر عمليّة متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل حزب الله إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح».
ونقلت مصادر سياسية بارزة استغراباً من التعامل الأميركي مع لبنان القائم على قاعدة أن «العرض واحد وأخير» كما نقله المبعوث الأميركي توم برّاك قبلَ يومين.
وحتى الساعة لا أنباء أو معلومات مؤكّدة عن زيارات لموفدين إلى لبنان، باستثناء الحديث عن حضور متوقّع لمورغان أورتاغوس في اجتماع لجنة «الميكانيزم» الأسبوع المقبل، من غير أن يكون واضحاً ما إذا كانت الموفدة الأميركية ستنقل موقفاً أميركياً جديداً.
وفي موازاة ذلك، تواصل الضغط النفسي والميداني، حيث طلب رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال تفقّده مناورة عسكرية على الحدود الشماليّة مع سوريا ولبنان، من قادة التشكيلات «العودة إلى التدريبات ورفع مستوى الجاهزية القتالية على مختلف الجبهات، مع مواصلة النشاطات العملياتية والقضاء على التهديدات، والحفاظ على أعلى درجات اليقظة»، وهو ما فسّرته جهات لبنانية بأنه «تحضير لعمل ما على الجبهة اللبنانية». وفي السياق، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك على منصة «إكس»: «على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته. ولا تستطيع أميركا، ولا ينبغي لها، أن تكرّر أخطاء ذلك الماضي».
وفيما تداولت معلومات عن زيارة سيقوم بها برّاك إلى بيروت في الأسبوعين المقبلين لمتابعة ملف التفاوض، لفتت مصادر مطّلعة إلى أن «لبنان لم يتلقَّ حتى الآن أيّ معلومات رسمية بشأن هذه الزيارة»، لكنّ الجهات الرسمية تتبلّغ عبر مسؤولين سياسيين وأمنيين غربيين وعرب تحذيرات بأن لبنان يقف على أبواب مرحلة خطرة جداً وبالغة الدقّة، وبأن إسرائيل لن تبقى طويلاً مكتوفة اليدين أمام ما تعتبره تقصيراً من قبل الدولة اللبنانية في تنفيذ مهمة نزع سلاح حزب الله على كل الأراضي اللبنانية»، وهم يدعون إلى «عدم تجاهل ما أعلنه برّاك، خصوصاً دعوته لمحادثات أمنية وحدودية مع إسرائيل، وتحذيره من أنه «إذا استمرّت بيروت بالتردّد في قضية السلاح فقد تتصرّف إسرائيل منفردة، وعندها ستكون العواقب وخيمة» و«إذا فشل لبنان في التحرّك، فإنّ الجناح العسكري لحزب الله سيكون حتماً أمام مواجهة كبرى مع إسرائيل»
- صحيفة النهار عنونت: المأزق الانتخابي في عقر دار السلطة التنفيذية وسلام لتحويل “حزب الله” سياسياً بلا ميليشيا
وكتبت تقول: مع أن معالم التسابق بين الأولويات في لبنان أخذ منذ فترة طابعاً لافتاً في ظل احتدام تداعيات ملفات ضاغطة داخلية وأخرى ضاغطة خارجياً، تقدّم ملف استحقاق حسم المأزق المتصل بقانون الانتخاب وتحديداً اقتراع المغتربين على سائر الأولويات الأخرى، وحتى على ملف التفاوض والمخاوف المتصاعدة من الرسائل التي توجهها إسرائيل سواء من خلال عملياتها اليومية والتحليق غير المنقطع لمسيّراتها عن الأجواء اللبنانية، أو من خلال المناورات الضخمة التي تجريها على حدودها الشمالية مع لبنان. ولعل العنصر اللافت الذي برز في الساعات الأخيرة، تمثّل في احتمال حصول اختراق في الحائط المسدود الذي جعل ملف حسم مأزق اقتراع المغتربين يدور في حلقة مفرغة، منذرة بإطاحة حق المغتربين في الاقتراع لـ(128) نائباً بعدما حال موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المانع لإدراج اقتراح القانون العاجل المكرّر المقدم من ممثلي الغالبية النيابية على جدول أعمال جلسة نيابية دون حسم هذا البند الأساسي الحيوي في قانون الانتخاب، فيما ترددت الحكومة بدورها عن التدخل وتركت مع رئيس الجمهورية جوزف عون الأمر للمجلس مكتفين بموقف مبدئي حاسم متمسّك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. الاختراق الموعود أو المحتمل برز أولاً في تكثيف التحرك النيابي لقوى الغالبية نحو السلطة التنفيذية لحثّها على التدخل وكسر المأزق لمصلحة الموقف المبدئي والدستوري والطبيعي بالإفساح أمام المغتربين بالانتخاب على قدم المساواة مع المقيمين، وثانياً بمعطيات تفيد بأن إدراج مشروع القانون المعجّل الذي قدمه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لإلغاء اقتراع المغتربين لستة نواب فقط سيدرج على جدول أعمال الجلسة التي تلي جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس. وفي حال إدراج المشروع على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، سيشكّل ذلك رسالة سياسية بارزة للغاية من رئيسي الجمهورية والحكومة، باعتبار أنهما يكونان استجابا للمطالبة المتسعة لإقرار انتخاب المغتربين لـ128 نائباً وعدم ترك المأزق عالقاً، وذلك عبر الاحتكام إلى أحد المخارج الدستورية المتاحة في مثل هذا “الاستعصاء” الذي أحدثه إقفال أبواب مجلس النواب أمام ممارسة دوره الطبيعي والأساسي في التشريع وتعديل القوانين. وستتنقل الأنظار حينذاك إلى مجلس الوزراء الذي يضم واقعياً غالبية وزراية تؤمّن تمرير مشروع القانون المقدم من الوزير رجي بما يثير التساؤل عما إذا كان وزراء الثنائي الشيعي سيكررون تجربة الخروج من الجلسة كما فعلوا في جلسات إقرار حصرية السلاح بيد الدولة.
وقد عبّر رئيس الجمهورية جوزف عون لوفد النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين عن موقف متقدم، إذ أكد أنه “من حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الاقتراع ومتمسكون بمسلمتين أساسيتين: إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها”.
وفي الوقت نفسه، فإن رئيس الحكومة نواف سلام اجتمع مع النائب غسان سكاف الذي شرح له حيثيات الاقتراح بتأجيل الانتخابات إلى 15 تموز المقبل “ليتسنى للمغتربين أن يأتوا الى لبنان للمشاركة في الاقتراع، خصوصاً وأنه تلوح في الأفق تسوية لإلغاء النواب الـ6 في الاغتراب وتصويت المغتربين لـ128 نائباً في مقر إقامتهم في الخارج”.
بدوره، عاود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من روما تأكيد موقفه من انتخاب المغتربين، فقال إن “كلّنا واحد، وجميعنا نعمل من أجل خدمة لبنان وإعادة إعماره والسلام فيه، والتفاهم والمفاوضات الديبلوماسية والسياسية”، مشددًا على أهمية دور المغتربين، قائلاً إنّه “لا يمكن أن يقتصر على مطالبتهم بمساعدة بلدهم، في حين يُحرَمون من حقهم باختيار نوابهم المئة والثمانية والعشرين”.
أما في الوضع العام، فبرزت مواقف جديدة لرئيس الوزراء نواف سلام الذي اعتبر “أن حزب الله يجب أن يمارس نشاطه بشكل طبيعي من دون أن يحتفظ بميليشيا مسلّحة”. وشدّد في مقابلة مع مجلّة “باريس ماتش” الفرنسية على ضرورة احترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل ونزع سلاح الحزب.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتّسم بـ”حرب استنزاف” على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية تُرهق الطرفين. أما في خصوص التفاوض المحتمل بين لبنان وإسرائيل، فأوضح سلام أنّ “ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني الماضي، إذ لم ينسحب الإسرائيليون بالكامل بعد”. وفي ما يتعلّق بملف نزع سلاح “حزب الله”، أوضح سلام أن الهدف واضح وهو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال 3 أشهر، وقال إنّ ذلك سيتم عبر عملية متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل “حزب الله” إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح.
وردّاً على المبادرات الفرنسية لدعم الجيش اللبناني وإعادة إعمار البلاد، عبّر سلام عن أمله معوّلاً كثيراً على هاذين المؤتمرين”، وقال: “جيشنا يفتقر إلى الموارد”. كما شدّد على أن المساعدة الدولية ستكون حاسمة في ظل واقع يعيش فيه أكثر من 74% من اللبنانيين تحت خط الفقر.
وفي غضون ذلك، وبعد أيام قليلة من تصريحاته العاصفة الأخيرة، أطلّ الموفد الأميركي توم برّاك مجدداً على المشهد من خلال استذكاره تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في 23 تشرين الأول 1983، وعلّق على منصة “إكس” قائلاً: “قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 عسكريّاً فرنسيّاً، وستة مدنيين لبنانيين عندما دمّر انتحاري ثكنة مشاة البحرية في بيروت، في واحدة من أعنف الهجمات على الأميركيين في الخارج”. وأضاف: “نُخلّد ذكراهم بتذكر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته”، مؤكداً أنّه “لا يمكن لأميركا ويجب ألّا تُكرّر أخطاء الماضي”.
ميدانياً، تواصل التحليق الكثيف للمسيّرات الاسرائيلية في أجواء معظم المناطق اللبنانية بعدما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة قبل ظهر أمس بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق الجبانة القديمة في بلدة عين قانا في منطقة اقليم التفاح، ما أدى الى مقتل عيسى أحمد كربلا. ونشر قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، أنّ سلاح الجو الإسرائيلي أغار على عيسى أحمد كربلا، “قائد فصيل في قوة الرضوان في منطقة عين قانا، وقام بتصفيته”.
- صحيفة الديار عنونت: البقاع الشمالي والغربي امام احتمال تصعيد إسرائيلي خطِر
زامير يدقّ طبول الحرب وسط حصار أميركي على الحكومة اللبنانية
وكتبت تقول: لبنان البقاع الشمالي والاوسط والغربي امام تهديد كبير لاحتمال تصعيد عسكري يستهدف مراكز حزب الله، في حين اكد مصدر امني للديار ان حزب الله اتخذ القرار بالرد على اي هجوم بري «اسرائيلي» برد مباشر، وهو يتوقع تصعيدا «اسرائيليا» قريبا. واشار المصدر الامني الى ان الحزب اليوم أكثر تحصيناً مما كان عليه قبل العدوان عام 2024 لاعتبارات كثيرة، حيث ان الخروقات «الاسرائيلية» اغلقت والقادة الجدد لا تعرفهم «اسرائيل»، وهي غير قادرة على استهدافهم، وخير دليل على ذلك ان كل الاغتيالات التي تنفذها تصيب عناصر في الحزب ولكن ليس من صفوف القادة. وتابع ان حزب الله استخلص العبر من الحرب الاخيرة والاغتيالات التي استهدف قادته وامين عام الحزب سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله. وعليه وضع خطة عسكرية مغايرة للسابق تعطيه قدرة قوية على الدفاع وعلى ردع العدو الاسرائيلي.
اما عن المسيرات «الاسرائيلية» التي حلقت فوق بيروت ومناطق لبنانية اخرى، فقد وضع المصدر الامني هذه التحركات «الاسرائيلية» ضمن المناورة العسكرية التي يقوم بها الجيش «الاسرائيلي» من تدريب لكوادره، وهذا الامر يشمل ايضا المسيرات. واضاف ان جيش العدو يبحث حتما عن بنك اهداف جديدة له ضمن الخطة التي وضعها، ولهذا اطلق مسيراته للتجسس ولاستدراك اي تحرك جديد.
الهيمنة الاميركية – الاسرائيلية مقابل دور سعودي لتخفيف وطأتها
الى ذلك، هناك مبادرة واحدة مهيمنة على المنطقة، وما يعنينا هو لبنان، هي اميركية-اسرائيلية، ومن يتدخل سواء اوروبيا او عربيا يهدف إلى كسر هذه الحدية ومحاولة تخفيف نسبة الخسائر التي ستحدثها الخطة الاميركية على البلد. وفي هذا الصدد، تقول المعلومات ان المملكة العربية السعودية هي الدولة المولجة بالملف وعليه تضع شروطا وتسعى لتغيير شروط تراها ظالمة، بهدف ترتيب الساحة العربية وابرزها فلسطين ولبنان.
حزب الله تلقى تعهدات
هل هي معلومات استخباراتية او تخمينات اوروبية مستوحاة من المواقف الايرانية التي تشير ان حزب الله تلقى تعهدات بأن اي حرب تشنها عليه «اسرائيل»، لن يكون وحيدا في المعركة، بل هناك تصميم بتوسيع نطاق المواجهة، مما يمكن ان يؤدي الى اشتعال الشرق الاوسط بأكمله. هذا الامر يتفادى الاميركيون الوصول اليه بعد ان اعادوا ترتيب الاوضاع في المنطقة انطلاقا مما يعرف «باكس-اميريكانا» Pax-Americana، اي السلام الاميركي. واذا كان لافتا غياب اي نشاط ديبلوماسي، سواء عربيا او اجنبيا على الساحة اللبنانية، فان الاوساط العليا في الدولة لا تخفي مخاوفها حول ما اذا كان لبنان قد ترك وحيدا امام السياسات المجنونة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. وقد اكد مصدر وزاري للديار ان هناك اتصالات مكثفة تجري بين الكواليس بمشاركة اطراف عربية ودولية معنية بالوضع اللبناني تهدف إلى منع حصول اي تفجير عسكري سيكون له تداعياته الكارثية على ما يوصف على «مسار السلام»، ودائما وفق الرؤية الاميركية في المنطقة.
«اسرائيل» لم تستخلص العبرة من الحرب الاخيرة
وكان مستشار احد المراجع السياسية قد كشف للديار، ان سفيرا عربيا ابدى استغرابه امام هذا المرجع كون اللبنانيين لم يأخذوا العبرة من الحرب الاخيرة وينزعوا اي ذريعة تعود بلبنان الى تلك الاجواء الجهنمية، وهو يقصد بطبيعة الحال، نزع سلاح حزب الله. وكان رد المرجع:» اننا لم نطلق رصاصة واحدة على «اسرائيل» التي تحتل ارضنا وتواصل غاراتها الجوية القاتلة، بصورة يومية، منذ توقيع وقف الاعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.»
واضاف المرجع بأن الاسرائيليين هم الذين لم يستخلصوا العبر من أن الحرب لا يمكن ان تفضي الى الحل، بل انها تؤدي الى حرب اخرى، بالتالي الى زيادة تعقيد المشهد السياسي، او العسكري، اكثر فأكثر، وان وضع السلاح جانبا والاتجاه الى المفاوضات، هو السبيل الوحيد لايجاد حل يرضي كل الاطراف ويحول دون حصول اي انفجار او اي صدام عسكري حتى على المستوى البعيد.
واذا كان المبعوث الاميركي توم براك توقع أن يتولى السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى، وهو من اصل لبناني، مساعدة الحكومة اللبنانية على تفكيك العقبات التي تمنع الوصول الى حل للوضع القائم، فهو(برّاك) هدد لبنان بعودة الحرب «الاسرائيلية».
رسالة تهديد اسرائيلية لعون وسلام بتنفيذ خطة حصر السلاح
وتجدر الاشارة الى ان الادارة الاميركية لم تبادر بأي خطوة للضغط على «اسرائيل» من اجل تحقيق اي بند من بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية او على الاقل وقف الغارات الجوية التي تحرج السلطة اللبنانية في محاولتها معالجة قضية سلاح حزب الله على نار هادئة.
ولكن حصل العكس، فقد حلقت مسيرات العدو الاسرائيلي فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي، ما يعكس رسالة اسرائيلية مباشرة للرئيسين عون وسلام بتنفيذ خطة حصر سلاح حزب الله التي وضعها الجيش اللبناني وبالقوة. ووفقا لاوساط سياسية، فقد رأت ان التهديد الاسرائيلي مفاده أن يحث رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على التفاوض مع «تل ابيب».
زامير يدقّ طبول الحرب
وكانت لافتة امس دعوة رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال ايال زامير ضباط الجيش للعودة فورا الى التدريب والحفاظ على اعلى مستويات الجهوزية، مؤكدا على ضرورة الاستعداد للحرب على جميع الجبهات، ما يعني ان زامير يدقّ طبول الحرب، في سياق الحصار الاميركي لحمل الحكومة اللبنانية على اجراء مفاوضات مباشرة مع «تل ابيب»، بخاصة ان واشنطن تعتبر ان التمسك بالمفاوضات غير المباشرة، وبالصورة التي جرت اثناء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، مسألة تكتيكية تجاوزها الزمن، كما تجاوزتها التطورات بعد الحرب التي أدّت الى تشكل واقع جديد على الارض اللبنانية.
قطر تقوم بمحادثات مكثفة مع واشنطن وطهران من اجل لبنان
وفي سياق متصل، اشارت المعلومات الى انه عشية زيارة المبعوث السعودي الامير يزيد بن فرحان لبيروت، اجرت قطر محادثات مكثفة مع كل من واشنطن وطهران للحيلولة دون حصول تطورات ميدانية خطرة بين لبنان و «اسرائيل»، بخاصة ان تصريحات براك الاخيرة لا تدع مجالا للشك في أن الرئيس الاميركي اعطى الضوء الاخضر للائتلاف الحاكم في «اسرائيل» بتوجيه ضربات صاعقة لحزب الله تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، ودفعه الى التخلي كليا عن جناحه العسكري والابقاء على جناحه السياسي فقط. هذا الامر يبدو مستحيلا في الظروف الراهنة، ما قد يؤدي الى حدوث تفاعلات داخلية في لبنان لا يمكن التكهن بطبيعتها.
- صحيفة الأنباء عنونت: تصعيد أميركي – إٍسرائيلي ضد لبنان .. حرب واسعة أم ضربات مكثفة؟؟
وكتبت تقول: إزاء الضغط المتزايد على لبنان من الجانبين الأميركي، المتمثّل بالموقف الأخير الذي عبّر عنه الموفد توم برّاك قبل أيام، والإسرائيلي الذي بدأ يكثّف استباحته للأجواء اللبنانية بمسيّراته التي لم تفارق سماء لبنان، بالتزامن مع المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان.
هذا الجو الضاغط الذي يترافق مع التهديد بتجدّد الحرب على لبنان، بحسب ما شدّد عليه رئيس الأركان الإسرائيلي الذي كان يتابع سير هذه المناورات، ومطالبته الضبّاط بضرورة العودة للتدريب والاستعداد للحرب على الجبهات كلها والحفاظ على الجهوزية التامة، في وقت تشهد فيه إسرائيل زحمة موفدين أميركيين رفيعي المستوى، للتأكيد على الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.
فبعد الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، إلى إسرائيل للتأكيد على استمرارية اتفاق شرم الشيخ رغم خرقه الفاضح من قٍبل إسرائيل، فقد أكّد فانس في اللقاء المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ اتّفاق غزة سيساعد إسرائيل على إقامة المزيد من التحالفات في الشرق الأوسط، فيما ذهب نتنياهو إلى القول بأنّ، “العالم بدأ يتغيّر بفضل الشراكة مع الولايات المتحدة، وإسرائيل قوية ستخدم مصالح أميركا، وأميركا قوية ستخدم مصالحنا”.
ومن المتوقّع أن يزور إسرائيل في الساعات المقبلة وزير الخارجية الأميركي الذي ستكون له، بطبيعة الحال، المواقف نفسها المؤيّدة لإسرائيل والتي أعلنها فانس، وبالمقابل فإنّ رأس الدبلوماسية الأميركية سيسمع الكلام نفسه الذي أعلنه نتنياهو.
كل ذلك يعني أنّ المنطقة أمام تحوّل جديد، وأنّ لبنان هو الحلقة الأضعف بين دول المنطقة، بدليل أنّه لا يملك من مفاتيح القرار ما يمكّن الرهان عليه لتجنّب الخطر الذي يتهدّده، وضمان عدم العودة إلى الحرب، وأنّ سيل المسيّرات التي حلّقت في الأجواء اللبنانية طوال الأول من أمس يشي بأنّ لبنان متروك إلى قدَره، وأن لا شيء محسوماً بعد، لا في مسألة حصرية السلاح ولا بموضوع الإصلاحات التي تسمح بالإفراج عن المساعدات التي وُعِد بها منذ عودة انتظام السلطة، وانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل الحكومة.
مصادر مراقِبة نصحت المسؤولين اللبنانيين بإطلاق حملةٍ دبلوماسية واسعة تشمل كل عواصم القرار الدولي بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالفاتيكان وحتى إيران، وذلك لشرح الموقف اللبناني في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان، وذلك من أجل العمل على تجنّب ما قد تُقدم عليه إسرائيل بذريعة عدم قدرة الدولة على حلّ مسألة السلاح لأنّ حزب الله يرفض رفضاً قاطعاً المسّ بسلاحه، وقد أعلن ذلك أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، أكثر من مرّة.



