قالت الصحف: لبنان بين الاعتداءات والجهود الديبلوماسية

الحوارنيوز – خاص
أبرزت صحف اليوم مواصلة العدو لإعتداءاته رغم الجهود الديبلوماسية المبذولة ويكتسب بعضها صفة الوساطة وبعضها أقرب الى الضغوط السلبية كالحراك الأميركي..
الى التفاصيل:
النهار: التدخل الأميركي “الحميد”… حتى نهاية “المهلة” جعجع يوجّه انتقادات حادة إلى أركان الحكم
وكتبت صحيفة “النهار”: يتّجه السباق بين الجهود الديبلوماسية الهادفة إلى تثبيت مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل واستبعاد عملية إسرائيلية جديدة وواسعة ضد “حزب الله” نحو مرحلة أشد وضوحاً، مع تأكد المعطيات الديبلوماسية المستقاة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حيال تدخل الإدارة الأميركية لدى إسرائيل لإفساح المجال أمام أمرين: الأول، إعطاء الإطار المحدّث لعمل لجنة الميكانيزم بعد تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الفريق اللبناني فيها وتعيين إسرائيل أوري رازنيك ضمن فريقها، فرصة الحد الأدنى التجريبية لتطوير نتائج عمل اللجنة. والثاني، تثبيت مهلة استكمال نزع سلاح “حزب الله” من جنوب الليطاني في نهاية السنة، ولو أن العمليات والغارات الإسرائيلية ضمن وتيرتها الجارية لن تتوقف. لذا، اكتسبت الحركة الديبلوماسية الكثيفة في لبنان غداة زيارة البابا لاوون الرابع عشر الأسبوع الماضي، دلالات بارزة صبّت كلها في إطار الدفع نحو استبعاد حرب جديدة والتحفيز على تحكيم مسار المفاوضات، علماً أن المعنيين اللبنانيين يلفتون إلى وجود ما يشبه إجماعاً دولياً على هذا النهج بما يفسر اندفاع الحكم والحكومة في ملاقاة النهج التفاوضي واستقطاب الدعم الدولي لمصلحة لبنان. وإذ ينضم اليوم الموفد الفرنسي الدائم الوزير السابق جان إيف لودريان إلى أجندة الموفدين البارزين إلى بيروت، يستعد رئيس الجمهورية جوزف عون للقيام بزيارة سلطنة عُمان الثلاثاء والأربعاء المقبلين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان. ويضم الوفد الرسمي المرافق عدداً من الوزراء .
وبرز تركيز إعلامي إسرائيلي على التدخل الأميركي حيال الوضع بين لبنان وإسرائيل، إذ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقال من التهديدات العسكرية إلى الدبلوماسية في غزة ولبنان وسوريا. كما نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إنّ “نتنياهو يتلقى توصية من كبار قادة الجيش بإنهاء القتال والانتقال إلى إعادة بناء الجيش”. ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية إسرائيليّة أنّ “إسرائيل أبلغت لبنان أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله سيتم تصعيد القتال”، مشيرةً إلى أنّ “الجيش اللبناني نجح تقريباً في إخلاء جنوب لبنان من وجود حزب الله”. ونقلت عن مصادر أميركية، أنّ “ترامب يدخل على خط الوساطة المباشرة لمنع تصعيد واسع في لبنان” .
وكان لافتاً إبلاغ قائد قوات اليونيفيل الجنرال ديوداتو أبانيارا القناة 12 الإسرائيلية، أن “ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يعيد تأهيل نفسه جنوب الليطاني وأن اسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار بشكل صارخ.
وفي السياق الديبلوماسي، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن باريس رحبت بتعيين السفير السابق سيمون كرم للتفاوض مع المسؤول المدني الإسرائيلي عبر آلية وقف إطلاق النار، ورأت في ذلك تطوراً مهماً غير مسبوق منذ وقت طويل. ولكن مصادر ديبلوماسية فرنسية ترى أن هذا لا يعني أن التهديد الإسرائيلي سيزول عن لبنان طالما لم يتم نزع سلاح “حزب الله”. وتؤكد المصادر أن في إمكان الجيش اللبناني أن يقدم على مزيد من الجهود وإظهار براهين عن قيامه بنزع سلاح الحزب في عدد من الأماكن حتى في المنازل، حيث بإمكانه أن يدخل عندما تكون لديه معلومات عن وجود سلاح فيها ويجب الكشف عما يفعله. وتكشف المصادر أن الحوار مع الجيش في هذا الموضوع مستمر وتقول إنها مدركة أن نهاية السنة هي الفترة التي على المحك.
أما في شأن زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، فتدخل في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها كلما زار لبنان، وسوف يطّلع على تطورات الوضع الأمني وأيضاً الإصلاحات التي بعضها متوقف بسبب تعطل البرلمان نتيجة الخلاف على تصويت المغتربين اللبنانيين في الانتخابات التشريعية. ويبدو أن لودريان لا يحمل أي جديد معه.
وسط هذه الصورة العامة للتطورات، اكتسبت الرسائل المفتوحة التي وجهها أمس رئيسُ حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى الرؤساء الثلاثة، عبر منبر المؤتمر العام الأول للحزب من معراب دلالات بارزة، إذ بدا واضحاً أن جعجع أطلق من خلال هذه المحطة الحزبية العلنية مساراً اعتراضياً عالي النبرة سياسياً حيال أركان الحكم في السياسات المتبعة في ملف نزع السلاح كما في ملف “اعتقال” تصويت المغتربين، ولو أن حدة نبرته اختلفت في التمييز بين رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس مجلس النواب. وإذ أكد جعجع لرئيسي الجمهورية والحكومة أن “لا سبب أو مبرِّراً للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزبِ الله، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم”، واجه الرئيس نبيه بري بقوله: “ما تقوم به بما يتعلّق بقانون الانتخاب تخطّى كلَّ حدود. ارحم المجلس النيابيّ والحكومة واللُّبنانيين جميعاً بتوقّفِكَ عن التعطيل”. وجاء كلام جعجع خلال ترؤسه المؤتمر العام الأول للحزب الذي حمل عنوان “قوات نحو المستقبل”، وبعد عرض تاريخي مسهب للمحطات والحقبات التي مرت فيها “القوات” بادر جعجع إلى توجيه رسالة مفتوحة أولاً إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، معتبراً “أننا لا نجد سببا أو مبرّرا للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزب الله، خصوصاً بعد قراريْ مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم. إنّ التذرّع بحرب أهليّة “مزعومة” ليس في مكانه، إذ إنّنا لا نتحدّث عن خلاف بين حزبيْن أو بين مجموعتيْن مدنيّتيْن، بل نحن نتحدّث عن قرارات اتّخذتْها الدولة؛ دولة شرعيّة كاملة المواصفات، وبكلّ وعي وإدراك. ومن جهة ثانية، هل يجوز، ومهما كانت الذرائع، ترك لبنان واللّبنانيين في مواجهة المجهول وما هو أعظم، فقط “كرمى لعيون” بعض المسؤولين الحزبيّين المرتبطين أصلاً بالقرار الإيرانيّ، وليس بأيّ قرار لبنانيّ؟ ومن ثمّ، بأيّ منطق تخضع الأكثريّة في لبنان لتصرّفات الأقليّة، وتخضع الشرعيّة لتصرّفات “اللّاشرعيّة”؟ وأين أنتم، الممثّلون الفعليّون الشرعيّون للدولة، من ذلك؟”.
ولفت الى “إنّ رمي كرة النار هذه في حضن الجيش وحده لا يجوز؛ فمع عمل الجيش، هناك عمل سياسيّ، تصميم سياسيّ واضح وحاسم تجاه كلّ من يرفض تنفيذ قرارات الحكومة في 5 و7 آب. فليس من المنطق بمكان الطلب من الجيش الاهتمام ببعض الفروع، في الوقت الذي تصدح فيه الأصول علناً ويومياً، برفضها لقرارات الدولة، وباستمرارها بإعادة تأهيل بنيانها العسكريّ والأمني، وتسايرونها على الرغم من كل ذلك بتمييع خطابكم السياسي، بدلاً من أن تكونوا واضحين صريحين حاسمين معها”.
ثم وجّه رسالة مفتوحة ثانية إلى الرئيس بري قائلاً: “تستطيع أن تتذرّع بالنظام الداخليّ لمجلس النوّاب قدْر ما تشاء، ولكنّ هذا لا يخفي نيّتك “المبيّتة” بفعل كلّ ما يلزم، وبكلّ الأساليب، لتعطيل انتخاب المغتربين في أماكن تواجدهم في الخارج… إنّ النظام الداخليّ وجد لتطبيقه بكلّ نيّة حسنة، وخدمة لـروح النظام الداخليّ، وليس لاستعماله مطيّة للوصول إلى غايات حزبيّة ضيّقة، وتعطيل مجلس النوّاب ومحاولة تعطيل الانتخابات النيابيّة. إنّ الصراحة في الحياة تبقى الطريق الأفضل والأسهل للجميع. لذلك فضّلت أن أصارحك اليوم وأن أطلب منك أن ترحم المجلس النيابيّ والحكومة واللّبنانيين جميعا، مقيمين ومنتشرين، بتوقّفك عن التعطيل”.
وسارع رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل إلى التعليق على جعجع، فكتب عبر منصة “أكس”: “بين دعوة قداسة البابا اللبنانيين قبل أيّام للسلام والعيش معًا وبين تهديد السيّد جعجع بقطع الرؤوس والتخلّص من البقايا والرواسب، أيها المسيحيون أيها اللبنانيون ماذا تختارون؟”.
- صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تعود إلى التصعيد: لنستغل غضب ترامب ونضرب | هل صحيح أن مهمة كرم محددة بمهلة زمنية؟
وكتبت تقول: بينما ينتظر المسؤولون في لبنان أن تبادر الولايات المتحدة باتخاذ خطوة تلزم إسرائيل بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، لا يزال النقاش محتدماً حول الهدف من تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى اجتماعات الـ«ميكانيزم». وفي ظل الحملة السياسية الرافضة لهذه الخطوة، يردّ الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد أمام لبنان حالياً، وبأن تعيين كرم يعكس التزام لبنان بالقيام بكل ما يلزم لتحقيق وقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
وهو موقف يلاقيه الرئيس نبيه بري الذي لا ينأى بنفسه عن فكرة ضم مدني إلى وفد التفاوض. إلا أنه حرص خلال الأيام الماضية على تسريب معلومات تركز على أنه لم يكن شريكاً في هذا الاختيار، وعلى إطلاق مواقف تحدّد دور كرم مع الامتناع عن تحديد موعد لاستقباله. وهو كرر خلال عطلة نهاية الأسبوع أن مهمة كرم «محصورة في التوصل إلى آلية تلزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق». ونُقل عنه قوله أمام زواره: «مهمة كرم ليست مفتوحة، ومن المفترض أن تصل خلال أسابيع إلى نتائج واضحة، وأن تبادر الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بالالتزام بالاتفاق عبر وقف الاعتداءات، وإطلاق سراح الأسرى، والانسحاب من المناطق المحتلة». وخلص إلى أنه «في حال لم تتحقق هذه الأمور، فإن المفاوضات لن يكون لها أي معنى بعد ذلك».
وربما يهدف موقف بري، جزئياً، إلى الرد على الانتقادات التي وُجهت إليه لموافقته على ضم مدني إلى الوفد، من دون أي ضمانات في المقابل بأن إسرائيل ستلتزم بالاتفاق. والحال نفسها تنطبق على عون وسلام اللذين يعتبران أن القرار يهدف إلى «إلقاء الحجة على الأميركيين والإسرائيليين وكل الوسطاء»، وأنه في حال لم تُلزم إسرائيل تنفيذ الاتفاق، قد يواجه الجيش اللبناني صعوبة في مواصلة مهمة حصر السلاح، ليس فقط شمال نهر الليطاني، بل أيضاً في جنوبه. وهو ما أكده قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، أمام وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إذ عرض أمامهم المهام الكبيرة التي نفذها الجيش منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، رغم استمرار إسرائيل في عرقلة عمله ومنعه من بسط سلطته على كامل المناطق الحدودية، إضافة إلى استمرار الغارات وعمليات الاغتيال وتوسيع نقاط الاحتلال.
وبعد لقائه الرئيس برّي، مساء أمس، قال النائب السابق وليد جنبلاط،: «نحن مع تعزيز الجيش ومع الإجراءات التي يقوم بها في جنوب الليطاني، في ما يتعلّق بحصر السلاح وسيادة الدولة على أرض الجنوب ومن ثمّ تعميم الأمر على كامل الأراضي اللبنانية». وأضاف: «لا نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار، وسيمون كرم، مفاوض محنّك ونحن نفاوض تحت شعار الانسحاب ووقف النار، ونتمسّك بالهدنة. صحيح أن ظروف الهدنة بين الماضي واليوم اختلفت، فالتطور السياسي العسكري والإلكتروني اطاح بكل شيء، لكن هناك مبادئ عامة نتمسك بها هي الارض والسيادة». وشدد على ان «الجيش اللبناني يريد مساعدات، ونحن بحاجة الى مزيد من الجنود في الجنوب وعلى الحدود مع سوريا خصوصاً، لأن الجنوب سيكون خاليا من القوة الدولية».
في المقابل، لا يبدو أن هناك من يهتم في إسرائيل أساساً بعمل «الميكانيزم». فإلى تجاهل حكومة العدو وقادته للأمر، تستمر تسريبات جيش الاحتلال في الإعلام العبري عن «أيام مواجهة مقبلة مع لبنان»، ما يناقض الانطباعات التي حاول الأميركيون والفرنسيون وبعض العرب إشاعتها بعد قرار لبنان تعيين كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى المفاوضات.
وفي آخر التسريبات، نقل الصحافي المقرب من المؤسسة الأمنية في الكيان، أمير بوحبوط، في موقع «واللا»، أن جيش الاحتلال «يستعد لتصعيد على الجبهة الشمالية في ظل سباق التسلح مع حزب الله». وأضاف أن «مصادر أمنية تقدّر أن التدهور الأمني قد يستمر لأكثر من بضعة أيام، وأن الحكومة اللبنانية أضاعت الفرصة التي أتاحتها إنجازات الجيش الإسرائيلي لنزع سلاح حزب الله». بل «على العكس، فقد حوّلت إيران مئات الملايين من الدولارات بطرق مختلفة لدعم تسلح الحزب، ودعم عملية التدريب والتوجيه، ودفع رواتب عناصره النظاميين والاحتياطيين».
وبحسب التقرير نفسه، فإن المؤسسة الأمنية في إسرائيل توصلت إلى قناعة بأن «الجيش اللبناني غير قادر فعلياً على فرض سيطرته على حزب الله»، وأن عناصره «واصلوا عملياتهم الميدانية رغم الغارات الجوية الإسرائيلية ومقتل أكثر من 350 عنصراً». وأشار إلى أن الحزب «يواصل تهريب أنواع مختلفة من الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، وأجزاء من الطائرات المسيّرة التي تضررت خلال المواجهات مع إسرائيل، ويعمل على بناء مواقع ومعسكرات ومقرات، مع نقل بعض أنشطته إلى مناطق تحت الأرض».
وفي تقدير إضافي لافت، نقل الصحافي نفسه عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن «وحدة النخبة التابعة لحزب الله، رغم تلقيها ضربات موجعة، لا تزال قادرة على تنفيذ محاولات تسلل، خصوصاً في القطاع الغربي». وأضاف أن «اغتيال رئيس أركان حزب الله، علي الطبطبائي، كان من المفترض أن يضع قيادة الحزب على شفا مأزق جديد، إلا أن حزب الله يبدو مصمّماً على إعادة بناء قوته العسكرية». وختم بوحبوط نقلاً عن المصادر العسكرية أن «إسرائيل لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي بينما يعزز حزب الله قوته العسكرية ويتسبب في تآكل إنجازات الجيش الإسرائيلي».
التسريبات نفسها تتداولها أكثر من وسيلة إعلامية إسرائيلية، لكن مقالة لأيال زيسر في «يسرائيل اليوم» لفتت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة، التي طالبت إسرائيل بوقف العمل ضد السلطة الجديدة في سوريا، تبدو قلقة من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وتشير المقالة إلى أن واشنطن كانت وراء قرار تعيين مدنيين في وفدي المفاوضات الإسرائيلي واللبناني، «ما يشير إلى اختراق ديبلوماسي قد يُبطئ وربما يُجمّد السباق نحو مواجهة عسكرية بين الطرفين». وأضافت أن إسرائيل «تستغل فرصة قائمة بسبب غضب إدارة الرئيس دونالد ترامب من المسؤولين اللبنانيين الذين لا يسارعون إلى الامتثال لإملاءاته، ولا يفككون سلاح حزب الله، ما يمنح إسرائيل ضوءاً أخضر للعمل في لبنان».
كما ورد في التسريبات، قول «مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى» إن «نزع سلاح حزب الله غير منصوص عليه في الاتفاق، وبالتالي لا جدوى من الاستمرار فيه. سنصعّد، وسنقرّر متى نتخذ القرار وفق مصلحتنا».
جعجع لعون وسلام: إنزعوا السلاح
في موقف تصعيدي، يبدو في شكله وجوهره مخالفاً لما دعا إليه بابا الفاتيكان من تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين، دعا قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة حزب الله وإجباره على تنفيذ القرار 1701 وحلّ المقاومة بشكل كامل. وأكد جعجع أن الجيش يتحمّل مسؤولية تنفيذ قرارات 5 و7 آب الماضي، لكنه حمّل القيادة السياسية، ممثلة برئيسي الجمهورية والحكومة، الجزء الأكبر من المسؤولية.
وجاء موقف جعجع بعد حملة عنيفة شنّها على حزب الله، متهماً إياه بالمسؤولية عن كل المشاكل التي عصفت بالبلاد خلال الثلاثين سنة الماضية. ومن جهة أخرى، انتقد جعجع رئيس المجلس نبيه بري، لمنعه عرض مشروع تعديل قانون الانتخابات على الهيئة العامة، والذي كان من شأنه السماح للمغتربين بالاقتراع من مكان إقامتهم.
- صحيفة الديار عنونت: اشتباك سياسي على أبواب الأعياد… والحرب مؤجّلة؟
جعجع لعون وسلام: كفّوا عن تمييع خطابكم السياسي
مهلة اسرائيلية ــ أميركية للبنان حتى مطلع العام الجديد؟
وكتبت تقول: في الوقت الذي يستعد فيه اللبنانيون للأعياد وهم يخشون جولة حرب اسرائيلية جديدة تطيح كل مشاريعهم، بدا واضحا في الأيام القليلة الماضية تراجع حدة الخروقات والعمليات الاسرائيلية في الداخل اللبناني بالتوازي مع تعيين رئيس مدني لوفد لبنان في لجنة «الميكانيزم».
اذ وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن «تل أبيب أوصلت رسالتها بعد ساعات من أول اجتماع للجنة «المطعمة» من خلال سلسلة من الاستهدافات جنوبا، ومفادها أن انطلاق التفاوض السياسي لا يعني وقف الغارات، لكنها في الوقت عينه ترى نفسها ملزمة بالخضوع للضغوط الاميركية التي تقول باعطاء فرصة للمفاوضات وعدم التصويب عليها بالنار».
وتشير المصادر في حديث لـ «الديار» الى أن «المسؤولين اللبنانيين أُبلغوا بمهلة تنتهي مطلع العام لحسم مصير سلاح حزب الله شمالي الليطاني، بحيث إنه اذا لم تكن هناك خطوات عملية في مجال حصر هذا السلاح فإنه سيكون هناك ضوء أخضر جديد لتل أبيب لاستكمال عملية القضاء على الجناح العسكري للحزب».
سلام: طريقتي مختلفة عن عون
وخلال مشاركته في جلسة في «منتدى الدوحة»، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أنّه «كان على إسرائيل أن تنسحب قبل 10 أشهر من كل الأراضي التي احتلتها لكنها لم تفعل»، لافتا الى أنه لا يعتقد أن هناك ضرورة أمنية لبقاء القوات الإسرائيلية في النقاط التي احتلتها بالجنوب. وفيما أوضح أن الإصلاحات هي إحدى ركيزتي حكومته إضافة إلى استعادة سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها، أشار إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة بصورة شبه يومية. وقال: «أنا والرئيس جوزاف عون نريد الاصلاحات وحصر السلاح لكننا نملك طرقًا مختلفة ومتوافقون في الوجهة نفسها».
جنبلاط: لا لتفاوض تحت النار
وبعد فترة من الانكفاء، تحرك الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يوم أمس الأحد باتجاه عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال بعد اللقاء:»نحن مع تعزيز الجيش ومع الاجراءات التي يقوم بها في جنوب الليطاني في ما يتعلق بحصر السلاح وسيادة الدولة على أرض الجنوب ومن ثم تعميم الامر على كامل الاراضي اللبنانية». وأضاف: «لا نقبل أن يكون التفاوض تحت النار، وسيمون كرم مفاوض محنك، ونحن نفاوض تحت شعار الانسحاب ووقف النار».
واذ أكد التمسك بالهدنة لفت الى أن «ظروف الهدنة بين الماضي واليوم اختلفت، فالتطور السياسي العسكري والالكتروني اطاح كل شيء، ولكن هناك مبادئ عامة نتمسك بها هي الارض والسيادة». وأشار جنبلاط الى ان «الجيش اللبناني يريد مساعدات، ونحن بحاجة الى المزيد من الجنود في الجنوب وعلى الحدود مع سوريا خصوصا، لأن الجنوب سيكون خالٍيا من القوة الدولية».
من جهته، وخلال احتفال تأبيني في بلدة برج رحال، شدد النائب علي خريس على أن «مسؤولية لجنة الميكانيزم التي تجتمع في الناقورة محددة بوقف الإعتداءات الإسرائيلية على بلدنا، ومسؤوليتها الضغط على العدو للانسحاب من أرضنا وأن تسعى بكل جهد لاستعادة الأسرى اللبنانيين في السجون، وترسيم الحدود الواضحة لا أكثر من ذلك، كما أكّد الرئيس نبيه بري، وقال: «لا للتطبيع».
هجوم جعجع
في هذا الوقت، شنّ رئيسُ حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال ترؤسه المؤتمر العام الأول للحزب الذي حمل عنوان «قوات نحو المستقبل» حملة عنيفة على الرؤساء الثلاثة من خلال رسالة مفتوحة وجهها اليهم، فتوجه لرئيسي الجمهورية والحكومة قائلا «أن لا سبباً أو مبرِّراً للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزبِ الله، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم». واذ شدد على أنه لا يتحدث من موقع الخصومة او المنافسة بل من موقع اللُّبنانيّ «الضنينِ» على بلاده ومستقبل أجياله، اعتبر أن المطلوب «إعلانٌ سياسيّ واضح يتكرّرُ كلّ يوم، في العلن والاجتماعات المغلقة، لتتبعُه خطوات سياسيّة وإداريّة واضحة لوضع هذه الأصول الفاجرة عند حدّها».
وتوجه لعون وسلام قائلا إنّ «رمي كرة النار هذه في حضن الجيش وحده لا يجوز؛ فمع عمل الجيش، هناك عمل سياسيّ، تصميم سياسيّ واضح وحاسم تجاه كلّ من يرفض تنفيذ قرارات الحكومة في 5 و7 آب. فليس من المنطق بمكان الطلب من الجيش الاهتمام ببعض الفروع، بالوقت الذي تصدح فيه الأصول علنا ويوميا، برفضها لقرارات الدولة، وباستمرارها في إعادة تأهيل بنيانها العسكريّ والأمني ، وتسايرونها على الرغم من كل ذلك بتمييع خطابكم السياسي، بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معها، وتلزمونها أنتم بتبنّي خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة بشكل واضح وصريح».
وخصّ جعجع الرئيس بري بجزء كبير من خطابه، فقال له: «لطالما تخاطَبنا بصراحة واحترام، لكنّ ما تقوم به بما يتعلّق بقانون الانتخاب تخطّى كلَّ حدود. ارحم المجلس النيابيّ والحكومة واللُّبنانيين جميعاً بتوقّفِكَ عن التعطيل، من خلال إحالة كلّ ما له علاقة بقانون الانتخاب إلى الهيئة العامّة في أسرع وقت لتتّخذ القرار المناسب».
ردود على جعجع
واستغربت مصادر وزارية «اللغة عالية النبرة» التي اعتمدها جعجع خلال مؤتمره، معتبرة أنه «بدل أن يلاقي الخطوة الكبيرة التي أقدم عليها الرؤساء الـ 3 بسيرهم بمفاوض مدني، وهو ما كان يريده جعجع ويسعى اليه، قرر مهاجمة الرئيسين عون وسلام ومطالبتهما بخطوات أكبر بملف حصرية السلاح». وأضافت المصادر لـ «الديار»:»يُدرك جعجع وسواه أن الرئيسين عون وسلام يسيران في حقل من الألغام وقد نجحا الى حد بعيد في تجنيب البلد لغما يطيحنا جميعا.. فبدل اللجوء الى خطابات باتت مكشوفة أنها لشد العصب الانتخابي قبل نحو 5 أشهر على موعد الانتخابات النيابية، الأجدى به اعتماد خطاب لتهدئة النفوس في مرحلة قد تكون الاخطر في تاريخ لبنان الحديث».
كذلك رد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على جعجع فقال:»بين دعوة قداسة البابا اللبنانيين قبل ايّام للسلام والعيش معًا وبين تهديد السيّد جعجع بقطع الرؤوس والتخلّص من البقايا والرواسب»، أيها المسيحيون أيها اللبنانيون ماذا تختارون؟!»
أما النائب طوني فرنجيه فتوجه لجعجع دون ان يسميه بالقول: «خلصنا مزايدات وادعاءات… ربما أكثر ما يغضب الحكيم أن العهد الحالي يُعيد بناء الدولة التي أرهقتها الانقسامات والمزايدات التي كان أحد أبطالها، وأن سياسة هذا العهد تثبت يوماً بعد يوم فعاليتها بهذه الظروف الدقيقة».
وتابع فرنجية: «الشعب قرف من الخطابات الرنانة التي لم تجلب إلا الهلاك، كفاكم الادعاء أن ما وصلنا اليه هو نتيجة نضالكم إلا إذا كنتم… ».



