قالت الصحف: لبنان بين الاستشارات النيابية الملزمة وانتظار رد الوسيط الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية
الحوارنيوز – خاص
ثلاثة أيام وتنطلق الاستشارات النيابية الملزمة فيما الاتجاهات غير محسومة، لاسيما موقف المملكة العربية السعودية التي ظهّرت حركة إعلامية واضحة بهذا الاتجاه، وإن كانت الغلبة، حتى الآن، لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي.
أما فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على الأفكار اللبنانية فإن موقفا ضبابيا يخيم على المشهد بإنتظار الأجوبة الرسمية.
ماذا في تفاصيل صحف اليوم؟
- صحيفة الأخبار عنونت:”ميقاتي ينتظر جنبلاط وجعجع… والتيار لن يسمي”
وكتبت تقول:” ثلاثة أيام فاصلة عن موعد الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة، والتي يُجمِع غالبية من يتفاوضون عليها على أنها ستكون «حكومة الفراغ» الذي سيسود بعدَ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. وعليه، صارَ ملموساً من النقاشات المكثفة على خطّ القوى السياسية أو خط نواب «التغيير» و«المستقلّين» أن البحث ليسَ عن اسم «الانتحاري» الذي يُمكن أن يقبل بالمهمة، بل حول خريطة تقاسم الحصص والحقائب بما يسمح لكل طرف بتكريس نفوذه في إدارة المرحلة المُقبلة.
وقد أظهرت الأيام الأخيرة استعصاء بلغَ حد الاستحالة في إمكانية التوافق على اسم مرشّح بين الكتل النيابية (حلفاء وخصوم)، ما رفعَ حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي مجدداً. وما يعزّز ذلك:
– فشل نواب «التغيير» (حتى الآن) في تسمية شخصية تحظى بإجماعهم، بينما لا يزال النواب المستقلّون منقسمين حولَ ميقاتي.
– افتراق في المقاربة بين حزب الله والتيار الوطني الحر. إذ إن الأول يتعامل مع تكليف ميقاتي على أنه تكليف الضرورة، ولا حاجة لفتح معركة حكومية على مجلس وزراء لن يعيش إلا بضعة أشهر، علماً أن «تسميته يوم الخميس لا تزال قيد الدرس»، وفقَ ما يقول مطلعون. في حين أن الرئيس نبيه بري لا يزال يحبّذ عودة ميقاتي، وهو يقيسها من زاويتين: فتح معركة على اسم جديد قد يؤخر تأليف الحكومة إلى ما بعدَ الانتخابات الرئاسية، وعدم إعطاء العونيين ما يريدونه… أي استبعاد ميقاتي. أما التيار، الذي فشِل في تسويق عدد من الأسماء التي طرحها، فتقول مصادره إن الاتجاه يوم الخميس هو «عدم التسمية».
وتوقفت بعض الأوساط عندَ موقف الحزب الاشتراكي الذي تحاول أوساطه الإيحاء أن تسمية ميقاتي «غير واردة» كما أن المشاركة في الحكومة غير محسومة، مستندة إلى ما قاله رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط خلال لقاءات السبت الماضي في قصر المختارة، عن أن «الواقع المؤلِم يحتاج إلى رئيس إصلاحي وحكومة إصلاحية»، معتبرة أنه «لا يقصد ميقاتي طبعاً»، إلا أن مصادر مطلعة على جو الاتصالات لفتت إلى أن «الرئيس بري لا يزال يتشاور مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وأن الأخير لم يحسم موقفه بعد».
على أن التشاور المستمر بين «الاشتراكي» و«القوات» يركز على كيفية تنظيم تسوية مع رئيس حكومة شرط أن يكون في مواجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وكل الاجتماعات بين الحزبين لا تُناقش خطة وبرنامج الرئيس المقبل، ولا مدى قدرته على المواءمة بين الكتل السياسية لتنفيذ مشاريع بحاجة إلى توافق سياسي، وعلى رأسها الكهرباء وحقوق المودعين والقوانين الإصلاحية المطلوبة دولياً وداخلياً لإعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، بل إن التركيز يصُب في البحث عن رئيس يكون رأس حربة مشروع سياسي مناهض لما مثله الرئيس عون في السنوات الست الأخيرة. ولذلك، تطرق الحديث أمس بين ممثلين من «الاشتراكي» و«القوات» على الاسم الأبرز الذي يمثّل مشروعهما، ولم يجدا أفضل من ميقاتي (مبدئياً) لانتدابه لهذا الدور. وبحسب مصادر مطلعة، يميل «الاشتراكي» أكثر إلى ميقاتي، بانتظار اقتناع «القوات» بالتصويت له، والتي لا تزال بدورها تبحث إمكانية ذلك من دون أن تتكبّد خسائر على المستوى الشعبي من جهة، والأهم عن الثمن السياسي والحكومي الذي ستُحصّله مقابل التسمية، على أن يكون الربح على حساب باسيل، بخاصة أن سمير جعجع هو الذي رفض الانضمام إلى الحكومة السابقة تحت عنوان عدم المشاركة مع قوى السلطة، بالتالي فإن دخوله إليها هذه المرة مع القوى السياسية نفسها سيكشف حجم ادعاءاته.
في هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن محادثات جانبية انطلقت بين ميقاتي و«القوات»، بدعم من «الاشتراكي»، تدور حول ما يُمكِن أن يقدمه ميقاتي من حقائب، لا سيما أن القوات تعتبر أن من حقها الحصول على نصف الحصة الوزارية المسيحية.
وقد حددت معراب يوم الثلاثاء موعداً للحسم على ضوء تلقيها جواباً حاسماً من رئيس حكومة تصريف الأعمال على أن يتبلّغ نوابها بالقرار يوم الأربعاء المقبل. وتضيف المصادر أن جعجع اقتنع بأن ميقاتي هو المرشح الجدّي الوحيد على الساحة بضوء أخضر فرنسي وعدم ممانعة أميركية ولا مبالاة سعودية.
- صحيفة الأنباء عنونت:” هل تأخر الوسيط الأميركي في نقل الأجوبة الإسرائيلية على الطروحات اللبنانية الأخيرة؟
وكتبت تقول:” في المبدأ لا مهلة معطاة للعودة بجواب، غير أن التأخير قد يحمل دلالات ويطرح تساؤلات. هل سيكون الرد رفضاً أم طروحات مقابلة؟ أم أن العدو الاسرائيلي سيعمد الى تمييع الوقت كي يكون قد بدأ العمل؟
وأياً كان الجواب، فإن لبنان يعيش على صفيح الاستحقاقات التي لا تنتظر لعبا على الوقت. فإذا كانت الساعات القليلة التي تسبق موعد الاستشارات النيابية الملزمة مفصلية لجهة تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فإن ما بعد التكليف لا يبدو أنه سيكون بالسلاسة المرتجاة.
مصادر سياسية توقعت في حديثها لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن لا ينال الرئيس نجيب ميقاتي أكثر من خمسة وستين صوتاً في الاستشارات يوم الخميس، معتبرة أن الرقم خمسة وستين قد يصبح بارومتر المرحلة السياسية المقبلة، لكنه ليس كافياً للتجاوب مع المطالب بأن تحكم الأكثرية، والمعارضة تعارض، لأن الواقع الجديد يعيدنا الى الانقسام الذي كان مسيطرًا قبل العام 2009 ما قد يؤخر تشكيل الحكومة ويعطل إنجاز الاستحقاق الرئاسي في تشرين أول المقبل.
عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي قال إن التكتل لغاية هذه اللحظة ليس بوارد تسمية الرئيس ميقاتي، لكنه لفت في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية إلى إمكانية حصول تطور ما في اجتماع التكتل يوم غد الثلاثاء قد يغيّر هذا الموقف. وبالمقابل يضيف طرابلسي: “ليس لدينا مانع ولا فيتو على أي إسم، سواء كان ميقاتي او غيره، فالمهم بالنسبة لنا ان تتشكل الحكومة وتبدأ بورشة الاصلاحات المطلوبة وتذهب للاتفاق مع صندوق النقد الدولي على مساعدة لبنان لإنقاذ اقتصاده من الانهيار، وأهم شيء التركيز على موضوع ترسيم الحدود البحرية بحسب ما تم إبلاغه للموفد الاميركي وذلك بموجب اتفاق الإطار الذي توصل إليه الرئيس نبيه بري مع الجانب الأميركي ويشمل الخط 23 ومساحة الـ860 كلم مربع وحقل قانا، وأقل من ذلك لا يمكن القبول به”، معتبرا الكلام عن تنازلات من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون “يأتي في سياق التشويش على موقف لبنان الرسمي”.
في المقابل، تحدث عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جهاد بقرادوني عبر “الأنباء” الالكترونية عن اجتماع سيعقده التكتل يوم الأربعاء المقبل، وفي ضوئه يتقرر اتجاه التكتل وما قد يتخذه من مواقف حيال استشارات التكليف.
من جهة ثانية لفت النائب ادغار طرابلسي بصفته عضوا في لجنة التربية النيابية الى موضوع الفلتان الخطير في المدارس الخاصة في ما خص الزيادات العشوائية التي بدأت بوضعها المدارس الخاصة دون موافقة لجان الأهل، التي يفترض أن تجتمع بموجب القانون 515 مع إدارة المدرسة قبل اتخاذ أية زيادة. وأضاف: “للأسف أصبحت المدارس الخاصة تفرض على أهالي الطلاب الرقم الذي يناسبها بالدولار الاميركي بالتزامن مع اجراء الامتحانات، ووضعهم امام خيار من اثنين إما الرضوخ للزيادة او رفض استقبال أولادهم في العام الدراسي المقبل”.
- صحيفة اللواء عنونت:” تيّار عون يتقاطع مع المعارضة باستبعاد ميقاتي!
4 مرشحين لرئاسة الحكومة… وتنافس أزمات بين الخبز والمحروقات”
وكتبت تقول:” فجأة، وبلا مقدّمات، اندفعت نهاية الأسبوع إلى الواجهة، ازمتان حياتيتان: واحدة متصلة بالمحروقات، ساعة أو أكثر بعد التاسعة، وإذا بالطوابير تنتصب امام المحطات التي قررت استقبال السيّارات، على الرغم من ارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى ما فوق الـ700 ألف ليرة لبنانية (أي أكثر من الحد الأدنى للأجور المعمول به رسمياً)، والثانية تتعلق بلقمة الخبز «المغمسة» ليس فقط، بالارتفاع اليومي لسعر الربطة، مع خفض الوزن، بل بامتناع غالبية الأفران في محافظات الجنوب والبقاع والشمال عن توفير الخبز، إذ لجأ العدد القليل من الأفران إلى «التقنين» وغابت معظم الأفران عن الخبز والتوزيع، وسط انقسام نقابات الأفران، وخلاف مستحكم مع وزارة الاقتصاد، والوزير في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، في وقت كان فيه وزير الطاقة في الحكومة عينها، يظهر على شاطئ صور، بين العموم.
ومع غياب وزارة الطاقة عن المشهد، تولت الشركات النفطية والموزعة الابلاغ، ان أزمة المحروقات مرشحة للانفراج اليوم، والتطمين ان لا أزمة، وان باخرة محملة بالبنزين رست في البحر لتفريغ الحمولة، فيما تولى الوزير سلام شن حملة كأداء يوجه محتكري الطحين، ومفتعلي أزمة الخبز، معتبرا انه المستهدف، من خلال افتعال أزمة الخبز والطحين، في ما الأنظار تتجه إلى توقيع اتفاقية استجرار الغاز مع مصر غداً، لتوفير زيادة في التغذية تصل إلى أربع ساعات يومياً.
وقبل ثلاثة أيام فقط، على جبهة تكليف شخصية تكلف تأليف حكومة جديدة، تأرجحت الصورة بين معلومات عن اتجاه لتأجيل الاستشارات النيابية، بطب من تكتل نيابي كبير، إلى موعد آخر غير الخميس في 23 الجاري، وبين تأكيد حصول الاستشارات وسط حركة لا تتوقف عن تحديد الخيارات، وتوجه القوى المناهضة لـ8 آذار لتسمية رئيس جديد غير الرئيس نجيب ميقاتي.
لكن الرئيس نبيه برّي، التقى نائب رئيس المجلس النيابي بوصعب، موفدا من بعبدا والتيار الوطني الحر، سارع إلى نفي علمه بطلب التأجيل، جازماً: «لم اسمع بهذا الأمر.. ولا علم لي به أبداً».
ورجحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن يفتتح الأسبوع الحالي بإتصالات الكتل النيابية بهدف حسم خياراتها قبيل المشاركة في استشارات التكليف.
وأشارت المصادر إلى أن المواقف تصدر تباعا وقد تحسم بعض الكتل قرارها قبيل ساعات من نهار الخميس، مشيرة إلى أنه لم تبرز أسماء جديدة مرشحة لرئاسة الحكومة، وسألت ما إذا كانت هناك من طبخة ما تظهر ام أن المشهد لن يتبدل لجهة التوجه بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي بعدد أصوات لا يتجاوز الـ ٦٥ صوتا أو أقل.
وبانتظار استكمال المشاورات في الساعات المقبلة، انتهت مشاورات الساعات الماضية على تقاطع التيار الوطني الحر (التيار العوني) مع مجموعات المعارضة، سواء الفردية أو الجماعية على استبعاد الرئيس ميقاتي من التسمية، على الرغم من ان هذا الموضوع حضر في اللقاء بين الرئيس برّي وبوصعب، ولم يحدث أي تعديل في الموقف.
ومساء وصل إلى بيروت الخبير الاقتصادي صالح نصولي، بعد الطلب إليه المجيء للتباحث معه بإمكان ترشيحه من قبل مجموعات نيابية وجهات فاعلة، إلى جانب السفير السابق نواف سلام مما يعني، ان عدد المرشحين (حسب النائب نعمة افرام) أصبح ثلاثة، قبل ان يحسم التيار الحر اسم مرشحه، فضلا عن الوزير سلام، الذي يرى نفسه مرشحا لتأليف الحكومة، باعتباره من الاتجاه التغييري، وهو أجرى التواصل مع جميع الأطراف.
إذاً اليوم، اسبوع الحسم لتقرير الموقف من تسمية رئيس مكلف تشكيل الحكومة الجديدة، قبل الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس المقبل، والتي اكدت مصادر القصر الجمهوري لـ«اللواء» انه من غير الوارد إطلاقاً تأجيلها خلافاً لما يجري تسويقه. ولهذا تسارعت الاتصالات واللقاءات واجتماعات الكتل لحسم الخيارات. فيما استمرت محاولات التوفيق وتقريب وجهات النظر بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وبين رئيس التيار النائب جبران باسيل. وفي هذا الإطار، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم السبت في عين التينة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب.
وفيما يُفترض ان يقرر تكتل نواب التغيير اليوم الاثنين موقفهم من موضوع الحكومة، ثمّة اتصالات لمحاولة التوافق بين بعض الاحزاب السياسية والتغييرين والمستقلّين والسياديين»، على شخصية واحدة يسمّونها في الاستشارات، إلاّ ان رفض بعض التغييريين ايّ تنسيق مع الاحزاب السياسية التقليدية، قد يحبط هذه المساعي.