قالت الصحف: لا رئيس اليوم ..فماذا عن مرحلة ما بعد الجلسة؟
الحوار نيوز – صحافة
حسمت الصحف الصادرة اليوم بأن لا رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية ،وطرحت الكثير من الأسئلة حول المرحلة المقبلة.
النهار عنونت: الجلسة الـ12: أزعور فائزاً… ولا رئيس
وكتبت صحيفة “النهار”: كما لو ان الاستحقاق الرئاسي بدأ البارحة وليس قبل عشرة اشهر من ضمنها المهلة الدستورية لشهرين، ومن ثم الفراغ الرئاسي المتمادي في شهره الثامن، بدا المشهد السياسي امس اشبه باستنفار غير مسبوق على مستوى القيادات الحزبية والكتل النيابية بما يعكس بلوغ الاحتدام والاحتقان ومناخ المبارزة سقوفا غير مسبوقة عشية انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم. واستوقف المراقبين والبعثات الديبلوماسية المتوثبة لمتابعة مجريات الجلسة وما اذا كان يمكن ان تشهد مفاجأة مدوية هي واقعيا مستبعدة استبعادا كاملا، ان الساعات الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالفرز الأكبر والاوسع للكتل والنواب منذ بدء الازمة الرئاسية، وهو فرز اتاحه وفرضه الاصطفاف الأكبر غير المسبوق حول المرشحين الحصريين رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس دائرة الشرق الأوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد ازعور. ذلك انه لولا كتلة نيابية محدودة “رمادية” او محايدة متفرقة الاتجاهات ظلت أصوات نوابها بلا حسم، لكان الفرز بين فرنجية وازعور طاول جميع النواب بلا استثناء، الامر الذي حمل دلالات قوية للغاية حيال حدة معركة يسلم الجميع بانها لن تنهي ازمة الفراغ، بل قد تفتح مسالك اشد تعقيدا في الازمة ولكن ما سيحصل اليوم سيكون بمثابة حسم معنوي وسياسي بالنقاط من خلال عدد الأصوات التي سيحصدها كل من المرشحين.
وقبيل ساعات من انعقاد الجلسة لم يعد ثمة شك استنادا الى اكتمال معظم الرصد لمواقف الكتل والنواب في ان البوانتاجات أعطت ازعور ارجحية مثبتة على فرنجية، ولو ان الجزم النهائي بالاعداد ظل صعبا لعدم القدرة على اثبات الوجهة النهائية لتصويت كتلة المترددين وغير المؤيدين للمرشحين فرنجية وازعور من جهة، كما لبقاء هامش غير قليل امام احتمال “تفلت” نواب من التزام التصويت لازعور ومنهم تحديدا “الخمسة المتمردين” او اكثر ربما داخل “تكتل لبنان القوي” الذين وجه اليهم رئيسه النائب جبران باسيل مساء امس تحذيرا واضحا حيال ضرورة التزام قرار قيادة “التيار الوطني الحر” والا اتخذت بحقهم الإجراءات اللازمة. ودارت الترجيحات الغالبة مساء على ارجحية ان يتجاوز عدد المصوتين لازعور 60 صوتا ( ذهب بعض مؤيديه الى توقع 63 ) في مقابل 45 الى 48 صوتا لفرنجية. وسواء تطابقت هذه الترجيحات مع عملية التصويت ام حصلت فروقات ملحوظة عنها فالثابت ان تقدم ازعور سيسجله المرشح الأول المتقدم بمثابة “رئيس بالنقاط” غدا في الدورة الأولى التي لن تليها دورة ثانية من شأنها ان تحمله او تحمل فرنجية في حال انقلاب الأمور، الى الرئاسة الأولى، علما ان ما بعد نتائج هذه الجلسة سيكون ثمة ميزان قوى نيابي جديد من شأنه ان يترك تداعيات ثقيلة على الفريق الداعم لفرنجية الا اذا كان هذا الفريق نجح في توفير مفاجأة في تقليص الفارق في الأصوات بين فرنجية ومنافسه .
باسيل
وفي مواقف القيادات السياسية برز اعلان النائب جبران باسيل “اننا لن نكون جزءاً من أيّ صراع له طابع تحريضي وهمّنا إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهوريّة مع علمنا أنّ هذا ليس كلّ الحلّ إنّما جزء منه”، مؤكّداً “أننا خارج أي اصطفاف داخلي أو خارجي ولسنا ضمن أيّ محور، واختلافنا مع حزب الله هو حول بناء الدولة وموضوع الشراكة الوطنية وسّع هذا الخلاف”. وأضاف “قرّرنا أن نكون على علاقة جيّدة مع قوى المواجهة من دون تحالف لأنّنا متّفقون على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.. في الإنتخابات الرئاسية قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة وإذا اخترنا مرشّحاً هل نتحوّل إلى جواسيس؟”. وتابع: “وافقنا على أزعور لأنّه غير مستفزّ وليس مرشح تحدٍّ لأحد” وأشار الى “اننا نتفهّم أن تكون لدى عدد من نوّابنا تحفظات وقرّرنا الخروج من خيار الورقة بيضاء واللاخيار وسنسعى لمحاولة تغيير موقف حزب الله من مرشّحه كما سنسعى مع الكتل المسيحية برعاية البطريرك لتأمين لمرشّحنا الحيثية المسيحية والوطنية وقرّرنا أن ندعم الوزير السابق جهاد أزعور”. كما أكّد “أنّنا منفتحون على الحوار قبل جلسة الغد وبعدها، ومدركون ألا رئيس إلا بالحوار والرئيس من دون برنامج ليس حلاً ولا نريد كسر التفاهم مع حزب الله ولو أنه لا يزال قائماً على “إجر وحدة”، مشدّداً على أنّه “ليس من مصلحة أحد تطيير جلسة قبل بدايتها أو طرح إشكاليات في بدايتها، ودعوا النتيجة الفعلية تظهر غداً كي نبني على أساسها في ما بعد الحوار”. وطالب باسيل “الثنائي” بـ”وقف التدخّل في شؤون التيار الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب في التيار على خيارات مختلفة”، واصفاً هذا الأمر بأنّه “منافٍ للأخلاق”.
بدوره شدد تكتل “الجمهورية القوية” على “ضرورة أن تكون جلسة 14 الجاري، الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، محملا “كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي” . وجدد التأكيد على قراره السابق بالتصويت للمرشّح أزعور داعيا نواب المعارضة جميعهم ، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات ، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله”.
من جهته توجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى النواب قائلا “خياركم سيحدد مسار المرحلة المقبلة،على الرغم من ان جهاد أزعور يتمتع بكل المواصفات المطلوبة في هذه المرحلة، المهم هو أن نعي جميعا أن القرار هذه المرة بأيدينا وليس أكبر منا وليس خارجياً. التصويت “لمرشح المقاومة” كما سمّاه محمد رعد بالأمس، هو تكريس هيمنة حزب الله على لبنان. التصويت لجهاد أزعور هو تعبير عن رغبتنا بصناعة مستقبلنا ومؤسساتنا واقتصادنا بعيداً عن العنف والفرض وتحت سقف الدستور. أما حرق الاصوات إن كان عبر أوراق بيضاء أو إسم خارج السباق فهو سيصب في خانة من يحاول أن يسخّف حجم انتفاضة نواب لبنان على واقع بلدهم.”.
موقف فرنسي
الى ذلك وفيما يعقد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان اجتماعا تنسيقيا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة قبيل توجهه الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو جولة افق تناولت الاوضاع في لبنان والمنطقة، والزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي. واستبقت باريس الجلسة اليوم ودعت لبنان إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانية للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر في مؤتمر صحافي إن فرنسا تدعو “إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”. وشدّدت على أن بلادها “تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر”. وأكدت أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستلتقي الجمعة سلفها جان-إيف لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام “مبعوثا خاصا إلى لبنان”. وأشارت إلى أن الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين. وأضافت لوجندر أن الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في “مهمته المحددة”، مشددة على أن الأمر ينطوي على “متابعة جهودنا من أجل خروج عاجل من الأزمة اللبنانية وهذا الأمر يعكس الأولوية التي تعطيها الدبلوماسية الفرنسية لهذه المسألة”. وشدّدت أيضا على أن لودريان سيضطلع بالمهمة الموكلة إليه “بتنسيق وثيق وبالتشاور” مع وزارة الخارجية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إلى أن أي موعد لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم “يبلّغ” بعد.
ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر إنه “يتعيّن علينا في بادئ الأمر أن نجري تقييما للجلسة البرلمانية التي ستعقد غدا (اليوم)”.
نولاند وبري؟
وفي اطار المواكبة الخارجية للجلسة تحدث تقرير اعلامي عن أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة الرقم ثلاثة في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، رأس ميقاتي بعد الظهر في السرايا جلسة لمجلس الوزراء وذلك لاعداد ورقة لبنان الى مؤتمر بروكسيل للنزوح السوري، وتم اقرار العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان في قضية السيدة الاوكرانية انا كاساكوفا. وتحدث ميقاتي في بداية الجلسة فأكد “ان جلستنا تنعقد في اجواء سياسية محمومة وضاغطة عشية انعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، وكلنا أمل جميعا بأن تتم العملية الديموقراطية بطريقة صحيحة وينتخب رئيس للجمهورية، ولكن للاسف فان المعطيات الظاهرة توحي بعكس ذلك، وتؤشر الى استمرار التباينات بين اعضاء المجلس والكتل النيابية، وبالتالي استمرار المراوحة السلبية التي تمنع اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية.أمام هذا التحدي الكبير علينا أن نمضي في العمل لمعالجة الملفات الاساسية وتسيير عجلة الدولة ،ضمن الامكانات المتاحة، ونسعى بشكل اساسي الى مساعدة العاملين في القطاع العام على تمرير هذه المرحلة الصعبة”.
الأخبار عنونت: ما بعدَ الجلسة: فرنجية باقٍ والعين على فرنسا مجدّداً | خدعة «التقاطع» تنتهي اليوم
وكتبت صحيفة “الأخبار”: باتَ في حكم المؤكد أن الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب اليوم، لن تكون أفضل من سابقاتها التي أخفقت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤكّد أيضاً أن المرشح جهاد أزعور الذي تقاطعت عليه قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» سيسلك خطى سلفه النائب ميشال معوض، لكن بوتيرة أسرع. لن يحظى أزعور بدورة ثانية وثالثة ورابعة لخوض «معركته»، فهو ورقة «الليخا» الصالحة للاستخدام مرة واحدة لتخريب الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اليوم ينتهي ترشيح أزعور بعد أن قبِل بأن يكون أداة في لعبة أحجام. علماً أن داعميه يفترضون أن حصوله على 10 أو 15 صوتاً إضافية على فرنجية، سيجبر الطرف الآخر على الذهاب إلى التفاوض على خيار ثالث.
ما شهدته الأيام القليلة الماضية، بيّن أن فريق فرنجية كثّف جهوده لتقليص الفارق، سعياً إلى رفع عدد أصواته إلى أكثر من 50. لكنّ هذا الفريق يعرف أن النتيجة هي العودة إلى متاهة الوساطات والمبادرات في ظل الفراغ، أو أن يتطور النزاع السياسي الطائفي نحو مراحل أشد خطورة، خصوصاً مع تسويق جهات في «التقاطع». ان اتصالات الساعات الماضية اثمرت اقناع غالبية التغييريين بالتصويت لمصلحة ازعور ما يؤكد انه سيحصل على اكثر من 65 صوتا. وفي خلفية هذا الفريق، خصوصاً القوات وفريق 14 اذار ان المرشح يكون قد فاز ولا حاجة الى دورة ثانية، استناداً الى دراسة قانونية اعدها المحافظ السابق زياد شبيب واخرى للقاضي المستقيل بيتر جرمانوس. علماً أن امراً كهذا بمثابة اعلان حرب، ويصعب أن يسير به داعمون لأزعور، خصوصاً التيار الوطني الحر، وربما الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكانَ واضحاً في اليومين الماضيين أن كل الأطراف الداخلية والخارجية تنتظر جلسة اليوم للبناء على نتائجها، ومن ثم العودة إلى استئناف النشاط خارج المؤسسات. وباستثناء الحراك الذي قامت به السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو على المسؤولين لوضعهم في أجواء المهمة التي سيباشرها وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بعد انتهاء الجلسة، أتى بيان الخارجية الفرنسية، ليؤكد على دعوة فرنسا «إلى أخذ الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة». لكن، في المقابل، لوحِظ استمرار غياب سفراء الدول المعنية بالملف الرئاسي عن السمع، ونقلت مصادر على صلة بهم أنهم «ابتعدوا عن التواصل مع القوى الداخلية قبل الجلسة بانتظار ما سيحصل».
وبينما لفتت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أنها «ستلتقي الجمعة لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام مبعوثاً خاصاً إلى لبنان لإطلاعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين»، لفتت المصادر إلى أن «الفرنسيين خفّفوا من وتيرة التواصل مع الأفرقاء اللبنانيين لأنهم يريدون أن يرصدوا جلسة اليوم، على أن يعاودوا نشاطهم الأسبوع المقبل مع مجيء المبعوث الجديد». وفي هذا الإطار، نفت مصادر مطّلعة أن «تكون باريس قد بدّلت موقفها من التسوية، إذ لم تنقل عبر قنواتها الدبلوماسية ما يؤشر إلى ذلك، بل على العكس»، وقالت إن هذا الأسبوع سيحمل معه تطورات وحراكاً مكثّفاً مصدره باريس التي ستستقبل يوم الجمعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سليتقي ماكرون في قصر الإليزيه. ورجّحت المصادر أن يكون لبنان على جدول أعمال الطرفين، خصوصاً أن اللقاء سيأتي بعد الجلسة.
وحتى ساعات قليلة قبل موعد الجلسة، استمرت عملية جمع الأصوات التي ضمنت لفرنجية، نحو 46 صوتاً، مقابل 60 لأزعور الذي يعمل فريقه على استقطاب يرفع العدد إلى 65.
لكن هذه الأرقام ليست ثابتة وقد تخضع لمتغيّرات ومفاجآت تحصل داخل الجلسة التي ستتحكّم بها أصوات «الكتلة البيضاء» أو كتلة «الخيار الثالث»، وهاتان الكتلتان لم يتوقف أعضاء فيهما عن إقناع زملاء لهم بعدم الاصطفاف في أي موقع، خصوصاً بعدَ أن «سقط» بعض التغييريين والمستقلين في فخ الأحزاب والتيارات المعارضة التي ستستثمر أصواتهم في معركة الرئاسة مع الفريق الآخر لدعم موقعها التفاوضي ليسَ إلا، ومن ثم تعود إلى عقد تسوية سيكون هؤلاء حتماً خارجها.
أما بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، فقد علمت «الأخبار» أن نوابه المعترضين على ترشيح أزعور عقدوا اجتماعاً أمس للبحث في خيارات التصويت، لكنهم حرصوا على التكتم حول موقفهم، خصوصاً بعد التهديد المباشر الذي وجّهه إليهم رئيس التيار النائب جبران باسيل بقوله إن «عدم الالتزام بقرار التيار سيرتّب بعض الإجراءات». وكان باسيل قال إن ثنائي الحركة والحزب يعمل على تحريض نواب داخل التيار على التمرد، داعياً إلى «عدم التدخل في الشؤون التنظيمية للتيار». ودافع باسيل عن نفسه قائلاً: «مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله»، ودعا باسيل إلى الحوار قبل وأثناء وبعد الجلسة من أجل الوصول إلى رئيس توافقي لا يكون مفروضاً لا على المسيحيين ولا على الآخرين.
إشادة أميركية ببري
كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، أمس، عن إجراء «مكالمة هاتفية بناءة» مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول «الحاجة الملحة لانتخاب رئيس وسنّ تشريعات تسهّل الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي». وأعربت نولاند عن تقدير الولايات المتحدة «التزام بري بمحاولة الحفاظ على النصاب وعقد جلسات انتخابية مفتوحة، طالما أن الأمر يتطلب إنجاز المهمة».
اللواء عنونت: حسابات رقميَّة في البرلمان اليوم.. وحسابات دولية في موازين المصالح والضغوطات
باسيل يرمي «الأزمة داخل تياره» على الثنائي.. ومواجهة «حلف الخصوم» بالثلث النيابي المعطِّل
وكتبت صحيفة “اللواء”: من الأليزيه إلى مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة، قبل عين التينة والسراي الكبير وبكركي، مروراً بالضاحية الجنوبية وكليمنصو، وميرنا الشالوحي ومعراب، تتجه الانظار الى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. أما المكان فهو مبنى المجلس النيابي في ساحة النجمة وسط بيروت.. والحدث، لا يخفى: ليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع ان الدعوة هي لانتخاب الرئيس، بل لمعرفة المسار الانتخابي، قبل الدخول الى القاعة، وداخل القاعة، ثم عند توزيع اوراق الاقتراع الى آخر «العملية الجدية» التي يتابع اللبنانيون، بوصفها واحدة من اخطر المسلسلات التي تنغص عليهم حياتهم، وتثقل انتظاراتهم بما لا يريح.
كل فريق في الداخل، درس خياراته وقرر لمن تكون الاصوات، بانتظار الفرز الاخير لما يتراوح بين 29 و25 نائباً يدرسون خيار الورقة البيضاء، او المرشح الثالث منعاً للتصنيف ضمن نظام «الخندقة» بين مرشح محور الممانعة سليمان فرنجية ومرشح محور المواجهة جهاد ازعور.
وصدرت تعليمات للنواب بتجنيب الاشكالات او ما يسمى «بالاستفزازات» اقله قبل بدء الدورة الاولى، الى حين اعلان نتائج الفرز، وهذا ما كشف بعضاً منه النائب جبران باسيل، بعد اجتماع تكتله اذ دعا الى عدم الرد على ما اسماه التخوين.
اما في الخارج، فلعلّ الكشف عن زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى باريس، واجتماعه بعد غد الجمعة مع الرئيس ايمانويل ماكرون احتل حجر الزاوية في تجدّد الرهانات على تفاهم فرنسي – سعودي يسمح بالدفع باتجاه انتخاب الرئيس، ووضع لبنان على سكة التعافي، قبل ايام قليلة من وصول الموفد الرئاسي جان ايف لودريان (وزير الخارجية السابق) الى بيروت في مهمة مكوكية ليست قصيرة (من الاثنين الى الجمعة).
متابعة فرنسية أميركية
وقبيل وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو جولة افق تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة، والزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.
وفي باريس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن-كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، إنّ فرنسا تدعو «إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجدّ واغتنام الفرصة الّتي تُوفّرها للخروج من الأزمة».
وأعلنت لوجندر أنَّ وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، ستلتقي غداً الجمعة لودريان، وستطلعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين.
أضافت لوجندر: أن الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في مهمته المحددة، والأمر ينطوي على متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة. ولودريان سيضطلع بالمهمَّة الموكلة إليه بتنسيقٍ وثيقٍ وبالتشاور مع وزارة الخارجية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجيَّة الفرنسيَّة إلى أنَّ أي موعدٍ لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم يحدد بعد.
ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر: إنَّه يتعيَّن علينا في بادئ الأمر أن نُجريَ تقييماً للجلسة البرلمانيَّة التي ستُعقَد غداً (اليوم).
ووصلت الى باريس يوم امس الاول خلية الازمة السعودية من اجل لبنان التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري، لعقد اجتماعات مع المسؤولين عن خلية ازمة لبنان في الاليزيه للبحث في الملف الرئاسي. وذلك قبيل زيارة يقوم بها ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى فرنسا الجمعة، حيث سيستقبله الرئيس ايمانويل ماكرون.
وافيد أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت بالرئيس نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.(قناة الحدث).
ولعل المتابعة الدولية والعربية لم تقتصر على باريس والرياض، بل كان الملفت للانتباه توجيه أعضاء في مجلس النواب الأميركي داريل عيسى، ودارين لحود، وديبي دينغل، بصفتهم الرؤساء المشاركين للجنة الصداقة الأميركية اللبنانية في الكونغرس الأميركي، رسالة عاجلة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طالبوه فيها بالتحرك العاجل لجهة تأكيد الإدارة الأمريكية بشكل قاطع على أهمية اختيار رئيس يعبر عن تطلعات الشعب اللبناني والمضي قدماً بما يلزم من الإصلاحات الاقتصادية قبل فوات الأوان.
واعتبر النواب أنه إذا كان القادة البرلمانيون والنخب السياسية الأخرى غير قادرة على تطبيق دستور لبنان، وعدم تطيير النصاب القانوني، والسماح بجولات الاقتراع المتعددة اللازمة لاختيار رئيس، فإنه يجب على الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في المنطقة النظر في اتخاذ تدابير أكثر جدية.
واذا كانت حسابات الخارج، تتصل بالمصالح الكبرى للدول، والضغوطات الممكنة لوصول هذا المرشح او استبعاد ذاك المرشح، فإن الحسابات الداخلية تركزت على الارقام في مواجهة الاخصام.
ففي حين تتحدث المعطيات الرقمية عن ان المرشح ازعور ينطلق من قاعدة رقمية لا تقل عن 57 نائباً، ينطلق فرنجية من قاعدة رقمية لا تقل عن 45 نائباً، اي بفارق 13 صوتاً، ما لم تأتِ المتغيرات، خاصة لجهة تصويت النواب الرماديين لهذه الجهة او تلك او الاكتفاء بالورقة البيضاء بين 25 و20 نائباً.
وقالت مصادر سياسية ان جميع الاطراف تعلم بانه لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الانتخاب المحددة اليوم، وشددت على ان عنوان الجلسة هو اعطاء إشارة قوية للثنائي الشيعي، بانه لن يستطيع فرض رئيس للجمهورية، بمعزل عن مشاركة باقي الاطراف السياسيين ولاسيما منها المسيحية، مهما استعمل من وسائل التعطيل والتهديد والترغيب التي يلجأ اليها عادة لتحقيق اهدافه.
واشارت الى ان جلسة اليوم، تحدد حجم الاصوات النيابية، التي يستطيع، كل طرف توفيرها لمرشحه، ومن خلالها يمكن تحديد موازين القوى السياسية، بعيدا عما يروج وينشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من «بوانتاجات» لكل من مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية ومرشح المعارضة والتيار العوني جهاد ازعور، بعضها مضخم والبعض الآخر قريب من الواقع. الا انه لايمكن تجاهل الفارق بالاصوات النيابية المؤيدة لازعور من خلال مسح اولي للكتل والنواب المؤيدين له، والأصوات النيابية التي قد يحووزها فرنجية بدعم من الثنائي الشيعي وحلفائهما، وهي تظهر ان ازعور يتقدم على فرنجية، اقلها بعشرة أصوات نيابية، بينما تحتد المعركة بين الطرفين لتقليص عدد النواب المؤيدين لازعور الى أدنى من ذلك، في محاولة لتحسين موقع الثنائي الشيعي بالمنازلة قدر الامكان، وتقليص حجم القوى المعارضة والمتوافقة معها كالتيار الوطني الحر.
وتلفت المصادر الى ان كل المؤشرات والوقائع، تدل على ان ازعور، سيتقدم بفارق معقول عن فرنجية، وهو مايدفع الثنائي الشيعي إلى تهريب نصاب الجلسة الثانية، لتفادي تحقيق فوز الاول، مايعني ترحيل الانتخابات الرئاسية الى تاريخ لايمكن التكهن به، واطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم، ولكن الاهم هو مفاعيل الجلسة، التي قد تفتح باب التواصل بين مختلف الاطراف، للبحث عن صيغة وسطية، يطرح من خلالها مرشح مقبول من كل الاطراف، لكي يتم انتخابه للرئاسة، وهذا يعني تخلي الثنائي عن فرنجية والمعارضة عن ازعور، بعد استحالة انتخابات منهما للرئاسة.
ورجحت المصادر ان يعاود البحث بالملف الرئاسية، بعد قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان مطلع الاسبوع المقبل الى بيروت، ومايمكن ان يحمله من افكار لتقريب وجهات نظر الاطراف السياسيين، ولاسيما بعد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة المقبل الى باريس، وتأثير هذه الزيارة التي يتم التطرق فيها مع الرئيس ماكرون الى الوضع اللبناني، ولاسيما ملف الانتخابات الرئاسية.
وهكذا، بدأت تتكشف تباعاً مواقف الكتل النيابية المستقلة غير الحزبية، بين مؤيد لترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور ورافض لهما والورقة البيضاء، على ان تتحدد بقية المواقف اليوم قبيل جلسة الانتخاب.وعلى هذا استمرت عملية تعداد الاصوات لكل مرشح في دورة الاقتراع الاولى والدورة الثانية ووسط إمكانية فرط نصاب الجلسة إن لم تكن للاطراف توجهات واوراق تصويت مخفية تظهر خلال الجلسة. فيما بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان التحضير لزيارة بيروت الاسبوع المقبل لعرض الافكار الفرنسية الجديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي.
فقد أكد تكتل «التوافق الوطني» بعد اجتماعه امس، انه «يؤكد الموقف الذي اعلنوه في الجلسة السابقة بأنهم سيشاركون في الجلسة بتوجه موحد وهو التصويت لفرنجية». وقال في بيانه:عبّر المجتمعون عن قلقهم من ان تكون الجلسة كسابقاتها لا سيما مع غياب أجواء التلاقي والتوافق بين القوى السياسية والكتل النيابية المختلفة.وبكل الأحوال، فإن تكتل التوافق الوطني يجدّد الدعوة للتفكير جدياً بضرورة التلاقي والحوار بين كل المعنيين في لبنان على انه السبيل الوحيد لانتاج حالة توافق تزرع الأمل و تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وقال عضو التكتل النائب فيصل كرامي: الانقسام في البلد عامودي ولهذا نحن نشدد على الحوار، والرئيس نجيب ميقاتي قال لنا «ان البلد لا يمكن أن يكمل بهذا الانقسام وسنذهب الى فراغ ما بعد فراغ لا حكومة ولا حاكم ولا قائد جيش».
وتابع: سنلتقي كل الكتل لاقناعها بضرورة الحوار والجلسة (اليوم) هي محطة تجتر نفسها، ونحن سنواصل من بعدها العمل الجدي لكسر النمطية والجمود من أجل حوار للتوافق.
ويضم تكتل «التوافق الوطني» النواب: فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى وطه ناجي.
وكان اعضاء اللقاء قد زاروا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. ثم الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لشرح اسباب واهداف اطلاق التكتل.
وبالنسبة لنواب التغيير، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان أن الواقعيّة السياسيّة تُحتّم علينا اتخاذ القرار الأفضل، والرّئيس الحلم غير موجود حتى اليوم، لافتة إلى انها قرّرت إعلان تأييدها ونجاة عون صليبا لجهاد أزعور، و»سنُحاسبه في حال وصوله». وكشفت ان نوابا آخرين من المجموعة سيصوتون لازعور وبعضهم سيصوت لكنه يعتبر الاقتراع سرياً ولا يريد ان يعلن قراره مسبقا.
من جهتها، أكدت النائبة نجاة صليبا انها «تتبنّى ترشيح أزعور لأنه يؤمن بمنطق الدولة، وهو قادر على إعادة لبنان الى الحضن العربي وفتح آفاق التعاون مع المجتمع الدولي للسير بالحلول المطروحة».
واوضحت انها جلست والنائب ملحم خلف ساعات طويلة لمناقشة كل الامور التي تهم الناس واهمها موضوع التربية والصحة وانفجار المرفأ واستقلالية القضاء لمحاربة الفساد وتأمين العدالة لضحايا المرفأ، الى جانب قضية النازحين حيث قال انه سيضع استراتيجة كاملة للملف قبل ان يتحول الى تهديد وجودي.كذلك حل المشكلات الاقتصادية واموال المودعين.
بالمقابل اعلن عضو «مجموعة التغيير» ياسين ياسين في حديث اعلامي انه لن ينتخب ازعور ولاسليمان فرنجية وسيتجه الى خيارثالث في جلسة الانتخاب غداً، وقد يكون الورقة البيضاء. وكذلك الحال بالنسبة لعضو المجموعة النائب الياس جرادي.
من جانبه، اعلن النائب عبد الرحمن البزري ان النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت اساءت الى المرشحين انفسهم والى الاستحقاق الرئاسي ونحن لن نصوت غدا لكلا المرشحي ن.
بدوره، قال النائب سجيع عطية ان تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من الجلسة سنكون على الحياد والارجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس ان حصلت سننتخب.
وتردد ان ستة من نواب التيار الوطني الحر لن يصوتوا لازعور والاحتمال الاكبر ان يضعوا ورقة بيضاء في الدورة الاولى للإقتراع، وكذلك سيفعل بعض نواب التغيير.
وفي المواقف، رفضت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها برئاسة رئيسها رئيس المجلس نبيه بري « بشدة محاولات البعض تحويل هذا الإستحقاق الدستوري الى متراس لإستحضار مصطلحات العزل والتخوين، وحذرت من مخاطر محاولات البعض اليائسة لتحويل هذا الإستحقاق الدستوري والديموقراطي والبرلماني الى محطة للتخندق خلف محاور الإنقسام المذهبي والطائفي البغيضين من خلال إحياء مصطلحات العزل لهذا المكون أو التخوين لمكون اخر».
واهابت «بجميع القوى السياسية والكتل البرلمانية والزملاء النواب والإعلام بوجوب التحلي بالمسؤولية الوطنية في مقاربة هذا الإستحقاق وسواه من الاستحقاقات الاخرى».
وقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في كلمة متلفزة: في استحقاق الرئاسة قلنا لا للممانعة ولا للمواجهة ورفضنا خيار الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وخيار المعارضة. ولكن بالانتخابات على الشخص أنّ يختار ويصوّت وهكذا تحسب اصواته لصالح مرشّح معيّن.
اضاف: أنّه مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والاصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد ابدًا أنّ نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله.
واوضح باسيل: أزعور ليس مرشحنا الأفضل ومرشحنا الأفضل هو «نحنا». وأتفهم الانتقادات حول أن ازعور كان وزيراً في حكومة لم نوافق على سياساتها لكن هذا هو التنازل و»هيدا اللي كان متوفر» وهو مستقل ولم يعمل في السياسة ومن المعروف أنه يعارض سياسات رياض سلامة المالية.
واعلن «أنّ من لا يلتزم بقرار التيار سيكون قد خرج عن وحدته وقوته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا سيرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وأنا لا أصدّق بأن هناك من لا يلتزم بخيار التيار، وعدم الالتزام يرتب بعض الاجراءات.
وتابع: أدعو الثنائي الشيعي إلى وقف التخوين والضغط على نواب وقياديي التيار لأن هذا الأمر منافٍ لكل الأعراف الأخلاقية.
وغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «دولة الرئيس نبيه بري، الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشّح على ذوقه ودعوة كلّ الآخرين للحوار لانتخابه. من جهة ثانية، نحن بصدد إنتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية».
وأكد تكتل «الجمهورية القوية» بعد اجتماعه برئاسة جعجع عبر تطبيق «زوم»على «ضرورة أن تكون جلسة 14 الجاري، الجلسة النهائية التي تُفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، محملا كل مَن يُفقِد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي. وجدد التكتل التأكيد على قراره السابق «التصويت للمرشّح أزعور في جلسة 14 الجاري، داعيا نواب المعارضة جميعهم، خصوصاً الذين لم يتّخذوا موقفًا حتى الساعة، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله».
رؤية أفرام لإحياء لبنان
وفي تطور متصل بالاستحقاق الرئاسي عرض النائب نعمة افرام رؤيته «الاقتصادية لإحياء لبنان» في فندق فينيسيا، بحضور نيابي واقتصادي واعلامي، معتبراً ان الاقتصاد الحر ليس سبب الانهيار المالي، بل الاقتصاد الريعي وغير المنتج وغير المتوازن.
وقال:«إن الواقع الذي وصلناه اليوم مبكٍ، فمن كان يقول إن أبناء لبنان في القرن الـ 21 وأحفاد النهضة العربية والجيل التنويري الذي واكب القفزة التكنولوجية في العالم، يعيشون اليوم في هذا المستوى المتدني المأساوي من الحياة؟»
ورأى أن «الطريق نحو النهوض يجب أن تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية مع مشروع متكامل يعدينا إلى المكان الذي نستحق أن نكون فيه».