قالت الصحف: كيف سيدير ميقاتي استشارات التأليف بعد تكليفه اليوم؟
الحوارنيوز – خاص
وفقاً لافتتاحيات صحف اليوم بدا وكأن موضوع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي قد حسم ولو بنسبة أصوات “هشة” ،وتحول الحديث نحو استشارات التأليف وشكل الحكومة المقبلة.
ماذا في التفاصيل؟
صحيفة “النهار” عنونت:” ميقاتي بأكثريّة هشّة والتشتت سيّد الاستحقاق!
وكتبت تقول: بدا السؤال البديهي الذي برز عشية اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف اخر الحكومات في عهد الرئيس ميشال عون هو أي تداعيات ستترتب على اكثر المشاهد النيابية والسياسية تشتتاً الذي شهدته استحقاقات التكليف اقله طوال هذا العهد؟ وما اثر هذا التشتت ولو أدى في النهاية الى تكليف هش بأكثرية ضعيفة او “اقلية كبيرة” على مجريات التاليف؟
والحال انه من غير المستبعد ان يكون صاحب الارجحية في التكليف الرئيس نجيب ميقاتي نفسه، الذي بات يصعب تماما ان يتقدمه أي مرشح بعد تراجع فرصة السفير السابق القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام، وان يطرح السؤال السابق ذكره على نفسه في ظل المعطيات البارزة الاتية :
أولا: ان التشرذم غير المسبوق في اتجاهات ومواقف الكتل حتى من تحالفاتها العريضة بدد تماما القواعد السابقة التقليدية، فلن يكون امكان اليوم لبروز أكثرية موصوفة ثابتة ولو ان مجموع الكتل والنواب الذين يؤيدون إعادة تكليف ميقاتي يرجحون في النهاية تمرير تكليفه كـ”اقوى الضعفاء” بأكثرية هشة .
ثانيا: ان ترشيح السفير السابق نواف سلام ظل من دون قدرة او رافعة كبيرة كان يحتاج اليها من خلال تحالف معارض عريض تعذر، بل استحال، لأسباب عدة لم تكن مفاجئة. ولكن موقف “القوات اللبنانية” الذي اعلنه رئيسها سمير جعجع اكتسب طابعا مفاجئا لجهة الغمز من قناة سلام وعدم قيامه بمبادرة تؤكد استعداده لتحمل المسؤولية وتجاهله التواصل مع الأفرقاء الذين دأبوا على ترشيحه وكانت “القوات” في مقدمهم بما كشف عن تراكم ساهم في نزع الغطاء المعارض الجامع عن صورة سلام كمرشح .
ثالثا: ان جبهة المعارضة المشتتة تقابلها ضعضعة على جبهة 8 اذار حيث لم تبت بعد عقدة التباين بين “التيار الوطني الحر” وحليفه “حزب الله” بعدما فشلت محاولات اقناع “التيار” بترشيح ميقاتي الامر الذي سيرتب تداعيات فورية ستظهر غدا على خريطة التكليف الذي سيتسم بهشاشة ما لم تساعده أصوات النواب السنة القريبين من مناخ الحريرية .
رابعا: ثمة ظاهرة لن يمكن القفز فوقها بسهولة تتجلى في ان أكبر كتلتين مسيحيتين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” سيمتنعان عن تسمية أي اسم للتكليف. ومع انه من المتوقع ضمان عامل “الميثاقية” للتكليف المرجح لميقاتي من خلال نواب مسيحيين مستقلين فلن يقلل ذلك وقع استنكاف “القوات” و”التيار” عن التسمية.
اذا ستجرى الاستشارات اليوم في قصر بعبدا على وقع هذه المعطيات كما وسط توقع مواقف قد تتسم بطابع “مسرحي” في لحظات حرجة ولكن النتائج التي ارتسمت حتى ليل امس تشير بوضوح الى ترجيح حصول الرئيس ميقاتي على الأكثرية التي لن تكون كبيرة .
- صحيفة الأخبار عنونت: تكليف ميقاتي وتعديل وزاري
وتقول: وسطَ رجحان واضح لمصلحة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أجمعت المعلومات على حصول الأخير على ما يُقارب الـ 57 صوتاً نيابياً، بعدَ إعلان حزب «القوات» أمس امتناعه عن تسمية أي مرشح. وهو الأمر الذي يقول التيار الوطني الحر إنه خياره. وقد شبّهت مصادر نيابية عملية تكليف ميقاتي، بعد الاستشارات النيابية المُلزِمة التي ستبدأ اليوم في بعبدا (إذا لم يطرأ أيّ تطوّر)، بانتخاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مع فارق وحيد هو عدم تصويت كتلة «اللقاء الديموقراطي» له.
وإذ لم يعُد البوانتاج الذي سيخرج به ميقاتي هو الشغل الشاغل للقوى السياسية، بعدما تأكّد أنّ كل الأسماء التي خرجت إلى العلن كمرشحين، لم تكُن سوى محاولات للتشويش، بمن فيها اسم السفير نواف سلام، فإن المشترك الأبرز هو اقتناع الجميع بأن ميقاتي لن يؤلف حكومة جديدة، بينما كشفت مصادر بارزة لـ«الأخبار» عن «وجود اتفاق مبدئي غير علني بين القوى السياسية المعنية على إجراء تعديل وزاري».
وفي التفاصيل، قالت المصادر إن «التعديل الأولي الذي سيُجرى هو في المقاعد الوزارية من حصة السنّة، وتحديداً وزارتَي الصحة والاقتصاد»، وهناك «كلام يدور حول إعطاء واحدة من هذه الحقائب لنواب عكار السنّة، والأخرى للنواب السنّة الآخرين المحسوبين على رئيس تيار المُستقبل سعد الحريري». ورجّحت المصادر أن «يطال التعديل بعض الأسماء المحسوبة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو التيار الوطني الحر إذا أراد النائب جبران باسيل ذلك». أما في ما خصّ المقاعد الوزارية، فأشارت المصادر إلى أن «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سيطالب بالمقعد الدرزي الذي يشغله وزير المهجرين عصام شرف الدين (من حصة الوزير طلال إرسلان) مقابل إعطاء أصوات النواب الدروز الثقة لحكومة ميقاتي كي يتأمن الـ 65 صوتاً».
وهذه الحصيلة هي نِتاج تطورات الـ 48 ساعة الأخيرة، وهي على الشكل الآتي:
– زادَ الضغط الفرنسي – الأميركي من أجل إمرار ميقاتي، في موازاة تراجع سعودي لمسه زوار السفير السعودي في بيروت وليد البخاري. وقال ضيوف الأخير إنه كانَ أقلّ تشدداً عند ذكر اسم ميقاتي ولم يركّز على اسم سلام، بل أكد أن المملكة «تحترم خيار النواب السنّة ولو أنها لا تؤيد ميقاتي».
– موقف حزب «القوات» بعدم تسمية أيّ مرشّح، يعني إعطاء معراب «تمريرة» لميقاتي (الذي تجمعه بسمير وستريدا جعجع علاقة وطيدة تظهّرت في الانتخابات النيابية الأخيرة، وتحديداً في طرابلس). فضلاً عن أن خيار عدم التسمية أعطى إشارة جديدة على عدم رغبة السعودية في خوض معركة خاسرة ضد ميقاتي.
– فشل نواب «التغيير» بالتوصل الى توافق في ما بينهم على تسمية نواف سلام في الاستشارات الملزمة اليوم. ويسود معظم هؤلاء «مزاج» الورقة البيضاء، ما لم يطرأ جديد صباح اليوم، ولا سيما بعدما تراجع النائبان مارك ضو ونجاة صليبا عن تسمية سلام حفاظاً على وحدة النواب. وأكدت المصادر أن التشاور سيبقى مفتوحاً بين النواب، غير أن التواصل يقتصر على الهاتف، بعدما سيطرت السخونة والتضارب في المواقف على اجتماع أمس. واتّهم نواب من المجموعة زميلتهم بولا يعقوبيان بالتسبب في المشكلة بسبب إصرارها على طرح اسم نواف سلام تارة، وآخرين تارة أخرى في محاولة للقوطبة على نواب آخرين لضمّهم إلى مجموعتها.
– بعد إعلان «القوات» موقفه، لم يعُد في إمكان التيار الوطني الحر المناورة باسم نواف سلام. وتقول مصادر التيار إن «القرار لم يُحسم بعد»، لكن الأكيد أن «التيار لن يصوّت لميقاتي. فبين ميقاتي والفراغ، نختار الفراغ»، وهو ما فُهِم منه أن «الخيار سيكون ورقة بيضاء»، على أن يفاوض التيار الرئيس المكلف في شكل الحكومة وبرنامجها حتى يقرر المشاركة من عدمها، وبالتالي منحها الثقة أو لا.
– لم تبرز إشارات إلى أن مسار ما بعد التكليف سيكون سهلاً، بل إن تعقيداته يُرجّح أن تكون أكبر من التسمية، وسط توقعات بأن يتشدّد رئيس الجمهورية تجاه ميقاتي. ليس في عملية التأليف، وحسب، بل أيضاً في ما خصّ تصريف الأعمال في الفترة الباقية من عمر العهد، وخاصة أن ميقاتي كان قد التزم مع عون قبل تأليف الحكومة السابقة بحلّ عدد من الملفات؛ من بينها: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، التدقيق الجنائي والكهرباء ولم يلتزِم بأيٍّ منها.
- صحيفة الأنباء عنونت :”يوم استشارات التكليف لـ”لا تأليف”.. التعطيل “يدفن” ما بقي من العهد
وكتبت: قبل ساعات معدودة على الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس ميشال عون في بعبدا، ما زال المشهد السياسي غير واضح المعالم حتى الساعة لأسباب معلومة مجهولة، فلا الفريق الممانع قادر على تأمين أكثرية مقبولة لمرشحه الرئيس نجيب ميقاتي تجعله يقبل بالتسمية ويذهب الى تشكيل حكومة، ولا الفريق السيادي الذي وعد بإعادة توحيد صفوفه واتخاذ زمام المبادرة لإعادة التوازن السياسي في البلد، نجح في ذلك. ومهما اختلفت الأسباب فالمصيبة واحدة محورها تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية أكثر فأكثر، ما يجعل البلد مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
وبعد اعتكاف كل من تكتلي الجمهورية القوية ولبنان القوي عن التسمية لتكليف رئيس للحكومة، كشفت مصادر سياسية لجريدة “الانباء” الالكترونية أن الاسباب الكامنة وراء عزوف التكتلين المسيحيين تختلف لدى كل منهما، فالقوات تمنعن عن تسمية أي شخص لرئاسة الحكومة لاعتقادها ان عمر الحكومة القصير لا يستأهل البحث، وثانياً تذرعها بعدم التقاء القوى السيادية على مرشح قوي يستطيعون من خلاله منافسة الفريق الآخر، فيما التيار الوطني الحر يعود سبب عدم التسمية لديه إلى نوايا التعطيل التي لا يزال يمتهنها، وشروط المحاصصة التي يرفعها النائب جبران باسيل الذي يطالب بأربع حقائب هي الخارجية والطاقة والعدل والبيئة فيما يرفض ميقاتي ذلك، وهذا ما يكشف ملامح ما تبقى من عمر العهد الذي على ما يبدو يتجه إلى إعلان مراسم دفنه بالتعطيل وعدم التأليف.
في السياق، أشار عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن موقف اللقاء واضح بتسمية السفير نواف سلام، وقال: “كنا نتمنى التوصل إلى موقف موحد، وأن نذهب الى الاستشارات كقوى سيادية موحّدين اذا صح التعبير بالمعنى السياسي، وكان هناك حوار مع القوات وغير القوات لتوحيد الموقف والخروج بتسوية نتمكن من خلالها اخراج البلد من أزمته في هذه المرحلة الصعبة، لكننا لم نوفّق، فالقوات لديهم اعتباراتهم الخاصة، ونحن نقدر ذلك، والقوى الأخرى لم تحدد موقفها”.
وعن أسباب عدم تسمية ميقاتي، لفت عبدالله الى أنه “كل مرحلة ولها حساباتها، وهذه ليست المرة الأولى التي يسمّي فيها اللقاء نواف سلام”.
من جهته، رفض النائب السابق جوزف اسحق وصف موقف القوات بالرمادي، مبرراً عدم التسمية بعدم تمكن المعارضة من الاتفاق على اسم معين.
بدورها، النائبة المستقلة سينتيا زرازير أشارت عبر “الانباء” الالكترونية الى أن تكتل النواب التغييرين “أبقى اجتماعاته مفتوحة وهم يسعون للوصول الى الخيار الأسلم لمصلحة الشعب اللبناني، وإن اسم الرئيس المكلف ليس هدفا بالنسبة لنا، فالهدف هو مشروع الورقة الاصلاحية ومعالجة الازمة الاقتصادية والحياتية وتكليف شخص قادر على مواجهة المنظومة الفاسدة”.
وعن شكل الحكومة، طالبت زرازير “بحكومة انقاذية بمواصفات استثنائية بعيدا عن السمسرات والمحاصصة وتكون حكومة للشعب اللبناني”.
في ظل هذه الصورة يبدو مصير الاستشارات اليوم على المحك لناحية خروجها بتكليف لرئيس جديد للحكومة من عدمه، والساعات القليلة المقبلة ستوضح مصير الأشهر الأخيرة المتبقية من العهد.