قالت الصحف: كيف سيتعامل ميقاتي مع شروط باسيل للحكومة الموعودة والأزمات المولودة؟
الحوارنيوز – خاص
مع انطلاق الاستشارات النيابية غير الملزمة اليوم والتي يفترض أن يبدأها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للإستماع الى شروط وملاحظات الكتل النيابية حيال شكل ومضمون الحكومة الموعودة، تبرز في افتتاحيات صحف اليوم قضايا عدة ابرزها:
- شروط رئيس كتلة لبنان القوي جبران باسيل.
- تصاعد الأزمات المعيشية ،وفي المقدمة منها أزمة رواتب القطاع العام.
- استمرار التضييق الدولي على لبنان مع إشارة الى إمكانية زيارة موفد فرنسي قريبا الى لبنان.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت:” مسار “مدّ اليد” للتأليف وفرنسا تصعّد الضغط
وكتبت تقول: اذا كانت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم وقبل ظهر غد في مجلس النواب ستستهلك في معظمها للظهور الدعائي والإعلامي للكتل امام قواعدها اكثر من أي هدف جدي آخر، فان المعطيات الموثوقة تفيد بان ميقاتي شرع عمليا في الاستشارات الجدية وانه سيصعّد وتيرتها تباعا بحيث من المقرر ان يخصص هذا الأسبوع بكامله لـ”ضرب حديد” الاستشارات وهي حامية عل الرئيس المكلف يحقق رقما قياسيا في انجاز مسودة تشكيلته مطلع الأسبوع المقبل.
ولكن اتجاه ميقاتي الى اختصار زمن التأليف نظرا الى ضيق المهل الذي يحاصر مهمته عند مشارف الأشهر الأربعة الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون لا يعني اطلاقا ان طريقه معبد بالزهور، بل ان المشقات والمطبات وحتى الألغام تزرع هذه الرحلة الشاقة التي بدت تعقيداتها اول ما تبدت من النسبة الضئيلة المحدودة قياسيا لنسبة النواب الذين صوتوا لتكليف ميقاتي في مقابل نسبة عالية قياسية لم تسم أي مرشح او سمت مرشحين اخرين. وعشية بدء أسبوع الاستشارات بشقيها العلني والضمني، بدا واضحا ان شيئا لم يطرأ على خريطة الفرز السياسي والنيابي الذي عكسته عملية تكليف ميقاتي بما يعني ان كفة تأييد الانخراط في الحكومة العتيدة تبقى راجحة ومختلة الى جانب الثنائي الشيعي و8 اذار وعدد من النواب المستقلين، فيما باتت مروحة القوى غير الراغبة في المشاركة في الحكومة تتسع لكل من “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي والنواب التغييرين على الأرجح بالإضافة الى نواب مستقلين يدورون أساسا في فلك 14 اذار. اما “التيار الوطني الحر” فانه من الناحية المبدئية معارض لوصول ميقاتي الا اذا استعيدت تجربة عدم إعطاء ميقاتي التفويض بالتكليف تمهيدا للمقايضة والصفقة لاحقا عبر التأليف الذي يطرح حياله التيار شروطه ولو نفى ذلك تكرارا.
بهذه اللوحة تفيد المعطيات ان ميقاتي لن يمضي الى تكريس صورة أحادية الجانب بهذا الشكل المؤذي لحكومته عند أبواب استحقاقات من الطراز المصيري الحاسم مثل استكمال أولوية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومن ثم الانخراط في الاستعدادات للاستحقاق الأكبر المتمثل بانتخابات رئاسة الجمهورية الامر الذي يوجب صورة حكومة لا ترتسم حولها الشكوك والطعون والتساؤلات الداخلية والخارجية. وهذا ما سيملي وفق المعطيات على ميقاتي الاستعجال في وضع تشكيلة حكومية تكون صورة متطورة عن حكومة تصريف الاعمال مع سعيه بالقدر الأقصى الى تحقيق توازن سياسي عريض من ضمنها.
ويقول الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأنه سيمد يده لجميع الكتل النيابية والنواب “التغييريين” والمستقلين من دون استثناء أحد منهم. وسيستمع الى مواقفهم اولا في الاستشارات النيابية ولو كانت تحمل عنوان “غير الملزمة” حيث سيصغي لهم بإيجابية. وينطلق من مسألة ان الحكومة المنتظرة عمرها مئة يوم، ولذلك يستعجل تأليفها وإطلاق عجلاتها في اتجاه المواضيع والملفات الملحة التي تعالجها حكومة تصريف الأعمال. ولا يعني هنا بأن لا فائدة من وجود حكومة. ويبقى هدفه هو الحصول على ثقة البرلمان. وسيتم الاستماع بعناية الى كل ما ستقوله الكتل التي لم تسمه وفي مقدمها “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” و”اللقاء الديموقراطي”. ويتوقع سلفاً ان يكون سقف المطالب عالية. وسيضع الجميع امام مسؤولياتهم وخصوصا في هذا التوقيت.
ولعل التطور الأبرز الذي سجل ضمنا ومباشرة حيال الملف الحكومي جاء امس من بكركي حيث شكل موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مهمة ميقاتي اسنادا مسيحيا قويا بدا من خلاله الراعي، وفي غضون أيام قليلة بعد التكليف، كأنه يعوض برافعة بكركي الدعم المسيحي الذي افتقده ميقاتي من خلال امتناع كتلتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عن تسميته او تسمية أي مرشح اخر لتشكيل الحكومة. واتخذ هذا الموقف دلالات بارزة اذ قال الراعي بصراحة “كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، ولا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية. في كل حال نتوجه بالتهنئة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه. وندعو له بالتوفيق.
دوكان الى بيروت
وسط هذه الأجواء أفادت مراسلة النهار في باريس رندة تقي الدين انه من المقرر ان يصل الى بيروت قريباً ربما هذا الأسبوع بيار دوكان المنسّق الفرنسي للمساعدات الدولية للبنان، للضغط على المسؤولين للإسراع في الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد والأسرة الدولية. وقال مصدر فرنسي مسؤول لـ”النهار” إنه حان الوقت لحكومة تصريف الأعمال وللبرلمان أن يعملا وينفّذا المطلوب من صندوق النقد الدولي وعدم الانتظار لتشكيل حكومة. وتسود قناعة على صعيد المسؤولين في باريس، سواء في الإليزيه والخارجية الفرنسية، أن بإمكان حكومة تصريف الأعمال أن تبادر بالإصلاحات وأن يتحمّل البرلمان مسؤولياته ويصوّت على قوانين مطلوبة من صندوق النقد. يقول مسؤول رفيع لـ”النهار”: هناك قانون رفع السرّية المصرفية المطلوب من الصندوق ينتظر للتصويت عليه، ينبغي الإسراع في تنفيذه. ويتابع المسؤول الرفيع أنه ليس هناك أيّ عذر ولا حجّة مقبولة لعدم تبنّي هذا القانون الموجود لدى البرلمان كما باقي القوانين والمشاريع المطلوبة من صندوق النقد. باريس تجري تعبئة لدى شركائها في السعودية والولايات المتحدة لمساعدة لبنان ولكن لا يمكن جذب المزيد من المساعدات إن لم تُنفّذ الإجراءات المطلوبة من صندوق النقد الدولي.
وقال المصدر إن باريس ستزيد الضغط على القادة اللبنانيين من أجل حثّهم بإلحاح على القيام بما هو مطلوب لإخراج لبنان من المأزق.
- صحيفة اللواء عنونت:” ميقاتي يتجه لتجاوز شروط باسيل… وبعبدا خط دفاع أول! / إخراج 6 وزراء من الحكومة المستقيلة… وتأخير الرواتب يُهدّد بـ«اشتباكات”.
وكتبت تقول:” يباشر اليوم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رحلة جديدة «بالقطار السريع» تنطلق من مجلس النواب عبر الاستشارات النيابية حول شكل الحكومة، والمطلوب منها، والمشاركة أو عدم المشاركة فيها، على ان تنتهي غداً، مما يجعل التشكيلة المعدة أو التي قيد الاعداد، تخضع لرتوش قبل الصعود إلى بعبدا للتشاور أو لتقديم التشكيلة التي يستعجلها البطريرك الماروني بشارة الراعي، مطالباً الجميع بالتعاون مع الرئيس المكلف لأن البلد بحاجة إلى تشكيل حكومة وطنية على مستوى الأحداث، تُعزّز النزعة الاستقلالية وتعيد الثقة، مطالباً بانتخاب رئيس للجمهورية يكون إنقاذاياً.
بالتزامن، تواجه البلاد، أزمة غير مسبوقة، في عز أيام الحرب، أو الحروب الصغيرة والكبيرة، تتعلق باحتمالات كبيرة بتأخير رواتب موظفي ومتقاعدي القطاع العام من مدنيين وعسكريين، وسط بداية ظهور بوادر اشتباك بين متقاعدي «القوات العسكرية» وموظفي الإدارة العامة على خلفية عدم تحويل الرواتب اليوم أو غداً للموظفين، والمتقاعدين بصورة خاصة، مع اقتراب شهر حزيران من نهايته الخميس المقبل.
وفي حين، دعت رابطة موظفي الإدارة العامة إلى الاستمرار في الإضراب المفتوح، والمشاركة في اعتصام مركزي امام مرفأ بيروت، يوم غد عند الحادية عشرة قبل الظهر.
وأشار أمين سر «الهيئة الوطنية لمتقاعدي القوى المسلحة» عماد عواضة إلى تحركات واسعة، ونصب الخيم والاعتصامات المفتوحة، بالتنسيق مع الاتحاد العمالي والنقابات المهنية والقطاعية، بما في ذلك روابط الإدارة العامة والأساتذة، محذرا من دخول مبنى وزارة المال ومصلحة الصرفيات، اعتبارا من الجمعة المقبل، إذا جرى تأخير لرواتب العسكريين المتقاعدين، مطالباً بإقفال الوزارة بعد دفع الرواتب.
المشاورات غير الملزمة
مع تحضير الرئيس نجيب ميقاتي نفسه للمشاورات النيابية غير الملزمة التي يجريها بعد ظهر اليوم ويستكملها غدا الثلاثاء لمعرفة اراء النواب بتشكيل الحكومة، كادت نهاية الاسبوع تمر هادئة سياسياً لولا تصعيد حزب الله ضد المملكة السعودية، فيما بقيت ازمة الخبز تتفاقم مع شح كبير في الافران والمحلات، واذا وجدت الربطة فبسعر يتراوح بين 30 و40 الف ليرة، بينما وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام يكتفي بتهديد التجار وتأكيد وجود القمح المدعوم في المخازن بما يكفي لشهر او شهرين، ونقابة الافران ترد الشح الى عدم صرف اعتمادات دعم القمح لتتمكن المطاحن من توفير الطحين.
وبالانتظار، يترقب لبنان زيارة غير محددة الزمان للموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة الملف اللبناني بيار دوكان الى بيروت، لكن مصادر رسمية قالت لـ «اللواء»: ان الزيارة غير مؤكدة حتى الآن ولم يُحدد أي موعد لها، ولو انها قيد التداول في اروقة قصر «الاليزيه» الرئاسي الفرنسي.
- صحيفة “الجمهورية” عنونت: الحكومة بين الجامعة والمعدلة.. وإتصالات ناشطة لاستنقاذ رواتب القطاع العام
تقول: يدخل لبنان اسبوع تأليف الحكومة الجديدة استناداً الى المشاورات النيابية والسياسية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في مجلس النواب وخارجه اليوم وغداً وبعده، وسط توجّه إلى الأسراع في التأليف لأنّ “ترف الوقت” لم يعد متاحاً امام الجميع، حسبما كان أعلن ميقاتي إثر تكليفه، وهو يطمح الى تأليف حكومة جامعة اذا تسنّى له، وإذا تعذّر عليه ذلك سيذهب الى خيارات اخرى، منها ان تكون حكومته الحالية منقّحة او معدّلة بتغيير بعض الوجوه فيها تبعاً لطبيعة المرحلة والمشاورات التي سيجريها مع المعنيين، وذلك في حال ظلّ الذين لم يسمّوه في الاستشارات على رفضهم المشاركة في الحكومة حسبما كانوا اعلنوا قبل اعلانه “اليد الممدودة” وبعده. ويُنتظر ان تجري المشاورات على وقع اضراب موظفي الإدارات العامة المفتوح، الذي من شأنه إذا لم يُعالج، ان يحول دون قبض الموظفين في القطاع العام والمؤسسات العسكرية والأمنية رواتبهم نهاية الشهر الجاري.
وعُلم ايضاً انّ استشارات ميقاتي ستشمل 129 نائباً وليس 128، اما النائب الإضافي “مجازاً”، فهو المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي سيحضر بهيئته الادارية بناءً على دعوة الرئيس المكلّف الذي أراد توسيع بيكار المداولات والاستماع الى رأي المجلس المعني، انطلاقاً من موقعه وتركيبته، بالمساهمة في الخروج من النفق.
إلى ذلك، قالت اوساط سياسية معارضة لـ”الجمهورية”، انّ استشارات التأليف ستنطلق اليوم وسط ثلاثة سيناريوهات أساسية يتمّ الحديث عنها في الصالونات السياسية والإعلام:
ـ السيناريو الأول، يرتكز على فكرة انّ الرئيس المكلّف لن يشكّل حكومته الرابعة، فيحافظ على صفتي رئيس مكلّف ورئيس حكومة تصريف أعمال لثلاثة أسباب أساسية:
ـ السبب الأول، كونه يدرك تعقيدات التأليف وما يثيره من انقسامات وخلافات سعياً إلى حكومة ستتحوّل سريعاً حكومة تصريف أعمال، فيما حكومته الحالية في إمكانها القيام بهذه المهمة على أفضل وجه، خصوصاً انّها منسجمة ولم تبرز الخلافات داخلها، فلماذا يستبدلها بحكومة سياسية وغير مضمونة والوقت لن يسعفها لممارسة دورها الأصيل.
ـ السبب الثاني، كون ميقاتي يفضِّل التفرُّغ لمعالجة الأزمة المالية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي بدلاً من التفاوض مع القوى السياسية حول تأليف حكومة غير مضمون تأليفها في هذه الفترة القصيرة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، لأنّ التفاوض الأول قد يخفِّف من حدّة الأزمة المالية، فيما التفاوض الثاني يؤدي حكماً إلى مفاقمتها.
ـ السبب الثالث، كونه يدرك انّ مطالب فريق العهد لا تعدّ ولا تحصى في آخر حكومة في هذا العهد، ومجرّد التفاوض معه يعني الاصطدام بشروطه ومطالبه، والوصول إلى تأليف حكومة سيعطي الانطباع بأنّه انصاع لشروط العهد، الأمر الذي ينعكس سلباً على ميقاتي داخل البيئة السنّية وامتداداتها الخليجية.
ـ السيناريو الثاني، ان يتقاطع “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على ممارسة الضغوط السياسية على الرئيس المكلّف من أجل تأليف حكومة تلبّي شروطهما السياسية، حيث انّ الحزب يريد ان يطوي صفحة حكومات الاختصاصيين التي فرضتها الثورة ولو مع حكومة عمرها قصير، والهدف من القطع مع هذا النوع من الحكومات هو الربط مع العهد المقبل الذي يجب ان تبدأ انطلاقته بحكومة سياسية بامتياز، فيما حسابات التيار تتلخّص بخوض الاستحقاق الرئاسي من موقع متقدِّم حكومياً، وانتزاع ما يمكن انتزاعه من تعيينات تدعِّم وضعيته في المرحلة المقبلة، وان يكون النائب جبران باسيل في موقع من ينوب عن العهد في مرحلة الفراغ الرئاسي. وكل المواقف الصادرة عن “الحزب” و”التيار” تشدِّد على ضرورة التأليف، ولم يُعرف بعد ما إذا كان “الحزب” سيذهب حتى النهاية في سعيه للتأليف، أم سيكتفي بمسايرة التيار، ولن يكون منزعجاً في حال تألفت حكومة جديدة ام لم تتألف.
ـ السيناريو الثالث، ان تتظاهر معظم القوى السياسية بحرصها على تأليف حكومة جديدة تطبيقاً للدستور وتفعيلاً للحياة السياسية وتصدّياً للأزمة المالية، لأنّ حكومة تصريف الأعمال غير قادرة على تحمُّل أعباء الأزمة وتحدّياتها، فيما معظم هذه القوى تدرك في قرارة نفسها صعوبة التأليف في مدة قصيرة، فضلاً عن انّ الأولوية تحولت إلى الانتخابات الرئاسية، التي ستتصدّر من الآن فصاعداً كل المتابعة والنقاش والتحضير والتهيئة السياسية.
ورأت الاوساط المعارضة نفسها، انّه “في مطلق الحالات فإنّ عنوان التأليف سيبقى من العناوين المطروحة بقوة إلى حين الدخول في المدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية مطلع ايلول المقبل”.