قالت الصحف: كلام عن خيار رئاسي ثالث وعودة إلى نقطة الصفر
الحوار نيوز – صحف
مع نهاية جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان برز كلام عن خيار رئاسي ثالث وعودة إلى نقطة الصفر،فيما ترصد الساحة السياسية الخطوة المقبلة.
النهار عنونت: تصاعد “الخيار الثالث” والأزمة بين البابا وماكرون
وكتبت صحيفة “النهار”: بدا ممكنا استخلاص نهايات الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عشية مغادرته بيروت اليوم بنتيجة يتيمة ولو انها تكتسب دلالة بارزة لجهة تبدل مسار المبادرة الفرنسية وهي “تطور” التلميح الى التصريح بضرورة الاتجاه الى “الخيار الثالث” رئاسيا او “المرشح الثالث”. لم تنه هذه الخلاصة بطبيعة الحال “معضلة” الانقسام العمودي حول “الحوار” الذي بدا لودريان مستوعبا اكثر موقف المعارضة الرافض له خصوصا بعدما عاين في دارة السفير السعودي وليد بخاري كثيرا من مواقف النواب السنّة تماهوا في طرح التساؤلات وحتى الشكوك في جدوى الحوار ولو انهم لم يرفضوه. ولذا كانت استعارة لودريان لتعبير النقاش بدلا من الحوار اشبه بلجوء الى تدوير الزاوية علّ وعسى تنفع في استيلاد مسلك تسووي بين رفض مطلق للحوار ومسعى لتزامن جلسات تشاور محدودة في الزمن مع تحديد موعد للجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وعلى أهمية بعض الدلالات التي اكتسبها تصاعد بروز “الخيار الثالث” خصوصا عقب اللقاء في دارة السفير السعودي وليد بخاري وما اثاره من جدل وربما من استنتاجات متعجلة الكشف عن زيارة بدت كأنها استثنائية الطابع قام بها امس رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس “تيار المردة” ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية في دارته في بنشعي من دون تسرب أي معلومات عن مضمونها ولو قيل انها مقررة منذ فترة، ستتجه الأنظار مع نهاية الجولة الثالثة للودريان في بيروت الى محطة أساسية في كشف المسار المقبل بعد هذه الجولة الى الاجتماع المقبل لممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك الثلثاء المقبل. اذ انه من المرتقب ان يكون لودريان الذي سيختم زيارته اليوم بلقاء ثان مع الرئيس نبيه بري، زود بلاده تقريرا عاجلا عن حصيلة جولته الثالثة على ممثلي القوى اللبنانية. وفي ظل هذا التقرير ستعقد اللجنة الخماسية اجتماعا على هامش افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة ويرجح ان تصدر بيانا جديدا ينطلق من استكمال روحية بيان الدوحة الذي أصدرته في اخر اجتماع لها.
على ان اللافت في التطورات الخارجية المتصلة بالازمة اللبنانية انه قبل ان ينهي لودريان زيارته لبيروت، اعلن مصدر رئاسي فرنسي في باريس ان البابا فرنسيس سيقوم بزيارة لمرسيليا بين 22 و 23 أيلول الحالي وسيكون له وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء يتناول خلاله الملف اللبناني من كل جوانبه. وأشار المصدر الى ان البابا والرئيس ماكرون يعتبران ان الوضع في لبنان مقلق للغاية وان البابا كان يود زيارة لبنان لكن الفراغ الرئاسي أجل هذه الزيارة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
اليوم الثالث
بالعودة الى وقائع اليوم الثالث من جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، فان ابرز محطاتها كان في مقر اقامة السفير السعودي في اليرزة حيث التقى 21 من اصل 27 نائبا من النواب السنّة بحضور السفير وليد بخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. والقى المفتي دريان كلمة شكر فيها السفير بخاري على دعوته وشدد على “أهمية دور المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين، واكد ان “النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع”، وقال: “لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة، ونؤكد أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع”. وختم: “ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات”.
بدوره دعا لودريان الى “أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي”، ورأى ان “الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح”.
ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين “ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل”، وأشادوا بـ “الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية”.
وكشف النائب وضاح الصادق بعد الاجتماع، ان لودريان عاد وأكّد ان جلسة 14 حزيران لم توصل اي مرشح لذلك نحن بحاجة لفتح نقاش من اجل الوصول الى مرشح آخر. من جانبه، نفى النائب عبدالعزيز الصمد الأخبار التي تحدّثت عن انسحاب تكتله والنائب كريم كبارة بعد الخطابات التي أُلقيت في السفارة السعودية، مؤكداً أنّ “الاجتماع كان قد انتهى عند مغادرتهم”. وكشف الصمد لـ”النهار”أنّ “البحث تركّز حول الحوار ومقبوليته، لكنّه لم ينتهِ إلى إجماع بحيث تمسّك كل نائب بوجهة نظره الخاصة”. وأوضح أنّ كلام المبعوث الفرنسي كان عامّاً خلال الاجتماع، وتحدّث عن أهمية انتخاب رئيس وتفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ في لبنان، مؤكداً أنّه لم يتحدّث عن خيارات رئاسية أو عن أسماء مرشحة ومبادرة خاصة”.
يشار الى انه غاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.
وكان لودريان زار صباحا بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد لضيفه “ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية.” . كما التقى الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، كما التقى النائب غسان سكاف الذي اعلن من دار الفتوى انه قدم ورقة للوزير لو دريان “من اجل الحث على الدعوة لانتخاب رئيس جمهورية، ونحن كنا قد طلبنا من الرئيس بري ان يقوم بدعوة مع تاريخين: الدعوة الأولى للحوار الوطني بجولات حوارية متتالية لمدة سبعة أيام. والتاريخ الثاني هو دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة انتخاب ودورات متتالية. اذن جلسات حوارية متتالية لسبعة أيام، ثم جلسة في دورات متتالية الى حين انتخاب رئيس جمهورية من دون إسقاط النصاب ومهما كانت نتائج الجولات الحوارية”.
عين الحلوة
في غضون ذلك ظلت فصول “حرب مخيم عين الحلوة” في واجهة المشهد الأمني اذ تواصلت الاشتباكات بين مد وجزر. واعلن عن اتفاق جديد لوقف النار بوساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل في عين التينة، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” الدكتور موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي ثم استقبل عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد، بحضور سفير دولة فلسطين اشرف دبور.
واعلن الأحمد: “آمل بالفعل ان يتم الالتزام فورا بوقف اطلاق النار واخلاء المدارس حتى يتمكن طلبة ابناء المخيم الست آلاف من استئناف الدراسة، ونحن سنساعد الاونروا بسرعة لتصليح المدارس من الاضرار التي تعرضت لها. وايضا اقول إننا مستعدون لان نساعد ونتعاون مع الدولة اللبنانية بكل اجهزتها من اجل تسلمها للمجرمين القتلة ليأخذوا جزاءهم في القضاء اللبناني.”
وتفقد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ونوه العماد عون بـ”صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء”.
ومساء استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط في كليمنصو عزام الأحمد يرافقه السفير أشرف دبور وأمين سر الحركة في لبنان فتحي أبو العردات، بحضور الوزير السابق غازي العريضي ومسوؤل الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم . وبعد اللقاء أكد جنبلاط أن ما يجري يستهدف كل الشعب الفلسطيني في الشتات بأن يشرّد مجدداً، وقال: “لا بد أولاً من تسليم المطلوبين بالاغتيال للمسؤول الفلسطيني في المخيم، ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، وكُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بد من إقالة السيد باسل الحسن من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتثبيت شخص آخر موثوق كي نعود إلى حوار جدي تتحمل فيه كل الجهات مسؤولياتها”.
الأخبار عنونت: لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر
وكتبت صحيفة “الأخبار”: انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات. وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر.
وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي.
لودريان اختتم جولته الثالثة بزيارة منزل السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، على هامش لقاء تكريمي لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، دعي إليه النواب السنّة.
وبدا لقاء اليرزة مع «الشرعيتين الدينية والتمثيلية» للسنّة في لبنان خطوة مقصودة للإشارة إلى تفعيل حضور المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني. وبعد خلوة لنصف ساعة، ضمّت البخاري ودريان ولودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو، انتقل الجميع الى قاعة كبيرة حيث كانَ في انتظارهم النواب السنّة (باستثناء: إبراهيم منيمنة، أسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور). وقالت مصادر نيابية إن لودريان والبخاري أوحيا بأن «انتخاب رئيس للجمهورية ليس قريباً»، كما حاول لودريان إفهام النواب بأن «الأمور عادت إلى النقطة الصفر»، لافتاً إلى «ضرورة البحث عن مرشحين توافقيين، حيث لا إمكانية لوصول أيٍّ من الأسماء المطروحة». ودعا النواب للذهاب الى الحوار قائلاً: إذا «كانت كلمة حوار مستفزة للبعض، فاعتبروه لقاء تشاورياً». أما السفير السعودي فأشار إلى أن «وجهة النظر السعودية هي التي أثبتت واقعيتها، لأن المملكة تملك خبرة كبيرة في الملف اللبناني»، لافتاً الى «أننا منذ البداية طالبنا برئيس على مسافة واحدة من الجميع ويرضي الجميع»، مشدّداً على «تطابق وجهتَي النظر السعودية والفرنسية تحت سقف موقف الخماسية».
وقالت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، إن «لودريان أكد أنه سيعود الى بيروت في جولة جديدة، وإن مهمته المقبلة في السعودية لن تشغله عن دوره في إدارة الملف اللبناني، ملمحاً الى «مبادرة جديدة».
في السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة إلى «تناقض في المداولات التي قام بها لودريان»، كاشفة أنه «خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يلمّح أبداً الى انتهاء المبادرة الفرنسية، بل سأل فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل»!
ميقاتي إلى أميركا
من جهة أخرى، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الحصول على مواعيد مع المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال زيارته المرتقبة لنيويورك لترؤس وفد لبنان الى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعدما أشيع أن ميقاتي ممنوع من دخول الولايات المتحدة، ولم يحصل على تأشيرة منذ وقت غير قصير، قالت مصادر مطلعة إنه «بحث مع وفد صندوق النقد الدولي، الذي زار بيروت قبل مدة، في توجيه دعوة إليه لعقد اجتماعات مع إدارة الصندوق في العاصمة الأميركية، وإنه يعتبر إقرار مشروع الموازنة الخاص بالعام المقبل في الموعد الدستوري إشارة إيجابية على طريقة تعامل حكومته مع طلبات الصندوق.
الجمهورية عنونت: ٤ نقاط تختصر حركة لودريان.. وشيا تُحذِّر من “الأخطر“
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: … «وكأنه لم يَأت». هكذا وصف مرجع سياسي لـ«الجمهورية» خلاصة زيارة موفد الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان للبنان وجولاته على القيادات اللبنانية المتمترسة خلف مصالحها وحساباتها الذاتية والمعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية بدون حوار ولا أفق، علماً انّ مروحة الافرقاء المؤيّدين لمبادرة الرئيس نبيه بري بالدعوة الى الحوار ازدادت توسعاً.
ورداً على سؤال عن نتيجة اجتماعات لودريان، اجاب المرجع: لا شيء. على الارجح أنّ الموفد الفرنسي «لَحّق حاله» بعد مجيء الاميركي والايراني الى لبنان، فأتى الى بيروت قبل موعده الذي كان محدداً في آخر أيلول الجاري. وبالتالي لا يمكن وصف الزيارة بأكثر من «جولة علاقات عامة».
وكشف المرجع انّ هناك أربع نقاط تختصر حركة لودريان، وهي:
اولاً، تبيّن ان لا خطة فرنسية واضحة المعالم حتى الآن.
ثانياً، كرر الموفد الفرنسي انه يتحرك بتأييد من اللجنة الخماسية.
ثالثاً، أوحى بمعادلة انّ الفرصة للمرشحين الحاليين أصبحت صعبة، وسأل عن امكانية البحث عن خيار ثالث.
رابعاً، تبين انه تكلم مع كل فريق سياسي بما يحلو له أن يسمع.
لودريان في بكركي
في السياق، وعشيّة زيارته الى اوستراليا ابتداء من اليوم، كرّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مواقفه المعلنة في الحرص على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية اساسية وطبيعية للحل، مؤكداً أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها».
وكان الراعي قد استقبل الموفد الفرنسي الذي وضعه في اجواء لقاءاته، وأبدى رأيه في آليات تحريك الملف الرئاسي وضرورة احترام الآليات الدستورية «الضمانة الوحيدة لمنع قيام ما يؤدي الى الفوضى التي تُدار من خلال منطق فائض القوة»، بحسب ما نقل عنه.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان لودريان كان واضحا وصريحا أمام الراعي، خصوصاً عند طرحه لبعض الخلاصات الاولية التي انتهت إليها مساعي لقاءاته التي أجراها حتى الاجتماع في بكركي. وتوقف عند بعض الأفكار التي تلقاها سواء من الاجابة على مجموعة الرسائل التي وجّهها الى النواب ومختلف الافكار الأخرى، مؤكداً انه لم يَستخلص بعد كامل النقاط التي ستسمح له بأي اقتراح.
كما أطلع لودريان الراعي على مجموعة الاجتماعات المقررة في الايام المقبلة، لا سيما تلك التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لممثلي الخماسية الخاصة بلبنان وما سيقوم به من اتصالات بوجوده هناك.
لقاء الراعي وشيا
وعن اللقاء الذي جمع البطريرك الراعي بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا قالت المصادر ان الراعي أبلغها بضرورة تعزيز المبادرات الايجابية التي يمكن ان تسهّل مهمة لودريان. وأكدت شيا أن بلادها «لن تألو اي جهد من أجل دعم لبنان والمساهمة في الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية»، وركّز الراعي في اسئلته على ما تتوقعه الولايات المتحدة، داعياً الى التضامن على مستوى الخماسية لمساعدة لبنان على الخروج من مأزقه وترطيب الأجواء الدولية على الاقل بالنسبة الى لبنان.
وعلمت «الجمهورية» ان الراعي ركّز في محادثاته على اهمية ايلاء ملف النازحين السوريين الجدد الى لبنان الاهمية القصوى لأنّ المخاطر المترتبة على الحجم المخيف تتعاظم يومياً. وتمنى الراعي لو كانت المعلومات التي تتحدث عن أعدادهم كاذبة، لكنّ الحقيقة موجعة ومقلقة. وانتهى الى القول: ان لبنان لا يستحق مثل هذه الأزمات وعلى المجتمع الدولي واجب مَد يد العون قبل ان تتعاظم المخاطر على اكثر من مستوى.
ولفتت شيا الى انّ بلادها ما زالت تسعى لترجمة المبادرة الفرنسية من ضمن فريق الخماسية وتتابع مع الفرنسيين والقطريين مختلف الخطوات. وقالت: «ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد الامور تعقيدا وخطورة».
النواب السنة والارمن
وعقد السفير السعودي وليد البخاري خلوة جَمعته بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والسيد لودريان بعد الظهر في دارته، قبل ان يجتمعوا بالنواب السنة. كذلك، استقبل بخاري سفير قطر الجديد لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني واستعرضا تطورات الملف الرئاسي اللبناني.
والتقى لودريان ايضاً مع الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول انتخاب رئيس للجمهورية. واشار بيان للطاشناق الى انّ «النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد».
كما التقى لودريان النائب غسان سكاف الذي اعلن من دار الفتوى «انّ حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية في لبنان أصبحت افضل بسبب التطورات الخارجية… ويجب ان نلتقط هذه الفرصة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
رعد يزور فرنجية
وفي خطوة لافتة زار النائب محمد رعد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في بنشعي. وعلمت «الجمهورية» انه نقل اليه رسالة مفادها: قبل اللقاء مع (قائد الجيش العماد) جوزف عون وبعده، وقبل الحوار مع جبران (الوزير باسيل) وبعده، انت مرشحنا الوحيد.
كما علمت «الجمهورية» انّ رعد كان قد ابلغ الى قائد الجيش تقدير «حزب الله» لشخصه وللجيش، وقال له: انت ع سلامتك. وبَدنا أفضل العلاقات مع الجيش، ولكننا نفصل بين الجيش والانتخابات. عندنا كما تعلم مرشح واضح اسمه سليمان فرنجية.
قائد الجيش في صيدا
أمنياً، وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، بعدما كانت عنيفة صباحاً تفقّد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل المخيم. ونوّه العماد عون بـ»صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء».
عزام الأحمد
عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» عزام الأحمد قال لـ«الجمهورية»: بداية النجاحات بدأت تظهر، والتزام الجميع بوقف اطلاق النار، وهذه ثلثا الطريق لتنفيذ بقية الامور كإخلاء المدارس وتسليم المطلوبين والخطوات التالية بحسب التراتبية، انما المهم تثبيت وقف اطلاق النار. وانا اتصور انّ هناك احتراماً كاملاً لهذا الموضوع وعلى الاقل يمكنني ان اضمن كحركة فتح ومنظمة تحرير الامن الوطني التزام وقف اطلاق النار.
سُئل ما هي الضمانات التي قدّمت هذه المرة للالتزام؟
اجاب: في السياسة لا يوجد شيء اسمه ضمانات، هناك اتفاقات، إما نعم او لا، نحن من جهتنا جَديين في الالتزام ولا نريد ايذاء اهلنا في المخيمات ولا في صيدا، ولا المية ومية، والغازية، لا نقبل ايذاء كل محيط صيدا.
سألته «الجمهورية»: لكنكم تعيشون في كيلومتر مربع وفي النهاية ستتعايشون مع هؤلاء الذين تقاتلتم معهم في الامس؟ هل سيتم سحب المسلحين وكأنّ شيئاً لم يكن؟ ام سيقسّم المخيم؟
اجاب: طبعاً، هناك قوة امنية مشتركة مسؤولة عن امن المخيمات، ولا يوجد شيء اسمه تقسيم، نحن في هذه الغرفة قبل سنتين او ثلاث تم تشكيل القوة الامنية بمشاركة الجميع بمن فيهم حماس، وفيها من كل الفصائل. والدولة اللبنانية هي التي كلّفتنا الاستمرار بحفظ الامن في المخيمات.
سئل: هل ستجلسون على طاولة واحدة معهم لضمان أمن المخيم؟
اجاب: ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، الذين أصلاً تربطنا علاقة بهم لا مشكلة لدينا معهم، لكن القتلة والتكفيريين يجب ان يسلموا. وهذه النوعيات لا تربطنا بهم علاقات اطلاقاً ولا نريد علاقات معهم.
وقال الاحمد لـ«الجمهورية»: مهمة هذا المخيم «عاصمة الشتات» كما نسمّيه، حق العودة مربوط فيه وبالتالي يجب المحافظة عليه الى ان يعودوا الى وطنهم.
وكان الرئيس بري قد استقبل، في مقر الرئاسة الثانية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي من حركة «حماس».
الأنباء عنونت: تمترسٌ سياسي مستمر رغم تقدّم طرح الخيار الثالث.. وعين الحلوة أمام اختبارٍ جديد لوقف إطلاق النار
وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مع اختتام الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبنان جولته التي تظهّر فيها استمرار التمترس السياسي لغالبية من التقاهم، برزت كذلك حركة السفير السعودي وليد البخاري، معطوفة على معطيات إقليمية توخي بفتح نافذة من شأنها اذا ما استثمرها المعنيون في لبنان تأمين فرصة حقيقية للخروج من نفق الشغور الرئاسي
في هذا السياق، اعتبرت مصادر مواكبة للقاءات الموفد الفرنسي أن لودريان كان واضحاً في التعبير عن أن تخلي العالم عن المسؤولين اللبنانيين بات قاب قوسين وأدنى، الا أنه ميّز أن فرنسا لن تتخلى عن لبنان. كما أنه حاول تطمين المعارضة من خلال تأكيده أنه لا بد من خيار ثالث رئاسي، في ظل خشية المعارضين من تمسك حزب الله بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
وبرأي المصادر نفسها، فإن اللقاء الذي جرى بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزف عون، ثم لقاء رعد مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، امران لا ينفصلان عن الحراك الدائر، خصوصاً وأن لودريان بات مقتنعاً بعدم جدوى الحوار المشروط. أما الأمر الأهم، وفق المصادر، وهو ما تعتبره عاملا مساعدا على إنجاح مبادرة لودريان، فيتمثل بدخول السفير السعودي على خط التواصل، والتأكيد أن النواب السنّة لن يقاطعوا نصاب جلسات الانتخاب إذا ما عقدت. المصادر توقعت أن يكون الاجتماع الذي سيعقده لودريان مع الرئيس نبيه بري في عين التينة قبيل مغادرته حاسماً لجهة تحديد جلسة لانتخاب الرئيس.
عضو كتلة الحوار الوطني النائب وليد البعريني وصف اجتماع النواب السنّة في دارة السفير السعودي بالممتاز، وتوقع في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن “يكون لهذا اللقاء الصدى الإيجابي”، معتبرا ان “المجتمع الدولي يضع كل ثقله لإنتاج رئيس جمهورية”، والمهم بحسب رأيه أن “تقتنع الكتل المعرقلة بضرورة التخلي عن شروطها والذهاب لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد”.
وأضاف البعريني: “بالمبدأ نحن مع الحوار أيا كان شكله، وعلينا ان نؤيده ونعمل على إنجاحه لأننا في بلد توافقي والحوار حول الرئاسة ضروري جداً” متوقعا تحديد جلسة انتخاب الرئيس بعد تحضير الآلية المطلوبة، لافتا إلى أنه جرى في اللقاء التأكيد أن النواب السنّة لن يعطّلوا النصاب ولن يقاطعوا جلسات الانتخاب، مشدداً على أن العبرة تبقى بالتزام الجميع المعايير الدستورية.
وفي غضون ذلك تم التوصل أمس إلى اتفاق برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وهو الأمر الذي لا بد من التريث لبعض الوقت للتأكد من تطبيقه، خصوصاً وأن الخروقات لاتفاقات سابقة حصلت وكانت تعود الاشتباكات بعدها.
وفيما جال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد على القيادات السياسية، كان لافتاً الموقف الذي أطلقه الرئيس وليد جنبلاط بعد لقائه الأحمد حيث دعا إلى اقالة رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن وتعيين شخص موثوق مكانه، لتأمين عودة الحوار الحقيقي اللبناني الفلسطيني وبالتالي معالجة الخلافات والإشكالات، لكي لا يتك تشريد الشعب الفلسطيني في المخيمات من جديد.