سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في نتائج زيارة اورتاغوس.. وعون متمسك برؤيته لمعالجة قضية سلاح المقاومة

 

الحوارنيوز – خاص

قرأت صحف اليوم في نتائج زيارة نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الوسط مورغان أورتاغوس، وابرزت في افتتاحياتها تمسك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برؤيته لمعالجة سلاح المقاومة من خلال الحوار وضمن استراتجية وطنية للدفاع الوطني.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: ارتياح أميركي لدفع لبنان نحو “حقبة جديدة”
  • إصلاح المصارف على طريق الالتزامات الحكومية

سيتم إقرار مشروع إصلاح المصارف وسواه تباعاً من مشاريع في ظل وقوع لبنان تحت مجهر الضغط الأميركي والدولي لجهة الجانب المتصل بالإصلاحات

وكتبت تقول: يعاود مجلس الوزراء اليوم استكمال مناقشة مشروع إصلاح المصارف وسط تقديرات بإقراره بعد إدخال بعض التعديلات على نصّه الأساسي، وهو الامر الذي ستعده الحكومة بمثابة الإنجاز المالي والمصرفي الثاني البارز بعد إحالتها مشروع تعديلات قانون السرية المصرفية على مجلس النواب. ومعلوم أن الحكومة وضعت مشروع إصلاح المصارف على نار حامية لإقراره استباقاً لمشاركة الوفد اللبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن في الثلث الأخير من نيسان الحالي، الأمر الذي سيشكل رسالة التزام لبنانية بالمضي قدماً في مسار الإصلاحات البنيوية المالية والاقتصادية. وتتحدث الأوساط الوزارية والرسمية المعنية بصراحة تامة عن تحوّل الإصلاحات شرطاً قسرياً ذات صفة دولية شاملة يسمعها المسؤولون اللبنانيون بانتظام من سائر الموفدين الخارجيين وليس فقط من الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس على غرار ما نقلته في زيارتها الأخيرة لبيروت. ولذا سيتم إقرار مشروع إصلاح المصارف وسواه تباعاً من مشاريع في ظل وقوع لبنان تحت مجهر الضغط الأميركي والدولي لجهة الجانب المتصل بالإصلاحات، فيما تختلف مستويات الضغوط الدولية على لبنان وفق هذه الأوساط في ملف استكمال سيادة الدولة لسلطتها ونزع سلاح المجموعات المسلحة وفي مقدمها “حزب الله”. وعلى رغم مغادرة أورتاغوس الأحد وسط أجواء امتزجت فيها المرونة النسبية بالتشدد، ظلت أصداء اللقاءات التي عقدتها تتردد في الكواليس الرسمية والسياسية، وسط ترقب توثيق قنوات التواصل بين المسؤولين اللبنانيين واورتاغوس في المرحلة المقبلة، إذ يبدو أن الجانبين اتفقا على تعزيز التواصل الديبلوماسي حيال الملفات الأشدّ إلحاحاً ولا سيما منها الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل واتفاق وقف النار والاقتراحات المطروحة من جانب أورتاغوس حيال التوصل الى تسوية النزاع المتصل باحتلال النقاط الخمس والأسرى اللبنانيين وترسيم الحدود البرية. ويعد هذا التواصل ترجمة لتطور التفاهم الذي شهدته لقاءات الموفدة الأميركية مع الرؤساء الثلاثة الذين تحدثت أوساطهم بارتياح ظاهر عن مناخات الاجتماعات والمحادثات التي حصلت، في حين تواصلت أمس وتيرة الرسائل الأميركية في مقابل تواصل وتيرة تكرار الالتزامات اللبنانية.

وفي خلاصة رسمية للزيارة، أفادت أمس السفارة الأميركية في بيروت على صفحتها على موقع “اكس”، أن “نائبة المبعوث الخاص مورغان أورتاغوس أعربت عن سعادتها بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية يوسف رجي. وفي كل لقاءاتها، أبدت ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وقيام حكومة منفتحة وشفافة، ليحظى جميع اللبنانيين بالإيمان والثقة في دولتهم”.

وغداة مغادرة أورتاغوس لبنان، بحث رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأوضاع العامة، ولا سيما التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة الموفدة الأميركية والخطوات الواجب إنجازها بعد الزيارة، إلى وجوب الإسراع في بت القوانين الإصلاحية في مجلس النواب.

رسالة جديدة

وتلقى الرئيس عون رسالة أميركية جديدة نقلها وفد مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان برئاسة ادوارد غابريل، الذي أوضح أنه “يحمل رسالة من واشنطن تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وأن العاصمة الأميركية تتطلع إلى أن تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع”. وقال: “لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع”.

وأوضح الرئيس عون للوفد، أن “الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من أجل تحقيقهما”، مشيراً إلى أنه وقَّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه اليوم. وأكد إلتزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، وكشف أنه “بالنسبة لشمال نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها”. وأكد أن الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. ورداً على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح “حزب الله”، أكد الرئيس عون “أهمية اللجوء إلى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار، ففي نهاية المطاف، حزب الله هو مكوّن لبناني”. وقال: “نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني”.

بدوره، أكد رئيس الحكومة نواف سلام لوفد مجموعة الدعم الأميركية من أجل لبنان “أن الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها”. وأشار الرئيس سلام إلى أن “الإصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع إصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الإدارية والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار”. وشدد على أهمية مضي المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من قبل الحكومة. وكشف أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء. وجدّد تأكيده التزام الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، وذلك استناداً إلى ما ورد في البيان الوزاري وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: ما الذي كان يتوقّعه حلفاء أميركا من أورتاغوس؟

وكتبت تقول: في الوقت الذي عادَت فيه الأنظار إلى «المحادثات الاستثنائية» التي يُجريها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وسطَ تقديرات بحصول ضربة على إيران، بقيَت مداولات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في بيروت محطّ تحليل وقراءة لمآلاتها وما يُمكن أن يليها، خصوصاً أن جانباً رئيسياً من المشهد في واشنطن سيحدد ما سيكون عليه واقع جبهة لبنان، وهو ما ناقشه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة قامَ بها إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون.

وتقاطعت التقديرات عند أن «الحالة الأمنية ستظلّ على ما هي عليه الآن، وسيستمرّ العدو الإسرائيلي بخروقاته واعتداءاته، وخاصة في الجنوب.

كما أن تكرار إطلاق الصواريخ من شأنه أن يصعّد الموقف إلى حد كبير». ولكن لدى المسؤولين اعتقادهم بأن الأميركيين يفهمون ما يعنيه ضرب الضاحية الجنوبية، وما قد ينتج عنه من تصعيد خطير ربما يدفع إلى انهيار وقف إطلاق النار، لذلك كانت زيارة أورتاغوس أقل حدّة، وأكثر حذراً وتفهّماً، واهتمّت بالتأكيد أكثر من مرة على حرص بلادها على استمرار وقف إطلاق النار، ورفض العودة للحرب.

وفي هذا السياق، يعوّل المسؤولون اللبنانيون على أن تمارس واشنطن ضغوطاً على تل أبيب، لتجنّب استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، مجدّداً.

وإذا كانَ من الصعب الجزم، بما إذا كانَ ما نقلته أورتاغوس يحمِل بينَ سطوره فخاً أميركياً، إلا أن ما ظهر من تعديلات في اللهجة الأميركية، أثار استغراب أدوات المشروع الأميركي في لبنان، الذين توقّعوا أو كانوا يأملون تعاملاً مغايراً تماماً، حتى إنهم اعتبروا أن الزيارة ستكون «الإنذار الأخير» قبلَ أن تستأنف إسرائيل حربها للتخلّص من حزب الله بالكامل.

الأكيد، ومن دون أدنى شك، أن إدارة واشنطن لم تبدّل مقاربتها ولن تبدّلها، وهي معنية بالدرجة الأولى بحماية المصلحة الإسرائيلية، وأقصى ما يُمكن أن تقدّمه للبنان، فُتات أمني – سياسي – اقتصادي لا يُشكّل تهديداً لإسرائيل.

لكن ما لا يُمكن تجاهله في هذه الزيارة، هو عدم تعمّد المسؤولة الأميركية تظهير القوة والسطوة، لا في العلن ولا في اجتماعاتها. وقد نتج عن الجولة، في الشكل والمضمون، انتقادات داخلية تتصل بجدول أعمالها وما قالته في مجالسها الخاصة. وفي الوقت الذي خصّت أورتاغوس قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بلقاء خاص ومميز بخلاف كل الآخرين، فقد ظهر تحسّس لدى جهات حزبية وشخصيات سياسية تعتبر نفسها على علاقة مميزة مع الإدارة الجديدة والدوائر الأميركية الفاعلة والمؤثّرة، واستغربت عدم شمولها بلقاءات الموفدة الأميركية.

أما في ما يتعلق بكلامها، فيُمكن تقديم مثال على ما تحدّثت به أورتاغوس في العشاء الذي أقيم لها في منزل رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان نجاد فارس، وحضره عدد من السياسيين والإعلاميين.

وكان لافتاً، بحسب أحد الحضور أنها لم تقضِ وقتاً طويلاً، رغمَ أن المدعوّين وبعض المتملّقين للمرأة، تحضّروا جيداً قبل أيام للموعد، لكنها اختصرت الوقت وتحدّثت بشكل مختصر وواضح، وبسقف أقل من توقّعات الموجودين. ويقول المصدر إن «الحاضرين كانوا ينتظرون من أورتاغوس الكشف عن خطوات تصعيدية ستقوم بها واشنطن أو حتى تل أبيب للضغط على الدولة اللبنانية»، لكنها اكتفت بالقول إن «التأخير في تنفيذ المطلوب سيؤدي إلى فك الشراكة مع لبنان والتعاون»، ولم تأتِ على ذكر أي خطوة عسكرية.

وتوضح مصادر بارزة، أن أورتاغوس عندما زارت بيروت سابقاً، فهي تسبّبت من خلال التصريحات المتشدّدة بإحراج شديد لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وعليه، أرسل الرئيس عون، رسالة اعتراض إلى الإدارة الأميركية، شرح فيها حساسية الموقف اللبناني، وكيف أن تصريحات مورغان لا تساعد السلطة الجديدة التي تريد التجاوب مع المطالب الأميركية، ولكن بـ«واقعية».

وطلب تعديل الخطاب الأميركي العلني تجاه لبنان. وتجاوب الأميركيون مع رسالة عون، وتحدّثت مصادر دبلوماسية أجنبية عن ملاحظات «حادّة» تلقّتها أورتاغوس من كبار موظفي الإدارة، وخصوصاً رئيسها ستيف ويتكوف. وتزامن ذلك مع «مناخ اعتراضي» أشاعته وزارة الخارجية الأميركية بسبب طريقة تعاطي أورتاغوس مع الملف اللبناني، علماً أن الخارجية الأميركية تعرف أن ملف لبنان في البيت الأبيض وليس عندها. وقد أرسلت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ملاحظاتها أيضاً على أداء أورتاغوس في تلك الزيارة، وأوضحت تفاصيل تتعلق بالواقع اللبناني المحلّي تجب مراعاتها ولو على المستوى الإعلامي فقط. ونتيجة لذلك، جاءت هذه الزيارة «ألطف» في الشكل والمضمون، من الزيارة السابقة. وبدا واضحاً أن المبعوثة الأميركية تلقّت ملاحظات وتوضيحات، حول الواقع السياسي اللبناني، وما يصحّ قوله في العلن، وما لا يصحّ.

وبدت أورتاغوس في لقاءاتها أنها أخذت بهذه الملاحظات، حيث أكّدت في اجتماعاتها مع الرؤساء الثلاثة اهتمام وحرص الولايات المتحدة على استمرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

كما أكّدت أن بلادها لا تدعم أي تحرّك من شأنه تجديد الحرب. وهي أوردت هذا الموقف ضمن سياق أشمل، يتعلّق بالمنطقة بشكل عام، حيث شدّدت على أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى إنهاء الحروب لا إشعالها. ولو أنها في المقابل، شدّدت على أن إدارتها تدعم إسرائيل بشكل كامل في ما وصفته بـ«حقها بالدفاع عن نفسها». وفي هذا السياق تحدّثت عن حادثتي إطلاق الصواريخ من الجنوب. وأكّدت على وجوب عدم السماح بتكرار هذه الإطلاقات، لأن إسرائيل ستردّ عليها بعدوانية كبرى، وواشنطن لن تمنعها من ذلك.

كما أبدت أورتاغوس ارتياح واشنطن لمسار تطبيق وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ما أُنجز جيّد، وأثنت على دور الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب، ولكنها أشارت إلى أن هنالك حاجة إلى استكمال هذا المسار سريعاً، والتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701، وصولاً إلى نزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة بشكل كامل. وتجنّبت أورتاغوس الحديث عن جدول زمني أو مهل محددة. وأبدت «تفهّماً» محدوداً للواقع اللبناني وتعقيداته التي قد تؤخّر تحقيق هذه الأهداف.

وفي لقائها مع الرئيس بري، تحدّثت أورتاغوس عن حرص واشنطن على استمرار وقف إطلاق النار، فيما سمعت كلاماً من بري حول خطورة تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن الاعتداءات والخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. وأشار بري إلى أن تكرار الاعتداءات على الضاحية، بشكل خاص، يهدّد استمرار وقف إطلاق النار، وقد يؤدّي إلى نتائج خطيرة.

أما في ما يتعلّق بالطرح اللبناني لطريقة تشكيل اللجان التفاوضية (عسكريين وتقنيين)، والطرح الذي تحدّث عن مفاوضات مكوكية تقودها أورتاغوس نفسها، بين بيروت وتل أبيب، فقد أشارت المبعوثة الأميركية إلى أنها ستدرس هذه الأفكار، وستطرحها على الإسرائيليين، وتعود بالجواب إلى المسؤولين اللبنانيين.

يُشار إلى أن المبعوثة الأميركية سوف تسافر إلى الخليج العربي، حيث تنتظرها اجتماعات مفصّلة تخص الوضع في المنطقة، ومن بينها ملف لبنان، وذلك قبل عودتها إلى الولايات المتحدة لاستئناف اجتماعاتها مع الجانب الإسرائيلي حول لبنان.

 

  • صحيفة الديار عنونت: عون مُتمسّك بالتفاهمات مع «الثنائي»: لا تسرّع بملف السلاح

واشنطن لا تتراجع عن ضغوطها… لكن لا تضع جدولاً زمنياً
غارات «إسرائيليّة» جنوباً… قائد الجيش: الأمن الداخلي مضبوط

وكتبت تقول: على وقع «جنون» اميركي يلف العالم، بسبب الحرب التجارية التي اطلق العنان لها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وفيما شهدت المنطقة قمة مصرية – فرنسية – اردنية في القاهرة، حضر فيها الملف اللبناني على وقع مخاوف من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران، تحرّض عليها «اسرائيل» التي تواصل المذبحة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، وتستمر في عمليات القتل الممنهج على الساحة اللبنانية، وبانتظار اماطة اللثام حول الغموض الذي رافق استدعاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الى البيت الابيض، غادرت المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس بيروت، لكن طيفها ظل حاضرا بقوة بالأمس، حيث زار رئيس مجلس النواب نبيه بري بعبدا، قاطعا الطريق على محاولة «خبيثة» من قبلها، لإيجاد شرخ بين موقفه وموقف الرئيس جوزاف عون، فأعيد التأكيد على وحدة الموقف اللبناني ازاء ما طرح من ملفات، خصوصا ملفي حصرية السلاح والاصلاحات، وسط معلومات عن تفاهم بين «الثنائي» والرئيس على «خارطة طريق» حول استراتيجية الامن الوطني.

وقد حسم الرئيس لاحقا امام وفد «مجموعة العمل الاميركية لاجل لبنان»، الاولويات اللبنانية حين أكد ان «مسألة السلاح لا تحل الا بالحوار الداخلي مع حزب الله، باعتباره مكونا لبنانيا». وهذا يعني بحسب مصادر مطلعة ان بعبدا التي تتبنى سرعة حل هذه المسألة، ترفض التسرع تحت الضغوط. وفهم في هذا الإطار ان الضغط الاميركي يتمحور حول ربط هذا الملف بإعادة الاعمار، ووقف الاعتداءات «الاسرائيلية»، لكن دون وضع جدول زمني محدد يلزم الطرف اللبناني، وان كانت المبعوثة الاميركية قد اوحت بأنه لن يكون مفتوحا.

تحصين الداخل

وفي هذا السياق، يصر رئيس الجمهورية على تحصين الوضع الداخلي، من خلال التفاهم مع رئيسي مجلس النواب والحكومة على استراتيجية موحدة، في مواجهة الضغوط الاميركية – «الاسرائيلية»، ولهذا فانه يصر على مقاربة الملف من زاوية حصرية السلاح وليس نزعه، كيلا يشكل استفزازا لبيئة حزب الله، وهو ابلغ الاميركيين صراحة ان لبنان يحتاج الى الوقت الكافي ومساحة معقولة كي ينضج هذا الملف، لان الامور معقدة وتحتاج الى روية في التعامل مع مسألة لا يمكن «الغلط» في معالجتها، لان تداعيتها قد تكون كارثية على الداخل.

توافق بين عون وحزب الله

وفي هذا الإطار، تنفي مصادر «الثنائي» ان يكون النقاش بين الرئيسين عون وبري يتمحور حول دوره كوسيط مع حزب الله لتليين موقفه، وهو امر مناف للحقيقة، لان رئيس المجلس لا يمكن ان يؤدي هذا الدور، خصوصا انه متفاهم مع الحزب على كل المقاربات فيما يتعلق بهذا الملف. من جهة اخرى، فان النقاش مفتوح ومباشر بين حزب الله ورئيس الجمهورية، ويدرك الرئيس عون جيدا ان حزب الله ليس ضد حصرية السلاح ضمن الدولة.

ووفقا للمعلومات، ثمة تفاهم واضح لا يقبل التباسا بين الطرفين على 3 مبادئ اساسية:

  • اولا: ان المقاومة ليست ميليشيا وحقها في الدفاع عن لبنان مكفول في الدستور، ولهذا فان مقاربة سلاحه مختلفة، وتتم عبر بحث استراتيجية الامن الوطني.
  • ثانيا: التزام حزب الله بوقف النار، وقد اثبتت الوقائع انه اوفى بالتزاماته بشهادة القوى الامنية وفي مقدمتها الجيش، وكذلك قوات «اليونيفيل»، وهو تعاون على نحو كامل كما هو متفق عليه جنوب الليطاني، وباتت المنطقة خالية من السلاح والتعاون مستمر مع قيادة الجيش دون اي معوقات او تحفظات.

ثالثا: اما مقاربة سلاح المقاومة ضمن استراتيجية وطنية، فثمة تفاهم واضح بين الجانبين على ان مقاربته ستتم بعد تحرير النقاط الخمس، واستعادة الاسرى، ووقف الاعتداءات «الاسرائيلية» على الاراضي اللبنانية. وهي تفاهمات تحفظ السيادة اللبنانية وتضع المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن امام مسؤولياتها، اذا ارادت ان يعود الاستقرار الى جانبي الحدود.

عوكر: سحب السلاح بسرعة

وفي تعليق على زيارة مساعدة موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أنّ « أورتاغوس أبدت سعادتها بالعودة إلى لبنان ولقاء الرؤساء الثلاثة»، وأشار البيان الى «أن المناقشات الصريحة أسهمت في دفع لبنان نحو حقبة جديدة، وهو ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وسن إصلاحات لإنهاء الفساد، وتوفير حكومة مفتوحة وشفافة بحيث يكون لدى جميع اللبنانيين الإيمان والثقة في دولتهم.»

اما وزير خارجية العدو جدعون ساعر فعبر بوضوح عن نيات حكومة الاحتلال، حين زعم ان «اسرائيل» ترغب في السلام مع لبنان، لكن حزب الله يمثّل العقبة الكبرى، وقال « السلام مع لبنان ممكن، إن فرض الجيش اللبناني سيطرته على لبنان كله»!

التهويل مستمرّ

ولم تتوقف حملة التهويل الممنهجة من قبل أطراف داخلية لبنانية تستعجل طرح ملف سلاح حزب الله على الطاولة، وتولى زوار «معراب» التحذير من «الغضب» الاميركي، الذي قد يتحول «ضوء اخضر» لـ «اسرائيل» كي تستأنف الحرب، معتبرين ان ما جاءت به اورتاغوس كـ «الفرصة الاخيرة»، ولا ينفع معها «التذاكي» اللبناني، لان واشنطن تريد ذلك بشكل سريع.

فيما لم تخف اجواء رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع «المنتشي» بدخول المبعوثة الاميركية الى لبنان عبر بوابة «معراب»، تململه من موقف الرئيس عون ووصف مواقفه بالتردد، الذي يلغي مفاعيل خطاب القسم ويورط لبنان في مشاكل بغنى عنها؟!

جيش الاحتلال منهك!

وفيما يهول البعض ويهدد «بالعصا الاسرائيلية»، كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن نقص حاد في جهوزية جيش الاحتلال بخوض حروب جديدة، وقالت «لا تحسدوا رئيس الاركان أيال زامير، فحياته مع الحكومة ليست سهلة، وستأتي اللحظة التي يجبر فيها على مخاطبة وزراء «الكابنيت» بالقول: لا تتوقعوا مني حرباً في أربع أو خمس جبهات دون مقاتلين، وتمولون وتشجعون التملص دون مقاتلين». وكشفت الصحيفة إن «الامتثال لخدمة الاحتياط آخذة في التقلص، الجنود ليسوا متحمسين للعودة، والوحدات تخرج إلى الميدان بحجم ناقص، والجيش النظامي متوتر تحت أقصى الطرف ومنهك، والنتيجة أداء غير كاف وتآكل في الانضباط.»

حرارة اللقاء بين عون وبري؟

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة أورتاغوس، والخطوات الواجب انجازها بعد الزيارة، الى وجوب الاسراع في بت القوانين الاصلاحية في مجلس النواب. وكان الاستقبال الحار من قبل عون لبري واضحا ومقصودا امام الاعلاميين، بهدف ارسال رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر، بان التفاهمات تامة بين الرجلين حول كل الملفات، والموقف موحد حول القضايا المطروحة للتفاوض مع الاميركيين، بعكس ما اوحت به اورتاغوس في حديث اعلامي قبل مغادرتها.

ووفق المعلومات، تم التفاهم على تسريع القوانين الاصلاحية من خلال التعاون مع الحكومة، فيما جرى تجديد التفاهم على مسألة مناقشة ملف حصرية السلاح ضمن استراتيجية الامن الوطني.

الرئيس يحسم الاولويات

وقد حسم الرئيس عون امام وفد من «مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان» برئاسة ادوارد غابريل موقف لبنان الموحد، مؤكدا «ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما».

وردا على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون على «أهمية اللجوء الى الحوار، وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار، ففي نهاية المطاف، حزب الله هو مكون لبناني.» وقال: «نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.»

وشدد رئيس الجمهورية على «ان الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل باتجاه الهدف عينه. أحيانًا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديموقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية هدفنا واحد». وشدد على «ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية»، مشيرا الى ان «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع أكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على «إسرائيل» للانسحاب منها.» ولفت الى «ان الحكومة قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جندي لزيادة استعدادنا في الجنوب».

رسالة اميركية؟

وكان غابريل اشار الى انه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على «ضرورة نزع سلاح حزب الله، واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع». وقال: «لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضاً. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمةجدا.» أضاف: «لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع». وكشف عن «مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية».

سلام وحصرية السلاح

وفي وقت لاحق، أكد الرئيس سلام امام الوفد أن «الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ، ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة، وبسط سلطتها على كامل أراضيها». وأشار إلى «أن الاصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الادارية التي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار».

حزب الله : منعطف خطر

في غضون ذلك، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، في كلمة ألقاها خلال تشييع حزب الله لثلة من الشهداء في بلدة طلوسة الجنوبية ان «من موقع ادراكنا بخصوصية المرحلة وتعقيداتها والتهديدات والتحديات التي نواجهها، نعتبر أن الوطن مهدد في أرضه وامنه من العدو «الاسرائيلي»، ومهدد في قراره السيادي الذي يتعرض للاستباحة والمصادرة، وإلا كيف يفسرون هذا التدخل الخارجي في التعيينات الادارية والقضائية والمالية والعسكرية؟ وكيف لهم أن يبرروا هذا التدخل السافر في الملفات الإصلاحية المالية والنقدية والإدارية التي تتصل ببناء الدولة»؟

وقال «إن كل ذلك يؤكد أن بلدنا يمر في منعطف خطر حافل بالتحديات، وعلى كل القوى والشخصيات الشريفة الحريصة على سيادة البلد واستقلاله، أن تضافر جهودها المشتركة لمواجهة التحديات».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى