قالت الصحف: قراءات في بيان قمة الدوحة وتقدم الاستحقاق الانتخابي النيابي

الحوارنيوز – خاص
قرأت صحف اليوم في مضمون بيان قمة الدوحة، فيما تقدم الاستحقاق الانتخابي مع اقتراب المهل الانتخابية ومناقشة جلسة مجلس الوزراء اليوم تقرير اللجنة الوزارية الخاصة بالتعديلات على القانون الحالي ومنها انتخاب المقيمين خارج لبنان..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: اشتداد حماوة الاستحقاق الانتخابي: أي قانون؟ عون ناشد القمة حسم التحدي في الأمم المتحدة
وكتبت تقول: وسط مراوحة واضحة في التطورات الداخلية وبداية “صعود” متدرّجة لسخونة استحقاق الاستعدادات للانتخابات النيابية بدءاً بالخلاف على بت المشكلة المعقدة المتصلة بقانون الانتخاب، أتاحت مشاركة رئيس الجمهورية جوزف عون في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت أمس في الدوحة فرصة ثلاثية الدلالات للبنان، تمثّلت أولاً في إطلاق موقف لبناني بارز من الحروب الدائرية التي تشنها إسرائيل على عدد من بلدان المنطقة ومن بينها لبنان، وثانياً في إجراء لقاءات ولو سريعة مع عدد من الزعماء العرب على هامش القمة، وثالثاً رسم الإطار التمهيدي للمشاركة اللبنانية في أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة التي سيحضرها الرئيس اللبناني للمرة الأولى منذ انتخابه.
وتميّزت الكلمة التي ألقاها الرئيس عون في القمة بتوجهه بـ”الاعتذار” مباشرة من أمير قطر، قائلاً: “أعتذر من أخي سمو الأمير تميم، ومنكم إخوتي رؤساءِ الوفود، عن عدمِ تكرارِ مفرداتِ الإدانة ولازماتِ التنديدِ والشجب، فهذه قد ملأت تاريخَنا وحاضرَنا، حتى باتت تثيرُ السأَمَ في نفوسِ شعوبِنا، أو أكثرَ من السأم”. ثم أضاف: “أنا هنا لأقول، استناداً إلى ما سبق، إنّ الصورةَ بعد عدوانِ الدوحة، باتت واضحة جلية، وإنّ التحدي المطلوبَ رداً عليها، يجب أن يكونَ بالوضوحِ نفسِه، فنحن بعد أيامٍ على موعدٍ مع الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة في نيويورك، حيثُ يلتئمُ كلُ العالمِ الساعي إلى السلام، فلنذهبْ إلى هناك بموقفٍ موحّد، يجسّدُه سؤالٌ واحد: هل تريد حكومة إسرائيل، أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟ إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون وفقاً لمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة بيروت عام 2002 وتبنّتها جامعتنا العربية بالإجماع، وهي تلقى تأييداً دولياً واسعاً بدأ يترجم من خلال اعتراف دول عديدة بدولة فلسطين، وخير دليل على ذلك الإعلان الذي صدر منذ أيام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى “إعلان نيويورك”، وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفرنسا الصديقة، الذي يحدّد خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين. ولنجلس فوراً برعاية المنظمة الأممية وكل الساعين إلى السلام، للبحث في مقتضيات تلك الإجابة. وإذا كان الجوابُ لا، أو نصفَ جوابٍ أو لا جواب، فنحن أيضاً راضون، فندركَ عندها حقيقةَ الأمرِ الواقع، ونبني عليه المقتضى، علّنا نوقفُ على الأقلّ سلسلةَ الخيبات، حيالَ شعوبِنا وأمامَ التاريخ”.
وكان رئيس الجمهورية التقى فور وصوله إلى مقر القمة في الدوحة، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعقد معه اجتماعاً حضره رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال. وأفادت المعلومات الرسمية أن الرئيس عون جدّد ادانته للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مؤكداً وقوف لبنان إلى جانب قطر وتضامنه معها ومع الشعب القطري الشقيق. وشكر أمير قطر على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان في مختلف الظروف، مشيراً إلى أن هذا الدعم هو موضع امتنان جميع اللبنانيين. ورد أمير قطر مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق، شاكراً تضامن لبنان مع قطر وإدانته للعدوان الاسرائيلي، ومشدداً على وقوف قطر إلى جانب لبنان ودعمها الدائم للشعب اللبناني، وسعيها الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان.
كما التقى الرئيس عون، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث أكد له “حرص لبنان على إقامة علاقات متينة مع إيران تقوم على أسس الاحترام المتبادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين”. وشدّد الرئيس الإيراني بدوره على “التزام بلاده مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى”.
أما في المشهد الداخلي، فاستأنف “حز.ب الله” حملاته على الحكومة، محاولاً التلاعب على وتيرة التمييز بين الجيش والسلطة السياسية. ولوحظ اندفاع المعاون السياسي للأمين العام للحز.ب حسين الخليل إلى الواجهة الإعلامية مجدداً، علماً أنه في معرض إشادته المفتعلة بالجيش لم يخف نبرة استعلاء وإخضاع الجيش لفحص حسن السلوك مبطن!. ومما قال إن “إملاءات خارجية صيغت تحت عنوان حصرية السلاح بنسة 99 في المئة، وما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري يخالف ما يجري طرحه اليوم بهذا الشأن”. واعتبر أن “المواقف الرائدة والحازمة للرئيس نبيه بري والوحدة بين حركة أمل و”حز.ب الله” عززت موقفنا السياسي الثابت”، مشدداً على “أننا لم نلجأ إلى الشارع للضغط على الحكومة لكن وقفنا وقفة مشرفة وكبيرة جداً”. وأشار إلى أن “موقف قائد الجيش في تقديم ما سُمّي بالخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 آب إتّسم بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة وساهم في تنفيس الأجواء”. وقال: “إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فإن لا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد”. وشدد على أن “أصحاب الوصاية كانوا يعملون في الليل والنهار لإقصاء “حز.ب الله” عن الحكومة، وعليه فإن وجودنا داخل الحكومة أمر جيّد وإيجابي، مع المقارعة من داخلها وخارجها والوقوف كسدّ منيع داخل الحكومة وخارجها”.
في غضون ذلك، يتجه استحقاق بت قانون الانتخاب إلى مرحلة تسخين في سياق تجاذب وتبادل رمي الكرة بين مجلس النواب والحكومة. وسوف يحضر أمام مجلس الوزراء في جلسته اليوم التقرير المفصل الذي وضعته اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون الانتخاب، والتي ردت عبره كرة القانون إلى مجلس النواب في التقرير الذي توصل إليه اعضاؤها والممثلون عن الأطراف كافة وابدوا ملاحظاتهم المشتركة ليتوصلوا إلى أن عددا من المسائل التي تتطلب تدخل المشرّع من أجل استكمال الإطار القانوني ومعالجة الثغرات والتضارب التشريعي المتعلّقة باقتراع المغتربين بحيث تخرج هذه المسائل عن إطار دقائِق تطبيق القانون وهي تنحصر في مجلس النواب.
وخلصت اللجنة إلى أن التنظيم الحالي للانتخابات، في ما يخص غير المقيمين والبطاقة الممغنطة يتطلبان تعديلاً للقانون وليس فقط اصدار مراسيم تنظيمية، والقانون في هذا الاطار يعاني من ثغرات قانونية كبيرة تتطلب تدخل المشرّع بصورة حاسمة.
وفي ظل تقرير اللجنة الوزارية الذي يتوقع أن يوافق عليه ويتبناه مجلس الوزراء، من الطبيعي أن تغدو الكرة نهائياً في مرمى مجلس النواب حيث عجزت أيضاً اللجنة النيابية المكلفة درس مشاريع واقتراحات بلغ عددها نحو سبعة مشاريع إلى جانب قانون الانتخاب الساري المفعول، الأمر الذي سيدفع باستحقاق بت القانون الانتخابي إلى الواجهة السياسية الساخنة في المرحلة الطالعة.
- صحيفة البناء عنونت: القمة العربية الإسلامية تنتقل من خطاب التنديد إلى «مراجعة» و«دراسة وفحص»
غياب أي خطة أو موقف لتعزيز صمود ساحات المواجهة في غزة ولبنان وسورية
نتنياهو يستبق القمة بالتناغم الأميركي الإسرائيلي ويواكبها بدوي تفجيرات غزة
وكتبت تقول: لم تستطع القمة العربية الإسلامية تجاوز الخط الأحمر الأميركي، فتجنبت إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية للمشاركين فيها مع كيان الاحتلال، وتفادت إعلان وقف أي نوع من أنواع العلاقات الاقتصادية مع الكيان، ووقف المبادلات التجارية معه، ولم تصل إلى إعلان إقفال الأجواء والمياه الإقليمية لدولها أمام الطائرات والسفن الإسرائيلية، وكلها إجراءات ليس فيها حشد جيوش ولا خوض حروب، بل عقوبات يمكن ربطها بوقف الحرب على غزة وقبول حل الدولتين الذي أكد المجتمعون أنهم يرونه الحل الوحيد للأزمات في المنطقة، لكنهم لم يحددوا خريطة طريق لبلوغه بديلة عن خريطتهم السابقة الفاشلة القائمة على استرضاء أميركا ورؤسائها وإغرائهم بالأموال والقواعد الأميركية في الدول العربية والإسلامية، أملاً بأن تضغط أميركا على «إسرائيل» لوقف الحروب وقبول الحل التفاوضي وفق قاعدة حل الدولتين، وخلال ربع قرن أثبت هذا الرهان عقمه، وصولاً إلى العدوان على قطر الذي قال إن أميركا وقواعدها لا تحمي أحداً من «إسرائيل»، وإن القدس عاصمة أبدية موحدة لـ«إسرائيل» بمباركة أميركية، وإن المحاكم الدولية إذا فكرت بمساءلة «إسرائيل» وقادتها تصبح عرضة للعقوبات الأميركية، ومثلها المؤسسات الإنسانية التي ترعى الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة، وعلى قاعدة عدم مراجعة القمة لهذا الرهان الخاطئ، قررت عدم إزعاج خاطر أميركا بإجراءات المقاطعة، واكتفت بالدعوة لمراجعة الاتفاقات القائمة مع «إسرائيل» سياسياً ودبلوماسياً، ومراجعة وفحص التعاون مع كيان الاحتلال، وفيما عدا ذلك دعت القمة إلى أشياء كثيرة مثل اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كيان الاحتلال وقادته، كما دعت إلى فرض العقوبات وملاحقة قادة الكيان أمام المحاكم الجنائية، ودعت إلى تعزيز السعي لفرض حل الدولتين، وكلها دعوات تنتظر لترجمتها إرادة ثالثة تملك واشنطن قدرة تعطيلها، خصوصاً عندما يتصل الأمر بالمنظمات الأممية.
بنيامين نتنياهو الذي استبق القمة بصفعة قاسية لحكام الدول العربية والإسلامية بتظهير جوهر زيارة وزير خارجية أميركا ماركو روبيو للكيان بصفتها إطاراً لتأييد دعم الكيان وعدم تأثر العلاقات الأميركية الإسرائيلية بالعدوان على قطر، خلافاً لما سوّق له عدد من المشاركين في القمة حول غضب أميركي سوف يترجم خلال زيارة روبيو بمشروع اتفاق لوقف الحرب على غزة دون التمسك بالشروط الإسرائيلية المستحيلة، ورد نتنياهو على القمة بتفجيرات نوعيّة في غزة وصلت أصواتها إلى تل أبيب، كما قال مراسلو القنوات العبرية، وربما تكون وصلت إلى أكثر من عاصمة عربية.
وفيما لم يسجل المشهد السياسي الداخلي أي جديد باستثناء شن الاحتلال الإسرائيلي غارات على مدينة النبطية، خطفت القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر الأضواء وما تخللها من مواقف لا سيما لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أشار إلى أن «إسرائيل» تعمل على تقسيم سورية وزعزعة استقرار لبنان وزجّه بحرب أهلية.
وتوقفت مصادر سياسية لبنانية عند كلام أمير قطر عن أن «إسرائيل» تعمل على زج لبنان بحرب أهلية، مشيرة لـ«البناء» أن «هذا يكشف حجم التآمر الإسرائيلي على لبنان وأمنه واستقراره واقتصاده منذ عقود وليس الآن، ما يفترض على اللبنانيين حكومة ورؤساء وجيشاً وشعباً ومقاومة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المشاريع الإسرائيلية – الأميركية التي تستهدف لبنان بأمنه واستقراره وثرواته ووجوده، وبالتالي أن تتعامل الحكومة بكل دراية وحكمة ووطنية مع ملف سلاح المقاومة انطلاقاً من كيفية حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض المحتلة واستعادة الأسرى ومواجهة المشروع الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان ومنع عودة الجنوبيين إليها وقضم المزيد من الأراضي واستباحة لبنان وتنفيذ اغتيالات بشكلٍ يومي»، وبالتالي على الحكومة وفق المصادر أن «تتنبّه للفخ الذي ينصبه العدو للبنان عبر إيقاع الفتنة بين اللبنانيين عبر الضغط الأميركي – السعودي على الحكومة ورئيسها لإصدار قراري 5 و7 آب الماضي ووضعت البلد على فوهة فتنة أهلية تريدها «إسرائيل» وتعمل على حصولها، لكن حكمة قيادة المقاومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة الجيش اللبناني حال دون ذلك، ما دفع بأهل القرارين الى إعادة حساباتهم وتصحيح المسار عبر قرار 5 أيلول الذي أعاد الربط بين مصير سلاح حز.ب الله والمقاومة وبين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات».
لكن المصادر حذرت من أن «»إسرائيل» لن تهدأ ولن تكل وتمل من تكرار محاولات جر لبنان الى الفتنة الأهلية بين مكونات البلد أو بين المقاومة وبيئتها وبين الجيش اللبناني لإغراق حز.ب الله وحركة أمل في فتنة داخلية لاستنزاف قدرة المقاومة في وقت تكون إسرائيل تحضر لحرب واسعة جديدة على لبنان للقضاء على حز.ب الله والمقاومة في إطار مشروعها الشرق الأوسط الجديد وإعلان دولة «إسرائيل» الكبرى». ودعت المصادر الحكومة ووزير الخارجية الى «استغلال العدوان الإسرائيلي على قطر وبيان وقرارات القمة العربية – الإسلامية عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على «إسرائيل» للانسحاب الكامل من الجنوب ووقف العدوان واستعادة الأسرى، وإلا يصبح خيار المقاومة هو الأجدى لتحرير الأرض وردع الاعتداءات وإعادة الأسرى رغم التضحيات الكبيرة التي يمكن أن تترتّب على هذا الخيار لكنه يبقى أقل كلفة من حرب الاستنزاف والموت البطيء التي تشنها «إسرائيل» على لبنان من جانب واحد فيما لبنان ملتزم بالهدنة ووقف إطلاق النار من طرف واحد».
وطالبت عائلات الأسرى اللبنانيين المعتقلين في سجون العدو الإسرائيلي الحكومة بالتحرّك السريع والفعّال من أجل تحرير أبنائها من سجون الاحتلال، معتبرةً أن عدم اكتراثها بهم يشكّل وصمة عار على جبين الدولة، ويعكس تخليها عن واجباتها تجاه شعبها.
- صحيفة الديار عنونت: قمة الدوحة تكشف خطورة المرحلة: الأولوية لحماية السلم الأهلي
عون: العدوان على قطر استهداف لفكرة الوساطة والحوار
حز.ب الله «المتوجس» يراهن على قيادة الجيش
وكتبت تقول: عكس تحذير امير قطر تميم بن حمد في قمة الدوحة الاسلامية –العربية، من نية «اسرائيل» ادخال لبنان في حرب اهلية، حجم الوعي الاقليمي، اذا ما مضت الحكومة في ملف حصرية السلاح، بعدما انكشف «قناع» الخداع الذي تمارسه واشنطن بتغطيتها العربدة الاسرائيلية في المنطقة والتي توجت مؤخرا بالاعتداء على السيادة القطرية. وعلى الرغم من كشف مسؤول اسرائيلي بارز النفاق الاميركي بقوله» لموقع أكسيوس، بان ترامب علم بالعملية قبل اطلاق الصواريخ على قطر، وجرى نقاش بينه وبين نتانياهو، وقد وافق على الضربة، الا ان اسرائيل قررت مجاراة البيت الابيض في نفيه العلم المسبق بالضربة، فان ملامح «الهندسة الأميركية» كانت واضحة في خفض سقف بيان قمة الدوحة، ولهذا جاءت المقررات تحت «سقف» الترتيبات القطرية حيث اقنعت اميركا الدوحة في الإستمرار بالوساطة بعد تفهامات عقدها وزير الخارجية القطري خلال زيارته الى واشنطن ولهذا تجنب البيان الصدام مع الإدارة الأميركية.
حركة اعتراضية
وقد خرجت القمة بقرارات لا تتناسب مع حجم الخطر الاسرائيلي، واكتفت بتوصيات لا قرارات، الا ان كلمات القادة شكلت نواة حركة اعتراضية غير مسبوقة، لكن دون «انياب»،على مقاربة الولايات المتحدة لادارة ملفات المنطقة، حيث بات حلفاء واشنطن يشعرون انهم في «العراء» بعد ان سقطت اوهام الحماية مقابل «السلام» او الحياد مع «اسرائيل» التي لم تعد تأبه لاي عملية تطبيع ولا تخشى سقوط التفاهمات السابقة مع الدول العربية بعدما تبنى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو استراتيجية السلام بالقوة او المزيد من القوة، وهو يترجمها عمليا بتغيير عملاني لخرائط المنطقة ويسقط سيادة الدول الواحدة تلو الاخرى، بتواطؤ اميركي.
الانعكاسات اللبنانية
هذه الاجواء «السوداوية» في المنطقة، ستترك انعكاساتها المباشرة على الساحة اللبنانية، وتتوقع مصادر دبلوماسية مطلعة ان يدخل ملف «حصر السلاح» في حالة من الجمود التام، اقله في المدى المنظور، بعد تجاوز «اسرائيل» كافة «الخطوط الحمراء» بقصفها العاصمة القطرية، واصرارها على المضي في التصعيد العسكري في غزة، ما ادى الى «كبح جماح» الدول الاقليمية المندفعة وراء نظرية الرئيس الاميركي ودونالد ترامب بانشاء شرق اوسط جديد فوق «جثة» دول واطراف محور المقاومة، واليوم باتت هذه الدول «تتحسس رأسها» بعدما بات واضحا ان هذه المنظومة لا شراكة فيها بل تبعية لقيادة اسرائيلية تريد اعادة ترتيب المنطقة جغرافيا وسياسيا وفق مصالحها اولا واخيرا.
انقلاب المعادلات
هذا الانقلاب في المعادلات يساعد على التوصل الى تفاهمات داخلية بين الافرقاء اللبنانيين لمنع «اسرائيل» من تنفيذ مخططاتها، ووفق مصادر سياسية بارزة، فان ما سمعه الرئيس عون على هامش القمة، يسمح بتغيير سلم الاولويات والعودة الى تثبيت الاتفاق الضمني الذي انتهت اليه جلسة الحكومة الاخيرة بشان «حصرية السلاح»، اي تجميد الملف الى ان تتضح مآلات المرحلة المقبلة، وهو ما يتوقع ان يعمل على ترجمته الرئيس عون بعد مشاركته في قمة الدوحة حيث سمع خلال لقاءاته الجانبية مع بعض القادة العرب لهجة مختلفة عن السابق ازاء الخطر الاسرائيلي الذي بات جديا للغاية، ويشكل تهديدا وجوديا على كافة دول الاقليم.
التحذير من الحرب الاهلية
وما قاله الامير تميم من خطر الحرب الاهلية في لبنان علنا، سمعه رئيس الجمهورية في الكواليس حيث تلقى نصائح جدية بعدم السماح بتحويل الانقسامات الداخلية الى «متاريس» في الشوارع وحماية لبنان من الفوضى التي ترغب بها «اسرائيل» بشدة، ولهذا جرى التشديد على الاستمرار بانتهاج سياسة التسوية والحوار لايصال البلاد الى بر الامان، خصوصا ان النوايا الاسرائيلية العدوانية تجاه لبنان لا تزال على حالها، ولن تتوقف مهما بلغت التنازلات، وهو امر لمسه اللبنانيون عمليا، ودفعت ثمنه قطر غاليا، وقبلها سوريا، وكذلك السلطة الفلسطينية، واليوم يجب ان يكون لبنان جزءا من استراتيجية عربية لمقاومة التهديدات الوجودية التي لم تعد الحكومة الاسرائيلية المتطرفة تخفيه بل تجاهر به علنا، ولا بد من مواجهتها بوحدة داخلية، ولهذا يفترض ان يعمل رئيس الجمهورية على تهدئة «الرؤوس الحامية» في الداخل كي يجنب البلاد خضات لا طائل منها.
على ماذا يراهن حز.ب الله؟
وفي هذا السياق، يبدو ان حز.ب الله «المتوجس» من خصومه في الداخل والخارج، يراهن على حكمة المؤسسة العسكرية اكثر من الحكومة، في ظل انعدام الثقة بقدرة رئيسها على مقاومة الضغوط الخارجية، وقد اعتبر المعاون السياسي للأمين العام للحز.ب حسين الخليل، ان «موقف قائد الجيش في تقديم ما سُمّي بالخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 آب إتسم بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة وساهم في تنفيس الأجواء»، وقال أن «إملاءات خارجية صيغت تحت عنوان حصرية السلاح بنسة 99 بالمئة، وما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري يخالف ما يجري طرحه اليوم بهذا الشأن». ولفت إلى أن «إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فإن لا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد». ولفت إلى أن «المواقف الرائدة والحازمة للرئيس نبيه بري والوحدة بين حركة أمل وحز.ب الله عززت موقفنا السياسي الثابت»، مشدداً على أن «لم نلجأ إلى الشارع للضغط على الحكومة لكن وقفنا وقفة مشرفة وكبيرة جداً».. وقال «أذكّر أنفسنا والحكومة وقادة هذا البلد أن لدينا أمورا أساسية تجب معالجتها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي الكامل عن التراب اللبناني المحتل وإعادة الإعمار وإعادة الأسرى».
لا للصدام الداخلي
بدوره، أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل أنّ «ما تم التوافق عليه في جلسة الحكومة في 7 أيلول أعاد فتح الباب على مدى سياسي مريح على مستوى الداخل اللبناني بما يتسنى لنا كلبنانيين التلاقي مع بعضنا البعض لمواجهة التحدي الأساسي المتمثل بالعدو الإسرائيلي وبالتالي قطع الطريق أمام من كان يحاول نقل المعركة من مواجهة إسرائيل وعدوانيتها وأطماعها إلى مواجهة داخلية.. وفي الشأن المتصل بالانتخابات النيابية، أكد خليل أنّ «حركة أمل والثنائي الوطني لن يفوّتوا هذا الاستحقاق وهما متمسكان بخوضه»، وقال: من كان يراهن ويحاول ويظن أنه قادر على إحداث انقلاب وكسر منجزات تحققت على مدى 30 سنة و40 سنة من التضحيات هذا البعض سوف يُفاجأ بوفاء الناس وإيمانهم الراسخ بتاريخهم النضالي، مؤكداً أن «الضغط السياسي والعسكري والأمني والقتل والاحتلال لن يغير من قناعات أهلنا ووفائهم».
وقائع القمة
واذا كان لافتا عدم القاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كلمة علنية امام القمة، كما غابت كلمة دولة الامارات، فان امير قطر الذي وصف العدوان على بلاده بان فعل ارهابي غادر، وحذر من تقسيم سوريا،وزعزعة استقرارلبنان وزجه في حرب اهلية. من جهته اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف ان الغاية من استهداف قطر لم يكن مجموعة أشخاص، بل مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار وتصفية فكرة التفاوض نفسها، وترهيب من يبقى حياً وتخويفه وتعطيل إرادته، ودفعه إلى ما لا يريد فعله. ورأى الرئيس عون ان الصورة بعد عدوان الدوحة باتت واضحة جلية، وأن التحدي المطلوب رداً عليها، يجب أن يكون بالوضوح نفسه. ودعا الى ان يطرح العرب في الجمعية العامة للامم المتحجة المرتقبة في نيويورك، السؤال التالي: هل تريد حكومة اسرائيل، أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟ وقال: «إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون تحت مظلة مبادرة بيروت العربية للسلام، ولنجلس فوراً برعايةِ المنظمة الأممية وكل الساعين إلى السلام، للبحث في مقتضيات تلك الإجابة. وإذا كان الجواب لا، أو نصف جواب أو لا جواب، فنحن أيضاً راضون. فندرك عندها حقيقة الأمر الواقع، ونبني عليه المقتضى.
لقاء عون الشرع «جيد»
وعلى هامش القمة عرض الرئيس عون مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، مؤكداً ضرورة التنسيق بما يضمن الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود، وقد وصفت مصادر مطلعة اللقاء بالجيد حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع بين وزراء خارجية البلدين لوضع تصور عن العلاقات، واعادة تفعيل اللجان، لبحث ملف ترسيم الحدود وعودة النازحين والتعاون الاقتصاديّ، وملف أمن الحدود، وكذلك ملف المعتقلين الذي يحتاج الى معالجة قضائية.وزار الرئيس عون، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في جناحه في مقر المؤتمر، مجددا دعم قطر، كما التقى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان مؤكدا الحرص على افضل العلاقات مع طهران، على اساس الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو امر اكد عليه الرئيس الايراني.كما التقى الرئيس عون ملك الاردن عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
فشل التبادل
وفي سياق متصل بملف الاسرى اللبنانيين لدى العدو الاسرائيلي، لا تبدو الاخبار مشجعة بعد اطلاق الاكاديمية الاسرائيلية في العراق دون اي اشارة تفيد بحصول «ًصفقة» تشملهم. ووفق المعلومات، راسل الامن العام اللبناني السلطات العراقية وزودها باسماء 19 من الاسرى فضلا عن جثتي شهيدين، لكن قبرص التي تولت الوساطة ابلغت الجانب اللبناني الفشل في الوصول الى نتيجة معللة ذلك تتعلق بالامن العراقي، كما ابلغها العراقيون، دون تقديم معلومات أضافية..؟!



