قالت الصحف: قراءات في اهداف زيارة أورتاغوس وأبعاد الضغط الأميركي على العهد!

الحوارنيوز – خاص
تصدرت افتتاحيات صحف اليوم زيارة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى بيروت والمتوقعة خلال اليومين المقبلين، افتتاحيات صحف اليوم في ظل التصعيد الميداني من قبل العدو، والسياسي المعلن من قبل الإدارة الأميركية بهدف تحقيق مكاسب سياسية لما انجزه العدو ميدلنيا في الجنوب وفلسطين المحتلة وسورية…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: أورتاغوس إلى بيروت لزيادة الضغط: انزعوا السلاح وإلّا حرب إسرائيلية
وكتبت تقول: يواصِل العدو مساعيه لتثبيت معادلة قائمة على ما صرّح به رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بأن «إسرائيل ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد، وأي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقّى مثالاً جديداً على تصميمنا»، فيما تعزّزت المخاوف من مغامرات إسرائيلية بعدما استهدف العدو الضاحية الجنوبية مجدّداً، ضمن مسار عسكري يتزامن مع مسار سياسي تقوده الولايات المتحدة يهدف إلى القضاء نهائياً على حزب الله.
ولمس كبار المسؤولين في بيروت ارتفاع منسوب الضغط الأميركي لإجبار لبنان على القبول بالتفاوض الدبلوماسي مع العدو، بحجة الوصول إلى حلول للتلال الخمس المحتلة ومصير الأسرى والنقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق. وتظهر الاتصالات أن واشنطن وتل أبيب لم تعودا تكتفيان بهذه النقطة ولا بالقرار 1701وانسحاب المقاومة من جنوب الليطاني، بل ارتفع سقف المطالبة إلى ضرورة نزع سلاح المقاومة «خلال فترة زمنية محدّدة».
وعلى هذا الأساس يُعاد تسخين الجبهة اللبنانية عبر تصعيد الاعتداءات الأمنية والعسكرية من جهة، والتجييش الداخلي الذي تتولّاه أحزاب وتيارات سياسية وجهات إعلامية من جهة أخرى، إضافة إلى المهمة التي تديرها نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والتي تقول علناً إن الهدف هو إطلاق «مجموعات العمل الدبلوماسي»، لكنها تريد فعلياً إطلاق مسار بين لبنان وإسرائيل يقود إلى التطبيع الذي تطلبه إدارة الرئيس دونالد ترامب، وإلّا دفع البلاد إلى حرب أهلية من خلال وضع الجيش في مواجهة المقاومة.
وفي السياق تأتي زيارة أورتاغوس المتوقّعة إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، للقاء الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام حاملة رسالة أميركية تطالب بالشروع في وضع خطة لنزع سلاح حزب الله، كشرط لأي ملفات أخرى بدءاً من الانسحاب وصولاً إلى إعادة الإعمار.
زيارة المسؤولة الأميركية استُبقت بإعلان لجنة الإشراف الخماسية المعنية بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار تعليق عملها، مع «رسائل تهديد وصلت إلى المسؤولين تخرج من إطار الـ 1701 وتحمل طروحات انتحارية للداخل اللبناني»، كما تقول مصادر سياسية مطّلعة. وقد أدّت هذه التطورات إلى حالة إرباك لدى المسؤولين الذين يشعرون بأنهم حُشروا في الزاوية، ولم يعُد في إمكانهم تدوير الزوايا أو الالتفاف على الضغوط التي تضع لبنان أمام خيارين: إما نزع السلاح بالقوة، ما يعني نزاعاً داخلياً، أو حرب إسرائيلية واسعة جديدة لنزعه.
وقدّرت جهات مطّلعة أن عملية اغتيال أحد قادة حزب الله حسن بدير، في قلب الضاحية، قد تكون بمثابة تمهيد لعملية عسكرية كالتي بدأت مطلع تشرين الأول واستمرت حتى 27 تشرين الثاني الماضييْن.
ونسبت الجهات نفسها المعلومات إلى مصادر دبلوماسية تحدّثت عن احتمال كبير بأن «تقوم إسرائيل بعملية عسكرية ضمن مهلة زمنية محدّدة، وأن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لذلك». ومن غير المعروف ما إذا كان ذلك بعدَ زيارة أورتاغوس أم أن الأخيرة ستؤخّر زيارتها إلى ما بعد تنفيذ العملية.
وتشير الجهات نفسها إلى أن «لبنان الرسمي يعيش حالة من الخوف»، وإلى أنه بمعزل عن كل ما يقال عن «موقف لبناني موحّد يرفض الضغوط الخارجية وتدشين المسار السياسي الدبلوماسي مع إسرائيل والابتزاز الذي يُمارس على لبنان»، إلا أن التقديرات تشير إلى أن «زيارة أورتاغوس ستحدث انقساماً كبيراً، خصوصاً أن البعض سيتذرّع بهذه الضغوط ويطالب بالرضوخ لها لأن لبنان غير قادر على تحمّل الكلفة».
وتعزّزت المخاوف بعدما لمس المسؤولون أن «المحاولات الخارجية، ولا سيما تلكَ التي قامت بها باريس لمنع تدهور الأوضاع وانفجارها لم تجد نفعاً»، لذا «تلقّى الرئيس عون خلال وجوده في فرنسا، نصائح بتفادي خيار الرفض المطلق لمجموعات العمل الثلاثية، والبحث عن مخرج شكلي لمسار ما بين الأمني والتقني البحت والسياسي – الدبلوماسي، أقلّه ريثما تتضح المسارات في المنطقة في ضوء ما يُحكى عن ضربة قريبة لإيران».
- صحيفة الديار عنونت: العهد يصطدم بالضغوط الأميركية المعرقلة للتفاهم الداخلي
لبنان امام مأزق تاريخي: اما نزع سلاح المقاومة او الحرب
وكتبت تقول: في ظل التقاطع للضغوط الداخلية والخارجية، لا سيما الاميركية – «الاسرائيلية» التي تتمثل بسلسلة الانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار والتي وصلت الى حد ارساء معادلة بيروت مقابل المطلة او كريات شمونة، هناك استحالة لحل حول سلاح حزب الله. واللافت في هذا السياق، ان الفرنسيين، وهم الممثلون في لجنة المراقبة الدولية لتنفيذ الاتفاق، باتوا على اقتناع بان الجيش «الاسرائيلي» ليس بوارد الانسحاب من التلال الخمس التي يحتلها، لا بل ان الامور قد تصل الى ابعد من ذلك، وهي توسيع للمنطقة العازلة، على نحو ينذر بعواقب خطيرة.
وامام هذا الواقع، ماذا يمكن لحكومة الرئيس نواف سلام ان تفعل ازاء سلاح حزب الله اذا كانت طائفة بكاملها تتخوف على مصيرها سيما مع تصاعد تصريحات بعض القوى السياسية حول تدخل عسكري من اكثر من جهة من اجل نزع سلاح حزب الله، وبالتالي تعريض الوجود اللبناني نفسه للخطر.
رهان رئيس الجمهورية
ما يستشف من بعض اركان العهد من ان الرئيس جوزاف عون كان يراهن ان يعطى مهلة تتيح له اعادة البلاد الى وضعها الطبيعي، والحد من التوتر السياسي والطائفي والاقتصادي والمالي لكي يصار الى عقد مؤتمر للحوار يوضع فيه ملف السلاح على الطاولة. لكن الذي حدث هو ان «اسرائيل» وبدعم اميركي مطلق، تضغط بشكل يومي وخطير لإرغام الدولة اللبنانية بإمكاناتها المحدودة وبوضعها الداخلي المعقد والبالغ الحساسية، على خوض مواجهة مع حزب الله، ما يمكن ان يفضي تلقائيا الى نشوب حرب اهلية اشد هولا بكثير من الحرب الاهلية السابقة.
وإذا كان هناك من يتحدث عن صدمة «العهد» لعدم ترك الاميركيين اي فرصة لإعادة بناء الثقة بين المكونات اللبنانية فان التصريحات المتلاحقة للمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس لا تترك مجالا للشك بان الرئيس دونالد ترامب تبنى بالكامل السياسة التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو الذي لا أحد يستطيع ان يضمن توقف شروطها اذا تم نزع سلاح حزب الله. وهنا، أكد مصدر مطلع ان «اسرائيل» لن تتوقف عند شرط تسليم حزب الله سلاحه بل ستطالب بالمزيد والمزيد لان حكومة نتنياهو تسعى لتحقيق «اسرائيل الكبرى».
مصادر ديبلوماسية: واشنطن و«تل ابيب» تضيقان الخناق على ايران وحزب الله
في غضون ذلك، لاحظت مصادر ديبلوماسية شكل ما بين الضغوط التي تمارس على إيران، وتخييرها بين الديبلوماسية والضربة العسكرية، والضغوط التي تمارس على حزب الله من اجل تسليم سلاحه، وهي على الاقل القضية المعقدة تقنيا إذا ما تم اغفال العوامل الطائفية والسياسية المتشابكة حول هذه المسألة.
وتابعت هذه المصادر ان التزامن في الضغوط «مبرمج» بين واشنطن و«تل ابيب» ليشكل ذلك وبدرجة اولى ضغطا على العهد الذي يتطلع لإخراج البلاد من ازماتها المزمنة. استطرادا الحكم على هذا العهد بالمراوحة لا سيما ان قضية بحساسية ودقة قضية اعادة الاعمار توضع الان من قبل الاميركيين تحديدا في إطار المساومة السياسية والاستراتيجية على حد سواء.
صحف اميركية: «اسرائيل» ترفض التفاوض حول ترسيم الحدود البرية مع لبنان
الى ذلك، توقف مرجع كبير عند ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» حول نية «اسرائيل» بالبقاء على الارض اللبنانية دون اي موعد محدد للانسحاب فضلا انها ليست في وارد الانطلاق في عملية تفاوضية لترسيم الحدود البرية. هذا الامر يعيد الوضع الى خط الهدنة الذي وقع في رودوس عام 1949. وتجدر الاشارة الى ان اتفاقيات رودوس او الهدنة لعام 1949 كانت جزءًا من سلسلة اتفاقيات بين «إسرائيل» وكل من مصر، الأردن، سوريا، ولبنان لإنهاء القتال الرسمي بعد حرب 1948.
وهذا ما تؤكده التصريحات من واشنطن و«تل ابيب» حول محادثات عسكرية وديبلوماسية وليست عسكرية فقط ما يعني ان عملية ترسيم الحدود هي ابعد من كونها تقنية …..
اوساط مقربة من حزب الله لـ«الديار»: المقاومة ليست رهن طلبات العدو…و1701 مشروط بتطبيقه المتوازن
من جهتها، قالت اوساط مقربة من حزب الله ان المقاومة ليست رهنا بطلبات الكيان الصهيوني، الذي يدعو لنزع سلاح حزب الله، بل على العكس، المقاومة تلتزم بما تلتزمه الدولة اللبنانية في ما يخص القرارات الدولية.
وشددت هذه الاوساط على أن القرار 1701 يجب أن يلتزم به الطرفان، أي حزب الله والكيان الصهيوني، إلا أن الأخير خرقه مراراً وتكراراً ويسعى إلى إلغائه فضلاً عن احتلاله خمسة مواقع لبنانية. ورغم ذلك، فإن الحزب يتمسك بموقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال: «صبرنا على اعتداءات إسرائيل لمنح الدولة اللبنانية فرصة لتحقيق وقف إطلاق النار». وتابعت انه في الحد الأدنى، إذا استمر العدو في عدم احترامه لهذا القرار الأممي، فإن الحزب لن يلتزم به أيضاً.
وأضافت الأوساط المقربة من حزب الله أن الاخير يستند إلى خطاب رئيس الجمهورية، جوزاف عون، الذي أكد أن ملف سلاح الحزب يُبحث في إطار حلول يتفق عليها اللبنانيون. كما أشارت إلى أن البيان الوزاري ينص على التزام الدولة اللبنانية بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ووفقاً للقرار 2625، فإن أي شعب واقع تحت الاحتلال يحق له المقاومة.
كما لفتت إلى أن الصحف العبرية نفسها أكدت أن الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان لم تكن تابعة لحزب الله، مشددة الاوساط المقربة من المقاومة أن «إسرائيل» لا تحتاج إلى ذريعة لشن عدوانها، كما حدث في الضاحية باغتيال أحد مسؤولي الحزب.
وختمت الأوساط بالتأكيد على أنه، رغم كل الخروقات الإسرائيلية، فإن الحزب ينتظر ما ستتمكن الدولة اللبنانية من تحقيقه بالطرق الدبلوماسية في سبيل استعادة حقوقها وسيادتها في مواجهة العدو الإسرائيلي، رغم قناعته بأن المقاومة المسلحة تبقى السبيل الوحيد لردع هذا العدو عن الوطن.
الرئيس نواف سلام طبق الدستور عبر التصويت بمجلس الوزراء
وبالعودة الى التصويت لحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، قالت اوساط وزارية للديار ان رئيس الحكومة نواف سلام علم مسبقا من معظم الكتل الوزارية انها تؤيد مرشح رئيس الجمهورية لحاكمية مصرف لبنان سوى بعض الوزراء الذين يديرون في فلكه، الا ان سلام لم يعتكف او قرر عدم حضور جلسة التصويت وبالتالي هذا دليل واضح ان سلام طبق الدستور الذي ينص انه في حال تعذر التوافق فيتم الذهاب الى التصويت. واكدت الاوساط ان الفرز الذي حصل داخل مجلس الوزراء لا يعني ان هناك صراعا بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة بل هي عملية ديمقراطية محض. واضافت انه ليس ضروريا ان يكون التوافق هو السائد ولا الخلاف هو القاعدة حول بعض التعيينات حيث تبين ان هناك توافقا بين الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام وفي مسائل اخرى برزت وجهات نظر مختلفة.
السعودية: رئيس الحكومة هو الرجل الاول في لبنان
من ناحية دعوة المملكة العربية السعودية للرئيس نواف سلام، فقد أرادت الرياض إيصال رسالة ذات بعدين اساسيين. الاولى تحمل بُعدًا «سنّيًا»، إذ تؤكد لجميع اللبنانيين أن رئيس الحكومة هو الرجل الاول في لبنان، ولذلك حظي الرئيس نواف سلام بتكريم سياسي غير مسبوق عبر إرسال طائرة ملكية سعودية لنقله إلى الرياض ، دون دعوة أي رؤساء آخرين لدول عربية.
أما الرسالة الثانية، فهي أن السعودية تستقبل الرؤساء اللبنانيين بحفاوة، لكنها لن تقدم أي مساعدات للبنان قبل أن تفرض الدولة سيادتها الكاملة على جميع أراضيها.
القوات اللبنانية لـ«لديار»: لاحترام موعد الانتخابات البلدية ولا للتأجيل تحت اي ذريعة!!!
اما في ملف الانتخابات البلدية ، فقد اكدت القوات اللبنانية في حديثها لـ«لديار» تأييدها اجراء الانتخابات في موعدها ، مع رفضها الصارم لاي تأجيل ، تحت أي عنوان، سواء كان تقنيًا أو لأي سبب آخر. وشدّدت على أن المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد تستدعي، من الآن فصاعدًا، احترام مواعيد الاستحقاقات وعدم تجاوز أي مهلة.
وفي ما يتعلق بالإصلاحات وغيرها، فترى القوات انها ضرورية دائمًا، لكن يجب التوافق على أي إصلاح أو تطوير قبل إجراء الانتخابات البلدية، علمًا بأن وزير الداخلية قد حدد موعدها.
في التفاصيل ، تخوض القوات اللبنانية هذه الانتخابات وفق ثلاث مستويات او استراتيجيات. يتمثل الشق الاول في اقامة تحالفات على أسس سياسية في البلدات الكبرى، مع الاحزاب التي تتقاطع معها بالشكل المناسب، ومع اكثر من فريق سياسي، وفقا لطبيعة كل منطقة.
في الشق الثاني، يتعلق الامر بالقرى الصغيرة، حيث الطابع العائلي يكون الطاغي فيها، ويتم التعاطي على هذا الاساس بالشكل المطلوب.
اما الشق الثالث، فتسعى القوات اللبنانية بكل جهد الى تحقيق توافق يضمن خيارات تمثل المصلحة القصوى للبلدات. ويكمن الهم الأساسي للقوات في التوصل إلى اتحادات بلدية، ما يتيح لها العمل بشكل متكامل لتحقيق المزيد من التطوير والازدهار».
- صحيفة الأنباء عنونت: ثلاثة عناوين تتصدّر زيارة أورتاغوس … ولبنان على خط باريس واشنطن
وكتبت تقول: وسط انسداد الأفق وتراجع الضغوط الدولية على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في جنوب لبنان بما يعزز استكمال انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية، يستمر الوضع على حاله من التأزم في ظل التهديدات الإسرائيلية باستمرار مسلسل الاغتيالات لقيادات من حزب الله، زاعمةً التخطيط للقيام بالهجوم على مواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة وخارجها. في الأثناء، يتوقع أن تصل إلى بيروت في الساعات المقبلة مساعدة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين.
غير أن التطورات على الساحة السورية تلقي بظلالها على المشهد في المنطقة وعلى لبنان خصوصاً إذ أن التقارير المسائية تحدثت عن غارات إسرائيلية على قلب العاصمة السورية دمشق، فيما تتقدم أرتال من الدبابات التركية باتجاه مدينة حمص والساحل السوري بهدف إنشاء قواعد عسكرية تم التوافق على بنائها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، واستقدام أنظمة الدفاع الجوي المتطورة من طراز أس 400.
وتشير التقارير إلى أن الهدف الرئيس من التقدم التركي هو منع إسرائيل من التصرف بحرية في الأجواء السورية ناهيك عن تأمين الحماية الضرورية للحليف السوري المتمثل بالادارة الجديدة.
عناوين زيارة أورتاغوس
في السياق، أشارت مصادر متابعة لزيارة الموفدة الأميركية إلى أن أورتاغوس ستنطلق في لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين من ثلاثة عناوين يتركز الأول على القرار المتعلّق بسحب سلاح حزب الله واستعداد الحكومة على تنفيذ ما التزمت به، أمّا العنوان الثاني فيتعلق بقدرة الجيش اللبناني على الانتشار جنوب الليطاني حتى الحدود مع فلسطين المحتلة ومواجهة أي سلاح في جنوب الليطاني وشماله ويكون القرار له في هذه المنطقة وحده دون غيره، فيما الشأن الثالث والأخير فيتناول ملف إعادة الأعمار وترسيخ الدولة نفوذها في تلك المناطق مع ضمان انسحاب العدو من المواقع التي يحتلها والتزام المسؤولين بالبندين الأولين.
المصادر لفتت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى تباينات في المشهد الداخلي حول الشروط الاميركية، فحزب الله الذي وقّع على اتفاق وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي ما زال يرفض البحث بتسليم سلاحه، وما زال يتمسّك بمقاومة العدو، محمّلاً الدولة مسؤولية ما تقوم به إسرائيل من خروقات واعتداءات كان آخرها الغارة الاسرائيلية على حي ماضي في الضاحية الجنوبية واغتيال المسؤول في حزب الله حسن بدير ونجله علي. وتضيف المصادر أنَّ رئيس الجمهورية جوزاف عون يشدد في مواقفه على عقد مؤتمر للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، في المقابل يشترط رئيس المجلس نبيه بري الذي يعتبر من أبرز أركان اتفاق وقف النار، انسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة التي تحتلها قبل البحث في أي أمر آخر، فيما يبقى رئيس الحكومة الوحيد الذي يشدد في العلن على سحب السلاح وتطبيق القرار 1701.
وإذ دعت المصادر المسؤولين اللبنانيين الى ضرورة اعتماد سياسة واضحة والالتزام بكامل بنود وقف اطلاق النار، إضافة الى حسم موضوع السلاح وإخراجه من التداول، وذلك من خلال الوصول الى صيغة وطنية ترضي جميع الأطراف وفي مقدمها حزب الله، اعتبرت أن على حزب الله التعاطي مع هذا الأمر بواقعية مطلقة والتخلي عن منطق التهديد والوعيد، لأن ما كان يصح قوله مع بداية حرب الاسناد لم يعد له أهمية بعد الموافقة على وقف اطلاق النار والدخول بالتسوية.
لبنان ليس وحده في عين العاصفة
توازياً، رأى النائب السابق شامل روكز أن لبنان لم يعد وحده في عين العاصفة وان منطقة الشرق الاوسط كلها تشهد تغيرات خطيرة، حيث أنَّ المشكلة تكمن في مسألة التطبيع مع اسرائيل، أما بالنسبة لنا كلبنانيين فإن الطريق تمر عبر القرار 1701 وتنفيذ بكل مندرجاته.
روكز اعتبرَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن “تعنت وعجرفة اسرائيل المتمثلة بالغارات على الضاحية وسواها تأتي في إطار الضغط علي لبنان لتنفيذ القرار 1701 وسحب السلاح وصولاً الى التطبيع”، داعياً المسؤولين الى مقاربة هذا الموضوع بمسؤولية عالية تجنباً من الوصول الى مشكلة داخلية.
في الإطار، أعرب روكز عن أسفه لانحياز العالم الى جانب اسرائيل وعدم التطرق الى مؤتمر وطني للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فالاهتمام الدولي يتركز فقط على تسليم السلاح وليس اي شيء آخر، داعياً رئيسي الجمهورية والحكومة للتوافق على عقد مؤتمر وطني لاقرار استراتيجية الامن القومي وتطبيق القرار 1701 ومعالجة موضوع السلاح، مذكراً أن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ساهما بشكل فاعل بالتوصل الى وقف النار، لكن مع إدارة الرئيس ترامب تبدل الخطاب الاميركي واصبحت اميركا من خلال الموفدة الاميركية اورتاغوس تشدد على نزع سلاح حزب الله وتعتبره عنصراً اساسياً للامن.
دعم فرنسي
في سياق الاتصالات التي تجريها فرنسا لخفض التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، كشفت مصادر دبلوماسية عبر الأنباء الالكترونية ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أجرى اتصالاً بنظيره الاميركي دونالد ترامب للضغط على اسرائيل لتخفيف التصعيد ضد لبنان وإيجاد سبل اخرى غير القوة لنزع سلاح حزب الله.
المصادر لفتت إلى أن بيروت تلقت في الساعات الماضية إشارات غير مطمئنة تفيد بأن اسرائيل ماضية بسياسة الاغتيالات واستهدافها مخازن الاسلحة التابعة لحزب الله أينما وجدت.
موقف وطني بوجه العدو
تزامناً، وفي تعليقه على استهداف الضاحية الجنوبية من قبل إسرائيل، توقع عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور استمرار الاستباحة الاسرائيلية، كما ان الضغوطات السياسية سوف تزداد مما سيخلق المزيد من التوترات الداخلية لكننا في المقابل ملزمين بالتعامل بمسؤولية وطنية مع هذه المرحلة السياسية ومخاطرها بالبحث عن لغة وطنية مشتركة والتوحيد خلف موقف الدولة واركانها لاسيما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في سعيهم لتحرير ما تبقى من اراض محتلة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية والالتزام باتفاق الهدنة.
وكان الرئيسان بري وسلام بحثا في عين التينة في آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل خرقها لوقف إطلاق النار واعتداءاتها على لبنان.



