قالت الصحف: قراءات في الغاء زيارة قائد الجيش الى واشنطن: استهداف عون والعقيدة العسكرية للجيش!

الحوارنيوز – خاص
قرأت صحف اليوم في افتتاحياتها في قرار الإدارة الأميركية القاضي بإلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل الى واشنطن تلبية لدعوة رسمية سابقة، واعتبار القرار بمثابة “استهداف لرئيس الجمهورية وللعقيدة العسكرية للجيش اللبناني التي تعتبر إسرائيل دولة عدوة”، فضلا عن قضايا محلية أخرى كملف اقتراع غير المقيمين وما خرج به مؤتمر بيروت 1.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: صدمة حادة بإلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن… “بيروت -1” يعرض الشراكة بدل المعونات
وكتبت تقول: سواء صح أنها شكلت صفعة مهينة لقيادة الجيش ومن خلفها السلطة الرئاسية العليا للقوات المسلحة، أو إهانة مباشرة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، فالثابت أن إلغاء الإدراة الأميركية لزيارة قائد الجيش اللبناني لواشنطن أمس شكلت أسوأ انتكاسة مدوية في تاريخ العلاقات اللبنانية- الأميركية. المفارقة الصادمة جاءت في التوقيت الصادم للانتكاسة غداة الاحتفاء بتسلّم ابن بسوس سفير الولايات المتحدة ميشال عيسى مهماته في لبنان، إذ بدا السفير نفسه، وفق ما نقل عنه، أشد الذين فوجئوا بهذا الحدث السلبي. ولكن الخطير في دلالات إلغاء زيارة هيكل أنها عكست مؤشرات متراكمة كانت تتحفّز للانفجار. من أبرزها أن واشنطن لم تكن مقتنعة فعلاً بخطة “الاحتواء” العسكرية التي ينفذها الجيش في جنوب الليطاني، فيما تتعالى المطالبات الأميركية وغيرها بنزع سلاح “حزب الله” ضمن مهلة محددة أقصاها نهاية السنة في كل لبنان. ثم إن مسار العمل في لجنة الميكانيزم كان ينطوي على اهتزازات واضحة، بدليل انفجار غضب واشنطن من موقف قيادة الجيش وبيانها الأخير بتحميل إسرائيل وحدها تبعات عرقلة خطة الجيش واليونيفيل وتجاهل “حزب الله”. أما الدلالة الأخطر، فتتمثل في الدور الحاسم الذي يلعبه أعضاء مؤثرون في الكونغرس مثل السيناتور ليندسي غراهام لجهة الضغط الفوري على الإدارة، وهو ما يخشى أن ينسحب على تقنين أو ربما وقف المساعدات الأميركية الأساسية للجيش التي تشكل ما نسبته 90 في المئة من الدعم التسليحي للجيش.
باقتضاب شديد، قال السفير الأميركي ميشال عيسى: “لا تعليق لدي وليس لدي معلومات بشأن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن”. ولكن على اثر شيوع المعلومات عن إلغاء الزيارة من جانب واشنطن نقلت معلومات إعلامية أن قائد الجيش ألغى الزيارة إلى واشنطن بعدما علم بإلغاء عدد من الاجتماعات.
وأفادت مصادر أميركية أنها تأمل في إعادة تحديد موعد زيارة قائد الجيش إلى واشنطن وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح في حال تسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة وغيرها من الخطوات المطلوبة.
وكان إلغاء الزيارة حصل قبل ساعات من موعدها، بعدما شنّ عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي هجومًا مباشرًا على قائد الجيش، في خطوة بدت كرسالة قاسية إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية. وجاء هذا التصعيد على خلفية البيان الذي أصدرته قيادة الجيش الأحد الماضي والذي تضمّن اتهامًا واضحًا لإسرائيل بانتهاك السيادة اللبنانية وزعزعة الاستقرار وعرقلة انتشار الجيش في الجنوب، وكان آخرها استهداف دورية لليونيفيل. هذا البيان أثار غضب الإدارة الأميركية وأوساط من الكونغرس لعدم تناوله الدور السلبي لـ”حزب الله”.
وبالتزامن مع إلغاء الزيارة، أعلنت السفارة اللبنانية في واشنطن إلغاء حفل الاستقبال الذي كان معدًّا على شرف قائد الجيش .
وكتب السيناتور ليندسي غراهام عبر حسابه على “أكس”: “من الواضح أن رئيس أركان الجيش اللبناني بسبب وصفه إسرائيل بالعدو، وجهوده الضعيفة وشبه المعدومة لنزع سلاح حزب الله يُمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام. هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثمارًا غير مُجدٍ لأميركا”.
كما غرّدت السيناتور جوني إرنست: “أشعر بخيبة أمل كبيرة من هذا التصريح الصادر عن قيادة الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني شريك استراتيجي، وقد ناقشتُ هذا الأمر مع القائد العام في آب الماضي، وكانت إسرائيل قد منحت لبنان فرصة حقيقية للتحرّر من إرهابيي حزب الله المدعومين من إيران. وبدل اغتنام هذه الفرصة والعمل معًا لنزع سلاح الحزب، يوجّه القائد العام وبشكل مُخزٍ اللوم نحو إسرائيل”.
وتحدثت معلومات عن تحويل الملف اللبناني وما جرى مباشرةً إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وأصبح في عهدته داخل وزارة الخارجية واللجان المختصة، نظراً لدوره المركزي في إعادة صياغة السياسة الأميركية تجاه لبنان، خصوصاً في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية، وبات استمرار التعاون مع الجيش اللبناني مرتبطاً بشكل مباشر بمواقفه في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ملفّ الحدود ونزع سلاح “حزب الله” .
وطغى هذا التطور على حدث انعقاد مؤتمر “بيروت 1” أمس الذي لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، ولا تجمّعاً عابراً للمستثمرين العرب واللبنانيين، بل بدا وكأنه اختبار لقدرة بلد منهك على خوض محاولة جديدة للعودة إلى الخريطة الاستثمارية.
وظهر بوضوح من كلمات الافتتاح، أن الحدث يريد تفكيك صورة لبنان بوصفه دولة تبحث عن معونات، ليقدمه كمنصة تبحث عن شراكات وفرص. فالتقاء صناع القرار والخبراء وممثلي المؤسسات الدولية، والقطاعين العام والخاص تحت سقف واحد، أعاد فتح النقاش حول الدور الذي يمكن أن يؤديه لبنان في مرحلة إعادة رسم خرائط المنطقة اقتصادياً وسياسياً.
وكان أحد أهم عناصر المؤتمر حضور وفود من السعودية وقطر والكويت ومصر والعراق، إضافة إلى المغتربين اللبنانيين. وعلى الرغم من أن هذا الحضور لا يعني التزاماً استثمارياً، إلا أنه يشكل مؤشراً، سياسياً، على استعداد أولي لإعادة الانخراط في الساحة اللبنانية.
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون البدء فعلياً بمسار إصلاحات حقيقية، قائلاً: “أقررنا قوانين أساسية تعزّز الشفافية والمساءلة، وأطلقنا خطوات جدّية لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس صلبة، تتقدم فيها الكفاءة على المحسوبيات، ويعلو فيها القانون على الاستنساب”. وأوضح أن “لبنان يجب أن يستعيد دوره الطبيعي لاعباً اقتصادياً وثقافياً في المنطقة، وجسراً بين الشرق والغرب، ومنصةً للتعامل والتعاون بين الشركات والمستثمرين والمؤسسات الإنمائية”. وأضاف: “انفتاحنا ليس شعاراً، هو توجهٌ فعليٌ نحو شراكات جديدة، نحو الأسواق المحيطة، ونحو تعزيز مكانة لبنان في خارطة الأعمال الإقليمية والدولية”.
ورأى أن “لبنان الذي نطمح إليه ونعمل لأجله هو منصة استثمارية منفتحة وطموحة، تجمع بين موقع جغرافي استراتيجي، وطاقات بشرية مميزة، وفرص واسعة في قطاعات متعددة”، لافتاً إلى أن “هذه هي الرؤية الوطنية الجديدة التي أطلقها وزير الاقتصاد عامر بساط بالتعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ورئيسه شارل عربيد، وبالتنسيق الكامل مع الحكومة: رؤية واقعية، قابلة للتنفيذ، تستند إلى أرقام وخطط وتوقيتات واضحة”.
وتوجّه “إلى كل صديق للبنان، إلى كل مستثمر، إلى كل شريك محتمل”، بالقول: “لبنان لا يطلب تعاطفاً، بل ثقة. لا ينتظر صدقة، بل يقدّم فرصة. وجودكم هنا اليوم هو استثمار في الاستقرار، في الطاقات الشابة، في مستقبلٍ سيكون أفضل إذا سرنا فيه معاً”.
من جهّته، أعلن وزير الاقتصاد عامر البساط أن “هذه البداية وإعلان انطلاقة جديدة ومسار جديد لاستعادة الثقة بين الدولة ومواطنيها”. وقال: “ندرك صعوبة نقطة الانطلاق وطريق التعافي ستكون صعبة وطويلة، إلا أنّ لبنان يمتلك القدرات”، مضيفاً، “نحن ملتزمون بإعادة بناء الدولة ونريدها أن تكون ذات سيادة وتحمي الضعفاء”.
بدوره، اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد أن “هذا المؤتمر رسالة واضحة للبنانيين المتأمّلين بوطنهم ولبنان ليس في حالة انتظار بل أنّه ينهض رغم الأزمات”، لافتاً إلى أن “مؤتمرنا إشارة مباشرة إلى أن لبنان فرصة لا أزمة”.
في غضون ذلك وقبل يومين من نهاية مهلة تسجيل المغتربين للانتخابات النيابية المقبلة، أصدرت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين بياناً اعلنتا فيه أنه لغاية تاريخ 18 تشرين الثاني 2025، بلغ عدد الطلبات المسجّلة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بوزارة الخارجية والمغتربين 101355 طلبًا تسلّمت وزارة الداخلية والبلديات منها 65250 طلبًا، ويجري حاليًا العمل على تدقيقها ومطابقتها مع القوائم الانتخابية.
- صحيفة الأخبار عنونت: تسريبات حول «امتعاض أميركي» من مهاجمة الجيش للاعتداءات الإسرائيلية | أميركا تهاجم عون عبر هيكل: لا مجال للحياد
وكتبت تقول: مع تصاعد الحديث في الكيان الصهيوني عن حرب وشيكة، وحيث بات السؤال «متى» ستندلع الحرب وليس «إذا»، دخلت الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في الحملة التي تستهدف الرئيس جوزيف عون عبر التصويب على قيادة الجيش اللبناني. وبرز ذلك أمس بتأجيل زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل التي كانت مقرّرة غداً إلى واشنطن، بعدما أُبلغ بأن غالبية المواعيد التي طلبها أُلغيت بذريعة عدم توفر وقت لدى المسؤولين الأميركيين، كما أكّدت سفيرة لبنان في واشنطن ندى حمادة الأمر عبر برقيات أرسلتها لشخصيات لبنانية وأميركية تعتذر عن إلغاء حفل استقبال كان سيُقام على شرف هيكل.
الحملة الأميركية لم تقتصر على التأجيل، إذ برز أمس هجوم شنّه أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي اتهموا الجيش بالتقاعس في نزع سلاح حزب الله، فيما يتردّد في العاصمة الأميركية أن الرسالة موجّهة أساساً إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون.
محلياً، انتشرت روايات وتسريبات ربطت الحملة بالبيان الأخير الذي أصدره هيكل، واتهم فيه العدو الإسرائيلي بانتهاك السيادة اللبنانية وزعزعة الاستقرار وعرقلة انتشار الجيش في الجنوب.
وفسّر البيان بأنه استفزاز للجانب الأميركي، خصوصاً أنه جاء بعد مداخلة هيكل في مجلس الوزراء حول عمل الجيش في جنوب نهر الليطاني وقوله إن إسرائيل تتعمّد العرقلة، سائلاً عن جدوى مواصلة العمل طالما أن إسرائيل لا تريد الالتزام بما يتوجّب عليها. وقد دفع ذلك بالبعض إلى تفسير الخطوة الأميركية بأنها ردّ على البيان، وستؤدي إلى اندلاع نقاش داخل الإدارة الأميركية والكونغرس حول جدوى استمرار المساعدات المُقدّمة للجيش اللبناني، في موازاة تركيز الصحافة العبرية على تقصير المؤسسة العسكرية في تنفيذ الدور المطلوب منها مواجهة حزب الله.
ونشر السيناتور جوني إرنست عبر منصّة «إكس» تغريدة قال فيها: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من التصريح الصادر عن قيادة الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني شريك استراتيجي، وقد ناقشتُ هذا الأمر مع القائد العام في آب الماضي، وكانت إسرائيل قد منحت لبنان فرصة حقيقية للتحرّر من إرهابيّي حزب الله المدعومين من إيران. وبدل اغتنام هذه الفرصة والعمل معاً لنزع سلاح الحزب، يوجّه القائد العام، وبشكل مُخزٍ، اللوم نحو إسرائيل».
وسبقت ذلك، حملة قادها العضو في الحزب الجمهوري من أصل لبناني توم (عاطف) حرب، الذي قال إن الإدارة «تشعر بالإحباط من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني. وقد ألغت كل الاجتماعات المُقرّرة غداً في واشنطن مع قائد الجيش رودولف الهيكل، واضطرت السفارة اللبنانية إلى إلغاء حفل الاستقبال المُخطّط على شرفه».
وقالت مصادر متابعة، إن «إلغاء زيارة هيكل ليس مرتبطاً بالبيان فحسب، بل يأتي ضمن سياق بدأ مع توتر العلاقة بينه وبين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وتحريضها عليه أمام عدد من السياسيين اللبنانيين واتهامه بعدم تنفيذ المطلوب منه في مواجهة حزب الله»، وقد تراكم الاستياء بعد المطالعة التي قدّمها هيكل في مجلس الوزراء، متناولاً «الإهانات المتكررة التي تطاول الجيش أمنياً وسياسياً، وكيف يتعرّض عناصره للتضييق والاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب»، مشيراً إلى «إمكانية أن يقوم الجيش بتوقيف كل نشاطه جنوب الليطاني بسبب العوائق الإسرائيلية»، وهي المطالعة التي تكفّل بنقلها «الوشاة» من داخل الحكومة إلى الإدارة الأميركية. وازداد الاستياء الأميركي من القائد لرفضه تلبية المطالب الإسرائيلية والأميركية، ولا سيما الدخول إلى منازل الجنوبيين بحثاً عن سلاح حزب الله، معتبراً أن تنفيذ مثل هذه المطالب سيؤدّي إلى مشكل كبير ولن يُرضي الإسرائيلي الذي سيطلب المزيد من لبنان.
إلى ذلك، فإن التقديرات في لبنان تذهب إلى تفسير الخطوة الأميركية كرسالة إلى رئيس الجمهورية الذي يعتبر الأميركيون أنه المسؤول الأول أمامهم، وأنه يقف وراء مواقف هيكل وهو من يتأخر في تنفيذ المهام المطلوبة. ومفاد الرسالة أن «المشكلة لم تعد مع حزب الله وحسب، وإنما مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وأن الولايات المتحدة مستعدّة لإدخال لبنان في عزلة أمنية وعسكرية وليس فقط سياسية ومالية، من خلال رفع الدعم عن المؤسسة العسكرية وحرمانها من مساعدات المانحين».
وبإلغاء الزيارة، تؤكد واشنطن على طلبها المباشر من السلطة اللبنانية، إحداث تغيير في عقيدة الجيش اللبناني، بحيث يتوقف عن اعتبار إسرائيل بلداً عدواً، والتوقف عن استخدام خطاب تحريضيّ ضد إسرائيل لأن ذلك سيعرّض الجيش اللبناني هذه المرة للعقاب الإسرائيلي، كما يطلب الأميركيون صراحة من الجيش الامتناع عن التصرف كمحايد في المعركة مع حزب الله، بل يجب أن يكون في صف الفريق العامل على تفكيك الحزب ومؤسساته العسكرية والمالية، ولو أدّى ذلك إلى صدام داخلي.
لكنّ الأخطر من ذلك، وفقَ ما تقول المصادر، أن اتخاذ موقف من الجيش اللبناني، يعني كشف البلد وإطلاق يد العدو الإسرائيلي عسكرياً، رغم المواقف المعلنة بضرورة ضبط الوضع ومنعه من التدهور، خصوصاً أن هناك في لبنان وأميركا، من سيستغل موقف الإدارة الأميركية من الجيش اللبناني ويستكمل التحريض عليه ويحاول إقناع الإدارة بموقف أكثر تشدّداً مع لبنان وأكثر تساهلاً مع العدو والانتقال من التهديد إلى الفعل والسماح لإسرائيل بالقيام «بما لم تقم به الدولة اللبنانية والجيش اللبناني».
فرنسا تعرض وساطة لترسيم الحدود البرية مع سوريا
علمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية، أن الهدف الرئيسي لزيارة مستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجندر للبنان لا يتعلق بملف تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني، بل يتركّز على عرض فرنسا إدارة وساطة بين لبنان وسوريا لترسيم الحدود البرية من منطقة مزارع شبعا حتى أقصى الشمال الغربي.
وسبق للمسؤولة الفرنسية أن عقدت محادثات في باريس، وجمعت ملفات من الأرشيف الفرنسي ومن وزارة الدفاع، لإعداد ملف تقني، قبل نقلها رغبة بلادها بإدارة الوساطة. وقد وجّهت دعوة إلى لبنان وسوريا لعقد اجتماعات في باريس بين وفود تقنية وعسكرية لبنانية وسورية، مشيرة إلى «استعداد فرنسا لتزويد البلدين بالخرائط والوثائق الموجودة في أرشيفها منذ عهد الانتداب الفرنسيّ للبلدين. وأشار الجانب الفرنسي في هذا السياق إلى أنه يحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وأن باريس ستتولى أمر المناطق المُتنازع عليها بين البلدين والتي تقع اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي. غير أن لبنان لم يسمع من الجانب الأميركي أي إشارة مباشرة إلى هذا الملف، كما لم يحصل تبادل للآراء مع الجانب السعودي المعني بالملف الخاص بعلاقات لبنان وسوريا.
وسط هذه الأجواء، يجري الحديث عن ترتيبات لزيارة سيقوم بها نائب رئيس الحكومة طارق متري لسوريا للقاء الرئيس أحمد الشرع، وتفعيل المحادثات بين البلدين بشأن عدد من الاتفاقات المتعلقة بالحدود وملف السجناء والموقوفين، خصوصاً أن لبنان لمس خلال الاجتماعات التي عُقدت في بيروت مع وفود سورية، أن دمشق «غير مهتمة حالياً بترسيم الحدود، وأن تركيزها قائم على ملف الموقوفين».
يشار إلى أنه في ظل المبادرة الفرنسية، عادت بريطانيا لتمارس الضغط على الجيش اللبناني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لنشر عدد جديد من أبراج المراقبة على الحدود الشرقية للبنان، بحجة المساعدة على وقف عمليات التهريب، فيما قال البريطانيون صراحة إن الهدف هو المساعدة في تطبيق جزء من القرار 1701 لجهة منع وصول أسلحة إلى حزب الله، وإن سوريا موافقة على هذا الإجراء، لكنّ لبنان لم يحصل على جواب حول سبب عدم وضع الأبراج داخل الأراضي السورية لمراقبة الحدود من هناك، خصوصاً أن التهريب يحصل من الجانب السوري وليس العكس.
- صحيفة الديار عنونت: معايير واشنطن تتشدّد… وهيكل يرفض الانجرار إلى الصدام
«بيروت 1»: السعودية تعود… ولبنان أمام امتحان الإصلاح
وكتبت تقول: في لحظة مفصلية ودقيقة تشهدها الساحة اللبنانية، تتقاطع التحركات السعودية والدولية مع التطورات العسكرية في الجنوب، حاملة في طياتها رسائل قوية للبنان وسلطته، حيث تشكل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب محطة استراتيجية تلتقي فيها المصالح السعودية والأميركية، مترجمة التوجهات الإقليمية الجديدة تجاه لبنان، في وقت يزداد فيه الضغط على العاصمة اللبنانية وعلى مؤسساتها الأمنية والسياسية.
تزامنا، وصل الأمير يزيد بن فرحان على رأس وفد سعودي إلى بيروت للمشاركة في منتدى «بيروت 1»، في رسالة دعم مباشر للبنان، ومواكبة الملفات الاقتصادية والسياسية الحرجة، وسط أزمات محلية تتفاقم يوماً بعد يوم، على وقع تجاوب الشارع اللبناني، من خبر إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، بعد ساعات من بدء تنفيذ خفض عديد اليونيفيل في الجنوب، وتصعيد تل ابيب من تهديداتها بشن هجمات محتملة ضد لبنان.
مشهد يرسي معادلات لا تقتصر على مناورات دبلوماسية، بقدر ما يمثل اختباراً عملياً لقدرة الدولة اللبنانية على حماية استقرارها الداخلي، حيث الرسائل السعودية والأميركية الموجهة للداخل اللبناني، تحذر في الوقت نفسه إسرائيل من أي خطوة أحادية قد تشعل المنطقة، ما يجعل لبنان مركزا لمعادلة دقيقة بين التهديد والدعم الدوليين، وبين الفراغ الأمني والتحرك السياسي على الصعيد الإقليمي.
باختصار، لبنان اليوم على مفترق طرق: بين رسائل سعودية – أميركية دقيقة، وبين مسؤولية الجيش اللبناني المباشرة في مواجهة أي تطورات على الحدود.
بن سلمان – ترامب
في هذا السياق تأتي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في توقيت سياسي – إقليمي بالغ الحساسية، لتفتح الباب واسعا أمام تساؤلات حول انعكاساتها المحتملة على الساحة اللبنانية، التي تعيش على وقع انهيار اقتصادي، وتوترات جنوبية، في زمن رسم مسارات التوازنات الجديدة في المنطقة، خصوصا مع عودة النفوذ الأميركي إلى دائرة الحضور المباشر في ملفات الشرق الأوسط.
مصادر مواكبة في العاصمة الاميركية، رات ان الزيارة تشكل فرصة لقراءة اتجاهين متوازيين: الأول يرتبط بدور السعودية المتجدد في مقاربة الملف اللبناني، أما الاتجاه الثاني، فيتصل بقدرة واشنطن على لعب دور الوسيط بين القوى الإقليمية المؤثرة، بما قد ينعكس على مستوى التهدئة في الجنوب اللبناني وعلى مستقبل الاستقرار الداخلي.
وتتابع المصادر، بان المسار الاقتصادي اللبناني سيحضر على طاولة البيت الابيض، في ظل مقاربة الرياض التي تنطلق من ان أي دفعة سعودية – أميركية مشتركة لدعم مؤسسات الدولة أو مشاريع البنى التحتية يمكن أن تشكل بارقة أمل في لحظة يتراجع فيها التمويل الدولي بشدة، رغم ان هذا الاحتمال يبقى، اميركيا، مشروطا بقدرة السلطات اللبنانية على الالتزام الإصلاحي وحصر السلاح، وهما شرطان لا يزالان غائبين كلياً، بالنسبة للإدارة الاميركية.
أما سياسياً، فتشير المصادر، الى ان وجود الملف اللبناني ضمن المباحثات قد يعيد فتح النقاش حول شكل التسوية السياسية المقبلة، وكيفية إعادة ترتيب التوازنات في المؤسسات الأمنية، مؤكدة انه في حال تلاقت الرؤية بين الطرفين، فقد يشكل ذلك ضغطا جديا على القوى اللبنانية للانتقال من المراوحة إلى الفعل، رغم ان إمكانات الدعم وفرص التهدئة، تبقى رهينة قدرة لبنان على التقاط اللحظة وعدم تفويت فرصة جديدة.
بن فرحان في بيروت
وعشية قمة البيت الابيض، وصل الى بيروت الامير يزيد بن فرحان، بعد طول انتظار، في توقيت مضبوط على ساعة مؤتمر «بيروت1»، على راس وفد سعودي استثماري، ضم شخصيات من مؤسسات استثمارية وصناديق تمويلية سعودية، يعكس ارادة واضحة لدى الرياض في دعم لبنان ومساعدته على الوقوف مجددا بناءً على الشراكة المدروسة لا الهبات المفتوحة، مشروطة بوجود بيئة سياسية مستقرة، وضمانات تمنع تكرار التجارب السابقة حيث اصطدمت المشاريع بالعراقيل الداخلية، سواء السياسية أو الإدارية.
اوساط اقتصادية لبنانية، اشارت الى ان مشاركة الوفد السعودي، بناء لرفع استثنائي للحظر المفروض على لبنان، والمداولات التي جرت على هامش المؤتمر مع اعضائه، بينت ان لبنان لا يزال مدرجا على خريطة الاهتمام السعودي، لكن تحت شروط مختلفة تعتمد على الجدوى والشفافية، وهي اجواء كفيلة بضخ الاستقرار في الأسواق، ومنح المستثمرين المحليين جرعة ثقة إضافية، متحدثة عن اهتمام الرياض الواضح بقطاعات حيوية كالكهرباء، الطاقة المتجددة، البنى التحتية، والاتصالات، وهي ملفات لطالما أبدت السعودية اهتماماً بها في مراحل سابقة.
وحول الاتفاقات التي تعتزم الرياض تفعيلها مع بيروت، كشفت الاوساط، انها تاتي بمثابة مكافأة على الجهد الامني الذي بذل والتعاون المثمر بين بيروت ودمشق ودول الخليج، والذي ادى الى تحقيق انجازات كبيرة على صعيد مكافحة المخدرات والكبتاغون، مذكرة بان تعليق العمل بغالبيتها جاء عل خلفية تصاعد عمليات تهريب الممنوعات التي عرضت الامن القومي لهذه الدول ومجتمعاتها للخطر.
اما في الشق السياسي من جولة بن فرحان، فتكشف مصادر سياسية، انها تاتي لاعادة تاكيد الحضور السعودي، كجزء من الحراك الأوسع في المنطقة.
مؤتمر «بيروت1»
وكان انعقد امس مؤتمر «بيروت 1» بعنوان: «بيروت تنهض من جديد»، في يومه الاول، برعاية رئيس الجمهورية، وغياب رئيس الحكومة، ومشاركة وحضور عدد من الوزراء والنواب والسفراء ورؤساء الهيئات الاقتصادية والنقابية وكبار المستثمرين، ورواد من مختلف القطاعات للمساهمة في رسم مستقبل لبنان وبناء مرحلة جديدة من النهوض والتنمية وذلك في واجهة بيروت البحرية.
وفي كلمته رحب رئيس الجمهورية بالوفود المشاركة بالمؤتمر معتبراً وجودهم في هذا الحدث موضع تقدير كبير من كل لبناني، مقدرا بشكل خاص مشاركة «الأشقاء السعوديين»، المشاركين للمرة الأولى في مناسبة لبنانية على هذا المستوى، معيدا التأكيد على انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشيراً الى أن لبنان يجب أن يستعيد دوره الطبيعي لاعبا اقتصاديا وثقافيا في المنطقة، وجسرا بين الشرق والغرب، ومنصةً للتعامل والتعاون بين الشركات والمستثمرين والمؤسسات الإنمائية، مؤكداً ان انفتاح لبنان ليس شعارا، انما توجها فعليا نحو شراكات جديدة، نحو الأسواق المحيطة، ونحو تعزيز مكانته في خارطة الأعمال الإقليمية والدولية، مشدداً على ان الدولة التي تُحاسب مسؤوليها وتحمي مواردها هي الدولة القادرة على حماية المستثمر والمواطن معًا.
زيارة هيكل
مصادر مطلعة في العاصمة الأميركية أوضحت أن ما جرى يندرج في خانة إعادة ترتيب للأولويات داخل الإدارة الأميركية مع توسّع التوترات الإقليمية وتزايد الضغط على الجبهة الجنوبية.
وتشير هذه المصادر إلى أن واشنطن تتابع أداء المؤسسة العسكرية بكل تفاصيله، وأن لديها «ملاحظات» على بعض الملفات المرتبطة بالتوقيت والمسار السياسي أكثر مما هي مرتبطة بأداء قائد الجيش العماد رودولف هيكل نفسه. وتلفت إلى أن هذه الملاحظات ليست جديدة، وغالباً ما تظهر قبيل أي محطة إقليمية دقيقة، ثم تتراجع حدّتها مع هدوء المناخات.
لكن مصادر أميركية أخرى أقل تشدداً ـــ مطّلعة على آلية التعاون العسكري ـــ تؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر الجيش اللبناني شريكاً أساسياً، وأن أي انطباع عن «توتر» مع قيادته قد يكون مبالغاً فيه أو مرتبطاً بسياقات سياسية ضاغطة لا تعكس حقيقة التعاون التقني والعسكري القائم.
في المقابل، مصادر عسكرية وسياسية لبنانية رفيعة المستوى ترى في ما حصل محاولة للضغط السياسي على لبنان أكثر منه مؤشراً على خلاف مع قائد الجيش. وتؤكد أن العماد هيكل كان من أكثر القيادات وضوحاً مع الجانب الأميركي، سواء في شرح حدود قدرة الجيش، أو في تقديم خطة «حصر السلاح» بطريقة واقعية تحمي الاستقرار ولا تجرّ المؤسسة إلى صدام داخلي.
وتشير هذه المصادر إلى أن واشنطن تعرف تماماً أن هيكل هو الضابط الأكثر انضباطاً واحترافاً في التعاطي مع الملفات التقنية والعسكرية، وأن بعض الأصوات الأميركية المتشددة تتجاهل تعقيدات الواقع اللبناني وتطالب بخطوات تستحيل على أي قيادة تنفيذها في الظروف الراهنة.
مصادر لبنانية سياسية مخضرمة شدّدت أيضاً على أن إلغاء بعض المواعيد لا يعني توتراً شخصياً مع هيكل، بل يدخل ضمن اللعبة الدولية الواسعة التي تحاول فيها واشنطن استخدام كل عناصر الضغط لفرض إيقاعها على الساحة اللبنانية. وتضيف أنّ «هناك فارقاً بين الملاحظات السياسية الأميركية وبين تعاونها العسكري ــ اللوجستي مع الجيش، والذي لم يتأثر حتى اللحظة».
وتخشى المصادر الأميركية المتشددة من أن يؤدي «التباطؤ الرسمي» في بعض الملفات إلى تأثير على برامج المساعدات، بينما ترى الجهات اللبنانية الداعمة للعماد هيكل أن المبالغة في هذا الكلام هدفها الضغط وليس وقف الدعم فعلياً، وأن الجيش سيبقى خارج أي تصفية حسابات سياسية بين واشنطن وبيروت.
وتذكّر هذه الجهات بأن المؤسسة العسكرية هي الضمانة الوحيدة للاستقرار في نظر المجتمع الدولي، وأن أي استهداف لها أو لقائدها سيكون بمثابة إطلاق رصاصة على آخر ما تبقّى من تماسك الدولة.
استشهاد عسكريين
ومساء أعلنت قيادة الجيش اللبناني« استشهاد عسكريَّين وإصابة ثلاثة بجروح، نتيجة اشتباكات مع مطلوبين أثناء تنفيذ الجيش سلسلة عمليّات دهم في منطقة الشراونة- بعلبك«، ووفقا للمعلومات، فقد شهد حي الشراونة في بعلبك اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلّحين خلال مداهمات نفذتها قوة من الجيش بحثا عن مطلوبين، حيث استمر تبادل إطلاق النار لساعات، وسمع دوي الرصاص في مختلف أرجاء بعلبك، ما أثار حالة من التوتر بين الأهالي.
ومع اتساع رقعة الاشتباكات، دفع الجيش بتعزيزات إضافية إلى محيط الحي، وعمل على إقفال المداخل المؤدية إليه للحد من حركة المسلّحين وتثبيت الطوق الأمني. كما نفذت طائرات «سيسنا» طلعات جوية فوق المنطقة دعما للوحدات الميدانية ورصد أي تحرك، كما قامت قوة كبيرة من الجيش بمحاصرة الشراونة واغلاق كل المداخل والمخارج.


