سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في استهداف الضاحية الجنوبية..

 

الحوارنيوز – خاص

ابرزت صحف اليوم خبر استهداف العدو لقلب الضاحية الجنوبية بغارة أدت الى استشهاد هيثم الطبطبائي وأربعة من رفاقه.

وتناولت الافتتاحيات ابعاد هذه التطور النوعي في عمليات العدو وتداعياته، فماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: إسرائيل استنفرت لكن رد “الحزب” مستبعد… فرنسا تحذّر من التصعيد ومصر تتحرك مجدداً

وكتبت تقول: باستثناء المضي في قرع طبول الاستعدادات الحربية والسيناريوات المتصلة باحتمال تفجّر تداعيات حربية لاغتيال إسرائيل الأحد الماضي القائد العسكري الأول في “حزب الله” هيثم الطبطبائي مع أربعة آخرين من القادة العسكريين في الحزب في قلب الضاحية الجنوبية، لم تظهر الساعات التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على الضاحية أي اتجاهات ديبلوماسية أو ميدانية واضحة يمكن الاتكاء إليها للجزم حيال أي اتجاه مرجح ستسلكه التطورات. ومع هذا الواقع الشديد الغموض وما يثيره من تعاظم المخاوف من تدهور واسع، بدا لبنان أمام صورة مأزومة لجهة الخشية من تسارع الحلقات التصعيدية، فيما كل الاستنفار في ذروته استعداداً لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر في زيارته التاريخية للبنان التي تبدأ بعد ظهر الأحد المقبل وتنتهي بعد ظهر الثلاثاء. ومع ذلك، تظهر أوساط مطلعة معنية برصد الاتصالات الجارية ديبلوماسياً لتجنّب إدخال لبنان في متاهة تصعيدية واسعة، معطيات تستبعد حصول تدهور ميداني واسع أقلّه في الآونة الحالية، وتؤكد تالياً أن زيارة البابا ستحصل في موعدها. أما في ما يتعلق بتداعيات اغتيال الطبطبائي، فإن هذه الأوساط تدرج هذا الاغتيال في إطار اختراق استخباراتي إسرائيلي خطير مكّن الدولة العبرية من تحقيق ضربة موجعة جديدة في البنية القيادية لـ”حزب الله” أسوة بالضربات السابقة، وتالياً فإن الغارة الإسرائيلية على الضاحية لم تكن على الأرجح مدرجة ضمن بنك الاهداف التصعيدية لإسرائيل، أقلّه في الفترة الحالية بل أملاها الخرق الاستخباراتي بكشف اجتماع القادة الخمسة الذين أودت بهم الغارة. وهذا يعني أن مرور الاغتيال من دون رد من “حزب الله” سيعيد الوضع إلى ما كان عليه من ضربات إسرائيلية قد تتكثف تباعاً من دون أن تبلغ حدود انفجار واسع، تبعاً لما قد تتمكن منه الديبلوماسية المتعددة الطرف والجهة.

وفي هذا السياق، اعربت الخارجية الفرنسية أمس عن “قلق فرنسا العارم إزاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف بيروت الأحد، إذ يثير خطر التصعيد في سياق يشتد فيه التوتر بالفعل”.

كما أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي سيصل اليوم إلى بيروت، مستكملاً المسعى المصري الذي كان بدأ بزيارة رئيس الاستخبارات المصرية إلى لبنان منذ أيام، لتجنب التدهور الواسع.

ولكن إسرائيل مضت في إعلاء صوت الاستنفار على الحدود الشمالية مع لبنان، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان ايال زامير تفقّد منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، “واطّلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله”.

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تقديرات بأن لدى “حزب الله” خيارات عدة محتملة للرد على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس اركانه هيثم الطبطبائي، منها إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام للنقاط الخمس جنوب لبنان.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي، أن “جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام”، مشيراً إلى أن “حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر”.

ورأى المصدر أنه “إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت”، لافتاً إلى أنه “يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط”. في المقابل، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصدر مقرب من “حزب الله”، أن “داخل حزب الله رأيين حالياً، بين من يفضّل الرد على اغتيال أبو علي الطبطبائي ومن يريد الامتناع عنه، إلا أن قيادة الحزب تميل إلى اعتماد أقصى اشكال الديبلوماسية في المرحلة الراهنة”، وهو ما عكسه بيان النعي الذي أصدره الحزب الأحد الذي لم يرد فيه أي تهديد بالرد.

وغداة الاغتيال، رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش “أن الإسرائيليين قلقون من رد محتمل للحزب” على اغتيال الطبطبائي، مشدداً على أن “من واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل وحماية مواطنيها وسيادتها ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية التي تعني الاستسلام”. وأشار إلى أن الحزب “لن يكون معنيًا بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والتزام إسرائيل بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار”.

واثار موقف لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب استغراباً واسعاً لجهة التنكر لوجود دولة “ونحن بديل منها”، بما يشكل خلفية خطيرة في تقديم الذرائع لإسرائيل والدول الأخرى لزيادة الضغوط على لبنان، إذ قال الخطيب: “ليس هناك من دولة، نعم هناك الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة وإلى جانبكم أنتم الموجودون، أنتم الذين تقدمون الخدمات لأنفسكم، نحن نريد دولةً، نحن نريد أن تتحقق هذه الدولة وأن توجد هذه الدولة، وأن تخفف عما نقوم به بديلاً عنها. نحن بديل عنها لأنها ليست موجودة، نحن نريدها أن تكون موجودة”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: حزب الله بعد الاغتيال: فليبقَ العدو قلِقاً من ردّنا

وكتبت تقول: هل هي العملية التمهيدية لعودة الحرب على الجبهة مع لبنان وهل سيردّ حزب الله وكيف؟

سؤالان داهما المشهد السياسي في بيروت، منذ نجح العدو الصهيوني في اغتيال القائد العسكري في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، بغارة في قلب الضاحية الجنوبية.

وإذ لم يكن مستغرباً هذا التصعيد بفعل التمهيد السياسي الذي تولّته وسائل الإعلام العبرية وتولّاه المسؤولون الصهاينة، كما الموفدون الدوليون والعرب الذين زاروا لبنان أخيراً، فإنه اكتسب دلالات بالغة الأهمية، حيث قرأه البعض بأنه «العملية التمهيدية للحرب التي هُدّدنا فيها»، واسترجعت مصادر سياسية بارزة شريط التصعيد الذي قام به العدو العام الماضي، عندما استهدف القائد العسكري في حزب الله، الشهيد فؤاد شكر، قبل أن تتوالى العمليات الأمنية والعسكرية التي بلغت ذروة أولى باغتيال الأمين العام للحزب، السيد حسن الله، ثم خلفه السيد هاشم صفي الدين وسلسلة من عمليات الاغتيال والاستهداف، قبل أن يدخل العدو في حرب طاحنة استمرّت لأكثر من شهرين.

وتعود المصادر إلى ما قاله العدو يومها، من إنه ليس في نيّته الذهاب إلى الحرب وإنه سيكتفي بذلك إذا لم تردّ المقاومة على هذا الاستهداف، وكانت ذروة التضليل في مساعٍ أميركية تبيّن أنها ليست إلا مجرد تغطية لاستعدادات العدو، وبدل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار من نيويورك، أعلن العدو عن اغتيال السيد نصرالله. وفي كلام لمرجعية سياسية فإنّ «إيهام لبنان والمقاومة عبر الإعلام العبري هذه المرة بأنّ إسرائيل ستكتفي بالاغتيال وليست في وارد التصعيد هو خدعة مكرّرة ويمكن القول، إننا دخلنا عملياً مسار الحرب مرة جديدة».

وكما في المرة الماضية، فإنّ المشكلة لا تقف عند ما يقوله العدو وراعيه الأميركي، أو ما يصدر عن الغربيين، فإنّ حلفاء إسرائيل في الداخل، يسارعون كما في كل مرة، إلى توسيع دائرة الهجوم على المقاومة، ويطلقون موجة من الاستهزاء من فكرة ترميم القدرات، ويبرزون «إعجابهم» بالعدو الإسرائيلي وتبرير الضربة. بينما يتولّى صغارهم إشهار الغربة بأن تقوم إسرائيل بعملية واسعة ضدّ لبنان، إذا كانت نتيجتها القضاء على المقاومة وحزب الله.

الدولة اللبنانية، ليست في وضع أفضل، فهي كانت مشغولة في رصد المعطيات، عبر اتصالات مع وسطاء، وسؤال المسؤولين عندنا تركّز على ما إذا كانَت إسرائيل، ستكتفي باستئناف موجة الاغتيالات لقادة في الحزب وفي الضاحية حصراً، أم أنها ستوسّع الرقعة إلى مواقع ومناطق أخرى حتى في بيروت.

وبينما كان لافتاً أنّ الرئيس جوزاف عون، هو الوحيد الذي أدان إسرائيل بالاسم، معتبراً أنّ «استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية في بيروت، وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال، دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكرّرة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حدّ للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان، بل إلى المنطقة كلّها».

أمّا رئيس الحكومة نواف سلام، اهتمّ بالتأكيد بأنّ «التجارب أثبتت أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبس»، مع الإشارة إلى أنّ «حماية اللبنانيين ومنْع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة. فهي ستواصل العمل بشتّى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من أرضنا، وعودة أسرانا».

وفيما تواصلت نغمة «ضرورة تسليم السلاح كي يسلَم البلد من التصعيد الإسرائيلي»، وهو موقف كرّره كل حلفاء أميركا وإسرائيل من السياسيين، وبينما تولّت وسائل إعلام تابعة للسعودية أو أخرى تابعة للغرب الحديث عن أنّ حزب الله ليس بوارد الردّ، جاء موقف حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، الذي قال في أثناء مراسم تشييع الطبطبائي، ورفاقه أمس: إنّ «الإسرائيليين قلقون من ردّ محتمل للحزب على اغتيال المسؤول العسكري الطبطبائي، فليبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا الجرائم الكبيرة ضدّ المقاومة وضدّ لبنان».

وأضاف «لسنا معنيّين بأي طروحات ما دام العدوّ لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار»، معتبراً أنّ «كل التنازلات التي قدّمتها الحكومة اللبنانية إلى الآن، لم تثمر ولم تؤدِّ إلى أي نتيجة»، ومؤكّداً أنه «من واجب الدولة حماية مواطنيها وسيادتها، وعلى الحكومة وضع خطط لذلك ورفض الإملاءات والضغوط الخارجية».

وبينما ينتظر لبنان، ما سيظهر هذا الأسبوع الذي سيكون حافلاً على المستوى الديبلوماسي، تبيّن أنّ هناك جموداً في التواصل بين المسؤولين في لبنان وبين الأميركيين، علماً أنّ فرنسا وبالتعاون مع السعودية، تحدّثتا عن تنسيق مع الأميركي، بشأن اجتماع في باريس. لكن الجميع، كان يلاحظ أنّ العدو غير معني بأي حلّ يقلّ عن بدء تنفيذ الجيش اللبناني عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة وفي كل لبنان.

فيما واصل قادة العدو التلويح بالحرب، وقال وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، أمس، إنّ «حزب الله، يتسلّح أكثر ممّا يتمّ نزع سلاحه»، وبينما نقل الصحافي المقرّب من بنيامين نتنياهو، عميت عن مصادر في الكيان أنّ «المسؤولين الأميركيين يحثّون إسرائيل على ممارسة أقصى قدر من الضغط العسكري على حزب الله».

وكان حزب الله، نعى الأحد، القائد الجهادي الكبير هيثم علي الطبطبائي، وأربعة من رفاقه، هم الشهداء: قاسم حسين برجاوي، مصطفى أسعد برو، رفعت أحمد حسين، وإبراهيم علي حسين.. ويوم أمس، أقام حزب الله مراسم تشييع للشهداء الخمسة في الغبيري، بمشاركة حشد كبير من أنصار المقاومة، الذين قامت مجموعة عسكرية منهم بحمل النعوش، والسير نحو روضة الشهيدين، على وقع هتافات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة، بينها «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل».

  • صحيفة الديار عنونت: ترقب وغموض بعد اغتيال الطبطبائي… ماذا بعد؟

القاهرة لإحداث اختراق.. والمؤشرات لا تدعو للتفاؤل!
البابا لاون الرابع عشر لن يتراجع عن زيارة لبنان

وكتبت تقول: لم تتبدد حالة الترقب، بعد ساعات من تجاوز العدو الاسرائيلي «خطا احمر» جديدا، باغتيال رئيس اركان المقاومة الشهيد هيثم الطبطبائي ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. الاسئلة لا تزال أكثر من الاجابات حيال طبيعة المشهد واحتمالات تطوره، في ظل تقدم «الاعيب» السياسة الداخلية الاسرائيلية لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو على ما عداها، بإقرار الاعلام الاسرائيلي الذي يتحدث عن تضخيم مقصود من قبله للمخاطر على الجبهة اللبنانية، لتقديم نفسه مجددا بانه «سيد الامن»، لضرورات المعركتين الانتخابية والقضائية.

في هذا السياق، لا سقف لحدود التصعيد او توقيته، طالما انه يحصل تحت «المظلة» الاميركية، وبتغطية واضحة من الادارة الاميركية، الراغبة في «لي ذراع» الدولة اللبنانية، لدفعها نحو تقديم المزيد من التنازلات، من خلال عدم الاكتراث بدعوات رئيس الجمهورية جوزاف عون المتكررة للتفاوض، ومنح «اسرائيل» «الضوء الاخضر» للتمادي في اعتداءاتها، بهدف اجبارها على الذهاب الى تفاوض مباشر، واتفاق سلام يستعجل الرئيس الاميركي لاقراره.

الخلاف التكتيتي؟

ووفق صحيفة «يديعوت احرنوت الاسرائيلية» ثمة خلاف تكتيكي واضح بين الرئيس دونالد ترامب ونتانياهو، فالأول لا يتأثر من عدم نزع حماس وحزب الله سلاحهما، ولا يرى في ذلك إذناً «لإسرائيل» لاستئناف القتال. وفي أحاديث مغلقة، ينتقد «إسرائيل» على أنها لم تستغل الانتصارات في لبنان وسوريا، كي توقع على اتفاقات سلام أو تطبيع دون الإصرار على نزع السلاح أولاً. الآن «لا هذا لها ولا ذاك» تحقق، ويعتبر ان الفرصة تكاد تضيع، فيما الثاني يصر على رفض التفاوض، ويبقي الملف الامني مفتوحا لحساباته الشخصية».

تقييم حزب الله

وبانتظار موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يسبقه تشاور استثنائي لمجلس الشورى، بعد تلقيه تقييما تفصيليا من المجلس الجهادي حول المعطيات العسكرية والامنية، شيعت المقاومة رئيس اركانها ورفاقه، دون ان تظهر اي علامة لاحتمال التراجع عن ثوابته، حيث حافظ رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش على «الغموض البناء»، تاركا الحساب مع «اسرائيل» مفتوحا على العديد من الخيارات، التي تتحسب لها قوات الاحتلال على المقلب الآخر من الحدود، عبر تنفيذ مناورات عسكرية واطلاق المزيد من التهديدات والتهويل، «بأيام قتالية» غير محدودة جغرافيا.

اغتيال معنوي

وفيما، تعتبر مصادر سياسية بارزة، ان مبادرة الرئيس جوزاف عون التفاوضية تعرضت «للاغتيال» المعنوي من قبل حكومة العدو، مع اغتيال الشهيد الطبطبائي ورفاقه، واستمرار التصعيد العسكري الممنهج، بعد ساعات على كلمته في مناسبة الاستقلال، ثمة تعويل على زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى بيروت اليوم، دون الذهاب بعيدا في الرهان على نجاحها، لكن لان «الغريق يتعلق بقشة»، يأمل المسؤولون اللبنانيون ان تتحول الافكار المصرية الى مبادرة ملموسة، يمكن البناء عليها لإطلاق مسار واضح، للخروج من دوامة العنف السائدة راهنا.

الحراك المصري

والجديد هذه المرة، ان الوزير المصري وسع مروحة اتصالاته قبل الحضور الى بيروت، وأجرى سلسلة من اللقاءات المكوكية على هامش «قمة العشرين» في جوهانسبورغ، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، والسعودي فيصل بن فرحان، وأجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد عبد الرحمن آل ثاني، وكان محور النقاش، بحسب مصدر ديبلوماسي، الملف اللبناني والافكار التي سبق وصاغها رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد.

اولويات القاهرة

ولان الاحداث والتطورات تتسارع، باتت اولوية الوزير المصري وقف التدهور، ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، تعمل «اسرائيل» على تهيئة الارضية لها. اما حظوظ نجاح التحرك المصري، فلا يبدو مرتفعا لأسباب عديدة، اهمها ان باريس التي حذرت بالأمس من تدهور الاوضاع، لا تبدو قادرة على ممارسة الضغوط على «اسرائيل»، على الرغم من مشاركتها في لجنة «الميكانيزم».

اما الرياض التي لم تبد اعتراضا على الحراك المصري، فأبلغت الجانب المصري ان لبنان ليس اولوية في واشنطن، بينما يقتصر الدعم القطري على عدم مزاحمة المصريين في مساعهم. اما بالنسبة «للإسرائيليين» فهم يصرون على موقفهم المتشدد، ويرغبون في مواصلة ضغوطهم العسكرية، ولم يبدوا اي استعداد لوقف عملياتهم العسكرية تحت اي ظرف.

«الاجواء قاتمة»!

هذه الاجواء «القاتمة» لم تمنع الديبلوماسية المصرية من مواصلة مساعيها، مع ادراكها ان الضغط على المسؤولين اللبنانيين يحمل الكثير من المخاطر، لانهم يسيرون في «حقل من الالغام»، لكن الوزير المصري، الذي يفترض انه سيتواصل خلال وجوده في بيروت مع قيادة حزب الله، يأمل في الحصول على «خارطة طريق» واضحة حول طرح الرئيس التفاوضي، والمدى الذي يمكن ان يذهب اليه لبنان في هذا السياق، «ليبني على الشيء» مقتضاه، حيث من المفترض ان تعاد صياغة الافكار المصرية واعادة التواصل مع واشنطن، في محاولة لأحداث خرق ديبلوماسي، يسمح بتخفيف التصعيد اولا، والتوصل الى تسوية سياسية في مرحلة لاحقة.

علما ان لقاء بين وزير الخارجية الايراني عباس عرقتشي ونظيره الفرنسي سيعقد في باريس يوم الاربعاء، ولن يغيب الملف اللبناني عن تلك المحادثات، بحسب مصدر ديبلوماسي.

تسريبات «اسرائيلية»

وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» الى ان سلسلة من الخطوات لم تحدث الاختراق السياسي، ومن بينها استخدام الضغط من قبل الولايات المتحدة، وآخرها الإلغاء غير المسبوق لزيارة قائد الجيش الى واشنطن، والتلميح عن الحاجة إلى استبدال قائد الجيش، وتجميد المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، والتهديد باستخدام عقوبات اقتصادية شديدة، من أجل إغلاق مسار نقل الأموال لحزب الله.

وقالت انه وعلى الرغم من اعلان الرئيس اللبناني بأنه «لا مناص من إجراء المفاوضات»، فانه استجاب بشكل جزئي لطلب أميركا، التي لم تسمع حتى الآن كلمة «مفاوضات مباشرة». والآن تحاول واشنطن تجنيد السعودية ومصر، لإقناع عون ببذل المزيد من الجهود الإضافية.

حزب الله والقلق الاسرائيلي

في هذا الوقت، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، خلال مراسم تشييع الشهيد الطبطبائي والشهيدين قاسم برجاوي ومصطفى برو في الغبيري، أن «الإسرائيليين قلقون من رد محتمل»، مشدداً على أنه «من واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل، وحماية مواطنيها وسيادتها، ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية التي تعني الاستسلام». وأشار إلى أن الحزب «لن يكون معنيا بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات، والتزام إسرائيل بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال: «آلمنا كثيراً استشهاد هذا القائد الكبير والشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه، ولكن هذا لن يعيد المقاومة إلى الوراء، ولن يثني المقاومة عن استكمال ما بدأه هذا الشهيد الكبير، ولن يدفعها نحو الاستسلام، وها هم الصهاينة قلقون من رد حزب الله المحتمل، ويجب أن يبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المقاومة ولبنان، فهم يظنون أن هذا الاغتيال يؤدي إلى خلل في بنية وقيادة المقاومة، ولكن غاب عنهم أن لدينا من القيادات الشجعان ما يملأ أي فراغ قيادي، بل لدينا جيل من القادة الجهاديين من رفاق السيد أبو علي ومن تلامذته ، الذين يستطيعون أن يتولوا المسؤوليات أياً تكن التضحيات التي تقدّم.

الرد الساحق

من جهته، توعد الحرس الثوري الايراني بالثأر للطبطبائي، واشار الى انه سيكون في وقته المقرر، وسيكون الرد على «الكيان الصهيوني الإرهابي» ساحقا.

الوضع الميداني

ميدانيا، لم تفارق المسيّرات المعادية الاجواء فوق الضاحية وبيروت، واوحت «اسرائيل» انها تستعد للحرب، وأعلن جيش العدو أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد منطقة الفرقة 210، خلال تمرين مفاجئ في المنطقة الشمالية للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، واطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية، وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية الاغتيال.

ووفقا لصحيفة «معاريف» فإن السؤال الرئيس الذي يشغل صناع السياسات الآن هو كيف سيرد حزب الله؟ وأضافت: السؤال هو إذا كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، سيتمكن من الاستمرار في سياسة ضبط النفس،» فالقادة الشباب يريدون الرد علينا بالنار. لذلك، من المستحيل معرفة كيف سيردون».

ماذا يريد نتانياهو؟

وترى «جهات إسرائيلية « أن نتنياهو يسعى إلى إعاقة تنفيذ «خطة ترامب»، لأنها تتضمن بندا حول مسار آمن لدولة فلسطينية، وهو ما قد يستخدم ضده انتخابيا، خاصة في ظل رفض أغلبية «الإسرائيليين» لفكرة حلّ الدولتين بعد حرب غزة، معتبرين أن هذا المسار يمثل «مكافأة» لـ حماس.

وفي هذا السياق، رجّحت صحيفة «هآرتس» أن يسعى نتنياهو إلى تجديد الحرب في غزة ولبنان، من أجل منع تنفيذ خطة ترامب.

ترامب «مفتاح» الحل

وفي هذا السياق، اكدت الصحيفة ان نتنياهو ووزراءه المتعطشون للدماء، يستغلون صدمة 7 اوكتوبر لجعل الحرب قضية دائمة، ستُلازم «إسرائيل» والمنطقة لسنوات قادمة. ومع وجود الانتخابات في الخلفية، قد يستخدم نتنياهو هذا ليُثبت لقاعدته الانتخابية وناخبيه المتأرجحين، أنه «سيد الأمن» الذي يضرب أعداء «إسرائيل» بلا رحمة. فمسؤولية نتانياهو عن أكبر خطأ في تاريخ «إسرائيل» لا تجعله يخجل فحسب، بل تدفعه إلى محو العار باستخدام يد عسكرية ثقيلة.

وبرأي «هآرتس»، فان مفتاح وقف التدهور هو الرئيس ترامب، عليه أن يوضح لنتنياهو حدوده. من الضروري مساعدة الحكومة اللبنانية، لا إضعافها بقصف مكثف يُظهرها عاجزة.

متى التصعيد؟

من جهتها ، اشارت صحيفة «معاريف» الى انه من الواضح ان «الجيش الاسرائيلي» سيعمل مرة أخرى في لبنان، والسؤال متى … هذا الأسبوع، الأسبوع القادم أم الشهر القادم؟ واضافت» إذا وصلنا إلى أيام قتال في لبنان، فان المعنى هو أن نتنياهو قد حصل على ضوء أخضر على ذلك من ترامب، بهدف تحقيق مرونة من قبل الحكومة اللبنانية».

خيارات حزب الله؟

ووفقا، للمراسل العسكري في إذاعة «الجيش الإسرائيلي» دورون كادوش فإنه بعد تقييم الوضع في الجيش، يقدر الخبراء أن هناك خيارات عدة أمام حزب الله للرد، وأوضح أن هذه الخيارات هي:

-»أولا، إطلاق وابل من الصواريخ على الجبهة الداخلية، ولذلك تم رفع مستوى تأهب منظومة الدفاع الجوي في الشمال.

  • ثانيا محاولة تسلل إلى داخل «الأراضي الإسرائيلية»، أو إلى مواقع «الجيش الإسرائيلي» في لبنان.
  • ثالثا ان يأتي الرد من «أنصار الله». و ربما يختار حزب الله عدم الرد.

اما صحيفة «يديعوت احرنوت» فلفتت الى ان «الجيش الاسرائيلي» قد يواجه معضلة، في حال قرر تنفيذ عملية استباقية في لبنان، وأرجع ذلك إلى أن حزب الله قد يرد بإطلاق صواريخ على حيفا و»تل أبيب»، وطائرات مسيرة متفجرة على الجليل، وأخرى تستهدف مواقع استراتيجية في الشمال. وشدد على أن حزب الله لا يزال يمتلك ما يكفي من هذه الأنظمة، حتى بعد فقدانه العديد من كبار قادته.

مناورات على الحدود

وكان جيش العدو قد اعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان، للتعامل مع حالة حرب. وبينما أكدت إذاعة جيش العدو تعزيز مستوى الاستعداد في منظومة الدفاع الجوي شمالاً، قالت وسائل إعلام إسرائيلية انه تم فتح الملاجئ في بلدات على الحدود مع لبنان ،بسبب التوتر إثر عملية اغتيال الطبطبائي. وأضافت بأن «الجيش يستعد لجولة جديدة لإضعاف حزب الله، ويعتزم مواصلة الهجمات على لبنان،وان الهجمات ضد حزب الله ستستمر».

الى ذلك، أوضح مصدر أمني «إسرائيلي» أن «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، وزعم أن «حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر». ورأى المصدر أنه «إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام، فسيفاجئنا في التوقيت»، لافتا إلى أنه «يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط؟! ايضا، تحدث جيش العدو عن تقديرات بأن لدى حزب الله عدة خيارات محتملة للرد على «إسرائيل»، منها إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام للنقاط الـ 5 جنوبي لبنان.

البابا لن يتراجع

في هذا الوقت، لم يؤثر التصعيد الاسرائيلي على زيارة البابا لاون الرابع عشر المقررة الى لبنان، وفيما لم يصدر عن الفاتيكان ما يشير الى تعديل في مواعيد الزيارة او الغائها، اكد البابا امام ملك وملكة الاردن انه لن يتراجع عن الزيارة.

وردا على سؤال الملكة رانيا حول التصعيد الامني في لبنان وتأثيره على زيارته، اجاب البابا بالقول»على اي حال نحن ذاهبون الى لبنان».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى