قالت الصحف: قراءات في استبدال اورتاغوس وزيارة عون للعراق وعودة الضرائب المجحفة

الحوارنيوز – خاص
تنوعت افتتاحيات صحف اليوم، ولعل أبرزها المعلومات حيال تنحية مورغان اورتاغوس عن الملف اللبناني ،إ ضافة الى نتائج زيارة الرئيس جوزاف عون الى بغداد، وسط موجة احتجاجات حيال قرار الحكومة بتثبيت أسعار النفط في السقف الاعلى الأمر الذي اعتُبر ضريبة جديدة غير عادلة…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مشهدٌ مربكٌ للدولة أمام تصاعد التباينات… بيروت تترقّب ما بعد تغيير الموفدة الأميركية
وكتبت تقول: على الأهمية التي تكتسبها الجولات العربية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وكان آخرها أمس زيارة الرئيس عون لبغداد، إلا أنها لا تحجب ملامح إرباك صار من الصعب تجاهله في واقع تماسك الحكم والدولة أمام العديد من الملفات والاستحقاقات الحيوية. ذلك أن التوتر الذي صعد إلى واجهة المشهد السياسي في السجالات التي دارت بين “حزب الله” ورئيس الحكومة سرعان ما تفشّت تداعياته لتضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يقف الأمر عند “رسالة” إعلامية خاطفة وجّهها بري إلى سلام ليؤكد عدم التمايز بين موقفه وموقف “حزب الله”، بل إن “وحدة الحال” في الحكم بدت مهتزة أمام واقعتين لم تثارا إعلاميا ولكن اصداءهما ترددت في الكواليس السياسية ولو ظلت مكتومة. الأولى، تمثلت في اجتماع أمني رفيع المستوى عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وخصّص للبحث في إجراءات سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات بما أثار التساؤل عن تغييب رئيس الحكومة عن اجتماع بهذه الأهمية. والثانية، تمثلت في “مبادرة” الرئيس بري إلى الكشف عن أنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان “اليونيفيل” تصدّرت الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يومين، كاشفاً أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وهو الأمر الذي أثار مجدداً الاستغراب حيال “تفرّد” رئيس السلطة التشريعية بإعلان قرارات تنفيذية تتصل بصلاحيات حكومية أولاً، وبصلاحية وزارة الخارجية تحديداً. وفي هذا الإطار، عُلم أن الرئيس نواف سلام سيزور اليوم رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة.
يحصل ذلك ولبنان يستعد لحركة ديبلوماسية قد تنطوي على وضعه أمام معطيات خارجية مؤثرة جديدة. ففي وقت كانت أنظار المسؤولين تترقب الزيارة الثالثة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان، فوجئت بيروت بالتقارير الصحافية عن مغادرة أورتاغوس منصبها بعدما أُبلغت أنه سيتم نقلها إلى منصب آخر داخل إدارة ترامب. وأفادت التقارير أن أورتاغوس كانت ترغب في أن تُعيَّن مبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب أُعطي بدلاً منها لتوم باراك. وسيقوم ستيف ويتكوف هذا الأسبوع بالإعلان عن بديل مورغان، وذلك وفقاً لمصادر في البيت الأبيض.
في السياق، تحدثت القناة 14 الإسرائيلية أنّ أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً وأنّ “هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله”. وفي بيروت بدا واضحاً أن أي جهة لا تملك الجزم بعد، وفي انتظار تبلّغها معلومات رسمية من واشنطن، ما إذا كانت أورتاغوس ستقوم بزيارتها المرتقبة أم سيكون هناك تبديل واسع في تعيين البديل والآلية والأجندة التي اعتمدتها.
كما أن بيروت ستستقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يصل اليوم ويجري غداً لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي. وهي زيارة سيجري رصد أهدافها في ظل الأولوية التصاعدية لملف نزع سلاح “حزب الله” وموقف إيران منه، كما في ظل المعطيات المتصلة بالمفاوضات النووية بين أميركا وإيران وانعكاسات فشلها أو نجاحها.
عون في بغداد
في ظل هذه الأجواء، اتّسمت زيارة الرئيس جوزف عون الرسمية أمس للعراق بدفء ديبلوماسي لافت، والتقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع، رحب خلاله الرئيس العراقي بضيفه اللبناني في “بلده الآخر” العراق. وأبدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسّن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، مستقبلاً الرئيس عون في مقر البطريركية في بغداد.
وردّ الرئيس عون: وقال: “إن العراق هو بلدنا الثاني وإن العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم”، لافتاً إلى أن اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة لا سيما إرساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الأخيرة، والعمل على إعادتهم إلى بلدهم الأم بمبادرة كريمة منهم. وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب.
وفي لقاء آخر عقده مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استشهد عون بكلام السيد علي السيستاني، مؤكداً أنّ “السيستاني وضع خارطة طريق للحلّ في تحقيق مستقبل أفضل، وآن الأوان لنا لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم”. وشدّد على “أن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ “الترياقَ من العراق”، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق”.
أما السوداني، فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات. وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم إعمار لبنان.
- صحيفة الأخبار عنونت لإفتتاحية كتبتها ميسم رزق: لبنان إلى أسفل الأولويات الأميركية | «السياديون» مُحبطون: أورتاغوس في طريقها إلى البيت
وكتبت تقول: في الثالث من كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور على منصته «تروث سوشيال»، تعيين مورغان أورتاغوس نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقد جاء تعيينها خليفةً لعاموس هوكشتين نزولاً عندَ رغبة بعض الجمهوريين، رغم أن ترامب لم يكُن متحمّساً لها، إذ «حاربتني لثلاث سنوات، وآمل أن تكون قد تعلّمت الدرس» كما قال.
لكنّ «جلقة» بعض «مسّيحة الجوخ» اللبنانيين عوّضتها عن «تحفّظ» الرئيس الأميركي، بعدما حوّل هؤلاء «ملكة جمال البرتقال» إلى أيقونة «مرحلة اقتلاع حزب الله».
وقد بُهر بها هؤلاء بعدما ظهرت كأكثر الداعمين للعدو الصهيوني والأقل حماسة لوقف إطلاق النار، وكانَ رهانهم عليها كبيراً، لاستثمار الحرب الإسرائيلية على لبنان والمقاومة في تحصيل أثمان سياسية ضد حزب الله وحلفائه.
المقرّبون من أورتاغوس واصلوا ضخّ جرعات التهديد والوعيد، تمهيداً للزيارة التي تنوي القيام بها قريباً كما سرّبت الأوساط الأميركية نفسها.
لكنّ الخبر الجديد، جاء هذه المرة من تل أبيب، حيث كشف الصحافي الإسرائيلي تامر موراغ، في القناة 14 العبرية، أن محبوبة «السياديين» والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية ستغادر منصبها قريباً، معتبراً أن «هذه الخطوة لا تُبشّر بالخير بالنسبة إلى إسرائيل، كونها كانت من أشدّ الداعمين لتل أبيب وعملت بحزم على ملف نزع سلاح حزب الله».
وبحسب الصحافي الإسرائيليّ، فإنّ «غياب مستشارٍ فعليّ للأمن القومي في الوقت الراهن- إذ يتولّى وزيرُ الخارجية روبيو المنصبَ رسمياً – يُسهم في زيادة القلق داخل المؤسّسات الإسرائيليّة المعنيّة بمتابعة الملف اللبناني».
سريعاً، بدأ التقصّي حول خلفيات هذه الخطوة وعمّا إذا كان تغيير أورتاغوس مرتبطاً بتغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان فقط، أم له علاقة بشخصيتها التي وصفها عارفوها بأنها «الأكثر صلفاً وغطرسة والأقل خبرة ودبلوماسية» إلى درجة أنها لم تُحرج بتصرفاتها وتصريحاتها المسؤولين في الدولة اللبنانية وحسب، بل أيضاً فريق عمل السفارة الأميركية في بيروت الذي اضطر مرات عدة إلى التدخل لتنظيف الفوضى من ورائها، وقد صُدمت الجهات الرسمية الأميركية عندم بكّرت في «خلق هوة» في التواصل مع رئيس الجمهورية جوزيف عون، قبل أن تصبح علاقتها سيئة جداً مع قائد الجيش رودولف هيكل.
ما الذي حصل؟
قبل أسابيع، نقل زوار العاصمة الأميركية معلومات عن تراكم ملاحظات على أداء أورتاغوس. وأوضح هؤلاء أن الرئيس عون أعرب لمسؤولين في الإدارة الأميركية عن عدم ارتياحه لطريقة عملها، وأسلوبها في مخاطبة المسؤولين.
ثم جاءت ردود الفعل على نشاطها الاستعراضي في المؤتمرات الصحافية، أو حتى في ما نُقل عنها في لقاءات عقدتها مع مسؤولين لبنانيين في مقر السفارة الأميركية في عوكر.
بعدها كشف الاجتماع بينها وبين قائد الجيش عن مشكلة كبيرة، عندما خاطبته من موقع «صاحب الأمر»، متحدّثة عن المساعدات التي «تبقي الجيش واقفاً على قدميه»، قبل أن تنطلق لاحقاً في حملة انتقادات غير علنية لعدد كبير من السياسيين، من بينها إهانة واضحة للنائب السابق وليد جنبلاط بطريقة أحرجت غالبية أصدقاء السفارة الأميركية في لبنان.
ماذا عن البديل؟
بحسب مصادر لبنانية مطّلعة تربطها علاقات مع فريق السفارة في بيروت، فإن «أورتاغوس طلبت قبل فترة ترقية في منصبها تعطيها دوراً أكبر في المنطقة، وكانت تطمح إلى تسلّم ملف سوريا، قبل تكليف المبعوث الأميركي توماس باراك بمتابعة هذا الملف. ومع ذلك، فإنها لا تزال تنتظر جواب الرئيس الأميركي على طلبها».
وقالت المصادر إن الحديث يجري عن قرار بـ«تبديل أورتاغوس بمسؤول أميركي، في سياق تغييرات جارية داخل الإدارة الأميركية ومجلس الأمن القومي»، وتنقل المصادر عن أميركيين أن «تجربة أورتاغوس كانت الأقل جدّية والأكثر إثارة للجدل، ويمكن القول إنها أنجزت مهمتها في ملء الفراغ في فترة انتقالية هي الأقصر بين كل المبعوثين الأميركيين إلى لبنان، وإن المهمة ستُسلّم لمسؤولين فعليين سيتم تعيينهم قريباً».
وبحسب الأوساط القريبة من الرئيس عون، وهي الأكثر اهتماماً بهوية البديل، فإن «التقديرات تشير إلى أنه قد يكون جويل رايبورن المرشح لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وهو من الصقور المعادين لإيران وأحد أبرز المسؤولين الأميركيين الذين واكبوا تطورات الملف السوري خلال العقد الماضي، وإمّا إيلاء الملف إلى باراك ضمن إطار المهام التي يقوم بها في سوريا».
واعتبرت أن «المشكلة تكمن في أن الدولة اللبنانية قطعت شوطاً في عملية التفاوض مع أورتاغوس حول كثير من النقاط العالقة، ومن غير المعروف ما إذا كان أيّ مسؤول جديد سيتخذ من التفاهمات قاعدة للعمل أم سيتبنّى سياسة جديدة تعيدنا إلى المربع الأول»، مع الاعتقاد بأن «الملف اللبناني خرج من دائرة الأولويات الأميركية حيث صارت سوريا هي الأساس».
بينما بدأ مقرّبون من رئيس الجمهورية، ممن تربطهم علاقة وثيقة بمسعد بولس، التهليل لقرار استبدال أورتاغوس مع تمنيات بأن يكون للأخير دور كبير في إدارة الملف اللبناني.
- صحيفة الديار عنونت: أسبوع حاسم لملف السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات
أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان قبل مُغادرة منصبها
تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّة
وكتبت بولا مراد تقول: يُفترض ان يبدأ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، الذي وصل بيروت أمس الأحد، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان في الساعات القليلة المقبلة، لوضع القطار الذي سيحمل السلاح الفلسطيني داخل المخيمات على السكة الصحيحة، من خلال وضع خطة تفصيلية تلحظ آلية التسليم ومراحلها، كما تشمل رؤية واضحة لدور وشكل المخيمات بعد انتهاء التسليم.
القرار اتُخذ ولا تراجع
وتؤكد مصادر لبنانية رسمية ان «قرار افراغ المخيمات من السلاح، وبسط سلطة وسيطرة الدولة اللبنانية على اراضيها كافة اتُخذ، وهناك غطاء دولي كبير يواكب العملية. وبالتالي لا تراجع عنه ايا كانت التحديات والضغوط»، لافتة لـ»الديار» الى ان «هذا الاسبوع سيكون حاسما في هذا المجال، بحيث سيتضح مدى جدية الطرف الفلسطيني، الذي يُنتظر منه الايفاء بتعهداته، خاصة وان الطرف اللبناني يتمسك بمهلة منتصف الشهر الحالي لانطلاق الخطوات العملية ، التي يفترض ان تبدأ بتسليم السلاح المتواجد في مخيمات بيروت».
وتشير المصادر الى ان «هناك قوى لبنانية دخلت على الخط لتخريب هذه العملية، لأنها تعي الا مصلحة لها بذلك، فاذ بها بدأت تروج لمنطق ان هناك تسرّعا ببت الموضوع، وبأن مصير السلاح الفلسطيني في لبنان يفترض ان يكون مرتبطا بمصير الوضع العام في المنطقة».
ونبهت من «دعوة البعض لاستبدال قرار تسليم السلاح داخل المخيمات بتنظيمه، كما من طرح مقايضة السلاح بالحقوق»، قائلة: «كل ذلك يُراد منه الاطاحة بالقرار اللبناني- الفلسطيني المشترك».
وتشدد المصادر على ان «الطابة راهنا في الملعب الفلسطيني، والطرف اللبناني لن يتساهل مع اي محاولة للالتفاف على التعهدات، التي اعطاها صراحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس اللبناني العماد جوزيف عون».
وداعاً اورتاغوس!
وتتجه الانظار كذلك هذا الاسبوع على الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغن اورتاغوس، وان كان الاعلان عن مغادرة منصبها تماما، ترك ارتياحا في صفوف كثير من اللبنانيين، الذين اعتبروها منحازة تماما «لاسرائيل» واجندتها.
فقد كشف الصحافي «الإسرائيلي» في القناة 14 «الإسرائيلية» تامر موراغ، أن أورتاغوس المسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، ستغادر منصبها قريبا، معتبرا أنّ «هذا ليس خبرا سارا لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل، وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله».
كما أشارت الصحافية الأميركية لورا لومر القريبة من البيت الأبيض، في تغريدة على حسابها في منصة «إكس» إلى أن «أورتاغوس كانت ترغب في أن تعين كمبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب مُنح إلى توم باراك». وأضافت: «ويتكوف سيكشف عن بديل مورغان أورتاغوس هذا الأسبوع».
واشارت مصادر لبنانية مواكبة لحركة اورتاغوس الى انه «صحيح ان اجندة الادارة الاميركية للبنان واحدة، ولا تتغير مع تغير المبعوثين، لكن شخصية اورتاغوس ومواقفها الحادة كانت تستفز فريقا كبيرا في البلد، وبالتالي قد يكون من المفيد للبنان تعيين شخصية اكثر ديبلوماسية». واضافت المصادر لـ «الديار»: «على كل الاحوال، فان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفا اميركيا واضحا بخصوص التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل ما يتردد عن رفض اميركي- «اسرائيلي» للتجديد ودفع باتجاه انهاء مهام هذه القوات. كذلك سيحاول هؤلاء تبيان اذا كانت فترة السماح الاميركية لحل مسألة سلاح حزب الله شمالي الليطاني طويلة، او اذا كانت قاربت من نهايتها وما ستكون تداعيات ذلك».
التطورات الميدانية
ميدانيا، واصلت «اسرائيل» يوم امس خروقاتها لاتفاق وقف النار، حيث أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، عن سقوط شهيد في الغارة التي شنها العدو «الإسرائيلي» واستهدفت دراجة نارية في بلدة أرنون قضاء النبطية.
كما اصيب شخص جراء استهداف مسيرة معادية لسيارة من نوع «رابيد» على طريق عيتا الشعب – دبل في قضاء بنت جبيل.
زيارة شكر للعراق
في هذا الوقت، كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يقوم بزيارة سريعة الى العراق، التقى خلالها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكانت الزيارة بشكل اساسي لتقديم الشكر للعراق لكل ما قدمه للبنا،ن سواء خلال الحرب «الاسرائيلية» الاخيرة، او بموضوع الفيول للحد من ازمة الكهرباء.
واكد مصدر واكب عن كثب الزيارة انها «اعادت التأكيد على عمق العلاقات اللبنانية- العراقية، بعد نوع من البرودة التي سادت في الاسابيع الماضية، على خلفية تصريحات الرئيس عون عن الحشد الشعبي، واستدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد»، مشددة في لـ»الديار» على ان «الحفاوة التي لقيها عون والوفد المرافق تؤكد ان ما حصل كان غيمة صيف عابرة».
ومن العراق أكد عون أنّ «ان العراق هو بلدنا الثاني، وان العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ»، وقال: «أتيت الى بغداد لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم الى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم»، لافتاً الى ان «اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة ، لا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لازمة الكهرباء والطاقة بشكل عام».
وعدّد عون الاصلاحات التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها في شتى المجالات، خصوصاً منها الاقتصادية والمالية، اضافة الى العمل على تحسين باقي الملفات ومعالجتها. وتوقف عند الاعتداءات «الاسرائيلية» المتكررة على لبنان، واستمرار «الاسرائيليين» في احتلال النقاط الخمس داخل الاراضي اللبنانية وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الاسرى، «وهي كلها امور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان».
ثم تطرق الحديث الى العلاقات مع سوريا، حيث اكد عون على ان «التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الامني، لضبط الحدود وتفادي نشوء اشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الاخيرة، وتعزيز التعاون الامني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً».
من جهته، اكد الرئيس العراقي «الاستعداد للتعاون في المجالات كافة مع لبنان». واقترح رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني «تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري، واخرى للتنسيق السياسي والامني بين البلدين لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما ايّده الرئيس عون». وشدد الرئيس السوداني على عمق العلاقات بين البلدين، وعلى استعداد العراق الدائم لمساعدة لبنان في المجالات كافة، والرغبة في تطوير وتعزيز هذه العلاقات.



