سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في أسباب تأخير تشكيل الحكومة ودور”الخماسية” ودولها!

 

الحوارنيوز – خاص

قرأت افتتاحيات صحف اليوم في الأسباب التي تؤخر تشكيل حكومة العهد الأولى وما اذا كانت داخلية نتيجة مطالب الكتل النيابية والمطالب المضادة، أم أن أسباب التأخير خارجية وترتبط بضغط بعض الدول الممثلة في لجنة سفراء الدول الخماسية في محاولة لوضع اليد على لبنان داخليا وعلى مستوى موقعه وسياساته الخارجية. وقد أشارت الصحف اليوم الى زيارة وزير الخارجية السعودي الى لبنان وأهميتها في تشكيل الحكومة!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: سلام لن يتراجع ودعم لمعاييره من “الخماسية”

 بن فرحان يفتح اليوم الصفحة الجديدة مع لبنان

وكتبت تقول: يتخذ انشداد الاهتمامات نحو مسار تأليف الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف نواف سلام أبعاداً إضافية تحتم أخذها في الحسبان في ظل الزيارة التي سيقوم بها اليوم لبيروت وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. ذلك أن هذه الزيارة ستشكل حدثاً ديبلوماسياً من أبرز الاحداث التي تعاقبت بعد انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وتكليف الرئيس سلام لكونها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع للبنان منذ 15 عاماً بما يعكس، بعد الدعم السعودي الأساسي لوصول الرئيس عون بداية صفحة مختلفة في العلاقات السعودية- اللبنانية عقب مرحلة طويلة من التوتر الذي أصاب هذه العلاقات إبان سيطرة “حزب الله” ونفوذ محور الممانعة على السلطة في لبنان. كما أن الجانب الموازي لهذا البعد يتمثل في الدفع السعودي نحو قيام حكومة إصلاحية تتولى من ضمن صلاحياتها فتح صفحة تطوير العلاقات الثنائية وتوقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقات المعدة في مختلف المجالات. وسينقل الوزير السعودي دعوة رسمية إلى الرئيس عون لزيارة المملكة كما سيلتقي الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام.

بطبيعة الحال يفترض أن تترك زيارة بن فرحان تردداتها على المناخ السائد حيال المسار الحكومي للدفع نحو تسهيل ولادتها بعدما تصاعدت معالم “تشويش” سياسي يبلغ حدود استعادة اضطرابات سلبية من جهات سياسية مختلفة بما أثار قلقاً على ما شهده لبنان في الأسابيع الأخيرة من انفراجات قياسية واعدة. وإذ عاد الرئيس المكلف غداة إطلاقه موقفه الأخير من قصر بعبدا إلى العمل الصامت بما عكس إلزامه التام إنجاز التشكيلة الحكومية وفق المعايير الصارمة التي أعلنها من بعبدا، لم تستبعد معطيات تتسم بالجدية الكبيرة أن يمضي سلام بالتفاهم مع رئيس الجمهورية إلى انجاز حكومة “أمر واقع إصلاحي” تتّسم بتغيير جذري على غرار صورة التغيير الذي جاء به رئيساً مكلفاً بعد انتخاب الرئيس عون. وأشارت إلى أن “الملهاة” السياسية التي اندلعت بعد أقل من عشرة أيام من تكليف سلام أثارت الخشية من إغراقه في رمال المعادلات التقليدية ولكن يبدو ثابتاً وفق كل المعلومات والمؤشرات الثابتة أن الرجل ليس في وارد التراجع أمام هذه الردّة السلبية وهو ماضٍ نحو ترجمة ما التزمه في تشكيل الحكومة بلا تراجع وأياً تكن ردود الفعل بما يضع الجميع أمام مسؤوليات التعاون مع العهد والحكومة أو تحمل تبعات العرقلة.

وطرح الاستحقاق الحكومي في اللقاء الذي استضافه أمس السفير المصري علاء موسى لسفراء اللجنة الخماسية، وأكد على الاثر أن “اللجنة الخماسية ستستمر في دعم لبنان سياسيًا وندرك أن لبنان أمام مرحلة جديدة تتطلب تغييرات عدة”.

وقال موسى: “لا للضغط على رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام، فليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون والأمور تسير في شكل جيد”.

وقالت مصادر مواكبة للاجتماع إن الخماسية ناقشت محاولات بعض الاطراف لفرض معايير ووقائع على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وهي حريصة على إتمام المهمة الموكل بها وفقاً للأجندة الإصلاحية المنتظرة. وبحسب هذه المصادر شدد السفراء على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلف وتحديداً احتكار وزارات على طرف أو طائفة.

ولم تكن خافية معالم الحذر لدى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من الأجواء السياسية الصادمة إذ دعا أمس إلى “ضرورة الترفع عن كل الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل”، معتبراً أن “من أهم أهداف الاستعجال بتشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضررت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة”. ولوحظ في سياق التشويش على مسار التأليف مضي نواب من حركة “أمل” في الحديث عن حسم إعطاء حقيبة المال للثنائي الشيعي واتهامهم للأطراف الآخرين بعرقلة مهمة الرئيس المكلف. وفي المقابل حمل حزب “القوات اللبنانية” على “الممانعة” قائلاً: “عشية كلّ استحقاق تعود “حليمة إلى عادتها القديمة”، وحليمة هي الممانعة، وعاداتها القديمة، هي التعطيل والعرقلة واتهام الآخرين زورًا بما تمتهنه”. وأشار إلى أنه “لو كان هناك من مشكلة لدى الكتل المسيحية لكانت عبرّت عنها بمواقف واضحة وجلية، ولكن لم يصدر عن هذه الكتل أي مواقف معترضة حتى الآن، وأنّ الذي يؤخِّر المسار التأليفي يكمن في محاولة الفريق الممانع فرض أسماء معينة لحقائب معينة، كما محاولة إلزام رئيس الحكومة بسياسة معينة للحكومة وتضمينها في البيان الوزاري، الأمر الذي ترفضه جميع القوى السياسية التي تتعامل مع تأليف الحكومة كاستكمال لخطوتي الانتخاب والتكليف بهدف الانطلاق بمشروع الدولة نحو المستقبل وقطع الطريق نهائيًّا على مشروع الدويلة”.

العين على الجنوب

الانشغال بالاستحقاق الحكومي لم يحجب انشداد الأنظار أيضاً من الآن نحو الجنوب استعداداً لموعد 26 – 27 كانون الثاني الذي يفترض أن تنجز القوات الإسرائيلية انسحابها الكامل من القرى التي تحتلها في جنوب لبنان. ولكن بدا في الساعات الأخيرة أن القلق تصاعد على مسافة أيام من انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، إذ لا مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي وشيك بل العكس تماماً، بما يخشى معه من تعزيز التوقعات بعدم الانسحاب في المهلة المحددة…

تزامنت هذه المخاوف مع تصعيد القوات الإسرائيلية وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة. وفيما أشارت المعلومات إلى أن قوة إسرائيلية توغلت في بلدة الطيبة باتجاه دير سريان، وشنت مسيّرة إسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية – قضاء حاصبيا. وعثر على المواطن محمد ترمس من بلدة طلوسة، جثة في داخل سيارته من نوع “رابيد” بالقرب من المسجد في وادي السلوقي لجهة أطراف بلدة مجدل سلم. وكان ترمس يحاول التوجه أمس الى بلدته طلوسة، فأطلق في اتجاهه الجيش الإسرائيلي رصاصات عدة أدت إلى مقتله، وسحب الصليب الاحمر اللبناني جثته. وعمد الجيش الإسرائيلي ظهراً إلى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وأنهى بناء الجدار الاسمنتي على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة. كما قام بعمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة.

في المقابل، أنجز الجيش اللبناني أمس انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” بحيث تمركزت آليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار، وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: خلافات داخلية أم ربط بمصير وقف إطلاق النار: لماذا يتأخّر تشكيل الحكومة؟

 

وكتبت تقول: لم يستقر البحث عن المعلومات حول آخر التطورات الحكومية عندَ رواية واحدة. تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة. فالحكومة الجديدة تبدو حتى اللحظة عالقة في دوامة من الشروط والطلبات والطلبات المضادّة، ما عزّز احتمال تأخير موعد ولادتها حتى الأسبوع المقبل، وأربَك الساحة الداخلية، وأثار تساؤلات ما إذا كان التأليف فقد الزخم المحلي والخارجي.

فجأة انقلبَت الأجواء من إيجابية، إلى رمادية، خصوصاً بعدَ إعلان الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام، من قصر بعبدا أولَ أمس، ما فُهم منه أنه ملتزم بثلاثة معايير ينطلق منها في التشكيل، وهي أن لا المالية في عهدة الثنائي ولا لثلاثية جيش وشعب ومقاومة ولا للثلث الضامن، وهو ما ينافي كل ما تسرّب عن اللقاءات التي جمعته بالنائب محمد رعد والحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، وأثمرت تفاهماً معهم حول هذه الأمور.

وقالت مصادر مطّلعة إن «الولادة عسيرة نوعاً ما، والمشكلة هي أنّ أحداً لا يعرف أين هي العقدة. فالشيعة يقولون إنهم تفاهموا مع سلام. والسنّة يؤكدون أن لا مشكلة معه. والفريق المسيحي يشدد على أن التعطيل ليسَ من عنده». فيما صارَ معروفاً أن سلام، منذ تكليفه، عقد لقاءات مع غالبية الكتل النيابية وأجرى مشاورات مع مسؤولين عرب وأجانب، خلُصت إلى أن الحكومة «يجب أن تكون من 24 وزيراً ويتمثّل الجميع فيها». فيما بقي كل من الأطراف الرئيسية يؤكد حتى أمس أن «لا خلاف مع الرئيس المكلّف»، فالثنائي يؤكد أنه «أنجز تفاهماً معه»، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اعتبر بعدَ اجتماعه به أنه «تأكّد من صوابية تسميته»، و«القوات» تؤكد أنه «تمّ الاتفاق مع الرئيس المكلّف حول تمثيلها في الحكومة»، وقد تقصّدت إصدار بيان حمّلت فيه الثنائي حزب الله وحركة أمل مسؤولية التعطيل، معتبرة أن «محاولة الممانعة تكرار الشيء نفسه في التأليف، إن بالعرقلة أو برمي تهمة العرقلة على المسيحيين في محاولة لإثارة الغبار السياسي لتغطية وضعها للعصي في دواليب التأليف». يُضاف إلى كل ذلك، تأكيد سلام نفسه أنه «لمس من خلال الاجتماعات التي عقدها مع عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وجود مناخ إيجابي ومتعاون»، وبناء على ذلك يُفترض أن تكون الحكومة قد أصبحت جاهزة، لكن لا يبدو أنها كذلك.

ما هو مؤكد حتى الآن، أن سلام، بعيداً عن الضجيج القائم خصوصاً من «التغييريين» الذين يطالبون بتركيبة تخالف توجهات القوى السياسية، وإصرار البعض على تحميل كل المسؤولية للثنائي، حسم أمره لناحية أنه هو من يختار الأسماء من لوائح تسلّمه إياها القوى السياسية، وهو يريد شخصيات يعتبرها أهلاً للمنصب وتعبّر سياسياً عن التمثيل. كما أنه يميل إلى إبقاء الوزارات السيادية وفقَ توزيعها الطائفي الحالي، لكنّ اختيار الوزراء فيها يحصل بعدَ تشاور بينَ الرؤساء الثلاثة. كما يسعى إلى توزير شخصيات لها وزن سياسي ومعنوي، يُعطي الحكومة ثقلاً، ويريد أن تكون هذه الشخصيات معروفة لديه.

وعليه، بقيَ السؤال عن سبب «العرقلة»، فهل هي مرتبطة بخلافات حقيقية حول الحصص والحقائب، أم أن هناك إشكالات داخلية وخارجية حول برنامج عمل الحكومة؟ وماذا عن علاقة ذلك بالحديث عن تأخير الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى ما بعد الإثنين المقبل؟ وهل لا يزال هناك دور للجنة «الخماسية» التي اجتمع سفراؤها أمس، للبحث في آخر المستجدات، وتحدّث باسمها السفير المصري علاء موسى؟ مؤكداً أن «لا للضغط على رئيس الحكومة المكلّف القاضي نواف سلام، وليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون والأمور تسير بشكل جيد».

في خضمّ هذه الأجواء، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، وصلَ إلى بيروت مساء أمس، وقالت مصادر مطّلعة إنه «سيؤكد أن بلاده حاضرة لمساعدة لبنان، لكن هذه المساعدة مشروطة بالإصلاحات». وتخوّفت المصادر، ربطاً بما قاله موسى والأجواء التي بدأت تتسرب عن الموفد السعودي، من أن يكون سبب التأخير «فرملة» خارجية، كاشفة أن «الفريق الذي يعتبر أنه حقّق إنجازات سياسية في انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة يريد استكمال ذلك بعملية التأليف، فالخضوع لمطالب الثنائي في الحكومة وما يتصل بعملية التشكيل يعني أن لا شيء تغيّر باستثناء استبدال الرئيس نجيب ميقاتي بنواف سلام».

 

  • صحيفة الديار عنونت: لبنان امام استحقاق وقف النار وواشنطن: لإنهاء الإنسحاب بمهلة 60 يوماً

سلام عرض على عون خارطة طريق لحكومة تحظى بثقة شعبية وعربية ودولية


انطلاقة الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية…وبن فرحان: السعودية لن تترك الشعب اللبناني

وكتبت تقول: لبنان امام استحقاق وقف النار جنوبا وضرورة انسحاب جيش الاحتلال ضمن مهلة 60 يوما التي هي جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف اطلاق النار والتي شارفت على الانتهاء. في هذا السياق، يظهر اصرار دولي بوجوب التزام «اسرائيل» بالمهلة المحددة في الاتفاق وبالتالي انسحاب العدو من الاراضي اللبنانية. ذلك ان الجيش اللبناني ينتشر في كل القرى الجنوبية والحدودية وفقا للاتفاق وبالتالي لم يعد هناك من مبرر لبقاء المحتل على شبر واحد من ارض لبنان.

وفي هذا السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية ان الجانبين الاميركي والفرنسي يضغطان باتجاه انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، المعلومات الواردة من واشنطن ترجح التزام «الاسرائيليين» بتاريخ 26 كانون الثاني كحد نهائي للانسحاب «الاسرائيلي».

في المقابل، يزعم الكيان الصهيوني انه يبلغ اللجنة الدولية المولجة بمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني، بوجود مراكز ومستودعات اسلحة لحزب الله وهذه اللجنة تبلغ الحكومة اللبنانية الا ان الاخيرة لا تقوم بأي اجراء عملي وفقا لادعاءات العدو الاسرائيلي. وعليه، يقول العدو انه يضطر الى تدمير هذه المستودعات طالما ان الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنا في هذا المجال.

تعقيبا على «مزاعم اسرائيل» عن جنوب لبنان وحزب الله، شددت جهة دولية على عدم تحميل الحكومة اللبنانية السابقة والتي كانت حكومة تصريف اعمال، مسؤولية الجنوب مشيرة الى ان العهد الجديد والحكومة المرتقبة هي التي ستتولى بسط سيطرتها على جميع الاراضي اللبنانية وكذلك منع «اسرائيل» من انتهاك السيادة اللبنانية او محاولة هدر اي من حقوق لبنان الحيوية.

وفي سياق متصل، تعتبر مصادر عسكرية مطلعة ان جيش الاحتلال قد يتذرع بادعاءات كاذبة ليبرر بقائه في جنوب لبنان او يمكن ايضا ان ينسحب من الاراضي اللبنانية ولكنه يستمر في استهداف مواقع يزعم انها مخازن اسلحة للمقاومة.

انما الوقائع على الارض تكذب الاتهامات الزائفة التي يطلقها العدو. وهنا لفتت المصادر الى ان الدمار الذي يخلفه الجيش «الاسرائيلي» في القرى اللبنانية لا علاقة له باسلحة المقاومة بل هو نهج اسرائيلي بربري يندرج ضمن ثقافة هذا الكيان الوحشي. واشارت الى ان العدو سرق اشجار الزيتون من الجنوب متسائلة اذا كانت هذه الاشجار تحوي سلاحا ام تشكل تهديدا على امن «اسرائيل»؟ انطلاقا من ذلك، اكدت المصادر المطلعة ان ما يفعله جيش العدو يقطع الشك باليقين بانه جيش متوحش لديه اطماع كبيرة في ارض لبنان وموارده ولا يعرف سوى الاجرام والدمار والابادة.

اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنسحب «اسرائيل» من جنوب لبنان بعد انتهاء مدة 60 يوما رغم الضغوط الدولية؟

حتى هذه اللحظة، لا تزال الصورة مبهمة حول إذا كان الكيان الصهيوني عازما على الانسحاب ام لا. وعلى الرغم من ان هناك مطالبة اميركية بان تطبق «تل ابيب» بنود اتفاق وقف النار وان ادارة ترامب حازمة في مقاربة المسائل الاقليمية والدولية الا ان هذه الادارة كسابقاتها تعطي الاولوية دائما لـ»اسرائيل» ولمصالحها. علاوة على ذلك، يعتبر رئيس حكومة العدو الحالي بنيامين نتنياهو حليفا استراتيجيا للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقد راهن منذ البدء على فوز ترامب رئيسا للولايات المتحدة. بناء على ذلك، لن يقوم ترامب بقمع «اسرائيل» او الضغط عليها من اجل لبنان في حال قررت الاخيرة ابقاء جيشها في بعض القرى اللبنانية.

سلام يعرض على عون خارطة طريق لحكومة ذات مهمة

وعلى صعيد تأليف الحكومة، لفتت اوساط سياسية لـ«الديار» الى ان الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على قاعدة المساواة متبعا نهجا جديدا مختلفا عن عمليات التأليف السابقة حيث يصر سلام على ان يتم تسليمه الاسماء ليناقشها وليرفض اسماء ويقبل باسماء وليقترح اسماء اخرى. ذلك ان الدستور يعطيه هذا الحق ولذلك الرئيس المكلف يريد تطبيق القانون.

وتقول مصادر مطلعة ان سلام عرض على رئيس الجمهورية خارطة طريق التي يراها مناسبة للوصول الى حكومة تحظى بثقة الدول العربية والاجنبية وبطبيعة الحال بثقة البرلمان اللبناني.

ويرى الرئيس المكلف ان هذه الحكومة ذات مهمة تضع الاساس لانطلاق الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية المقبلة بقانون انتخاب يتيح الاتيان بمجلس نيابي متنوع وليس على اساس طائفي كما هو القانون الذي اعتمد في الانتخابات الاخيرة

وهذا الامر يؤكد مرة اخرى اننا فعلا امام مرحلة جديدة في لبنان سواء في مسار تأليف الحكومة او في انتقاء الشخصيات التي ستتولى الحكم.

القوات اللبنانية: مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف تتم بسرية تامة

من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان حزبها لا يريد تولي وزارة الطاقة حاسمة موقفها في هذا الاتجاه مشيرة الى ان القوات لم تطالب اصلا بوزارة الطاقة. ولفتت المصادر القواتية الى ان الدكتور سمير جعجع يخوض مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف بسرية تامة وهذا ما يجب ان تكون عليه الامور. وعليه، القوات اللبنانية لا تريد الكلام لا عن حجمها داخل الحكومة ولا عن الوزارات التي تريدها.

وبالنسبة لحزب القوات، فان مسار التأليف يجب ان يتوج مسارين الانتخاب والتكليف لجهة انطلاق قطار الدولة المتوقف منذ العام 1989 اي منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض وبالتالي يجب ان تكون الحكومة الجديدة متجانسة وسيادية.

السعودية لن تترك لبنان

الى ذلك، ومنذ انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون، تحول لبنان الى مساحة تلتقي فيها الدول حيث ان اللجنة الخماسية اكدت ان مساعيها انتجت في نهاية المطاف فضلا عن الحضور الدولي المكثف من بينها زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت كما زيارة وزراء خارجية لدول عربية عدة للبنان.

ولزيارة وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان لبيروت غدا رمزية كبيرة نظرا لدور السعودية في كسر الجمود الرئاسي فضلا ان المملكة العربية السعودية تشكل مدخلا لعودة الدول الخليجية الى لبنان وضخ المال في العروق وشرايين الدولة وتحديدا في اعادة الاعمار ومساعدة لبنان في النهوض من ازمته الاقتصادية.

وبما ان السعودية تبدي حماسة كبيرة تجاه الوضع اللبناني حيث ان وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان قد يكون له اليد الطولى في الدفع نحو اطلاق التشكيلة الحكومية في مهلة محددة عبر التركيز على شخصيات شبيهة بالعماد جوزاف عون والقاضي نواف سلام مع مراعاة حساسية المكونات اللبنانية خصوصا في الظروف الراهنة.

وفي هذا النطاق، علمت «الديار» من مصدر مقرب من قصر اليمامة-الرياض بان السعودية لن تترك لبنان في ظل منطقة تعيش داخل امواج متلاطمة.

وفي الوقت ذاته، ووفقا لاوساط اعلامية في الرياض ان السعوديين لا يريدون ان يملئ الاتراك الفراغ الايراني في لبنان وسوريا حيث بدا دور انقرة محوريا في التغيير الذي حصل في بنية السلطة في سوريا. واذا كانت زيارة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبيروت تنطوي على دلالات سياسية بعيدة المدى فان الوزير بن فرحان سيركز على انتظار السعوديين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام على خطوات عملية اصلاحية من السلطة اللبنانية تعيد بناء الثقة التي فقدت كليا في السنوات الماضية. ويذكر ان الامير فيصل بن فرحان صرح خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى «دافوس» منذ يومين :»نريد رؤية اصلاحات حقيقية فيه من اجل زيادة مشركتنا، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الان تدعو للتفاؤل».ويعرف عن وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان انه يعمل بصمت واتقان وهدوء.

اما عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمؤسسة العسكرية، فقد بات مؤكدا انها في صدد مساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة سواء في الداخل او على الحدود مع «اسرائيل» وكذلك مع سوريا لابعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة.

زيارة وزير الخارجية الكويتي لبيروت غدا

وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا سيزور بيروت غدا وسيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين. وهذا الامر يدل الى ان الزخم والحماسة العربية عادتا الى التعامل مع لبنان.

رؤية الرئيس ترامب لم تتضح بعد للشرق الاوسط حتى اللحظة

لم تتضح رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتغييرات المحتملة في الشرق الاوسط بعد ان بات واضحا ان هناك داخل فريق عمله رأيين مختلفين. الرأي الاول يقضي ان المفاوضات مع ايران ضرورية لاحتواء برنامجها النووي بطريقة ديبلوماسية. اما الرأي الثاني فينص على ان ايران التي ارغمتها الحرب الاخيرة اضافة الى الزلزال السوري على الانكفاء الجيوسياسي من المنطقة، لا بد ان تحاول طهران من العودة عبر سبل اخرى. من هنا، تاتي الدعوة الى استخدام رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو مرة اخرى بتوجيه ضربة قاسية ترغم الجمهورية الايرانية الاسلامية على اعادة النظر بكل مسارها السياسي والاستراتيجي في المنطقة.

هدية ايرانية لبكركي: انفتاح ايراني على المشهد اللبناني

في سياق اخر، هناك ارتياح المراجع السياسية العليا لمبادرة جسدت الانفتاح الايراني على المشهد اللبناني من خلال زيارة المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت السيد كميل باقر لبكركي وتقديم هدية للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وهي عبارة عن سجادة «حرير خراسان» ليعقب ذلك تصريح عكس الاتجاه الحالي للسياسة الايرانية تجاه لبنان.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى