قالت الصحف: فراغ رئاسي متعمد دوليا وقادة العدو في مرمى سلاح المقاومة
الحوارنيوز – خاص
مع اشتداد طبيعة المواجهة بين العدو الإسرائيلي ورجال المقاومة في الجنوب، تفاجئ المقاومة قادة العدوان بقدرات عسكرية واستخبارية دقيقة، ما يزيد من ارتباك العدو في تنفيذ قراره بالمواجهة الشاملة مع المقاومة في لبنان.
أمس استهدفت المقاومة قاعدة الفرقة 146، خلال وجود رئيس أركان جيش العدو هرتسي هليفي، بعد أن كانت قد فاجأته بقدرات صاروخية بعيدة المدى وبالكشف عن قدرة جزئية لوحدة الدفاع الجوي.
داخليا، يتأكد يوما بعد يوم أن الفراغ الرئاسي شبه مصادر دوليا، والهدف افراغ الداخل اللبناني وشل مؤسساته الدستورية لإضعاف لبنان في المواجهة مع الاحتلال ولفرض شروط تسوية سياسية كانت تحضر للمنطقة بعد الانتهاء من الحرب الظالمة على غزة.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: «كباش اللحظات» الأخيرة قبل الهدنة: المقاومة تطارد رئيس أركان العدو
وكتبت تقول: يتواصل التصعيد المتبادل على جبهة جنوب لبنان في ارتقاء فرضته ديناميات المعركة وتطوراتها الأخيرة. إلا أنه لا يزال مضبوطاً على طرفَي الجبهة، وإن كان تجاوز بعض السقوف التي كانت سائدة حتى الآن. في هذا الإطار، واصل حزب الله الرد على اعتداءات جيش العدو عبر استهداف قواعد عسكرية واستراتيجية (قاعدة ميرون الجوية)، بهدف جبي أثمان في أكثر من مستوى تكتيكي وعملياتي، ولمنع العدو من فرض معادلاته على الساحة اللبنانية من البوابة الجنوبية. لذلك، تأتي ردود حزب الله هادفة في أكثر من اتجاه، من بينها تبديد أي تقديرات خاطئة لدى قيادة العدو. ومن الواضح أن ارتقاء ردود المقاومة يهدف أيضاً إلى كبح جماح العدو عن التمادي منعاً للتدحرج نحو مواجهة شاملة. ونتيجة ذلك، أنه لا يزال يلتزم بقواعد اشتباك، وإن كانت متحركة، إلا أنها بقيت مضبوطة بسقف «الردع العملياتي» المتبادل. ولعل من أهم النتائج التي تترتب على هذا المسار التصاعدي، أنه يُقوض الصورة التي يحاول قادة العدو ترميمها بالتهديدات والمواقف التهويلية. التصعيد المتزايد يمكن وصفه بـ«كباش اللحظات الأخيرة» التي تسبق تقرير مصير الهدنة المرتقبة في غزة، وما إذا كانت ستمتد مفاعيلها إلى الحدود مع لبنان، أم سيتم فصل الجبهات كما يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التهديد.
وفي هذا الإطار، حملت عمليات المقاومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من رسالة، من حيث طبيعة الاستهداف والمدى، ومن ضمنها، استهداف قاعدة الفرقة 146، خلال وجود رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي الذي جال على امتداد الحدود الشمالية، وأجرى تقديراً للموقف مع قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة 146 وآخرين، كما التقى أفراد وحدات الاستعداد والحراسة المحلية في بلدة شتولا المحاذية للحدود. ومن هناك، قال هليفي: «لقد قرّر حزب الله مساء السابع من أكتوبر الماضي الانضمام (إلى المواجهة)، ما يعني وجوب جعله يدفع الثمن غالياً جداً بالمقابل»، في تكرار روتيني للتصريحات الإسرائيلية المرتفعة النبرة ضد حزب الله. لكنّ المشهد العام للتهديدات الإسرائيلية والواقع الميداني، لخّصته هيئة البث الإسرائيلية في خبر قالت فيه إن «حزب الله أطلق الصواريخ اليوم (الثلاثاء) على مقر قيادة الفرقة 146 في الجليل الغربي التي زارها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي».
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، تعليقاً على القصف الصاروخي من لبنان إن «حكومة الحرب خسرت جبهة الشمال». فيما علّق رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة مروم في الجليل، على التطورات بالقول: «لا نشعر بأن تصعيد حزب الله يتم ردعه».
وبخلاف تهديدات غالانت وهليفي، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن وقفاً طويلاً لإطلاق النار يتم التوصل إليه في غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان. ورأت أن «هذا افتراض معقول يستند إلى سلوك حزب الله أثناء وقف إطلاق النار السابق الذي انضم إليه كجزء من الربط الذي خلقه بين الحرب في غزة ولبنان».
استهداف قواعد عسكرية واستراتيجية لتبديد أي تقديرات خاطئة لدى قيادة العدو
ميدانياً، شهد يوم أمس سلسلة عمليات نوعية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، استهدفت فيها المقاومة مواقع العدو وتجهيزاته التجسّسية، وردّت على اعتداءاته على المدنيين، خصوصاً في البقاع. ورداً على العدوان الصهيوني على محيط مدينة بعلبك، استهدف حزب الله قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات. وأعاد الحزب استهداف قاعدة ميرون للتحكم والسيطرة والمراقبة الجوية للمرة الثانية بدفعة من صواريخ ضد الدروع، ما أدى إلى إصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 40 صاروخاً أُطلقت من لبنان تجاه قاعدة ميرون الجوية. وأقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن صواريخ مضادة للدروع أصابت القاعدة وألحقت فيها أضراراً.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمناطق الجنوبية، استهدف حزب الله أيضاً مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وحقّق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع رويسات العلم والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، إضافة إلى تجمع لجنود العدو الإسرائيلي على تلة الطيحات، وموقع المرج بالأسلحة الصاروخية.
حزب الله: لدينا غابة من الأسلحة المضادة للدروع
أكّد حزب الله أن المقاومة استخدمت في المعركة الحالية «ما لا يتجاوز خمسة في المئة من قدراتها المضادة للدروع، وتمكّنت من التكيّف مع أي متغيّر يمكن أن يلجأ إليه العدو من خلال معرفتها الكبيرة بالأرض». وفي حلقة خاصة بثتها قناة «الميادين»، كشف «الحاج جهاد»، أحد ضباط «سلاح ضد الدروع»، انه في أي حرب شاملة «تنتظر العدو غابة من أسلحة اختصاص ضد الدروع، ولن يتمكن من سحب جنوده أحياء من الميدان». وكشف أن أول استهداف لقاعدة ميرون الجوية «كان رسالة بأن المقاومة قادرة على تدمير هذه القاعدة الجوية». كما كشف ان منظومة «ثأر الله»، وهي عبارة عن منصة مزدوجة للصواريخ الموجهة كُشف عنها قبل عام، «ابتكرها حزب الله عام 2015، وهذا الإصدار الأول منها»، محذراً العدو بأنه «يجب أن يتوقع أجيالاً جديدة من هذه المنظومة، وقد استعملت بالفعل في الجبهة، لكن قادة جيش الاحتلال لم يجرأوا على مصارحة الضباط والجنود بالأمر حتى لا يرفضوا استقلال دبابات الميركافا».
- صحيفة اللواء عنونت:حزب الله يقصف رئيس الأركان الإسرائيلي والأخير يتوعد
العسكريون «يفتحون» طريق مجلس الوزراء غداً.. والمدنيون يتجرّعون «كأس الحرمان»
وكتبت تقول: سجَّل التحدي العسكري والأمني في الجنوب طوال ساعات النهار والمساء بين اسرائيل وحزب الله تطورات نوعية، تجاوزت بعض الخطوط الحمر، لكنها لم تقترب بعد من حافة الانهيار الواسع على كل الجبهات، فيما اذا اقدمت «دولة الاحتلال» على قصف بيروت، او تحميل حزب الله ثمناً باهظاً، بتعبير رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي الذي باغتته صواريخ المقاومة في احدى قواعد الجيش الاسرائيلي الذي كان يتفقدها في المنطقة الشمالية (الجليل الغربي) ويتحدث الى جنوده حول احتمالات الموقف في الشمال او عند الحدود مع لبنان.
وقصفت المقاومة الاسلامية بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر الفرقة 146 في منطقة جعتون في الشمال.
وتوعد رئيس الاركان الاسرائيلي خلال جولة تفقدية لجنوده المنتشرين عند الحدود مع لبنان ان حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً جداً.
وظهر في المواجهات المستجدة بروز معادلة مقابل البيسارية في قضاء صيدا – الزهراني قصفت المقاومة الاسلامية مستعمرة جعتون الواقعة في عمق عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية – الفلسطينية، على قاعدة «توسِّعون القصف، نوسِّع الردّ».
وجددت الخارجية الاميركية التأكيد ان «واشنطن لا تريد من الطرفين على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية اي تصعيد».
وذكرت الخارجية الاميركية ان «اسرائيل ابلغتنا انها لا تريد التصعيد مع لبنان، وانها تريد حلّ النزاع دبلوماسياً».
العسكر يفتح الطريق
وعلى الجبهة الحكومية، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال جلسة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير للبحث بمشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها من زاوية اطلاع الوزراء عليها.
ويأتي في حسم الموعد بعدما تمكن المفاوض الحكومي من اقناع العسكريين المتقاعدين بفتح الطريق الى مجلس الوزراء، فصدر عن «رابطة قدماء القوى المسلحة» اعلان الموافقة على الصيغة المقترحة من قبل الحكومة اللبنانية، من دون ان ننسى الاشارة الى وقوفها الى جانب موظفي الادارة العامة في لبنان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه في حين تلقى الوزراء اول من أمس مشروع جدول أعمال من دون تحديد الموعد، بدت لافتة خطوة الأمين العام لمجلس الوزراء في إرسال جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ببند وحيد يتصل بمشروع إعادة هيكلة المصارف الذي لم يبحث سابقا بفعل عدم رفض الوزراء له، ورأت أن الرئيس ميقاتي يريد إنهاء هذا الملف وليس معلوما ما إذا كان سيناريو الجلسة السابقة يتكرر لجهة عدم اكتمال النصاب أو أن الرئيس ميقاتي تلقى وعودا بحضور الوزراء وهذا يتظهر اليوم.
وأفادت أن هناك توجها لدى ميقاتي بإحالة المشروع إلى مجلس النواب بعد مناقشته وإبداء الملاحظات بشأنه.، وهذا أمر حذرت وتحذر منه جهات معارضة المشروع، ومن هنا وجود رغبة في الاستعجال لمناقشة الموضوع في المجلس وإحالته إلى البرلمان.
وجاء في بيان «قدماء القوات المسلحة» انه بنتيجة العديد من جلسات التفاوض ما بين اللجنة الحكومية المكلفة إعداد الدراسة ومندوبون عن قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ورابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية والتي سادتها عدة اختلافات في وجهات النظر بين المتفاوضين لجهة العطاءات التي يستحقها المتقاعدون لتأمين استمرارية مواجهة الأوضاع المالية التي يعانيها كل منهم، لكن كافة النقاشات كانت محكومة بالسقف المالي المحدد للمعاشات التقاعدية وللرواتب والأجور والذي كان من الصعب تخطية نتيجة وضع المالية العامة اللبنانية، حيث توصلت اللجنة إلى صيغة الإقتراح المدرج في جدول أعمال الجلسة المنوي عقدها لإقرار بند التعويض المؤقت.
وفي ما يأتي جدول بالزيادات والتقديمات التي سيتم نقاشها واقرارها في جلسة مجلس الوزراء:
اولاً: بالنسبة للعسكريين:
أ- في الخدمة الفعلية: يصبح اساس الراتب:
– ضابط عام: 690$
– ضابط قائد: 479$
– ضابط عون: 385$
– رتيب: 277$
– فرد: 257$
ب- العسكريون المتقاعدون:
– ضابط: ثلاث معاشات
– رتيب او افراد: اربع معاشات بحد ادنى 8 مليون ليرة.
ثانياً: بالنسبة للاداريين:
– راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة.
– بدل سعر صفائح بنزين شهرية: 20 صفيحة للفئة الاولى، 18 صفيحة للفئة الثانية، 16 صفيحة للفئة الثالثة، 14 صفيحة للفئة الرابعة، 12 صفيحة للفئة الخامسة.
ثالثاً: بالنسبة للمعلمين:
– راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة.
– حوافز 300$ شهرياً.
رابعاً: بالنسبة للمتقاعدين المدنيين:
– ثلاثة معاشات فقط (وقد تنخفض الى معاشين) دون حد ادني للزيادة (8 مليون) كما للعسكريين.
وازاء الارقام غير العادلة التي ستعطى للموظفين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين، تداعى المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام الى النزول الى الشارع بدءاً من الثالثة بعد ظهر اليوم للدفاع عن حق المتقاعدين بحياة كريمة.
مبادرة الإعتدال والموعد مع الوفاء
وفي اطار الحركة الجارية لشرح المبادرة الرئاسية وحشد التأييد لها، زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، واستمع الشيخ الخطيب من الوفد الى تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح النائب احمد الخير الذي تحدث باسم الوفد الذي ضم اليه من النواب: وليد البعريني، واحمد رستم، والنائب السابق هادي حبيش، ان المبادرة ترتكز على نقطتين: الاولى تأمين مساحة مشتركة ما بين اللبنانيين من خلال لقائهم تحت قبة البرلمان، والنقطة الثانية هي فتح المجلس مما يؤدي الى ذهاب كل النواب لممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.
ولم يحدد حزب الله بعد موعداً للاجتماع مع تكتل الاعتدال الوطني، ولم يستبعد مصدر نيابي ان يتجدد التواصل بين كتلة الاعتدال ورئيس الكتلة النائب محمد رعد الاسبوع المقبل.
وبعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قال النائب وليد البعريني: الرئيس بري لن يخل بوعده لنا ولم نتحرك الا بعد ان عرضنا الفكرة امامه التي عرضها بدوره على اللجنة الخماسية.
ووصف الراعي المبادرة «بالحلوة» وهنأ تكتل الاعتدال عليها.
«اليونيفيل» لحل دبلوماسي
وحول التصعيد في الجنوب، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اننا «شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار». وأضاف: «أودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّض سبل العيش للخطر وغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات». تابع «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر». وختم الجنرال لاثارو: «إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة».
- صحيفة الأنباء عنونت: هدنة موعودة في غزة المنكوبة.. ولبنان يترقب أن تشمل الجنوب
وكتبت تقول: واصلت إسرائيل عدوانها على الجنوب كما واصلت استهداف مواقع “حزب الله” بوتيرة عالية جداً، ليُقابلها الحزب باستهداف مكثّف لمواقع العدو، وبعضها يضربه للمرّة الأولى، كمقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وهو موقع في العمق الإسرائيلي، وليس على الحدود مع لبنان.
قد يكون التصعيد المتواصل هو العاصفة ما قبل الهدنة التي يتم البحث بها في قطر بين إسرائيل وحركة “حماس”، والتي من المفترض أن يتم التوصّل إليها قبل شهر رمضان، وقد تنسحب على لبنان كما حصل خلال التجارب السابقة، لكن حتى الساعة لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، ولم تسلّم “حماس” حتى الساعة قوائم من تُريد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، لكن ثمّة تفاؤل حذر بنجاح هذه المفاوضات.
نجاح المباحثات والتوصّل إلى الهدنة في غزّة التي يتم الحديث أنها قد تمتد لستة أشهر، قد ينعكس على جبهة الجنوب، حيث يترقب لبنان ما إذا كانت ستنسحب على الجنوب، ومصادر مقرّبة من “حزب الله” قالت إن الحزب سيلتزم بوقف إطلاق النار في حال تم تطبيقه في غزّة، وفي حال لم تقصف إسرائيل في لبنان، وفي حين يُفترض أن تلتزم إسرائيل أيضاً بوقف التصعيد، إلّا أن هذا الأمر غير محسوم في ظل الجنون الإسرائيلي من جهة، والتهديدات التي تصدر عن القيادات الإسرائيلية من جهة ثانية.
وفي هذا السياق، فإن تصريحاً لافتاً صدر عن وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت أمس، قال خلاله إن “حزب الله” وإيران يسعيان لتحويل رمضان لمرحلة ثانية من 7 أكتوبر، لكن إسرائيل “ستوقف ذلك”، وقد يكون التصريح مقدّمة لعملية واسعة ضد “حزب الله”، لكنه في الآن عينه قد يكون رفعاً للسقوف وتحسيناً للشروط قبل التوصّل إلى اتفاق هدنة.
إلى ذلك، فإن المراوحة السياسية مستمرّة مع استمرار الفراغ، ورغم حركة كتلة الاعتدال الوطني التي التقت أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، فإن لا شيء ملموساً بعد، وتبدو رئاسة الجمهورية أمراً بعيد المنال.
عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب أحمد رستم أشار إلى أن لقاءات الكتلة كانت إيجابية، لافتاً إلى أن “الجميع رحّب بالمبادرة لأنهم لمسوا أن لا حل إلّا عبر الحوار”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، نقل رستم أجواءً إيجابية رشحت عن الكتلتين المسيحيتين الأكبر، “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي”، ولفت إلى أن الطرفين كانا إيجابيين تجاه المبادرة، ورحبا بها، وأن ممثلين عن الكتلتين سيُشاركون مبدئياً في الحوار المنتظر.
كما نقل رستم عن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي تشجيعه للمبادرة واستعداده لإيفاد نائبين عن كتلته للمشاركة في الحوار، والدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية متى توافر الاجماع على شخصية معينة وتوافرت إمكانية تأمين 86 نائباً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن آلية الحوار وموعده لم تم تحديدهما بعد.
إذاً، ورغم سوداوية المشهد، فإن ثمّة فرصاً تلوح في الأفق للتخفيف من حدّة الحرب والفراغ، وذلك من خلال الدبلوماسية والحوار، على أن يكون كل ذلك تحت المجهر في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.