سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: غموض في المشهد الحكومي ووضوح في اقتراب الإنهيار الكبير
الحوارنيوز – خاص
حكومياً، تباينت صحف اليوم بين قائل بمساع تبذلها بكركي لمعاودة وصل ما انقطع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من أجل تسريع عملية التأليف، وبين قائل بأن ” لا أحد يحكي مع أحد”.
أما الملف الأكثر خطورة ،وهو ملف الانهيار الاقتصادي والتدهور المعيشي، فيبدو أنه يتطور سلباً وثمة معلومات عن اقتراب الأسوأ مع اقتراب رفع الدعم.
ماذا في التفاصيل؟
-
صحيفة “النهار” عنونت:” ملف المفاوضات يتحرك … استسلام للشلل الحكومي” وكتبت تقول:” سط دوامة الشلل السياسي الذي يطبق كلياً على المشهد الداخلي بما يبعد أكثر فأكثر احتمالات حلحلة ازمة تأليف الحكومة الجديدة ويبقي آفاقها مشرعة على الغموض المديد، ضاعت كل برمجات الأولويات، وبات من الصعوبة بمكان الركون الى أي تعهدات رسمية في شأن لجم تداعيات الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي لا ترقى محاولات تأخير استحقاقاتها الى أكثر من تخدير ظرفي قصير المدى. واذا كان ملف احتواء القرار السعودي بمنع ادخال المنتجات الزراعية اللبنانية الى أراضي المملكة العربية السعودية بعد ضبط السلطات السعودية شحنة ضخمة مهربة من حبوب الكبتاغون المخدرة يستحوذ منذ نهاية الأسبوع الماضي على معظم الاهتمامات الرسمية والاقتصادية، فان هذه القضية على خطورة مدلولاتها لم تحجب الاهتمامات السياسية بملف آخر لا يقل خطورة ودقة في ابعاده الاستراتيجية، وهو ملف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الأميركية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. ولعلّ الغرابة ان يجد ملف المفاوضات مع دولة عدو من يسارع الى إعادة تحريكه فيما يحاصر العجز والاستسلام التام ملف تشكيل الحكومة الجديدة.
في المعلومات التي توافرت “النهار” عن تطور جديد في هذا الملف ان ثمة توجهاً جديداً لمعاودة جولات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في وقت قريب. وثمة اشارات تلقاها المعنيون والمشرفون على هذا الملف تفيد بأن تطوراً ايجابياً طرأ مع ترجيح كبير بأن تؤدي هذه الخطوة والاتصالات التي تمت من دون ضجيج وبعيداً من الاضواء وستكون خواتيمها بمشاهدة الوفدين اللبناني والاسرائيلي يعودان الى طاولة المفاوضات في مقر”اليونيفيل” في الناقورة من دون ان تتوافر معلومات تفصيلية بعد عن أسس هذه العودة واي منطلقات ستعتمد في استئناف المفاوضات.
-
صحيفة “اللواء” عنونت:” الهيئات الاقتصادية تصر على منع التهريب … موفد من بكركي الى بيت الوسط” وكتبت في الموضوع الحكومي تقول:” حكومياً، لم يحصل اي تطور او اتصال في تشكيل الحكومة، برغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت مساء أمس الاول، بانتظار لقاء بينه وبين البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي جدد مساعيه لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون والحريري، وحيث افيد عن اتصال بينه وبين الحريري أمس تمهيداً للقاء. وان الراعي يسعى لصيغة توافقية بحيث تؤول حقيبة الداخلية الى الرئيس عون الذي وافق على صيغة الـ24 وزيراً بلا ثلث ضامناً او نصف أعضاء الحكومة لأي طرف.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي، واسع الاطلاع، فإن إعادة وضع الأمور على سكة الاتصالات من دون الوقوع بمطبات تشبه ما حدث في المرات السابقة، يتوقف على التعهد الذي سيقطعه النائب جبران باسيل للقيادة الروسية خلال الاجتماع مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” ان الحركة الحكومية الغائبة لا تزال على حالها وعودة رئيس الحكومة المكلف من الخارج مع أنها تشكل فرصة بسيطة لعودة حرارة الاتصالات، الا انها قد لا تحدث الخرق المطلوب وبالتالي فإن هذا الملف سيبقى يراوح مكانه.
-
صحيفة “نداء الوطن” عنونت:” محاولة حكومية جدية والروس يستقبلون باسيل بصفته المعرقل الأول … غادة عون الى المجلس التأديبي”. وفي الشأن الحكومي نقلت عن مصادر سياسية رفيعة لـ”نداء الوطن” “وجود “محاولة جدّية لإحداث خرق في جدار التصلّب الحكومي”، موضحةً أنّ “العمل جارٍ راهناً لبلورة التصورات المشتركة على أن تبدأ النتائج بالظهور خلال الساعات الـ 48 المقبلة”. ولفتت المصادر إلى أنّ المساعي الحاصلة يقودها البطريرك الماروني بشارة الراعي وتهدف إلى إعادة جمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مشيرةً إلى أنّ اتصالاً هاتفياً جرى أمس بين الحريري والراعي تناول آخر التطورات الحكومية غداة زيارة البطريرك الماروني لقصر بعبدا، حيث سمع تأكيدات من رئيس الجمهورية تفيد بعدم اشتراطه الحصول على الثلث المعطل في التشكيلة الوزارية، واستعداده للتعاون مع الرئيس المكلف في سبيل تشكيل الحكومة العتيدة.
وبينما أكدت أنّ “مساعي الراعي لا ترتكز على مبادرة معينة إنما تنطلق من الدفع باتجاه ضرورة تشكيل حكومة بغض النظر عن عدد وزرائها، شرط ألا تتضمن ثلثاً معطلاً لأي فريق فيها”، كشفت المصادر في الإطار عينه أنّ “الرئيس المكلف يتوجّس من خطر استمرار الفراغ الحكومي على البلد ويبدي استعداده لإدخال تعديلات على صيغة التشكيلة التي سبق وقدّمها، والمؤلفة من 18 وزيراً، بشكل يتيح تدوير الزوايا الحادة في عملية التأليف بالتوافق مع رئيس الجمهورية”.
وعما يتم تداوله من معلومات حول إمكانية اعتذار الحريري عن مهمة التأليف في حال استمرت المراوحة والعرقلة على حالها، اكتفت المصادر بالقول: “هذا الموضوع لا أساس له ولم يُطرح لا من قريب ولا من بعيد”.
في المقابل، يعيش رئيس “التيار الوطني الحر” لحظة نشوة ديبلوماسية أعادته إلى قيد الحياة السياسية، بعد جرعة الدعم المعنوية التي قدمها له “صديقه” وصديق “بنيامين نتنياهو” الشخصي، وزير الخارجية الهنغاري في بيروت، واعداً بإجهاض أي محاولة لفرض عقوبات عليه من جانب الاتحاد الأوروبي. وأمس، بعد طول انتظار ووساطات دؤوبة قادها النائب السابق أمل أبو زيد مع القيادات الروسية، غادر باسيل إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس حول ملف التأليف، في وقت لفت الانتباه حرص موسكو على تظهير زيارة سفيرها في بيروت إلى بيت الوسط بالتزامن مع إقلاع الطائرة التي أقلت رئيس “التيار الوطني” إلى روسيا، في رسالة واضحة إلى بقائها على الموقف الداعم للحريري في عملية تشكيل الحكومة.
-
صحيفة “الجمهورية” كتبت تحت عنوان:” التأليف لا أحد يحكي مع أحد” تقول:” من تفاقم يومي لأورام الأزمة على كل المستويات، وصولاً الى متفجرة الكبتاغون التي انفجرت في العلاقات بين لبنان والسعودية ومن خلالها مع سائر دول الخليج، وفي ما يحيط بها من ضرورات توجب التصدّي لها ولا تحتمل أي تأخير بعد – لم يحرّك رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ولو خطوة متواضعة من أي منهما في اتجاه الآخر لكسر جبل الجليد القائم بينهما، وتغليب الحاجة الملحّة الى تشكيل حكومة، على المشاعر الشخصية والسياسية التي تجمعهما.
وبحسب معلومات “الجمهورية” من معنيين مباشرين بحركة الاتصالات التي كانت تحصل على خط التأليف، فإنّ المشهد على مستوى التأليف في منتهى التخبّط والشلل، فلا تواصل فعلياً على الاقل منذ 10 ايام حول هذا الملف؛ لا أحد يتكلم مع أحد، ولا أحد يريد ان يتكلم مع أحد، كل الاطراف ممترسة في مطارحها، ولا أحد يريد ان يتنازل لأحد. يبدو انّ هناك قراراً بين طرفي الخلاف الحكومي، كل من جهته، بإبقاء الوضع على ما هو عليه الى ما شاء الله.
كفى تضييعاً للوقت
وبحسب هؤلاء المعنيين، فإنّ رئيس الجمهوريّة ووفق ما يلاحظ زواره، لن يتراجع عن محدداته التي طرحها حيال الملف الحكومي، لناحية الاصول الدستورية والقانونية والمعايير التي يجب أن تراعى في تأليف الحكومة. وبالتالي، فإنّ كرة تأليف الحكومة في ملعب الرئيس المكلّف، الذي عليه ان يقدّم صيغة حكومية مقبولة يتفاهم عليها مع رئيس الجمهورية. وكفى تضييعاً للوقت، في اشارة هنا الى السفرات المتتالية للرئيس المكلّف.
ويخلص المتابعون الى الإعراب عن خشية بالغة من انّ الجمود او التجميد الحاصل حالياً على خط التأليف، يُخشى ان يكون سابقاً لعاصفة سياسية وغير سياسية تلوح في الأفق القريب، ودخولاً اليها من باب رفع الدعم.
-
صحيفة الانباء الالكترونية عنونت:” الفراغ يشل السلطة التنفيذية والاسوأ يقتراب بإقتراب وقف الدعم دون بدائل” وكتبت تقول:” وسط انسداد الأفق السياسي وفشل كل المبادرات الهادفة لتشكيل حكومة تستطيع بالحد الأدنى انتشال ما تبقى من البلد قبل بلوغ الانهيار الكامل وسقوط مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، يبقى ملف التأليف عالقاً بين المواقف المتضادة، وما تخفيه من مصالح ذاتية ورهانات خارجية، فيما الخوف يدقّ أبواب اللبنانيين من الآتي مع جدية الحديث عن وقف الدعم دون اتخاذ إجراءات بديلة كالترشيد أو البطاقات التموينية.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي غير المسبوق الذي يمر به لبنان، والذي ينذر بما يشبه مجاعة الحرب العالمية الأولى، تبدو الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة منشغلةً بهموم أخرى غير آبهة لما سيكون الوضع عليه في لبنان بعد الانهيار المرتقب والمخيف، وكل ما تريده هذه الأطراف معرفة مَن يستطيع ليّ ذراع الآخر، فالفريق الحاكم يدير شؤون البلد على طريقته وحكومة تصريف الأعمال يستعاض عنها باجتماعات ولقاءات يومية تأخذ مكان السلطة التنفيذية، فيما الفريق المقابل ينتظر ربما أن تنجح عواصم القرار في التأثير على عملية التأليف، وكل هذا والحالة تزداد سوءاً يوما بعد يوم.
مصادر سياسية نقلت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية “صورة سوداوية” للوضع السياسي القائم الذي يتركز بالدرجة الأولى على “رفض فريق الحكم للتعاون مع الرئيس المكلف ويتولى فريق المعاونين له البحث عن طريقة لسحب التكليف منه لدرجة دفعت برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى التلويح بالانتخابات النيابية المبكرة، لكن هذا الطرح اصطدم برفض شديد من الثنائي الشيعي ومن حليفه حزب الله، ما جعله يتراجع عن هذا الطرح على اعتباره قفزة في المجهول من المستحيل تنفيذها، وفي المقابل تربط مصادر الحريري اعتذار الرئيس المكلف باستقالة رئيس الجمهورية”.
المصادر السياسية غمزت من قناة “الأخطاء” التي ارتكبت منذ التسوية الرئاسية عام 2016 “تحت عنوان إنقاذ البلد من الفراغ الرئاسي”، وإذ بعد أقل من 5 سنوات “ينتقل الفراغ من رئاسة الجمهورية الى الحكومة”، مشيرة الى ان “رئاسة الجمهورية قائمة بحكومة ومن دون حكومة”، وسألت: “أليس من الاجدى اذا إنهاء هذا الفراغ في الحكومة بعد كل ما يجري؟”.
المصادر اعتبرت أن البلاد أضاعت فرصة السير بالتسوية التي اقترحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ودعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري بتشكيل حكومة من 24 وزيراً ومن دون ثلث معطل، إذ حتى الساعة لا يزال هذا الطرح هو الوحيد الذي يستند الى أسس مقبولة، رغم رفض الطرفين ضمناً له.
توازيا، جددت مصادر “الحزب التقدمي الاشتراكي” التأكيد عبر “الأنباء” أن “ما يشغل رئيسه وليد جنبلاط هو كيفية انتشال لبنان من الأزمة وعدم وقوع البلد بالانهيار، فذلك اهم بكثير من شكل الحكومة ووزير بالزائد أو وزير بالناقص”، معربة عن تخوف جنبلاط من الأيام المقبلة وما يمكن أن تحمله لا سيما اذا ما استمرت عرقلة تشكيل الحكومة “التي تعتبر المدخل الوحيد للحل وكلمة السر الأساسية لبدء الخروج من الأزمة”.
رئيس جهاز الاعلام في القوات اللبنانية شارل جبور وصف في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الوضع في لبنان “بالصعب والمعقد، وهو ذاهب الى الأسوأ في الوقت الذي لم نقدر فيه أن نشكل حكومة، والأطراف الأخرى لا تريد الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، بمعنى أننا عالقون ما بين استحالة التأليف وتواصل الانهيار، فكل يوم هو اسوأ من قبله فما نشهده من فراغ جامد ربما يتمدد لفترة أطول”.