قالت الصحف: عنوانان تصدرا المشهد الداخلي: ولادة الحكومة والإعتداءات الإسرائيلية
الحوارنيوز – خاص
عنوانان تصدرا المشهد الداخلي: الولادة المتعثرة لحكومة الرئيس ميقاتي الرابعة ، والاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية وحقوق لبنان في ثروته البحرية.
بعض الصحف قلبت حقيقة أن أصل المشكلة هي في إصرار العدو على “البلطجة” ووضع اليد على حقوق لبنان، ورأت أن المشكلة في العملية الاستطلاعية التي نفذتها مسيرات المقاومة… فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مفاوضات الترسيم في مهبّ “معادلة المسيّرات”
وكتبت “النهار” تقول: بين التجاهل الكلي من اركان الدولة للدلالات الخطيرة التي اكتسبها تطيير “حزب الله” ثلاث مسيرات، ولو منزوعة الصواريخ والمتفجرات، فوق حقل “كاريش”، واكتفاء وزير الخارجية بالتقليل من “البعد الحربي” لهذا التطور، شكل ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل “حقل الرماية” الأساسي في الرسائل المتعددة الأهداف التي تطايرت من المسيرات التي دمرتها إسرائيل. ذلك ان أخطر الاستهدافات اطلاقا تمثل في انزلاق مفاوضات الترسيم، بعدما تبلغ الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من السفيرة الأميركية دوروثي شيا رسميا معطيات إيجابية عن تقدم يحرزه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تمهيدا لاستئناف المفاوضات غير المباشرة حول ملف الترسيم، نحو تداعيات مواجهة محتملة مباشرة بين “حزب الله” وإسرائيل، وبالواسطة بين إسرائيل وإيران، بما يهدد هذه المفاوضات بالإخفاق واثارة توترات إقليمية. يؤكد ذلك ما نقل من ان احدى ابرز الرسائل التي أراد “حزب الله” اطلاقها يوم السبت يتصل بالرد على انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية صباح السبت في استهدافها ما ذكر بانها مخازن أنظمة دفاعية إيرانية ولـ”حزب الله” في جنوب طرطوس، بما يدلل في حال صحة ذلك الى ارتفاع خطير في وتيرة التوتر الإقليمي الرباعي الذي يشمل إسرائيل وايران وسوريا و”حزب الله” وتمدد هذه التطور العملاني نحو ملف الترسيم والتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وإذا كان هذا البعد يبدو الأكثر جدية في مضمون التصعيد الجديد، فمن غير الممكن أيضا تجاهل مغزى حصول هذا التطور تحت انظار وزراء الخارجية والمندوبين العرب الذين كانوا مجتمعين في بيروت السبت الماضي. لذا بدت الدولة اللبنانية، في تجاهلها كل هذه الدلالات كأنها تثبت واقع تغييبها واستسلامها لكل العوامل الذي تجعل دورها شكليا وهامشيا ومستتبعا.
ولكن الإحراج الذي لازم موقف الدولة زاده تفاقما ما ذكر من أنّ الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وطلب توضيحاً لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله ” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، السبت. واعتبر هوكشتاين أن إرسال “حزب الله” لتلك المسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة.
ولعل المفارقة اللافتة انه على رغم كل هذه الابعاد التي تتهدد ملف المفاوضات، فان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب حافظ على وتيرة تفاؤله فتوقع التوصل “إلى اتفاق في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، في شهر ايلول”. واشار الى ان ” المعلومات الواردة من الأميركيين والأمم المتحدة تقول إن هناك تقدما في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية”.
ولكن في المقابل اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد يائير لبيد أمس أن “حزب الله” يشكّل عقبة أمام اتفاقٍ بين لبنان وإسرائيل على ترسيم حدودهما البحرية. وقال إن “الحزب يواصل السير في طريق الارهاب ويقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية”. وأضاف خلال الاجتماع الأول لحكومته بعد أيام على حل البرلمان تمهيداً لانتخابات تشريعية جديدة أن “إسرائيل ستواصل حماية نفسها ومواطنيها ومصالحها”.
- صحيفة “الأخبار” عنونت “:المقاومة تدخل المفاوضات على طريقتها“
وكتبت تحت هذا العنوان الزميل إبراهيم الأمين يقول:” دون شروحات لا معنى لها، لم تكن المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل في حالة دهشة مما حصل السبت. التقديرات الاستخباراتية لدى العدو كانت تشير بقوة إلى عمل ما يحضر له حزب الله. ربما لم يُفاجأ العدو بالرسالة، لكن السؤال الرئيس كان حول حجم الرسالة وأدواتها وتوقيتها. وتصرف جيش العدو بناء على إشارات بنى على أساسها تقديره الذي اتبعه بإجراءات عسكرية دفاعية واسعة النطاق، ما سمح له برصد الطائرات بعد دخولها الأجواء التي تحيط بالمنطقة، قبل أن يقرّر طريقة التصرف بناء على نوعية الطائرات التي لم تكن من جيل واحد. لكن العدو كان واثقاً إلى حدّ بعيد بأن الطائرات غير مسلحة وليست معدّة لهجوم عسكري.
العدو يقرأ جيداً عقل حزب الله. لكنه يخطئ أحياناً عندما يستمع إلى تقديرات بأن الحزب مقيّد لأسباب، منها ما هو داخلي في لبنان ومنها ما يتعلق بثمن المواجهة. ومع ذلك فإن «العاقلين» في مؤسسات العدو يعرفون جيداً أن خطوة حزب الله مهّد لها علناً قبل أسابيع، عندما حدّد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الوجهة بالقول: «إن الهدف هو منع العدو من المباشرة بنشاط استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، وعلى العدو أن ينتظر نتيجة المفاوضات. ونحن نملك القدرات لمنعه من العمل في حقل كاريش، وكل إجراءات العدو لن تقدر على حماية المنصات. وعلى السفينة أن لا تتورط في العدوان على لبنان. ويكفي أن نرسل فوقها مسيّرات حتى تعرف ما الذي يجري الحديث عنه. والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنز لبنان. وكل الخيارات مفتوحة ومطروحة أمامها ومن دون أي تردد».
لكن سؤال العدو، وغيره في لبنان والخارج، كان حول التوقيت. وقد اتضح للجميع بأن الخطوة جاءت في سياق الجولة الأولى من المفاوضات «الجديدة» التي قادها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بين لبنان وكيان الاحتلال. وكان الحزب على صلة تفصيلية بكل الرسائل التي تتنقل بين بيروت وواشنطن وتل أبيب، كما أتيح له الاستماع مباشرة، من جهات غربية، على أجواء الموقف في كيان العدو. وكانت الخلاصة واضحة بالنسبة إليه، وهي أن العدو يناور بدعم أميركي لإجبار لبنان على التنازل عن حقوقه. بالتالي، وجد الحزب نفسه أمام خطوة هدفها الفعلي «تشكيل حدث تأسيسي بما خص الصراع القائم، خصوصاً أن العدو وأميركا بنيا استراتيجيتهما ومواقفهما وخططهما على تقديرات بأن حزب الله مطوّق رسمياً وشعبياً، ويُدفع دفعاً نتيجة الضغط الداخلي إلى الانكفاء والابتعاد عن التأثير في مسار التفاوض. بالتالي، فإن عملية المسيرات ستكون بنداً أولاً في الجولات التفاوضية الجديدة.
ولتوضيح الموقف يجب الإشارة إلى أن حزب الله يناقش الجهات الرسمية حول ملف الترسيم، لكنه ينبه دوماً إلى أن على لبنان التصرف من موقع أنه يملك قوة قادرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأميركية. ويوضح لمن يهمه الأمر بأن الحاجة الأميركية والأوروبية إلى الطاقة تحتاج إلى استقرار في كل البحر المتوسط، وهم يعرفون أن أي مواجهة مع إسرائيل ستجعل مياه البحر المتوسط كلها في حالة عدم أمان، وليس بمقدور أحد ضمان الأمن لأي تحرك ملاحي تجاري أو غير تجاري. وحتى إسرائيل لم تكن لتأتي بالسفينة لولا أنها واثقة من عدم حصول تطورات عسكرية. بالتالي، فهي لا تريد الذهاب نحو مواجهة، ما يعني أنها جاهزة ضمنياً للتنازل.
على لبنان إضافة بند واضح إلى المفاوضات بالسماح للشركات العالمية بالعمل في كل الحقول اللبنانية حتى الحدود مع سوريا
كذلك أكدت المقاومة التزامها الموقف الرسمي لناحية المناطق الاقتصادية في البحر. لكنها قالت صراحة إنه في حال ناور العدو ولجأ إلى الاعتداء على حقوق لبنان، ولم تبادر الدولة اللبنانية إلى إجراءات ردعية واضحة وفعالة، فهي ستبادر إلى ردود تتناسب مع الاعتداءات الإسرائيلية لوقفها وردعها وضمان حقوق لبنان.
وبعيداً من أجواء الهبل التي تسود جماعة أميركا وإسرائيل والسعودية في لبنان، فإن كل من هم في موقع القرار، داخل الحكم أو خارجه، في لبنان وخارجه، حتى داخل العدو، يعرف أن المقاومة تتصرف بواقعية وهي ستقوم بالرد المتناسب، ولن يتمكّن العدو من استدراجها إلى أي فخ ينصبه، وهي في الوقت نفسه تتصرف في مثل هذه الحالات على أساس التقدير الأسوأ.
نحن الآن أمام جولة جديدة من المفاوضات بوساطة أميركية، فيما الإيجابية التي حملتها الجولة الأخيرة من التفاوض وما نقله الأميركيون ينحصر عملياً في «أن إسرائيل ترحب بالتنازل اللبناني عن الخط 29 وتبدي استعدادها للعودة إلى مفاوضات الناقورة». وهذا لا يلغي الأجوبة السلبية بعدم إقرار إسرائيل بأن الخط 23 هو خط نهائي، وبأن حقل قانا يتبع بكل ما فيه للبنان. إضافة إلى أن الأميركيين والأوروبيين لم يتطرقوا بعد إلى حاجة لبنان الواضحة لالتزام المجموعة الدولية بمباشرة الشركات العالمية العمل في الحقول اللبنانية وعدم انتظار التسويات الكبرى، وأنه في هذه الحالة ستلتزم المقاومة منع العدو من العمل قبل ضمان حقوق لبنان، ليس في الحدود فقط بل في مباشرة العمل على استخراج الطاقة من هذه المناطق.
- صحيفة الأنباء عنونت:” رسائل عسكرية في مفاوضات الحدود.. والتأليف طبقٌ بارد في اليوميات السياسية
وكتبت تقول: بالتزامن مع مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وكذلك الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت، أتى إرسال حزب الله للمسيّرات باتجاه حقل كاريش ليخترق المشهد السياسي ويتقدم في أولويات المتابعة والتحليل. فحزب الله أراد من خلال خطوة المسيرات إيصال رسالة لإسرائيل اعتبرها في بيانه أنها وصلت. بينما ردت تل أبيب بأن ما قام به الحزب يعّرض قدرة لبنان على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود.
القراءة الدقيقة لما جرى بالأمس قد تتضح أكثر عندما ينقل الوسيط الأميركي الردّ الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي معرفة ما إذا كانت إسرائيل ستواصل العمل في حفر البئر قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان.
وفيما استبعد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إمكانية وقوع حرب تعليقا على موضوع المسيرات، منبّهاً إلى أن العدو الإسرائيلي لا يقصّر في انتهاك الاجواء اللبنانية، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ “الأنباء” الإلكترونية إلى ان ما جرى في أجواء كاريش “يمكن وصفه برسالة عسكرية سياسية، فإسرائيل باشرت استخراج الغاز من حقل كاريش، وحزب الله يعرف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى مفاوضات بهذا الشأن امتدت لأكثر من عشر سنوات وقد أعلن عن ذلك مرارا وتكراراً، ومن غير الممكن ألا يكون بري قد وضع حزب الله في أجواء اتصالاته، وهو كان أعلن عن اتفاق الإطار بنفسه”. واعتبرت المصادر أن “إطلاق حزب الله وغيره للمسيرات لن يؤدي الى تطورات عسكرية”.
في الوقت نفسه وصف النائب السابق وهبي قاطيشا إرسال المسيرات “بلعبة طيارة من ورق التي لا معنى لها”، ورأى في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن “من يريد القيام بعمل جدّي عليه أن يتصرف بجدّية. فهذه المسيّرات يرسلها الحزب لتقوم اسرائيل بتدميرها للقول نحن هنا بهدف الكسب الإعلامي والسياسي على المستوى الشعبي”، مستبعدا حصول عمل عسكري، واعتبر أن “المواقف هي للاستهلاك المحلي كمثل ما بعد بعد النقب” وكل ذلك يعود لمصطلح لو كنت أعلم”.