قالت الصحف: عناوين عدة لمشهد سوريالي
الحوارنيوز – خاص
تعددت وتنوعت العناوين الرئيسية لإفتتاحيات صحف اليوم: تداعيات وفاة الرئيس الإيراني ورفاقه، تصعيد غير مسبوق لإعتداءات العدو، النازحون السوريون، الخماسية ورئاسة الجمهورية…
كيف قرأت الصحف في هذه العناوين؟
- صحيفة النهار عنونت: بعد العصابات والتسيّب… تهريب أسلحة! “ليّ ذراع” بين الحكومة ومفوضية اللاجئين
وكتبت تقول: لم تكن جولة التصعيد الميداني الحاد في الجنوب اللبناني أمس، وعلى وقع تتبع العالم لتطورات مقتل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الإيراني الراحل حسين امير عبد اللهيان ورفاقهما، سوى انعكاس ثابت لعدم تأثر هذه “الحرب” أسوة بالحرب الأم في غزة التي استولدتها، باي حدث مهما كانت طبيعته ولو كان مسرحه إيران وأحد أكبر مسؤوليها بالذات.
غير أن لبنان الرسمي الذي أعطى الانطباع على مستوى “الترابط” في علاقات بعض فئاته ومكوناته بايران بإعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام على الرئيس الإيراني بدا امام مفارقة لا تخلو من سخرية اذ راحت تتردد أصوات “الإشادة” من جانب قوى وشخصيات وجهات حليفة لإيران بإعلان طهران الفوري الالتزام بما تنص عليه القوانين والأنظمة في إيران لجهة تعيين ومن ثم انتخاب خليفة للرئيس الراحل، في حين أن هذه الجهات والشخصيات تنتمي الى معسكر يعطل الاستحقاق الرئاسي في لبنان منذ 18 شهراً ويمضي في هذا النهج التعطيلي.
وفي أي حال لم يحجب هذا الحدث الأولويات الداخلية الضاغطة، لا من الجانب المتصل بتسلسل تداعيات ملف النازحين السوريين التي تتكشف كل يوم عن تطورات واحداث جديدة، ولا من الجانب المتفجر على الجبهة الجنوبية حاملاً معه كل يوم مزيداً من الدم والدمار والخشية من انفجار شمولي.
وعلم أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عيّن الهولندية جينين هينسي بلاسخارت منسقة خاصة جديدة له في لبنان بديلاً من يوانا فرونتيسكا التي انتهت مهمتها.
ولعله كان ينقص ملف النازحين السوريين أن تثبت على الأرض تكرارا حقيقة “التسلح” بعد التسيب الذي انفجرت تداعياته على اثر جرائم قتل ارتكبتها عصابات مسلحة من النازحين السوريين مع حادث توقيف شاحنة سورية كبيرة بعدما اشتعلت فيها النار امام شركة كهرباء لبنان في بسبينا قضاء البترون وكانت المفاجأة ان الشاحنة محملة بالسلاح، ووضعت قوى من الجيش وقوى الأمن الداخلي يدها عليها. وتبين ان الشاحنة محملة بالأسلحة دخلت عن طريق التهريب عبر طرابلس.
تفاقم ملف النازحين اتخذ بعداً متدحرجا مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين في السابع والعشرين من أيار الحالي حتى أن “الصدام” الذي حصل بين السلطة الرسمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عزي الى تصاعد التوتر بين الجانبين على وقع الارتفاع المطرد في حرارة المواقف السياسية الداخلية من ملف النازحين السوريين في الآونة الأخيرة.
ولكن “الاشتباك” الأخير بين السلطة والمفوضية انتهى أمس الى “ليّ ذراع” المفوضية التي بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين، أعلنت سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي. وأوضحت المفوضية أن الكتاب الذي تم توجيهه إلى وزارة الداخلية والبلديات الأسبوع الماضي “قد تم إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين وبما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئون”. وشدّدت على “التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفّافاً في لبنان وأنها ستواصل دعوتها لزيادة المساعدات المقدَّمة إلى لبنان وتعبئة الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحّة للفئات الأكثر ضعفاً، كما تستمر المفوضية بالتأكيد على أهمية قيام المجتمع الدولي بإعطاء الأولوية للحلول الدائمة للاجئين للمساعدة في تخفيف الضغوط في لبنان”. وجدّدت “التزامها بالتعاون في شكل بنّاء مع الحكومة اللبنانية”.
وحصل هذا التطور عقب “استدعاء” وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون وابلاغه بـسحب الرسالة التي وجهتها المفوضية الى وزير الداخلية والبلديات واعتبارها بحكم الملغاة وطالبه “بـضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكل مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الديبلوماسية وبعدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية وبالتزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، وتطبيقها نصاً وروحاً”.
* صحيفة الجمهورية عنونت: الأنظار على بيان الخماسية ومشاورات للتوافق على مرشح أو مرشحين وجلسة انتخاب فورية
وكتبت تقول: إنشغل العالم كله برصد تداعيات الحدث الإيراني الذي تجلّى في مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الايرانية حسن امير عبد اللهيان وعدد من مرافقيهما، في تحطّم مروحية كانت تقلهم في طريق عودتهم من زيارة الى اذربيجان.
امّا الحدث الابرز في المقابل، فتجلّى في اعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بأنّ المحكمة تطلب إصدار اوامر اعتقال بحق رئيس وزراء اسرائيل ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت والقياديين في حركة حماس يحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وهو الأمر الذي استفزّ حركة حماس التي استنكرت مساواة الضحية بالجلاد، فيما ندّدت اسرائيل بذلك، ووصفتها مستوياتها السياسية بـ”جريمة ذات أبعاد تاريخية” و”فضيحة تُعادل هجوم السابع من تشرين الاول”. واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائي كاتسانه فتح ما سمّاها “غرفة حرب خاصة” لمواجهة تحرك المحكمة الجنائية.
رصد المشهد الإيراني
ومع الاعلان الرسمي صباح أمس عن وفاة جميع ركاب المروحية، بعد العثور على جثثهم في مكان سقوطها، اعلن المرشد الايراني الحداد لخمسة ايام، وأجرت ايران انتقالاً سريعاً في السلطة عبر تولية النائب الاول للرئيس الايراني محمد مخبر مهام الرئاسة وتعيين علي باقري وزيراً للخارجية خلفاً لعبداللهيان، مع بدء التحضيرات لاجراء انتخابات رئاسية خلال خمسين يوما.
وفيما تتوالى التعازي بالرئيس الايراني ومرافقيه من قادة عرب وأجانب ومستويات سياسية ورسمية لبنانية، اعلن لبنان الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام لثلاثة ايام، في وقت بقيت فيه العوامل المناخية هي الفرضية الاقوى التي أدت الى تحطّم المروحية، فيما كان اللافت للانتباه في هذا السياق تكرار اسرائيل بأنّ لا علاقة لها بهذا الحادث، بالتزامن مع تحليلات وتقارير أوردها الاعلام الاسرائيلي، اشارت الى مظاهر الابتهاج في اسرائيل، وذهبت الى افتراض انّ رحيل رئيسي من شأنه أن يهزّ المؤسسة السياسية في إيران، فوراً وأيضاً خلال الصراع على خلافة خامنئي في المستقبل، كما انّ رحيل عبد اللهيان سيكون له تأثير كبير. الا انّ الخلاصة التي انتهت اليها تلك التقارير تفيد بأنه “إذا أمِل أحد أن تحطم المروحية الغامض سيؤدي إلى إنهاء الحرب النازفة قريباً منا، فإنّ هذا تقدير متفائل جداً، مع الاشارة الى أن “النجاح الإستراتيجي الذي حققته إيران والمنظمات الموالية لها في الحرب الحالية أنشأت إحباطاً بالغاً في إسرائيل”.
ورجّحت تلك التقارير الاسرائيلية “ان التطورات في إيران ستجري بوتيرة مختلفة عن التطورات من حولنا. وفي السيناريو الإيجابي، في المرحلة الأولى، من الجائز أن النظام في طهران سيكون الآن منشغلاً أكثر بنفسه وربما يمارس ضغطاً أقل على “حزب الله” كي يحافظ على جبهة عسكرية نَشِطة ضد الجيش الإسرائيلي”.
المشهد الداخلي
داخلياً، شكّل الحدث الايراني مادة المتابعة الرئيسية على كل المستويات، بالتوازي مع رصد تطورات الميدان في غزة وامتداداتها الى حدود لبنان الجنوبية. فيما حافظت سائر الملفات الداخلية على انكفائها بعيداً عن حلبة المقاربات الجدية. وكل الانظار باتت مسلّطة الى الخطوة التالية للبيان الأخير لسفراء دول اللجنة الخماسية، والحراك المنتظر من قبل السفراء لتسويق مندرجاته التي تؤكد على دخول الاطراف في لبنان في مشاورات تُفضي الى التوافق على مرشح او مرشحين يليه انعقاد مجلس النواب في جلسة انتخاب فورية.
واذا كان قد أُريد من بيان سفراء دول “الخماسية” ان يشكّل قوة دفع بالملف الرئاسي الى الأمام، الا انّ وقائع المشهد السياسي توحي وكأنّ بيان السفراء قد مرّ مروراً عابراً على طول المشهد السياسي، من دون أن يحرّك ساكناً لدى رافضي منطق الحوار والتوافق.
وكشفت مصادر مواكبة لحراك السفراء لـ”الجمهورية” ان الايام القليلة المقبلة ستشهد حراكا مكثفا للجنة، سواء عبر سفرائها مجتمعين، او بصورة منفردة، ارتكازاً على مضمون “البيان الحواري” الذي صدر في نهاية اجتماعهم في السفارة الاميركية، ولهدف انجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن فترة زمنية أقصاها الشهرين المقبلين”، ونقلت عن احد السفراء قوله: انّ دول الخماسية تشدّ في هذا الاتجاه. وعلى هذا الاساس سيكون حراكنا المقبل اكثر زخماً وفاعلية، لتوسيع مساحة الالتقاء بين الاطراف في لبنان، على اولوية التشاور فيما بينهم لحسم ملف الرئاسة في القريب العاجل، وقناعتنا الأكيدة ان لا سبيل امام اللبنانيين سوى التوافق، وانتخاب رئيس يحظى بأوسع احتضان سياسي له، يستمد منه القدرة على قيادة لبنان خارج أزمته الراهنة”.
أين مكان الحوار؟
وبمعزل عن الترحيب بدعوة اللجنة الخماسية الى حوار او نقاش بين المكونات اللبنانية، او تجاهلها، فإنّ الحوار الذي تنشده، وعلى ما تؤكد مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، دونه صعوبات كبرى. أولاً، على مبدأ الحوار حيث لا اجماع عليه، خصوصاً ان قوى سياسية مسيحية وازِنة ترفضه. وثانياً، إن تم التوافق على مبدأ الحوار، فإن العقدة الاساس هي مكان الحوار، ومَن يديره.
تضيف المصادر: مجلس النواب هو المكان الأكثر ترجيحا لعقد الحوار فيه، ومعنى ذلك أن انعقاد الحوار او النقاش في المجلس، سيكون بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري. فيما بعض الاطراف ترفض ادارة بري للحوار على اعتبار انّه طرف في الاشتباك الرئاسي. ما يعني انّ كرة إدارة الحوار تعود إلى ملعب اللجنة الخماسية، لتحديد شكله والمشاركين فيه ومكان انعقاده. علماً ان اللجنة الخماسية لم تُوحِ من قريب او بعيد باستعدادها لأن ترعى او تدير حواراً مباشراً بين اللبنانيين.
ورداً على سؤال، استبعدت المصادر إدارة اللجنة الخماسية للحوار، خصوصاً انّ اعضاءها يَشدّ كلّ منهم في اتجاه مرشّح معين.
ولدى سؤالها اذا أخفقَ انعقاد الحوار في الداخل اللبناني، فما هي فرص انعقاده خارج لبنان في واحدة من دول الخماسية ؟جزمت المصادر بأن هذا الامر ليس مطروحا، اضافة الى انّ الهَم الرئاسي اللبناني لا يعدو اكثر من ملف ثانوي بَتّه بيد اللبنانيين وحدهم، وكثيرون ممّن زاروا تلك الدول وغيرها قيل لهم بصورة مباشرة وغير مباشرة، ان لا اولوية لتلك الدول تتقدم على اولوية مواكبة تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة.
بري: إعادة الأموال
على صعيد سياسي آخر، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان أرنستو راميريز ريغو والممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما، أنّ المدخل لإعادة الثقة بالقطاع المصرفي والنظام المالي العام في لبنان يكون بضمان إعادة الودائع كاملة لأصحابها، مهما تطلّب ذلك من وقت.
- صحيفة الديار عنونت: «إسرائيل» دون استراتيجيّة… فشل في كسر «توازن الردع»
طهران تستوعب المأساة داخلياً… ولا تعديل في العلاقة مع قوى المقاومة
الحكومة تسجّل «نقطة» على مفوضيّة النازحين… فهل تتسلّم «الداتا»؟!
وكتبت تقول: تصدّر مصرع الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي مع وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان وعدد من القادة الايرانيين، المشهد خلال الساعات القليلة الماضية، وفيما نأت «اسرائيل» بنفسها عن المسؤولية، ونفت واشنطن وجود عمل «شرير». وقد بدأت التحقيقات في مكان سقوط المروحية لمعرفة الاسباب الكامنة وراء الحادثة. ونجحت طهران داخليا في استيعاب المأساة بسلاسة دستورية تمنع الفراغ في مراكز القرار.
اما على الصعيد الخارجي، فمن غير المتوقع حصول اي تغيير في الاستراتيجية الإيرانية أو دورها في المنطقة، فالحرس الثوري الايراني يشرف على تلك السياسة بإشراف مكتب المرشد الأعلى السيد علي خامنئي والمجلس الاعلى للأمن القومي، ولهذا نصحت مصادر ديبلوماسية من يراهن على عكس ذلك، بعدم تضييع الوقت في رهانات واهية، لأنه لن يحصل أي تحول في سياسة الدولة الايرانية التي تحكمها المؤسسات، خصوصا تجاه المقاومة في المنطقة، وخصوصا لبنان وفلسطين.
وتضامن لبنان مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان «الحداد الرسمي ثلاثة أيام»، في حين أبرق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القيادة الايرانية معزين. وقد نعى حزب الله رئيسي، وكذلك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ووفقاً للدستور، تولى نائبه الأول محمد مخبر المقرب من المرشد علي خامنئي مهام قيادة البلاد بعد موافقة المرشد، على ان يكون مسؤولا عن ترتيب انتخابات الرئاسة خلال 50 يوماً، فيما تم تعيين علي باقري كني، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لعبد اللهيان.
توتر مع «المفوضية»؟
في هذا الوقت، ارتفع نسق التوتر بين الحكومة اللبنانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، بعد استدعاء مديرها في بيروت ايفو فريسون الى وزارة الخارجية، اضطرت بعدها المفوضية الى سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة، واتهمت فيه لبنان بالتعامل غير الانساني مع النازحين السوريين، من خلال اجراءات اقفال المحال غير الشرعية.
ويبقى المحك الفعلي للعلاقة ومستقبلها مهلة نهاية الشهر الجاري لتسليم كامل «الداتا» للامن العام، تحت تهديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بإجراءات سلبية تجاه المفوضية!
حزب الله يسيطر ميدانيا
جنوبا، لا يزال الميدان محكوما باستراتيجية حزب الله، التي لم يجد المستوى العسكري «الاسرائيلي» حلا لها حتى الآن، حيث ان توازن الردع تحقق بشكل كامل مع العدو الإسرائيلي. وفيما اقرت مصادر عسكرية «اسرائيلية» بسيطرة الحزب ميدانيا من خلال التحكم بإيقاع المواجهة، توقعت في تسريبات لوسائل اعلام «اسرائيلية»، ان ينجح الحزب في اي حرب شاملة بالدخول الى المستوطنات والسيطرة على مواقع عسكرية خلال ساعات، ما دفع الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش الاحتلال الجنرال عاموس يدلين، الى التأكيد انه في حال عدم التوصل الى اتفاقٍ سياسي، فيتحتَّم على «إسرائيل» أن تقوم بتجنيد الولايات المُتحدّة، من أجل عملية عسكريّة ضدّ حزب الله، شريطة أن تنتهي الحرب بتفوّق استراتيجي إسرائيلي.
السلاح الاكثر فعالية
ونقل موقع «والاه» الاسرائيلي عن مصادر امنية «اسرائيلية»، تأكيدها ان حزب الله يحاول منذ السابع من تشرين الاول الماضي البحث عن أسلوب العمل الأكثر فعالية ضدّ «إسرائيل»، وبسرعة كبيرة جدا عثر عليه، وهو تفعيل طائرات مسيّرة مسلحة بمواد ناسفة. ولفت المصدر الى ان حزب الله استخدام هذه الطائرات بطريقة منهجيّة، في البداية اختبر أساليب الرد «الإسرائيليّة»، ومدى دقة المنظومات في التشخيص والاعتراض، وبعد ذلك حاول فهم أوقات رد سلاح الجو أثناء الإطلاق وتفعيل الطائرات المسيّرة نحو مديات مختلفة، وبدأ في مرحلة متقدمة جدا باستهداف تشكيلات الرصد والرقابة التابعة للجيش في المدى القريب والبعيد، وإصابة وحدة الرقابة في جبل ميرون هي جزء من معركة الحزب.
نقطة الضعف «الاسرائيلية»
ووفقا للمصدر، استخدم حزب الله مئات الطائرات المسيّرة باتّجاه «إسرائيل»، عدد كبير جدا منها اخترق وانفجر وأصاب البنى التحتية وقوات الجيش ومنازل المستوطنين، واليوم يمكن القول إنّ حزب الله شخّص ضعف الجيش «الإسرائيليّ» في الدفاع، وهجماته على تشكيلات الكشف والإنذار ليست عرضية. وبعد ذلك مباشرة، حصلت الإصابة في المنشأة العسكرية التي يتم من خلالها تفعيل بالون الرصد (طل شمايم)، يدور الحديث عن خطوة أخرى هدفها تعمية سلاح الجو في الحماية من تهديدات تصل من لبنان ومن سورية، وكذلك من مناطق أخرى أبعد.
«المأزق» الاستراتيجي
بدورها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت ان «إسرائيل «تعيش مأزقا استراتيجيا خطرا جدا في الشمال، بعد ان صعد حزب الله هجماته واستهداف الأهداف الاستراتيجية، وادخال الوسائل الجديدة في المعركة، مثل الطائرات المُسيّرة التي تطلق الصواريخ. ونقلت عن مصادر رفيعة جدا بالمؤسسة الأمنيّة في «تل أبيب»، تأكيدها ان ردود حزب الله على عمليات الجيش «الإسرائيلي» تصاعدت أيضا، بينما يمتنع عن الدخول في حرب شاملة، فيما خياره كان وما يزال استنزاف «اسرائيل» لفترة طويلة.
نصرالله يخيّر «اسرائيل»!
وقال المصدر» لكي نفهم إلى أين نتّجه، يجب أنْ نعود إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير الذي قال: أمامكم خياران، إمّا قبول عرض حركة حماس بالتوصل إلى اتفاق والانسحاب من غزة، وبالتالي الاعتراف بالهزيمة الكبرى، أو الاستمرار في حرب الاستنزاف التي ستقضي على «إسرائيل» وتُغرقها في الهاوية.
«المستنقع» اللبناني
ولفت المصدر الامني الى أنّ المأزق الاستراتيجي «لإسرائيل» تفاقم بسبب العلاقات السيّئة في قيادتها وبوجود حكومة متنازعة ومنقسمة، بالكاد يمكن القيام بأيّ نشاط في غزة بهذه الطريقة، لذا فإنّ إرسال الجيش إلى عُمق المستنقع اللبناني في الوقت نفسه، والقول للجمهور إنّ الأمور ستكون على ما يرام، لا يبدو سيناريو معقولًا الآن.
رقابة عسكرية مشددة
بدوره، لفت موقع «حداشوت بزمان الاسرائيلي» الى ان «إسرائيل» عادت إلى العهد الحجريّ، وهي لا تختلِف البتّة عمّا يجري في كوريا الشماليّة، في كلّ ما يتعلّق بتصرفات الرقابة العسكريّة التي تتحكّم بوسائل الإعلام، وتمنعها من نشر المواد التي قد تؤدّي الى ضررٍ على الصعيد الأمني، لافتًا إلى أنّ الرقابة العسكريّة تقوم بمنع نشر الفيديوهات التي يوزعها حزب الله على وسائل الإعلام المُختلفة، عن عملياته الهجوميّة ضدّ شمال «إسرائيل»، لإخفاء الأضرار التي يسببها القصف.
حرب الاستنزاف
ووفقا للموقع، فان حزب الله لو أراد لكان قد صعّد في الشمال، ولكن في هذه الفترة بالذات فإنّ حرب الاستنزاف التي يخوضها ضدّ الجيش «الإسرائيليّ» باتت مربحةً بالنسبة له وكافيةً، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التصعيد من قبل حزب الله سيستغرق دقائق معدوداتٍ وبشكلٍ ناجحٍ، وأنّ الطائرات دون طيّارٍ التي يستخدمها الحزب، قادرة على إصابة أيّ هدفٍ في الشمال.
سر نجاح مسيرات حزب الله؟
وتساءل الموقع: لماذا الطائرات دون طيّار التي يستخدمها حزب الله تُحقق النجاحات؟ ولماذا هذه المُسيّرات خطرة إلى هذا الحدّ وبالغة الدقّة ومحددة؟ وردّ بالقول إنّ مُسيّرات حزب الله الدقيقة لا تُفعّل عبر منظومة «جي بي اس» كما كان يعتقد الجيش «الإسرائيليّ»، بل إنّ الطائرات دون طيّار التي توجد بحوزة حزب الله، يتّم تفعيلها عن بُعد بواسطة جهاز التحكّم، كما أنّها مزودّة بكاميراتٍ. لذا فإنّ حزب الله يصيب الأهداف المرسومة مسبقًا، وهي حساسة ومهمّة جدًا، مثل القبّة الحديديّة ومنظومة الدفاع في سلاح الجوّ والمنطاد الجويّ، وأهداف أخرى ذات قيمة أمنيّة كبيرة.
نتانياهو يتخبط
وفي سياق متصل، سلطت «يديعوت احرنوت» الضوء على حالة الضياع التي يمر بها نتانياهو، وقالت «في المداولات الأولى في «كابنيت» الحرب، كان نتنياهو القديم والمعروف لا يزال معنا. فقد امتنع عن تأييد اقتراح غالانت والجيش لهجوم في لبنان في 11 تشرين الاول، ثم عاد وحذر من دخول بري عظيم المخاطر إلى غزة. وفي لحظة ما، انقلب إزاء غزة، ولبنان لا يزال خارج المجال حتى الآن، فهو يسعى لدحرجة الجيش «الإسرائيلي» لبقاء دائم في القطاع بداية كجيش محتل وبعد ذلك كحكم عسكري. أما سكان الشمال الذين نزحوا عن بيوتهم فلينتظروا، ولينتظر السعوديون. بالنسبة اليه غزة أولاً!
كيف تنتهي الحرب؟
وبرأي الصحيفة، فان قرار المحكمة الجنائية، والقرار المتوقع من محكمة العدل الدولية «لإسرائيل» لوقف الحرب ستليهما محطة جديدة في مجلس الأمن. وقرار مجلس الأمن سيفرض على «إسرائيل» الطاعة. وقالت «لسنا إيران ولسنا روسيا، العقوبات ستدفعنا إلى الانهيار. ستكون «إسرائيل» متعلقة بـ «فيتو» أميركي ولهذا ثمن. ولهذا يجب وقف الحرب قبل ضرب «الرأس في الحائط».