قالت الصحف: “عضّ أصابع” في مفاوضات غزة.. و”الخماسية” دبكة خيامية!
الحوارنيوز – خاص
مع تداخل ميداني بين غزة ولبنان فرضته الاعتداءات الإسرائيلية ونوايا قادة الاحتلال العدوانية تجاه لبنان، تحاول “الخماسية” إبقاء شعلة الأمل موجودة كمبرر لإستمرار حراكها الذي بات أشبه بالدبكة “الخيامية” ،والمعروفة بأن المشاركين فيها يحدثون ضجيجاً وحماسة لكنهم يبقون في أماكنهم وهم يخبطون الأرض دون تقدم!
خلاصة افتتاحيات صحف اليوم فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الأخبار عنونت: حراك «الخماسية»: إثبات وجود قبل الدخول في عطلة جديدة
وكتبت تقول: لا صوت في بيروت يعلو صوت الحرب في غزة، باستثناء التأهب الرسمي والدبلوماسي لمواكبة أي تطور على الجبهة الجنوبية، في ظل تمسّك المقاومة بمعادلة «لا فصل للساحات ولا ترتيبات سياسية في الجنوب ما دامت المجرزة متواصلة في القطاع»، مع تأكيدها على أن لا «تقريش» لتطورات الجبهة في الملفات الداخلية. ومع التسليم بهذه المعادلة بعد محاولات ترغيب وترهيب متعددة، استأنف سفراء دول اللجنة «الخماسية» (الولايات المتحدة، قطر، مصر، فرنسا والسعودية) حراكهم أمس، بجولة استهلّوها بلقاءين أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي.
التصريحات العلنية لم تخرج عن العموميات بالتأكيد أن اللقاءات «تناولت الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خصوصاً استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان»، وأن هناك توافقاً «على ضرورة التفاهم لإنجاز الاستحقاق». وصرّح السفير المصري علاء موسى، باسم زملائه، بأن «التحرك يأتي في إطار بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة، وسنتناول هذه التفاصيل مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات».
أما عملياً، فقد تقاطعت المعلومات حول اللقاءين على «عدم وجود وقائع جدية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية»، وأن ليس «لدى السفراء الخمسة رؤية محددة بالنسبة إلى هذا الملف»، باستثناء «التأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت وعلى أهمية التشاور بين القوى السياسية حول اسم توافقي». وبحسب أكثر من مصدر مطّلع «خرجت الخماسية من التسميات، بسبب الخلاف بين أعضائها على المرشحين، إذ إن لكلّ منهم مرشحاً، وعادت إلى التركيز على المبادئ العامة التي تتمحور حول ضرورة التشاور بين القوى السياسية، وحول الانتخاب وضرورته في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتحتّم وجود رئيس للجمهورية». وقالت المصادر إن حراك السفراء الخمسة «يهدف فقط إلى إثبات الحضور والإيحاء بوجود اهتمام إقليمي ودولي بهذا الملف»، إذ إنهم «يدركون جيداً استحالة تحقيق انفراج في الأزمة الرئاسية قبل وضوح الصورة حيال مآل الحرب في غزة وتداعياتها على الجبهة الجنوبية». إلا أنهم، وفق المصادر، «يعملون وفقَ القاعدة التي يعمل عليها (المبعوث الأميركي عاموس) هوكشتين، بوضع إطار عام للاتفاق السياسي جنوباً في انتظار التوصل إلى هدنة في غزة، وحين يتحقق هذا الأمر يُصبِح سهلاً الحديث عن المفاوضات في لبنان». وبالمثل، فإن «الخماسية تحاول أيضاً وضع إطار للانتخابات الرئاسية من خلال خلق قاعدة مشتركة بين القوى السياسية يُمكن الانطلاق منها فورَ انتهاء الحرب لانتخاب رئيس توافقي». وكشفت المصادر أن «الملف الرئاسي لم يكن وحده محور الحديث في لقاءات الخماسية، بل تمّ التطرق إلى الوضع الأمني والمخاوف من تطور الأمور تصعيدياً»، ومن هذا المنطلق «جرى التشديد على فكرة انتخاب الرئيس في أي هدنة قريبة».
وفيما يفترض أن يستكمل السفراء جولتهم على مختلف المسؤولين والكتل، من بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل (من دون مشاركة السفيرة الأميركية ليزا جونسون) ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد (من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي وليد البخاري)، رجّحت المصادر أن تدخل الخماسية بعد هذا الحراك في عطلة جديدة، مع سفر البخاري إلى بلاده في إجازة من منتصف شهر رمضان إلى ما بعد الأعياد، وفي ظل عدم تحديد موعد زيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصاً أن «الاتصال بينه وبين الرئيس بري قبلَ أيام لم يحمل ما يدفعه إلى المجيء إلى بيروت».
لا وقائع جدّية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واستهدف مقاوموه أمس مواقع زبدين ورويسة القرن وبياض بليدا وبركة ريشا وحدب يارين وتجمعاً لجنود العدو في تلة الطيحات. واستهدف الطيران الحربي المعادي بالصواريخ بلدة العديسة ومنزلاً في ميس الجبل وبلدة عيتا الشعب، فيما قصفت مدفعية العدو أطراف العديسة وكفركلا وحولا والجبين.
وفي الإطار، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران ولبنان لسحب حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، معتبراً أن البديل عن ذلك سيكون حرباً شاملة. فيما كتب الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس جلعاد في «يديعوت أحرونوت»، أنه «إذا أرادت إسرائيل إعادة الآلاف من سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، فهي أمام طريقَين؛ إمّا مواجهة شاملة مع حزب الله ثمنها الاستراتيجي باهظ جداً، ولن تساعدنا الولايات المتحدة فيها، أو ترتيبات أمنية محسّنة على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 1701، يسمح بإبعاد قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني»، معتبراً أن «الإنجازات التي حقّقها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مهمة. لكن، من دون تحرُّك سياسي، ليس هناك أفق لإنهاء المواجهات وعودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم».
- صحيفة الديار عنونت: جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة… وجيش الإحتلال في محنة
سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب!
«بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً… برودة في بكركي… وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»
وكتبت تقول: في الدولة التي احتلت المرتبة الاولى عربيا في «البؤس»، والثالثة عالميا، يبرع سياسيوها في خوض حروبهم «الصغيرة»، حيث تستمر مرحلة تقطيع الوقت «وملء الفراغ» بمعارك «دونكشوتية» لا معنى لها، في توقيت دقيق للغاية على مستوى المنطقة. وتشخص العيون الى الدوحة، حيث تدور معركة «عض اصابع» ديبلوماسية صعبة، للتوصل الى هدنة في غزة ستمتد مفاعيلها الى لبنان.
وبانتظار مفاعيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الرجلين، على خلفية «تمرد» الاخير على نصائح البيت الابيض في شأن ادارة الحرب، فان النتائج الاولية داخليا يمكن اختصارها، باستمرار المراوحة رئاسية بنكهة ديبلوماسية لسفراء «الخماسية»، الذين تحركوا مرة جديدة بالأمس دون تقديم جديد يمكن البناء عليه، فيما انتهت الجولة الجديدة من محاولة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تحميل حزب الله مسؤولية فشل العهد بنتائج «صفرية»، فهو لم يستفز الحزب لدفعه نحو فتح معارك جانبية يمكن ان تخدمه لشد العصب في «شارعه»، فجاء «التجاهل» مدويا، وبينما يزيد الهوة مع حليفه السابق، فهو لم يجد من «يشتري» بضاعته مسيحيا، بعد ردود «قواتية» و«كتائبية» سلبية «تسخر» من خطابه المستجد، وتطالبه بالمزيد من التنازلات والاعتذارات!
«مأزق» نتانياهو
ففي ظل المخاوف، من احتمال ان يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الخروج من المأزق الحالي، من خلال توسيع دائرة القتال الى مواجهة شاملة، باعتبارها طوق نجاة لإخفاقه السياسي الداخلي وفشله في الحسم في غزة، وان يرى مخرجا بالقيام بخطوة عسكرية واسعة ضد حزب الله، دخلت واشنطن على خط منع التصعيد بالامس، محاولة فرض هدنة في غزة وانسحابها على الوضع اللبناني، تمهيدا لعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، لا خوف حقيقيا من تصعيد كبير في الجنوب، لان الجيش «الإسرائيلي» لا يزال مترددا من التصعيد مع حزب الله، وكلا الطرفين حرصا حتى الآن على عدم التصعيد لدرجة حرب شاملة.
الخيارات الاسوأ «اسرائيلياً»
في هذا الوقت، زعم مركز «ألما» للبحوث والمتخصص في تقييم التهديدات في الشمال، إن حزب الله يستهدف «جرّ إسرائيل إلى الحرب، دون أن يكون هو البادئ الفعلي». ولفت في تقرير بأن «إسرائيل» لا تتطلع إلى حرب شاملة، وأن «مصلحتها تتمثل في تفادي نشوب مثل تلك الحرب، لكن مع تحقيق تحسُّن في الوضع الأمني، وإلحاق الضرر بأكبر قدر ممكن من ألوية حزب الله. الأمر بالنسبة «لإسرائيل» هو بمثابة اختيار أقل السيناريوهات سوءا، لأنها تدرك قدرات حزب الله، فضلا عن تكلفة الحرب». ولفت المركز الى «أن استخدام حزب الله للصواريخ، التي تفوق في مداها تلك الصواريخ المضادة للدبابات التي استخدمها الحزب في السابق، يعدُّ دليلا على تحوّل في تكتيكات وقدرات الحزب عسكريا». وقال أن «حزب الله يضع في الحسبان تكلفة الحرب، لكنه لا ينظر إلى المستقبل القريب، بل ينظر إلى ما هو أبعد بسنوات».
«يديعوت»: الجيش في محنة
من جهتها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان الوضع ليس مشجعًا على الحدود اللبنانية، فحزب الله أطلق 2700 صاروخ وطائرة مسيرة، بمعدل 15 صاروخًا يوميًا في المتوسط، وقالت «كلّ يومٍ يمر الجيش بمحنةٍ، ويكتشف أنّ حماس تشن حرب عصاباتٍ استنزافيّةٍ ضدّ «إسرائيل»، كما فعل حزب الله طيلة 18 عامًا منذ 1982 وحتى الانسحاب في عام 2000. ولفتت الصحيفة الى ان الحل الديبلوماسيّ الشامل وحده الذي يمكن أنْ ينقذ الجيش «الإسرائيليّ» من التدهور على الجبهتيْن الجنوبيّة والشماليّة إلى وضع مثل أوكرانيا.. ولهذا يجب إرساء وقفٍ طويل الأمد لإطلاق النار بغزة، يؤدي لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
«الخماسية» «والحلقة المفرغة»؟
داخليا، تحرك سفراء «اللجنة الخماسية» بالأمس بين «عين التينة» والبطريركية المارونية، ووفقا لمصادر مطلعة، فانهم يدورون في «حلقة مفرغة»، لم ينجح هؤلاء في تحقيق اختراق رئاسي، وهم يدركون انه من الصعب فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة، لكنهم يحاولون ايجاد ارضية صالحة للتسوية في مرحلة ما بعد توقف المواجهة العسكرية. وحتى الآن، يتجنبون طرح الاسماء، لكنهم يصرون على ضرورة حصول مرحلة من «التشاور» بين الكتل النيابية، تمهيدا لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس.
لكن حتى هذه الخطوة لم تتبلور بعد، ويمكن القول ان رحلة» الالف ميل» لم تبدأ بعد، ولم يصل الحراك الى مرحلة النضج، وقد برز ذلك من خلال تعبير عدد من السفراء عن «خيبة املهم» من تعثر مبادرة نواب «الاعتدال الوطني»، فهي لم تمنح الزخم الذي كانوا يعولون عليه للبناء على قاعدة داخلية صلبة للانطلاق في تذليل العقبات، والامور لا تزال «ضبابية»، ولا يمكن الحديث عن بداية انفراج حتى الآن.
بكركي: لماذا «اللف والدوران؟
وفيما اشارت مصادر بكركي الى ان «البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح، فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس». لفتت الى ان البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة، رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي، وتساءل امامهم «لماذا اللف والدوران»؟
مرونة او «خبث»؟
من جهته، أكد السفير المصري علاء موسى بعد الزيارة، ان لقاء سفراء «الخماسية» مع البطريرك الراعي «بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها». اضاف: «الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة، من أجل انتخاب رئيس وفق خارطة طريق سنقدّمها». وقال» لمسنا مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس». وقال: «حراكنا سيستفيد من حراك كتلة «الاعتدال»، ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق». واوضح «نحن لا نتحدّث عن أسماء، بل عن التزام إذا توفّر، فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة».
وقد شككت مصادر سياسية بارزة في الكلام عن «مرونة»، واعتبرت ان كلام السفير المصري غير دقيق، لان ما فسره مرونة فهو في مفهوم السياسيين اللبنانيين «مراوغة» خبيثة مغلفة بكلام معسول، لا ترجمة فعلية له على ارض الواقع.
بري ضد «الفلكلور»
وكان السفراء استهلوا حراكهم بالأمس من عين التينة، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال «اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق».
ووفقا لمصادر مطلعة، فان بري جدد وعوده بعقد جلسات متتالية بعد انتهاء جولات حوارية يرفض ان تكون «فوضوية»، ودون اسس واضحة من حيث ادارتها ورعايتها تحت قبة البرلمان، لا مسألة التداعي «للتشاور» دون تنظيم يعد وصفة للفشل، وهو ليس معنيا «بفلكلور» لا يؤدي الى نتائج.
الرهان على «النوايا»؟
من جهته، قال موسى «الهدف من هذا اللقاء، هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الاعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون إستثناء وعلى فترات».
ورداً على سؤال عن ماهية الإشارات الجديدة التي دفعت «الخماسية» لإستئناف حراكها، أجاب السفير المصري» الإشارات الايجابية تتلخص بعنوان رئيسي وهو المرونة، فهذا الإستحقاق وكما تعلمون جميعا ومنذ بداياته كان هناك مواقف حادة بعض الشيء، وبالتالي ما نسعى اليه التقليل من هذه الحدية والبحث عن أرضية مشتركة». تجدر الاشارة الى ان سفراء «اللجنة الخماسيّة» يزورون اليوم رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في معراب.
«بضاعة» باسيل «كاسدة»
في غضون ذلك، لم تجد «بضاعة» رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من يشتريها مسيحيا، بينما تزداد الهوة بينه وبين حزب الله على خلفية اصراره على التنصل من اخفاقات العهد، وتحميل المسؤولية للحزب في الفشل ببناء الدولة، واصراره على انتقاداته العلنية «لوحدة» الساحات في توقيت شديد الحساسية للمقاومة، التي تجنبت الدخول «بمهاترات» داخلية، لان الاولوية في مكان آخر، بحسب مصادر مقربة منها.
«برودة» في بكركي
وفي المقابل، يبدو المشهد معقّدا على الضفة المسيحية، وسيكتفي البطريرك الراعي بالحث على تطبيق الدستور والتقيد بنصوصه، وقد تلقت بكركي دعوة باسيل لعقد حوار مسيحي «ببرودة»، فيما اصدرت «القوات اللبنانية» بيانا مفصّلا فندت فيه الاسباب التي من اجلها هي غير متحمسّة لحوار، أبرزها ان التقاطع الرئاسي قائم وتطويره «بحاجة إلى تفاهمات وطنية تبدأ من الرؤية السيادية، فيما طالبت باسيل بمزيد من التنازلات، وهو ما طالبه به ايضا رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل. وامام هذا التباين، يفضل الراعي التريث في الدعوة الى اي خلوة او جمعة او حوار، تقول مصادر مطلعة، لان الراعي لا يريد ترتيب لقاء من اجل اللقاء، خصوصا ان «تيار المردة» لم ينظر بارتياح ايضا الى دعوة باسيل، وقد رأت اوساط بنشعي فيه نوعا من «التذاكي»، من اجل التخلّص من ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية.
- صحيفة اللواء عنونت: «الخماسية» لا تعمل في الوقت الضائع: غطاء عربي – دولي لإنجاز الاستحقاق
بري لتكرار اللقاءات والراعي لفتح المجلس.. وتصحيح مرسوم الزيادات أمام مجلس الوزراء اليوم
وكتبت تقول: في رأي مصادر سياسية إن ما يجري على جبهة لقاءات سفراء اللجنة الخماسية في بيروت مع القيادات الرسمية والروحية والسياسية المعنية بصورة مباشرة بإنهاء الشغور في الملف الرئاسي، لا يندرج ولا ينبغي ان يندرج في إطار «شراء الوقت» او الحركة في الوقت الضائع، بل أبعد من ذلك، اقله ابقاء جذورة الملف الرئاسي حيّة، فعندما يحين الوقت، تكون كل الاجراءات جاهزة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقالت المصادر لـ«اللواء» ان ثمة ما يلوح في الافق، ويعكس جدية الحركة الدبلوماسية، التي تقاطعت في نقاط عدة مع مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي، الذي طرح مبادرة للخروج من المأزق، ما تزال تنتظر جواب حزب الله عليها.
الجلسة اليوم
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة 10 من صباح اليوم إذا توفر النصاب لها، لبحث بنود مؤجلة من جلسات سابقة، فضلاً عن رفع الحد الادنى للأجور في القطاع الخاص الى 18 مليون ليرة لبنانية شهرياً.
يشار الى ان الرئيس نجيب ميقاتي قام بعد ظهر أمس بزيارة خاطفة خارج لبنان، ثم عاد ليلاً ليترأس الجلسة، في ضوء اجوبة الوزراء حول المشاركة.
ويتضمن جدول اعمال الجلسة 27 بنداً حول مواضيع مالية وادارية وجامعية وعسكرية، وتخص وزارة الاشغال لجهة السلامة المرورية، فضلاً عن نقل اعتمادات.
وتأتي الحركة الدبلوماسية من اجل الاستحقاق الرئاسي، وسط ترقُّب كبير لمفاوضات التوصل الى هدنة لتبادل الاسرى ووقف إطلاق النار في غزة، والتي تجري في قطر بمواكب مباشرة من الرئيس جو بايدن، الذي يخوض الانتخابات في واشنطن، وغمار المواجهة على ارض غزة، وسائر الجبهات ذات الصلة.
ومع ان البعض يعتقد ان الحرب ستكون طويلة، إذا ما أمعن بنيامين نتنياهو بعناده، والمضي قدماً الى الحرب، في المناطق التي خرج منها او التطلع الى حرب في رفح.. فإن المسار السياسي، لا يجب ان يتعطل، وفقا لمصادر اللجنة الخماسية، وهو يوفر غطاء دبلوماسياً دولياً وعربياً لحماية لبنان من اي تهور اسرائيلي، بتوسيع دائرة الاشتباكات.
ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لا يمكن الاستنتاج منذ الآن ما بمكن ان ترسو إليه لقاءات اللجنة الخماسية في ما خص الملف الرئاسي لاسيما أن هذا الحراك لن يخرج بمبادرة جدبدة تختلف عما كان متفقا عليه لجهة إتمام هذا الاستحقاق وقيام تفاهم عريض على هذه الخطوة.
وأكدت هذه الأوساط لـ«اللواء» أن المواقف التي صدرت عن السفير المصري تعكس وجود خارطة طريق انما الأمور مرهونة بخواتيمها، ومعلوم أن اللجنة الخماسية لم ولن تلتزم مرشحا للرئاسة ولم تتبن أي مرشح وتؤيد كل مسعى يدعو إلى انجاز الانتخابات حتى وإن كانت هناك صعوبة في الأمر.
ورأت أن عمل اللجنة متواصل وفي ختام جولاتها تتضح الصورة بشكل أفضل بشأن التوجه المقبل.