سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: عتمة شاملة وأفق مسدود

 

الحوارنيوز – خاص

 

بين العتمة الشاملة وتقاذف المسؤوليات في لبنان وبين الأفق المسدود في المنطقة نتيجة تصعيد العدو لاعتداءاته على لبنان وتعنت قادة كيان الاحتلال برفض أي تسوية في غزة “لا تأخذ المصالح الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار”، توزعت افتتاحيات صحف اليوم.

 

  • صحيفة النهار عنونت: أزمة الكهرباء تنافس “الميدان” وإحالة إلى التفتيش

وكتبت تقول: أثارت أزمة التعتيم وانقطاع التيار الكهربائي انقطاعاً شاملاً مزيداً من التفاعلات التي لم تقتصر على الجانب الداخلي، بل الخارجي أيضاً لجهة إقحام هذه الأزمة المزمنة التي ترمز إلى أسوأ وجه من وجوه الفساد والمديونية والهدر والعجز في ملفات العلاقات الديبلوماسية للبنان مع دول مدّت أيدي العون والدعم إليه وأبرزها العراق وأخيراً الجزائر.

وإذ نصحت أوساط معنية بمتابعة هذا الملف السلطة، الإسراع في طي أزمة التعتيم الشامل ومعالجة الأمر بروية مع الدولتين اللتين تساعدان لبنان وعدم التسبب بمزيد من انكشاف التخبط الفضائحي في إدارة أزمة الكهرباء، تبين أن تردّدات الأزمة الأخيرة باتت عند مشارف انفجار داخلي أي داخل المؤسسات المعنية بمجريات ما أدى الى الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي بحيث لم يعد في إمكان الحكومة الاستمرار في عدم التحرك للمحاسبة بعد انفجار فضيحة التلكؤ عن تامين الفيول.

ولذا ظلت هذه الأزمة في صدارة المشهد الداخلي في ظل تطور”نادر” تمثّل في توجيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كتاباً إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي لإجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكليّ للتيار الكهربائي الذي بدا واضحاً أن رئيس الحكومة يحمّل المسؤولية الأساسية فيه إلى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك. وقد أفاد ميقاتي في كتابه إلى التفتيش أن مجلس الوزراء كان وافق على كتاب ورد من وزير الطاقة يعلم به مجلس الوزراء عن الخطوات التي تنوي الوزارة القيام بها في سبيل تجنب الوقوع في العتمة الشاملة، ورغم ذلك “وبدلاً من تجاوز الأزمة بفعل التجاوب المطلق مع طلب وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان تفاجأت بأن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام لا بل قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من أعضاء المجلس بالصلاحيات لا سيما منها المالية…

ولم يبادر مجلس إدارة المؤسسة إلى القيام بواجباته ولم يجتمع لاتخاذ القرارات اللازمة بغياب أي دعوة من رئيسه حتى تاريخ الأحد 18 آب (أغسطس) الجاري، وذلك بعد أن حصلت العتمة الكاملة… وبعد أن تبيّن أن التقصير بعدم دعوة مجلس إدارة كهرباء لبنان للانعقاد أدى الى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي مساءلة المسؤولين عنها، نطلب إليكم بالسرعة القصوى إجراء التحقيقات اللازمة مع الأشخاص المعنيين بهذه المسالة جميعهم من دون استثناء”.

واجتمع ميقاتي أمس مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي مضى في التبرؤ من الأزمة وإطلاق المواعيد والوعود، فقال في موضوع تجديد الالتزام العراقي، “إن العراق، قيادة وشعباً، يؤكد وقوفه إلى جانب لبنان وإعادة التزامه تزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزامه بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125 ألف طن بدلاً من 100 ألف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي”.

وأعلن “أننا بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل “كرود أويل” من العراق والذي من خلالها نستحصل على زيادة الكمية، والعراق أكد التزامه بذلك، وأمس أجريت اتصالاً مع الوزير حيان عبد الغني ومع رئاسة الحكومة العراقية ولديهما الرغبة بالسرعة في تنفيذ هذا الموضوع كي يكون لدينا مصادر عدة للفيول، وليس مصدراً واحدا”.

وكان المدير العام للكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي، لكن على العكس من ذلك كي يكون لدينا مصدر آخر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علماً أننا أجرينا المناقصة في حزيران الماضي وتم تلزيمها موقتاً في أوائل تموز (يوليو)، وانتظرنا أكثر من عشرة أيام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لتسلم البضاعة ولكنها ربطت قرارها بمجلس الوزراء أو بقرار مكتوب من الحكومة ما أدى الى تأخر الموضوع”.

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: تصعيد خطير على كافة الجبهات… هل اقترب «الإنفجار الكبير»؟

مصادر ديبلوماسية غربيّة: العدّ العكسي لردّ إيران وحزب الله بدأ
العتمة تنعكس شحّاً بالمياه… والدولة «المتسوّلة» تنتظر الهبات !

وكتبت تقول: الدولة “المتسولة” تغرق البلاد في العتمة، وتنتظر وصول هبات الفيول لتمنح شعبها 4 ساعات من الكهرباء. وزير الطاقة وليد فياض قدم كالعادة مطالعة “فلسفية” للتبرير، لا “تثمن ولا تغني عن جوع”. وفي خطوة لن تصل الى اي نتيجة، كانت مطالبة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من التفتيش المركزي التحقيق في الاسباب، متهما مجلس ادارة كهرباء لبنان بالمسؤولية عن التقصير في ازمة كان يمكن تفاديها!
والخلاصة، فشل يجتر الفشل، ودجل يجتر دجل، في مزرعة يحكمها “صغار” غير قادرين على حل مشكلة لم تعد مشكلة في دول العالم العاشر، فيما البلاد تعيش على خط زلزال اقليمي لا احد يعرف حجم قوته، بعدما حول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو المفاوضات حول وقف العدوان على غزة الى “طبخة بحص”، وباتت المعادلة اليوم اما صفقة الآن او الانفجار الكبير في المنطقة، وذلك على وقع تصعيد على الجبهة اللبنانية، حيث تجاوزت قوات الاحتلال “خطوطا حمراء” جديدة مساء امس، باستهدافها مواقع زعمت انها مخازن اسلحة قرب بعلبك وفي محيط بلدات قصرنبا وبدنايل ورياق في البقاع، بعدما نجح حزب الله في منع تسلل بري لقوات الاحتلال، هو الاخطر منذ بداية المواجهات قبل نحو 10 اشهر، وشن هجوما ناجحا بمسيرات انقضاضية، ادى الى قتلى وجرحى بين ضباط وجنود الاحتلال، وقد علق الاعلام “الاسرائيلي” على الهجوم بالقول يبدو ان حزب الله “نهض غاضبا”.
الانفجار الكبير
وبانتظار رد المقاومة على هذا الاعتداء الجوي، ومع عودة الاجواء التشاؤمية حول وقف النار في غزة، عادت المخاوف من انفجار كبير في المنطقة، في ظل توقعات باقتراب رد طهران وحزب الله على عمليتي الاغتيال في طهران والضاحية الجنوبية، بعدما ثبت ان واشنطن “تشتري الوقت”.
وقد انعكست هذه الاجواء على لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الذي عبر عن مخاوفه من تطورات خطيرة قد يصعب السيطرة عليها، مطالبا بضرورة “ضبط النفس” من جهة حزب الله ، لان النيات “الاسرائيلية” لا تبدو واضحة، لكنها لا تبدو مطمئنة.
ووفقا لمصادر مطلعة، كرر بري تأكيده ان الضغوط يجب ان تمارس على “اسرائيل”، كي لا تورط حلفائها والمنطقة في حرب قد يبدأها نتانياهو، لكنه لن يكتب ابدا نهايتها.
“العد العكسي” للرد؟
وفي هذا السياق، نقل مسؤول لبناني عن مصدر ديبلوماسي غربي ان بلاده باتت مقتنعة بان “العد العكسي” للرد من قبل حزب الله وطهران على “اسرائيل” قد بدأ، بعد ان منحا الوقت الكافي لمسار التفاوض حول غزة. وهذا يعني ان المنطقة ستكون امام احداث خطيرة للغاية، حتى لو لم يعلن الفشل بشكل واضح وصريح.
فاذا انتهت جولة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن دون نتائج واضحة، او انتهت جولة المحادثات في القاهرة الى نتائج ملتبسة، فان التوقعات بان لا يقبل الطرف الآخر بالمزيد من الوعود غير الملموسة بحصول تقدم يوقف النار في القطاع.
الانتظار الاسوأ..”والهلوسة”
وفي هذا السياق، أكدت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن “الانتظار اسوأ من اي شيء آخر، فتهديدات حزب الله والانتظار الذي لا ينتهي للرد الإيراني، يمكن أن يُفقد المستوطنين صوابهم”، مضيفةً “نحن لا نحتمل عدم اليقين، ومعرفة أننا سنتعرض لصدمة كهربائية أقل سوءاً من عدم معرفتنا بما سيحدث”.
ورأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “التقديرات تشير إلى أن حزب الله سيهاجم، وأنه ينتظر فقط الوقت المناسب”. وأشارت إلى “أنه بالإضافة إلى القلق على مصير الأسرى “الإسرائيليين” في قطاع غزة، ورغبة المستوطنين في العودة إلى مستوطناتهم التي أخرجوا منها، فإنّ “إسرائيل” في انتظارها للرد تواجه واقعاً غير منطقي يصل إلى حدود الهلوسة.
عمليات اغتيال
 وأكدت “يديعوت أحرونوت” أنه “إذا كان هناك شيء أسوأ من الكارثة، فهو انتظار حدوثها، وعدم اليقين بشأن متى وكيف وبأي شدة ستحدث”، لافتةً إلى “أنّ الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق”. وختمت الصحيفة بالتأكيد أنّ “إسرائيل” تعيش منذ الـ7 من تشرين الأول 2023  “واقعاً مجنوناً لا يمكن السيطرة عليه”، مضيفةً “نحتاج أيضاً إلى التحقيق في ما حدث لأرواحنا في مثل هذا الواقع غير المحتمل”.
وأكدت الصحيفة “أنّ مسؤولين أمنيين كبارا حذّروا في اجتماع “الكابينت” السياسي – الأمني، الذي عُقد يوم الخميس الماضي، من ان انتقام إيران أو حزب الله ليس لزاماً أن يتضمن هجوماً صاروخياً وهجمات بطائرات مسيّرة، بل أيضًا محاولات اغتيال وزراء وأعضاء “كنيست”، وضباط كبار في “الجيش الإسرائيلي”، ووفقا لصحيفة “هارتس” فان الولايات المتحدة التي تواصل دعم “إسرائيل” بكل المستويات، “لا تبدو معنية بإجبار نتنياهو على وقف الحرب لحسابات سياسية وانتخابية داخلية وخارجية، ما يُمَكِّن الأخير من مواصلة الاستخفاف بالرئيس بايدن، الذي تميل شمسه للمغيب واستغلاله. ومن غير المستبعد أن البيت الأبيض يدرك أن نتنياهو يواصل تعطيل مساعي الصفقة لكسب الوقت و”تبريد” إيران وحزب الله، على أمل منعهما من الضربة الثأرية، علاوة على الرغبة بتمرير المؤتمر الديموقراطي دون ضجة واحتجاجات واسعة من قبل التقدميين والمناهضين للحرب، وذلك من خلال إشاعة أجواء من التفاؤل الكاذب”.
وهذا الواقع المزيف دفع مصدراً أمنياً كبيراً للقول “إن هذه التسريبات الكاذبة عن تقدّم في المداولات جريمة بحق عائلات المخطوفين”.

 

 

·       صحيفة الأنباء عنونت: “ترقيع” كهربائي لا يعفي لبنان من العتمة… وضبابية تحكم مصير المفاوضات

وكتبت تقول: بانتظار الإعلان عن جولة ثانية محتملة للمفاوضات بين “حماس” وإسرائيل قد تُعقد في القاهرة بهدف التوصل لوقف إطلاق النار بعيد الأمد، يبقى الوضع الميداني في غزة وجنوب لبنان في حالة التوتر الشديد والتصعيد، في ظل قيام العدو الإسرائيلي بسلسة من الاعتداءات على القرى البقاعية والجنوبية، وكان أبرزها قصف مستودعات أسلحة في محيط النبي شيت.

في مقابل التصعيد الإسرائيلي، رد “حزب الله” مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية وتجمعات الجنود الاسرائيليين في مقر قيادة اللواء الغربي 300 وقاعدة سنط جين العسكرية. 

أما في غزة التي تشهد توتراً شديداً وزيادة في حدّة القتال الإسرائيلي، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن تعرض القطاع لوباء شلل الأطفال الخطير، ما يعني أن أطفال غزة في خطر شديد ما لم تسارع المنظمات العالمية الى إدخال اللقاحات اللازمة ما لم توقف إسرائيل عملياتها، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الطبية والانسانية الى القطاع قبل فوات الأوان.

في هذا السياق، وعلى خط المفاوضات المترنح بين التصلّب الاسرائيلي والتعديلات الأميركية، أشار النائب عبد الرحمن البزري في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن “المؤشرات تظهر بأن العناصر الأساسية المتعلقة بالهدنة أن حماس غير مرتاحة لسير هذه المفاوضات، وذلك بسبب التعديلات الأميركية التي طرأت والتي كانت لصالح اسرائيل”. 

وقال البزري: “من الواضح جداً أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ليس لديه مصلحة بوقف إطلاق النار، ورغم انحياز المفاوض الغربي لصالح اسرائيل، لكن حجم الحضور الدبلوماسي ونوعيته يشير بأن هناك محاولة جدية لوقف إطلاق النار في غزة قد تنعكس ايجاباً على الوضع في جنوب لبنان”، مقدراً “وجود محاولات جدية لفرض هدنة أو للوصول الى هدنة طويلة، لكن ذلك يتطلب بالمقابل شروط بأن يكون هناك توازن بين المحتل والمعتدى عليه من الذين دمرت بيوتهم واستبيحت املاكهم وأرزاقهم”.

في ملف الكهرباء، لا تزال البلاد غارقة في العتمة بانتظار وصول نفط الجزائر. 
عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص لفت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن “لا تقدم في معالجة ملف الكهرباء ولا نية لتحسين ساعات التغذية، فما كان معمولاً به منذ عشر سنوات هو ذاته اليوم، ولم يتغير شيئاً، وإن الوزيرة ندى البستاني رفضت أن ينعقد مجلس إدارة للكهرباء، لأنهم لم يدفعوا ما عليهم من مستحقات للعراق، ويريدون استيراد الفيول من جهات أخرى غير العراق رغم تدخل رئيس الحكومة. فقد لجأوا الى اعتماد طريقة سبوت كارغو لشراء الفيول بأية طريقة ومن دون مناقصات”. 

واستبعد بصبوص “إيجاد حل قريب لأزمة الكهرباء لأن المعالجات كلها ترقيع بترقيع وقد يعودوا إلى نغمة ساعة أو ساعتين تغذية في اليوم”. 

وقال بصبوص: “كان من المفترض عدم رفع الأسعار قبل زيادة ساعات التغذية”، واصفاً الزيادة على الكهرباء بأنها “ليست قانونية لأن الفواتير أقرّت على الاشتراك الثابت بينما المفترض أن يكون الدفع بحسب الاستهلاك”، مستغرباً حصول أزمة بهذا الحجم ولا يعقد اجتماع لمجلس الادارة. 

إذاً، فإن التحديات الداخلية والخارجية كثيرة ومتراكمة، وتمسّ بالأمن الاجتماعي للمواطنين، ما يستوجب حداً أدنى من الاجتماع واللقاء الداخلي لإيجاد الحلول وعدم ترك البلاد لحالة الاستعصاء والشلل السياسي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى