قالت الصحف: صمود المقاومة يفتح كوة دبلوماسية.. السماء للعدو والأرض لأصحابها
الحوارنيوز – خاص
فتح صمود المقاومة وقدراتها الصاروخية كوة في الجدار الدبلوماسي وبدأ العدو يتحدث عن “حرب قصيرة” وطحل سياسي” ،بعد ارتكابه مجازر متعمدة بحق المدنيين في مختلف قرى الجنوب بهدف الضغط على المقاومة وبيئتها الشعبية.
وفي حين واصل العدو غاراته الوحشية، حاول المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين إعادة طرح أفكاره لجهة اقامة ترتيبات أمنية خارج سياق تنفيذ القرار 1701 ،وهو ما رفضه لبنان ويطالب بوضوح بتنفيذ القرار 1701 بكامل مندراجاته وهو الأمر الذي يرفضه العدو.
ماذا في تفاصيل صحف اليوم؟
- صحيفة النهار عنونت: مطالع حركة ديبلوماسية دولية للجم الحرب؟
وكتبت تقول: لم يكن ثمة صوت ديبلوماسي أو تفاوضي أعلى من صوت الحرب الإسرائيلية الحارقة، في يومها الثاني أمس. إذ أن وتيرة الهجمات الجوية على مناطق الجنوب والبقاع خصوصاً ومن ثم التوغل مجدداً في غارة “اغتيالية” على الضاحية الجنوبية، ظلت على مستواها التصعيدي الواسع والعنيف والدموي، ولو أنها لم تؤدِ الى حصيلة مروعة كتلك التي سجلت في اليوم الأول من إشعال حرب الغارات الجوية.
وإذ اسفر المشهد الحربي عن لبنان منكوب مجدداً بواقع دمار ودماء وتهجير في معظم مناطق الجنوب والبقاع الشمالي، وسط “كابوس” استنساخ تجربة غزة، برزت كارثة نزوح عشرات الألوف من المناطق المستهدفة كالأولوية الأشد الحاحاً مع معالم مأساة كارثية تتمثل في العجز عن إيواء الأعداد التصاعدية للنازحين يوماً بعد يوم في حال طالت الحرب.
وإذ انبرت إسرائيل إلى التهديد تارة بتوغلّ بري وطوراً بتدمير كل منزل يحتوي سلاحاً لـ”حزب الله” في رفع لوتيرة مبررات الهجمة التدميرية إلى ذروتها، أكدت أوساط معنية لـ”النهار” أن المراجع الرسمية اللبنانية تراهن على مطالع حركة ديبلوماسية دولية في شأن لجم الحرب على لبنان واحتوائها تصاعدت مؤشراتها على هامش بدء الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك. وأشارت إلى أن الخطوة العملية الأولى في هذه الحركة برزت في اجتماع لعدد من وزراء الخارجية العرب الموجودين في نيويورك وهو الأمر الذي دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى العودة عن قرار عدم توجهه إلى نيويورك إذ سافر اليها أمس لمواكبة هذه الحركة.
وذكرت أن ثمة تحركاً كثيفاً أيضاً للجانب الأميركي يتولاه المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مستنداً إلى ما تفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تجري بالتوازي مع اتصالات تجريها فرنسا ودول عربية معنية مع إيران.
وإلى أن تتبين جدية وطبيعة المحاولات الديبلوماسية وما إذا كانت ستشق طريقها إلى اختراق الوضع الحربي الذي حاصرت به إسرائيل لبنان بنيران هجماتها الجوية التي لا تنقطع، رسم رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو معالم حربه في لبنان، فقال: “سنُواصل ضرب “حزب الله” وسنُواصل ضرب كل من لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في مرآبه”. وتابع: “أقول لشعب لبنان إن حربنا ليست معكم وإنما مع حزب الله”.
اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من الحملة الحربية الإسرائيلية واصل الطيران الحربي غاراته الكثيفة والتدميرية على موجات لا تتوقف على مناطق الجنوب والبقاع ومن ثم استهدف مبنىً من ثلاثة طوابق قبالة حسينية الخنساء في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية ما أدى إلى سقوط 6 شهداء و15 جريحاً في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وتبين أن هدف الهجوم في الضاحية هو إبراهيم قبيسي “أبو جواد” رئيس المنظومة الصاروخية في “حزب الله”. ونفذت الغارة طائرات من طراز “إف 35”. وأكد مصدران أمنيان لبنانيان في وقت لاحق مقتل القبيسي فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل قياديين ميدانيين آخرين كانا مع قبيسي.
- صحيفة الأخبار عنونت: الجيش يتنصّل من ادّعاءات غالانت: هل تتحمّل إسرائيل حرب استنزاف بعمق يتجاوز حيفا؟
وكتبت تقول: قرار العدو المضي في خطة التصعيد ضد لبنان لم يعد مرتبطاً فقط ببرامجه الخاصة، بعدما تبيّن له، خلال الساعات الماضية، أن الحملة الجوية التي قام بها على مدى 48 ساعة، ونفّذ فيها أكثر من 900 غارة ضد ما قال إنها 2000 هدف في الجنوب والبقاع، لم تؤدّ إلى تراجع في عدد الصواريخ التي تستهدف شمال فلسطين المحتلة، بل إن حزب الله عمد أمس إلى توسيع دائرة الاستهداف لناحية العمق، ولو بقي محصوراً بالأهداف العسكرية. وإلى تصريحات مسؤولين رسميين، عسكريين وسياسيين، ركّز ما سرّبته وسائل إعلام العدو على أن مهمة القضاء على قدرات حزب الله معقّدة وصعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فيما أُعلن أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كلّف فريقاً وزارياً بإعداد تصوّر للحل السياسي الذي يفترض تحقيقه من خلال الضربات ضد حزب الله. وكان اللافت في كل ما نُقل عن نتنياهو أنه يجد في ضرب حزب الله ما يساعده على تحقيق نتائج أكبر في قطاع غزة.
لكن بالعودة إلى أصل الخطة، فقد دأب نتنياهو منذ نحو أسبوعين على ترداد شعار تغيير موازين القوى في الشمال. حتى صار هذا التغيير هدفاً بحد ذاته، ومدخلاً حصرياً لتحقيق الأهداف الأخرى، المتمثّلة بفرض الفصل بين جبهتَيْ لبنان وغزة، أو إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال. فقد ربط كل ذلك بإضعاف قدرات حزب الله العسكرية إلى أقل درجة ممكنة، ما يساعده أكثر على محاولة فرض معادلات جديدة في الساحة اللبنانية، وإخراج حزب الله من جنوب الليطاني.
وفيما تحدّث العدو عن «نجاحات كبيرة» حقّقتها الحملات الجوية، ومزاعم وزير الأمن يوآف غالانت بالقضاء على 50% من قدرات حزب الله الصاروخية، إلا أن خبراء كباراً في كيان العدو، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، اليميني المتشدّد، اللواء يعقوب عميدرور، رفضوا هذا التقويم. وأكّد عميدرور أن إسرائيل «لم تبدأ حتى في تدمير قدرات حزب الله ولا تزال بعيدة عن ذلك».
وبالفعل، فقد بادر حزب الله أمس إلى تجديد قصفه للعمق الإسرائيلي، فاستهدف رمات ديفيد وقواعد ومنشآت تقع جنوب حيفا وبالقرب من العفولة وزخرون يعقوب على بعد 60 كلم، وصولاً إلى توجيه ضربة قاسية إلى مقر وحدة الشييطت البحرية المتخصّصة في عمليات التوغل الخاصة. وإذا كان ردّ المقاومة كشف عن أن حزب الله لا يزال يملك قيادة وسيطرة وقدرة وحرية في المبادرة العملياتية، لفت عسكريون إسرائيليون، سابقون وحاليون، إلى أن الحزب لا يزال يستخدم الذخائر التي كانت موجودة لديه عام 2006، ولم يبرز إلى المعركة بعد قدراته النوعية، وهو ما دفع جيش الاحتلال للمسارعة إلى التنصل من تصريحات غالانت، مؤكداً أن لا معلومات لديه حول حجم ضرر عدوانه الجوي، تجنباً لفضيحة مماثلة لتلك التي وقع فيها رئيس الأركان السابق دان حالوتس خلال حرب تموز 2006 عندما أعلن الانتصار في أول أيام الحرب بعد تنفيذ سلاح الجو عملية «الوزن النوعي» الفاشلة.
ويتّضح من السياق العام للأحداث أن هناك اعتبارات استراتيجية فرضت على العدو استعجال العدوان غير المسبوق منذ 18 عاماً، وذلك ترجمة لمفهوم يروّج له بعنوان «التصعيد من أجل خفض التصعيد». ويقصد به، السيطرة على مسار التصعيد الميداني لتطويع حزب الله، و/أو سلبه القدرة على مواصلة قصف العمق الإسرائيلي، على أمل بأن يعيد حزب الله النظر في حساباته وتغيير خياراته، عبر ممارسة أعلى درجات الضغط الدموي بقصد تأليب بيئة المقاومة ضدها.
عملياً، تبدو الأمور عالقة في إطارها الأول، إذ إن فشل العدو في تحقيق إنجازات استثنائية على الصعيد العسكري، يمنعه من تحقيق أي هدف سياسي. وبالتالي فإن النتيجة العملانية لما يحصل تكون بمعادلة جديدة، مفادها أنه كلما اشتد التصعيد الإسرائيلي زاد القصف للعمق من قبل المقاومة، وهذا ما سيدفع العدو إلى البحث سريعاً في إيجاد مخارج لوقف «هذه الحملة»، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه التكيّف مع جبهة متسعة النطاق والأهداف. فهو لم يقدر على تحمل جبهة كانت تقتصر على عمق نحو 20 كلم (باستثناء الضربات التي نفّذها حزب الله رداً على اعتداءات محدّدة) مع مئة ألف نازح، فيما سيكون ملزماً بالتكيّف مع جبهة تتجاوز حيفا وصولاً إلى زخرون يعقوب (نحو 60 كلم)، مع تقديرات بمضاعفة عدد النازحين، وهو ضغط كبير جداً على القيادتين السياسية والأمنية.
ومع ذلك، فإن طبيعة المداخلات السياسية الجارية من أكثر من عاصمة تعكس جموداً جدياً، يستند إلى مفهوم أميركي سبق أن جرّبناه في لبنان مرات عدة، ويقضي بإعطاء اسرائيل المهلة الزمنية والضوء الأخضر لتنفيذ برنامج عسكري، وبعده يصار إما إلى استثماره سياسياً، أو إلى احتوائه ولو من خلال وقف الحرب في غزة أولاً.
مع ذلك، فإن أحداً لا يمكنه الجزم بأن العدو سيتوقف عن القيام بمزيد من العمليات الإجرامية، سواء عبر تنفيذ اغتيالات أو عملية أمنية كبيرة، أو من خلال قصف جوي لما يعتبره أهدافاً عسكرية، ولو أنه قصفه طاول الأهداف المدنية في غالبية الهجمات، وتبيّن أن حجم النجاحات محدود جداً، ما دفع جهات قريبة جداً من المقاومة إلى الدعوة لانتظار ما سيُظهر للعدو خطأ التقدير وخطأ التهديف أيضاً.
- صحيفة الأنباء عنونت: الميدان يتحكّم بالجبهة الجنوبية… جهود إغاثية للنازحين و”الإشتراكي” يواكب
وكتبت تقول: استمرّت الثلاثاء الإعتداءات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة بين الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لكن وتيرتها كانت أخف مقارنةً بعمليات يوم الإثنين الماضي، بانتظار ما ستكون عليه التطورات الميدانية اليوم وفي الفترة المقبلة، والأشكال الجديدة التي ستلجأ إليها إسرائيل في حربها ضد حزب الله ولبنان.
التهديدات الإسرائيلية للبنان مستمرّة، وكان آخرها ما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أشار إلى أن إسرائيل ستواصل ضرباتها، ما يعني أن الحماوة مستمرّة في الأيام المقبلة، إلى أن تتضح صورة الميدان أكثر، فيُعرف ما إذا كانت نيّة إسرائيل حرباً واسعة أم إيصال رسائل للحزب فقط.
لكن لا تفاؤل حيال هذه النقطة، وبات ثمّة إجماع لدى المراقبين، بحسب مصادر سياسية، أن لبنان صار الورقة الأساسية على طاولات المفاوضات والانتخابات الخارجية، فإسرائيل تضغط في لبنان خدمةً للجمهوريين، وإيران تُفاوض خدمة للديمقراطيين، ليكون لبنان مرّة جديدة أسير لعبة الأمم وضحيتها.
وفي سياق متصل، ثمّة إجماع أيضاً على أن الفترة الفاصلة حتى الانتخابات الأميركية غير مضمونة، وهذا ما يؤكّده الباحث السياسي أمين بشير، الذي يقول إن “الكباش مستمر حتى موعد الانتخابات، لأن هذه الفترة هي فترة سماح لنتنياهو المتفلّت من أي ضوابط، والذي يُريد تسجيل نقاط في صالح دونالد ترامب وضد جو بايدن وخلفه كامالا هاريس”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يُشير بشير إلى ان “حزب الله” تلقى ضربات صعبة في الأيام الماضية، “وهو في موقع حرج، لا يُمكنه التصعيد لأنه، وخلفه إيران، لا يُريدان الحرب الواسعة، ولا يستطيع التراجع بعدما أعلن استمراره حتى انتهاء حرب غزّة”.
ويستبعد بشير حرباً برّية، لأن، برأيه، فإن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها بالقصف الجوي نسبةً لقدراتها التكنولوجية الفائقة.
أما وبالنسبة للحل، فإن بشير لا يرى سوى الحل السياسي، ويستذكر تجربة العام 2006 حينما انتهت الحرب بالقرار الأممي 1701، وفي هذا السياق، يُذكّر بحديث الرئيس وليد جنبلاط يوم أمس، “حينما دعا للتوافق وإيجاد الحلول في أسرع وقت”، وبرأي بشير، فإن جنبلاط يستعجل الحل الداخلي قبل أن تنضج التسويات الإقليمية على حساب لبنان.
إلى ذلك، بدأت خلايا الأزمة في الحزب التقدمي الاشتراكي تعمل على الأرض لاستقبال النازحين، وبدأت باتخاذ الإجراءات اللوجستية والميدانية لمواكبة موجات النزوح الكثيفة والتي تطال مختلف المناطق اللبنانية.
إذاً، يبقى الحل السياسي هو الحل الوحيد لأي نزاع عسكري، إذ لا حرب تستمر للأبد، لكن برأي إسرائيل، فإن الحل السياسي يستتبع العسكري، وعبره تفرض إسرائيل شروطها وتحسّن موقعها التفاوضي.