سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: سقوط الذريعة الإسرائيلية وإجهاض الفتنة الطائفية

 

الحوارنيوز – خاص

رغم كل الدلائل التي رجحت بأن الصاروخ الذي سقط في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة هو، من صواريخ القبة الحديدة للعدو ولم تطلقه المقاومة.. وبعد افتضاح واجهاض الفتنة المذهبية التي استثمر عليها العدو جراء ذلك، فإن قادة العدو ما زالوا على تهديداتهم بشن عدوان على لبنان بذريعة ساقطة!

صحف اليوم ابرزت دور مرجعيات الطائفة الدرزية بكشف مخطط الفتنة الذي أعده العدو، وبعض الصحف عكست، أحادياً، التهديدات الإسرائيلية للبنان والمخاوف الكبيرة من استهداف منشآته كجزء من الحملة التهويلية على لبنان!

 

  • صحيفة النهار عنونت: لبنان تحت وطأة العدّ العكسي: ضربة أم حرب؟

وكتبت تقول: بدا لبنان في الساعات الأخيرة تحت وطأة العدّ العكسي المحموم لضربة إسرائيلية كبيرة ضد “حزب الله” باتت شبه حتمية من دون أي قدرة على تقدير حجمها ومدتها وموقعها سلفاً، ولا على إطلاق أي تطمينات سابقة بأنها لن تؤدي إلى إشعال حرب واسعة. فمن زاوية المشهد اللبناني السائد بعد أكثر من 24 ساعة على سقوط صاروخ في ملعب رياضي في قرية مجدل شمس في الجولان، لم يكن ممكناً تجاوز بلوغ المخاوف ذروة غير مسبوقة من حرب شاملة تجتاح لبنان وتدمّره في أسوأ ظروفه وأزماته وأحواله، وذلك للمرة الأولى بهذه الجدية منذ اندلاع المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل في 8 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.

ولعل اللافت في الواقع الذي نشأ بعد حادث سقوط الصاروخ في مجدل شمس أن نفي “حزب الله” مسؤوليته في الحادث لم يؤد الى خفض المخاوف من ضربة إسرائيلية كبيرة، ولا كذلك بيان الاستنكار لاستهداف المدنيين الذي أصدرته الحكومة اللبنانية، ولا بيان إسناد “حزب الله” الذي أصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري في تبرئته من قصف مجدل شمس. ذلك أن المخاوف تجاوزت كل الأطر اللبنانية حين بدا واضحاً أن تسعة أشهر من المواجهات أدت بالوضع الميداني على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع شمال إسرائيل إلى وضع يُعتبر الأخطر اطلاقاً في التأهل لانفجار حرب كبيرة.

فما سبق حادث سقوط الصاروخ الذي وُجّه الاتهام فيه إلى “حزب الله” بوقت قليل السبت الماضي، اتّسم أيضاً بخطورة استثنائية مع اسقاط إسرائيل مسيّرتين للحزب كانتا تتجهان نحو حقل كاريش الإسرائيلي للغاز، بما ينذر بإدخال القطاع النفطي في الحرب. ثم جاء حادث صاروخ مجدل شمس ليطلق عاصفة ضخمة من الالتباس حول ظروف سقوط الصاروخ والجهة التي تقف وراءه، إذ، بصرف النظر عن سيل التصريحات الإسرائيلية العسكرية والسياسية التي تؤكد أن “حزب الله” أطلقه من شبعا وأنه من نوع “فلق” الإيراني، مالت أحاديث وتقديرات بعض الخبراء إلى استبعاد “تورّط متعمد” لدى الحزب إذا ثبت أن الصاروخ أُطلق من موقع لديه وعدم استبعاد أن يكون “خطأ” حصل ويتصل بقصر المسافة بين هدف عسكري إسرائيلي استهدفه الصاروخ وقرية مجدل شمس.

مع ذلك، بدت الأوساط اللبنانية المعنية مساء أمس على خشية كبيرة من أن الساعات المقبلة قد تحمل نذر الرد الإسرائيلي على لبنان من دون أن تجزم بما إذا كان مرجحاً أن تكون عملية قوية، ولكن محدودة الحجم والمكان لتجنب جرّ “حزب الله” إلى رد كبير، كما شاعت الانطباعات بكثافة. إذ أن هذه الأوساط غلب عليها الحذر الكبير في التعامل مع طبيعة التهديدات الإسرائيلية كما مع بعض المواقف الدولية لا سيما منها الأميركية خشية أن تكون بمثابة تغطية لرد عنيف يُخشى الا تبقى مفاعيله محصورة ومحدودة.

استنفاران ميداني وديبلوماسي

في أي حال، فان استنفاراً واسعاً طبع الواقع الميداني جنوباً وفي مناطق عدة، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “حزب الله” كان في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي. وبدأت دول بتوجيه الدعوات إلى رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان كانت أبرزها فرنسا التي دعت مواطنيها إلى تجنّب السفر إلى لبنان وإسرائيل، كما أصدرت وزارة الخارجية النروجية بياناً دعت فيه المواطنين النروجيين إلى مغادرة لبنان. وأفيد أن السلطات الدنماركية تواصلت مع مواطنيها، مشيرة إلى أن مغادرتهم أو بقائهم سيكون على مسؤوليتهم الشخصية. كما أن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أعلنت تأخير عودة عدد من رحلاتها من مساء أمس الى اليوم في اجراء احترازي.

وعلم في هذا السياق أن الاتصالات الأساسية لمحاولة تجنب انزلاق الوضع إلى تدهور واسع جرت بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولكن أي معطيات مطمئنة لم تبرز عبرها.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: جنبلاط يكسر ظهر فتنة يريدها العدو في فلسطين ولبنان: إسرائيل تطرق باب جهنم؟

الوساطات الغربية هدفها حلّ يفصل جبهة لبنان عن غزة: حتمية الرد الإسرائيلي تعني حتمية ردّ متنــاسب للمقاومة
 

وكتبت تقول: يتصرف الجميع على أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية إلى حزب الله كـ«رد اعتباري» لا يتعلق بـ«الثأر» لضحايا مجدل شمس، وإنما لما يفترض أنه «صورة إسرائيل التي لا تحتمل ضرراً إضافياً من جهة الشمال». وهذا ما يجعل النقاش منقسماً بين مستويين، أحدهما يتعلق بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى الظهور أمام العالم في صورة القادر على المبادرة، وتحمّل المخاطر، والثاني يتصل باللايقين إزاء ما يلي أي ضربة إسرائيلية. ما حصل فعلياً هو أن العدو أقنع الجهات الدولية والإقليمية بـ«حقه» في توجيه ضربة كبيرة إلى المقاومة، مستنداً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس، ومسارعته إلى شنّ حملة إعلامية، داخلية وخارجية، بمساعدة إعلام غربي وعربي حمّل حزب الله المسؤولية، وهذا ما جعل العدو يفتح الباب أمام وساطات ليس هدفها وقف الضربة، بل محاولة انتزاع موافقة من حزب الله على فتح نقاش حول مستقبل الجبهة اللبنانية على قاعدة فك الارتباط مع غزة. وفي هذه الحالة، يمكن فهم نوعية الاتصالات التي جرت في الساعات التي تلت ما حصل في الجولان، لأن كل الرسائل التي وصلت يمكن إيجازها بالآتي:
إسرائيل تملك حق الرد، وستردّ. وإذا وافق حزب الله مسبقاً على «بلع» الضربة وعدم الرد عليها، ستحاول واشنطن إقناع تل أبيب بأن يكون ردها «معقولاً». أما في حال رفض حزب الله، فإن أحداً لا يمكنه تقدير حجم الضربة الإسرائيلية ونوعيتها، وعندها سيكون حزب الله مسؤولاً أيضاً عما سيلي ذلك من أحداث، بما في ذلك اندلاع مواجهة واسعة. وعندها سينتقل النقاش إلى مجمل جبهة لبنان، لكن بمعزل عما يدور في غزة.
معظم الوسطاء لم يكونوا بحاجة إلى انتظار جواب حزب الله، إذ يعرفون ثابتة حاسمة، وهي أن جبهة لبنان لن تتوقف طالما الحرب قائمة على غزة. وهم، أيضاً، سمعوا أو عرفوا أو قيل لهم، إن أي ضربة إسرائيلية ستستدعي رداً من المقاومة، وأن أحداً لا يمكنه تقدير شكل الرد ونوعيته وطبيعته وحجمه، وهو ما يعزز مخاوف غربية من أن يكون ردّ المقاومة على أي عدوان إسرائيلي قاسياً بما يستدعي رداً إسرائيلياً، فردود متبادلة، ما يجعل خطر الحرب الواسعة قائماً.
إذا كان العدو يعتقد بأنه قادر على استدراج المقاومة إلى مواجهة محكومة بسقف يفتح الباب أمام ضغوط لوقف جبهة الإسناد من لبنان، فهو يتكل، هنا، ليس على التهويل الأميركي والغربي على اللبنانيين، بل هو على ما أكثر خطورة، إذ عكست تصرفات قادة العدو بعد حادثة مجدل شمس، سعيه المستمر لخلق فتن متنوّعة في ساحات أعدائه، وهو، كما يعمل من دون توقف لإثارة فتنة فلسطينية – فلسطينية في وجه المقاومة في غزة، يبذل أيضاً جهوداً جبارة لفتح نار فتنة في وجه حزب الله في لبنان وسوريا، ولنقل اهتمام العالم بعيداً عن مسرح الجريمة المستمرة في قطاع غزة. وهذه الفتنة ليست تحليلاً عند هذه الجهة أو تلك، بل وقائع لها ما يسندها من أدلة. ولعل الموقف الذي يتمسك به وليد جنبلاط منذ اندلاع الحرب مؤشر إلى طبيعة الجهود التي يبذلها العدو، والتي تلمّس جنبلاط بعض ملامحها في أمور كثيرة، كما أتيح له التعرف إلى بعض جوانبها في زيارته الأخيرة إلى الأردن واجتماعه مع ملكها وقيادتها. وهو حاول، على طريقته، لفت انتباه القيادات الفاعلة بين دروز فلسطين وسوريا إلى خطورة الأمر، وكان حازماً على صعيد البيئة الدرزية في لبنان، وحتى داخل الحزب الاشتراكي، عندما قال إن الموقف من العدو ومن المقاومة ثابتةٌ لا جدال حولها، ومن لا يعجبه الأمر فليخرج من الدار.
ورغم أن جميع اللاعبين يكررون أن الحرب الواسعة ليست هدفاً لأحد، إلا أن إسرائيل التي تعرف المقاومة جيداً باتت تجهّز نفسها لردّ على أي عدوان تقوم به. وهي تعتقد أن الأمر قد يتحول إلى أيام قتالية، يحصل خلالها تراشق بين الطرفين إلى أن يقرر أحدهما التنازل. في هذه الحالة، فإن السؤال المطروح على الجميع، خصوصاً على العدو: من قال إن الأيام القتالية هي خيار حزب الله؟ ومن قال إن الحزب سيلتزم بقواعد إسرائيل الجديدة للقتال؟ والأهم، هل إسرائيل في حالة جهوزية واستعداد للدخول في حرب واسعة لا تحكمها سقوف ولا ضوابط ولا قواعد؟

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: الدروز يسقطون المشروع الإسرائيلي في مهده… وجنبلاط رأس حربة المواجهة

وكتبت تقول: منذ وقوع مجزرة مجدل شمس، ظهرت المشاريع الإسرائيلية على حقيقتها، والتي تقوم على الفتنة والتحريض، وعلى التمييز العرقي. حاولت إسرائيل استغلال الجريمة البشعة بتحريض الدروز على “حزب الله” والمقاومة، لكنها فشلت بعد تحرّك العقلاء وتطويق مشاريع الفتنة.

تدارك الرئيس وليد جنبلاط المخطط الإسرائيلي، وهو الذي اختبر الخبث الإسرائيلي لعقود، وعرف أن العقل الإسرائيلي يُريد الاستثمار بما حصل لتحقيق شقاق بين المكونات العربية التي اتخذت موقفاً واحداً وهو مواجهة إسرائيل ودعم المقاومة بكافة أشكالها وأطيفاها.

أدار جنبلاط محركات اتصالاته بكل الاتجاهات المحلية والخارجية، وتم التشديد على وجوب تطويق كل مشروع إسرائيلي فتنوي من خلال مواقف الوحدة.

لاقى أهالي الجولان جنبلاط في مواقفه، فرفضوا استثمار إسرائيل بدماء أطفالهم ودانوا كل استهداف يطال المدنيين، وفي ذلك إشارة إلى مدنيي غزّة ولبنان، وتميّزت كلمتهم بترجيح لغة العقل على لغة الانتقام رغم جرحهم الكبير، فشدّدوا على المواقف الإنسانية بعيداً عن كل استثمار سياسي.

مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كرّوم أشاد بـ”حكمة أهالي الجولان المحتل ومجدل شمس، لأنهم مدرسة بالانتماء العربي والتمسّك بالهوية العربية والدفاع عن العروبة، وسيبقون سداً منيعاً في وجه المشروع الإسرائيلي الذي يُريد تحويل الدروز لحرس حدود دون نجاح”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، شدّد على أهمية “التعالي على الجراح والتصرف بحكمة”، لافتاً إلى أن “أهالي الجولان المحتل لا يخرجون عن الإطار العروبي، وهم قدموا التضحيات ورفضوا الهوية الإسرائيلية ويتمسكون بهويتهم السورية”.

وأكّد أبو كرّوم أهمية مقاربة القضية بطريقة عقلانية لعدم السماح لإسرائيل باستثمار الدماء لتحقيق أهدافها، وهذا ما حصل خلال كلمة أهالي الضحايا الذين شدّدوا على الموقف الإنساني وعلى عدم السماح لأي طرف باستثمار ما حصل لتبرير تحقيق أي هدف.

وبالفعل، كانت كلمة أهالي ضحايا مجدل شمس عقلانية تؤكّد على أهمية وحدة الموقف، إذ شدّدوا على أهمية الموقف الإنساني بعيداً عن كل توجّه آخر، ولفتوا إلى أن “الموقف هو موقف حزن وحداد وخشوع ورضا بقضاء الله وقدره، وإدانة بأشد العبارات الجريمة النكراء، واستهداف المدنيين في كل مكان وزمان ومن أي جهة كان”.

وأعلن الاهالي “رفض واستنكار استغلال الدماء لتحقيق أو تبرير أي هدف من أي جهة”.

بالحديث عن الرد الإسرائيلي، فإن الكابينيت العبري اجتمع لأكثر من ثلاث ساعات ليل الأحد ليقرّر شكل الرد، وحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الهدف تحدّد، وسيكون رداً ذات تأثير قوي لكنه لن يستتبع حرباً واسعة، كما اشارت المعطيات، والساعات والأيام المقبلة كفيلة بكشف ما سيحصل.

إذاً، وقفت المنطقة على بعد خطوات من الحرب الإقليمية ليل السبت الأحد، لكن يبدو أن الروادع لا تزال تمنع إسرائيل من شن حرب شاملة على لبنان، لكن منسوب الخطورة يرتفع، ومن المهم إبقاء العين مفتوحة ويقظة على المشاريع الإسرائيلية التقسيمية الخطيرة.

 

 

  • صحيفة الجمهورية عنونت: مؤشرات على تراجُع الحرب الشاملة.. وجنبلاط: الإدعاء الإسرائيلي كاذب

وكتبت تقول: لاحت في أفق الاتصالات التي تسارعت في مختلف الاتجاهات لليوم الثاني على التوالي لمنع انزلاق الوضع في لبنان والمنطقة الى حرب شاملة، مؤشرات الى تراجع هذا الاحتمال في اتجاه توقّع ردود محدودة، على رغم من انّ المقاومة نفت علاقتها بحادثة مجدل شمس التي تصرّ اسرائيل وخلفها الولايات المتحدة الاميركية على اتهامها بها. فيما المقاومة حذّرت اسرائيل من عواقب الذهاب الى توسيع رقعة الحرب، مؤكّدة استعدادها لكل الاحتمالات.
افادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء امس، انّ جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر (الكابينيت) برئاسة بنيامين نتنياهو العائد لتوه من واشنطن، فوّضت اليه والى وزير الدفاع يوآف غالانت اتخاذ قرارات الردّ الإسرائيلي في لبنان، فيما امتنع وزير المال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتطرّفان عن التصويت.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” انّ “المجلس الوزاري المصغّر حدّد الهدف الذي ستتمّ مهاجمته في لبنان، والتقديرات أن يكون محدوداً لكن بتأثير قوي”. واستبعدت أن يكون هناك ردّ يقود إلى حرب شاملة، مؤكّدة انّ المجتمع الدولي يضغط لمنع التصعيد نحو حرب شاملة.
وفي غضون ذلك نقل موقع “اكسيوس” أنّ كبير مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن اموس هوكشتاين قال لغالانت في مكالمة هاتفية أمس إنّ الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن ضربة محتملة للجيش الإسرائيلي على بيروت، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
في حين أوضحت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أنّ اسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله، وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط، مشيرة، إلى أنّ المسؤولين في الأجهزة الأمنية أكّدوا للقيادة السياسية أنّ الخطط الموضوعة قابلة للتنفيذ فورًا.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول غربي مطلع، بأنّه “لا شك في أنّ الضربة على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل نفّذها حزب الله، لكن لا يُعتقد أنّها كانت متعمّدة”. وتوقّع “أن تردّ إسرائيل لكنها لا ترغب في تصعيد يؤدي إلى نزاع أوسع نطاقاً”.
وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي “انّ إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط”، ولفتت الى “انّ الجيش أعد سيناريوهات محتملة للهجوم على لبنان، ووضعها أمام القيادة السياسية”. وذكرت انّ من السيناريوهات “مسارات عمل عسكري أكثر صرامة من ذي قبل”، وقالت انّ “مسؤولين في الأجهزة الأمنية يؤكّدون للقيادة السياسية أنّ الخطط الموضوعة قابلة للتنفيذ فورا”.
هوكشتاين على الخط
وكان هوكشتاين وبعد ساعات قليلة على حادثة مجدل شمس أجرى سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون والرئيس الاسبق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وابلغ اليهم دعوة اميركية للتهدئة واستيعاب الوضع. لافتاً الى “انّ ما قام به “حزب الله ” كان خارج ما هو مألوف وأنّ هناك تحضيرات من ضربة اسرائيلية نسعى الى لجمها والحؤول دونها”.
وقالت مصادر اطلعت على جوانب من الإتصالات انّ هوكشتاين لفت الى “صعوبة لجم إسرائيل في هذه المرحلة، وانّ العملية لا يمكن استيعابها بسهولة”، مؤكّداً “انّ الادارة الاميركية تثبتت من هوية القذيفة وهي من لبنان ولا بدّ من لجم هذه العمليات التي تعوق التوصل الى وقف لاطلاق النار وتهدئة الأوضاع”.
بري يحذّر
وكان بري تلقّى اتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت. وأكّد خلال الاتصال، أنّ “لبنان الذي تتعرّض قراه الجنوبية، لا سيما منها الحدودية منذ ما يزيد عن 9 اشهر لعدوان اسرائيلي متواصل، لم توفر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بأسلحتها المحرّمة دولياً (الفوسفور الابيض) المدنيين والمساحات الزراعية والطواقم الإسعافية والاعلاميين”. وقال: “على رغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلّا أنّ لبنان ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين. وانّ نفي المقاومة لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكّد بنحو قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عمّا حصل”.
وحذّر بري “الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان” من “أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري”.
ميقاتي
والى ذلك، قال المكتب الاعلامي لميقاتي انّه اجرى اتصالات ديبلوماسية وسياسية، وشدّد خلالها على “أنّ الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيداً ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه”.
واّكد “أنّ وقف طلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنّب مزيد من تفاقم الأوضاع ميدانياً”. وشدّد على “أنّ الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع اصدقاء لبنان، وأنّ الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه”.
“الادعاء كاذب”
في غضون ذلك، أكّد جنبلاط لقناة “الجزيرة” أنّ “الادعاء الإسرائيلي بأنّ حزب الله أطلق الصاروخ على مجدل شمس كاذب”. وقال: “حان الوقت لأن تفهم إسرائيل أنهّا لن تستطيع القضاء على روح المقاومة”. واضاف: “ما من أحد يعطي دروساً لمجدل شمس، فهذه البلدة عربية وغالبية سكانها رفضوا الجنسية الإسرائيلية “. وأكّد أنّ “إسرائيل تهاجم وتقتل وتدمّر في كل لحظة في لبنان”، مشدّدًا على أنّها لن “تستطيع القضاء على المقاومة”، ولافتاً إلى أنّ “حزب الله يحترم قواعد الاشتباك في العمليات التي ينفّذها والحزب يردّ عندما تخرقها إسرائيل”.
وعوّل جنبلاط على جهود بري قائلاً:” نعوّل على جهود الرئيس بري في التوصل مع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين لوقف إطلاق نار جدّي في جنوب لبنان”. ولفت الى انّ “هوكشتاين قال إنّ إسرائيل ستقوم بعملية واسعة وأذكّره بأنّه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات إسرائيل”.
بوحبيب
من جهته، كشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أمس على هامش الاتصالات التي تلقّاها او أجراها مع عدد من نظرائه العرب والغربيين أنّ “الولايات المتحدة طلبت من الحكومة كبح “جماح” حزب الله، كما أنّ لبنان طلب من الولايات المتحدة حضّ إسرائيل على ضبط النفس في ظل التوتر في الآونة الأخيرة”. وقال في حديث متلفز: “هجوم كبير من قبل إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية”. وقال: “إنّ حزب الله نفى علاقته بالضربة وهو منذ بدء الحرب يستهدف مواقع عسكرية وليس مدنية. ولا اعتقد انّه نفّذ هذه الضربة، قد تكون من تنفيذ منظمات أخرى أو خطأ اسرائيلياً أو حتى خطأ من حزب الله لا أدري، ونحن في حاجة إلى تحقيق دولي لمعرفة حقيقة الأمر”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى