قالت الصحف: سفراء الخماسية وتوسع العدوان: تحرك متزامن!
الحوارنيوز – خاص
في تواز غير منسق لكنه متزامن، وسع العدو من اعتداءاته فاستهدف مصنعا لصناعة المولدات الكهربائية في مدينة الغازية الجنوبية وآخر للحديد، وأُعلن عن معاودة سفراء اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني اجتماعاتهم من أجل حث اللبنانيين لإيجاد حل للمعضلة الرئاسية!
تحرك الخماسية يأتي في وقت فشل الموفدان الأميركي والفرنسي من إقناع حلفائهما بالحوار الوطني وبضرورة إنتخاب رئيس يكون موضع اجماع وطني في هذه الظروف الاستثنائية، فماذا يمكن للسفراء حيث فشلت الإدارات المركزية لبلدانهم؟
تحت هذا الواقع تمحورت افتتاحيات صحف اليوم فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تحرُّك متجدّد لسفراء الخماسية على نار الجنوب
وكتبت تقول: تطوّر ميداني جديد في مسار المواجهات المتصاعدة والمتسعة تباعا بين إسرائيل و”حزب الله”، أقدمت عليه إسرائيل عصر امس بتوسيع استهدافاتها الجوية الى الغازية جنوب صيدا، في سابقة إضافية بعدما كانت قبل اكثر من أسبوعين وسعت اطار الاغتيالات الى ساحل الشوف الجنوبي. ومع ان واقع الجبهة الجنوبية لا يوحي بتبدلات كبيرة بعد على النحو المثير للقلق من انفجار حرب واسعة، اقله وفق معظم التقديرات الديبلوماسية والميدانية سواء بسواء، فان وتيرة المخاوف ارتفعت بإزاء اصطدام مشروع التسوية او الهدنة في غزة بتعقيدات وصفت بانها أعطبت الوساطات التي تتولاها قطر خصوصا بما يعني ان الأنظار ستبقى ترصد تداعيات هذا التعثر على الجبهة الجنوبية إسوة بغزة. ولاحظت أوساط معنية في هذا السياق ان الخطاب الديبلوماسي الغالب المتصل بحرب غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بات يربط تلقائيا مصير الثانية بتطورات الأولى، بما يعتبر تطورا خطيرا بالنسبة الى لبنان في وقت لا تبدو معه أي معالم مريحة لتحركات ديبلوماسية فعالة من شأنها ان تلجم اندفاعات التصعيد واتساع المواجهات الى الحد الكافي الذي يضمن عدم سقوط لبنان في لحظة ما في كارثة انفجار حرب واسعة. وأشارت هذه الأوساط الى ان الجهات الرسمية اللبنانية لم تتلق أي اشعار رسمي حيال أي تحرك جديد للموفد الأميركي اموس هوكشتاين في اتجاه تبريد الجبهة الجنوبية ولو ان معلومات ترددت عن زيارة جديدة سيقوم بها في قابل الأيام لإسرائيل ولا تشمل لبنان.
في هذا السياق عكس التواصل الفرنسي المصري ارتفاع منسوب المخاوف على انزلاق لبنان نحو حرب واسعة. اذ أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله “ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة”. وكشف بيان قصر الاليزيه أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
غير انه وسط هذه الأجواء بدا ان ثمة ما عاد ليتحرك على خط ازمة الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، أفادت المعلومات ان اجتماعا سيعقد في الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلثاء في قصر الصنوبر، يجمع سفراء المجموعة الدولية الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. ومن شأن هذا الاجتماع ان يشكل استكمالا للتحرك الذي باشره السفراء الخمسة مجتمعين بدءا بزيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي ظل تبادلهم للمعطيات التي أعقبت تلك الزيارة ربما يبرز جديد ما في شأن تحركهم المقبل محليا.
الغارات
اما وقائع التطورات الميدانية أمس فكان أخطرها تنفيذ الطيران الاسرائيلي غارتين على منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية، فيما شوهدت اعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وتردد صوت الغارتين في ارجاء مدينة صيدا ومخيماتها، مما اثار حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين، بعدما تخطت الضربات الاسرائيلية مؤخرا الحدود الجنوبية. وطاولت الغارتان على الغازية منطقة صناعية سكنية ودمرتا معملا لصناعة الحديد والصلب ومعملا للمولدات الكهربائية ويحتوي مخازن كبيرة للمازوت وشبت حرائق كبيرة في المنطقة. وادّت الغارتان الى دمار واسع في كل المنطقة المستهدفة وامتدت الحرائق لساعات في معمل شركة المولدات الكهربائية “إنفينيتي باور” الذي يضم ثلاثة هنغارات كبيرة ولكن القصف حصل بعد خروج العمال منه ومعظمهم من العمال السوريين. وقد أفيد عن إصابة نحو 14 عاملا من العمال السوريين والفلسطينيين معظم اصاباتهم طفيفة. ونفى صاحب الشركة المزاعم الإسرائيلية عن وجود مخازن أسلحة وصواريخ لـ”حزب الله” في المعمل وقال ان المكاتب والمولدات اخترقت بكاملها.
- صحيفة الأخبار عنونت: جبهة الجنوب: العدوّ يحاول فرض معادلات جديدة
وكتبت تقول: وسّع العدوّ الإسرائيلي اعتداءاته أمس، شماليّ نهر الليطاني، إلى أعماق جديدة تتجاوز الأربعين كيلومتراً، مستهدفاً منشآت صناعية في محيط بلدة الغازية الساحلية جنوبيّ صيدا، مدّعياً أنه قصف بنى تحتية عسكرية لحزب الله. المؤكد أن العدوّ لم يخطئ في إحداثياته، وأنه يعلم أنه استهدف منشآت صناعية لا بنى تحتية للمقاومة. والمؤكد أيضاً أنّ العدوان في محيط الغازية يتخطّى كونه رداً ميدانياً على عملية للمقاومة هنا أو هناك، كما تذرّع بذلك الناطق العسكري باسم جيش العدوّ، ليشكّل تجاوزاً إضافياً للقواعد التي حكمت الميدان حتى الآن، ويؤسّس، مع مجزرتَي النبطية والصوانة اللتين استهدفتا مدنيّين، الأسبوع الماضي، لمعادلة جديدة يحاول العدوّ فرضها على المقاومة ولبنان.
فبعد فشل الضغوط الميدانية السابقة، ومساعي الوفود الأجنبية للترويج للمطالب الإسرائيلية، وإحباط أيّ أمل بتحقيقها عقب الخطابَين الأخيرَين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وجد العدوّ نفسه مدفوعاً إلى رفع مستوى الضغوط في محاولة لتوجيه مروحة من الرسائل.
أبرز ما يُميِّز هذا العدوان عمقه الجغرافي الذي يريد من خلاله العدوّ توجيه رسالة مفادها أنه على استعداد لتوسعة المواجهة، وللذهاب أبعد ممّا جرى حتى الآن في سياق التصاعد المرتقب للمعركة. لا يعني ذلك أنه يتّجه نحو حرب واسعة وشاملة، إذ لا يزال أداؤه تحت هذا السقف، وإنْ كان متحرّكاً على وقع التطورات الميدانية والسياسية.
في هذا السياق، يندرج اعتداء الغازية ضمن دينامية الميدان وترجمة لرفع مستوى الضغوط، وهو ليس مفاجئاً مع الأخذ في الحسبان المرحلة التي بلغتها المعركة وانسداد السبل السياسية وفشل التهويل والضغوط الميدانية في سياق ما سمّاه العدوّ «استراتيجية الردع الفعّال». وهو، لذلك، انتقل الى محاولة إرباك حسابات المقاومة عبر وضعها أمام خيارَين: التكيّف مع السقف الجديد من الاعتداءات، أو الردّ التناسبي الذي يدفع العدوّ باتجاهات أشدّ والتدحرج نحو مواجهة كبرى.
وينبع هذا الرهان الإسرائيلي من تقدير مفاده أن حزب الله حريص على تجنب التدحرج نحو حرب واسعة. لكن كل ذلك يندرج ضمن إطار التكتيك التقليدي الذي يتبعه أطراف الصراع. ففي المقابل، بإمكان حزب الله أن يرتقي درجة إضافية في ردوده، وينقل كرة النار الى مؤسسة القرار الإسرائيلي، ويضعها أيضاً بين التكيّف مع هذا المستوى من الردود أو العودة الى القواعد السابقة، أو التدحرج نحو مواجهة كبرى.
النتيجة الأهم في كل هذا السياق أنّ المقاومة، بكل أطرافها، ليست في وارد الإذعان للشروط الإسرائيلية التي ستفتح الطريق أمام تغيير جذري في المعادلة التي تحمي لبنان. وأيّ اتفاق مفترض لاحقاً، سيكون محكوماً بالتموضع التي ترى فيه المقاومة حفاظاً على قدراتها الردعية والدفاعية. أضف أن المقاومة حاسمة في مسألة أنها ليست في وارد فك ارتباط جبهة لبنان عن جبهة غزة. وهي، أيضاً، لن تسمح للعدوّ بأن يفرض معادلة اعتداء وردّ من جانب واحد، وهو ما كان حاكماً على أدائها في الأشهر الماضية.
وبعد تحليق مكثّف منذ ساعات الصباح للطائرات المعادية ومسيّرات الاستطلاع في أجواء منطقة الغازية على علوٍّ منخفض، أغار طيران العدو عصراً على مستودع لمعمل أحجار في سهل الغازية قرب أوتوستراد صيدا – صور. بالتزامن، وعلى بعد كيلومترين، أطلقت الطائرات صاروخَين على مستودع آخر تابع لمعمل تصنيع مولدات وألواح طاقة شمسية، ما أدّى إلى اندلاع حريق ضخم عملت فرق الإطفاء التي قدمت من كلّ مراكز الجنوب والمتن وبيروت حتى ساعة متأخرة من الليل على إطفائه.
ورداً على ادّعاءات العدوّ بأنّ الغارتين استهدفتا مخازن أسلحة، أكد أحد أصحاب معمل المولدات محمد غدار أن المستودع منشأة صناعية، وقال إن الأضرار اقتصرت على الماديات.
في غضون ذلك، واصل حزب الله أمس ضرب المواقع الإسرائيلية على طول الحدود الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، واستهدف موقع بركة ريشا، وموقعَي الرمتا والسماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. فيما دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات بيت هيلل، كفار جلعادي، كفار يوفال، المطلة، المنارة، معيان باروخ، مرغليوت، مسكاف عام، وكريات شمونه خشية تسلل طائرات مسيّرة.
وإذا كان أحد أهداف العدوّ من توسيع رقعة اعتداءاته على لبنان إظهار سيطرته لطمأنة جبهته الداخلية، وخصوصاً مستوطني المستعمرات الشمالية الذين يبدون قلقاً وانعدام ثقة تجاه المؤسستَين العسكرية والسياسية في إسرائيل، في ظلّ انعدام أفق الحلول الكفيلة بطمأنتهم حيال مستقبل وجودهم في الشمال، يتصرف هؤلاء على أساس أن لا عودة قريبة محتملة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول 2023. وفي هذا الإطار، ذكر موقع «والاه» أنه بعد الإنذار الذي وجّهته إدارة أحد الفنادق لمستوطني كريات شمونة بضرورة إخلاء الفندق مطلع آذار المقبل، رفض رئيس بلدية كريات شمونة الأمر واعتبره تهجيراً قسرياً، وحثّ المستوطنين على البقاء في الفندق حتى لو أدى ذلك إلى تصادم مع الجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أنه بعد خطاب السيد نصر الله الذي هدّد بأن صواريخ حزب الله يمكن أن تصل إلى إيلات، سُجّلت زيادة بنسبة 287% في شراء أجهزة الطوارئ كالمصابيح الكهربائية والبطاريات وأجهزة الشحن والمولّدات. فيما اشتكى رؤساء المجالس والمستوطنون الذين بقوا في مناطق القتال في الشمال من تصرفات الجنود الإسرائيليين الذين يدخلون المستوطنات من دون تنسيق ويسبّبون دماراً ملحوظاً في المنازل السكنية وأماكن الإقامة.
- صحيفة الأنباء عنونت: دموية إسرائيل مستمرة.. الرئاسة بعيدة ونصيحة من جنبلاط
وكتبت تقول: كارثة جديدة خرقت المشهد اللبناني، حيث وقع مبنى سكني مأهول في منطقة الشويفات، هو الثاني خلال أسبوع، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين، واستمرت عمليات الإنقاذ حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.
فاجعة الشويفات جاءت بعد ساعات قليلة على غارات إسرائيلية دموية في الجنوب، حيث لا تزال قرى الجنوب عرضة للقصف الإسرائيلي بشكل عنيف وتعرّضت بلدة الغازية، القريبة من صيدا، لثلاث غارات متتالية نتج عنها أضرار فادحة في البيوت والممتلكات، بالإضافة إلى إصابة سيارة مدنية واستشهاد ركابها. وكان جيش العدو قد اعترف بأنه قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله بالإضافة الى تعرّض بلدات ميس الجبل ويارين وبليدا الى قصف مماثل.
وقد أفادت المصادر الأمنية بأن رد حزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية لم يتأخر مستهدفاً مواقع عسكرية للعدو في معظم المستعمرات اليهودية شمال الأراضي المحتلة وفي مزارع شبعا المحتلة.
المصادر الأمنية وصفت الاعتداءات الإسرائيلية التي جرت بالأمس بالأكثر عنفاً ودموية، خاصة بعد استهداف الغازية. ورأت فيها مؤشراً خطيراً لبلوغ المواجهات العسكرية الخطوط الحمراء بما ينذر بتمددها لتشمل المناطق أوسع، وربما لبنان كله أصبح هدفاً.
في هذا السياق، كان للرئيس وليد جنبلاط نصيحة حيث كتب عبر حسابه على موقع “اكس” قائلاً: “بعد الاعتداءات المتكررة على لبنان من قبل إسرائيل يبدو أننا دخلنا في حرب مفتوحة طويلة قد تستغرق أشهرًا أو أكثر. لذا أنصح كمراقب بضرورة حصر النزاع إذا أمكن في حل المشاكل العالقة الحدودية والتقيد بالقرار 1701 واتفاق الهدنة تفادياً لأي انزلاق إلى المجهول”.
تزامناً، تحركٌ جديد مرتقب على خط رئاسة الجمهورية، حيث يعقد سفراء اللجنة الخماسية اجتماعاً لهم اليوم في قصر الصنوبر لبحث وتقويم الاتصالات التي قاموا بها في الآونة الأخيرة من أجل وضع تصوّر جديد للمرحلة المقبلة والانتقال من الكلام عن المواصفات الى الحديث عن الأسماء ربما.
مصادر سياسية كشفت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من المقرّر أن يزور لبنان في النصف الأول من الشهر المقبل، وقبل حلول شهر رمضان المبارك، وسيطرح على رئيس المجلس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والفعاليات السياسية التي يلتقيها عدداً من الاقتراحات في ملف الرئاسة، إلا أن المصادر نفسها أعربت عن اعتقادها أن انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال بعيد المنال بحسب المعطيات.
على الصعيد الحكومي، يُتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلستين تُخصص الأولى لإقرار خطة المصارف والثانية للبحث بتحسين رواتب القطاع العام والمتقاعدين.
وقد أشار مصدر حكومي لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن الحكومة عازمة على إقرار الخطة المصرفية على ضوء صدور التعميم ١٦١ لانتظام العمل المالي وإنهاء الجدل القائم حول تحديد سعر الصرف، آملا التوصل لاتفاق بين الحكومة وجمعية المصارف ومصرف لبنان.
المصدر الحكومي تحدث عن إمكانية إقرار الزيادات للقطاع العام والعسكريين والمتقاعدين لإنهاء الإجحاف الذي لحق بهم جراء الأزمة الاقتصادية، آملا أن يحظى هذا الموضوع بإجماع الوزراء نظراً لأحقيته.
أسبوع “حام” على ما يبدو داخلياً كما على الحدود، ومؤشرات سياسية يُتوخّى منها أن تُثمر إيجابيات وإن كان من المبكر طبعاً البناء عليها.