قالت الصحف: سباق بين التأليف اللبناني والدولار الاميركي!
الحوارنيوز – خاص
جليا يبدو السباق بين التأليف ومحاولة البدء بمحاولات رسمية لرسم سياسات جديدة تعيد الثقة بالدولة ومؤسساتها محليا وإقليميا ودوليا وبين الدولار الأميركي الذي تحول الى رمز للحصار والخناق، فكلما ارتفعت قيمته أمام سعر الليرة اللبنانية كلما ارتفع منسوب الخوف لدى اللبنانيين على مدخراتهم اللبنانية ورواتبهم والتضخم الذي أكل حت الآن نحو أربعين بالمئة من رواتبهم.
صحيفة "النهار" عنونت لصفحتها الأولى:" سلامة ل "النهار": الودائع بالدولار لن تحول الى الليرة". وكتبت تقول:" في الوقت الذي كانت مجموعات تتظاهر أمام مصرف لبنان في بيروت والمناطق وأمام مقر جمعية المصارف تحت شعار "مش دافعين" وهي تطلق هتافات منددة بالسياسات المصرفية وبتحكم المصارف بأموال الناس وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية، داعية اللبنانيين الى عدم تسديد القروض الى حين الافراج عن الودائع، كان دخان أسود يتصاعد من اجتماع لجنة المال والموازنة النيابية، من خلال ارقام تؤكد تراجع ايرادات الدولة الى حد كبير نتائج تراجع الاموال المحصلة، فضلاً عن تراجع قدرة الدولة على تحقيق الجباية. وكان مشروع موازنة 2020 المحال على اللجنة توقع ايرادات مجموعها 20 الف مليار و942 مليون ليرة، لكن وزير المال علي حسن خليل عدَّل هذا الرقم في ضوء ما تمّ تحصيله عام 2019 مقارنة بما كان متوقعا، ليخفض سقف توقعاته الى نحو 14 الف مليار، أي بخفض 7 آلاف مليار ليرة تقريباً، منها تراجع الايرادات الضريبية من 15 الف مليار و674 مليون ليرة في توقعات المشروع الاساسي الى 9 آلاف و966 مليون ليرة في المشروع المعدل. كما ان ارقام 2019 كانت بدورها كارثية، اذ بينت نتائج المالية العامة ان الايرادات المحصلة حتى تشرين الاول بلغت 11,475 الف مليار ليرة مقارنة بتوقعات لـ18,782 الف مليار للاشهر الـ12 من موازنة 2019.
في المقابل، وبعد البلبلة التي أثارها جواب حاكم مصرف لبنان عن سؤال يتعلق بسعر الدولار، طمأن رياض سلامه اللبنانيين عبر "النهار" الى أن سعر الدولار في المصارف سيبقى مستقراً عند مستواه الحالي المعلن رسمياً من المصرف المركزي، وكانت له سلسلة من المواقف المطمئنة عن ودائع اللبنانيين في المصارف، إذ نفى كل ما يشاع عن توجه لدى القطاع المصرفي الى حظر التعامل بالدولار النقدي مع الزبائن، وحصر التعامل ببطاقات الائتمان والشيكات والتحاويل المصرفية، كما أكد أن لا نية لوقف مد العملاء بالدولار في السنة الجديدة، ولا صحة لما يشاع عن تحويل قسري للودائع بالدولار الى الليرة اللبنانية.
هكذا تسابق الازمة الاقتصادية والمالية كل التوقعات لقرب ولادة حكومة ربما اعتبرها العهد حكومته الاولى وهي سواء ولدت باكراً قبل السنة الجديدة أو تعثرت ولادتها، ستجد نفسها في مواجهة تحدي منع الانهيار أو الحد منه، في ظروف ضاغطة وكارثية قد تطيحها في الشارع قبل انطلاقتها الفعلية.
وفي هذا الاطار، يمضي الرئيس المكلف حسان دياب في اتصالات مع الجهات المعنية وتحديداً مع القوى الداعمة لتكليفه، أي "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي، ويواجه صعوبة بالغة في عقد "صفقات" حكومية مع المكونات الاخرى، في ظل غياب أي مكون سني شريك قادر على توفير الغطاء للحكومة. وعلمت "النهار" ان دياب يملك تصوراً أولياً لعدد الحقائب وتوزعها، وقد اتصل بعدد من الشخصيات التي يرغب في توزيرها، وهو يجد صعوبة في الاسماء السنية تحديداً.
وتحت عنوان:" تأليف الحكومة مؤجل" كتبت "الأخبار" تقول:" منذ تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة، تجري عملية ضخ سياسي وإعلامي تحريضي بأن الرجل جاء بتسمية من فريق 8 آذار، فيما لا يتوقف تيار "المستقبل" بشخص رئيسه سعد الحريري عن تجييش الشارع مذهبياً ضده، مستخدماً كل الأوراق في حملة من المتوقع أن تستعر مطلع العام الجديد
يُختَتم العام الجاري في البلاد على أجواء ضبابية، لم يعرِفها لبنان في عزّ الازمات. إن لجهة "الموت" الإقتصادي واهتزاز الوضعين المالي والنقدي، أو صعوبة استيلاد حكومة الرئيس حساب دياب الذي دخلَ تكليفه أمس أسبوعاً جديداً. ورغم "الدعم" الذي لقيه دياب في الأيام الأولى من تكليفه، صارَ واضحاً بأنه واقِع بين حصارين. الأول، اعتراض تيار المستقبل والمؤسسة الدينية السنية على "تعيينه" من دون رضى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ودار الفتوى، حيث تجري عملية ضخ سياسي وإعلامي تحريضي بأن الرجل جاء بتسمية من فريق 8 آذار، فيما لا يتوقف تيار "المستقبل" بشخص الحريري عن تجييش الشارع ضده، من خلال حملة تشير المعلومات الى أنها ستستعر في الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن تشهد بعض المناطق تحركات شعبية اليوم، بعد صلاة الجمعة، في ظل تأكيد مصادر تيار المستقبل أنه سيكثّف تحركات الشارع بعد عيد رأس السنة. أما الثاني، فعدم تماهي حزب الله وحركة أمل بشكل كامل مع "الضوابط" التي يضعها الرئيس المكلف لتشكيل حكومته.
وليسَ عابراً أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لا يزال يرفض استقبال دياب، فيما ينتظر مع المفتين الآخرين خطوة الحريري المقبلة كما خطوة المملكة العربية السعودية. إذ تشير بعض المعطيات الى تواصل غير مباشر مع العواصم العربية، تتولاه السفارة المصرية في بيروت. ففي غمرة الأحداث الداخلية، يعمل الحريري على جبهات عدّة، تهدف بشكل أساسي إلى العودة إليه لتأليف الحكومة، أو ربط مصيرها بموافقته بشرط ألا يتجاوز عمرها الستة أشهر يعود بعدها كرئيس مكلف من جديد. وهنا تؤكّد مصادر مطلعة "خشيته من أن تعيش الحكومة فترة طويلة، تحدث خلالها تغييرات إدارية واسعة تطال جماعته المنتشرين في كل الإدارات"، كما يخشى أن "ينتقل ولاء قسم كبير من رجال الأعمال والناشطين الى الحكومة الجديدة، وأن يزيد حزب الله من نفوذه في هذه الفترة".
صحيفة "الجمهورية" عنونت:" دياب في مواجهة الحرم السني والتدخلات السياسية" وكتبت تقول:" البناء على الكلام المتفائل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف الدكتور حسان دياب يدفع الى توقّع ولادة الحكومة الجديدة في الايام القليلة المقبلة الفاصلة عن عيد رأس السنة، أمّا البناء على المعطيات الماثلة حول العقبات التي بدأت تواجه سعي دياب لإعداد التشكيلة الوزارية فإنه يدفع الى التشاؤم في إمكان ولادة الحكومة قريباً، خصوصاً بعدما بدأ يظهر انّ دياب يواجه مشكلات عدة تبدأ بالاحجام السني عن المشاركة في حكومته، ولا تنتهي بالخلافات التي بدأت تظهر حول التشكيلة الوزارية وما يُقال عن اندفاع الوزير جبران باسيل الى تسمية جميع الوزراء المسيحيين مستبعداً بقية الافرقاء منها.
علمت "الجمهورية انّ اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف حسان دياب في عين التينة أمس، تخلله عرض لنتائج حركة الاتصالات التي أجراها دياب في الايام القليلة الماضية، اضافة الى بعض النقاط العالقة التي ستتمحور حولها حركة الرئيس المكلف في الايام المقبلة.
وبحسب المعلومات، فإنّ الاجواء توحي بالتقدم، وتحدث بري عن بعض التفاؤل في إمكان ولادة الحكومة في وقت ليس ببعيد، إذا طغت الايجابيات على حركة المشاورات الجارية.
ولفتت المعلومات الى انّ دياب ما زال يصرّ على حكومة مصغرة من 18 وزيراً. وهو عقد امس لقاءات مع الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديموقراطي اللبناني وتيار "المردة" و"اللقاء التشاوري"، وسيستكملها اليوم على الأرجح مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، و"التيار الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي".