سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: رصد لتداعيات مواقف ترامب / ورشة إعادة الاعمار والاعتداءات المتواصلة

 

الحوارنيوز – خاص

تابعت الصحف اليوم رصدها لتداعيات المواقف التي أطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن لبنان ، والتي ترافقت مع اعتداءات نفذها العدو في الجنوب ،وهذه المرة استهدفت أيضا قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لنانّ!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: ترامب وبن سلمان: لبنان أمام “فرصة العمر”… انتخابات طرابلس المتعثّرة تطيح محافظ الشمال

أخطر احتجاج علني لليونيفيل حول “الموقف العدائي” للجيش الإسرائيلي من أفرادها وممتلكاتها قرب الخط الازرق

وكتبت تقول: على رغم “حضوره” ولو باقتضاب، لليوم الثاني في خطب كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بدا لبنان أمس معنياً أكثر من سوريا نفسها بالانعكاسات “المأمولة” والمرجوة لقرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا، علّه يفتح الطريق أخيراً أمام بدء عودة جديّة ومنهجية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم. ومع أن الكلام المقتضب لكل من ترامب وبن سلمان عن لبنان لم يتجاوز الإطار العام المتصل باحتكار الدولة للسلاح كما قال ولي العهد السعودي، أو”فرصة العمر للتخلّص من “حزب الله” كما عبّر الرئيس الأميركي، فإن الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية بدت “متشوّقة” لمعرفة ماذا دار في كواليس زيارتي ترامب للسعودية وقطر حيال لبنان، بما يعني أن ملفه كان حاضراً حتماً ضمن سياق الإطار الواسع للوضع في الشرق الأوسط ومستقبل الحلول التي جرى تداولها حياله والدول التي شهدت وتشهد تطورات حربية ومن بينها لبنان. ولكن مسالة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا وضعت لبنان في مقدم الدول التي ستتلقى الانعكاسات المتصلة بأزمة النازحين السوريين، بما يتوقع معها قيام اتصالات ديبلوماسية كثيفة في الفترة المقبلة بين لبنان وسوريا والولايات المتحدة الأميركية لجلاء الخط البياني المتعلق بملف عودة النازحين السوريين، وهو أمر، كما تؤكد الأوساط المعنية، سيلزم لبنان بتحرك عاجل وفعّال مختلف اختلافاً كبيراً عن المرحلة السابقة لفرض أولوية إعادة النازحين السوريين من أرضه إلى سوريا بعد انتفاء كل الذرائع والحجج والظروف التي حالت دون هذه العودة سابقاً. أما الشق المتعلق بملف الوضع الحدودي مع إسرائيل، فينتظر استئناف التواصل الديبلوماسي بين لبنان والجانب الأميركي، علماً أن ما تردّد أخيراً عن زيارة قريبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس لبيروت لم يكن صحيحاً، إذ يبدو أن أي زيارة جديدة لها ترتبط بمراقبة الجانب الأميركي للإجراءات اللبنانية المتصلة بنزع السلاح في جنوب الليطاني وشماله ومدى التقويم الإيجابي أو السلبي الذي يجريه الجانب الأميركي في هذا الشأن.
وأما الموقفان السعودي والأميركي من لبنان خلال انعقاد القمة الأميركية- الخليجية في الرياض أمس، فتمثل الأول منهما في ذكر ولي العهد السعودي للموضوع اللبناني في الكلمة التي القاها بقوله: “نجدد دعمنا للجهد الذي يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته”.
وبدوره، قال الرئيس ترامب عن لبنان: “إن لبنان يحظى بفرصة جديدة مع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين، وأن هناك فرصة حقيقية لمستقبل خالٍ من “حزب الله” في لبنان”، مؤكداً أن “فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه”.
من جهته، جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ التاكيد “أننا نريد أن نقدم دعمًا كاملًا للشعب اللبناني، ولدى لبنان الآن رئيس جمهورية وحكومة جديدة وسنستمر في دعم الجيش اللبناني”.
وسط هذه الأجواء، كان لافتاً أن تداعيات التأخير الذي حصل في إنهاء فرز الأصوات في طرابلس وإعلان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في المدينة، تردّدت اصداؤها الفورية لدى مجلس الوزراء الذي بادر إلى وضع محافظ الشمال رمزي نهرا في تصرف وزير الداخلية، بما فسر بإقالته ضمناً تحت وطأة ضجة الفوضى التي تسبّب بها تأخير إصدار النتائج. ولكن وزير الداخلية أحمد الحجار نفى ربط وضع المحافظ بالتصرف بما جرى في طرابلس، إذ قال إنه طلب وضع نهرا في التصرف “كي نعيّن بديلاً منه، وليست انتخابات طرابلس السبب ولا انتماؤه لجهة سياسية لأننا لا نتعاطى مع الموضوع بهذا الشكل”.
وأفادت معلومات أنّ أمينة سر محافظة الشمال قائمقام قضاء زغرتا -الزاوية إيمان الرافعي ستستلم مهام محافظ الشمال بالوكالة.
وتم تعيين محمد قباني رئيسًا لمجلس الإنماء والإعمار، وتم تأجيل تعيين الأعضاء الـ3 المتفرّغين إلى جلسة لاحقة.
وقبيل الجلسة، كان وزير الداخلية أعلن أن عملية فرز نتائج انتخابات طرابلس شارفت على الانتهاء، مؤكدًا أن “كل الأصوات موجودة، ما في شي تبخر، وبالتالي عند بعض الاقلام اضطررنا إلى إعادة الفرز بالكامل، ولكن لا تزوير”. وقال: “نتيجة عدم التحاق عدد من الموظفين، تم الطلب من بعضهم الآخر تلبيتنا، ولكن عدداً منهم لا خبرة كافية له في موضوع ممارسة عملية الانتخاب، ما أدى إلى بعض الشوائب في عملية الفرز، وهذه حقيقة لا ننكرها، ولكن الأمر جرى بحضور المندوبين ووسائل الإعلام، وبالتالي لا تزوير”. وعن المطالبة بإعادة الانتخابات فرعياً، قال الحجار: “وزارة الداخلية لا يحق لها أن تعيد الانتخابات، ولينتظر من يرغب بالطعن صدور النتائج لتقديم الطعون أمام مجلس شورى الدولة”.
اغتيال وصدامات مع اليونيفيل
على صعيد الوضع الميداني في الجنوب، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين على طريق قعقعية الجسر – وادي الحجير. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن “طائرات جيش الدفاع استهدفت منطقة قعقعية الجسر في جنوب لبنان وقضت على أحد عناصر حزب الله والذي كان يشغل منصب قائد مجمع قبريخا في الحزب”.
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارة الإسرائيلية على السيارة في بلدة قعقعية الجسر أدت إلى سقوط ضحية.
وبرز تطور خطير آخر في اعلان “اليونيفيل” في بيان، “قلقها إزاء الموقف العدائي الأخير، الذي اتخذته قوات جيش الدفاع الإسرائيلية والمتعلق بأفراد اليونيفيل وممتلكاتها بالقرب من الخط الأزرق، بما في ذلك الحادث الذي وقع أمس (الثلاثاء) حيث أصابت نيران مباشرة محيط موقع لليونيفيل جنوب قرية كفرشوبا”. وأشارت إلى أن “في حادثة الأمس، التي وقعت قرابة السابعة والثلث مساء، لاحظ جنود حفظ السلام إطلاق طلقتين ناريتين من جنوب الخط الأزرق، أصابت إحداهما قاعدة اليونيفيل”، لافتة إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها موقع لليونيفيل بشكل مباشر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر”. وأوضحت أنها “رصدت ما لا يقل عن أربعة حوادث أخرى تضمنت إطلاق جيش الدفاع الإسرائيلي نيرانه، بالقرب من مواقعها على طول الخط الأزرق”، وقالت: “في الأيام الأخيرة، رصدت اليونيفيل أيضا سلوكاً عدائياً آخر من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي تجاه جنود حفظ السلام الذين يقومون بأنشطة عملياتية، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”.
أضافت: “أفاد جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل الذين كانوا يقومون بدورية مع الجيش اللبناني، بالقرب من مارون الراس، بأنهم استهدفوا بشعاع ليزر من موقع قريب لجيش الدفاع الإسرائيلي. وفي حادثة أخرى جنوب علما الشعب في 7 مايو، وجهت أشعة ليزر نحو دورية تابعة لليونيفيل من دبابتين من طراز ميركافا تابعتين لجيش الدفاع الإسرائيلي. وبينما بدأت الدورية بالتحرك، حلّقت طائرة مسيّرة فوقها على ارتفاع خمسة أمتار تقريبا، وتبعتها لمسافة كيلومتر تقريبا. وفي حادثة منفصلة، في اليوم نفسه، حلّقت طائرة استطلاع مراراً وتكراراً فوق موقع لليونيفيل شرق حولا”، وأكدت أن “اليونيفيل تحتج على كل هذه الأعمال”، مشيرة إلى أنها “تواصل تذكير كل الجهات الفاعلة بمسؤوليتها في ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واحترام حرمة أصولها ومبانيها في كل الأوقات”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: هل سلّمت واشنطن إدارة سوريا ولبنان للسعودية؟ بغداد تنتظر إعلان سلام إطلاق ورشة الإعمار

وكتبت تقول: ينتظر لبنان نتائج زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج لكونها تنعكس على أوضاعه في عدة اتجاهات. ومع أن الواضح، أن بند تقديم العون للبنان اقتصادياً ومالياً لم يكن مُدرجاً على جدول أعمال لا الرئيس الأميركي ولا قادة الخليج، إلا أن ما خلصت إليه الاجتماعات في السعودية على وجه التحديد، جاء ليؤكد أن واشنطن في طريقها إلى ترك ملفات سوريا ولبنان لتدار من قبل السعودية.
وهو ما جرى التعبير عنه في تعامل واشنطن مع الملف السوري لجهة رفع العقوبات “تلبية لطلب” السعودية أو حتى اللقاء بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع.
لكن ما قاله ترامب عن لبنان ظلّ محور ترقّب داخلي، وسوف يراقب لبنان انعكاس هذا الموقف على اجتماعات القمة العربية في بغداد، والتي يترأس وفد لبنان إليها رئيس الحكومة نواف سلام، والسؤال يبقى حول الموقف من ورشة إعادة إعمار ما خلّفه العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، خصوصاً أن الدول العربية المعنية، أو التي بعثت برسائل تعبّر فيها عن الاستعداد للمساعدة في الورشة، أكّدت أن العائق أمامها الآن، لا يتعلق بموقف الولايات المتحدة فقط، لكن بالأساس، كون الحكومة اللبنانية لم تبادر إلى إطلاق برنامج إعادة الإعمار بعد، ولم تعرض خطتها ولا برامجها الخاصة بهذه الخطوة.
وحسب مصادر مطّلعة، فإن دولاً عربية منها العراق وقطر والكويت والجزائر، وحتى دولة الإمارات، أبدت رغبتها في المساهمة في ورشة إعادة الإعمار. ويبدو العرض العراقي هو الأكثر وضوحاً بين كل ما سبقت الإشارة إليه.
وتقول مرجعية على تواصل مع القيادة العراقية، إن المسؤولين العراقيين أبدوا استغرابهم لعدم إقدام الحكومة في لبنان على إطلاق الورشة، وسألوا عما إذا كان ذلك ناجماً عن ضغوط خارجية أو عن رغبة أطراف محلية بعدم إطلاق ورشة الإعمار.
وتضيف المرجعية أن الاتصالات التي جرت مع الحكومة العراقية، كشفت عن استعداد لصرف مبالغ ضخمة في ورشة الإعمار، من بينها صرف الأموال المستحقة للحكومة العراقية كثمن للفيول الذي يؤمّن بصورة مفتوحة لمصلحة شركة كهرباء لبنان.
وكشفت المرجعية، أن المستحقات التي للعراق في ذمة الحكومة اللبنانية ارتفعت من 1.2 مليار دولار إلى 1.8 مليار دولار، وأن الحكومة العراقية تبدي استعدادها لاستخدام هذه الأموال في الورشة، وهي بصدد اتخاذ قرار بإنشاء مؤسسة عراقية رسمية لتولّي الإشراف على هذا المشروع.
وكان مجلس الوزراء استمع أمس إلى رئيس الحكومة حول ملف إعادة الإعمار، وهو قال إن “اللجنة المعنية بمتابعة قرض البنك الدولي البالغ 250 مليون دولار، يمكن أن يكون لديها دور تنسيقي على مستوى إعادة الإعمار”.
وهذه اللجنة مؤلّفة من وزراء معنيين مباشرة بقطاعات محدّدة ستطاولها المشاريع المموّلة من قرض البنك الدولي، ولا تشمل إعادة إعمار المساكن ولا بلدات الحافة الأمامية.
عندها طُرح اقتراح بأنه في حال تخطّت الهبات التي تأمل الحكومة استقطابها، أو القروض التي يمكن عقدها لصالح صندوق إعادة الإعمار، المليار دولار، يمكن تشكيل لجنة أوسع. حيث سيكون بوسع وزارات غير معنية مباشرة بمشاريع البنى التحتية الاستفادة من الأموال لصالح مشاريع أخرى. ولفتت المصادر إلى أن “مجلس الوزراء أضاف على لجنة إعادة الإعمار التي هي برئاسة رئيس الحكومة ومؤلّفة من وزيرة البيئة تمارا الزين ووزير الطاقة جو الصدّي، وزير الاقتصاد عامر البساط ووزيري الاتصالات شارل الحاج والمالية ياسين جابر”.
ترامب ولبنان
بالعودة إلى زيارة الرئيس الأميركي، فهو كان قد قال إن “حزب الله جلبَ البؤس إلى لبنان ونهب الدولة اللبنانيّة. ميليشيا حزب الله وضعت بيروت في المأساة، مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصاديّة والسّلام مع جيرانه”. وقد كانت هذه الكلمات كافية لتحديد معالم المرحلة المقبلة التي تنبئ بمزيد من الضغوط على لبنان.
ومن يعرف فحوى الرسائل العربية التي كانت تصل إلى لبنان ولا تزال حتى الآن، منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، يفهم جيداً أن ترامب تحدّث بلسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وضعَ شرطاً أساسياً لمساعدة لبنان وهو التخلص من سلاح حزب الله.
يقول مطّلعون، إن التوجيه واضح للسلطة الجديدة في ما يتعلق بهذا الأمر، فضلاً عن ربط المساعدات بالعلاقة مع الجيران، وهو تلميح إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وقد حملَ قرار رفع العقوبات عن سوريا، الذي اتّخذه الرئيس الأميركي “تلبية لطلب ابن سلمان” رسالة أخرى إلى السلطة في لبنان، باعتبار أن الرياض تعتقد بأنها “تتلكّأ في تنفيذ ما هو مطلوب”، وجاء التحذير بطريقة غير مباشرة، عبر لفت الانتباه إلى التعامل مع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يقدّم فروض الطاعة، وأكثر مما هو مطلوب منه وهو وافقَ على السير في خطوات تقوده بشكل أو بآخر إلى اتّفاقيات أبراهام وقبض ثمن ذلك وساطة سعودية لدى الأميركيين وفتح باب المساعدات، وبالتالي فإن الرسالة الأميركية – السعودية جاءت بوضوح، أنه على من يريد أن يحظى بما حظيَ به الشرع، أن يبادر إلى تلبية الشروط من دون تلكّؤ.
ترامب قال أيضاً إن “لبنان قادر على التحرر من قبضة حزب الله وإن الرئيس جوزيف عون يمكنه بناء دولة بعيداً عن الحزب”، وقد فسّر المطّلعون هذا الكلام على أنه “ردّ على التعامل المرن والموضوعي لعون مع ملف السلاح وتأكيده الدائم على الحوار كسبيل للحل من دون دفع البلد إلى الانفجار وتخريب العهد”. وتوقّعت أن يزداد الضغط على لبنان في الفترة المقبلة، وقد ترسل واشنطن قريباً إلى لبنان موفدين لتكرار المطالب الأميركية وتذكير عون والحكومة بضرورة الإسراع بالبتّ في ملف السلاح.
في هذا الوقت، يستمر الحوار غير المعلن بين الدولة والحزب، لكن بأشكال مختلفة عمّا يجري تظهيره في وسائل الإعلام. ويبدو أن البحث قد توسّع ليطاول أكثر من نقطة من بينها ملف مؤسسة “القرض الحسن” التي يطالب الأميركيون بإقفالها.
وعلمت “الأخبار” أن المعنيين بالحوار نقلوا أخيراً إلى الحزب “أجواء الضغط الأميركي في هذا الإطار، وبأنها ضغوط متزايدة، رغم أن مسؤولين في الدولة تحدّثوا إلى شخصيات في الإدارة الأميركية وشرحوا حساسية هذا الأمر”.
وقد بادر مسؤولون في الحكومة إلى مطالبة الحزب بـ”التعاون لمعالجته والبحث عن صيغ مقبولة لا تؤدي إلى زعزعة الاستقرار”.
وقد ردّ حزب الله على الرسائل بالقول: “إن مؤسسة “القرض الحسن” هي جمعية لا تبغي الرّبح، وإن توسّعها جاء نتيجة للعقوبات والضغوط التي تعرّضت لها بيئة الحزب واهتزاز الثقة بالمصارف اللبنانية”، كما أوضح الحزب أن “”القرض الحسن” له دور في تخفيف الأعباء عن الناس، حتى في موضوع الإيواء والترميم، واتّخاذ أي خطوة ضده قد يؤدي إلى انفجار في وجه الحكومة وزعزعة الاستقرار وهذا ما يجب أن يعرفه الأميركيون جيداً”.
وفيما تمنّى الحزب أن “ينسحب الجو الإيجابي المتصل بملف السلاح على ملف “القرض الحسن”، وعدم اتّخاذ أي إجراء خارج إطار التفاهمات”، أكّد الحزب “انفتاحه على مناقشة أي فكرة تعالج الموضوع وتساعد الدولة من دون استفزاز البيئة”.

 

  • صحيفة الديار عنونت: ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان
    طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة
    قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد

 

وكتب ميشال نصر في الافتتاحية: لا صوت يعلو على صوت زيارة الرئيس دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية، التي ارادها الاولى في ولايته الثانية الى الخارج. ورغم ان الطابع التجاري قد غلب عليها، من خلال الاتفاقات التي وقعت، والتي ستشكل ركيزة التعاون والتحالفات، كما الاستراتيجيات، التي سيتبعها «العهد الترامبي»، فان السياسة بمفاجآتها لم تغب عن المحطة السعودية، حيث فجر قنبلته التي وعد بها، معلنا عن قراره برفع العقوبات عن سوريا بعد التشاور مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

 

لبنان حاضر في الرياض

 

 

فكما كان متوقعا حضر الملف اللبناني على طاولة القمة الاميركية – السعودية، ليعلن الرئيس ترامب «مد يد المساعدة للبنان» المشروطة «ببناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه».

ووفقا لمصادر ديبلوماسية اميركية، فان الجانب الاميركي طرح مع السعوديين، مسألة دعم الجيش اللبناني وتمكينه من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، مع بحث سبل الدعم الاقتصادي للحكومة الجديدة، في المرحلة المقبلة، حيث ثمة اتصالات لاعادة احياء «المنحة» التي كان سبق وخصصتها الرياض لبيروت، الا ان كل ذلك يبقى مرتبطا بمدى تقدم الحكومة اللبنانية في انجاز التزاماتها ومسؤولياتها في ما خص تطبيق القرارات الدولية والاصلاح، مضيفة، «هناك تغييرات جذريّة في لبنان مع الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، وأميركا لديها الامكانات للتواصل مع المسؤولين يومًا بيوم وساعة بساعة والاصغاء الى احتياجاتهم وجديدهم وشكواهم».

من جهتها رات اوساط سياسية لبنانية، ان لبنان سيكون حتما في مدار التأثير المباشر لنتائج تلك الزيارة ومقرراتها، نظرا الى تداخل وتشابك الملفات الإقليمية المطروحة، والتي هي على تماس مباشر مع الوضع اللبناني، آملة ان تنعكس التفاهمات السياسية التي نجحت الرياض في انجازها وتحديدا على الصعيد السوري، حلحلة في بعض الملفات اللبنانية، من مسالة النازحين، الى تخفيف الضغوط الاميركية وسياسة التشدد التي تمارسها واشنطن.

غير ان المصادر، ابدت قلقها، من لهجة الرئيس الاميركي، الذي ربط المساعدة على ما يبدو «بعلاقات لبنان بجيرانه»، وهو ما قد يكون تلميحا للتطبيع مع اسرائيل، متجاهلا «المعزوفة» الدولية المعتادة في الحديث عن الاصلاح وتطبيق القرارات الدولية.

 

ردود الفعل

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أعرب عن « ترحيبه الكبير بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بمسعى مشكور من سمو ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، متمنياً «ان يكون هذا القرار الشجاع خطوة اخرى على طريق استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها، بما ينعكس خيرا على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها».

 

القمة الخماسية

وسط هذا المشهد الاحتفالي، كانت اشارت مصادر سياسية اميركية – لبنانية، في معرض ردها على ما تردد عن قمة خماسية اميركية – سعودية – سورية – فلسطينية – لبنانية، ستشهدها الرياض، الى ان الجانب السعودي طرح فكرة في هذا الخصوص، دون ان ترقى الى مستوى «الطلب»، نتيجة عدم الحماسة الاميركية، رغم ان انقساما حصل داخل فريق البيت الابيض في شأن هكذا «قمة»، بين مؤيد رأى فيها فرصة مناسبة لطرح مسالة التطبيع واتفاقات ابراهام، وبين متحفظ لما قد يكون لفشلها من تداعيات، قد تجبر واشنطن على اتخاذ قرارات وخطوات هي في غنى عنها، مستدركة ان الملفات الثلاثة ستكون حاضرة بالتأكيد، وستتخذ «مواقف على قدر كبير من الجدية» في شانها.

واعتبرت المصادر ان هدف ولي العهد الذي اراده من القمة، يرتبط بعدة اهداف استراتيجية داخلية وخارجية، تعكس تحول الرياض في دورها الاقليمي من رد الفعل الى المبادرة.

 

زيارة الكويت

وغداة عودة رئيس الجمهورية جوزاف عون من الكويت، كشفت مصادر مواكبة للزيارة ان امير الكويت كان حريصا على التشديد على دعم بلاده المستمر لجهود المجموعة الخماسية الدولية، المستمرة في مواكبة لبنان سياسيا، مؤكدا على مشاركة بلاده في كل المؤتمرات التي ستعقد لدعم لبنان على الصعيد الامني وفي مجال التنمية، واعدا برفع حظر سفر رعاياه الى لبنان في أقرب وقت ممكن، نتيجة الاجراءات التي بدأت الحكومة اللبنانية تطبيقها على هذا الصعيد، آملا في رفع التمثيل الديبلوماسي بين البلدين في القريب.

 

اعتذار عون

الى ذلك، علم ان رئيس الجمهورية وخلافا لما يتم تداوله، قد تلقى دعوة رسمية من الجانب العراقي لحضور القمة العربية السبت في ال 17 من ايار، الا انه ابلغ اعتذاره عن المشاركة، بسبب ارتباطه بموعد مسبق، اذ تشير معلومات القصر الجمهوري ان الرئيس سيغادر في هذا التاريخ الى روما للمشاركة في حفل تنصيب البابا ليو الرابع عشر، في 18 ايار، على ان يرأس الوفد اللبناني الى بغداد رئيس الحكومة نواف سلام.

 

الانتخابات البلدية

ومع انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال وعكار، شكلت مدينة طرابلس الحدث، لتتحول مركزا للاهتمام الرسمي، في ظل تداعيات التأخير في صدور نتائج انتخاباتها البلدية والاختيارية، وحركة الاعتراض التي يشهدها الشارع الطرابلسي على خلفية اتهامات للدولة بتزوير النتائج.

عزز هذا الاعتقاد وعد وزير الداخلية بإصدار النتائج ليل الاثنين فجر الثلاثاء على ابعد تقدير، في محاولة لتهدئة الشارع، بعد احداث اطلاق نار وقطع طرقات شهدتها بعض احياء المدينة، ما استدعى تدخلا من قبل الجيش اللبناني، لإعادة ضبط الوضع.

وبين راي وزيري الداخلية والعدل، بان «عملية فرز الاصوات في الانتخابات لا شك فيها والنتائج موثوق بها»، يصر المعترضون على ان العملية شابها الكثير من المخالفات من كل الانواع، فضلا عن ان عددا من رؤساء الاقلام قد ارتكب اخطاء، شملت جميع اللوائح والمرشحين، ما حتم اعادة عمليات الفرز من قبل لجان القيد، ما طرح تساؤلات جدية حول سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، ما دفع بالجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات، الى المطالبة بإلغاء النتائج واعادة الانتخابات، لتنفيس الاحتقان وتهدئة الشارع الغاضب، خصوصا ان ما رشح من نتائج يؤكد ان العمل البلدي سيكون معطلا، نتيجة الخلطة التي ضمها المجلس البلدي.

 

التشكيلات الديبلوماسية

في الشأن المحلي، اشارت مصادر وزارية الى ان التشكيلات الديبلوماسية باتت في عهدة رئاسة الحكومة منذ حوالى الاسبوع، التي لم تضع ملاحظاتها عليها حتى الساعة، نتيجة الانشغالات الكثيرة لرئيس الحكومة، معتبرة ان المسودة التي وضعها وزير الخارجية واحالها الى الرئاستين الاولى والثانية، راعت المعايير والشروط القانونية الى ابعد الحدود، واعتمدت معايير الكفاءة و«الالتزام»، مع الاخذ بعين الاعتبار مقتضيات «الوفاق الوطني».

 

تحقيقات المرفأ

وفي ما خص التحقيقات المستمرة التي يقوم بها المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، علم ان الوفد القضائي الفرنسي يستعد للقيام بزيارة ثانية الى بيروت لاستكمال النقاشات وتبادل المعلومات والتحقيقات، حيث تعول مصادر حقوقية على التعاون القضائي والامني الفرنسي، الذي سيساهم في تسريع انهاء التحقيقات واصدار القرار الظني، تمهيدا لبدء المحاكمات، خصوصا في ظل التسهيلات السياسية الداخلية التي ساهمت في فكفكة عقد الاستماع للمدعى عليهم من امنيين وقضاة وسياسيين.

 

الحد الادنى

على الصعيد المعيشي، عادت ازمة الاحتجاجات المطلبية تطل في راسها، من اساتذة التعليم الرسمي، الى المتقاعدين العسكريين، وبينهم موظفو القطاع العام والعمال، حيث تجمع اوساطهم على انقلاب الحكومة ورئيسها على الوعود التي قطعوها، متذرعين بعدم توافر الاموال، رغم ان ارقام مصرف لبنان تؤكد ان الحساب 36 العائد للدولة اللبنانية، تبلغ قيمته حوالى خمسة مليارات دولار.

اما بالنسبة لمسالة الحد الادنى للاجور، ففيما راى وزير العمل ان حوالى 100 الف عامل سيستفيدون من رفعه الى ال 28 مليون ليرة، تصر اوساط عمالية على رفض القرار، معتبرة ان ثمة تواطؤا واضحا بين الدولة والهيئات الاقتصادية، رغم ان الاخيرة قادرة على دفع الزيادات وفقا للمطالب العمالية، كونها سعرت بغالبيتها خدماتها وفقا لسعر صرف الدولار منذ مدة، فضلا عن المساعدات غير المباشرة التي تقدمها الدولة اللبنانية لها.

وعليه، تكشف الاوساط عن تحضيرات لسلسة من التحركات بالتعاون مع القوى الاخرى، من مظاهرات واعتصامات، الى حين الحصول على كافة المطالب والحقوق، خصوصا ان حجج الدولة لجهة عدم توافر الاموال ما عادت تنفع، في ظل رفعها للرسوم والضرائب بشكل غير منطقي وغير عادي.

 

رفع سن التقاعد

وفي موضوع غير منفصل، يتوقع ان تبحث الجلسة النيابية العامة، الخميس، تعديل نظام موظفي القطاع العام وتعديل سن نهاية الخدمة والتقاعد للعاملين في الإدارات العامة، في ظل وجود اكثر من اقتراح مقدم، علما ان حكومة الرئيس نواف سلام تبنت المشروع الذي اعدته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي القاضي برفع سن تقاعد الموظفين الى 68 سنة اسوة بالقضاة بدلا من 64 سنة، وفق ما تؤكد اوساط وزارية، الا ان عرضه على الهيئة العامة ينتظر البت في الحد الادنى للأجور.

وعليه ترجح المصادر تعليق البحث في القانون، الى مرحلة لاحقة، في ظل الانقسام الحاصل، بين بعض القوى السياسية يفضل تأجيل البت في الموضوعين الى ما بعد بت الخطة المالية الاقتصادية للاصلاح المصرفي واعادة هيكلة المصارف ورسملتها ودمجها، في مقابل، ممارسة جهات سياسية ضغطا لإقراره سريعا لبت مصير عدد كبير من الموظفين الذين يشملهم القانون.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى