سياسة

بماذا سيعود سلام من المملكة؟ (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

أدى رئيس الحكومة نواف سلام صلاة عيد الفطر المبارك في المملكة العربية السعودية الى جانب ولي العهد محمد بن سلمان.

لا شك أن زيارته ليست للتعبد فحسب، بل للتقرب من المملكة وولي عهدها، أكثر من التقرب للباري تعالى، من أجل ضمان نجاح عهده والوقوف على توجهات المملكة على الصعيدين اللبناني والإقليمي طمعاً ببركتها ودعمها الشخصي والوطني.

ولا شك أيضاً أن للمملكة أفضالا كثيرة على لبنان سابقاً، تتمثل في احتضان عشرات الآلاف من اللبنانيين العاملين في مختلف القطاعات، وفي دعمه والوقوف الى جانب وحدته وسلمه الأهلي والدفاع عن قضاياه المحقة أمام المحافل الدولية، واجتماعات الطائف وما خرجت به في العام 1989 من وثيقة للوفاق الوطني تحولت لاحقا الى جزء لا يتجزأ من الدستور، خير دليل على ذلك.

لكن اليوم المملكة ليست هي المملكة بعد الطائف.

فحساباتها سياسية بإمتياز ولديها شروط سياسية لأي دعم، أعلنت عنها مباشرة ومواربة وهذا حقها.

وفي محاولة لتلمس سياسات المملكة الجديدة، لا بد من رسم الإطار التالي:

      تصفية الإرث السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، منذ اللحظة الأولى لإغتياله ورعايتها المباشرة لعدد من شهود الزور وبعض المشتبه بهم عربا وسعوديين!

لقد فشلت المملكة حتى الآن في  تصفية الإرث السياسي للحريرية رغم كل ما بذلته من مال وضغوط ومحاولة توليد زعامات سنية وغير سنية لوضع اليد على التركة الحريرية، وبقي تيار المستقبل بقيادته الشابة في موقع هو الأول على مستوى الطائفة الكريمة ومن القوى الرئيسة في لبنان.

      تقويض قوة ونفوذ إيران في لبنان من خلال محاصرة حزب الله وإضعافه، فلا دعم لإعمار الجنوب ولا دعم للدولة ومؤسساتها قبل التأكد من زوال هيمنة حزب الله على مقدرات الدولة اللبنانية.

هذا الموقف كان قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان وما نتج عنه من تبدلات في المشهدين اللبناني والإقليمي وقبل الانفتاح الأميركي على إيران. لقد أدركت المملكة مؤخرا بأن حزب الله قوة جماهيرية لا يمكن القفز فوقها، وأن الحلول الأمنية لا تخدم المملكة ولا حلفاءها، لأنها كالرقص على حافة الهاوية، وكمن يرغب بحرق الغابة لإشعال سيجارة!

والأهم أن المملكة أدركت مؤخرا بأن العدو يضع المملكة وسيادتها ووحدتها واستقرارها من ضمن أهدافه المتوسطة المدى، وأن موقفها الرافض لأي حل “لا يضمن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة” هو موضع رفض إسرائيلي، وبالتالي فإن العدو سيبدأ عاجلا أم آجلا بالضغط على المملكة من أجل تغيير موقفها أو غض النظر عما يحصل من جرائم وإبادة في غزة والضفة حتى يصبح أمرا واقعا لا يمكن تبديله!

هذان الركنان هما في صلب سياسة المملكة الخارجية، وسلام سيستمع الى ذلك بعد صلاة العيد وهو يحتسي القهوة السعودية المعززة بالهيل والزعفران، وليس القهوة العربية التي بات التداول بإسمها جرما يعاقب عليه القانون!

وخارج إطار البركة والتبرك، بماذا سيعود سلام؟

هل سيعود بأكثر مما عاد به الرئيس جوزاف عون؟

يبقى أمل اللبنانيين في علاقات أخوة بين بلدين وشعبين لطالما كانا عضدا لبعضهما ويجب أن يبقيا كذلك.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى