قالت الصحف: حوارات مسموحة وأخرى ممنوعة.. مسودة التوصية النيابية
الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم التقارب الحاصل بين مجموع الكتل النيابية حيال قضية النازحين السوريين، وإمكان أن تصدر عن الهيئة العامة للمجلس النيابي اليوم توصية موحدة وبإجماع نيابي. وفي هذا السياق برز سؤال مفصلي لجهة مقاربة ملف الشغور الرئاسي: لماذا الحوار مسموح حيال ملف النازحين وممنوع في ملف الرئاسة؟
الى ملف النازحين ومسودة التوصية النيابية التي كشفتها “الديار” في افتتاحيتها، واصلت الصحف رصد تنامي الاعتداءات الإسرائيلية ورد المقاومة المناسب والمتقدم لجهة كم ونوع العمليات.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: جنبلاط لـ”النهار” عشيّة الجلسة: ليُكمل لبنان ملفّه
وكتبت تقول: تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة النيابية التي سيطرح فيها ملف النزوح السوري من باب مناقشة الهبة الأوروبية وما ستفضي اليه لجهة اصدار توصية ترسم معالم موقف وطني عام يفترض ان يبلور موقفاً لبنانياً حازماً برسم الخارج والداخل سواء بسواء في ملف النازحين.
وعشية هذه الجلسة كان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط موقف عبر عنه عبر “النهار” برز فيه تشديده على أولوية امتلاك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبل ان يحاور الحكومة السورية وقبيل مؤتمر بروكسيل. ومن المقرر ان يتوجه جنبلاط يوم الاحد المقبل الى الدوحة بدعوة من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتشمل زيارته لقاء مع الجالية اللبنانية بتنظيم من السفيرة اللبنانية في قطر فرح بري ولقاءات اخرى. وفي ظل غياب الافق بالنسبة الى اي تقدم راهنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية على رغم جهود اللجنة الخماسية التي تضم سفراء خمسة دول اساسية هي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية وقطر التي تجتمع اليوم لدى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والحاجة الى فصل الرئاسة عن غزة لعدم الصلة اطلاقا بين الاثنين، كما غياب الافق بالنسبة الى اي تهدئة في الجنوب في ظل استمرار الحرب على غزة، ولان موضوع الجنوب “أكبر منا” ويتصل بالقرار 1701، يولي جنبلاط موضوع النازحين المرتبة الاولى من الاهتمام. ويقول لـ”النهار” بوجوب “ان يمتلك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبيل مؤتمر بروكسيل للنازحين السوريين او كما طلبنا في ورقة الحزب قبل محاورة الحكومة اللبنانية الحكومة السورية”. اذ يرى “ان التركيز راهنا في الداخل هو على ما يمكن القيام به ولا سيما موضوع النازحين السوريين. واخر اجتماع مع “حزب الله” حصل بناء على طلب الحزب وزيارة الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا وكان الموضوع يتعلق بالنازحين السوريين بعد الضجة الكبيرة على أثر مقتل المسؤول في القوات اللبنانية باسكال سليمان. والحديث كان ان تقارب الامور بالواقعية فالنازحون موجودون. لنعد الى جملة امور. هناك اسئلة اولا، لماذا توقف تسجيل النازحين السوريين في 2015، وثانيا يجب القيام بفرز بين العامل السوري التاريخي الموجود في لبنان ومن عشرات السنين والذي لا يمكن الاقتصاد اللبناني ان يستغني عنه في قطاعات معينة في الزراعة والبناء”. وهناك في رأي جنبلاط “السوريون الذي يتمتعون بأوضاع مريحة ولا يمكن اعتبارهم من اللاجئين وهناك من تهجر نتيجة الحرب. هل يمكن انشاء مخيمات كما طرحنا في ورقتنا؟”. لا يعتقد جنبلاط ذلك “لان الامر متأخر جدا. وهناك حاجة الى توضيح المقصود بدعم النازحين ودعم البيئة الحاضنة. وثمة حاجة الى القيام بإحصاء ولا سيما للولادات الجديدة بالاشتراك مع مفوضية شؤون اللاجئين”.
ويكرر جنبلاط “وجوب ان نبدأ بأنفسنا على رغم ان تجربة الاردن مع الحكومة السورية مرتين في هذا الإطار من دون نتائج تذكر ولكن نحتاج الى سرعة البت بهذا الموضوع وان نوفر عناصر مقومات ورقة موحدة مع جميع القوى الأساسية”.
الاستعدادات للجلسة
وفي سياق التحضيرات للجلسة النيابية، عُقد أمس لقاء تشاوري في مجلس النواب بهدف وضع تصور موحد لإطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجيه، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم. وفي معلومات “النهار” ان ممثلي الكتل خرجوا بمجموعة قواسم مشتركة حيال التعامل مع ملف النازحين وتوصلوا الى مسودة توصية ملزمة تتألف من تسعة بنود ولاقت تأييدا من الرئيس نبيه بري.
- صحيفة الأخبار عنونت: تكتيكات جديدة وتفوق استخباري: المقاومة تفرض معادلات اليوم التالي لبنانياً
وكتبت تقول: تشهد جبهة الجنوب اللبناني تصعيداً بوتيرة ومستوى غير مسبوقيْن، ما يشير إلى انعطافة في المواجهة، مع تسجيل زيادة كمية ونوعية في عمليات حزب الله الابتدائية والردية، مقابل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مع بدء الهجوم البري للعدو شرق مدينة رفح. وبرز في الأسبوعين الأخيرين تطور ميداني ذو أبعاد مختلفة، مع إدخال حزب الله على خط المواجهة تكتيكات ووسائل قتالية مغايرة نسبياً لما كانت عليه العمليات في الأشهر الأخيرة، مع تفعيل مضاعف لسلاح الاستخبارات الذي وصل إلى مستويات متقدّمة جداً، لناحية الجمع والمسح المعلوماتي، ما سمح له بتوجيه ضربات نوعية ودقيقة «منها ما يُعلن عنه ومنها ما لا يُعلن»، وفقاً لتعبيرات وسائل إعلام العدو التي بدأت تتملّص، وإن تلميحاً، من تأثير الرقابة العسكرية في منع نشر الكثير مما يحدث على الجبهة مع لبنان. ولذلك، لم تكن العملية النوعية بإسقاط منطاد تجسسي فوق مستعمرة أدميت، بعد تحديد مكان إدارته والتحكّم به، «فلتة شوط»، بل ضمن مسار تصاعدي في انتقاء الأهداف، واستكمالاً لإعماء العين الإسرائيلية عبر التركيز اليومي على التجهيزات التجسسية واللوجستية.
وفي هذا السياق أيضاً، جاء الاستخدام المكثّف للمُسيّرات في عمليات نوعية استهدفت تجهيزات القبة الحديدية والباتريوت في يفتاح ورموت نفتالي وكفرجلعادي وبيت هلل، واستخدام الصواريخ البصرية (ألماس) ضد التجهيزات خلف المواقع المعادية. كما كان لافتاً في الفترة الأخيرة مسار موازٍ بالرد المباشر والفوري على غارات العدو على المنازل المدنية باستهداف مبانٍ في المستوطنات المقابلة. فبعد استهداف الخيام وكفركلا، ردّ حزب الله بقصف مبانٍ في مستوطنة المطلة، وبعد استهداف ميس الجبل استهدف مستوطنة المنارة، وبعد الاعتداء على يارون ومارون الرأس ردّ بقصف مبانٍ في مستوطنة أفيفيم، وعند الاعتداء على قرى في القطاع الغربي ردّ باستهداف مستوطنتي برانيت وشتولا.
عبر هذه الردود المتصاعدة، وإن ضمن قواعد الاشتباك الحالية، ومع تأكيد حزب الله أولاً أن الجبهة اللبنانية عامل إسناد للفلسطينيين في ظل الحرب على غزة، إلا أنه في ما يتصل بالساحة اللبنانية وأبعادها، يؤسّس لمعادلات ميدانية سيكون لها تأثيرها الخاص والمانع للعدو، خصوصاً في ما يتعلق بـ«شهيته» المفتوحة وطموحاته الواسعة حول الترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية التي يسعى إليها بجهود شركائه في أوروبا وأميركا، في المرحلة التي تلي الحرب.
حتى الآن، وهو ما بات واضحاً، أسقط حزب الله الرهانات على إمكان ردعه بالمواجهة وإخضاعه بالتهديد لشروط العدو ومطالباته، وأفهم تل أبيب وصانع القرار فيها، عملياً، أنه على استعداد للذهاب بعيداً في حال قرّرت توسيع المواجهة الحالية إلى ما هو أسوأ، وصولاً إلى المواجهة الشاملة، علماً أن قرار الحرب نفسه لا يزال، حتى الآن، قراراً ابتدائياً من جهة إسرائيل، وردياً دفاعياً من جهة حزب الله، وهي معادلة قابلة للفحص والتدقيق تباعاً وفقاً للمتغيّرات.
واقترن الأداء العملي الميداني على الجبهة، بمواقف صدرت عن حزب الله، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أول من أمس، الذي همّش ما يُحكى عن مبادرات وأكّد على الربط الذي لن ينفك بين جبهتَي لبنان وغزة، أياً كانت السيناريوهات والفرضيات التي ستتجه إليها الجبهتان، وهو ما يبدّد رهانات قد تُطرح على طاولة التقدير والقرار في تل أبيب.
في التقديرات حول ما سيلي، وتحديداً في المدى المباشر، قد يكون الواقع الميداني مرشحاً لمزيد من التصعيد، يُرجح أن لا يقتصر على الحدود، وإن كان سيُحافظ في المدى المنظور على قواعد الاشتباك الكلية بين الجانبين، من دون استبعاد احتمال كسرها أو تجاوزها. وإذا كان الطرفان قد أثبتا حتى الآن إمكانية منع تطور المواجهة المحدودة نحو الأسوأ، فلن يكون الأمر كذلك في ظل التقديرات بتنامي التصعيد والضغوط، ما يعزّز بالتالي مخاوف الإدارة الأميركية، وقد يستدعي تدخلاً أكثر تأثيراً منها للحؤول دون ما كانت تحذّر تل أبيب منه: استمرار الحرب في قطاع غزة، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع على الجبهة اللبنانية.
ولم يستطع العدو وإعلامه القفز فوق محصّلة أيام الارتقاء العملياتي من قبل حزب الله في الفترة الأخيرة، من خلال عمليات استهداف نوعية حقّقت إصابات مباشرة في منصات الباتريوت والآليات والتجهيزات التجسسية مع تسجيل إصابات «مؤكدة» في الأرواح. وقد لفت المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن حزب الله «زاد في الأسابيع الأخيرة معدل إطلاق النار، ونفّذ هجمات أكثر فتكاً وعالية الجودة، وأطلق النار على نطاقات أوسع»، مشيراً إلى أن ربع القتلى على الجبهة الشمالية سقطوا الشهر الماضي بينما انخفض العدد عند حزب الله. وخلص مراسل القناة 14 العبرية في الشمال إلى أن «المعركة الدفاعية التي خاضها الجيش الإسرائيلي طوال الأشهر السبعة على الحدود الشمالية لم تكن ناجحة على الإطلاق، إذ وسّع حزب الله عملياته بدقّة وعلى نطاق أوسع في الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيين».
ميدانياً، واصل حزب الله أمس العمليات النوعية ضد مواقع جيش العدو وتجهيزاته الفنية والتجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. فبعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، استهدف مقاتلو الحزب بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دُمرت وأُفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتمّ تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح. وعلّقت صحيفة «معاريف» العبرية على العملية، بأن «الضرر الذي لحق ببالون المراقبة التابع للجيش الإسرائيلي اليوم هو استمرار لجهود حزب الله لتدمير أصول المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي، ولكنه أيضاً استمرار لاتجاه التصعيد الذي اتّبعه حزب الله في الأيام الأخيرة».
- صحيفة الديار عنونت: اسرائيل تُدمر وتُحرق الجنوب اللبناني والمقاومة تلحق خسائر كبيرة بالكيان الصهويني
قصف قاعدة تجسسية وإحراقها بالصواريخ
توصيات جاهزة تصدر اليوم عن جلسة المزايدات البرلمانية
وكتبت تقول: في الوقت الذي تصعّد فيه “اسرائيل” منذ أكثر من 24 ساعة عمليات تدمير واحراق القرى والبلدات والاحراج جنوبا، تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة التي يعقدها مجلس النواب اللبناني للنقاش بهبة المليار يورو وملف النزوح السوري. فرغم التفاهم المسبق الذي حصل بين الكتل الاساسية يوم أمس الثلاثاء على مجموعة توصيات ستصدر عن الجلسة، فانه يُتوقع ان تتحول حلبة مزايدات وتبادل اتهامات، بخاصة انه سيتم نقلها مباشرة على الهواء.
وبحسب معلومات “الديار” فانه سيصدر عنها حوالى 9 توصيات، ابرزها تشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تتولى التنسيق مع المجتمع الدولي والحكومة السورية لضمان ترحيل القسم الأكبر من النازحين السوريين خلال فترة عام، على ان تُقدم اللجنة تقريرا كل 3 أشهر للمجلس، كما يندرج في اطار التوصيات المرتقبة، العمل مع الدول المعنية على مقاربة جديدة لقانون قيصر لا تمنع تقديم الحوافز اللازمة للنازحين العائدين الى بلدهم والتشدد في تطبيق القوانين اللبنانية المرتبطة بالتصدي للوجود السوري غير الشرعي، وبخاصة لجهة العمالة.
وأشار مصدر نيابي شارك في صياغة التوصيات الى انها ستشكل ارضية وطنية يتم الانطلاق منها والبناء عليها، سواء خلال القمة العربية المرتقبة خلال ساعات او خلال مؤتمر بروكسل المقرر الاسبوع المقبل. وأضاف المصدر لـ “الديار”: “صحيح ان هناك تفاهما وطنيا في مقاربة الملف، لكن ذلك لن يحول دون تبادل الاتهامات خلال جلسة اليوم في إطار تسجيل النقاط السياسية”.
قوافل العودة انطلقت مجددا
وكانت المديرية العامة للأمن العام استأنفت يوم أمس الثلاثاء عمليات العودة الطوعية للسوريين الموجودين في لبنان التي باشرتها منذ العام 2019، وأعلنت في بيان قيامها بتنظيم عودة لرعايا سوريين عبر مركزي الأمن العام الحدوديين في عرسال والقاع، ضمّت 225 شخصاً، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأمنية في الجانب السوري، وبوجود مراقبين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وذكّرت المديرية الرعايا السوريين في لبنان، المسجلين على لوائح المفوضية أو المخالفين لنظام الإقامة، الراغبين بالعودة إلى سوريا التقدم من مراكز الأمن العام لتسجيل أسمائهم.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية- سانا، عن وصول دفعة جديدة من النازحين السوريين العائدين من لبنان إلى البلاد عبر معبر جوسيه بريف حمص.
ولفتت “سانا” إلى أنّه تم عند المعبر تقديم الخدمات الصحية لهم واللقاحات اللازمة للأطفال.
وقال مصدر أمني لـ “الديار” ان “الامن العام اللبناني يواصل التصدي للمخالفات السورية، سواء لجهة الاقامة او العمالة في مختلف المناطق اللبنانية. وهو سيفعّل، الى جانب الاجهزة الامنية الاخرى، عملياته بناء على التوصيات التي ستصدر عن مجلس النواب وعما سيصدر عن مؤتمر بروكسل”.
العدو يُدمّر ويُحرق
في هذا الوقت، وفي إطار عملياته الانتقامية من المقاومة التي نفذت في الـساعة الماضية عمليات عسكرية نوعية، صعّد العدو الاسرائيلي اعتداءاته متقصدا تدمير القرى الحدودية واحراق الاحراج.