سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: حصار وفساد وإنقسام داخلي

 

الحوارنيوز – خاص

يواجه لبنان أزمة مثلثة الأضلاع: حصار خارجي مستتر وفساد سياسي وإداري معلن وإنقسام عامودي لا يساعد على ولوج باب الحلول أو توفير الحد الأدنى من أسباب الصمود.

كيف بدا المشهد في صحف اليوم؟

 

 

  • صحيفة الديار عنونت:” أول جلسة تشريعية تتحوّل الى «مهزلة»
    أزمة الخبز تستعر تمهيداً لرفع الدعم / هوكشتاين في بيروت نهاية الاسبوع الجاري وسط إيجابية حذرة

 

وكتبت تقول:” لم تعكس الجلسة التشريعية الأولى التي عقدها مجلس النواب المنتخب حديثا اي جدية في التعامل مع مرحلة هي الأخطر على الاطلاق في تاريخ لبنان الحديث. وبالرغم من محاولة نواب «التغيير» فرض ايقاع جديد من العمل النيابي بمسعى لتفعيله وفرض نوع من الشفافية بالممارسة، ذهبت الأمور باتجاه أفقد المجلس هيبته خاصة بعد استخدام مصطلحات من قبل البعض خارج إطار اللياقة والاحترام.

وبعد نحو أيام من شح الخبز على الاراضي اللبنانية كافة، دخلت البلاد في الساعات الماضية في ما يشبه الفقدان شبه الكامل للمادة، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة في حديث لـ»الديار» تكرار لسيناريوهات سابقة، بحيث «يُسحب القسم الاكبر من مادة حيوية معينة من السوق لإقناع المواطن بوجوب رفع الدعم عنها لتوافرها، ما يجعل اللبناني امام معادلة المر أو الأمر، فيسكت عن تضخم الاسعار مقابل تمكنه من حصوله على المادة، وآخرها اليوم الرغيف، وهذا ما شهدناه مع البنزين والمازوت وقبلهما الزيت…»

وعلى وقع الحلول الترقيعية للأزمات المتفجرة، يعود الوسيط الاميركي السفير آموس هوكشتاين الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري لبت مصير مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. وقالت مصادر مواكبة للملف لـ»الديار» ان «ايجابية حذرة تحيط بالملف، على وقع تصعيد من الطرفين اللبناني والاسرائيلي يفترض انه طبيعي ومنطقي في مرحلة شديدة الدقة من المفاوضات». فبعد تصعيد حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله بقوله ان «الوقت ليس مفتوحًا وإذا جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون الى المشكل»، قال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، يوم أمس: »نحن نسعى لحلّ مع لبنان بشأن المناطق البحرية المتنازع عليها، لكن أمين عام حزب الله يعيق التوصل لحلّ وهو من سيلحق الضرر بالطاقة ووضع اللبنانيين»، معربا عن أمله «ألا نتدهور إلى حرب أو أيام قتال لكن علينا الدفاع عن قدرتنا على استخراج الغاز دون المس باللبنانيين».

لبنان الطرف الأقوى

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا رونيسكا ان الوسيط الاميركي السفير آموس هوكشتاين آت الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري للبحث في آخر التطورات المتصلة بالمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وقالت مصادر مواكبة للملف أن اتهام غانتس السيد نصرالله بعدم رغبته التوصل لحل، «متوقع ومنتظر. فحزب الله هو الذي يفرض اليوم شروطه ما يجعل لبنان مفاوضا من موقع قوة. لا بل لا نبالغ بالقول انه الطرف الأقوى بالمفاوضات لأنه قادر على منع اسرائيل في حال عدم الرضوخ لشروطه من اية عملية استخراج، علما ان ذلك يسري عليه منذ سنوات وبالتالي لن يتأثر بفشل المفاوضات كما ستتأثر اسرائيل». واضافت المصادر: »يفترض أننا وصلنا الى مراحل متقدمة من هذه المفاوضات ما يدفع طرفيها لرفع السقف بمسعى لتحصيل الكم الأكبر من المكاسب. الوضع دقيق ويفترض ان نكون على مستوى المرحلة ونقف خلف المقاومة اليوم باعتبار ان ورقة التفاوض انتقلت اليها لأنها الطرف الأقوى القادر على لجم واخضاع اسرائيل».

  استعدوا… ربطة الخبز تلامس الـ30 ألفا

وبالرغم من أهمية ملف الترسيم، الا انه لا يتصدر في الوقت الراهن أولويات اللبنانيين المنهمكين بتأمين ربطة خبز لعائلاتهم ما يدفعهم للاصطفاف في طوابير طويلة من الذل منذ أيام، علما انه في الساعات الماضية استفحلت الازمة ما يؤشر الى اقتراب موعد رفع الدعم عن الخبز وهو ما سيؤدي لبلوغ سعر الربطة الواحدة الـ30 ألف ليرة على الاقل.

ويبدو ان كل من رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد يغرد على ليلاه في هذا الملف. ففيما كان الوزير قد وعد برفع تدريجي للدعم وعلى مراحل في حال اقرار مجلس النواب قرض البنك الدولي البالغ 150 مليون دولار للإستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح، وهو ما أقر فعليا يوم أمس خلال الجلسة التشريعية، بدا واضحا ان رئيس الحكومة لا يؤيد خطة الوزير أمين سلام اذ قال بالفم الملآن يوم امس: »هناك تهريب للطحين واذا أردتم وقف التهريب خذوا توصية برفع الدعم فورا والحكومة مستعدة للتنفيذ».

  «المهزلة» التشريعية

وبدل ان يكون مجلس النواب، المؤسسة الوحيدة الفاعلة والقادرة على التخفيف من أزمات اللبنانيين بغياب حكومة فاعلة، على مستوى التحديات، أظهر يوم أمس أنه تحول لحلبة صراع بين النواب الذي ينتظر كل منهم الآخر عند أول هفوة لينقض عليه. وقد شهدت الجلسة الصباحية أكثر من سجال بين رئيسه نبيه بري وعدد من نواب «التغيير» اتسم بقلة الاحترام والخروج عن آداب اللياقة.

وقالت مصادر واكبت الجلسة لـ»الديار» ان نواب «التغيير» يسعون لفرض ايقاع ونمط جديد من العمل النيابي يُقابل برفض مطلق من قبل رئيس المجلس والنواب المحسوبين عليه والمقربين منه، وهو ما سيجعل كل جلسة بمثابة كباش حاد بين طرفين يحاول كل منهما كسر الآخر، ما سيؤدي تلقائيا لحرف بوصلة «التغييريين» عن هدفها». 

 

 

  • صحيفة “الجمهورية” عنونت: المجلس من مُشرّع الى شارع.. والتأليف: عون يردّ الكرة الى ميقاتي

وكتبت تقول:” طغى ضجيج الجلسة التشريعية أمس على ما عداه، فهي كانت الاولى تشريعاً لمجلس النواب الجديد ولم تأت مُنتجة بمقدار ما كانت مناسبة لسجالات حادة دفعت برئيس مجلس النواب نبيه بري الى القول بعد دقائق من انطلاقها: «في ناس جايي تعمل مشكل، وفي ناس هدفها ان لا تتم هذه الجلسة». فيما ظل ملف التأليف الحكومي غائباً عن السمع وحتى عن الاهتمامات الى درجة انّ ايّاً من المداخلات النيابية لم يتطرق اليه، لولا ما نقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تخوّف من عدم تأليف الحكومة الجديدة خلال الفترة المتبقية من عهده، رامياً الكرة في ملعب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

اعتبرت اوساط نيابية انّ ما جرى في جلسة مجلس النواب امس هو «بهدلة» و»شرشحة»، مشيرة الى ان المجلس رسب في أول اختبار تشريعي يخوضه بعد انتخابه. واشارت هذه الاوساط الى انّ «طريقة التخاطب غير اللائقة التي تم اعتمادها ونوعية الإتهامات المتبادلة أظهرتا ان بعض المجلس على الاقل، تفادياً للتعميم، تحول من مُشرّع الى شارع».

 

واعتبرت الاوساط «ان الجلسة التشريعية الأولى بيّنت ان المجلس الجديد المتشظّي ليس على مستوى تحديات الازمة ومخاطرها، وانه يفتقر الى العدد الكافي من القامات والخامات التي يمكن الاتكال عليها في هذه المرحلة الاستثنائية، وبالتالي فإن المكتوب يُقرأ من عنوانه ولا مجال لتوقّع الكثير من هذا المجلس». وشددت على وجوب إقرار كل القوانين الإصلاحية الضرورية قبل الدخول في العطلة المجلسية ثم الاستحقاق الرئاسي وإلا فإنّ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي سيصبح في مهب الريح.

 

ونبّهت الاوساط الى انّ ما حصل امس «قد يبرّر التساؤل عما اذا كان هذا المجلس سيستطيع استكمال ولايته بسلاسة».

 

مشادّة كلامية

وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي قد رفع الجلسة التشريعية مساء امس بعد تجدد الإشكال حول اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى حماية مبنى إهراءات القمح في مرفأ بيروت، اذ حصلت مشادة كلامية على خلفية احتساب الأصوات على حماية الاهراءات، فاتهمت النائبة بولا يعقوبيان المجلس بالتزوير، وردّ عليها النائب علي خليل بحدة قائلا: «قولي أنّ هناك خطأ او احتساباً غير صحيح، ولكن من غير مقبول اتهام المجلس بالتزوير».

 

وإذ اشارت يعقوبيان إلى أنّه «بات من الواضح أن المسؤولين يريدون هدم الإهراءات في مرفأ بيروت»، اشار خليل إلى أنه «كان هناك اليوم إهانة للمجلس النيابي، ومن غير المسموح لزميلتنا ان تتحدث بهذه الطريقة امام الاعلام، لأنها خاطبت المجلس بطريقة غير لائقة، وهذا لا يتناسب لنائب في البرلمان».

 

وأكّد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن «لا أحد ضد أو مع في ملف هدم الإهراءات أو تدعيمها، ولكن كان الحديث إن كان الأمر معجلاً أو يمكننا إحالته إلى اللجان فمَن طَيّر الجلسة هي الافتراءات والاتهامات بالكذب».

  • صحيفة “الأنباء” عنونت:” جنبلاط يصارح اللبنانيين ويحذّر قبل الفراغ.. العلاج بالإصلاح والعين على القطاع العام

وكتبت تقول:” فيما يواصل أهل الربط والنهي في البلد طمر رأسهم في الرمال ومواصلة اللعب على حافة الهاوية رغم كل مآسي الشعب اللبناني، يحافظ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على صراحته مع اللبنانيين معلناً الأمور بأسمائها وحقيقتها، في الأزمة السياسية كما الاقتصادية مروراً بملف ترسيم الحدود وصولاً الى الهموم المعيشية. 

 

جنبلاط حذّر من أن الفترة قصيرة وهي شهر قبل الفراغ لذلك فلننجز أكبر عدد ممكن من دفتر شروط صندوق النقد وعندها نمنع البلد من الانهيار أكثر، قائلاً: “الصواريخ موجودة، لكن هل سيأكل اللبنانيون صواريخ؟ فيجب تحسين القدرة الشرائية ووقف الانهيار الاقتصادي ونزف المصرف المركزي ووقف الدعم عن الأمور غير الضرورية”. 

 

وفيما دعا الى عدم التلهّي بالمحاور الإقليمية ونكتفي بإصلاح الكهرباء والكابيتال كونترول والضريبة التصاعدية والضريبة على الأملاك البحرية وعلى الثروة، تحدث بصراحة في ملف ترسيم الحدود قائلاً: “إيران تقول للأميركيين من الصعب على إسرائيل التنقيب عن النفط والغاز في كاريش دون موافقتنا، كما أن روسيا قد توجّه رسائل إلى الغرب مفادها في حال لم تريدوا الغاز الروسي فممنوع استخراج الغاز من المتوسّط”.

 

وعلى خط الاستحقاق الرئاسي، أكد جنبلاط انه “على المرشحين للانتخابات الرئاسية التقدّم بالبرامج السياسية الاقتصادية الضريبية. وإذا لم نقتنع قد لا نصوّت لأحد”. 

 

في غضون ذلك في اليوميات السياسية، عقد مجلس النواب امس أول جلسة تشريعية له بعد الانتخابات النيابية، فأقرّ مشروع قانون متعلّق بالسرية المصرفية، واتفاقية قرض مع البنك الدولي لاستيراد القمح، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات ومشاريع القوانين. كما تم انتخاب المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لفت إلى أن “أهم مشروع قانون تم إقراره كان ذلك المرتبط بالسرية المصرفية، لأنّه يتيح الشمولية لجهة رفع هذه السرية وتشمل جميع موظفي القطاع العام والجمعيات والأحزاب، وليس فئة معيّنة من موظفي الدولة”.

 

وفي اتصال مع جريدة “الأنباء الإلكترونية، أشار هاشم إلى أنها “المرة الأولى التي يتم رفع السرية المصرفية إلى هذا المستوى منذ عقود، ويتوافق مشروع القانون مع رؤية صندوق النقد الدولي ولا يُعارض القوانين اللبنانية المرعية الإجراء، بل يجاريها”.

 

كما تطرّق إلى الاتفاقية مع البنك الدولي، وذكر أن هدفها “معالجة أزمة الرغيف، وبعد توقيعها من قبل رئيس الجمهورية ونشرها في الجريدة الرسمية، يُمكن للبنان التواصل مع البنك وترجمتها على أرض الواضع”.

 

على خطٍ آخر، انتشرت أخبار مفادها احتمال فك رابطة موظفي الإدارة العامة إضرابها اليوم الأربعاء، بعد التقديمات التي قرّرت الدولة منحها، وهي راتب إضافي، مع منح بدل انتاج ما بين الـ150 والـ300 وبدل نقل 95 ألف ليرة عن كل يوم حضور، على أن يحضر الموظف ثلاثة أيام أسبوعياً.

 

ووفق هذه الحسابات، يُصبح مدخول الموظف الذي يتقاضى أدنى دخل في الإدارة العامة (مليون ليرة)، 5 مليون ليرة شهريا، ويرتفع هذا المبلغ كل ما ارتفع الراتب.

 

رئيسة الرابطة نوال نصر أشارت إلى أن “تقديمات الدولة لا زالت غير كافية، وهي بمجموعها بمثابة بدل نقل، إذ بعض الموظفين يتكلف 400 و500 ألف ليرة يومياً للوصول إلى مركز العمل، كما أن المطالب المتعلقة بالتعليم والاستشفاء لم تؤخذ بعين الاعتبار، وبالتالي ما من جديد تم تقديمه”.

 

ورفضت في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية هذا المبدأ بالتقديمات، واعتبرته استغباءاً للموظفين، مؤكّدة استمرار الإضراب.

 

وعما يُشاع عن احتمال الضغط من خلال الإضراب لإقرار ضرائب كالدولار الجمركي وغيره لزيادة واردات الدولة، نفت نصر هذا الحديث، وأكّدت أن الواردات موجودة والمبالغ مؤمّنة، ولا داعي لإقرار الضرائب لتمويل الزيادات والتقديمات.

 

وبالتالي الكباش سيبقى على حاله الأمر الذي سيزيد المشهد تعقيداً عشية انتهاء العهد والدخول في فراغ من الصعب التوقع بمداه وبتداعياته على كافة الصعد.  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى