سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: حزب الله يثبّت قواعد الاشتباك.. وتشكيل الحكومة في خضم الاشتباك
الحوارنيوز – خاص
بعد عملية تثبيت قواعد الاشتباك الصاروخية للمقاومة عادت الأمور في الجنوب الى طبيعتها، أما في بيروت فما زال الاشتباك الحكومي بين الرئيس المكلف والرئيس الشريك على حاله، وإن قال الرئيس نجيب ميقاتي بأن “الأمور في خواتيمها” لكنه لم يحدد نوع الخاتمة!
-
صحيفة “النهار” عنونت:” اعتراض اهلي نادر ضد صواريخ الحزب” وكتبت تقول:” مع ان المواجهة الجديدة دارت وتدور تحت عنوان معادلة توازن ناري يراد له ان يثبت قواعد الاشتباك مجددا فان ما جرى في الساعات الماضية عند الحدود الجنوبية وعبرها وضع لبنان المتهالك تحت وطأة أضخم أزمات وانهيارات تعرض لها بلد في العالم امام واقع شديد الخطورة من شأنه ان يسترهنه مجددا للصراعات الإقليمية وهذه المرة بشكل سافر للصراع الإيراني الإسرائيلي. ذلك انه بعد ثلاثة أيام متعاقبة من التوترات الحدودية “بالواسطة”، بين إسرائيل وفصائل تنسب غالبا الى بقايا منظمات فلسطينية، تحولت المواجهة أمس الى “مشاغلة” ميدانية مباشرة بين”حزب الله ” وإسرائيل من خلال اعلان الحزب بوضوح تبنيه للقصف الصاروخي على منطقة مزارع شبعا المحتلة. اتخذت المواجهة دلالات متناقضة من شأنها ان ترسم واقعا متغيرا نسبيا لقواعد الاشتباك اذ على رغم التوتر العالي الذي طبع الواقع الميداني فان كلا الطرفين تعمد الإعلان انه يستهدف الاخر في “الأراضي المفتوحة” غير المأهولة وتجنب استهداف القواعد العسكرية المباشرة بما يؤكد ان المواجهة مضبوطة ضمن اطر تجنب الانزلاق الى حرب ومواجهة واسعة اقله حتى الان. غير ان ذلك لا يسقط خطورة “المشي” فوق آسنة الرماح وفي حقل الغام تبدو ابعاده الإقليمية اكبر واخطر من الابعاد اللبنانية نفسها بما يخفف عوامل الأمان الى حدود بعيدة .
واما الحدث الأبرز الذي تكشفت عنه هذه المواجهة امس فكان في بروز طلائع اعتراض اهلي للمرة الأولى على سلاح “حزب الله” وفي مناطق استخدمها لإطلاق الصواريخ وهو تطور نادر وجدي للغاية من شأنه ان يفتح واقعا لا يمكن الحزب تجاهله والتقليل منه ولو ان “عوارض” مذهبية للحادث أثيرت فجأة لتصور الامر كأنه نتيجة حساسيات مذهبية وليست اعتراضية على تسخير الساحة اللبنانية مجددا في قرارات التفرد الأحادية بقرار الحرب والسلم وتجاهل الدولة وكل الفئات اللبنانية الأخرى . اذ ان أهالي شويا في حاصبيا قاموا بمصادرة الراجمة التي استعملتها مجموعة عناصر من “حزب الله” في القصف على مزارع شبعا وتسلم الجيش لاحقا الراجمة والعناصر. وهو تطور لا سابق له في هذا الإطار وقد ترك ترددات واسعة ذكر انها ترجمت بتوترات بين أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله في مناطق عدة. وتعرّض عدد من فانات بيروت- البقاع لاعتداء عند مستديرة عاليه، في وقت انتشر عناصر الجيش على طريق عام الشام عند مستديرة عاليه ومفرق شانيه. وأتت حادثة عاليه بعد قليل على انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يصوّر طرد مجموعة من الشباب الدروز من بائعي الفاكهة ومنعهم من بيع منتوجهم في أحد الأماكن في صيدا. ولكن الأمور عادت إلى طبيعتها في عاليه وتمّ احتواء الإشكالات التي وقعت، ونفذ الجيش دوريات على طول الطريق من شتورة نحو الحازمية .
-
صحيفة “الاخبار” عنونت:” عون يرفع الفيتو في وجه يوسف الخليل” وكتبت تقول في الشأن الحكومي:”المشاورات لتأليف حكومة جديدة تُراوح في دائرة مُفرغة من الأخذ والردّ، والشروط المتبادلة حول توزيع الحقائب والأسماء التي ستتسلّمها. إعلان نجيب ميقاتي من قصر بعبدا أنّ “الأمور في خواتيمها بإذن الله” لا يعني أنّ الملفّ اقترب من “النهاية السعيدة”، فالنقاشات عادت إلى مستوى الوزارات الخدماتية أيضاً، ولم تعد محصورة بالوزارات السيادية.
نتيجة الاجتماع الخامس بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي، تُظهر “كأنّه لم تُعقد أربعة لقاءات سابقة”. يقول مسؤولون مُتابعون لعملية التأليف ذلك، مؤكّدين أنّه “رغم كلّ الروايات عن تطورات ومعطيات إيجابية يُبنى عليها، لا نزال ندور في حلقة مُفرغة”. العودة إلى النقطة الصفر هي الخلاصة التي يخرج بها المسؤولون المُتابعون “بعدما تبيّن عدم تغيّر الشروط الموضوعة منذ أيام تكليف سعد الحريري، ولكنّ ميقاتي لن ينتظر تسعة أشهر، بل هي مسألة أسابيع قليلة على أبعد تقدير، قبل أن يُعلن اعتذاره عن التكليف”. لغة الحسم المُستخدمة من قبل هؤلاء المسؤولين، تُعارضها معطيات أخرى. ولكنّهم يجزمون بأنّ فريق رئاسة الجمهورية “لا يزال مُتمسّكاً بوزارتَي الداخلية والعدل اللتين يعتبرهما حقّاً له، فيما الرئيس ميقاتي مُصرّ أيضاً على أن تكون الداخلية من حصّته، مُتعهّداً بعدم تسمية شخصية استفزازية لأي فريق سياسي”. يُضاف إلى ذلك، وضع عون “فيتو على تولّي مدير العمليات المالية في مصرف لبنان، يوسف خليل وزارة المالية، ومطالبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالحصول على حقيبة الشؤون الاجتماعية، وعدم الاتفاق على كيفية توزيع الحقائب الخدماتية… جمع هذه الشروط يقود إلى وجود تشاؤم كبير في عملية التأليف، وما يجري حالياً هو المساعي الأخيرة للتوصّل إلى اتفاق”. ويؤكّد هؤلاء أنّ “رفض حركة أمل البحث ببديل ليوسف خليل، مردّه طرح عون التبديل بين المالية والداخلية”، علماً بأنّ السبب الرئيسي للإصرار على خليل هو الضغط الذي يُمارسه حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة لتعيين “رجُله” الموثوق، وضمان تطيير التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفرض قرارات سياسية تؤمّن ديمومة مصالح “حزب المصرف”، وهو السبب نفسه الذي يدفع بعون إلى رفض تعيين خليل في المالية. ولكنّ ميقاتي، بعد لقائه عون، نفى المعلومات عن التبديل بين وزارتَي المالية (تُحسب من حصّة رئيس الجمهورية) والداخلية (تُعطى لحركة أمل)، مُعتبراً أنّه “إذا اتُّخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب، فسيشمل ذلك أغلب الحقائب”.
كلام ميقاتي بعد لقائه عون لمدة 45 دقيقة بعد ظهر أمس، وعلى النقيض من كلام المسؤولين المتابعين لسير التأليف، عكس أجواءً “مُريحة” نوعاً ما. قال الرئيس المُكلّف إنّ “الأحداث تتسارع. ما حصل في الجنوب أخذ حيّزاً من الحديث خلال الاجتماع مع فخامته، وهو يُتابع الاتصالات لتهدئة الأوضاع، ونحن نؤكّد أنّ لبنان يلتزم القرار 1701 بكلّ مندرجاته”. أما في ما يتعلّق بالشأن الحكومي، “فبكلّ صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور في خواتيمها بإذن الله”.
قبل يوم الثلاثاء، لن يُعقد أي لقاء بين عون وميقاتي. وما يتردّد في قصر بعبدا أنّ “التشكيلة بحاجةٍ إلى المزيد من الجهد. فبعدما تمّ التوصّل إلى صيغة شبه مكتملة يوم الخميس، طرأت تعديلات ليلاً قبل اجتماع أمس، خلطت الأمور”. هذه التعديلات تتعلّق “بتوزيع الحقائب الخدماتية، وتمسّك حركة أمل بتعيين يوسف خليل، وهو ما لن يقبل به الرئيس عون. واحدة من مهام الحكومة الجديدة الأساسية هي إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. خليل مُدير في “المركزي” وقد يخضع لهذا التدقيق، فكيف يُمكن أن يُعيّن وزيراً للمالية ويُشرف على التدقيق في عمله السابق؟”. أما بالنسبة إلى توزيع الحقائب “الأساسية”، وتحديداً الخلاف حول مثلّث الداخلية ـ العدل ـ المالية، فتقول مصادر بعبدا إنّه “في المبدأ سيبقى كلّ قديم على قِدمه. لم يُعطَ جواب حاسم بهذا الخصوص، لأنّ التركيبة تعثرت بسبب الحقائب الأخرى، وبات يجب إعادة النظر بتوزيع بعضها. إذا تمّ ذلك، يجري إسقاط الأسماء على الحقائب بغضون ساعات”. في المقابل، تنفي مصادر الرئيس المُكلّف لـ”الأخبار” أن يكون الاتفاق قد تمّ على الحقائب “الأساسية”، أو أن يكون عون قد توقّف عن المطالبة بحقيبة الداخلية.
-
صحيفة “اللواء” عنونت:” احتواء التصعيد جنوباً … والتأليف في مربع الحقائب”! وكتبت تقول:” يمكن وصف الأسبوع الأوّل من آب الجاري، بأسبوع الآلام الداخلية، إذ انتقل الوضع من استحقاق ناري إلى استحقاق عنفي، فإلى الاستحقاق صاروخي، مع ردّ حزب الله بالصواريخ من عيار 122 ملم، على ما وصفه بقصف “اراض مفتوحة” في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من العيار المذكور.. في محاولة لإعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك الناجمة عن وقف العمليات الحربية في 14 آب عام 2006، بعد حرب الأيام الـ33؟
المهم ان الأحداث الخطيرة من اشتباك خلدة إلى اشتباك الجميزة، إلى واقعة الصواريخ، كان يتم احتواء تداعياتها الأهلية والسياسية، بالتزامن مع العودة إلى “عدّاد” الاجتماعات في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التي بدأ اللبنانيون يعتادون على قاموسه الخاص في الكشف عمّا يدور في اللقاءات المتكررة في بعبدا للتوصل إلى صيغة تسمح بصدور مراسيم الحكومة المنتظرة كخشبة خلاص، أو محطة لوقف التدهور والانهيار في الأسعار والدولار والرواتب، وصولا إلى الاهتزازات الأمنية.
اللقاء السادس
وهذا الجو الضاغط، والتداعيات التي ترتبت أو يمكن ان تترتب عليه، حضرت في اللقاء السادس، من زاوية ثبات الموقف الرسمي اللبناني من التزام القرار 1701 بكل مندرجاته، والسعي للتهدئة من خلال دور الجيش اللبناني بالتنسيق مع اليونيفيل.
امّا الملف الحكومي لجهة التأليف، فعاد في الاجتماع السادس إلى مربع الغائب بين سيادية وغير سيادية، فإذا “اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإن عدم المداورة سيشمل اغلب الحقائب” على حدّ تعبير الرئيس المكلف، وهو يغادر قصر بعبدا.
ومن هذه الزاوية، يتضح ان الأمور عادت إلى الاختلاط، وان لا قرار حتى تاريخه بشأن المداورة في الغالب.. الأمر الذي جعل الرئيس ميقاتي لا يتحدث عن موعد اجتماع جديد، بل عن اتصالات ستجري اليوم بين الرئيسين للاتفاق على موعد لقاء..
وكان لافتا للاهتمام كلام الرئيس ميقاتي ان قراره قبل اللقاء مع الرئيس عون: “الصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور بخواتيمها بإذن الله”.
ولاحظت مصادر مطلعة، ان المشاورات حول تشكيل الحكومة بقيت في إطار العموميات، في ظل تكتم كامل حول مجريات النقاش في اللقاءات المتتالية بينهما.واستنادا الى مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، فان تركيز الرئيس المكلف بعد كل لقاء على مجريات الأوضاع العامة، ان كان بخصوص تفاعلات الاستياء الشعبي من تفجير مرفأ بيروت تارة، والوضع بالجنوب بعد عمليات القصف المتبادل، بدلا من تظهير ما تحقق على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، يعطي انطباعا عاما بمراوحة المشاورات الجارية في مكانها، وعدم تحقيق اي اختراق ملموس باتجاه التشكيل، فيما يؤشر الحديث عن مواضيع ومسائل اخرى الى محاولة كسب مزيد من الوقت والتهرب من الاعلان عن الفشل تفاديا لمزيد من الانعكاسات والتداعيات السلبية على الوضع العام.
ومن وجهة نظر المصادر نفسها، فإن تبني حزب الله لإطلاق الصواريخ امس، يؤكد ما كان يتردد، مواربة وبشكل غير مباشر، بأن الحزب لا يرغب تشكيل حكومة جديدة برغم كل ادعاءاته ومواقفه المعلنة، وهو يتلطى ويستفيد من امعان رئيس الجمهورية. بخرق الدستور، وما يمارسه من عراقيل لضمان مصالح وريثه السياسي، فيما تبقى البلاد بلا حكومة والوضع يزداد سوءا.
لكن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لفتت أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا البحث في موضوع توزيع الحقائب وأشارت إلى ان هناك حقائب لم يحصل التفاهم النهائي بشأنها بعد وحقائب أخرى لا مشكلة حيالها.
اما موضوع الحقائب السيادية فقالت المصادر ان البحث حولها يستكمل الأسبوع المقبل بعد عطلة رأس السنة الهجرية واصفة الجو بالجيد.