قالت الصحف: حرارة الاستحقاق الرئاسي ترتفع مع الاقتراب من موعد 15 حزيران
الحوارنيوز – خاص
ترتفع شيئا فشيئا حراة الاستحقاق الرئاسي مع الاقتراب من الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لإنجاز هذا الاستحقاق في 15 حزيران المقبل.
ازدحمت التطورات وبدا المشهد السياسي، وفقاً لإفتتاحات الصحف، كالآتي:
- صحيفة الأخبار عنونت: معارضو فرنجية قرّروا المواجهة
وكتبت تقول: بات فريق المعارضين لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى الرئاسة على قناعة بأن لا طريق لتقليص فرصه سوى بالتوصل سريعاً إلى اتفاق على مرشح منافِس. وحرصت مصادر هؤلاء أمس على التسويق بأن هذا الاتفاق بات «ناجزاً»، ولم يتبقّ له سوى «الإعلان» الذي سيكشف صدق النوايا من زيفها وهدف كل طرف منه، سواء كان جدياً أو مناورة أو ابتزازاً أو حرق أسماء، خصوصاً أنه كلما عُمّمت أجواء إيجابية تُعّمم عاجلها ما يشكك فيها، كإعلان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أول من أمس، أنه سيواصل طرح علامات استفهام حتى يرى بعينيه النائب جبران باسيل يقترع للوزير السابق جهاد أزعور.
في هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن الأحزاب المسيحية الثلاثة أبلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي أنها اتفقت، مع نواب آخرين، على ترشيح أزعور، وأن الراعي «أثنى على الخطوة وطلب الإسراع في الإعلان عنها، وهو ما يُتوقّع خلال الساعات الـ 48 المقبلة، خصوصاً أن الراعي يريد أن يحمل هذه الورقة إلى لقائه الأسبوع المقبل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون». وبحسب مصادر معنية بالاتصالات، فقد أبلغ باسيل الوسيط الكتائبي، قبلَ ثلاثة أيام، «موقفه الحاسم من ترشيح أزعور، وهو سيعقد اجتماعاً قريباً لكتلته النيابية لبتّ الأمر». ونُقِل عن باسيل أنه «يتوقّع التزام كل نواب التكتل بالقرار بعد صدوره»، على عكس ما تعتقده مصادر قواتية، خصوصاً أن «البحث مع حزب الطاشناق بدأ للتوّ، وقد أبلغ النائب هاغوب بقرادونيان المتصلين به بأن القرار لن يُتخذ قريباً، وسطَ شكوك من جانب داعمي أزعور بتراجع الطاشناق عن التزامه بدعم فرنجية».
وكشفت المصادر أن قادة قوى الاتفاق عقدوا، نهاية الأسبوع، اجتماعات منفصلة مع أزعور الذي زارَ لبنان لثلاثة أيام، «تخللها نقاش مطول مع رئيس حزب القوات سمير جعجع». وقالت مصادر الأخير إن «الانطباع الأول إيجابي لجهة التصور الذي عرضه أزعور لمعالجة الأزمة الاقتصادية».
وبحسب المصادر المطلعة على المفاوضات، فإن «التوافق الشفهي يضمن لأزعور له حداً أدنى من الأصوات قريباً أو مطابقاً لأصوات فرنجية». وأوضحت أن أصوات أزعور ستتأتى من نواب «الجمهورية القوية» (19)، التيار الوطني الحر المضمونين (15)، الكتائب (4)، كتلة تجدّد (4)، إضافة إلى 6 نواب على الأقل من «التغييريين»، ومستقلين مثل غسان سكاف وبلال حشيمي وآخرين. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن «ترشيح أزعور سيفرض نفسه على الوسطاء الخارجيين، خصوصاً فرنسا، ويلزمها وقف الضغوط لمصلحة فرنجية، أقله علناً». غير أنها استبعدت بأن «تغيّر فرنسا موقفها نهائياً من التسوية ربطاً بمصالحها التي تتجاوز الملف الرئاسي». وبحسب المصادر نفسها، فإن «السعودية لم تحرك ساكناً إزاء التوافق على أزعور وأبلغت بعض المستفسرين بتمسكها بموقفها الحيادي».
على خطّ موازٍ، يقود كل من النائبين «التغييريين» مارك ضو ووضاح الصادق معركة أزعور داخل مجموعة «التغيير» نفسها. وبحسب مصادر معنية، يمارس الصادق وضوّ ضغوطاً على زملائهما للقاء أزعور كـ«تكتّل»، وسطَ معلومات تؤكّد رفض النواب حليمة القعقور وإبراهيم منيمنة وسينتيا زرازير وفراس حمدان التصويت له. فيما اعتبر النائب ميشال الدويهي، في اتصال مع «الأخبار»، أنّ «اللقاء ضروري لمعرفة مواقف أزعور من ملفات أساسية في الاقتصاد كصندوق النقد وتوزيع الخسائر، وفي السياسة كمسألة سلاح حزب الله وعلاقات لبنان الخارجية وغيرها من القضايا الشائكة»، و«على أساسها اتخذ قراري بالتصويت له من عدمه». أما منيمنة فوصف ما يحصل بأنّه «تكرار للصفقات السابقة ذات البنود المستترة في غرف مغلقة من دون تقديم أجوبة حول ملفات عديدة عالقة».
ويبدو أن ترشيح أزعور قسّم المجموعة «التغييرية» إلى فريقين، أحدهما، بحسب المعارضين، «ارتضى أن يكون جزءاً من توافق الأحزاب المسيحية على مرشح يواجه مرشح حزب الله، ولا يمانع أن تكون أصواته من ضمن حلف طائفي، والتموضع مع أحد فريقي النزاع»، وآخر قرر «مواجهة المحورين اللذين يتقاسمان البلد، برفض التصويت لأزعور وكذلك لفرنجية، من منطلق أن ليس دورنا دعم فريق على حساب الآخر» كما تقول مصادره. هذا الواقع دفع، وفق المعلومات، بعض النواب «التغييريين» إلى «البحث في تشكيل إطار سياسي جديد له وزن سياسي وقاعدة شعبية، يكون حكماً خارجه الصادق وضو وربما الدويهي نظراً للاختلاف في الخيارات السياسية»، فيما أفادت مصادر لـ «الأخبار» بأن «النائبين أسامة سعد وشربل مسعد قد يكونان من ضمن الإطار الجديد».
وفيما لا يزال موقف كتلة «اللقاء الديموقراطي» مُلتبساً حول الترشيح نفسه، قال متصلون برئيس الحزب «المستقيل» وليد جنبلاط إنه لن يُعلن موقفاً في وقت قريب، وسينتظر نتائج جولة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية على ضوء اتفاق المعارضة، وإنه أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري أن موقف كتلته لن يكون «في جيب أحد». ولفتت مصادره إلى أن «موقف الحزب من ترشيح أزعور لم يعُد كما في السابق، فجنبلاط أول من عرض ترشيحه لكنه سيسير فيه في حال كانَ مرشحاً توافقياً لا مرشح مواجهة مع الفريق الآخر»، ناصحة المعارضة بـ «عدم احتساب أصوات الكتلة التي ستلجأ للورقة البيضاء في حال احتدام الصراع».
في المقابل، لا يزال الفريق الداعم لفرنجية يتعاطى مع الكلام عن اتفاق المعارضة على أنه مجرد مناورة لرفع سقف التفاوض في سياق لعبة الانتظار. وعبّر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عن ذلك أمس قائلاً إن «المرشح الذي يتداول باسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه»، داعياً الفريق الآخر إلى «التوقف عن هدر الوقت وإطالة زمن الاستحقاق».
- صحيفة اللواء عنونت: «الثنائي» يسارع لرفض أزعور: فرنجية أو استمرار الشغور
احتفالات لبنانية بفوز أردوغان.. وإضراب الإدارة لأسبوعين رداً على تنصُّل الحكومة
وكتبت تقول: على بُعد أيام قليلة من نهاية شهر أيار، حدث استقطاب سياسي ونيابي حاسم، عشية شهر الاستحقاق المرتقب:
1 – البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يزور الفاتيكان اليوم لعقد محادثات هناك حول الرئاسة، تسبق زيارته الى فرنسا، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتباحث بما يمكن تقديمه من تسهيلات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
2 – رفض حزب الله، صراحة، ما يحكى عن توافق مسيحي او بين المعارضة بما في ذلك القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على اسم المرشح للرئاسة من قبل هؤلاء الوزير السابق جهاد ازعور لمواجهة النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من «الثنائي الشيعي»، وقوى 8 آذار. واعتبار هذا الترشح، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان «المرشح الذي يجري التداول في اسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه واسقاطه». داعياً الى تفاهم وطني، والتوقف عن هدر الوقت، لا البحث عن مرشح بدل ضائع.. واصفاًَ الموقف «بالوقاحة» لجهة «رفض وصول مرشح للممانعة، والرضى بوصول ممثل الخضوع والاذعان والاستسلام». على حدّ تعبيره..
ولم يشذّ عن هذا الموقف النائب علي حسن خليل (عن حركة «امل») ان الاتفاق لاسقاط فرنجية هو نكد سياسي لا يبني وطناً.
وفي وقت غرق فيه المعنيون في مستنقع احصاء الاصوات وتوزيعها، ازاء اصرار النائب باسيل، ليس فقط الى عدم التوافق على مرشح مع حزب الله، بل السعي الى اسقاط مرشح الحزب فرنجية سارع «الثنائي» الى رفض ازعور، لا لشخصه، بل بسبب «السعي لاستخدامه كورقة لحرق فرنجية واسقاطه» على حدّ تعبير مصادر قيادية في الثنائي لـ «اللواء» بالتزامن مع مخاوف من البطريرك الراعي لهذا الترشيح، ووضعه على الطاولة في الفاتيكان وباريس.
إذاً، المشهد الرئاسي على حاله من الفرز والتباعد فـ«الثنائي» لم يخفِ توجهه: فرنجية او استمرار الشغور الرئاسي.. في وقت نظمت فيه مسيرات احتفالية في بيروت وطرابلس لمناسبة اعادة انتخاب رجب طيب اردوغان رئيساً لولاية جديدة لتركيا.
- صحيفة الديار عنونت: تبنّي ترشيح أزعور لإحراق ورقة فرنجية وانتخاب مُرشح ثالث
حزب الله مُستاء من أداء باسيل: «يعمل اللي بريّحو»!
وكتبت تقول: إذا لم يختلف «التيار الوطني الحر» وقوى المعارضة على بعض التفاصيل، فالأرجح انهم يتجهون هذا الاسبوع الى الاعلان تباعا عن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، وذلك بعد اجتماع كل تكتل على حدة. وقد أُبلغ البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي توجه الى الفاتيكان على ان ينتقل غدا الثلاثاء الى فرنسا بهذا الاتفاق، وقد تم التمني عليه ان يحمله معه الى دوائر القرار الاوروبية، وبخاصة ان يعرضه خلال لقائه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمحاولة لإقناعه بالتراجع عن دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وتعديل المبادرة الفرنسية.
نكد ونكايات؟
وكما هو متوقع، لم يلاق «الثنائي الشيعي» بإيجابية التفاهم المفترض بين الكتل المسيحية الرئيسية على اسم أزعور. ووضعه النائب في كتلة «التنمية والتحرير» علي حسن خليل في خانة «النكد السياسي ومنطق التعطيل والتشفي والمؤامرات الداخلية التي لا تبني وطنا»، معتبرا «ان هذه القوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح الذي دعمناه او تبنيناه». فيما رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ «المرشح الذي يتداول اسمه هو مرشح مناورة، مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه»، داعيًا الفريق الآخر الى «التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق».
وتقول مصادر «الثنائي الشيعي» لـ«الديار» انه «بات واضحا ان «الوطني الحر» وقوى المعارضة لن ينزلوا بأزعور الى المجلس النيابي، لعلمهم انه غير قادر على تجاوز ال50 صوتا، وهم يستخدمون ترشيحه حصرا لإحراق ورقة سليمان فرنجية، لاعتقادهم انهم بذلك يمهدون لتبني مرشح ثالث». وتضيف المصادر: «نحن لن نتنازل عن مرشحنا بهذه السهولة، وجاهزون للمشاركة في اي جلسة تتم الدعوة اليها لانتخاب رئيس، وليفز الذي يستحوذ على العدد اللازم من الاصوات».
وعلمت «الديار» ان الحزب «التقدمي الاشتراكي» ابلغ المعنيين انه «ليس في جيبة أحد»، اي ان سيره بترشيح ازعور ليس محسوما، وان كان اسمه بين الاسماء ال3 التي اقترحها في وقت سابق بمبادرته، الى جانب اسمي النائب السابق صلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزيف عون. كذلك فعل تكتل «الاعتدال الوطني» الذي ربط سيره بأحد المرشحين بالظروف التي ستواكب جلسة الانتخاب، باعتبار ان الطرفين، اي «التقدمي» كما النواب السنّة الاقرب لجو 14 آذار يؤكدان سيرهما بمرشح توافقي لا مرشح مواجهة.
من جهتها، تقول مصادر مطلعة على جو فرنجية لـ «الديار» ان «ترشيح ازعور يجعله مطمئنا لعدم سير القسم الاكبر من النواب السنّة به، ما دام هو اولا مرشح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي غدر برئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، كما مرشح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل المعروف الاجندات، وبكونه لا يبدي الا مصالحه الشخصية على ما عداها من مصالح… من دون او ننسى انه محسوب على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي لا تؤيده الاكثرية السنية».
حزب الله: لا مكان للتراجع
ويوم أمس، شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن «الواقع يفرض أنه لا مجال للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق» … فحزب الله، بحسب مصادر مطلعة على جوه «لا يزال يعوّل على توافق على اسم فرنجية ولو بعد فترة زمنية معينة، حتى يقتنع باقي الفرقاء ان مناوراتهم بأسماء اخرى لن تؤدي هدفها». وتؤكد المصادر ان «التطورات الاقليمية التي تصب كلها لمصلحة محور المقاومة، سيكون لها انعكاس مباشر في لبنان عاجلا او آجلا، لذلك يفترض ان يكون نفسنا طويلا وان نتعاطى بحذر مع كل المناورات التي يقوم بها الآخرون لدفعنا الى خيارات ومسارات لا نريدها». وتضيف: «لا مكان للتراجع لا اليوم ولا غدا، وعلى من يقوم بحسابات ضيقة ان يعيد حساباته منطلقا مما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا».
وبحسب معلومات «الديار»، فقد بدأ عدد من المرشحين المستقلين يستعدون لمرحلة ما بعد احتراق ورقتي فرنجية وازعور، منطلقين من فكرة ان ورقة قائد الجيش هي الاخرى باتت شبه محروقة. ويعتبر هؤلاء ان الاشهر ال٣ـ المقبلة ستكون كافية لإنهاء مرحلة المرشحين الـ٣ السابق ذكرهم تماما!
الحزب لباسيل: «يعمل اللي بريحو»!
ويبدو حزب الله حاسما بموضوع عدم السير بأزعور تحت اي ظرف من الظروف. وتقول المصادر انه حتى ولو طلب باسيل موعدا من الحزب، فالجواب الذي سيسمعه واضح ومحسوم ومفاده: «يعمل اللي بريحو!»
ولا تنكر المصادر ان «حجم الاستياء من قبل الحزب تجاه باسيل يتسع، لأنه وان كان التصعيد الكلامي تراجع، الا ان الأداء لا يبدو مطمئنا. فالطريقة التي يحاول فيها باسيل الضغط على الحزب من خلال الاتفاق مع «القوات» على ازعور، ظنا انهم بذلك يحاصرونه، مكشوفة ولن تؤدي غرضها».
وتختم المصادر: «تعتقد الكتل المسيحية انها بتبنيها ازعور تدفع بالاستحقاق الرئاسي قدما، من دون ان تعلم انها بطبيعة الحال تزيده تأزما وتعقيدا، لان الحل لا يكون برفع السقوف وفرض مرشحين، انما بالتفاهم والتوافق المفترض ان ينسحبا على كيفية التعامل مع كل المرحلة المقبلة، والا بقينا نتخبط في الانهيار الذي نحن فيه الى اجل غير مسمى».