قالت الصحف: جولة أممية.. ومواقف داخلية تعكس الاختلاف بين التسهيل والتفريط والتمسك بالسيادة

الحوارنيوز – خاص
تابعت صحف اليوم جولة الوفد الاممي الى لبنان والمواقف السياسية التي صدرت أمس عن المراجع الرسمية والقوى المعنية، حيث بدا الاختلاف واضحا بين مجمل هذه المواقف بين التسهيل المدروس لبسط سلطة الدولة وتنفيذ القرار 1701 وبين التفريط المطلق بالسيادة أوالتمسك بها..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: خطاب قاسم الذي لم يفاجئ أحداً عكس الإمعان والذي ترجم مزيداً من الغرق في سياسات الإنكار…
وكتبت تقول:
اكتسبت زيارة وفد مجلس الأمن الدولي للبنان، في توقيتها ومضمونها من خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين وما تبلغه من مواقفهم، كما في زيارته اليوم لمنطقة عمليات القوات الدولية في الجنوب، دلالات مهمة وبارزة لجهة استكمال صورة التطورات المتصلة بمستقبل الوضع في الوقت الذي لا تزال تتردد أصداء توسيع إطار لجنة الميكانيزم وتعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني في اللجنة. ولعل ابرز ما سجل إبان جولة الوفد الاممي على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، تمثل في تظهير الهوة الآخذة في مزيد من الاتساع بين اركان الدولة ولا سيما منهم رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من جهة و”الحزب ” من جهة مقابلة حيال ملف التفاوض اذ اتسم خطاب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم امس بمزيد من التعنت حيال تسليم السلاح للدولة كما بمزيد من العدائية للحكومة من خلال موقفه السلبي الذي كان متوقعا بطبيعة الحال من تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني في الميكانيزم. خطاب قاسم الذي لم يفاجئ أحداً عكس الإمعان والذي ترجم مزيداً من الغرق في سياسات الإنكار، أعاد اثارة السؤال التقليدي الثابت وهو إلى أين تنوي ايران بعد المقامرة والمغامرة بالشيعة في لبنان ما دام الثنائي الشيعي يمضي في معاندة ظروف مخيفة تتربص ببيئته وبلبنان عموماً؟
في المقابل، أبدى المبعوث الأميركي توم براك “قلقا بالغا” من خطر عودة الحرب في لبنان، ودعا إلى مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل. كما أكد براك أن “نزع سلاح الحزب لا يمكن أن يحصل بالقوة”. وأكّد أنّ “السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى في لبنان سيُحسن توجيه الحزب نحو حوار مدني”. واشار برّاك في حديث لسكاي نيوز عربية إلى أنّ “الجيش اللبناني غير قادر على نزع سلاح شريحة واسعة من اللبنانيين بالقوة والموت”. كما ان “بلومبرغ” نقلت عن براك قوله أن “إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق الحزب عسكريا”. وتابع براك: “آن الأوان لإجراء حوار بين لبنان وإسرائيل لإنهاء الوضع المتأزم “.
اما جولة وفد أعضاء مجلس الامن الدولي برئاسة مندوب سلوفينيا والذي ضم الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ممثلة لبلادها ،ً فبدأت بلقاء الوفد مع الرئيس عون الذي اكد للوفد ان لبنان اعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل وكلف سفيرا سابقا ترؤس الوفد اللبناني، لتجنيبه جولة عنف إضافية من جهة، ولان لبنان مقتنع بان الحروب لا يمكن ان تؤدي الى نتائج إيجابية وان وحده التفاوض يمكن ان يوفر مناخات تقود الى الاستقرار والأمان وتجد حلولا للمسائل العالقة وتبعد العذابات عن المواطنين. واكـد الرئيس عون للوفد الدولي ان ما يقوم به لبنان على صعيد التفاوض ضمن لجنة ” الميكانيزم” ليس لارضاء المجتمع الدولي، بل لأنه لمصلحة لبنان.
وقال: “لقد اتخذنا القرار ولا مجال للعودة الى الوراء، وهذا الامر ابلغته لجميع المسؤولين العرب والأجانب الذين التقيتهم بما في ذلك وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو عندما التقيته في نيويورك في شهر أيلول الماضي، ونحن ملتزمون بهذا الخيار. وقد بدأ قبل يومين فصل جديد من المفاوضات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني، واشكر كل من عمل لتسهيل هذا الامرلاسيما السيدة مورغان اورتاغوس التي شاركت في الاجتماع. ان هذه المفاوضات تهدف أساسا الى وقف الاعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الاسرى، وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق. ونأمل ان تؤول هذه المفاوضات الى نتائج إيجابية. لكن لا بد من التأكيد على ان نجاح هذه المفاوضات يرتبط بشكل أساسي بموقف إسرائيل التي يتوقف عليه وصول المفاوضات الى نتائج عملية او فشلها”.وحول مسألة حصرية السلاح، قال رئيس الجمهورية ان هذه المسألة تشكل هدفا أساسيا، نعمل له بعد القرار الذي اتخذ في هذا الصدد وبالتالي فنحن مصممون على تنفيذه وطلبنا من جميع الافرقاء التعاون لتحقيق هذا الهدف الذي لا رجوع عنه وان تطلب ذلك بعض الوقت، لان اللبنانيين تعبوا من المواجهات العسكرية ويجمعون على ان لا قوى مسلحة على الأراضي اللبنانية الا القوى العسكرية والأمنية الشرعية.
وتحدث رئيس مجلس الامن السفير زبوغار مؤكدا التزام المجلس بالاستقرار في لبنان والمنطقة، ودعم سيادة واستقلال لبنان السياسي. وقال:” ان المجلس ينظم المداولات حول الوضع في لبنان وعلى طول الخط الأزرق، وزيارتنا اليوم هي تأكيد إضافي على التزامنا تجاه بلدكم. نأتي إلى بيروت في وقت محوري، من أجل تنفيذ القرار 1701 وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، ونؤمن بان الزيارة تأتي في الوقت المناسب”. أضاف:” نقدّر تقييمكم لتنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار، بما في ذلك التحديات التي تعيق التنفيذ. وفي هذا السياق، نود أن نعرف رأيكم بشأن عملية وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة اللبنانية. نحن ندعم الجهود الدبلوماسية المطلوبة لحل النزاع أو التسوية المتعلقة بالحدود الدولية مع إسرائيل. وندعم البدء في المفاوضات مع سوريا حيث كنّا بالأمس”.
ثم زار الوفد عين التينة واستقبله الرئيس نبيه بري الذي اكد أنّ استمرار إسرائيل بالحرب والعدوان يجددان الحرب. واعتبر أن “تكثيف اللجنة الخماسية المنبثقة عن الاتفاق لاجتماعاتها يُلزم ويفرض على إسرائيل وبشكل فوري وقف النار وبالتالي حربها الأحادية على لبنان”. بدورها وصفت أورتاغوس الاجتماع بأنه “كان إيجابياً”، وأثناء خروجها من عين التينة قالت: “السفير سيمون كرم شخصية مثيرة للإعجاب”، مشيرة إلى أن “اجتماعات الميكانزم أفضل لأنها ضمت مدنيين”.
وفي السراي الحكومية استقبل الرئيس نواف سلام الوفد وأقام مأدبة غداء على شرفه، وعرض سلام مقاربة الحكومة القائمة على ركيزتَي الإصلاح والسيادة، مؤكداً التزامها المضي قدماً في تنفيذ الخطط الإصلاحية وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية. كما أشار إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لحملها على الإيفاء بالتزاماتها في إعلان وقف الأعمال العدائية، بما يشمل وقف الاعتداءات والانسحاب من المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، إضافةً إلى العمل على إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وفي هذا السياق، شدّد الرئيس سلام على حاجة لبنان إلى قوة أممية مساندة بعد انتهاء ولاية قوة اليونيفيل، وذلك لملء أي فراغ محتمل، بما يساهم في تعزيز الاستقرار في الجنوب. وطرح الرئيس سلام إمكان أن تعمل هذه القوة تحت إطار هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO ) أن تكون قوة حفظ سلام محدودة الحجم ذات طابع مشابه لقوة الـUNDOF العاملة في الجولان لجهة طبيعة المهام وضبط الحدود. وعلى هامش استقباله ممثّلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، اجتمع سلام بالسفير الفرنسي هيرفي ماغرو والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وزار الوفد الاممي وزير الخارجية يوسف رجي الذي اكد رداً على أسئلة أعضاء الوفد بشأن سلاح الحزب، أن قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها ليس هدفه إرضاء أي طرف خارجي وإنما هو مصلحةٌ لبنانية لبناء الدولة وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل أراضيها. كما شدد على أهمية إعطاء فرصة للحلول الدبلوماسية بعدما أظهرت الخيارات العسكرية عدم قدرتها على الدفاع عن لبنان وردع الاعتداءات الاسرائيلية عنه.
وأفادت معلومات انه خلال اللقاء الذي جمع الوفد الاممي مع وزير الخارجية، توجّهت الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس بسؤال إلى الوزير رجّي عمّا إذا كان مستعدا لتلبية دعوة وزير خارجية إيران من أجل عقد لقاء في طهران، فأجاب رجّي على الشكل الآتي: “لقد وصلتني الدعوة أيضا من خلال رسالة مكتوبة وُجهّت إلى الوزارة، وأنا كنت أعربتُ خلال مقابلة تلفزيونية قبل أيام عن استعدادي للقاء وزير خارجية إيران في أي دولة محايدة، وهذا ما انا لا أزال مستعدا للقيام به، فانا منفتح على كل الدول باستثناء تلك التي تتدخل بشؤون لبنان، وبالتالي فإن الظروف الحالية لا تسمح بأن يتم هذا اللقاء في إيران، وبالتالي لن ألبّي الدعوة، إلا انني مستعدّ للتواصل معه من أجل اللقاء في بلد آخر”.
وبعد ظهر أمس ألقى نعيم قاسم كلمة قال فيها أن “الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخلياً ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب”، مشيرا الى ان “الحزب لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصراً”. وأضاف “على الحكومة اللبنانية إظهار “بطولاتها” بدءا بوقف العدوان ومستعدون للتضحية حتى النهاية ولن نستسلم”، معتبرا أن “تعيين لبنان لـ”مدني” بلجنة رقابة وقف النار مخالف للقانون وتنازل مجاني وسقطة إضافية للحكومة”، مضيفاً: “على الحكومة دراسة خطواتها جيداً قبل غرق السفينة بالجميع.
وفي السياق السياسي يلقي رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع كلمة في المؤتمر العام للحزب يوم الأحد المقبل مدّتها 45 دقيقة، ستتضمّن مواقف وصفت بانها “عالية السقف من مجمل قضايا الساعة، وسيحدّد خريطة طريق للمرحلة المقبلة كما سيتطرّق الى المراحل التي مرّ بها حزب “القوات” منذ تأسيسه وصولاً الى يومنا هذا”.
- صحيفة الأخبار عنونت: بري يسأل وفد مجلس الأمن: كيف تريدون القرار 1701 وتنهون عمل الـ«يونيفل»؟
قاسم: تعيين مدني سقطة إضافية بعد قرار 5 آب
وكتبت تقول:
جال وفد سفراء وممثّلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على الرؤساء الثلاثة أمس، كما التقى وزير الخارجية يوسف رجّي وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وكان اللقاء الأبرز، هو الذي انعقد في عين التينة مع الرئيس بري.
حيث تحدّث نحو ثمانية من السفراء في الجلسة، وحرص رئيس الدورة الحالية للمجلس سفير سلوفينيا على القول بأن الوفد موجود لإجراء حوار ومعرفة ما هو الأفضل لأجل مساعدة لبنان من أجل تطبيق كامل للقرار 1701، وأن الوفد يريد الاستماع إلى الأفكار اللبنانية حول المرحلة المقبلة.
وعُلم أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تحدّثت قليلاً في الاجتماع، وقالت، إن بلادها تنظر بإيجابية إلى الخطوات التي يقوم بها لبنان على صعيد تطبيق القرار 1701، خصوصاً قرار تسمية دبلوماسي لرئاسة وفد لبنان إلى المفاوضات.
واستمع بري إلى مواقف ممثّلي الدول في مجلس الأمن. وتحدّث مطوّلاً عن الوضع في الجنوب منذ الإعلان عن قرار وقف إطلاق النار، وقال، إنه منذ اليوم الأول، التزم لبنان بكل ما هو مطلوب منه، بينما واصلت إسرائيل الحرب من طرف واحد. وهي تواصل الاحتلال والقصف والاعتداءات واحتجاز أسرى لبنانيين، وهي تريد لنا أن نتفاوض معها تحت النار، وهذا أمر لا يمكن لنا القبول به.
وتوجّه إلى أعضاء مجلس الأمن: تقولون إنكم هنا لأجل ضمان حسن تنفيذ القرار 1701، فماذا تفعلون لإقناع إسرائيل بتطبيقه، ثم كيف تريدون تطبيقه وضمانه، وقد قرّرتم إنهاء مهمة القوات الدولية العاملة في الجنوب، فكيف يستقيم الأمر مع هذا التوجه؟
وأكّد بري «أن الاستقرار يقوم عبر إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها اليومية والانسحاب، ولا سيما بعد تكثيف اللجنة الخماسية المنبثقة عن الاتفاق لاجتماعاتها يفرض على إسرائيل وبشكل فوري وقف إطلاق النار، وبالتالي حربها الأُحادية على لبنان». وقال للوفد، إنه ينقل عبرهم تحذيراً من «أن استمرار إسرائيل في الحرب والعدوان يجدّد هذه الحرب». وتابع: «لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار».
قاسم: القرار سقطة
من جهته، وصف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قرار إرسال مندوب سياسي إلى المفاوضات مع إسرائيل بأنه «تنازل مجاني»، قائلاً، إن «هذا الإجراء هو سقطة إضافية تضاف إلى سقطة 5 آب» عندما قرّرت الحكومة نزع سلاح المقاومة.
وقال قاسم في احتفال أقامه الحزب تكريماً للشهداء من رجال الدين وعائلاتهم الذين استشهدوا في الحرب الإسرائيلية على لبنان، إن في لبنان من يريد مواجهة المقاومة لأنها «تطرح مشروعاً فيه وطنية واستقلال»، مضيفاً أن حزب الله «استطاع أن يعطي تجربة مميّزة على الصعيد الوطني، كانت محط أنظار، وبالتالي أصبح العالم المُستكبِر يريد القضاء على حزب الله»، لافتاً إلى أن الحزب نجح «في بناء علاقة مع أهم تيار مسيحي في سنة 2006 (التيار الوطني الحر)، حيث استطاع أن يعطي نموذجاً لتحالف بين «حزب الله» وقوة مؤثّرة في الساحة المسيحية».
وتطرّق قاسم إلى رسالة «الحزب» إلى البابا لاوون الرابع عشر فقال: «هناك من واجه الرسالة لأنهم وجدوا أنها دخلت إلى القلب وأثّرت أثرها فأرادوا تشويه الصورة لكنهم لن يقدروا». وأكّد قاسم «أن كل هذه السهام ستتكسّر وستزيدنا عزيمة وقوة»، معلناً أن حزب الله ليس في وارد «منح شهادة في أحد»، ولكن أنصح البعض «بعدم إعطاء شهادات وطنية وهم بحاجة إلى تبرئتهم من تاريخهم السيّئ وجرائمهم والحرب الأهلية». وتحدّث قاسم عن الخلافات السياسية داخل لبنان وقال، إنه «يجب تنظيم هذا الخلاف بحسب الدستور والقوانين وفي إطار تحسين شروط الدولة». وأضاف: «الانتخابات النيابية تُبرِز الأمور بحقيقتها وهي حاكمة».
أميركا تُشيد بخطوة تعيين كرم وبرّاك يستبعد قيام الجيش بنزع سلاح قسم من اللبنانيين بالقوة والموت
وعن الوضع في الجنوب جدّد الشيخ قاسم تأكيده أن إسرائيل «عدو توسّعي ولم يلتزم بالاتفاق وهناك اعتداءات دائمة، وهدفها ليس سلاح حزب الله، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان بشكل تدريجي ورسم إسرائيل الكبرى من بوابة لبنان». وقال: «الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا كدولة لبنانية مع العدو الإسرائيلي هي حدود الاتفاق». وكرّر موقف الحزب بأنه «لا علاقة لأميركا بالسلاح وباستراتيجية الدفاع وبخلافات اللبنانيين»، مجدّداً القول: «لا يوجد شيء اسمه بعد جنوب الليطاني وكل الأمور الأخرى لها علاقة باللبنانيين بين بعضهم البعض». وسأل: «هل تقنعوننا بأن القصة فقط نزع السلاح ويُحلّ الوضع في لبنان؟».
وقال قاسم، إنهم «يريدون إلغاء وجودنا… يريدون نزع السلاح وتجفيف المال ومنع الخدمات وإقفال المدارس والمستشفيات ويمارسون منع الإعمار والتبرّعات ويهدّمون البيوت»، معلناً أن الحزب «سيحفظ العهد وأمانة الشهداء، ولن يتراجع، وسيكون بأسنا أشدّ وأشدّ ولن نستسلم… سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا ونحن مستعدّون للتضحية إلى الأقصى ولن نستسلم».
وعن تكليف موفد مدني للانخراط في لجنة «الميكانيزم»، قال قاسم: «هذا الإجراء هو سقطة إضافية تضاف إلى سقطة 5 آب. وإسرائيل تريد أن تقول إنها تريدكم تحت النار». ورأى أنه «بذهاب الوفد المدني زاد الضغط والعدوان»، متوجّهاً إلى المسؤولين: «قدّمتم تنازلاً مجانياً ولن يغيّر من موقف العدو ولا من عدوانه»، وقال، إن «مشاركة وفد مدني في لجنة الميكانيزم هو مخالف لأن الشرط كان وقف الأعمال العدائية من جانب العدو». وحذّر من أن «التماهي مع إسرائيل يعني ثقب السفينة وعندها يغرق الجميع».
قوة أممية أو دولية؟
على الصعيد نفسه، نفت أوساط عين التينة أن يكون وفد مجلس الأمن قد تطرّق إلى مسألة بديل دولي جاهز لمعالجة الفراغ الذي سيتركه إنهاء عمل قوات اليونيفل في جنوب لبنان. ويشار هنا إلى أن زوار الرئيس نواف سلام نقلوا عنه أنه ناقش الأمر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومع الأميركيين أيضاً، وأنه يستمع من الموفدين الخارجيين أسئلة حول ما يجب القيام به قبل الموعد المُفترض لإنهاء عمل القوات الدولية في لبنان. وأن هناك أفكاراً كثيرة، بينها ما يتطلّب العودة إلى الأمم المتحدة، وبعض الأفكار الأوروبية تتحدّث عن «قوة أممية» وليس بالضرورة «قوة دولية».
وأعربت مصادر سياسية عن مخاوفها من أن يكون موقف سلام يشكّل ترحيباً، وهو موقف لا يخصّه على الصعيد الشخصي، بل هو موقف يخصّ الحكومة اللبنانية. وحذّرت المصادر من وضع لبنان من جديد أمام تجربة جديدة لقوات متعدّدة الجنسيات، معروفة المهام سلفاً. واستبعدت أن يسير هذا الموضوع بالطريقة التي يتحدّث بها سلام، لأنه قرار يعيد تذكير اللبنانيين بتجربتهم مع القوات المتعددة الجنسيات التي واكبت الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وقد تحوّلت خلال وقت سريع إلى قوات احتلال معادية، ما استدعى مقاومتها سياسياً وعسكرياً وإجبارها على الخروج من لبنان بصورة نهائية.
واشنطن تشيد بسوريا وتنتقد عون
في هذه الأثناء، يواصل الجانب الأميركي الضغط على لبنان من أجل القيام بخطوات أكبر في سياق نزع سلاح حزب الله. وكان اللافت أمس إعلان قائد القيادة المركزية الأميركية، أن «سوريا اعترضت أخيراً شحنات أسلحة متعدّدة كانت متّجهة إلى حزب الله». وأضاف أن «للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين مصلحة مشتركة في ضمان نزع سلاح الحزب». وقد بدا الموقف الأميركي في سياق الدفاع عن حكومة الرئيس أحمد الشرع في سوريا، وأنها تقوم بما يتوجّب عليها في مواجهة تهريب السلاح إلى لبنان. وهو كلام تزامن مع إعلان المبعوث الأميركي توم برّاك أن الاتفاق بين سوريا وإسرائيل هو جزء من الحل للمسألة السورية. وتطرّق إلى الوضع في لبنان، مُعرِباً عن اعتقاده بـ«أن سفيرنا الجديد في لبنان سيلعب دوراً في دفع حزب الله نحو حوار مدني». وأضاف أن «الجيش اللبناني لن ينزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بالقوة والموت».
لكنّ موقف برّاك لم يمنع أعضاء في الكونغرس الأميركي يطالبون الرئيسيْن عون وسلام بالعمل «على نزع سلاح حزب الله الآن، بما في ذلك باستخدام القوة إذا لزم الأمر»، وأن «عدم حصول ذلك، مكّن حزب الله من إعادة تسليح وبناء مواقعه، حتى في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني». وحذّرت الرسالة من أن «الوضع يدفع لبنان إلى حرب متجدّدة، وأن أميركا ستجد صعوبة في استمرار دعمها لحكومة تسمح لمنظمة إرهابية بتحديد مستقبلها».
- صحيفة الديار عنونت: لبنان يُفاوض… و«إسرائيل» تُصعّد… وعود الضمانات تتهاوى في الجنوب
قاسم: المشاركة برئيس مدني سقطة شبيهة بـ 5 آب
رسالة دعم للبنان من مجلس الأمن
وكتبت تقول:
رغم كل التوضيحات التي قدمها رئيسا الجمهورية والحكومة والمجتمع الدولي للصيغة الجديدة لعمل لجنة الميكانيزم، وهي التخفيف من حدة الاعتداءات الاسرائيلية، واحتمال شن حرب كبرى على لبنان، وضرورة تفويت هذه الفرصة على «اسرائيل»، واصلت «إسرائيل» اعتداءاتها على الجنوبيين خلال الساعات الماضية، بعد توجيه الإنذارات بإخلاء المنازل. وهنا تسأل مصادر متابعة: اين الضمانات الدولية بوقف الاعتداءات، اذا وافق لبنان على المباحثات المدنية؟
في المعلومات، ان الانذارات الاسرائيلية الاخيرة موجهة الى رئيسي الجمهورية والحكومة، للتأكيد أن المطالب الاسرائيلية لن تتوقف ولن تتراجع، عن موضوع المفاوضات المباشرة بين الوفدين اللبناني و «الاسرائيلي»، والتقاط صورة الاجتماع المباشر، والمصافحة بين رئيسي الوفدين اللبناني و«الاسرائيلي» وتعميمها على العالم. هذه الصورة يحتاج اليها ترامب ونتنياهو قبل انتخابات «الكنيست»، «والنصفية» للكونغرس ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة اوائل الخريف المقبل.
مرحلة بالغة الخطورة
هذه الاجواء تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة بالغة الخطورة والدقة، مع بداية صيغة العمل الجديدة للجنة الميكانيزم برئاسة مدنيين هما: السفير السابق سيمون كرم عن لبنان ويوري رسنيك عن العدو الاسرائيلي. وتقول المعلومات ان عمل الوفد اللبناني، وتحديدا رئيسه سيمون كرم، وضع تحت مجهر المراقبة من الثنائي الشيعي والقوى الحليفة المتمسكة بالشروط الاتية:
1 – التمسك بالاطار الحالي للمفاوضات، وسيكون للثنائي كلام آخر ومواقف تصعيدية، اذا خرجت المباحثات عن المسار المرسوم.
وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري اعلن في الأول من تشرين الاول عام 2020 عن اتفاق اطار، لاجتماعات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية مع العدو بوساطة اميركية ودولية، هذا الاتفاق الاطار لشكل الاجتماعات، اعتمد صيغة تفاهم نيسان 1996، وشدد على ان البحث يتناول فقط ترسيم الحدود البحرية، من دون التطرق الى اي موقف آخر. وبالنسبة لاجتماعات لجنة الميكانيزم، ينبغي التمسك بالاطار القائم حاليا، وهو مركز الاجتماعات في مقر قوات الطوارئ في الناقورة والوساطة الدولية، وطبعا عدم اللقاء المباشر بين الوفدين اللبناني و«الاسرائيلي»، وان يكون تبادل الأفكار عبر الوسيطين الاميركي والفرنسي، وضرورة التمسك بهذا الاطار مهما بلغت الضغوطات.
وفي هذا الاطار، تستغرب المصادر عدم صدور اي موقف رسمي عن الدولة اللبنانية، والرد بشكل مباشر وواضح وصريح على التسريبات الاميركية والفرنسية والاسرائيلية، عن حصول مفاوضات لاول مرة منذ 40 سنة حول المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي طرحتها واشنطن و«تل ابيب» في اجتماعات لجنة الميكانيزم، وضرورة تأجير المنطقة العازلة الى السعودية ودول الخليج لانعاشها اقتصاديا، وتبقى التوضيحات المبهمة لرئيس الحكومة غير كافية للرد على هذه التسريبات والتساؤلات والقلق الجنوبي العام.
2 – من المعروف ان مرجعية اجتماعات لجنة الميكانيزم، هي نص اعلان وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني الماضي 2024 وقرار مجلس الامن 1701، ويقتضي ذلك عدم الخروج عن هذه المرجعية مهما حاول الوسطاء تغيير وجه المباحثات، ودفعها الى الامور السياسية والاقتصادية والمالية، وهذا ما اكد عليه الرئيس نبيه بري بان المباحثات طابعها تقني فقط، ولا تعنيه اي اتصالات اخرى، ولا يعترف بها «ويصطفلوا».
3 – الوفد اللبناني بصيغته القديمة والجديدة مرتبط برئيس الجمهورية وبقيادة الجيش، والوفد يتحدث باسم لبنان والدولة اللبنانية، وبالتالي لا يجب ان يكون هناك مساحة للاجتهادات والتأويلات من قبل رئيس الوفد، وضرورة العودة المباشرة الى رئيس الجمهورية وقيادة الجيش، عند اي تعقيدات في المباحثات.
4 – الظروف دقيقة وخطرة، وهناك من يحاول تعميم قلق لبناني عام، عبر تحديد مواعيد لحرب اسرائيلية آتية وساحقة، وبان الاوضاع في غزة وسوريا انتهت.
وهنا تسأل المصادر لماذا على لبنان دفع الاثمان الكبرى؟ ومن قال ان قرار مجلس الامن 2803 في غزة نفذ وبات مبرما؟ بينما نرى ان المقاومة ما زالت تمارس عملها بشكل يومي وتنفذ الهجمات، كما ان هناك كلاما اسرائيليا على استعادة حماس قوتها. ومن قال ان الاتفاقات بين «إسرائيل» واحمد الشرع بحاجة إلى اللمسات الاخيرة؟
وتعتبر المصادر ان الصورة ما زالت غامضة، والتنازلات امام الاسرائيلي لن تصل الى اي نتيجة، فـ «اسرائيل» تريد السلام الشامل واتفاقات تكاملية مع العرب، والا فانها لن تتراجع عن فكرة الحرب الشاملة، واغراق المنطقة بحروب من الفوضى.
جولة الوفد الاممي
رسالة دعم اممية للبنان من مجلس الامن الدولي ولقرار رئيسي الجمهورية والحكومة ضم السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني في اجتماع لجنة الميكانيزم، وقد أثنت المندوبة الاميركية اورتاغوس على الخطوة المتقدمة، ووصفت كرم «بالشخصية المثيرة للاعجاب»، واعتبرت ان «اجتماعات الميكانيزم افضل لانها ضمت مدنيين»، واشادت «بالقرار الجريء» للرئيس جوزيف عون والحكومة اللبنانية، وكشفت ان «اجتماع لجنة الميكانيزم في 19 كانون الاول سينجز خطوات عملية».
فيما اكد الرئيس عون ان «قرار التفاوض لا رجعة عنه، لانه لمصلحة لبنان وليس ارضاء للمجتمع الدولي»، واكد ان المفاوضات «تهدف الى وقف الأعمال العدائية الاسرائيلية، واستعادة الاسرى، وبرمجة الانسحاب، وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق». وطالب بدعم الجيش اللبناني «لان مهماته لا تقتصر على جنوب الليطاني، والجيش بصدد رفع عديد عناصره في الجنوب من 10 آلاف جندي الى 20 الفا بعد انسحاب اليونيفيل»، مرحبا «باي دولة ترغب في ابقاء قواتها او جزء منها في ارض الجنوب، لمساعدة الجيش بعد استكمال انسحاب اليونيفيل».
كما زار الوفد الرئيس نبيه بري الذي شرح لاعضائه عدم التزام «اسرائيل» بوقف اطلاق النار، وممارسة عمليات القتل اليومية والاغتيالات، وعرقلة عودة الاهالي الى قراهم في الجنوب، وقال: «لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار، واستمرار اسرائيل في العدوان يجدد هذه الحرب»، ودعا اللجنة الخماسية الى «إلزام اسرائيل وفرض عليها الانسحاب بشكل فوري من الاراضي اللبنانية المحتلة».
وعلم ان لقاء الرئيس بري مع وفد مجلس الامن كان جيدا، وايد ممثل الجزائر موقف بري بالنسبة لعدم التزام «اسرائيل» وقف اطلاق النار، كما سأل احد اعضاء الوفد الرئيس بري عن موقفه من تعيين السفير سيمون كرم، واذا كان معارضا للاسم، فرد رئيس المجلس بالنفي، وانه لا مشكلة مع الاسم مطلقا والحكم على الاعمال. اشارة الى ان اورتاغوس التزمت الصمت خلال الاجتماع.
والتقى الوفد ايضا الرئيس نواف سلام، الذي اكد على قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، وعدم التراجع عن القرار، وضرورة التزام «اسرائيل» بوقف النار. وبعد الغداء الذي اقامه سلام للوفد في السراي، التقى المندوبة الاميركية اورتاغوس على انفراد، وانضم اليهما السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.
ثم انتقل الوفد الى وزارة الخارجية من دون المندوبين الاميركي والفرنسي.
كما استمع الوفد من قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى شرح عن إجراءات الجيش في الجنوب والمهام التي نفذها.
زيارة الى الجنوب
ويذكر هنا، الى ان أعضاء وفد مجلس الامن سيعقدون مؤتمرا صحافيا اليوم بعد جولة لاعضائه في الجنوب. وعلم ان جولة الوفد الأممي في الجنوب قد تتضمن زيارة احد انفاق حزب الله، التي دخلها الجيش اللبناني، وإمكان زيارة احدى القرى واجراء لقاءات مع الاهالي، بالاضافة الى زيارة احد مواقع الجيش اللبناني، ولقاء قيادة القوات الدولية.
براك: لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة
يبقى اللافت، ما اعلنه المندوب الاميركي الى سوريا توم براك، بأنه لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة، ولا يمكن للجيش اللبناني ان ينزع سلاح شريحة من الشعب اللبناني بالقوة والموت، و«إسرائيل» لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق حزب الله عسكريا، داعيا الى مفاوضات مباشرة بين لبنان و «اسرائيل»، وأبدى براك مخاوفه من عودة الحرب بين لبنان و «إسرائيل»، و«أعتقد أن سفيرنا الجديد في لبنان سيحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني».
قاسم: هل ستكتفي أميركا و«اسرائيل» بنزع السلاح فقط؟
بدوره، اعتبر الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «المشاركة برئيس مدني في الميكانيزم، مخالفة بوضوح لكل التصريحات التي كانت تقول ان إشراك اي مدني شرطه وقف الأعمال العدائية، وكل خطوة تقدمونها لن تكون الا جزءا لا يتجزا من مطالب «اسرائيل»، وما جرى سقطة اضافية تضاف الى خطيئة قرار 5 اب». ورد الشيخ قاسم على التهديدات وقال: «لا يستطيع احد في العالم ان يمنعنا من قدرة الدفاع، وليجربوا بأمور اخرى وليفتشوا عن مجموعة منهزمة لنقاشها في ذلك»، وسأل: «عندما تقول اميركا و«اسرائيل» أنهما تريدان نزع السلاح، فهل ستكتفيان بنزع السلاح فقط ؟ واكد ان» الحدود التي يجب ان نقف عندها مع العدو، هي حدود الاتفاق الذي يتحدث حصرا عن جنوب الليطاني». وتابع: «نحن نتعاون مع الدولة، ونقول انها اختارت طريق الديبلوماسية لإنهاء العدوان، ونحن معها ان تستمر في هذا الاتجاه».

