قالت الصحف: جمود سياسي داخلي ومساع فرنسية متواصلة ولقاء للكتائب مع حزب الله
الحوارنيوز – خاص
الجمود السياسي يسيطر على الوضع الداخلي المفتوح على ارتفاع متزايد للأسعار مع اقتراب بدء العمل بسعر صرف الدولار الجمركي كما حددته وزارة المالية ب 15000 ليرة لبنانية. في المقابل يواصل الجانب الفرنسي مساعيه مع الجانبين الأميركي والسعودي لإقناعهما بالتراجع عن شروطهما التعجيزية لفك الحصار عن لبنان والسماح للبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية كبداية لبدء التعافي العام.
• صحيفة النهار عنونت: لبنان بين”الاقتحام” الإيراني وقمة بايدن – ماكرون
وكتبت تقول: يبدو ان الأسبوع الطالع سيشكل الحدود الفاصلة بين استمرار جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بالوتيرة الشكلية الروتينية إياها التي طبعت الجلسات السبع السابقة التي عقدها مجلس النواب، او التوقف الظرفي عن الدعوات التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسات الخميس بلا طائل لتمرير شهر كانون الأول، علّ وعسى تنشأ تطورات من شأنها ان تبدل مسار العقم الذي يحاصر ازمة الفراغ الرئاسي. واذا كانت الأجواء المتصلة بالأزمة قد ازدادت تلبداً وتشاؤماً وقتامة في ظل “الاقتحامات” الإقليمية السافرة لمحور “الممانعة” للساحة اللبنانية التي ميزت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في ظل كلام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عن لبنان، كما تسريب كلام لرئيس النظام السوري بشار الأسد حول لبنان، فان هذه التدخلات ولو كانت مألوفة في تاريخ النفوذ المزدوج للنظامين الإيراني والسوري عبر حليفهما الأساسي “حزب الله” وحلفائه الاخرين شكلت تطورا حسيا ملموسا واثباتا إضافيا على الاستباحة الإقليمية للاستحقاقات اللبنانية التي تتيحها ممارسات فريق 8 اذار بالتكافل والتضامن مع الراعيين الإقليميين لهذا الفريق. ولم يكن ادل على ذلك من امتناع أي زعيم او مسؤول او نائب من هذا الفريق عن اعلان أي موقف ولو مبدئي يرفض عبره أي مداخلات خارجية من أي جهة أتت لئلا تشكل عامل تعقيد إضافيا للمسار المأزوم والانسداد المتحكم بأزمة الاستحقاق الرئاسي.
ولكن تباهي مرشد الثورة الإيرانية بتمدد نفوذ نظامه الىِ العراق وسوريا ولبنان وحديثه عن “ابطال المقاومة” في لبنان، بدا من وجهة الرصد الديبلوماسي والسياسي لتوقيت هذه “الاطلالة” بانه تثبيت المثبت لجهة ان طهران تستعرض نفوذها وسطوتها على الساحة اللبنانية لتعزيز أوراق حلفائها في معركة فرض مرشحهم او المضي في تعطيل الاستحقاق لفتح بازار الصفقات الدولية والإقليمية وتحويل لبنان ورقة ضغط ومقايضة للمرور الحتمي بطهران لإنجاز الاستحقاق اللبناني.
وهذا التطور وان لم يكن جديدا لجهة تكرار ادبيات طهران عن تمدد نفوذها الى عواصم عدة في المنطقة في مقدمها بيروت، يضع الاستحقاق اللبناني في عين العاصفة الإقليمية الدائرة حول ايران تحديدا واذرع نفوذها في المنطقة. وفي أي حال سيكون لبنان مدرجا هذا الأسبوع على جدول اعمال المحادثات الأميركية الفرنسية التي ستجرى بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارة الدولة التي يبدأها الأخير لواشنطن غدا الثلاثاء كما اكدت معلومات العاصمة الفرنسية عشية الزيارة .
وتتسم المفاتحة الأميركية الفرنسية المتجددة حول الازمة اللبنانية بأهمية خاصة في ظل تأكيدات البلدين لعمق التفاهم بينهما حول اهدافهما في لبنان لجهة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تلتزم اجندة إصلاحية إنقاذيه تتيح للبنان الحصول على الدعم الدولي. ولن يكون التدخل الإقليمي السافر الذي برز علنا في الاستحقاق اللبناني بعيدا من أجواء هذه المحادثات خصوصا في ظل تصاعد الإدانة الغربية الشاملة للقمع الدموي الذي يمارسه النظام الإيراني ضد الاحتجاجات المتسعة في ايران .
ومع تزايد اخطار الفراغ الطويل، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في حديث تلفزيوني مساء امس انه مؤتمن على دوره وموقعه كرئيس للحكومة ولا يأخذ مكان “فخامة رئيس الجمهورية” وان مجلس الوزراء هو اليوم من يحل مكان رئيس الجمهورية وليس نجيب ميقاتي . وكرر انه مع احترامه للرئيس ميشال عون فان هناك اياد خارجة عن ارادته عطلت تشكيل الحكومة. وقال انه متأكد من وجود ميكروفونات كانت تنقل ما كنا نقوله في قصر بعبدا الى الخارج حتى يسمعها رئيس الظل. واكد انه “لا يتدخل بالقضاء وانا مع متابعة واغلاق ملف رياض سلامة والدستور يخولني أن أدعو لجلسات مجلس الوزراء وسأقوم بالدعوة لاجتماع مجلس الوزراء وكل واحد يتحمل مسؤوليته”.
• صحيفة الديار عنونت: الإنتخابات الرئاسيّة في «كوما المونديال»… جمود يستمرّ الى ما بعد رأس السنة
مفاعيل الدولار الجمركي: الأسعار ترتفع بين ٢٠ و٥٠٪ بعد أيام
مخاوف من تفلّت أمني… وإجراءات مُشدّدة قبل الأعياد
وكتبت تقول: شهدت نهاية الاسبوع الماضي هدوء ملحوظا على الصعد كافة، وجمودا قاتلا على جبهة الانتخابات الرئاسية، يرجح ان ينسحب طوال الشهر المقبل، حتى انتهاء فرص الأعياد وانطلاق العام الجديد. وبالرغم من بعض المساعي والزيارات المتوقعة، وأبرزها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بمحاولة لتحريك المياه الراكدة رئاسيا، فإن المعطيات والجو العام يؤكدان ان اي خرق لن يشهده الملف قبل الربيع المقبل، وان كانت اسماء مرشحين ستحترق، واخرى ستطفو الى السطح خلال الاشهر المقبلة.
في هذا الوقت، يستعد اللبنانيون لموجة جديدة من ارتفاع الاسعار تزامنا مع بدء اعتماد الدولار الجمركي على اساس سعر صرف ١٥ ألفا مطلع الشهر المقبل، اي خلال ايام معدودة، ما سيؤدي الى ارتفاع اسعار الكثير من السلع، في ظل محدودية قدرة اجهزة الرقابة على ضبط السوق وجشع التجار.
أمنيا، يفترض ان تتخذ الاجهزة المعنية اجراءات وتدابير مشددة خلال الايام المقبلة، مواكبة للاحتفالات والنشاطات التي ترافق فترة الاعياد، في وقت عبرت اوساط معنية عن مخاوفها من خلل أمنى يترافق مع الموجة الجديدة لرفع الاسعار، اضافة لفرض المصارف تسديد القروض بالدولار بالفريش مطلع شباط المقبل.
مرحلة عون وفرنجية
وبالعودة الى الملف الرئاسي، قالت مصادر مواكبة عن كثب للمستجدات، ان المعركة الراهنة محصورة بين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وان كل حديث آخر بأسماء أخرى غير جدي وفق المعطيات الراهنة. وتشير المصادر في حديث لـ «الديار» الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد يدعو لجلستين بعد لانتخاب رئيس قبل فرص الاعياد، تتخللها مواصلة الحوارات الثنائية، بعدما بات محسوما عدم استعداده لتوسيع مروحة الحوار كي يكون جامعا وشبيها بحوار ٢٠٠٦، وبخاصة بعد فشل مساعيه الاخيرة في هذا الإطار بضربة عونية- قواتية.
ولا يزال بري يحاول التسويق لفرنجية بتكليف من حزب الله، الذي لم يفقد الامل بعد في ايصال مرشحه مرة جديدة الى سدة الرئاسة. وبحسب معلومات «الديار»، فان الحزب لن يتخلى عن فرنجية، الا إذا أعلن هو انه لم يعد مرشحا، وهو امر لا يبدو على الاطلاق انه سيحصل قريبا. ويرجح البعض ان يكون بعض غزل الحزب بقائد الجيش سببه زكزكة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من خلال القول له ان بديل فرنجية جاهز، وهو قائد الجيش لاقتناعه انه بين الرجلين يفضل باسيل الاول.
الاسعار نار!
في هذا الوقت، وعلى وقع الفراغ المتسلل الى كل المؤسسات ما يؤدي الى شلها، انطلاقا من رئاسة الجمهورية، مرورا بحكومة تصريف الاعمال، وصولا الى مجلس نيابي غير قادر على التشريع ما دام هو هيئة انتخابية، يتوقع ان تشهد البلاد موجة غلاء كبيرة مع بدء مفاعيل الدولار الجمركي على اساس سعر صرف ١٥ الفا. وترجح مصادر مطلعة ان يتراوح ارتفاع الاسعار حسب السلع بين ٢٠ و ٥٠٪، وان يشمل كل السلع دون استثناء بغياب الرقابة الفعلية وجشع التجار.
واذ اكدت مصادر وزارية لـ «الديار» ان الوزارات المعنية ستمارس اقصى درجات الرقابة لجهة حصر رفع الاسعار بالبضائع المستوردة التي يُصنع مثيل لها في لبنان، وبتلك التي تندرج في إطار «الترف والرفاهية»، يبدو محسوما انه لا يمكن الركون عند هذه التطمينات، نظرا لان التجارب في هذا السياق لم تكن يوما مشجعة.
تفلت أمني؟
وكما كل عام، تتفاقم المخاوف الامنية مع انطلاق موسم الاعياد، وهو ما يدفع الاجهزة الامنية الى رفع جهوزيتها، وبخاصة ان الاعياد هذه الفترة تتزامن مع ارتفاع في الاسعار، في بلد يعاني الامرّين من الغلاء بعد وصول سعر الصرف الى عتبة الـ٤٠ الفا. وتخشى مصادر مطلعة في حديث لـ «الديار» من عودة موجة اضطرابات في الشارع، بخاصة في ظل قرار المصارف تقاضي الدفعات الشهرية للمقترضين بالدولار بـ «الفريش»، وهو امر سيتحول قانونيا مطلع شباط المقبل مع قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفع الدولار الرسمي من ١٥٠٠ ليرة الى ١٥ ألف ليرة.
ولا تستبعد المصادر ان تلجأ جهات داخلية وخارجية للعبث بالأمن لفرض امر واقع في الملف الرئاسي، مرجحة ان يحصل ذلك بين شهر نيسان وايار.
• صحيفة الأخبار عنونت: لقاء بين الكتائب وحزب الله في الضاحية بطلب من الصيفي
وكتبت تقول: فيما يُنتظر أن تلتحق جلسة الانتخاب الرئاسية الثامنة الخميس المقبل بسابقاتها، شكلاً ومضموناً، بدا أن كل الأطراف باتت تسلّم بأن سدّ الفراغ الرئاسي لن يكون قريباً، وأن لا جدوى من محاولات فرض رئيس مواجهة أو التعامي عن حقيقة عدم إمكان وصول رئيس معادٍ للمقاومة إلى قصر بعبدا وفق المعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في 11 الجاري.
ولعلّ مصداق هذا التسليم يكمن في “الهجمة الحوارية” التي يتعرّض لها حزب الله، بعيداً من سيمفونية “خطف الدولة” والتسلط” عليها. وفي هذا السياق، فإن خطوط الاتصال بين الحزب وبكركي مفتوحة، على هامش الملف الرئاسي. فبعد زيارة قام بها مستشار البطريرك وليد غياض لرئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد قبل نحو شهر لجس نبض الحزب من بعض الأسماء المرشحة للرئاسة، عُقد اجتماع آخر بين غياض ومسؤولين في الحزب قبل نحو أسبوعين في منزل النائب فريد هيكل الخازن. وبحسب المعلومات، فإن الحزب أكد أن لا مرشح معلناً له بعد، لكنه عرض موقفه و”كيف يفكر” في ما يتعلق بهذا الملف.
وفيما يتصدّر حزب الكتائب “جبهة” التصدي لحزب الله و”سيطرته على لبنان بقوة السلاح والعنف والتهديد والانفراد بالقرارات نيابةً عن الجميع”، وصولاً إلى تلويح رئيسه النائب سامي الجميل، أخيراً، بـ”الطلاق”، علمت “الأخبار” أن لقاء بين الكتائب وحزب الله عُقد أخيراً في الضاحية الجنوبية، بطلب من الصيفي. وقد ضم اللقاء عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمد الخنساء (أبو سعيد) ونائباً من كتلة “الوفاء للمقاومة” والأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر. وفيما نفت مصادر كتائبية الأمر، مؤكدة أنه “عندما نجري أي حوار مع أي طرف في البلد سنعلن عنه”، أكدت مصادر أخرى أن اللقاء “حصل فعلاً، وهو ليس حواراً ثنائياً ولا سرياً، بل تواصل للبحث في شؤون البلد خصوصاً في ما يتعلق بالملف الرئاسي”. وأكدت أن اللقاء مع الكتائب يأتي في سياق سياسة الانفتاح التي يعتمدها حزب الله على كل الأطراف من أجل تخفيف التوتر، وهو شكل من أشكال التواصل الذي يشدد الحزب على ضرورته في هذه المرحلة الحساسة، كما هي الحال، مثلاً، مع بكركي ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
في غضون ذلك، فتحت زيارة النائب جبران باسيل لقطر باب التأويلات خصوصاً أن وجوده في الدوحة يتزامن مع وجود عدد كبير من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والعرب. وفيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن لقاء يمكن أن يجمعه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال مطلعون على مشاورات متصلة بالملف الرئاسي إن قطر ليست بعيدة من لعب دور ضمني في الملف الرئاسي، مشيرة إلى أن “مسؤولين قطريين فاتحوا باسيل باسم قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية بالتزامن مع معطيات تؤكد أن فرنسا مدعومة من واشنطن والرياض باتت أقرب إلى الإعلان عن دعم ترشيحه”.
في غضون ذلك، لفت موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال ترؤسه قداساً احتفالياً في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما أمس، إذ اعتبر أنّه “بقطع النظر عن العرف القائل بوجوب نصاب ثلثي أعضاء مجلس النواب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يجب ألا ننسى المبدأ القانوني القائل لا عرف مضاداً للدستور”. وأشار الراعي إلى أن “الدستور بمادته الـ 49 ينص على انتخاب الرئيس بثلثي الأصوات في الدورة الأولى، وفي الدورة التالية وما يليها بالغالبية المطلقة (نصف زائداً واحداً). فلماذا إقفال الدورة الأولى بعد كل اقتراع وتعطيل النصاب في الدورة التالية خلافاً للمادة 55 من النظام الداخلي للمجلس؟”.