قالت الصحف: جلسة 14 حزيران واستبعاد إنتاج رئيس
الحوار نيوز – صحف
بعد أن حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا لجلسة انتخابية في 14 حزيران الجاري،نشطت التوقعات والتحليلات السياسية والصحافية لما يمكن أن تسفر عنه هذه الجلسة ،وخلصت إلى استبعاد إمكان إنتاج رئيس في هذه الجلسة.
النهار عنونت: سباق على “بيضة القبان” حتى 14 حزيران
وكتبت صحيفة “النهار”: بتفاوت درجات الضجيج والتعبير عن التوتر بين فريق وأخر وجهة وأخرى، انطلق سباق عالي السخونة والاحتدام نحو الجلسة الـ 12 لمجلس النواب التي ستنعقد “مبدئيا” الأربعاء المقبل في 14 من الجاري بعد زهاء خمسة اشهر من توقف الجلسات توقفا تاما. وتكتسب الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة دلالات مفصلية ولافتة من شأنها تفسير وتبرير المدى العميق لسخونة السباق الذي انطلق في الساعات الأخيرة والذي سيتسم بتصاعد حبس الانفاس كلما اقترب موعد الجلسة. اولا اعاد تحديد موعد للجلسة الازمة الرئاسية الى مسرحها الدستوري الطبيعي بعدما “صودرت” العملية الدستورية واخضعت للتلاعب والتوظيف والامتهان السياسي البعيد عن الأصول الدستورية، بل وشكل انتهاكات دستورية موصوفة من خلال تعطيل بحجج متعددة لا ذكر لها في أي مادة دستورية. ثانيا على رغم تصاعد النبرة التصعيدية وتواصلها لدى فريق الثنائي الشيعي ردا على ترشيح قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” ومجموعة من النواب التغييريين والمستقلين الوزير السابق جهاد ازعور، بدا ثابتا بما لا جدل فيه ان هذا الترشيح فرض ايقاعا جديدا لا مجال معه للتلاعب او التهرب من التزام القواعد الدستورية مجددا. وهذا يعني ان الترشيح حقق اختراقا مزدوجا سياسيا ودستوريا وهذا ليس تطورا يمكن انكاره. ثالثا، اللافت في المشهد السياسي والنيابي غداة اعلان ترشيح ازعور ان الفريقين المتواجهين يحشدان لموعد الجلسة المقبلة على أساس كل الاحتمالات المفتوحة سلبا وايجابا في حين تغلب الانطباعات التي ترجح انعقاد الجلسة في دورتها الأولى التي ستشهد الاختبار الحاسم لرصيد كل من المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور ومن منهما سيحصد العدد الأكبر من الأصوات، اما الدورة الثانية التي يمكن فيها فوز المرشح الذي يحظى بالأكثرية فثمة شبه تسليم استباقي بانها لن تعقد لان الفريق المرجح خسارته سيلجأ الى تطيير نصاب الثلثين. رابعا في ظل هذه الوقائع ومع البوانتاجات التي يجريها الافرقاء والكتل والنواب يمكن القول ان السباق انطلق ساخنا جدا نحو استقطاب العدد غير القليل من الكتل، والنواب الموزعين في اتجاهات مختلفة غير مترابطة الذين لم يحسموا مواقفهم بعد، والذين لا يشكلون كتلة واحدة او تجمع نواب واحدا يشكلون عمليا بيضة القبان الحاسمة للسباق نحو قصر بعبدا. وهذا السباق جعل الأنظار تتجه بحسب الأولويات الى كتلة “اللقاء الديموقراطي” التي ستجتمع الخميس بعد عودة رئيسها النائب تيمور جنبلاط من باريس التي يزورها مع والده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باعتبار ان الموقف الذي سيفضي اليه قرار الكتلة الجنبلاطية سيحمل دلالات مهمة وقد يترك اثرا ضمنيا على عدد لا بأس به من نواب مستقلين اخرين يترددون حتى الان في حسم وجهة تصويتهم.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري وجه امس الدعوة الى جلسة في 14 حزيران في الحادية عشرة قبل الظهر لإنتخاب رئيس للجمهورية في حين بدأت التقديرات ترصد بدقة مواقف الكتل النيابية عشية الجلسة المرتقبة ، ولا سيما منها تلك التي لم تقرر بعد خياراتها بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية او الوزير السابق جهاد أزعور، علما ان المعطيات الأولية تشير مبدئيا الى فوارق لمصلحة ازعور بحيث يقترب من سقف الـ 63 صوتا اذا قرر اللقاء الديموقراطي ونواب تغييريون وسنة مستقلون التصويت لمصلحته. وعلم ان ثمة إشكالية جدية تواجهها القوى الداعمة لفرنجية ولم تحسم بعد وتتمثل في ما اذا كان النواب الداعمون سيقترعون لفرنجية ام يعودون الى اسقاط الأوراق البيضاء من جديد، علما ان حملة الدعم والترشيح لفرنجية والانخراط الحاد في مواجهة شرسة ضد داعمي ازعور لا تحتمل بعد الان اللجوء الى الأوراق البيضاء، لئلا يبدو الامر هربا من رصيد لا يزال دون السقف الضامن للاستمرار في المعركة وعجز الداعمون عن رفعه لفرنجية.
مواقف غداة الترشيح
ولعل اللافت في هذا السياق ان مواقف “الثنائي الشيعي” ظلت على وتيرتها من التعامل الهجومي والسلبي الحاد مع ترشيح ازعور. واغرب ما سجل في هذا السياق امس ان المكتب السياسي لحركة “امل”، واسوة بمواقف “حزب الله” ، اعتبر أن “الترشيح الأخير لتجمع الأضداد الذين عبروا من خلاله بوضوح عن التقاطع المصلحي والظرفي التكتيكي عليه، يعبر عن موقف التعطيل والتخريب الفعلي، وممارسة التحدي السياسي بهدف إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهذا إنما يدل على الإستخفاف والنرجسية، وللذين يمعنون في سياسة هدم الهيكل برمته كرمى لمصالحهم الشخصية”. وقال بيان “امل”: “إننا ومن موقع مسؤوليتنا الوطنية وإيماننا بالثوابت والعناوين التي نحملها كفرصة لنهوض لبنان، متمسكون بخيارنا وحقنا الدستوري في التعبير عنه مع الحلفاء والمؤمنين بالمصلحة الوطنية، وهو ليس موجها ضد أي مكون وطني أو طائفي بل حماية لوحدة الوطن والعيش المشترك.”.
اما في المواقف البارزة للقوى الأخرى فبدا ان “اللقاء الديموقراطي” ينحو في اتجاه دعم ترشيح ازعور . وفي هذا الاطار أشار أمين سر كتلة اللقاء النائب هادي أبو الحسن إلى أن “اجتماع الكتلة سيكون هذا الاسبوع فور عودة وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط من الخارج”، وذكّر أن “وليد جنبلاط طرح اسم جهاد أزعور قبل خمسة أشهر وأزعور ليس مرشح تحدٍ، ونحن لم نبدل رأينا فيه ولكن الموضوع لا يتعلق بالتسمية أو التصويت، بل بكيفية تحضير الأجواء كي يصل أزعور إلى سدّة الرئاسة، والاصطفاف الحاد قد يخلق نوعاً من الاستقطاب الذي يُفسر وكأنه ترشيح تحدٍ”. ودعا إلى “توسيع مروحة التأييد لأزعور وألا نذهب إلى جلسات تُشبه الجلسات السابقة، حتى نخرج برئيس يستطيع أن يؤمن توافقا واسعا، ونحن نحتاج إلى نصاب الـ86 والنصاب الثاني 65، وفي حال غاب التوافق، ثمة عائقان يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة، الأول تعطيل النصاب والثاني هو الميثاقية”. و سأل الثنائي الشيعي “لماذا يُقلقكم جهاد أزعور؟ هو شخص وطني لا يطعن بشريك لبناني، كما أن نظامنا ليس رئاسيا ورئيس الجمهورية لا ينفرد بالقرار بمعزل عن مجلسي النواب والوزراء، وأي اتفاق مع صندوق النقد يتم عبر البرلمان والحكومة”. وبدوره لفت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الى أنه “لا يمكن لأحد أن يقول لنا إن مرشحكم لن يصل فهذا الامر يقرره مجلس النواب” وأوضح “أننا لم نقل إن جهاد أزعور مرشحنا بل دعونا الى الحوار والتفاهم حوله، فهو المرشح الذي قد ينال العدد الأكبر من الأصوات من كل التكتلات”.
وسط هذه الأجواء أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “لا خيار لنا لان نقول باننا سنستمر أو لا نستمر في ما نقوم به، وعلينا ان نظهر دوما بأن الحكومة موجودة ونتابع كل الأمور بالتعاون مع الوزراء والفاعليات السياسية”. وشدد على”ضرورة العمل على الصعيد الوطني من أجل تنقية البيئة السياسية وأن نشارك جميعا بالاصلاحات الضرورية والمطلوبة من أجل إنقاذ هذا الوطن”. وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في السرايا خلال الاعلان عن إتفّاقية بين الاتحاد الأوروبي واليونيسف بالشراكة مع وزارتي الطاقة والمياه والبيئة، لمشروع جديد لاستدامة خدمات معالجة مياه الصرف الصحي في لبنان ما سيعيد تشغيل 11 محطة رئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي في لبنان.
الأخبار عنونت :انتظار لجنبلاط وانقسام التيار مستمر ومعركة على النواب السنة | جلسة 14 حزيران: الفراغ يتمدد
وكتبت تقول:قبل ثمانية أيام من جلسة 14 الجاري. تبدو المعركة أكثر احتداماً، إذ تقف غالبية نيابية مسيحية مقابل غالبية إسلامية، ما يشي بأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قد تتحوّل إلى مشكلة كبيرة على الصعيد الوطني. فيما يمتنع تشكيل نيابي من كل الطوائف عن إعلان موقف حاسم، ويربط بعض المترددين موقفهم بالقرار الذي سيصدر عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي حال قرر جنبلاط الدخول في المعركة دعماً لمرشح «تقاطع» المعارضة والتيار الوطني الحر، جهاد أزعور، سيكون الفريق الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أمام «نظرة استراتيجية» جديدة إلى العلاقة مع جنبلاط وفريقه السياسي والنيابي. وسط استمرار رهان الرئيس نبيه بري على أن جنبلاط «وإن بدا مختلفاً عما عهدته منه، إلا أنني لا أعتقد أنه سيدخل في مشكلة معي ومع حزب الله كرمى لعينَي مرشح اختاره جبران باسيل» على ما نقل أحد زوار عين التينة. كذلك نُقل عن مصادر على تواصل مع بري وجنبلاط أن الأخير كان حتى مساء أول من أمس أكثر ميلاً إلى التصويت بالورقة البيضاء، بعكس ما سُرب أمس عن أنه سمع تشجيعاً سعودياً على التصويت لأزعور.
وسيعقد جنبلاط بعد عودته إلى بيروت جلسة مطوّلة مع كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي لفتت مصادر سياسية إلى «وجود تخبط وانقسام داخلها حول تأييد أزعور»، موضحة أن «الموقف من أزعور لا يتعلق فقط بتوافق الكتل المسيحية حوله، بل بالأجواء التي ستحيط بجلسة الانتخابات، والاصطفاف الحاد الذي ولّده الترشيح»، مؤكدة أن «تسمية الكتلة له مرتبط بسير الجلسة، خصوصاً أن هناك عائقين يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة: الأول تعطيل النصاب، والثاني هو الميثاقية التي لا يمكن لجنبلاط أن يتخطاها لاعتبارات كثيرة»، من دون أن تستبعد خيار التصويت بالورقة البيضاء.
الأمر نفسه ينسحب على عدد غير قليل من النواب السنة الذين لم يتخذوا بعد قرارهم النهائي. وأكّد أحد النواب السُّنة البارزين أنه حتى بعد ظهر أمس، لم يكن أحد منهم قد تلقّى أي اتصال أو إشارة سعودية لتوجيه الموقف، وأن بعض هؤلاء سمعوا إشارات من الرئيس سعد الحريري تدعو إلى «عدم السير بأي تحالف مع خصمين أساسيين له هما جبران باسيل وسمير جعجع».
الاهتمام بجمع الأصوات لم يغير في التقديرات حيال مصير الجلسة المقبلة ربطاً بالصدام السياسي، إذ إن هناك شبه إجماع على أن التعداد ليس كافياً لترجيح كفة مرشح على آخر، وأن القوى المتصارعة ستلجأ إلى الأسلحة الأفضل لديها لتحقيق النقاط، خصوصاً أن الفريق الداعم لأزعور يعمل على هدف أولي بتحقيق عدد من الأصوات يفوق الأصوات التي ينالها فرنجية لتثبيت أزعور مرشحاً قوياً، ولكن ليس لإيصاله، بل لدفع الطرف الآخر إلى الدخول في مفاوضات على تسوية تقوم على إطاحة الاثنين معاً.
التقط نواب سنة إشارات من الحريري بعدم السير في أي تحالف مع باسيل وجعجع
غير أن موقف القوى البارزة الداعمة لفرنجية لم يُحسم بعد حيال كيفية التعامل مع الجلسة المقبلة، وسط مؤشرات إلى أن الموقف قد يتطور إلى مقاطعة الجلسة «لمنع تكريس الانقسام والصدام» في البلاد على ما قال أحد المعنيين، لافتاً إلى مشاورات مستمرة بين قيادتي حزب الله وحركة أمل وتيار المردة وعدد من النواب المستقلين للوصول إلى قرار موحّد بشأن الجلسة، وأن من بين الأفكار عدم المشاركة في الجلسة أو التصويت بورقة بيضاء في الدورة الأولى، وتطيير النصاب في الدورة الثانية، لتأجيل الجلسة إلى وقت لاحق إفساحاً في المجال أمام الحوار.
وقال مصدر بارز في الفريق الداعم لفرنجية إن «أبرز خلاصات الجلسة سيكون تكريس التوازن السلبي الذي أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة، وتأكيد عدم القدرة على إحداث اختراق من دون تسوية». وأضاف أن ما يجري «ليس أول قطوع، وندرس كل الخيارات التي يُمكن اتخاذها وتداعيات كل خيار». وكرر أن «أزعور لن يمُر مع علمنا بأن من رشّحوه ليسوا متمسكين به، بل إن عدداً منهم طرحوه كمناورة لإسقاط فرنجية، وهذا العدد الذي يملك مرشحاً ضمنياً هو قائد الجيش جوزيف عون لن يسير في دعم أزعور لإيصاله وهذا ما ستكشفه الجلسة».
وقال المصدر إن بري «دعا إلى الجلسة، رداً منه على سيل الاتهامات التي توجه إليه من الخارج والداخل بتعطيل مجلس النواب والتسبب بالفراغ الرئاسي»، ولـ«كشف نوايا قوى المعارضة والتأكيد أن ترشيح أزعور هدفه فقط تطيير فرنجية، وهذا ما لن يحدث». وأضاف المصدر: «ندرك جيداً أننا لم ندخل بعد المعركة الجدية والحاسمة، وهذا يحصل حين يكشف كل طرف عن مرشحه الحقيقي»، متسائلاً: «هل سيتقاطع التيار الوطني الحر مع قوى في المعارضة في حال أعلنت هذه القوى لاحقاً ترشيح قائد الجيش؟».
وفيما يصر بعض مؤيدي أزعور على ضرورة أن يبادر الأخير إلى إطلاق موقف من الترشيح، قال مصدر في التيار الوطني الحر إن أزعور ليس بصدد إعلان موقف الآن، وسينتظر حتى موعد الجلسة ليقرر ما إذا كان معنياً بإعلان موقف أو لا. ولفت إلى أن طبيعة القانون تسمح لأزعور بعدم إعلان ترشيحه، وتسمح له برفض الترشيح أو الاعتذار حتى عن عدم قبول النتيجة ولو كانت لمصلحته.
لكن هذا النقاش، لا يخفي الانقسامات الكبيرة التي تواجه كتلاً بارزة، ولا سيما كتلة التيار الوطني الحر. وتشير مصادر إلى أنه رغم الضغوط التي مارسها باسيل خلال الأسبوعين الماضيين، في لقاءات ثنائية مع النواب المعترضين وخلال اجتماع التكتل ولاحقاً عبر خطاب جبيل، فإن ذلك كله لم يغير في موقف نحو ستة نواب على الأقل يرفضون السير بأزعور، ولو أنهم لن يصوّتوا لفرنجية. وقال هؤلاء إن المواجهة القائمة قد تفجّر التيار وليس كتلته النيابية فقط.
وبالمثل، لا تبدو الأمور أفضل حالاً بين النواب التغييريين، إذ إن الخلافات بدأت بالظهور إلى العلن، مع مبادرة النائبة حليمة القعقور إلى مغادرة مجموعة «واتساب» تجمعها مع زملائها من الكتلة، بعد خلافاتٍ وتبايناتٍ متكرّرة حول الخيارات والمواقف السياسية بينها وبين عدد من النواب، خصوصاً مارك ضو ووضاح الصادق. وبحسب المعلومات، فإن تبنّي الصادق وضو ترشيح أزعور كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير».
وفي السياق نفسه، توافق النواب التغييريون: بولا يعقوبيان، نجاة عون، إبراهيم منيمنة، ياسين ياسين، فراس حمدان وشربل مسعد، على الذهاب إلى المجلس النيابي باسم واحد للاقتراع له. وينتظر هؤلاء أن يعلن الحزب الاشتراكي بشكل واضح عن موقفه تجاه ترشيح أزعور قبل اتخاذ قرارهم النهائي.
الديار عنونت :بري يحدّد موعداً لجلسة «بوانتاج» لا انتخاب… عودة الى «الورقة البيضاء»
بكركي تزخم تحرّكها… وتدخل عون لم يُصلح تصدّعات «الوطني الحرّ»
وكتبت تقول:خلط «الاوراق» في المنطقة «وعجقة» التطورات، لا تعني فئة وازنة من السياسيين اللبنانيين الممثلين في البرلمان عن سابق تصور وتصميم من الشعب «العنيد». ايران تعيد فتح سفارتها اليوم في المملكة، وتتجه لتشكيل قوة بحرية مشتركة مع البحرية السعودية ودول خليجية اخرى لحماية امن الخليج، وسط ذهول اميركي ترجم انتقادات علنية لهذه الخطوة. في المقابل، «اسرائيل» المصابة «بالهلع» من هذا التقارب، حصلت على مليار دولار من واشنطن لتحسين منظومة «القبة الحديدية»، وحكومتها تعقد اجتماعا وزاريا تحت الارض، في اطار الاستعدادات لحرب متعددة الجبهات، بعد تهديد كبار مسؤوليها الامنيين بخطوة عسكرية باتت ضرورية برأيهم لوقف تقدم برنامج ايران النووي، بعد ساعات على «صك» البراءة التي حصلت عليه طهران من وكالة الطاقة الذرية، وتقدم المحادثات عبر الوسيط العماني لصياغة اتفاق مرحلي بين ايران والولايات المتحدة.
مناورات عبثية
في المقابل، الساسة في البلاد منشغلون في مناورات عبثية تطيل عمر الفراغ الرئاسي، ولا تصل باي مرشح الى بعبدا. فبالامس دخلنا في الفصل الثاني من عروض «مسرحية» الرئيس مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة جديدة في 14 الجاري، لن تكون مختلفة عما سبقها الا باستبدال اسم مرشح المعارضة النائب ميشال معوض زائد «التيار» بجهاد ازعور . فيما يرجح ان تكون «الورقة البيضاء» النجمة مجددا في «ساحة النجمة» في غياب احتمالات التوصل الى مرشح تسوية في الفترة الفاصلة، على الرغم من تعويل البعض على مساعي بكركي التي ستزخم تحركها في الفترة الفاصلة دون «اوهام» كبيرة باحداث خرق، لكن الواقع يشير الى تمسك «الثنائي الشيعي» بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وعدم منح الطرف الآخر الفرصة لشطبه من المعادلة، والترجمة الفعلية لهذه المعادلة عدم «حرقه» في صندوقة الاقتراع. في المقابل، يدرك من رشح ازعور انه لن يمر الى الدورة الثانية في حال كان «البوانتاج» لمصلحته، لانه لا هدايا مجانية في السياسة، ومن السذاجة الاعتقاد انه سيصل الى بعبدا.
انتظار ماذا؟
انه فصل جديد من اضاعة الوقت والفرص، بانتظار ربما تبلور اكثر وضوحا للخريطة الاقليمية التي يعاد رسمها في المنطقة، في وقت سيستمتع اللبنانيون في الفترة الفاصلة عن الجلسة بتعداد الاصوات «والنميمية» حول ال40 نائبا «رماديا»، واستدراج العروض ومحاولات الاغراء، ومدى صوابية نجاح «الثنائي» في ادارة المعركة الانتخابية، والانقسامات في صفوف «التغييريين»، وكذلك داخل «التيار الوطني الحر»، وحسابات الربح والخسارة بينه وبين «القوات اللبنانية»، في وقت بعض الخارج يتفرج لا «يبيع ولا يشتري» كالاميركيين، فيما تراقب السعودية «وتتريث» بانتظار «البازار». وحدهم الفرنسيون لا يزالون عند موقفهم من تسوية الضرورة، ويدّعون القلق على تفاهمات قد تكون على حساب المسيحيين اذا اختاروا الاستمرار في خيار «السلبية» الراهنة في الترشيح المسدود الافق.
تحذيرات فرنسية
وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية عن كلام صريح سمعه البطريرك بشارة الراعي من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال عدم التعويل على اتفاق غالبية الاحزاب المسيحية على مرشح واحد، اذا كان غير قادر على الذهاب بعيدا في المعركة الرئاسية. فالسلبية من وجهة نظر ماكرون لا تصنع دورا، وهي خيار خاطىء، «والتعطيل» لا يمكن ان يمنح اي مجموعة سياسية او دينية مكانة في ظل التحولات الكبيرة في المنطقة. ومن هنا كانت نصيحة الرئيس الفرنسي للبطريرك بضرورة قيام المسيحيين بدور فاعل في اعادة تشكيل السلطة في البلاد، من خلال الواقعية القائمة على الحوار والتلاقي مع الاطراف الاخرى على تسوية منطقية، لان الاستمرار في انكار التحولات قد يدفع ثمنه المسيحيون مرة جديدة!
واشنطن : ليس مرشحنا
وفيما لا تزال الرياض على تريثها وهي تراقب دون «فيتوات» تسمح بتسرب الاصوات السنية الى فرنجية، ابلغت السفارة الاميركية في بيروت كل من راجعها حول ترشيح ازعور، انه ليس مرشحا مدعوما من واشنطن، وليس خيارها، لكنها بالطبع تفضله على فرنجية. ووفقا لمصادر مطلعة، لا تريد الولايات المتحدة خوض معركته لا سرا ولا علنا، لانها تدرك مسبقا انعدام فرصه في الوصول الى بعبدا، ولا تريد ان تمنى بخسارة سياسية لا معنى لها في هذا التوقيت، خصوصا ان احدا لا ينافسها خارجيا على رعايتها لتسمية قائد الجيش الجديد وحاكم مصرف لبنان، وهما اكثر اهمية لها من رئاسة الجمهورية.
مساحة لمبادرة بكركي
في هذا الوقت، يمكن القول ان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة «لزوم ما لا يلزم» في الساعة الحادية عشرة في 14الجاري على قاعدة «اللهم اني قد بلغت»، لكنها ايام كافية لمنح بكركي مساحة وازنة لبلورة حراكها السياسي واستكشاف احتمالات التوافق على اسم مرشح جامع. وفي هذا السياق، يستكمل موفد الراعي جولته على القوى السياسية ويزور عين التينة في الساعات المقبلة، حيث سيتم تحديد موعد بعد نجاح الاتصالات في ازالة الالتباسات حول موقف البطريرك الراعي السلبي من رئيس المجلس، كما ستكون المهلة اكثر من كافية كي تتبلور مواقف القوى السياسية من الاستحقاق.
لماذا دعا بري للجلسة؟
وفيما اعتبرت مصادر «عين التينة» ان دعوة بري تفضح نيات من شكك في نياته، وترى انه التزم بوعده فتح ابواب المجلس عندما بات هناك مرشحون. في المقابل، اعتبرت مصادر «المعارضة» ان بري اراد ان يبدي بادرة حسن نية تجاه المجتمع الدولي، بعد تهديده بالعقوبات، ولفتت الى ان ما تراه هذه القوى نجاحا هو ان يصل ازعور الى رقم 65 في الدورة الاولى، للضغط على الطرف الآخر وتعزيز قدرة التفاوض في وقت لاحق.
خيار «الورقة البيضاء»
في هذا الوقت ترجح مصادر نيابية ان تتصدر «الورقة البيضاء» المشهد في الجلسة المقبلة، خصوصا ان ثمة توجها من قبل «الثنائي» وحلفائه بالاتفاق مع فرنجية على عدم «حرق اسمه»، والاكتفاء بالاقتراع «بالورقة البيضاء» والاستفادة من اصوات المترددين او الفئة «الرمادية» بوضعها في مواجهة اصوات ازعور المفترضة. هذا الخيار لم يتخذ بعد، وثمة اكثر من سيناريو تتم دراسته لدى الفريق الداعم لفرنجية، لكنه احد الخيارات بحسب تلك المصادر. في المقابل، يدرس عدد من النواب المستقلين تسمية اسم ثالث للتمايز عن فرنجية وازعور، ولقطع الطريق خصوصا على «الثنائي الشيعي» في «لعبة» الورقة البيضاء !
تصعيد كلامي
وفي موقف «عالي السقف» اعتبر المكتب السياسي لحركة «امل» دعوة بري إلى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية هو الرد الواضح على كل المشككين، والاتهامات المفتعلة حول الدور الوطني المسؤول، وحرصه على احترام الاصول الدستورية والمقاربة الواقعية لهذا الملف. ووصف الترشيح الأخير بتجمع الأضداد الذين عبروا من خلاله بوضوح عن التقاطع المصلحي والظرفي التكتيكي عليه، وهو يعبر عن موقف التعطيل والتخريب الفعلي، وممارسة التحدي السياسي بهدف إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهذا إنما يدل على الاستخفاف والنرجسية، وللذين يمعنون في سياسة هدم الهيكل برمته كرمى لمصالحهم الشخصية. وقد جددت «امل» تمسكها بما اسمته» خيارنا وحقنا الدستوري في التعبير عنه مع الحلفاء والمؤمنين بالمصلحة الوطنية، وهو ليس موجها ضد أي مكون وطني أو طائفي بل حماية لوحدة الوطن والعيش المشترك».
ازمة «التيار»
في هذا الوقت، تتواصل المحاولات الحثيثة لاحتواء الازمة داخل «التيار الوطني الحر»، ولا يبدو ان النبرة العالية التي استخدمها النائب جبران باسيل مع معارضيه قد جاءت بنتيجة ايجابية، وفق مصادر في تكتل «لبنان القوي». وقد ترجم ذلك بتغيب النواب ابراهيم كنعان وألان عون وسيمون ابي رميا واسعد درغام والياس بوصعب عن اجتماع المكتب السياسي بالامس، تعبيرا عن امتعاضهم ورفضهم اللغة الفوقية التي تحدث بها معهم باسيل في اطلالته الاخيرة في جبيل. وللمرة الثالثة دخل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون على خط دعم خيارات رئيس «التيار»، وحضر بالامس جلسة المكتب السياسي وادلى بمطالعة مستفيضة حول قراره دعم ازعور رئاسيا، ووصفه بانه «تكنوقراط» وقادر على قيادة عملية انقاذ اقتصادية نظرا لخبرته في هذا المجال، عكس فرنجية الذي وصفه بانه امتداد للمنظومة الحاكمة.
ثلاثة محاور
ولا يقتصر التمايز بالملف الرئاسي على هؤلاء النواب، فنائبا الأرمن هاغوب بقرادونيان وهاغوب ترزيان من حزب «الطاشناق» اختارا دعم فرنجية. وهكذا فان عدد المؤيدين لقرار باسيل التصويت لأزعور، سينخفض إلى 12 نائباً. وبات التكتل عمليا منقسما الى ثلاثة محاور: الأول يخوض معركة علنية بوجه باسيل، المحور الثاني يضم عددا آخر من النواب الذين يعبرون عن امتعاضهم وراء الأبواب المغلقة، والذين يرفض قسم منهم خوض مواجهة مع حزب الله. أما المحورالثالث فهو المؤيد لباسيل على «العميانة»، وهم يعرفون بـ «الباسيليون».
باسيل: لا فرصة لازعور!
وكان باسيل اكد أنه ملتزم التصويت لأزعور، لكنه أقر بانه يفتقر حاليًا إلى الدعم اللازم في المجلس التشريعي ليصبح الرئيس المقبل للدولة. وفي حديث لصحيفة «ذا ناشيونال» قال إن «التيار» لم يكن «راسخًا» في موقفه، ويريد إيجاد إجماع برلماني، مضيفا: «إذا دعمنا اسمًا ما ، فهذا لا يعني أننا نرفض كل الآخرين، ونحن دائمًا جاهزون ومستعدون للحوار للاتفاق على اسم توافقي».
موقف كتلة جنبلاط ؟
وفيما لم يعلن نواب «اللقاء الديموقراطي» موقفهم الرسمي بعد، من المرتقب أن يعقدوا اجتماعاً يوم الخميس، بعد عودة جنبلاط الاب والابن من الخارج، وقد اكد عضو الكتلة النائب فيصل الصايغ أن الأجواء إيجابيّة تجاه أزعور. وقال: نحن من رشّحناه منذ أشهر قبل أن تؤيّده المعارضة. ونصح الصايغ المعارضة بأن تعطي فرصة للمساعي التي يقوم بها البطريرك الراعي للحوار مع الجميع، وألا تردّ على اللهجة العالية لحزب الله ونرفض حتماً لهجته، لكن لا نريد أن ننجر إلى ملعبه لعدم تحويل أزعور إلى مرشح فريق. كما أكّد أنّ زيارة جنبلاط إلى فرنسا سياسية لكنّها لا تغيّر في قناعة «اللقاء». من جهته، أعلن النائب هادي أبو الحسن، انه في حال غاب التوافق، ثمة عائقان يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة: الأول تعطيل النصاب والثاني هو الميثاقية. ولهذا ترجح مصادر مطلعة، ان يؤجل التكتل إعلان الموقف «لترك الأبواب أمام توافق وطني».
انقسام «التغييريين»
وعلى ضفة نواب «التغيير» الانقسامات هي «سيدة الموقف»، 3 منهم فقط، حسموا موقفهم سلبا منه، بينما لم يحدد4 خياراتهم بعد. وغرد النائب مارك ضو عبر حسابه على «تويتر»: «جلسة انتخاب الرئيس في ١٤ حزيران مسؤولية كل كتلة ونائب إبلاغ ناخبيهم لمن سيصوّتون. حق الناس في معرفة قرار ممثليهم وأسباب اختيارهم. نحن أعلنا أمس: بين سليمان وجهاد نختار جهاد»…
قضية عدوان؟
في هذا الوقت، لا تزال الاتهامات لسفير لبنان في فرنسا رامي عدوان بالتحرش الجنسي تتفاعل، وفيما تتجه باريس للطلب رسميا من السلطات اللبنانية برفع الحصانة عنه، كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن أن فريق التحقيق اللبناني المكلف متابعة قضية السفير اللبناني في فرنسا يتوجه اليوم الى فرنسا. وقال انه حتى مساء امس لم نتبلغ من الجانب الفرنسي اي طلب لرفع الحصانة عنه.
«كباش» قضائي
قضائيا، عين مجلس القضاء الأعلى القاضي حبيب رزق الله للنظر في المسار العالق بين مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات والمحقق العدلي القاضي طارق البيطار في ملف انفجار مرفأ بيروت بجرم انتحال صفة. وأكدّت مصادر مطلعة أنّ قاضي التحقيق الذي اختاره عبود أعلى درجة من البيطار، وقد بدأ الأخير مهمته بعيداً عن الاضواء.
وكان عويدات قد ادّعى على البيطار بجرم انتحال صفة محقق عدلي، على أثر الاجتهاد القانوني الذي وضعه الأخير، وأجاز لنفسه استئناف التحقيق في ملف المرفأ متخطياً عشرات دعاوى الرد المقدمة ضده والعلاقة أمام محاكم التمييز. وأشارت المصادر إلى أن القاضي عبود عقد أربع جلسات مع رؤساء محاكم التمييز الأصليين، وأيضاً مع الرؤساء المنتدبين من قبل وزير العدل هنري الخوري ومجلس القضاء الاعلى، وسعى الى إقناع الرؤساء المنتدبين بأن ينضموا إلى اجتماعات الهيئة العامة لمحكمة التمييز للبت بدعاوى المخاصمة المقامة ضد البيطار وقضاة في محاكم التمييز ، مكلفين بالنظر في الادعاءات المقامة ضد المحقق العدلي. لكن عبود أخفق في إقناع الرؤساء المنتدبين بأن يكونوا في عداد الهيئة العامة، عندئذ بادر إلى تنظيم محضر رسمي، يبين حقيقة ما حصل حتى يتحمل كل قاض مسؤوليته في عرقلة التحقيق بملف المرفأ.