قالت الصحف: جلسة حكومية حامية.. والأنظار مشدودة إلى مصير غزة

الحوارنيوز – خاص
فيما يطوق العدو لبنان بالنار ويحتل مناطق واسعة من الجنوب،والأنظار مشدودة إلى مصير غزة، يصر رئيس الحكومة نواف سلام على المضي قدما في حربه ضد من اضاء صورة السيد على صخرة الروشة!
ماذا في تفاصيل افتتاحيات الصحف؟
- صحيفة النهار عنونت: لبنان في ترقّب مشدود إلى ترددات غزة
“حزب الله” المرتبك يتحفّز لافتعال جديد
وكتبت تقول: مع أن أنظار اللبنانيين ستتجه اليوم إلى التقرير الأول الذي ستقدمه قيادة الجيش إلى مجلس الوزراء، لتبيّن مدى التقدم الذي تحققه الخطة الجاري تنفيذها للجيش في جنوب الليطاني أولاً إنفاذاً لقرار حصرية السلاح في يد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، فإن ذلك لن يحجب الاهتمام اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي بالانعكاسات الحتمية للتطور الكبير الحاصل في غزة بعد موافقة حركة “حماس” على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة. ذلك أن الأيام الأخيرة اتّسمت بكثافة مشاورات ديبلوماسية غير علنية بين بيروت وعواصم عدة أوحت الأجواء الناشئة عنها بميل كبير نحو توقعات إيجابية للانعكاسات المرتقبة على لبنان، في حال اقلعت إجراءات وضع خطة ترامب موضع التنفيذ في غزة. وتشير هذه الأجواء إلى أن الموقفين الفوريين اللذين أعلنهما رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من تأييد لبنان لخطة ترامب عقب إعلانها، تركا ترددات إيجابية مشجعة عربياً وأميركياً وغربياً بما يساهم في تعزيز الحضانة الدولية للبنان في استحقاقاته كما في مواكبة ترددات حدث غزة عليه. ولكن يبدو واضحاً أيضاً من خلال هذه المناخات الأولية أن عواقب خطيرة لا تزال تتهدد لبنان بضغوط متنامية عليه إذا تمادت التبريرات لبطء عملية حصرية السلاح، علماً أن أي انهيار محتمل في غزة سينعكس أيضاً بخطورة عالية على لبنان نظراً لترابط “محور السلاح” المطلوب تسليمه في غزة كما في لبنان سواء بسواء.
وتتخذ حالة الترقب هذه دلالات مهمة، لكونها تتزامن مع عودة أولوية تنفيذ خطة الجيش اللبناني لتنفيذ قرار حصرية السلاح والتي ستقدم قيادة الجيش تقريرها الشهري الأول في شأنها إلى مجلس الوزراء عصر اليوم الاثنين، وهو تقرير سيكون بمثابة الخط البياني الذي يظهر ما أنجز وما الذي لا يزال أمام الجيش لإنجازه في جنوب الليطاني ومن بعده المناطق الأخرى، علماً أن ثمة مهلة حددت بنهاية السنة الحالية لإنجاز حصرية السلاح في جنوب الليطاني. ويعوّل لبنان الرسمي على هذا التقرير لإظهار صدقية مجلس الوزراء في التزام تنفيذ قرار حصرية السلاح أمام المجتمع الدولي، كما لإظهار الجدية التي تحكم تنفيذ خطة الجيش. وأعرب وزير الدفاع ميشال موسى عشية الجلسة عن “تفاؤله بنتيجة تقرير الجيش” في جلسة اليوم، وقال إن “لا خوف على لبنان من حرب”.
غير أن جلسة مجلس الوزراء اليوم قد تواجه مطباً جديداً في سياق استفزازات “حزب الله”، إذ أن ثمة اجراءً مطروحاً لنزع ترخيص “جمعية رسالات” الوثيقة الرابط بـ”حزب الله” بطلب من وزير الداخلية، نظراً لمخالفتها الترخيص المشروط بإحياء ذكرى اغتيال السيد حسن نصرالله في منطقة الروشة بما تسبب بالصدام المعروف. ومهّد الحزب لافتعال مشكلة باستعارة أحد نوابه حسن فضل الله التعبير الاستعلائي على الدولة الذي سبق للنائب محمد رعد أن استعمله حيال “إعلان بعبدا” في حينه، قائلاً: “بلو واشرب ميته”، فكرّر فضل الله التعبير إياه في سياق استخفافه بأي قرار يتخذه مجلس الوزراء اليوم.
مع ذلك، انكشفت أمس معالم تناقض وإرباك واضحين في موقف “حزب الله” وحساباته حيال نهاية حرب غزة المحتملة، من خلال موقف مساند لحركة “حماس” أعلنه الحزب بعد أقل من 24 ساعة من إعلان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم موقفاً سلبياً ومحرّضاً على خطة ترامب، الأمر الذي أثار تساؤلات حيال هذا “الاضطراب” المكشوف، وعن السبب الذي حال دون إعلان قاسم في كلمته يوم السبت الموقف الذي عاد واتخذه الحزب يوم الأحد مخالفاً لأجواء كلمة قاسم.
ذلك أن قاسم كان وصف الخطة التي طرحها ترامب غداة موافقة “حماس” عليها، بأنها “في الواقع خطة تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها حكومة إسرائيل لإنهاء الحرب”، قائلاً إنها “خطة إسرائيلية بلبوس أميركي أو بعرض أميركي”. وفي الشأن الداخلي، لم يكن لدى قاسم سوى ترداد للحملات على الحكومة، فقال إن على الحكومة أن تُعنى بالقضايا المركزية المتمثلة باستعادة السيادة، مؤكِّداً أن “الطائف ليس وجهة نظر بل اتفاق، وليس مطيةً لموازين القوى”.
ولكن بياناً رسمياً باسم “حزب الله” صدر بعد ظهر أمس، أعلن “دعمه وتأييده للموقف الذي اتخذته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالتشاور والتنسيق مع بقية فصائل المقاومة الفلسطينية في ما يخص خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة”. واعتبر الحزب في بيانه أن موقف حماس “بمقدار ما ينطلق من الحرص الشديد على وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة، فإنه من جهة أخرى يؤكد التمسك بثوابت القضية الفلسطينية وعدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، كما أنه يعبّر عن تمسك حركة حماس ومعها كل فصائل المقاومة بوحدة الشعب الفلسطيني، وعلى اعتبار التوافق الوطني الفلسطيني المستند إلى الحقوق الوطنية المشروعة هو الإطار الذي ينبغي أن تستند إليه المفاوضات التي يجب أن تؤدي إلى انسحاب العدو من كامل قطاع غزة ومنع تهجير سكانه، وتمكين أبناء الشعب الفلسطيني من إدارة شؤونهم السياسية والأمنية والمعيشية بأنفسهم وبقواهم الذاتية، ورفض أي وصاية خارجية أياً كان شكلها ومرجعياتها”.
أما في الشق الداخلي، فحمل قاسم على إجراءات الحكومة في ملف استعادة السيادة، واستنكر عدم إدراج الموضوع الإسرائيلي في كل جلسة حكومية، تحت شعار أن من الممكن في كل اجتماع حكومي أن يُدرج الملف الإسرائيلي على جدول الأعمال، وأن تُنتقد السياسات المتعلقة به وتُرفع المقترحات المناسبة.
وردت “القوات اللبنانية” على قاسم، قائلة: “تتحدثون عن السيادة ودور الحكومة في صونها، ونحن بدورنا نطلب منكم، يا شيخ نعيم، أن تحترموا قرار الحكومة الصادر في 5 آب، الذي يشكّل خطوة في اتجاه تعزيز السيادة. ألقوا سلاحكم وسلّموه للجيش اللبناني، وعندها تتعزّز السيادة ويُصان الدستور ويُطبَّق اتفاق الطائف الذي نصّ بوضوح على سحب سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ووضعه بتصرّف الدولة. دولة لا تحتكر العنف على أرضها ليست دولة طبيعية. فلنبدأ من هنا قبل الحديث عن الإصلاحات والاقتصاد والإعمار”.
وفي ملف التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن المسار العام للأحداث في لبنان يُحدّده المجلس النيابي، و”صوتكَ أنت هو الذي يصنع الفرق. الصوت الذي تضعه في صندوق الاقتراع يوجّه الأمور، إمّا في الاتجاه الصحيح أو في الاتجاه الخاطئ”.
وجاء كلام جعجع خلال إطلاق تحضيرات الماكينة الانتخابيّة لـ”القوات اللبنانية” في خلوة عقدتها الأمانة العامة للحزب في المقر العام في معراب تحت عنوان “الانتخابات النيابية 2026 “حاضرين وأكثر”. وطلب جعجع من القواتيين أن يستنفروا طاقاتهم كلها على مختلف المستويات تحضيراً للانتخابات النيابيّة المقبلة.
واعتبر جعجع “أنّ هذا الاستحقاق أكبر بكثير من أن يُختصر بعملية إحصاء مقاعد أو أرقام. إنّه استحقاق لمصلحة البلاد، لأنّ المجلس النيابي الذي سينبثق عنه هو الذي يقرّر شكل السلطة المقبلة، ومسار الدولة في السنوات الآتية، وطبيعة الإصلاحات الممكنة، ومدى قدرة لبنان على الخروج من أزماته. لذلك لا يجوز التعامل معه كاستحقاق صغير أو محدود، بل يجب النظر إليه كمعركة وجودية من أجل تثبيت الدولة، واستعادة ثقة الناس بها، وضمان مستقبل الأجيال المقبلة”.
- صحيفة الأخبار عنونت: عون مُستاء من رئيس الحكومة وحزب الله لن يسكت |
سلام واقفاً على الصخرة: الباحث دوماً عن المشاكل
وكتبت تقول: عشية الذكرى الثانية لـ«طوفان الأقصى»، تنشغل عواصم القرار العربي والإقليمي بالوقت المتبقي لبدء تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، مع متابعة دقيقة للمفاوضات التي ستكشف نوايا واشنطن وتل أبيب، والتي يظل لبنان قريبًا من تأثيراتها. لكن، في بيروت، تدور قصة مختلفة، حيث يواصل رئيس الحكومة نواف سلام البحث عن مشكلات داخلية مع جمهور المقاومة. ومع توقف التاريخ بالنسبة اليه عند صخرة الروشة، يبدو سلام مُصرًّا على جرّ حزب الله إلى اشتباك داخلي، الأمر الذي أثار استياء كثيرين بمن فيهم رئيس الجمهورية جوزيف عون، وعلى ملاحقة إعلاميين وناشطين وحلّ جمعية «رسالات» لمخالفتها مضمون الإذن الممنوح لإقامة نشاط الروشة.
سلام، الذي يتغاضى عن كافة المخالفات والفساد في حكومته، يتصدّر جدول أعمال جلسة الحكومة التي دعا إلى عقدها اليوم بندان مرتبطان بحادثة صخرة الروشة، قبل البند المتعلّق بتقرير المؤسسة العسكرية، وهما: عرض وزير العدل للإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة التمييزية بشأن التجمّع في منطقة الروشة، وطلب وزارة الداخلية حل الجمعية اللبنانية للفنون «رسالات»، وسحب العلم والخبر العائدين لها «لمخالفتها كتاب محافظ بيروت، ونظامها الداخلي، والالتزامات التي تعهّدت بها عند نيل العلم والخبر، إضافة إلى مخالفتها القوانين المنظمة للأملاك العمومية واستعمالها لأغراض غير مخصّصة لها، بما يمسّ بالنظام العام من دون ترخيص أو موافقة مسبقة».
ومن الواضح أن سلام تحوّل إلى باحث دائم عن توتير المشهد الداخلي، وهو ما استنفر ليس فقط حزب الله، بل أيضاً رئيس الجمهورية الذي عبّر أمام مقرّبين عنه أن ما يفعله رئيس الحكومة غير مفهوم ولا منطقي. ووفق المعلومات، توقّع عون أن تكون جلسة اليوم حامية، خصوصاً بعد تحذير أطلقه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله الذي قال: «إن شاء الله لا يُخطئوا ويتخذوا قرار سحب الترخيص، وربما سننظّم كل احتفالاتنا في المستقبل باسم رسالات»، مؤكداً أنه «بالتحدي لا أحد يأخذ منا شيئاً»، وأن «المواطن العادي غير معني بتعميم رئيس الحكومة». وقال: «كل ما يكون عندي كلام بمجلس النواب، أريد أن أوضح أنني أمثّل رسالات، وقرارَك بلّو واشرب ميتو»،.
رئيس الجمهورية يعتبر أنّ ما يفعله رئيس الحكومة غير منطقي ويتوقّع أن تكون جلسة اليوم حامية
كما وصف زميله في الكتلة علي المقداد البند المتعلق بترخيص الجمعية بأنه غير أخلاقي، داعياً إلى سحبه، وقال: «إذا تجرّأت هذه الحكومة على اتخاذ قرار بقفل أو سحب ترخيص الجمعية، فسيكون لنا موقف سياسي آخر. نحن لا نهدّد، بل نمارس العمل السياسي».
وفي المقابل، أكّد سلام أن «درء الفتنة لا يمكن أن يتمّ على حساب تطبيق القانون، بل العكس صحيح؛ إذ إنّ درء الفتنة يتطلّب أن يشعر جميع المواطنين بأنهم سواسية أمام القانون، وأن الدولة تحميهم». وأضاف خلال احتفال لتدشين شارع باسم الرئيس الراحل سليم الحص أنه، مثل الجميع، يترقّب نتائج جلسة الإثنين.
وفي السياق، شهدت الساعات الماضية اتصالات سياسية متعددة لمنع وقوع أي إشكال كبير داخل الحكومة، وحاول بعض الوسطاء دفع رئيس الحكومة نحو «تسوية» بشأن الجمعية، إلا أنهم خرجوا مستغربين من «ازدياد نزقه وعنادّه وتوتّره، وبعده كل البعد عن العمل السياسي، إذ يبدو أن الرجل يظنّ أنّ البلد مختصر بشخصه».
وأفادت مصادر مطّلعة أن «هذا الرأي لا يقتصر على الفريق المعادي له فحسب، بل حتى من هم على الحياد يصفون تصرفاته بالكثير من الخفة والطيش اللذين يشجّعه عليهما مقرّبون منه متلطّون خلف شعارات القانون، بينما حكومته من أكثر الحكومات التي تخالف القانون وتضرب عرض الحائط بكل ما له علاقة بالإصلاح». وأضافت المصادر: «قبل أن يطلب من الآخرين الالتزام بتعهداتهم، فلينفّذ هو ما التزم به في البيان الوزاري».
وعلمت «الأخبار» أن الرئيس عون قد يطلب في بداية الجلسة تأجيل البحث في البندين المذكورين إلى نهاية الجلسة لتمرير البند المرتبط بتقرير الجيش، إذ سيقدّم قائد الجيش رودولف هيكل وفريق من الضباط المختصّين التقرير الأول حول تطبيق الخطة المتفق عليها في الخامس من أيلول الماضي. ويتجاوز هذا التقرير الجانب الأمني البحت، ليشمل تقييماً ميدانياً للخطوات المتخذة، وصورة عن العقبات التي تواجه المؤسسة العسكرية نتيجة عدم التزام إسرائيل بمندرجات وقف الأعمال العدائية والقرار 1701.
- صحيفة الديار عنونت: جلسة حكوميّة حامية… وحزب الله يتوعّد!
جعجع يُعلن انطلاق الموسم الإنتخابي: معركة وجوديّة
خشية من صفقة تبرّىء فضل شاكر
وكتبت تقول: ينطلق هذا الأسبوع بجلسة حكومية حامية يُخشى أن تفاقم الانقسام الحاصل في البلد، سواء مع المكون الشيعي او بين رئيسي الجمهورية والحكومة. اذ يبدو واضحا أنه، ورغم كل المحاولات لردم الهوة بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، الا أن اندفاعة الاخير لتنفيذ قرارات الحكومة، حتى ولو استلزم الأمر استخدام القوة، مقابل سياسة التروي والاستيعاب التي يعتمدها عون، يهددان بعرقلة العهد والعمل الحكومي باكرا جدا قبل 7 أشهر على موعد الانتخابات النيابية، التي وصفها رئيس “القوات” سمير جعجع يوم أمس بـ”المعركة الوجودية”، معلنا انطلاق الموسم الانتخابي، وداعيا “القواتيين” لاستنفار طاقاتهم كلها على مختلف المستويات، تحضيرا لهذه الانتخابات.
وبالعودة الى جلسة الحكومة التي تنعقد في قصر بعبدا، فان تداعيات نشاط “الروشة” تتصدر بنودها، وبخاصة طلب وزارة الداخلية حل الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات، وسحب العلم والخبر منها، وهو ما سيرفضه وزراء الثنائي الشيعي رفضا قاطعا، من دون استبعاد انسحابهم من الجلسة كما جرت العادة اعتراضا، في حال قام باقي الوزراء بالتصويت لصالح طلب “الداخلية”.
موقف حزب الله
ورفع نواب حزب الله في الساعات الماضية الصوت، داعين لسحب هذا البند من جدول الاعمال. ووصفه النائب علي المقداد بـ”غير الأخلاقي”. وقالت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي، أن “مواصلة الرئيس سلام بوضع نفسه بمواجهة مع مكوّن وطني، لن تكون عواقبه سليمة، وسيؤدي بالحد الأدنى لأزمة سياسية بالبلد تعطل العمل الحكومي، بعدما بات الخلاف على قانون الانتخاب يعطل الى حد كبير العمل التشريعي”. وأضافت المصادر لـ”الديار”:”يصر سلام على ألا يخرج مهزوما من المعركة التي افتعلها بالروشة، وهو وان كان يغلّف هذه المعركة بشعار تطبيق القوانين واستعادة الدولة هيبتها، الا انه حقيقة يُدخل البلد في متاهات هو بغنى عنها، في منطقة تغلي وتطلب أقصى درجات التضامن الوطني، للتصدي للمشاريع التي تُحاك للبلد”.
وتؤكد المصادر أن “أي اجراء سوف يتخذه الحزب للتصدي لاحتمال سحب الترخيص من جمعية رسالات سيكون بالسياسة حصرا، فهو يواصل تحييد الشارع، ويتعاطى بأقصى درجات ضبط النفس، والاوراق التي لم يستخدمها للتصدي لقرار حصرية السلاح، لن يستخدمها اليوم في معركة رمزية”.
تقرير “حصرية السلاح”
وان كان البندان المرتبطان بنشاط الروشة (حل رسالات وعرض وزير العدل للاجراءات التي اتخذتها النيابة العامة التمييزية) يتصدران راهنا الاهتمامات، الا ان التقرير الأول الذي سيعرضه قائد الجيش العماد جوزاف عون، لتنفيذ قرار حصرية السلاح يبقى الأهم. وان كانت معلومات “الديار” تشير الى أنه “لن يلحظ مفاجآت، وسيشدد بشكل أساسي على أن استمرار “اسرائيل” باحتلال عدد من المواقع الحدودية، يعرقل تنفيذ القرار الحكومي”.
ويبدو حزب الله مطمئنا تماما لآداء قائد الجيش وحرصه على السلم الأهلي، وهو ما عبّر عنه قياديون في الحزب أمام من التقوهم مؤخرا، معتبرين أنه تجاوز وبنجاح اختبار الروشة.
صفقة خلف تسليم شاكر نفسه؟
وكان خبر تسليم الفنان فضل شاكر نفسه لمخابرات الجيش مساء السبت، تصدر الاهتمامات اللبنانية. وأصدرت قيادة الجيش أمس الأحد بيانا قالت فيه إنه “وبتاريخ 4/10/2025 مساءً، نتيجة سلسلة اتصالات بين الجيش والجهات المعنية، سلّم المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر المعروف “شاكر” نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات، عند مدخل مخيم عين الحلوة – صيدا، وذلك على خلفية أحداث عبرا في العام 2013. وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص”.
ونبّهت مصادر سياسية من “صفقة تشارك فيها جهات ودول اقليمية، ستؤدي لاعلان القضاء اللبناني براءة شاكر بعد فترة”، معتبرة في حديث لـ”الديار” أن “شاكر ما كان ليسلّم نفسه بعد كل هذا الوقت لولا ذلك، علما ان عملية التسليم أتت بعد أشهر تم العمل خلالها على أكثر من مستوى، لإظهاره مظلوما ولعودته الى الغناء، ما يوحي بوجود خطة محكمة يتم تنفيذها بعناية فائقة”.
جديد خطة ترامب
اقليميا، لم يرس ُ المشهد في غزة بعد على بر، اذ يخشى مواكبون لعملية تنفيذ خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن تطيح “اسرائيل” بالخطة بعد استعادة الرهائن. ويقول هؤلاء لـ”الديار” إنه “بالرغم من التطمينات التي أعطاها الوسطاء الدوليون لـ”حماس”، والتي أدت لقبولها بالخطة، الا ان الأداء الاسرائيلي طوال السنوات الماضية، يؤكد أن “تل أبيب” لا تلتزم بأي تعهدات، وتبدي مصالحها على كل ما عداها، كما ان الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لم يعودا يعنيانها بشيء”. وأضافوا:”الخطة الاميركية لا شك ليست لمصلحة “حماس”، لكن الحركة وبموافقتها عليها، تريد من جهة التأكيد ان مصلحة الشعب الفلسطيني أولويتها، ومن جهة ثانية تفادي تحميل “اسرائيل” مسؤولية الاطاحة بالخطة، لعلمها بأن ذلك قد يحصل عاجلا أم آجلا”.
ويوم أمس الأحد، بدأت في القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين ممثلين عن “إسرائيل” وحركة “حماس”، للاتفاق على الخطوات الاجرائية للافراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، والأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى “اسرائيل”، تنفيذا للبند الأول من خطة ترامب. وبحسب المعلومات فان صهر ترامب جاريد كوشنر وموفده ستيف ويتكوف، سيشاركان ويشرفان على هذه المفاوضات لضمان نجاحها.
بيان حزب الله
وفي بيان له يوم أمس، أعرب حزب الله عن دعمه وتأييده للموقف الذي اتخذته “حماس”، بالتشاور والتنسيق مع بقية فصائل المقاومة الفلسطينية فيما يخص خطة ترامب لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرا أن “هذا الموقف بمقدار ما ينطلق من الحرص الشديد على وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة، فإنه من جهة أخرى يؤكد على التمسك بثوابت القضية الفلسطينية ، وعدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني”.
ودعا الحزب الدول العربية والإسلامية إلى “الوقوف خلف الشعب الفلسطيني وموقف حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية كافة، ودعمها على جميع الصعد لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، ومنع تهجير السكان وإعادة إعمار القطاع واستعادة جميع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني”.
انتخابات صورية في سوريا
أما سوريا، فشهدت يوم أمس أول انتخابات برلمانية منذ الاطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وان كانت أقرب لانتخابات صورية، باعتبار انه لم يشارك فيه عامة الناس، انما انتخبت هيئات مناطقية شكّلتها لجنة عليا ، عيَّن أعضاءها الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، ثلثيْ أعضاء المجلس البالغ عددهم 210، على أن يعيِّن هو أيضا الثلث الباقي.
وقد استُبعد في هذه الانتخابات تمثيل ثلاث محافظات هي السويداء الرقة والحسكة لأسباب “أمنية”.
وبرّر الشرع اعتماد آلية الانتخاب غير المباشر، بقوله: “نحن في مرحلة انتقالية، ولسنا في وضع يسمح بإجراء انتخابات عامة مباشرة”.



