قالت الصحف: جائحة كورونا والاستشارات النيابية الملزمة أنفاس اللبنانيين الإخيرة!
الحوارنيوز – خاص
الولايات المتحدة الأميركية ماضية في حصارها وشروطها حتى يكاد القطاع المصرفي يلفظ أنفاسه الأخيرة! وجائحة كورونا تجتاح لبنان بلدة بلدة والجهاز الطبي وصل إلى حدود لفظ الأنفاس. اللبنانيون يعيشون حالة إختناق معيشي والأسواق بدأت تفتقد إلى بعض السلع الضرورية، والآتي من الأيام يحمل مؤشرات على المزيد من الغلاء ورفع الدعم والإختناف…
لوحة هي خلاصة المشهد اللبناني الذي ينتظر الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل في بعبدا ،فيما تستضيف قاعة الأونيسكو اليوم جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب مخصصة لإنتخاب هيئة مكتب المجلس، يمكن اعتبارها بروفة للإصطفاف المتوقع الخميس المقبل!
ماذا في افتتاحيات الصحف؟
• صحيفة "النهار" عنونت:" لا إرجاء للإستشارات … وأجراس الانهيارات تقرع " وكتبت تقول:" في بلد باتت فيه رحلة مريض الكورونا تنذر برحلات الموت، كتلك الفاجعة التي أودت بمريض لم يحالفه الحظ بوجود سرير خال لانقاذه في أربعة مستشفيات بين بيروت والشمال ففارق الحياة… يفقد كل كلام آخر عن الملفات السياسية وغيرها أي جدوى ومضمون، فكيف متى أصبحت السياسة مرادفة للفضائحية الدائمة المكشوفة والتخلي المرعب عن المسؤوليات حيال الانسان اللبناني المصلوب؟
وسط تصاعد أسوأ الظروف والمعاناة المتنوعة اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، ووسط انزلاق لبنان بكل ما للكلمة من معنى الى النموذج الوبائي الكارثي الذي عرفته دول عدة في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، لا تزال "أسطورة" السياسة اللبنانية تتمثل في دوامة التساؤلات المحيرة: هل تراها تجري الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة المرجأة من الخميس الماضي الى الخميس المقبل ام يطاح بها تكرارا؟ يجري هذا وقصص المآسي التي باتت تتكرر في يوميات الناس من مثل المرضى الذين لا يعثرون على أسرة ولا على أدوية تنتظر ترف الذين يتمهلون في بت الاستحقاق الحكومي ولا يزالون يخضعونه لحسابات مرحلة ما قبل الانهيارات اللبنانية وما قبل الكوارث اللبنانية وما قبل تفشي كورونا. واذا كان كل ذلك لم يكف ولن يكفي، فماذا عن اكثر النداءات اثارة للرعب الحقيقي أطلقته عصر امس الهيئات الاقتصادية يكاد يشكل الصرخة الأخيرة ما قبل لفظ القطاع الخاص اللبناني أنفاسه الأخيرة اسوة بشهيد الكورونا الذي لم يعثر على سرير الاحتضار؟
في أي حال بدا لافتا للغاية ان تسابق التداعيات الخارجية لتأخير التكليف والتأليف وتصاعد أنباء الفضائح السياسية اللبنانية التي تسد طريق الانفراج الحكومي، مجريات المماحكات الداخلية بدليل تزامن الموقف الفرنسي الجديد امس مع اتصال مفاجئ لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك كلام نوعي لصندوق النقد الدولي محفز على استعجال الحكومة. مجمل هذه المعطيات معطوفة على أجواء الاحتدامات الاقتصادية والاجتماعية تضع الساعات الثماني والأربعين المقبلة الفاصلة عن موعد الاستشارات المرجأة في عين العاصفة علما ان لا معطيات تكفي للجزم باي اتجاه حاسم نهائي وهو امر مثير للمزيد من التخوف والتشويش.
غير انه فيما كانت أوساط بعبدا كانت تؤكد امس وتكرارا ان موعد الاستشارات النيابية الملزمة باق الخميس ومن دون تأجيل، اتسم المشهد السياسي بجمود بل بانقطاع شبه كامل لكل التحركات والاتصالات التي من شأنها ان تحرك البحث عن مخارج. ولذا ابدت أوساط سياسية معنية بالمأزق شكوكا واسعة في مرحلة التأليف اذا مر خميس التكليف من دون ارجاء، باعتبار ان تكليف الرئيس سعد الحريري سيكون محسوما بأكثرية تتجاوز الـ 70 نائبا. ولكن ذلك لن يكفل توافر أي ضمانات من شانها استعجال حلحلة عقد التأليف، علما انه اذا كانت عقدة التكليف حاليا تبدو كأنها حصرا بالعهد والتيار العوني، فان الانتقال الى التأليف سيضاعف العقبات متى اصبح حلفاء العهد أيضا شركاء في الاشتراطات والمطالب والمساومات. ورغم تأكيدات بعبدا ان الاستشارات في موعدها برزت معطيات منسوبة الى أوساط 8 آذار تتحدث عن انه ربما يكون لدى الرئيس عون ما يقوله قبل الخميس. اما في ما يتعلق بالزيارة التي كان يزمع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم القيام بها لباريس بعد واشنطن فتؤكد المعلومات ان ابرهيم لم يكن مكلفا بمهمة رسمية فيها. ولكن الزيارة ألغيت مساء بعدما تبينت إصابة اللواء ابرهيم بفيروس كورنا وهو في واشنطن.
• صحيفة "الاخبار" عنونت:" الحريري مكلفا مع وقف التنفيذ" وكتبت تقول:" المؤشرات لا توحي، حتى الساعة، بنية رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل المشاورات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس حكومة جديدة. سعد الحريري هو "الحلّ" أمام القوى، بعد أن فشلت محاولات الوزير السابق جبران باسيل في تسويق خيارات بديلة. التكليف لا يعني التأليف، فبعد يوم الخميس تبدأ "جُلجلة" الحريري الفعلية
المشاورات بين القوى السياسية تخطّت مستوى "التكليف"، لتنتقل مُباشرةً إلى "التأليف". فغالبية الجهات السياسية المؤثّرة، باتت تتعامل مع سعد الحريري كما لو أنّه "الرئيس المُكلّف بتأليف الحكومة". الورقة الحمراء الأبرز المشهورة بحقّه، تأتي من جانب التيار الوطني الحرّ أولاً، والقوات اللبنانية ثانياً. وُجد حلّ لهما بشعار "الميثاقية تؤمَّن في التأليف وليس في التكليف"، وبوجود نواب مُمثلين للطائفة المسيحية خارج الحزبين الأكبر. أما حزب الله، الذي وإن لم يتضح بعد إن كان سيُسمّي الحريري أو يُحدّد خياراً آخر، فلن يكون بحدّ ذاته "عقبة" أمام عودة الحريري إلى السراي الحكومي. وكما تقول مصادر بعبدا، "الاستشارات النيابية المُلزمة يوم الخميس لتسمية رئيس الحكومة باقية في موعدها، إلا إذا طرأ أمر في الساعات الأخيرة واستدعى تأجيلاً". تركيب هذه القِطع بعضها فوق بعض، يقود إلى تسمية سعد الحريري، قبل 48 ساعة من الموعد الدستوري… تسمية مع وقف التنفيذ. فالأزمة المالية والنقدية، وملفّ ترسيم الحدود الجنوبية، والمفاوضات مع "المجتمع الدولي" ومؤسساته والدول "الراعية" للحصول على "دولارات طازجة"، التي استوجبت وجود رئيس حكومة، لن تنسحب على عملية التأليف. هذا ما يؤكّده سياسيون مُتابعون لاتصالات الساعات الأخيرة.
استمرت الاتصالات يوم أمس بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحرّ، من دون أن ينتج عنها أي ليونة في موقف الوزير السابق جبران باسيل من تسمية الحريري. تُشبّه المصادر الوضع بما كان عليه قبل قرابة سنة، حين سحبت القوات اللبنانية بِساط "الميثاقية المسيحية" من تحت الحريري رافضةً تسميته، ليتراجع بدوره عن الترشّح، ويستعد فريق رئاسة الجمهورية – التيار الوطني الحرّ للعب دور المعارضة وعدم حضور جلسات مجلس الوزراء، وصولاً إلى حدّ عدم التوقيع على المراسيم. الفارق بين الزمنين، "تبدّل الأوضاع على كلّ المستويات، وجود ضغط فرنسي ودولي كبيرَين لإحداث تغيير في الساحة الداخلية. لبنان أمام مخاطر كبيرة، لذلك من المُستبعد أن تُخلق معارضة كهذه من جانب العهد خلال هذه المرحلة". وتُضيف المصادر أنّ "الردّ سيكون عبر التشدّد في التأليف، وموقف التيار الوطني الحرّ في عدم التمثّل وزارياً، على أن تُحصر الحصّة المسيحية الوازنة برئيس الجمهورية، فيكون له فريق عمله الحاضر داخل السلطة التنفيذية". موقف "التيار" لا يلقى انتقاداً في صفوف حزب الله، بقدر ما يبدو "تفهّماً" لحليف سياسي حُمّل كلّ وِزر أسباب انتفاضة 17 تشرين الأول، "التي تعتبر أنّ أهم إنجازاتها هو إسقاط حكومة الحريري، وها هي اليوم تتفرّج عليه يعود إلى السلطة، ويُربط انخفاض سعر صرف الدولار بوجوده في السلطة وتأخذ الأسواق نفساً، في حين يُظهّر جبران باسيل كما لو أنّه هو الخاسر الوحيد من هذه العملية". انطلاقاً من هنا، "يبدو طبيعياً التشدّد في عملية التأليف"، لا بل مُمكن أن يُشكّل التشدد ضرورة لفريق "8 آذار"، الرافض نهائياً لتسليم إدارة البلد كلياً إلى الحريري وخياراته الاقتصادية والسياسية"، وقد يؤدّي هذا التشدّد إلى أن "يبقى الحريري رئيساً مُكلفاً فترة طويلة".
محاولات تأليف حكومة في لبنان ليست معزولة عن "مناخات إيجابية" بدأت تُلتقط إشاراتها في المنطقة ككلّ، من دون أن تُحسم نتائجها. تتحدّث المصادر عن موقف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، من الحكومة وتمثّل حزب الله فيها، وزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن، وأخيراً اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس ميشال عون. كما لو أنّ الولايات المتحدة تُريد أن تقول إنّ مفتاح الحلّ في يدها وليس مع فرنسا".
• صحيفة "اللواء" عنونت:" شبح الحلف الرباعي يحضر في الاونيسكو اليوم … وغدا في بعبدا" وكتبت تقول:" هل تفتح جلسة مجلس النواب، المخصصة اصلاً لانتخاب "المطبخ التشريعي" (أميني سر وثلاثة مفوضين) فضلاً عن أعضاء اللجان النيابية، التي شغرت، بعد استقالة 8 نواب من المجلس النيابي واستكمال مناقشة وإقرار ما تبقى من جدول أعمال الجلستين التشريعيتين الماضيتين، الباب اليوم، للتباحث في ما يمكن فعله بعد غد الخميس، موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية شخصية تكلف تأليف الحكومة، أو تسمية الرئيس سعد الحريري باعتباره، المرشح الوحيد المعلن، على الرغم من اعتراض ورفض تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل.
وعلمت "اللواء" ان فريق التيار الوطني الحر يسجل عتباً على حزب حليف، معرباً عن هواجسه، من ان تقود المشاورات الجارية إلى تشكيل تحالف رباعي جديد قوامه: حركة "أمل" و"حزب الله" وتيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي، بكتلها النيابية، التي إن جمعت اصواتها فهي توفّر ما بين 68 و72 نائباً لصالح تسمية الرئيس الحريري.
في بعبدا أكدت المصادر المطلعة لـ"اللواء" ان الاستشارات الملزمة لا تزال قائمة في موعدها الخميس المقبل وأوضحت ان المجال مفتوح للاتصالات قبيل حلول هذا الموعد كاشفة ان لا تواصل سجل بين الاليزيه وبعبدا ولا بين الرئيس عون والرئيس الحريري.
وافادت ان هذه الحكومة مطلوبة على ان تضم وزراء نظيفي الكف يهمهم الاصلاح. ودعت الى انتظار ما بعد تكليف الحريري وكيف تسير مسيرة تشكيل الحكومة.
ورأت المصادر انه عندما ارجأ الرئيس عون الاستشارات اول مرة كان يعرف الدوافع لماذا واليوم اذا ثبت الموعد يعرف التي تدعوه لذلك مشيرة الى ان بعبدا سائرة في خطى ثابتة نحو اجراء الاستشارات ما لم يطرأ ما ليس في الحسبان وليأتي ما يأتي وفي عملية التأليف يسود الكلام. والإنفتاح بين الكتل النيابية حول حكومة المهمة.