قالت الصحف: تهويل بريطاني وتعويل على اجتماعات باريس

الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم التهويل البريطاني بتوسعة العدو لحربه المتواصلة على لبنان الى جانب الضغوط الأميركية والتهديدات الإسرائيلية، وعلى المقلب الآخر يعول لبنان على اجتماعات باريس لدفع الأطراف كافة للإلتزام بوقف النار وتثبيت آلية التحقق من عمل الجيش اللبناني جنوب الليطاني..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تصعيد إسرائيلي لافت يواكب الترقّب الثقيل… لقاءات باريس والناقورة تكرّس “آلية التدقيق”؟
وكتبت تقول: يسود الترقّب الثقيل الوطأة المشهد اللبناني برمته في انتظار مجموعة محطات متزامنة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، إذ يفترض أن تفضي إلى بعض النتائج والخلاصات الضرورية لرسم الخط البياني للمرحلة التي سيقبل عليها لبنان في نهاية السنة الحالية ومطلع السنة الجديدة. ولعل ما عكس دقة اللحظة التي يمر بها لبنان، إن على صعيد الوضع الخطير القائم بين لبنان وإسرائيل وإن على صعيد ملفات الداخل وأولوياته، أن الأوساط الرسمية المعنية بدت متحفظة للغاية عن إطلاق تقديرات مسبقة لما قد تؤول إليه الاجتماعات المهمة والبارزة التي ستشهدها العاصمة الفرنسية حول لبنان غداً الخميس، من دون إغفال مسحة أمل وتفاؤل بأن تفضي إلى تفاهمات بين ممثلي الدول المشاركة فيها بفعل الدفع الفرنسي الملحوظ لإنجاح الاستعدادات لمؤتمر دعم الجيش، كما للدفع نحو تفعيل آلية متطورة للتحقق من حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني. كما لم تغفل هذه الأوساط أن شيئا ما جديداً ومهماً طرأ على المناخ الخارجي المتصل بمراقبة الوضع بين لبنان وإسرائيل، ويفترض أن يترجمه الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم الجمعة في الناقورة، وهو الاجتماع الثاني الذي سيعقد بمشاركة رئيس الوفد اللبناني المدني السفير السابق سيمون كرم، إذ سيحضر للمرة الثانية إلى لبنان في أقل من أسبوعين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للمشاركة في الاجتماع إلى جانب الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس غداة لقاءات باريس حول لبنان. وتعكس هذه الدينامية اللافتة مناخات أكثر من عادية تدور حول مخرج صار معروفاً وهو تكريس آلية التدقيق بعدما اقتربت مؤشرات نهاية المرحلة الأولى من حصر السلاح في جنوب الليطاني، علماً أن أجواء الحذر لم تتراجع إطلاقاً في ظل مضي إسرائيل في توسيع عمليات الإغارة وعودة الاغتيالات المنهجية التي تستهدف عناصر وكوادر “حزب الله”.
وفي هذا السياق، أفيد أن رئيس الجمهورية جوزف عون تابع أمس التحضيرات الجارية للاجتماع المقرر عقده في باريس الخميس المقبل للبحث في حاجات الجيش. واستقبل للغاية قائد الجيش العماد رودولف هيكل وزوّده بتوجيهاته بالنسبة إلى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع في باريس، وتداول معه حاجات الجيش في المرحلة الراهنة. وخلال اللقاء أطلع العماد هيكل الرئيس عون على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية في أماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الإجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذاً للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة، والانطباعات التي تكوّنت لدى الديبلوماسيين خلال الجولة.
غير أنه في المقابل نقل عن مسؤول في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تدعم جهود إسرائيل للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس و”حزب الله”، وقال المسؤول: “نظراً لفشل الجهود الديبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض حزب الله التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريًا، إذ يُشكّل خطرًا مباشرًا على إسرائيل وعلى الاستقرار الإقليمي”. وأضاف أن “القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في إسرائيل ولبنان وغزة إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران”.
كما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن ديبلوماسيين، قولهم إن اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الأميركي توم برّاك أول من أمس، أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان. أما صحيفة “هآرتس”، فأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه”، لافتة إلى أن “الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية”. وبحسب الصحيفة فإنّ “التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل”.
وفي الإطار الديبلوماسي أيضاً عقد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي لقاءً موسّعًا في بروكسل مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، تناول خلاله الأوضاع في لبنان ومسلطًا الضوء على جهود الحكومة للنهوض بالبلاد والصعوبات التي لا تزال تواجهها، لا سيما موضوع الاحتلال الإسرائيلي. وشدّد رجي على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن الأسرى، ووقف الاعتداءات العسكرية اليومية، كما تمنى على الدول الأوروبية ألّا تقتصر المفاوضات مع إيران على ملفي النووي والصواريخ الباليستية، وأن تشمل أيضًا مسألة أذرعها في المنطقة. وأكد أهمية القرار الحكومي “التاريخي” بحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وسيادتها بقواها الذاتية حصرًا على كل الأراضي اللبنانية. كما تطرّق اللقاء إلى اليوم التالي لما بعد انتهاء مهام اليونيفيل في نهاية العام المقبل، وأهمية تعزيز الدعم الأوروبي والدولي للجيش اللبناني للاضطلاع بمهامه على أكمل وجه، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب السفراء عن دعم دولهم للقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وعن اهتمام الاتحاد الأوروبي برفع علاقته مع لبنان إلى مستوى شراكة استراتيجية، وزيادة مساعداته بشكل كبير بعد توقيع الحكومة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مؤكدين دعمهم للجيش اللبناني ولمسيرة الإصلاح.
وفي الجانب الآخر من المشهد الداخلي وعشية الجلسة التشريعية الخميس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لفت رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع إلى أن دعوة بري إلى الجلسة لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة الماضية، “والتي قاطعها أكثر من نصف النواب لعدم إدراجه على جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بقانون الانتخابات، تعد تخطياً واستخفافاً برأي هؤلاء الـنواب الـ65، بالإضافة إلى ذلك، وفي ذاك الحين، كانت الحكومة قد أرسلت أيضا مشروع قانون معجّل بالموضوع ذاته إلى المجلس، فلم يقم الرئيس بري بتحويله إلى الهيئة العامة بل حوّله إلى اللجان، وكأنه مشروع قانون عادي في موضوع عادي وفي زمن عادي”. واعتبر أن “تصرفات الرئيس بري تدل على أنه لا يقيم وزناً لا للدستور ولا للنظام الداخلي لمجلس النواب ولا للنواب، واستطراداً لا يقيم وزناً للشعب اللبناني الذي اقترع لصالح هؤلاء النواب”.
على الصعيد الميداني، شنّت مسيّرة إسرائبلية بعد الظهر غارة على سيارة رابيد بين بلدتي مركبا وعديسة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عنصرًا من “حزب الله ” في جنوب لبنان “ويُعدّ وجود عناصر حزب الله في جنوب لبنان انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار”.
ولاحقاً شنّت مسيّرة غارة استهدفت شاحنة على طريق سبلين جدرا في إقليم الخروب كادت تتسبب بكارثة، إذ تزامنت الغارة مع عودة طلاب من جامعات صيدا وبيروت، ما كاد يعرضهم للخطر، وأفيد عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة ضباط من الأمن العام صادف مرورهم قرب الشاحنة المستهدفة.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجيّة البريطانيّة تحديثًا لتحذيرات السَّفر إلى لبنان، شمل تحديد مناطق واسعة في بيروت وضواحيها الجنوبيّة، إضافةً إلى محافظات الجنوب، النبطيّة، البقاع، بعلبك الهرمل، الشَّمال، وعكّار، فضلًا عن مخيَّمات اللاجئين الفلسطينيّين، مؤكِّدةً أنّ الوضع الأمني “لا يزال غير مستقرّ” رغم دخول وقف إطلاق النّار حيِّز التّنفيذ في 27 تشرين الثّاني 2024.
- صحيفة الأخبار عنونت: حملة تهويل بريطانيّة… وواشنطن لا تريد الجيش على الحدود
وكتبت تقول: يزداد الضغط على لبنان مع اقتراب نهاية المهلة المحدّدة للجيش اللبناني لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة مع نهاية السنة. وبمعزل عن الاتصالات الدبلوماسية الرامية إلى تفادي أي تصعيد، تواصل تل أبيب والعواصم الغربية سياسة التهويل وفرض إجراءات انتقامية على بيئة المقاومة.
وفيما تصدّرت بريطانيا، الشريك الأساسي في الحرب ضد المقاومة والداعم الرئيسيّ لكيان الاحتلال، المشهد من خلال الانخراط المباشر في عملية ترهيب للبنانيين، استأنف العدو الإسرائيلي اغتيالاته أمس، مستهدفاً سيارتين على طريق جدرا – سبلين (قضاء الشوف) وطريق العديسة – مركبا (قضاء مرجعيون)، ما أدّى إلى استشهاد مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وتُعدّ غارة سبلين الأولى التي تقع شمال الأولي منذ أشهر، واستُشهد شاب من حركة أمل من بلدة زغدرايا (قضاء صيدا)، كان يقود شاحنة تابعة لمعمل لتصنيع البطاطا في الجنوب. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن قوة من الجيش اللبناني كشفت على الشاحنة المُستهدفة وتبيّن خلوّها من أي سلاح أو موادّ متفجرة.
وأتى التصعيد بعد ساعات من جولة نظّمها الجيش اللبناني لسفراء الدول الغربية والعربية عند الحدود الجنوبية. وأطلع قائد الجيش العماد رودولف هيكل رئيس الجمهورية جوزف عون، أمس، على نتائج الجولة.
وعلمت «الأخبار» أن على ضوء ما حصل في بلدة يانوح الأسبوع الماضي، «وُجّهت نصائح غربية إلى هيكل بالموافقة على تفتيش المنازل والممتلكات الخاصة».
إلا أنه تمسّك بالرفض لأن «الدخول الى الأملاك الخاصة يحتاج إلى إذن قضائي خاص بكل حالة على حدة، ولا يمكننا الدخول إلا في حال ضبطنا جرماً مشهوداً. مع ذلك، تعاونّا مع صاحب المنزل في يانوح الذي وافق على تفتيش منزله لتسهيل مهمة الجيش وعدم عرقلتها بعد طلب الميكانيزم».
إلى ذلك، تكشّفت أمس ملامح مخطّط دولي جديد للحدود الجنوبية، مع البحث في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية قوات «اليونيفل». وفي المعلومات أن الدول ذات الثقل في «اليونيفل» (إيطاليا وفرنسا وإسبانيا) تقترح نشر قوة أممية، بناءً على اتفاق مع الحكومة اللبنانية، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة التي تدعم تشكيل قوة دولية تحت راية الأمم المتحدة تنتشر عند الخط الأزرق ضمن منطقة عازلة تصل إلى عمق خمسة كيلومترات، وبعدد أقل من الجنود، شرط أن لا ينتشر الجيش في تلك المنطقة، وأن ينحصر وجوده في الخطوط الخلفية في جنوب الليطاني». وفُهم أن المُقترح «يقوم على فكرة منطقة منزوعة السلاح وليس منزوعة السكان، ولكن يبدو أنه لا يلقى تجاوباً من الجانب اللبناني الذي يصرّ على انتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية المُحرّرة».
تهويل بريطاني
وأصدرت الخارجية البريطانية أمس تحديثاً لتحذيرات السفر إلى لبنان، شمل مناطق واسعة في بيروت وضواحيها الجنوبية، إضافة إلى محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك – الهرمل والشمال وعكار، فضلاً عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
وأكّدت الوزارة أنّ الوضع الأمني «لا يزال غير مستقرّ» رغم دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وفي سياق تقييمها الأمني، أشارت إلى استمرار «الغارات الجوية والقصف المدفعي في أنحاء متفرّقة من لبنان، ولا سيما قرب الحدود مع إسرائيل وفي سهل البقاع، مع ورود تقارير عن ضربات في الجنوب ومحافظة النبطية، شمال نهر الليطاني»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن استبعاد وقوع ضربات في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك الضواحي الجنوبية لبيروت».
ونصحت بعدم السفر إطلاقاً إلى مناطق مُحدَّدة، وبعدم السفر إلا للضرورة القصوى إلى مناطق أخرى، مشيرة إلى أن «إغلاق الطرق أو تعطّل طرق الخروج في أي وقت قد يؤثّر على القدرة على مغادرة البلاد»، مشدّدة على ضرورة عدم الاعتماد على قدرتها على الإجلاء في حالات الطوارئ.
وفي بيروت وضواحيها الجنوبية، استثنت التوصية «الطريق الرقم 51 الممتدّ من وسط بيروت إلى مطار رفيق الحريري الدولي وما بعده»، بينما نصحت بتجنّب مناطق عدة، أبرزها طريق الجديدة ومحيطها ضمن حدود جغرافية محدّدة، الغبيري ومحيطها وفق نطاقات مقيّدة، الشياح في أجزاء محددة، حارة حريك، برج البراجنة، المريجة، الليلكي، إضافة إلى مناطق أخرى تقع غرب أوتوستراد كميل شمعون جنوب فرن الشباك، وصولاً إلى طريق صيدا القديمة مروراً بالحدث حتى مطار بيروت. كما شمل التحديد منطقة بئر حسن ضمن نطاق طرق محاطة بحدود واضحة، مع استثناء مربّع سكني يضم مستشفى رفيق الحريري ووزارة الصحة والسفارة القطرية.
وعلى مستوى المحافظات، حذّرت من السفر إطلاقاً إلى مناطق جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى حدود محافظة النبطية، وتشمل صور والرشيدية والناقورة، وإلى محافظة النبطية وقضاء جزين.
وفي البقاع، شملت التحذيرات مسارات محدّدة في حاصبيا وراشيا والمصنع وعنجر ورياق، مع توصية بعدم السفر إلّا للضرورة القصوى إلى نطاقات إضافية في البقاع الشمالي والشرقي، واستثناءات مُحدّدة تشمل مدينة زحلة ومحيطها. وفي محافظة بعلبك – الهرمل، أوصت بعدم السفر إطلاقاً إلى نطاقات تشمل طريق زحلة – بعلبك وطريق بعلبك – القاع، وصولاً إلى تقاطعات وطرقات مُحدّدة، «بما في ذلك معبد بعلبك»، إضافة إلى مناطق شمالية وشمالية شرقية تمتدّ حتى حدود محافظة الشمال مروراً بالهرمل. وفي الشمال، شدّدت على عدم السفر إطلاقاً إلى مدينة طرابلس ضمن حدودها، وعلى عدم السفر إلّا للضرورة القصوى إلى نطاقات جبلية وشمالية شرقية محدّدة. كما نصحت بعدم السفر إطلاقاً إلى محافظة عكار. وأدرجت الوزارة ضمن تحذيراتها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الاثني عشر.
من جهة أخرى، وجّهت الشرطة البريطانية اتهامات إلى لبنانيَّيْن بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور معسكرات تدريب على «الإرهاب» في لبنان. واعتُقل الرجلان في منزليهما في لندن في نيسان، وأُعيد اعتقالهما الأسبوع الماضي، بعدما وُجّهت إليهما لاحقاً تسع تهم تتعلق بـ«الإرهاب».
ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في لندن، دومينيك ميرفي، أن «هذه الاعتقالات والاتهامات جاءت بعد تحقيقٍ مُضنٍ أجراه محقّقو شرطة مكافحة الإرهاب في لندن، الذين عملوا عن كثب مع العديد من الزملاء خارج البلاد في مجال إنفاذ القانون». وأكّد أنه «ليس هناك تهديد في الوقت الراهن نتيجةً لأنشطة هذين الشخصين».
وبحسب «رويترز»، اتُّهم أنيس مكي، البالغ من العمر 40 عاماً، بحضور معسكر تدريب «إرهابي» في مطار بركة الجبور في لبنان عام 2021، والتورّط في الإعداد لـ«أعمال إرهابية»، والانتماء إلى حزب الله، والتعبير عن دعمه لحزب الله» وحركة حماس. كما اتُّهم محمد هادي، البالغ من العمر 33 عاماً، بالانتماء إلى الحزب وحضور معسكر تدريب في بافليه في جنوب لبنان عام 2015، وفي مطار بركة الجبور عام 2021.
في غضون ذلك، استكملت بريطانيا مشروع تأهيل مراكز الجيش الحدودية. وبعد إنجاز مركز العويضة بين الطيبة والعديسة، بدأت بتأهيل مركز مارون الرأس على أن تنتقل إلى مركز يارون. وفي مقابل الأشغال البريطانية في أطراف مارون الرأس الشرقية، تقوم قوات الاحتلال بأعمال حفر جنوب الخط الأزرق قبالة بلدة صلحا المحتلّة لاستكمال بناء الجدار الفاصل الذي بدأ تشييده من عيترون باتجاه جلّ الدير حتى يارون.
- صحيفة الديار عنونت: ترقب ممزوج بالقلق… رسائل مُتداخلة تنتظر بيروت
عيسى الى باريس… «جلسة استماع» لهيكل الخميس
إجتماع مفصلي «للميكانيزم» الجمعة… تسوية أم تسخين؟
وكتبت تقول: يقف لبنان هذا الأسبوع عند مفترق سياسي – أمني بالغ الحساسية عنوانه: الترقّب الممزوج بالقلق. فالعين على باريس يوم الخميس، حيث يعقد اجتماع دولي مفصلي يخص دعم الجيش، فيما الأنظار تتجه الجمعة الى الناقورة، موعد ولادة «الميكانيزم2» ، في حال سارت السفن اللبنانية وفق ما تشتهيه الرياح الاميركية والاوروبية، في موازاة ما يُتداول عن نتائج اللقاء بين المبعوث الأميركي توم براك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث ناقشا ملفات المنطقة، وسط تضارب المعلومات حول اذا كان ملف لبنان قد حضر على طاولتهما.
في الحسابات اللبنانية، لا يُقرأ اجتماع باريس كحدث ديبلوماسي عابر، بل محطة اختبار جدية للمقاربات الدولية حيال بيروت، ودور الجيش، ومستقبل الترتيبات الأمنية، وصولا لما بعد نهاية ولاية «اليونيفيل» في 2026، أما اجتماع لجنة «الميكانيزم» فيحمل في طياته رسائل عملية تتجاوز صيغتها وآلياتها الاساسية، لجهة تثبيت قواعد الاشتباك، ضبط هامش الحركة، ورسم خطوط تماس جديدة على الأرض.
في الموازاة، يكتسب لقاء براك – نتانياهو أهمية استثنائية، كونه قد يشكّل حلقة الوصل بين الضغط الميداني الإسرائيلي والمسار السياسي الدولي، فنتائج هذا اللقاء ستنعكس مباشرة على سقف التصعيد أو التهدئة جنوباً، وعلى طبيعة الإشارات التي ستُرسل إلى بيروت، مع استمرار ضغط واشنطن على «تل ابيب» لمنعها عن الاقدام على خطوة متهورة قبل اتضاح الاتجاهات، مقابل ضغط عربي للإسراع في نزع فتيل الحرب وتقديم المساعدة حيث يمكن، وتندرج ضمنها زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي غدا.
من هنا بين باريس و«الميكانيزم» و«تل أبيب»، ينتظر لبنان ما يشبه «حزمة رسائل» متداخلة، قد تحدد اتجاه الأسابيع المقبلة: إما تثبيت تهدئة هشّة بضمانات دولية، أو فتح الباب أمام مرحلة أكثر سخونة، في ظل توازنات دقيقة.
اجتماع باريس
وسط هذا المشهد، تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستضافة اجتماع في 18 من الشهر الجاري، يشارك فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس يرافقها السفير الاميركي ميشال عيسى، المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر، الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
في هذا الإطار، تكشف المعطيات عن أن الاجتماع المقرر منذ نحو ثلاثة أسابيع، عشية الاعلان المفترض عن «جنوب الليطاني» منطقة خالية من السلاح، سيشكل «جلسة استماع» لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي سيحمل معه تقريرين انجزتهما اليرزة خلال الساعات الماضية:
– الاول يتضمن شرحا فصلا مدعوما بالوثائق والافلام والاحصاءات، حول المهام التي نفذها الجيش في رقعة عملياته، عبارة عن خلاصة التقارير التي عرضت امام الحكومة، وهو ما عاينه وفد من الديبلوماسيين المعتمدين في لبنان على الارض، مؤكدا ان الخطة انجزت بالكامل وفقا للمرسوم لها، باستثناء المناطق التي تحتلها «اسرائيل».
– الثاني يتناول حاجات الجيش اللبناني، لاستكمال خطة حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، ويتضمن لوائح مفصلة بالمعدات والتجهيزات اللوجستية والموارد المالية المطلوبة، لتنفيذ المهام المطلوبة، والتي تفوق قدرته الفعلية نظرا لتعددها وتشعبها، من ملف الجنوب، الى ضبط الحدود اللبنانية – السورية، مرورا بمهمة نزع السلاح غير الشرعي المنتشر في مختلف المناطق اللبنانية.
مصادر مواكبة اشارت في هذا السياق إلى تسجيل تحول إيجابي ملموس في الموقف الأميركي، معتبرة أن ذلك يشكل مؤشرا مشجعا، يقابله أيضا تحول في الموقف السعودي، الذي كان يرفض سابقا البحث في أي دعم للجيش أو إعادة الإعمار قبل التزام لبنان الكامل، حيث بات مستعدا للاستماع والنقاش، مع التشديد في الوقت نفسه على أن الرياض لن تلتزم بأي قرار نهائي، قبل تلمس مؤشرات حسية وملموسة على الأرض، مضيفة أن هذا التحول لا يعني الإفراج عن الدعم، إذ لا مساعدات ما لم يلتزم لبنان بتنفيذ ما هو مطلوب منه، علما أن لبنان يبدي حاليا التزاما واضحا، إلا أن نقطة التحول الأساسية تبقى في اجتماع لجنة «الميكانيزم» يوم الجمعة، ونجاحه في احداث الخرق المطلوب.
في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أنه تمت إعادة جدولة زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، بعد تذليل جميع العراقيل التي أدت إلى إلغائها في المرة السابقة، دون تحديد موعدها، لافتة إلى أن هذا التطور جاء نتيجة جهود حثيثة قادها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عبر سلسلة اتصالات واسعة شملت مستويات رفيعة جداً، نافية الحديث عن تزامن زيارة قائد الجيش مع زيارة محتملة لرئيس الجمهورية إلى واشنطن، اذ أن رئاسة الجمهورية لا تزال بانتظار أن يوجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوة رسمية إلى الرئيس جوزاف عون، كما كان قد وعد بذلك علناً أمام وسائل الإعلام.
يشار الى انه في اطار التحضيرات الجارية لاجتماع باريس، استقبل الرئيس عون العماد هيكل وزوده بتوجيهاته بالنسبة الى المواضيع التي ستبحث خلال الاجتماع، كما استمع منه الى نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية الى جنوب الليطاني.
«الميكانيزم 2»
وليس بعيدا، يأتي اجتماع «الميكانيزم» المرتقب يوم الجمعة في توقيت بالغ الدقّة، ليشكل محطة مفصلية في مسار «إدارة التوتر»، و إعادة صياغة قواعد الاشتباك غير المعلنة بين الاطراف، تحت مظلّة دولية مباشرة، على ما تشير مصادر ديبلوماسية مواكبة، معتبرة ان هذا الاجتماع يندرج في سياق ضغط سياسي – أمني متصاعد تقوده عواصم القرار، بهدف منع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، من دون الذهاب في المقابل إلى تسوية شاملة، من ضمن مقاربتين: الاولى فرنسية يتولاها جان ايف لودريان، والثانية اميركية تعمل عليها مورغان اورتاغوس.
ووفقا للمصادر فان جدول الاعمال سيركز بشكل واضح على آلية التبليغ والتحقق، سرعة المعالجة وهو ما تسعى الجهات الراعية إلى تحويله من إطار شكلي إلى أداة ضبط فعالة، كما سيطرح دور الجيش اللبناني بوصفه الطرف الضامن على الأرض، لجهة توسيع هامش انتشاره جنوب الليطاني ، وتعزيز قدراته اللوجستية، تمهيدا لمرحلة ما بعد «اليونيفيل»، خصوصا مع اعلان المنطقة خالية من السلاح.
المصادر التي دعت الى عدم تجاوز ما يحمله الاجتماع من رسائل سياسية مبطنة تتخطى الجانب العسكري التقني، اكدت وجود مسعى جدي لتثبيت «خطوط حمراء» جديدة، تضبط وتحد من هامش المبادرة الميدانية، بما ينسجم مع الرؤية الأميركية ـ الأوروبية لمرحلة التهدئة، خاتمة بان اجتماع الجمعة ينظر إليه كمقياس لمدى قابلية لبنان للتكيف مع المبادرات الدولية، أكثر منه مجرد لقاء تنسيقي. فنتائجه ستحدد إذا كانت لجنة «الميكانيزم» ستبقى أداة إدارة أزمة مؤقتة، أم ستتحول إلى ركيزة دائمة في بنية الترتيبات الأمنية المقبلة، في لحظة لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل التأجيل.
توتر الميدان
في المقابل تبقى التطورات الميدانية مصدر القلق الاكبر، مع عودة عمليات الاغتيال والتوغل، التي وصلت امس الى جدرا – سبلين الشوفية، مستخدمة صاروخ «ايه.جي.ام 114» المعروف باسم صاروخ «نينجا»، الذي لا يحتوي على جسم متفجر، سبق ان استعمل في غارة استهدفت سيارة في منطقة الكحالة، تزامنا مع رسائل اعلامية وسياسية، تضع لبنان امام خطر الانزلاق الى مواجهة التي يريدها، وسط معلومات متزايدة عن اتجاه اسرائيلي الى رفع وتيرة القصف جنوبا في الايام المقبلة، في ظل رفض «تل ابيب» تقديم أي تعهدات بوقف اعمالها العدائية، في اطار استخدامها الضغط الميداني كاداة لتحسين شروط التفاوض، وفرض وقائع على الارض.
ففي وقت تكثر فيه المخاوف من تجديد «اسرائيل» حربها على لبنان، رفعت «تل ابيب» من منسوب الضغط على لبنان، على مسافة أسبوعَين من انتهاء المرحلة الاولى من خطة الجيش لحصر السلاح، اذ رغم الحركة الديبلوماسية والاتصالات الجارية لمنع التصعيد، إلاّ أنّ الإعلام الإسرائيلي يواصل في انتهاج سياسة التهويل، وبأن الحرب على لبنان أصبحت حتمية في جولتها الثانية.
في هذا الإطار، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن ديبلوماسيين قولهم ان اجتماع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والموفد الاميركي توم برّاك ، «أسفر عن اتفاق لمواصلة الحوار بشأن لبنان»، فيما اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن «الجيش الإسرائيلي يرى أن وتيرة عمل الجيش اللبناني ضد حزب الله، أقل من وتيرة إعادة بناء الحزب لنفسه»، لافتة إلى أن «الجيش الإسرائيلي يفهم أن الجيش اللبناني يواجه تحديات في الوصول لمخازن السلاح التابعة لحزب الله في المناطق الشيعية»، اذ بحسب الصحيفة فإنّ «التقديرات الإسرائيلية أن حزب الله لن ينزع سلاحه، لكنه لم يعد بمقدوره تنفيذ عمليات اقتحام واسعة لإسرائيل»، مضيفة أن «الجيش الإسرائيلي يدعي أن حركة حماس هي الأخرى تعمل في لبنان، وتسعى لإعادة التموضع وبناء قدراتها».
وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن هذه السياسة ستستمر، وهي تحظى بغطاء اميركي ضمني وغير معلن، فاذا كانت واشنطن لا تمانع الضربات الموضوعية وتبررها، الا انها تصر على ان تبقى مضبوطة ومحدودة في مكانها وزمانها، خاصة في غزة، في وقت أكد مسؤول في البيت الأبيض لمراسل «شمس» أن الولايات المتحدة «تدعم جهود «إسرائيل» للقضاء على التهديد الذي تُشكّله حماس وحزب الله»، وقال المسؤول «نظراً لفشل الجهود الديبلوماسية في نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإذا رفض التراجع، يُعتبر العمل العسكري ضروريا، إذ يُشكّل خطرا مباشرا على «إسرائيل» وعلى الاستقرار الإقليمي»، مضيفا ان «القضية الأساسية تكمن في نفوذ إيران في المنطقة، ولن يتحقق سلام دائم في «إسرائيل» ولبنان وغزة، إلا بتفكيك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.»
رئيس الوزراء المصري
على الصعيد السياسي، يتوقع ان يصل الى بيروت الخميس رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في زيارة تستمر ليومين، وتكتسب اهمية بارزة من حيث التوقيت والشكل والمضمون، اذ تأتي بعد ساعات من اجتماع باريس، وعشية اجتماع لجنة الميكانيزم، وسط معلومات عن تفعيل السفير الاميركي ميشال عيسى لاتصالاته بسفراء «خماسية باريس» في بيروت.
مصدر مطلع، وضع الزيارة في سياق المسعى المتجدد لوقف التصعيد وسحب فتيل أي انفجار، خصوصا في ظل المخاوف الاقليمية والدولية من ان يؤدي أي تصعيد في لبنان الى اجهاض وقف اطلاق النار في غزة. وفي هذا الاطار كشفت المعلومات ان مسؤولا اميركيا رفيعا زار القاهرة خلال الايام الماضية، حيث عقد سلسلة من اللقاءات تناولت الوضع اللبناني، والتقدم الذي احرزته «الوساطة المصرية»، بعد نجاح ديبلوماسيتها في التواصل المباشر مع حارة حريك، مشيرا الى ان «زيارة رئيس المخابرات اللواء حسن رشاد كانت أمنية، ووزير الخارجية عبد العاطي ديبلوماسية، أما الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء فسياسية بامتياز».
رحال في عين التينة
والى الملفات الداخلية، وعشية دعوة البرلمان لجلسة عامة في ساحة النجمة الخميس، زار كبير مستشاري رئيس الجمهورية العميد اندريه رحال مقر الرئاسة الثانية، حيث التقى رئيس المجلس في اطار الزيارات التنسيقية الدورية التي يقوم بها، لمناقشة ومتابعة كافة الملفات السياسية والمؤسساتية، على ما تشير مصادر متابعة، مؤكدة ان اللقاء تطرق الى سلسلة من المواضيع ابرزها: مصير الجلسة النيابية العامة، زيارة قائد الجيش الى فرنسا، واجتماع لجنة «الميكانيزم»، الذي سيحمل اليه رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم، المسلمات اللبنانية التي اتفق عليها بين الرؤساء الثلاثة.
وتتابع المصادر الى ان النقاش تطرق ايضا الى ملف الانتخابات النيابية، حيث يحكى عن مبادرة لرئاسة الجمهورية بهدف اخراج الملف من عنق زجاجة التعطيل، وسط تأكيد الطرفين على ضرورة اجرائها ضمن المهل الدستورية المحددة.
مصادر نيابية كشفت انه في حال تعطيل جلسة الخميس، وهو المرجح مع اصرار المقاطعين على موقفهم، فسيكون انعقاد المجلس مؤجلا على الاقل لمدة شهر، قبل العودة إلى أي جلسات أخرى، ما يعني الوصول إلى مرحلة استنفاد الوقت، في ظل غياب أي قرار في شأن الاستحقاق النيابي، متخوفة من «وجود اتفاق ضمني بين الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف».
تحركات كبيرة
وفي ظلّ استمرار الأزمة المعيشية وتآكل القدرة الشرائية، يعود ملف الرواتب والاجور إلى الواجهة، وسط مطالب متزايدة بإقرار حلول عادلة تضمن الحدّ الأدنى من الاستقرار الاجتماعي، حيث تحذر اوساط مطلبية من خطورة المماطلة في معالجة هذا الملف، مشيرة إلى أنه «من الآن وحتى رأس السنة ستكون هناك تحركات ضاغطة نتيجة تجاهل المطالب»، لافتة إلى «وجود تنسيق مع روابط القطاع العام تحضيراً لتحركات تحذيرية في المرحلة المقبلة»، معربة عن أملها في أن «تستدرك الحكومة هذا الملف قبل الوصول إلى تحركات لا يرغبون بالقيام بها».


